رواية ما لم تخبرنا به الحياة الفصل التاسع 9 بقلم آيلا
رواية ما لم تخبرنا به الحياة الفصل التاسع 9 بقلم آيلا
رواية ما لم تخبرنا به الحياة البارت التاسع
رواية ما لم تخبرنا به الحياة الجزء التاسع

رواية ما لم تخبرنا به الحياة الحلقة التاسعة
_متروحش الحفلة يا أدهم، دول كلهم شيا*طين..عايزين يجروا رجلك عشان تبقى زيهم، متغا*ظين منك عشان انت ابن لو*اء!
قلبت عيوني بملل و أنا بسمع نفس الكلمات منه للمرة الألف، تجاهلت كلامه و أنا بعدل هدومي اللي كانت عبارة عن قميص أسود شفاف و بنطلون ضيق مقطع من على الركب و بصيتله قبل ما أتكلم:
_ايه رأيك؟
كت*ف دراعاته و بصلي بض*يق قبل ما يسألني بنفو*ر واضح على وشه:
_جبت الهدوم المقر*فة دي منين؟
_من توفيق.
_توفيق تاني؟ يا أخي الله لا يوفقه و يسخ*طه ناموسة قادر يا رب، اقلع يا بابا…شكلك عامل زي الشو*اذ.
اتأفأفت و بعدت عنه و أنا بتكلم:
_دي الموضة دلوقتي، كل المشاهير لابسين كدا انت اللي مبتفهمش في اللبس.
وقف قدام باب الأوضة و هو بيحاول يم*نعني أنزل و اتكلم بجدية:
_أدهم، أنا بتكلم بجد…لو رحت الحفلة دي لا انت صاحبي و لا أنا أعرفك بعد كدا.
فقد*ت أعصا*بي عليه و زع*قت:
_اومال عايزني أقعد معاك طول النهار هنا عشان انت مش قادر تتصرف زي البني آدمين الطبيعين يعني؟
سكت و بصلي بنظرة انكسا*ر قبل ما يتكلم:
_بتعا*يرني بمر*ضي يا أدهم؟
فجأة استوعبت اللي كنت بقوله قربت منه و أنا بنفي بسرعة:
_أنا..أنا مش قصدي، آدم أنا…
_اسكت، عايز تروح الحفلة روح مقدرش أمنعك، بس متجيش بكرا و بعده تعي*طلي بعد كدا لما تند*م فاهم؟!
ز*اح يدي و بعد، مشيت وراه، حاولت أمسكه بس فجأة الخلفية اتغيرت و آدم اختفى، لقيتني قاعد في الشارع في سك*ينة في يدي و هدومي كلها د*م، ببص على حجري لقيت آدم، شفته بيحرك بوقه اللي مليان د*م بكلمات مقدرتش أسمعها من الصد*مة اللي كنت فيها، عينه قف*لت و دي كانت اللحظة اللي قمت فيها من النوم مفزو*ع.
رمشت بعيني مرتين بحاول أستوعب أنا فين و بعمل ايه قبل ما أشوف محا*ليل متع*لقة في يدي و جهاز تنفس على وشي.
فجأة الذكريات بدأت ترجعلي تاني لما كنت بتخا*نق أنا و أيوب في الشارع و كان بيحاول يخن*قني قبل ما يضر*بني في وشي و يغ*مى عليا و دا كان أكيد سبب وجودي في المستشفى دلوقتي.
شلت جهاز التنفس من على وشي و حاولت أقف بس حسيت بأ*لم شديد في دماغي، حطيت يدي على راسي لقيتها ملفوفة بشاش.
اتنهدت باستسلا*م و قعدت على السرير و أنا بفتكر تفاصيل الكا*بوس اللي كنت بحلم بيه تاني،
ليه…؟
ليه بقيت أشوف حاجات كنت فاكر إني قدرت أتخطاها من زمان؟
______________________
_أدهم مش شخص كويس.
اتكلم الظا*بط أيوب و هو قاعد جمبي في جنينة في المستشفى.
_ل..ليه بتقول عليه كدا؟
_عشان أدهم عمل جر*ايم كتير و هو صغير بس عشان هو ابن لو*ا كان بيطلع من كل المشاكل زي الشعرة من العجين.
كت*فت دراعاتي و اتكلمت بعدم مبالاة:
_أنا مش فاهمة برضو ليه بتقولي الكلام دا؟!
_بقولك الكلام دا عشان مش عايزك تثقي فيه و بعدين يئذ*يكي…
سكت شوية و بعدين بص في عيوني قبل ما يكمل:
_يمنى…انتي بنت كويسة و دا اللي خلاني مبل*غش عنك على الرغم من إني عارف كل اللي حصل، أنا خا*يف عليكي صدقيني.
بلعت ريقي و اتكلمت بتو*تر:
_انت..انت عارف؟!
_أيوا عارف، قدرت أو*قع يارا في الكلام بسهولة.
ضر*بت راسي بق*لة حي*لة، كنت عارفة إن يارا هتقول بس أدهم مصدقنيش، سحبت نفس عميق قبل ما أرد:
_طيب و عارف برضو إن أدهم الوحيد اللي كان بيساعدني كل الفترة اللي عدت دي؟
_بيساعدك عشان مصا*لحه الشخصية، أدهم…
_اسكت.
ز*عقت بصوت عالي، معرفش ليه حسيت بغ*ضب من طريقة كلامه عنه، يمكن عشان حسيت إن أدهم شبهي؟
كل واحد فينا عنده ماضي جايبله الكلام!
_اسمع….مش من حقك تحكم على أي شخص من ماضيه! أدهم اللي أنا شايفاه دلوقتي غير أدهم اللي انت بتتكلم عليه و دا المهم، كل الناس بتغلط و كل الناس من حقها تحاول تتغير للأحسن…
_بس صدقيني، أدهم مش..
_قولت اسكت، مش مكسو*ف من نفسك و انت بتتكلم عن زميلك بالطريقة دي من وراه؟ هو عملك ايه عشان تكر*هه للدرجة دي؟
شفته بيش*د على يده جامد بغ*يظ قبل ما يقف و يتكلم:
_عموماً أنا عملت اللي عليا و حاولت أحذرك منه و انتي براحتك.
مشي الظابط أيوب من غير ما يقول و لا كلمة زيادة، و أنا رجعت لأوضة يارا فوق و بعد حوالي ساعة لقيت الباب بيتفتح و أدهم بيدخل.
كان وشه في حتت كتير منه مور*مة، ضمادتات جر*وح على مناخيره و شفايفه، أخيراً راسه اللي ملفوفة بشاش، اتخ*ضيت من منظره و قمت ناحيته بسرعة:
_أدهم ايه اللي عمل فيك كدا؟ انت كويس؟
رد بتعب:
_أنا..أنا كويس.
فجأة افتكرت منظر أيوب، اتنهدت بق*لة حي*لة قبل ما أتكلم:
_ايه اللي خلاك انت و أيوب تضر*بوا بعض كدا؟
وسع عينه بذهو*ل قبل ما يسألني بشك:
_و..و ازاي عرفتي؟
سحبته من يده ناحية الكرسي و اتكلمت و أنا بزيحه بخفة عشان يقعد:
_جالي و كان وشه مش*لفط زيك، معتقدش إنها صدفة إنكم انتوا الإتنين تبقوا بالمنظر دا في نفس الوقت.
شفته بيبلع ريقه بق*لق قبل ما يتكلم:
_أ..أيوب جالك؟ كان عايز منك ايه؟
_مفيش..كان عايز يكلمني في شوية حاجات.
_ح..حاجات زي ايه؟
كت*فت يدي و رفعت حواجبي باستنكا*ر و أنا بتكلم:
_زي مثلاً إن يارا قالتله الحقيقة؟!
_و…مقالش أي حاجة تاني؟
قررت مقولهوش على الكلام اللي قاله عليه عشان ميتضا*يقش فهزيت راسي بنفي قبل ما أتكلم :
_لا، مقالش حاجة تاني، ليه..في حاجة تاني أهم من إني هتح*بس دلوقتي؟
ابتسم بتو*تر و رد:
_لا مش قصدي، كل الحكاية إني عارف أيوب..طالما مب*لغش عنك لغاية دلوقتي يبقى مش ناوي يعمل حاجة متقلقيش.
همهمت بموافقة، في النهاية…معتقدش إن أيوب كان بالسو*ء اللي كنت متخيلاه بيه.
____________________
الأيام عدت أسرع من ما توقعت، أدهم بالرغم من إصا*باته كان بيساعدني و بياخد باله من يارا معايا و كنت ممتنة ليه لأنه مبعدش و سابنا زي ما طلبت منه.
كنت براقب يارا و هي بتلعب معاه و فرحانة، في الوقت اللي قعدناه كان المفروض تبقى يارا تعبا*نة بس الغريب إنها كانت في أحسن حالة ليها من ساعة ما اتولدت تقريباً، وشها رجعتله حيويته و بهجته تاني، و وزنها زاد بسبب الأكل اللي أدهم كان بيعمله و يجيبه كل يوم مخصوص ليها، فكرت إن ممكن تكون سبب المشا*كل الص*حية اللي كانت عندها هو الق*لق الدايم اللي كانت عايشة فيه بسبب ياسر….
و على سيرة ياسر أول ما افتكرته حسيت بصدري بيض*يق، طلعت و سبت أدهم و يارا سوى و نزلت عشان أشم شوية هوا في جنينة المستشفى، النهاردا آخر يوم، يارا هتطلع و مش قادرة أتوقع هتكون ردة فعل ياسر عاملة ازاي لما أرجع بعد المدة دي كلها خاصة إنه رن عليا مرة بس مردتش.
للحظة فكرت أهر*ب و مرجعلوش تاني بس افتكرت إن معنديش مكان أروح فيه.
لما بصيت على يدي و شفت الآثا*ر الخفيفة عليها و اللي كانت اختفت تقريباً بدأت دماغي ترسملي أبش*ع سيناريوهات التعذ*يب اللي مستنياني أول ما أرجع، بدأت نبضات قلبي تزيد و مكنتش قا*درة آ*خد نفسي كأن في يد بتخ*نقني….
قعدت على الأرض، غمضت عيني جامد و قبل ما أستسلم لنو*بة اله*لع ريحة عطر مألوفة انتشرت في المكان و يد دافية مسكت يدي قبل ما أسمع صوته بيسأل بقل*ق:
_يمنى..انتي كويسة؟
بدأت أهدى تاني و فتحت عيوني أخيراً عشان أشوف أدهم قاعد على الأرض جمبي، بصيت على يده اللي ماسكة يدي، أكتر من خو*في من ياسر كنت خا*يفة من أدهم أو تحديداً…..من مشاعري اللي بدأت تتطور ناحيته غص*ب عني، كنت عارفة إن دا غل*ط و إنه مستحيل أنا و أدهم نبقى سوى، مكنتش أعرف عنه أي حاجة بس من قعاده طول الوقت معايا أنا و يارا و يده اللي مكانش فيها دبلة خمنت إنه مش متجوز، بس حتى لو مكانش متجوز مستحيل يقبل بواحدة زيي خصوصاً لما يعرف حقيقتي و حقيقة بنتي، أدهم كان شخص طيب و حنون و يستحق واحدة أحسن مني بكتير.
اتنهدت بض*يق قبل ما أجاوبه:
_أنا….م*ش كويسة.
رد عليا بسرعة من غير تردد:
_طيب احكيلي، ممكن أقدر أساعدك.
بصيت لعيونه الزرقا، مبقتش مخ*يفة و بار*دة زي الأول بالعكس…كانت الحاجة الوحيدة اللي محتاجة أشوفها عشان أهدى.
سحبت يدي من يده و اتنهدت بض*يق للمرة التانية قبل ما أتكلم:
_انت بالفعل ساعدتني كتير، أدهم…ليه بتساعدني دايماً؟
سألت و هو ملامحه بدأت تتو*تر فجأة قبل ما يجاوب أخيراً:
_م..مش واضح ليه؟
نبضات قلبي بدأت تزداد معقول يكون بيبادلني نفس المشاعر؟!
_ل..لا، مش واضح.
_طيب، ايه رأيك تقابليني في نفس الكافيه اللي اتقابلنا فيه أول مرة بكرا و هقولك.
اتكلم بعد ما سحب وردة من جبمنا و ادهالي، وشي بدأ يس*خن و اتكلمت بسرعة في محاولة مني إني أغير الموضوع:
_على العموم انت..انت بتعمل ايه هنا؟ سبت يارا لوحدها و نزلت؟
_لا، يارا نايمة و نزلت أقولك إن الدكاترة بيقولوا نقدر ناخدها دلوقتي و نروح.
حسيت بقلبي اتق*بض، يا ترى ياسر هيعمل فيا ايه المرة دي؟
_______________
كنت راكبة في العربية جمب أدهم بعد ما صمم يوصلنا بنفسه، يارا لسه نايمة على كتفي و موسيقى هادية شغالة في الكاسيت.
فجأة أدهم وطى الصوت و بدأ يتكلم:
_يمنى..انتي متأكدة إنك هتبقي كويسة؟!
ابتسمت بتو*تر و اتكلمت:
_أ..أيوا، و مش هبقى كويسة ليه يعني؟
_أقصد جوزك…
_ماله جوزي؟
اتردد شوية قبل ما يتكلم:
_يمنى، لو بتتعرضي لأي شكل من أشكال الع*نف مش لازم تسكتي عليه، قوليلي و أوعدك هساعدك.
بصيت من الشباك و افتكرت الاتفاق قبل خمس سنين اللي أجب*رني أستحمل و أسكت قبل ما أتكلم:
_لا، متقلقش عليا أنا كويسة.
سمعته بيتنهد بض*يق و منطقش ولا كلمة تاني لغاية ما وصلنا.
نزلني قدام البيت و فضل مراقبني لغاية ما دخلت جوا و بعدين مشي.
بصيت ليارا على كتفي و فكرت إني لازم أسيبها النهاردا عند جارتنا عشان مش ضامنة رد فعل ياسر هيبقى ازاي.
بعد ما طلعت يارا عند سلمى و سيبتها عندها نزلت تاني و دخلت المفتاح في الباب و فتحته براحة.
بدأت أمشي جوا بهدوء و استغربت إن ياسر مكانش قاعد في الصالة، أول ما قربت ناحية الأوضة بدأت أسمع أصوات غريبة جاية من جوا و أول ما استوعبت طبيعة الأصوات وسعت عيني بذهول و فتحت باب الأوضة بسرعة.
لما وقعت عيني على المشهد قدامي حسيت بجسمي كله اتش*ل في مكانه قبل ما أنطق بصد*مة و عدم تصديق:
_صفاء؟!
______________
يتبع….
قراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية ما لم تخبرنا به الحياة)