رواية نصف الحكاية الفصل الثالث 3 بقلم ناهد خالد
رواية نصف الحكاية الفصل الثالث 3 بقلم ناهد خالد
رواية نصف الحكاية البارت الثالث
رواية نصف الحكاية الجزء الثالث
رواية نصف الحكاية الحلقة الثالثة
-من بين كل بنات الحارة ملقتش غير دي وتتجوزها؟ عجبك فيها ايه دي؟ ده انا نفسي اوقات بنسى انها بنت وبتعامل معاها على انها ولد! أنتَ اتهطلت في مخك يا واد؟
لم يكن يتوقع رد فعل افضل على كل حال, لذا كان هادئًا وهو يخبرها:
– اهدي بس يام هشام, مالها البت, طب والله قلبي طب ليها اول ما شوفتها, وعقلي قالي هي دي ياواد يا هشام الي هتعملك بيت صح الصح.
رفعت حاجبها بتعجب كأنها لا تدرك عمن يتحدث:
– رضا! رضا ياهشام كل الكلام ده عنها!! لا, أنتَ بينك اتعميت ولا ايه, واسمع ياواد أنتَ شيل الحكاية الخايبة دي من دماغك, قال تتجوزها قال.
قالت الأخيرة بعدم اقتناع, ليضجر هو بينما يقول:
– مهو مش هينفع, عشان أنا اصلاً كلمتها, وقولتلها اني عاوز اتقدملها.
شهقت بعدم تصديق وهي تقول:
– ايه ايه يا روح امك؟ اومال جاي تقولي ليه بقى, ولا بتقضي واجب؟ خلاص روح اتجوزها بعيد عني بقى وخليها تنفعك.
قطب حاجبيهِ ضيقًا:
– ليه العكننه دي بس؟ ياستي انا معاكي إن هي يعني مش احسن شكلاً بس البت كويسة وغلبانه ومحدش شاف عليها حاجه وحشة؟
– ماشي, بس برضو في بنات في الحارة تقول للقمر قوم وانا اقعد مطرحك, وبرضو محترمين, ليه بقى تاخد دي؟
رد مبتسمًا:
– عشان مميزة, البنات الحلوة والي مهتمة تبين حلاوتها على قفا مين يشيل, لكن هي حلوة وبتداري حلاوتها بسبب ظروف مجبرة عليها, طب اتفرجي بس ع البت دي لو حبت تظهر حلاوتها, وعهد الله لتكون احلى من احلاها بنت.
نهضت بيأس من اقناعه وقالت:
– روح اعمل الي تعمله, بس اعرف اني مش موافقة.
نهض واقفًا أمامها وهو يقول بود:
– بقى أنا اعمل حاجه مش موافقة عليها برضو! وافقي بقى يام هشام وبلاش لوي الدراع ده, باركي الجوازة عشان تكمل, بعدين مش يمكن اخد الحلوة وتطلع عيني! هتنفعني بايه حلاوتها دي بقى!
ورقَ قلبها لرغبته:
– يوووه, خلاص روح اتنيل اتجوزها, خدت ميعاد امتى من السنيورة؟
قبل جبهتها بحب قبل أن يبتعد وهو يجيبها:
– لا السنيورة مخدتش منها رد اصلاً, فهكلم ابوها بكره.
—————————————
استفاقت بعد مدة لا تعلمها, لتجد زوجها هو أول وجه تقع عيناها عليهِ, ابتسمت بتعب غير قادرة على بدء الحديث أو السؤال عما حدث, وهو فهمَ حالتها فبادر بينما يمسك كفها بحنو:
– وقعتِ فجأة, وجبتلك الدكتور, بس لقيت موبايلك جنبك واضح أنه السبب لأني شوفت اخر حاجه كانت مفتوحة عليه, مش اتفقنا ياتطلعي تعرفي الناس الحقيقة يا تقفلي الاكونت خالص الفترة دي لحد ما تكوني كويسة؟
ادمعت عيناها وهي تتذكر تعليقات البعض والتي لم تكن رحيمة اطلاقًا, ومسحت وجهها بكفها قبل أن تقول بحزن واضح:
– متخيلتش ان تعليقاتهم هتكون جارحة كده.
هز “معتز” رأسه باستغراب:
– شيري! من امتى والناس ورا الشاشات بتهتم بمشاعر حد! حبيبتي كل واحد بيكتب كومنت ويجري يشوف البوست الي بعده من غير ما يهتم باللي كتبه اصلاً , ميعرفش ان ممكن كومنته ده يكون سبب في ألم شخص تاني, ميعرفش انه هياخد ذنب عليه, ميعرفش ان بيكسر بخاطر حد أو بيدوس على جرح عنده بدون قصد, السوشيال ميديا اكتر مكان مزيف وكداب, الناس الي تقابليها وتلاقيها كيوت في التعامل ولطيفه, دول اكتر ناس في السوشيال ميديا تلاقيهم قلالة الذوق والأدب, عشان كده مش لازم نهتم بكومنتاتهم خالص, ولا تضايقنا , اقولك الحل الأحسن منشوفهاش اصلاً يا شيري.
هزت رأسها باقتناع وهي تخبره:
– معاك حق, بس أنا بفكر اطلع اقولهم الحقيقة, عاوزه اكسف الناس دي قدام نفسها يمكن يبطلوا يجرحوا في الناس .
هز رأسه بعدم اهتمام:
– الي مرتاحة له اعمليه, المهم تكوني كويسه, بقولك ايه , ماتيجي نروح الملاهي.
اتسعت عيناها ضاحكة:
– ملاهي! ده بجد!؟
نهض بحماس وهو يخبرها:
– ده جد الجد كمان, يلا قومي.
وتحت تذمرها وعدم تصديقها لرغبته, كان يتحرك بها, يساعدها في ارتداء ملابسها وتمشيط شعرها, ووضع بعض الزينة الخفيفة على وجهها, وضحكاتها لا تتوقف عن الصدوح.
————————
– هو أنتَ ليه اخترتني أنا ؟
سؤال خرج منها وهي تلاحظ نظرات والدته الغير مرحبة أبدًا بالفكرة لها, تلاحظ نظراتها لثيابها والتي كانت بنطال جينز بسيط و قميص بلونين ابسط, لم تتجمل ولم تغير في مظهرها اي شيء, فلِمَ تفعل؟ لقد اتى لخطبتها وهو يراها يوميًا بهذا المظهر, استغيره الآن؟
– مش أنا الي اخترتك.
قطبت حاجبيها بتعجب متسائلة:
– اومال مين؟
أشار بيده على قلبه وهو يجيبها مبتسمًا بحلاوة:
– ده الي اختارك, وأنا بثق في اختياراته.
كان جذابًا لحد ما, ووسيمًا بدرجة مقبولة, وابتسامته سحرتها, فانتقلت عدوى الابتسام اليها وابتسم ثغرها بخجل طفيف, جعل ابتسامته تتسع, وهو يدرك أن هذه الفتاة ما إن يكتشفها سيقع في غرامها لامحال….
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية نصف الحكاية)