رواية وعود الليل الفصل الثامن 8 بقلم نداء علي
رواية وعود الليل الفصل الثامن 8 بقلم نداء علي
رواية وعود الليل البارت الثامن
رواية وعود الليل الجزء الثامن
رواية وعود الليل الحلقة الثامنة
اترددت قبل ما تكلم سميرة، هي عارفة كويس رأيها، مفيش خطوبة ولا ارتباط قبل الجامعة ما تخلص، لكن هتحاول معاها لحد ما تقتنع
دخلت عندها لقتها بتتفرج على التليفزيون، قعدت قدامها وسميرة ابتسمت وقالتها، عاملة ايه ياقلبي، تحبي ننزل البحر شوية.
كاريمان بتوتر : لأ يا ماما، أنا عاوزة اكلمك في موضوع مهم.
اتعدلت سميرة وبصتلها بانتباه، طمنتها انها تتكلم وفعلاً بدأت كاريمان تحكيلها كل حاجة بينها وبين أكرم.
سميرة كانت بتسمعها وكأنها شايفة صورة مصغرة من الماضي، نفس طريقة كلام اختها عن ثابت، نفس عشقها الواضح من لمعة عينيها، ضعفها وهي بتنطق اسمه، الماضي بيتعاد قدام عينيها لكن المرة دي هي مستحيل تسمح إن الحكاية تتكرر.
وقفت قدام كاريمان، قالتلها بحدة وشراسة :
مفيش خطوبة ولا كلام فاضي قبل ما تخلصي الكلية واشوف الشهادة بعيني، أنا زمان سكت لما أمك صممت تتجوز ثابت، كانت عيلة وهو استغل حبها له، مكملتش تعليمها واكتفت بنجاحه هو، كانت بتعامله كأنها أم مش زوجة، بتفضله على نفسها في كل حاجة، حتى في الأكل، كانت بتعمله اللي بيحبه، مش مهم هي بتحب ايه.
حتى لما خلفتك والدكاترة قالوا قلبها ضعيف وميتحملش خلفة تاني، حملت، كانت عاوزة تسعده وتجبله الولد، وراحت هي والولد في لحظة.
تفتكري أبوكي عمل ايه، ولا حاجة.
ابتسمت بوجع معملش حاجة غير انه اتجوز ودور على بديل.
انتِ فاكرة إنك لما تجيلي وتقوليلي بحب وهتخطب هزغرط، لأ انا آسفة، مفيش الكلام ده غير لما تخلصي تعليمك وقتها هكون عملت لك اللي عليا ووقتها بس تقدري تختاري وتقرري.
كاريمان :يا ماما افهميني، أكرم غير بابا.
ضحكت سميرة بكل قوتها وبصتلها بسخرية من سذاجتها وقالت
كلهم زي بعض، يمكن انتِ شايفة إني مش من حقي اتحكم في حياتك، شيفاني معقدة وظالمة، لكن مع الوقت هتعرفي ان مفيش حد بيحبك أدي.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
قدام المحققين متكلمش، طول الوقت ساكت وشارد، كأنه مغيب عن العالم، عقله رجعه لسنين فاتت، اتأكد ان عقابه مستحق، للأسف كان ظالم وجه الوقت إنه يتظلم ويدفع التمن.
عمره ما قدر قيمة مراته الأولى، كان بيحبها جدا لكنها كانت بتحبه أكتر، بتتفنن ازاي تسعده، عمرها ما كشرت في وشه رغم انه كان دايماً مقصر معاها ، أحيانا بنفوق متأخر بعد ما كل حاجة بتنتهي.
هدى دخلت في غيبوبة، محدش يعرف هتقوم ولا لأ، المحامين بيحاولوا بكل الطرق يخرجوا ثابت من صمته لكن مفيش فايدة.
مارية، طفلة بتجبرها الظروف تكبر، مش عارفة تفضل مع امها اللي بين الحياه والموت ولا تروح تسأل أبوها ليه عمل كده؟
واحدة من أصدقاء أمها، واحدة بس من بين مئات كانوا ليل نهار مع أمها، وقت الأزمة اختفوا ومفضلش غير واحدة بتهتم ببها وتسأل عنها.
ستيفن هرب، بس المرة دي محدش عرف راح فين، خاف إنه يتورط في حاجة فقرر يبعد.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
وردة مقدرتش تنطق، إبنها عاوز يعمل اللي في دماغه ومن غير ما يرجع لحد، غضبه عماه عن حاجات كتير وأولهم ابنه.
سألته بحدة
انت اتجننت أكيد، طلاق إيه ده اللي بتتكلم عنه مش دي وعد، حبيبتك، ده انت حفيت عشانها.
أمجد : كنت، خلاص حكاية وخلصت.
ضربته في كتفه بغيظ وسألته
وابنك يا فالح، هتخلف وترمي، انت فاكر إنك لما تطلق وعد هتقعد تبكي عليك، دي دماغها جزمة زيك بالظبط، هتلاقيها أول ما شهور العدة تخلص متجوزة أول واحد يخبط على بابها.
أمجد : تتجوز!
وردة : آه ياخويا، متتجوزش ليه، مكملتش حتى عشرين سنة، وزي القمر.
أمجد : وقتها هاخد ابني منها واحرمها منه.
وردة : مش هتحرمها منه يا أمجد، انت هتحرمه هو من أمه، هي هتتجوز وتخلف وانت كمان مصيرك تتجوز والواد المسكين محدش هيعبره .
استهدى بالله يابني، الجواز مش لعبة ولا حاجة سهلة، ابعد عنها شوية خليها تفكر بالراحة وانت كمان ترتاح وتشوف الصح وتعمله، متتسرعش وتضيع نفسك وابنك.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
مفرقش معاه الحكم، جوة أو برة هيكون سجن، هيقضي ٢٠ سنة في السجن، ابتسم بسخرية، وكأن العمر لسه فيه عشرين سنة تاني.
يا ترى بناته هيحصلهم إيه، كاريمان ومارية، هيفتكروه، هيسألوا ولا خلاص، انتهى كل شيء، معملش حساب يوم زي ده ليه، ليه مقربش من بناته واحتواهم.
هيعمل ايه وهيقضي حياته جوة السجن إزاي، اتمنى بينه وبين نفسه إنه يموت، ياريته يموت ويرتاح.
المحامي قعد قدامه واترجاه بصدق
اتكلم يا ثابت بيه، لازم تفهمني حصل ايه، إحنا ممكن نقدم التماس ونقلل الحكم.
ثابت : مفيش داعي يا جاسم، أنا معترف وبس.
المحامي : حضرتك مستسلم بشكل غريب، متنساش إن عندك بنت ومحتاجة وجودك، مش معقول هتعيش من غيرك انت ووالدتها.
ثابت : بنتي، ولو انا خرجت تفتكر بنتي هتسامحني، تفتكر هقدر ابص في وشها، تفتكر هي أصلا بنتي، ولا بنت حد تاني؟
المحامي بدأ يربط الخيوط خاصة الجملة الأخيرة، الحادثة كانت بسبب الخيانة بس للأسف في ألمانيا مش سبب مقنع إن الزوج أو الزوجة يقتلوا بسبب الخيانة، العلاقات عندهم غير.
فكر شوية وقال
إحنا هنلتمس ونطلب براءة، هنقدم ورق وشهود يأكدوا إن الرصاصة خرجت من المسدس بالغلط، وأكيد المسدس مرخص وده هيفيدنا.
ثابت بيأس : لو سمحت سبني لوحدي يا جاسم، متتعبش نفسك.
المحامي مشي وسابه مؤقتاً لحد ما يفوق من صدمته، لكن مستحيل يسيبه يضيع نفسه بين جدران السجن و المجرمين.
ثابت رجع الزنزانة، اتكوم على نفسه والمشهد بيتكرر قدام عينيه، كان مراقب تحركاتها لأنه شاكك فيها لكن شكه طلع حقيقة، خوفها وارتباكها لما شافت ستيفن خلاه يتأكد إن في حاجة ولما دخلت المكتب مع ستيفن خد مسدسه ودخل عليهم، كان بيكدب نفسه لآخر لحظة، لكن الواقع اكدله بعينيه إنها خاينة وإنه مغفل كبير.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
قطعوا الإجازة ورجعوا، لا سميرة بتتكلم ولا كاريمان عارفة تقنعها، حاولت تشوف حد يكلمها لكن للأسف مفيش حد مقرب منهم ممكن يغير تفكيرها، اتمنت كاريمان لو إن أبوها جنبها، قريب منها، يساعدها لكن للأسف متقدرش حتى تتصل وتقول انا محتاجة وجودك جنبي.
أكرم اتصل عليها ردت عليه علطول سألها بلهفة
كلمتي والدتك يا كاريمان.
قالتله : كلمتها، لكن مش موافقة.
أكرم : ممكن أعرف سبب الرفض.
كاريمان : بتقول إنها رافضة فكرة اي ارتباط قبل الجامعة ما تخلص.
أكرم بتفاؤل : يعني مش رفضاني انا كشخص.
كاريمان : لأ، أنا مكلمتهاش عن ظروفك او اي حاجة تخصك، قولتلها بس إنك بتدرس معايا وعاوز تتقدملي.
أكرم : وبحبك.
كاريمان : أكرم، بعدين معاك.
أكرم : عاوزك بس تتأكدي إن ده المهم، أنا بحبك، يعني هستني وهحاول مرة ومليون، انتِ ليا أنا وبس.
تنهدت بتعب وهو سكت، مش مهم أي حاجة السنين قدامهم كتير، عمره ما هييأس إنها تكون من نصيبه، هيحاول من تاني لحد ما يقنع والدتها.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
سأل كاريمان عن مكان شغل سميرة، قدر يوصل للمكان، سأل عنها وراحلها،
وقف قدامها وكلمها بثقة وهو بيقول
السلام عليكم يا مدام سميرة، أنا أكرم عبدالملك زميل كاريمان.
رفعت وشها وبصتله بتقييم، للأسف البنت قلبها بيميل لنسخة من أبوها من غير ما تحس، أكرم بيشبه ثابت وهو شاب، بشكل خلاها تضايق اكتر، كلمته بهجوم؛ ظهر في لهجتها.
نعم، تحت أمرك يا أستاذ أكرم
أكرم بهدوء : ممكن اقعد الأول، هتكلم وأنا واقف كده.
سميرة : اتفضل اقعد بس ياريت تتكلم بسرعة، زي ما انت شايف ده مكان شغل.
أكرم : وأنا طلبت من حضرتك اجيلكم البيت ورفضتي، وعلشان كده اضطريت اجيلك الشغل.
سميرة : رفضت لأن الموضوع مرفوض، يعني من الآخر متتعبش نفسك.
أكرم : بس حضرتك بتظلميني، ليه واخدة مني موقف من غير حتى ما تعرفيني، أنا بحب كاريمان ولو على الجامعة، هستناها لحد ما تتخرج.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية وعود الليل)