رواية تراتيل الهوى الفصل العشرون 20 بقلم ديانا ماريا
رواية تراتيل الهوى الفصل العشرون 20 بقلم ديانا ماريا
رواية تراتيل الهوى البارت العشرون
رواية تراتيل الهوى الجزء العشرون
رواية تراتيل الهوى الحلقة العشرون
تجمدت يد تاج على الهاتف وقال بحدة: أنت متأكد؟
رد الشاب بخوف: اه هو جاي لي كمان شوية يعني ساعة ولا حاجة علشان محتاج فلوس ومكان يبات فيه ولما كلمني كلمتك علطول.
قال تاج بصوت متصلب: تمام أقفل دلوقتي.
أغلق تاج الهاتف وهو يتطلع أمامه وفي عينيه يلمع الانتقام، مزيج من المشاعر اجتمعت في قلبه الآن مع اقتراب لقائه المرتقب بعصام أخيرا.
عاد لغرفة النوم وعيناه معلقتان بسروة النائمة في هدوء، مد يده وجنتها بظهر أنامله بحنان قبل أن يهمس لنفسه” هاخد حقك من الحيوان اللي عمل فيكِ كدة وهترجعي زي الأول وأحسن، هترجعي سروة بتاعت زمان”.
رن هاتفه فأخرجه ليجد أن روفان من تتصل به، حدق إلى الهاتف للحظات ولاسم روفان الذي يضيء شاشته قبل أن يغلقه ويعيده لمكانه بوجه جامد.
ثم أغلق الباب بهدوء وخرج من الشقة ذاهب لوجهته المنشودة.
طرق عصام باب الشقة بضربات متتالية ففتح له رفيقه الذي زجره عصام قائلا بصوت عالي وغاضب: سايبني على الباب كل ده ليه؟
ثم تابع بخبث وقد تغيرت قسمات وجهها: ولا يكون عندك واحدة؟
ظهر أمامه تاج فجأة من ورا الباب ففزع عصام وتجمد مكانه وهو ينظر له بعيون متسعة كمن رأى شبحًا.
ابتسم تاج بلؤم: لا عنده واحد ما تيجي تجرب!
ضربه بقدمه بقوة في معدته مما أدى لسقوط عصام على الأرض وهو يصرخ من الألم، نظر تاج للشاب ففهم فورا وخرج بسرعة من الشقة، أغلق الباب وراءه بالمفتاح وهو يرمق عصام الذي يتلوى ألمًا وقد تقوس فمه بابتسامة ماكرة: لا لا مش كدة ده إحنا لسة بنسخن بس! اجمد متبقاش عيل طري.
انحنى تاج وهو يقرب وجهه من عصام الذي نظر له بخوف.
قال تاج وهو يحدق إليه بعيون تنضج بالكراهية: أنا هدفعك تمن كل دمعة نزلت من عيون سروة.
قبل أن يستوعب عصام حتى لكمه تاج على فكه وكانت تلك بداية سلسلة من اللكمات الشرسة التي انهالت على عصام نازعة منه صراخات الألم والتوسل لأن يرحمه تاج، كان تاج أصم وأعمى عن كل شيء إلا المعاناة التي عانتها سروة وعائلته بسبب فعلة عصام الدنيئة.
أخيرا تعب تاج من لكمه فنهض عنه وهو يتنفس بتعب وينظر ليده التي لُوثت بدماء ذلك الحقير، ابتعد عنه وهو يتجه للمرحاض حتى يغسل يده.
عاد ووجد عصام يزحف على الأرض محاولًا أن ينهض ليهرب، خطى إليه تاج ببطء ورفعه من ياقة قميصه حتى يقف أمامه بصعوبة وهو يتمايل.
قال تاج بتهكم: أنت هتفرفر كدة من أولها؟ ده أنا قولتلك لسة بدري أوي.
نظر له عصام بوجهه الدموي وقال بخبث يحاول أن يضحك: كل ده علشانها؟ بس معاك حق هى تستاهل لأنها جامدة أوي ده كان نفسي أتمتع بيها تاني بس ياخسارة.
لم يتحمل تاج ذلك الكلام واحمرت عينيه من شدة الغضب حتى تحولت قسمات وجهه للشراسة ودفع عصام بأقصى ما عنده ليصطدم بالجدار بقوة حتى شعر عصام بأن كل ضلوعه قد تحطمت، تنفس تاج بحدة وهو يحدق إليه يشعر بأن لا شيء يمكن أن تطفئ النار التي شبت في صدره.
رفعه مرة أخرى وهو يضربه فيتراجع عصام للوراء ويقع فيرفعه تاج ويوجه له مختلف اللكمات والضربات في وجهه وجميع أنحاء جسده حتى وقع عصام في مدخل باب الغرفة المفتوح وهو لا يحرك ساكنًا.
كان تاج يتنفس بقوة من شدة الانفعال ولا يدري ماذا يمكن أن يفعل أيضًا به ليشفي غليله قبل أن يسلمه للشرطة.
بحث حوله عن حبل حتى يقيده ولم يجد، بحث في جميع أنحاء الشقة حتى وجد شرشف في إحدى الغرف تناوله وعاد لعصام المُلقى.
ما إن مد تاج يده حتى يرفع عصام ليتمكن من تقيده باغته عصام فجأة وضربه على مؤخرة رأسه بزجاجة خمر كان قد وقعت عيناه عليه قريبة منه بينما كان تاج بعيد فزحف بسرعة وأحضرها ثم عاد لوضعه حتى يتمكن من خداع تاج.
وضع تاج يده على مؤخرة رأسه والألم يعصف برأسه بشدة، نظر إلى يده المليئة بالدماء ورؤيته تتشوش حتى وقع على الأرض مستندًا إلى الجدار، أغمض عينيه يعقد حاجبيه بشدة من شدة الألم، استغل عصام تلك الفرصة وزحف من وراء تاج حتى تمكن من النهوض والهرب من الشقة.
فتح تاج عينيه على صوت فتح الباب ونظر وراءه فوجد أن عصام قد اختفى، أغمض عينيه مجددًا يلعن ذلك الحظ التعس، كان الدوار يهاجمه لذلك بقى مكانه لبرهة قبل أن يحاول النهوض بحذر، شعر بالدوار مجددًا فحاول الاستناد على أي شيء قريب منه حتى يستعيد توازنه، كان يشعر بثُقل في قدميه ولكنه تحامل على نفسه وبخطوات بطيئة خرج من الشقة بعد أن تمكن من قطع قطعة قماش من الشرشف يحاول أن يسد به النزيف.
هبط السلالم بروية وأوقف سيارة أجرة حتى يعود لمنزله فهو لا يرغب في الذهاب للمستشفى.
كان سائق سيارة الأجرة ينظر له في المرآة باستغراب ممزوج بالحيرة ولكن تاج لم يبالي حتى وصل للمنزل.
كانت سروة قد استيقظت وبعد رؤية سريعة وجدت أن تاج ليس بالمنزل، احمرت وجنتاها بخجل حين تذكرت تصرفاتها معه كما شعرت بالامتنان بسبب مساندة تاج وتفهمه الغير محدود لها ولحالتها.
تنهدت بحزن حين تذكرت والدها، سمعت صوت باب الشقة فنهضت حتى تراه، ما إن وقعت عيناها على تاج حتى صرخت بفزع وهى تضع يدها على فمها وعيناها متسعتان من المشهد الذي أمامه والدماء المنهمرة على تيشرت تاج وقطعة القماش المشبعة بالدم.
تقدمت إليه بسرعة وهى تنظر له بخوف: مالك يا تاج؟ حصلك إيه؟
ابتسم تاج بشحوب: مفيش حاجة يا سروة جرح بسيط بس.
نظرت سروة لجرحه وهى تهتف بقلق: جرح بسيط إيه بس! أنت مش شايف أنت عمال تنزف إزاي؟ يلا نروح المستشفى.
هز تاج رأسه برفض: لا مفيش داعي هتعالج هنا.
قالت سروة بإصرار: لا هنروح ودي مفيهاش مناقشة.
أمسكها تاج من ذراعها بحدة ممزوجة بالجدية: أنا قولت مش هروح يا سروة اسمعي كلامي وبلاش معاندة.
انكمشت سروة من داخلها بسبب نبرة تاج في الكلام معها وقد ظهر ذلك جليًا على وجهها فتنهد تاج ثم اعتذر منها: أنا آسف متزعليش مني بس أنا تعبان وبجد مش عايز أروح المستشفى فيه هنا إسعافات أولية ممكن نعالج بيها الجرح بشكل مؤقت لحد ما الدكتور اللي ساكن قصادنا يجي ويشوف الجرح وصدقيني هو جرح بسيط.
ثم تابع محاولًا المزح: وإلا مكنش زماني واقف قدامك دلوقتي وكنت وقعت من طولي.
ابتسمت سروة مستجيبة له ثم ذهبت لتحضر الإسعافات الأولية فزفر تاج بضيق وهو يجلس على الأريكة بانتظارها، كان يشعر بالضيق من نفسه بسبب شعوره بالفشل في إمساك عصام وقد نجح في خداعه والإفلات منه فشعر بأنه قد أخفق وذلك ما يسبب الضيق في صدره ولكن سروة لا ذنب لها حتى يخرج ضيقه عليها.
عادت سروة بسرعة وهى تجلس أمامه وتضم. جرحه رافضة بشكل قاطع أن يضمد جرحه بنفسه فنظفت الدماء وطهرت الجرح بإتقان ثم وضعت القطن واللاصق الطبي بحرص.
بعد أن انتهت قالت لتاج بقلق: حاسس بأيه دلوقتي؟
ابتسم تاج بتعب: كويس متقلقيش هنام شوية وهصحى زي الفل.
أومأت برأسها وأردفت: أنا هعمل لك شوربة خضار وفراخ علشان تأكل لازم تأكل كويس علشان تخف.
ضحك تاج بخفة: ملوش داعي تتعبي نفسك هنطلب أكل من برة وخلاص.
عبست سروة في وجهه وردت بتصميم: لا طبعا مينفعش أكل برة وانت تعبان كدة لازم أكل كويس من البيت علشان الجرح بتاعك يلم بسرعة.
شاكسها قائلا: خايفة عليا؟ طب افرضي كنت معرفتش أوصل البيت أو فضلت مرمي مكاني محدش سمع عني ما أنا كان ممكن امو….
قاطعته سروة بتوبيخ وهى تضع إصبعها على شفتيه حتى لا يكمل حديثه: لا متقولش كدة طبعا بعد الشر عليك، أنا عمري ما هنسى وقفتك جنبي دي طول عمري خصوصًا أنك مكرس كل وقتك وحياتك ليا ولمشاكلي فمتقولش حاجة زي دي وتضايقني.
كان تاج يحدق إليها بصمت ثم نظر لاصبعها على شفتيه، انخفضت نظرات سروة وسحبت يدها بسرعة بعد أن استوعبت مافعلت وقد احمرت وجنتيها من الإحراج، نظرت حولها وهى لا تعلم ماذا تقول بينما مازال تاج يحدق إليها مما زاد في توترها، أخيرا نهضت وهى تقول بارتباك: أنا هروح أعملك الأكل على ما تغير هدومك.
أمسكت بالاسعافات الأولية لتعيدها مكانها ثم ذهبت بسرعة إلى المطبخ، حدق تاج في أثرها للحظة قبل أن يبتسم ويستريح بجسده على الأريكة وعيناه تشرد أمامه بابتسامة.
دخلت سروة المطبخ وهى تضع صندوق الإسعافات على رخام المطبخ وتستند إليها يظهرها وهى تزفر بشدة، وضعت يدها على قلبها الذي ينبض بقوة عله يهدأ قليلًا، وضعت يديها على وجنتيها المحمرتين وضربتهما بخفة، ابتسمت تدعو نفسها بالبلاهة فما حدث لا يُذكر ولا يستدعي كل ذلك الانفعال.
حين استعادت أنفاسها، بدأت تفكر فيما تنوي إعداده ثم وفقت باستغراب وقد تنبهت أنها لم تسأل تاج عن سبب إصابته وهو لم يخبرها، لم تعر الأمر اهتمام وقد أخبرت نفسها أنه ربما وقع عليه شيء ما تسبب في إصابته.
مرت ثلاثة أيام بشكل هادئ نوعًا ما كان تاج خلالها يستعيد عافيته من الجرح الذي أصابه وقد أتى الطبيب وفحصه وأكد أن جرحه بالفعل ليس خطيرًا ولكن عليه التنبه له والخضوع لتعليمات الطبيب حتى يُشفى على خير، كان خلالها تاج يتكلم مع والدته ويطمئن على حال خاله وقد قرر أن يتحدث مع سروة في أقرب وقت عن والدها ويخبرها برغبته في رؤيته ولكنه ينتظر حتى يصبح خاله في حال أقوى ليتحمل المواجهة، لم ينسى عصام للحظة وهو يفكر في طريقة جديدة حتى يُمسك به ويتمكن من تحرير سروة من ذلك الموضوع للأبد، كانت سروة في تلك الأيام هادئة الطبع عن قبل رغم نوبات البكاء التي تنتابها فجأة فيسارع تاج لضمها حتى تهدأ ولكن غير ذلك كانت تحاول التصرف بشكل طبيعي.
كان يجلس لوحده في غرفة المعيشة بينما سروة في الحمام حين رن هاتفه، رفعه ليجد أن المتصل روفان، ينظر للهاتف بتفكير قبل أن يقرر أخيرًا الرد.
قال ببرود: ايوا يا روفان.
ردت روفان بعتاب: إيه يا تاج! كل ده من غير ما تطمئن عليا؟ مهنش عليك حتى تتصل!
زفر بضيق قبل أن يرد: كنت مشغول شوية.
قالت بدلال: طب على فكرة روفي زعلانة منك أوي لأنها اتصلت عليك من كام يوم ومردتش بس مش مهم دلوقتي هعاتبك لما أقابلك.
عقد حاجبيه باستغراب: تقابليني؟
قالت بانزعاج: أيوا يا تاج إيه مش عايز تقابلني ولا إيه؟ أنا رجعت وعايزة أشوفك بسرعة.
فكر تاج لدقيقة قبل أن يحسم أمره بحزم: تمام هقابلك في كافيه***** بعد ساعة بالضبط.
ثم أغلق الهاتف، نظراته تحدق أمامه بتركيز وهو يضع الهاتف على ذقنه، نهض ليبدل ملابسه حتى يغادر ويستعد لتلك المقابلة فقد كانت أخيرًا لحظة المواجهة الخاصة به.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية تراتيل الهوى)