رواية شمس الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم أمل السيد
رواية شمس الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم أمل السيد
رواية شمس البارت الحادي والثلاثون
رواية شمس الجزء الحادي والثلاثون
رواية شمس الحلقة الحادية والثلاثون
الخاتمة
كانت شمس تقف في قاعة الافراح الكبيرة جداً، تنتظر أبنائها الأربعة كل من أنس ويونس وولاء وشمس. فرحتها اليوم لا توصف، عيناها تلمع بدموع الفرح ووقفت جنب عمار لاستقبال العرسان.
أمسك أنس أيد ولاء وسلم على عمار. عمار حضنها بفرح وسعادة. الحضن يحمل معاني الحنان. الأب أنس بدله، الحضن ينقل نظرة حب لولاء. وقف عند شمس، نظرة فرح مختلطة بدموع. أنس رفع يده ومسح دموعها وبااس رأسها.
يونس مسك يد لوسيندا، تكون بنت صديقتها المقربة وعد تقابله في إحدى المناسبات وتعجب بها يونس وحبه.
“يونس همس في إذن لويندا: بقول لك هو إحنا لازم نقعد في الفرح، ما تيجي نروح ننجز وقت؟
لويندا نظرت له بصدمة وخجل: “إيه اللي أنتَ بتقوله ده يا يونس؟ عيب كده!”
يونس سلم على مصطفى حمّاه وبعدها سلم على وعد وكذلك لويندا. بعدها جاء دور عمار، وهو بالنسبة ليونس ليس مجرد عم أو أب، بل هو صديق مقرب. سلم عليه وبعدها راح لشمس. هو اللي بسها من خدودها الاثنين. شمس باسَّتُو وباركت له
جاء دور بنتها الصغيرة شمس، فهي الأميرة المدللة لأبيها وأمها. كان يغار يونس منها. اليوم كبرت وأصبحت تطل بالأبيض على فتى أحلامها رضوان، فهو أخو لوسيندا
نزلت دمعة من عين عمار واحتضنها بقوة، فلم يكن يرغب في تركها. بص لرضوان
عمار: خلي بالك منها دي، أغلى حاجة عندي. أوعى تزعلها في يوم من الأيام، مش هسامحك لو زعلتك. كلمني أنا بس هي، لا.
“رضوان بحب: لا يمكن أن أزعلها، دي في عيوني. من جوه، ما أقدرش أعملها. هي أميرتي وحبيبتي وكل حاجة ليا. روحي من جوه، خليك مطمئن. هي معايا في أمان.”
عمار: ربنا يهنيكم ويسعدكم
َ على الطرف التاني في نفس القاعة
نغم وغزل وعد استقبَلوا أبناءهم
لا هروب من القدر، الله على كل شيء قدير. كان يوماً من الأيام، كانت غزل تتريق على بنت أخيها، اليوم بتكون عروسها ابنها، لما يشاء القدر، ليس منه مفر.
معاذ بنظره حبٌّ لحنين يسلم على الجميع، وهو ماسكٌ يديها، فهي حبٌّ للطفولة وكل مراحل حياته يتحدى الجميع من أجلها، ليقف الآن وهي بين يديه. يتوجهوا معاً إلى استيدج
“الابن الثاني” لوعد ومصطفى” هاشم، ويقف بجانب زوجته ياسمين بنت غزل وعمرو بعد التهنئات والمباركات، ثم توجهوا إلى استيدج
كل واحدٍ منهم يضم زوجتَه وحبيبتَه إلى صَدْرِه ويرقصون رقصةً على موسيقى هادئة
ولاء كانت تستند برأسها على كتف أنس، وكانت مستمتعة بالموسيقى.
أنس: همس لها هو، أنتِ هتنامي على كتفي ولا إيه؟
أنا مش شايفة أصلاً عشان أبص لك، وبعدين مش عارفة أقف من الكعب وكمان زهقانة من الفستان الثقيل أوي.
أنس، ابتسم! أمال اللينسز ده لازمته ايه؟ الكعب! امممم، اخلعيه، الفستان! أنتِ ايه اللي اخترتيه؟ استحملي بقى عقابك يا لولو!
أنتَ فرحان فيَّ؟ طيب، مش هاكلمك. الفستان جميل. عقوبتي أنَّني أصبحت زوجتك الآن
أنس ضحك الناس كلها، معتقدين أننا نتحدث بكلمات رومانسية، لا يعلمون أننا نتخانق في الحقيقة. الرقصة رومانسية حقا وتستحق التجربة
أنس شال ولاء ولفي بيها، كانت خجولة، هو بيلف بيها وقع
أنس وشكلها ليلة باينة من أولها.
ولاء ضحِكت بِشَدة. أنتَ مش قد الشَّال بتشيل ليه الحاجات دِيهِ، لِيْهَا نَاسِهَا.
أنس بصَ لها بنظرة غضب، ولاء تحاول تعتذر لكنها تجاهل اعتذارها وأكمل الرقصة عادي. ولاء تضايقت من نفسها حاولت ترسم ابتسامة على وجهها
وقف وعيونه تخطف نظرات منها ليقترب منها ويقبلها سريعاً من شفاهها، تنصدم لوسيندا من جرأته الزائدة بتبعد عنه بمسافة، لكن يونس أشدها لحضنه وهمس في أذنها
بقول لك هي ماما أو مامتك جابين إيه أكل؟
إيه اللي بتقوله ده يا يونس؟ أكل إيه اللي أنتَ بتسأل عنه دلوقتي؟ أكيد جابين
أكيد مامتك جابة لي دكر بط كبير أو ديك رومي حلو كده، ممكن حمام محشي غير كده تروحي مع الست الوالدة مش تستهبلوا وتجيبوا لي فرخة طالعة من التربة وتضحكوا عليا وتحسبوها عليا عشاء العريس
إيه اللي بتقوله ده يا يونس، أنتَ طبيعي فرخة وطالعة من التربة، هي كانت مدفونة بطني وجعتني. غيرك بيبقى متوتر وأنتَ بتفكر في الأكل
دي ناس هبلة، أنا واثق في نفسي، أتوتر ليه؟ أنا لو بإيدي أخدك وأمشي من هنا حالاً، بس مش هتنزل برضو عن الأكل بتاعي، أوعي تكوني ما بتعرفيش تطبخي. اخلي ليلتك منيله، سيبك من كل حاجة، أهم حاجة بطني
بجد أنتَ فظيع يا رب، الرقصة تخلص ما تكونش ماما جابتلك الأكل علشان أروح معاها أحسن
هاجي معاكِ بدل ماكل ديك رومي، واحد اكل اثنين، وبكده ضمنت إن هاكل مش هسيب عروستي زعلانة مني. بعدين، حد يسيب العيون الحلوة دي، ده أنتِ قمر حياتي، اللي اخترته من وسط الملايين، علشان اكمل حياتي معاها. مش ممكن أسيبها بالسهولة كده.
أنا بحبكَ أوي ياسو
يونس ابتسم ثم قبل خدها
لوسيندا خدتها بقت حمراء من الخجل.
يونس ممكن ما تعملش كده تاني. الناس بتبص علينا لما نروح. ابص في وشهم إزاى دلوقتي؟
يونس ضحك ضحكة عالية.
حاضر يا مؤدبة، أنا واثق إني اخترت صح. وبعدين احضنك، اقبلك. إنتِ مراتي، قوليلي مش عاجبة يقوم يمشي.
خلاص مش هعمل كده تاني. ما تعيطيش. الميك أب يبوظ لسه. ما اتفرجتش عليا، دفع في دم قلبي. قلبي هيستحمل ده كله إزاي. حرام.
لوسيندا ضحكة على كلامه. يونس ضحك معاها وكملوا رقصتهم مع بعض
رضوان يغزل في شمس. خدتها بقت صلصة طماطم من كتر خجلها منه. تعرفوا على بعض في مدة قصيرة في خطوبة يونس ولوسيندا. وحبها من النظرة الأولى. هي تتحب رقيقة في معاملتها ورثت نظرة عيونها الساحرة من باباها. ملامحها ملامح أمة شمس ومخبى أسرارها هو عمار. فهو مثلها الأعلى لكل قراراتها وحياتها. مش مجرد أب فقط. فهو علمها الخاصة.
شمس وعمار كانوا يرقصوا مع بعض.
ثابت شمس حضن رضوان وبدلت الرقصة مع باباها.
شفتِ العريس زعل منك، ملامحه كلها غيره.
سألته شمس بعدم فهم، ليه؟
علشان أميرتي بترقص معايا
هكون معاه طول العمر، مش هيزعل من لحظة قد كده. أقضيها معاكَ وذكرى حلوة ليه معاكَ، وفي حضنك خليني أشبع منه ومن حنيته
اكملت شمس وعيناها فيها آثار دموع.
خلي بالك من نفسك يا بابا، تنساش الدواء بتاعك وبطل تشرب قهوة كتير وتنام بدري، مش تتأخر في العيادة وخلي هدومك مترتبة زي ما أنا عاملها و..
عمار بمقاطعة يا حبيبة قلب بابا، انسي كل حاجة تخصني دلوقتي، فكري في حياتك، أنتِ مش عايز أشوف الدموع اللي أنا شايفها في عيونك دلوقتي. أنا هعمل كل حاجة أنتِ قلتيلي، خلي بالك من نفسك لو رضوان زعلك، ازعلي منه أنتِ كمان بس مش قوي وضحك.
يعني أنسي كل الكلام اللي أنتَ قلته لي؟
عمار اتكلم بحدة، أوعي تنسي حرف منه، قلت لك الكلام ده علشان خايف عليكِ شمس يا حبيبتي. محدش بيحب الفرحة لحد، خبي فرحتك لنفسك، أوعي تنسي أي كلمة قلتها لك.
كنت بهزر معاكَ، أنا عمري ما هنسى أي كلمة أنتَ قلتها لي. عارفة إنك وافقت على رضوان عشان هيحافظ عليا
أهم حاجة، أوعي تنسي دراستك، الوعد اللي أنتِ وعدته لي
مش ناسية حاجة، وهبقى دكتورة زي ما وعدتك
يلا روحي لحضن جوزك وهاتي لي الملكة بتاعتي لحضني
هاشم كان بيرقص في صمت، ياسمين بتبص لتحت أول لما عينيهم بتيجي في عيون بعض، يتبادلوا ابتسامات
معاذ اللي كان ناسي أي وجود أشخاص حوليه وعايش لحظته
بصي بقى يا قلبي، أنا محضر لك مفاجأة بمناسبة شهر العسل
حنين ابتسمت، طيب ممكن تقولي لي عليها عشان أحضر نفسي بقي؟
الوقت المناسب، هقول لك عليها، خلي صبرك طويل
بقى كده أوكي؟
بس تفتكري باباكَ هيسيبنا في حالنا ولا هيجي ورانا زي حبيبه وباباها زي فيلم عريس من جهة أمنية
كمل بضحك. أمك وباباكي وأمي هيعملوا جو كده، كل ما نروح حتة هيجي ورانا، مش بعيد أخش الاقيهم نايمين في الغرفة بتاعتنا، علشان كده مش هاقول لك هنروح فين، علشان عارفك هتروحي تقولي
أنتَ مش واثق في الدرجة دي
لا طبعا، أنا عمري ماقولت
أنا بنتهم الوحيدة ولازم يعرفوا إحنا فين
معاذ ضحك، كنت عارف إنك هتعملي كده، أنا هخطفك أحسن من كل ده، أنا عارفك أكتر من نفسي، إحنا متربيين سوا
إيه، متربيين سوا؟
لا طبعا، مش سوا
خلاص ما تزعليش، كنا بنحب بعض من غير ما حد يعرف، حلو كده
لا طبعا
أمال إيه يا زوجتي العزيزة؟
“أممممم، أنتَ ابن عمتي وحبّتني واتجوزتني وبقيتَ حبيبي وهتكون أبو أطفالي
أيوه كده، خليكِ ماسكة في أبو أطفالي
والله طيب، قولي بقى إيه المفاجأة وروح فين؟
تؤتؤ، مش بسهولة كده هتتعَبي شوية.
في المقابل،
عارفة إن أنا المقابل ده مش عايزة أعرف، يا “خبر”؟ النهاردة بفلوس، وبكرة يبقى ببلاش ويبقى أحلى كمان
أنتِ حرة.
وهناك عشق ليس له مثيل.
مهما فات العمر، لا يمكن تغييره، إنه عاشقها لأقصى الحدود.
كلماته السحرية التي تسحر قلبها، وكونها وعلمها الخاص يجعلانها تغمض عينيها عند سماع كلماته
أنتِ وحدكِ تمتلكين قلبي بأكمله. مهما مر العمر وكبرنا، ستبقين على عرش قلبي الذي لا يعدّ.
أنتِ الوردة الجميلة في حقل الحب، تأخذين قلبي إلى عمق أعماق الحب والشوق، ونوركِ يضيء لي دروب الأمل.
نظرتكِ العذبة تسحرني دائماً، تملأني بالشوق والرغبة في الوصول إلى عالم الحب الساحر والجميل.
أنتِ الشمس التي تشرق في حياتي، تمحو كل همسات الحزن والأسى، وتجعلني أبحر في بحر من السعادة.
قلبي ينبض بصوتكِ واشتياقي لكِ، أحلامي كلها تدور حول حبكِ.
فأنتِ الملاذ الذي أبحث عنه دائماً. وعندما نشيب وتتغير الأيام، ستظلين في قلبي سيدة العمر، تنثرين الحب والسعادة في طريقي.
فلتبقي على عرش قلبي الدافئ، فأنتِ الأمل والحياة والحب، وأنا لكِ دائماً وإلى الأبد وفياً.”
بقلمي: أمل السيد
شمس، خدت نفسها كلما بَرَزتْ كلمةٌ منك، قلبي يكون فَرِحًا من كَلِماتكَ الجميلة
أنا كل كلماتي لكِ أنتِ بس.
عارفة أنا أول مرة أخدت بالي إني ما عملتش فرح لنفسي
شمس ضحكت، ولا أنا حد عمل لي فرح بس لبست فستان أبيض
أنا أصلاً كل يوم بلبس بدلة، أنا آسف على اللي عمله دلوقتي.
شمس بصت له بعدم فهم، هتعمل إيه؟
قبل مَا تكمل كلامها، عمار شالها ولف بهَا. شمس صرخت بِخَوف ومسكت فيه كله بقى يسقف بقى هُوَ لوحده اللي واقف على استيدج
وكل واحد واقف جنب عروسته
شمس صَوَّتَهَا كَانَ مَسْمُوعًا.
إِيهِ اللَّيْ عَمِلْتَهُ دِهِ. إِيهِ يَا عَمَّار؟
بس بقى يا روحَ قلبي زِي مَا قلت لك مِن شوية. بعدين أنا بنهي الرقصة الجميلة مَعَكِ. مَا كُنتش عارفَ إِنَّكِ خوفة كدة من حركة بسيطة
شمس بِاِحراج: حصَل خير.
كل واحد منهم قَعد فِي مكانه
بعد وقت، اِنتهاء الفرح، تجمع الكُل بيأخدوا صورة جماعية تكُون ذِكْرَى.
عمار همس في أذُن شمس بقول: لك عايزكِ في موضوع بعد الفرح
شمس بصيت لهُ بِاستغراب. هو إنتَ لسه فِيكَ نفس؟ بعد كل ده
عمار ضحكَ:أيوه
كل واحد منهم وقف جنب عروسته يتصوروا صورة تكون ذكرىٰ لما بعد.
تَمَّت بحمد لله.
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية شمس)