رواية غيبيات الفيروز الفصل الأول 1 بقلم مروة البطراوي
رواية غيبيات الفيروز الفصل الأول 1 بقلم مروة البطراوي
رواية غيبيات الفيروز البارت الأول
رواية غيبيات الفيروز الجزء الأول
رواية غيبيات الفيروز الحلقة الأولى
اللهم إني أستودعك بيت المقدس وأهل القدس وكل فلسطين. اللهم ارزق أهل فلسطين الثبات والنصر والتمكين، وبارك في إيمانهم وصبرهم. اللهم إنا نسألك باسمك القّهار أنْ تقهر من قهر إخواننا في فلسطين، ونسألك أن تنصرهم على القوم المجرمين.
اللهم اشف جريحهم، وتقبّل شهيدهم، وأطعم جائعهم، وانصرهم على عدوهم. اللهم أنزل السكينة عليهم، واربط على قلوبهم، وكن لهم مؤيدا ونصيرا وقائدا وظهيرا. سبحانك إنك على كل شيء قدير؛ فاكتب الفرج من عندك والطف بعبادك المؤمنين.
___________________
#غيببات_الفيروز
#مروه_البطراوى
#الفصل_الاول
كل التجارب السيئه صنعت ما نحن عليه الأن .فالقوة و الاراده لم تأت من فراغ و عيش مترف. بل هي نتاج أيام بل شهور و ربما سنين تجلدنا فيها .اشتد الساعد و تكاملنا لنصبح نحن..لحظة فاصله و عمر فارق .نجاة أو نهاية .الحياه أمامها تفتح أبوابها و الموت الذي تمنته .يبحث عن يدها كابوس عمرها يدعوها اليه .شيطان لا يعرف الرحمه أو الشفقه و عالم لم تختبره ربما هو أقسي صورة صفا المنكسرة بعد قوة صورة ناشد و ركلاته. بعد الأمان لكمات وصفعات عائلتها بعد وفاة جدتها ايذاء حاتم ابن عمها المتعمد لها دون أسباب. لحظات وجدت فيها يدها تمتد لتتمسك بيدها يشد عليها يتوسل في البدايه ثم بقوة ألمتها
-ايه مش سامعاني و لا ايه؟روحتي فين؟
تصمت كعادتها فيعود لنهرها بقسوة و الكل حولها يراقب
-أصل خايفه.
=أه يا هبله اتكعبلتي في حته عريس و أنا اللي بقول انك قاعده و مستنياني…أتاريني اتكلت علي حيطة مايله يا بنت عمي
كانت مجرد ذكريات لصفا ترى أين صفا الأن بعد مرور ثلاثه و عشرون عاما
عوده الي الوقت الحالي
دلف عليها و نظر اليها بوجه خالي من التعابير و أردف بنبرة رجوليه خشنه
-انتي مين؟و ازاي تتجرأي تقعدي هنا في مكتب سكرتيرى الخاص؟لو من البنات اللي متقدمه للوظيفه فاعرفي اننا استكفينا اتفضلي اطلعي بره.
انتابتها نوبة العصبيه المفرطه و لكنها تمالكت أعصابها و ردت ببعض من الهدوء
-أنا فيروز السكرتيرة اللي تم اختيارى اني أشتغل مع حضرتك.أنا عارفه اني مسبقش ليا اني أقدم.بس أنا معايا واسطه كبيرة أوى و ده اللي خلاني أبقي هنا.
و تذكرت في حينها ما قالته لها خلود ابنة خالد و وجدان شقيقه زيدان من الام عن هذا الشخص
-ده اللي أقدر أوفره ليكي يا فيروز حاليا.عمو ناشد أؤكد ليكي انه عمره ما هيخطر في باله انك بتشتغلي عند سامر الخضرى و ده أمان ليكي انتي و طنط صفا.و بعدين سامر ده ابن أونكل سامر شريك بابا من زمان و لسه راجعين من الأرجنتين و مش معروفين في البلد هنا.
وجدته ينظر اليها بكل احتقار بعد أن أتاه اتصالا تليفونيا من والده فتركها و انصرف لتحدث نفسها
-كان فيها لو كان أبويا ده راجل محترم زى عمو خالد أو حتي زى أبو سامر اللي كان واقف قدامي من شويه.اللهم لا اعتراض علي حكمك يارب.
فاقت من شرودها علي خروجها من مكتبه و هو يتحدث بصرامه
-ادخلي نضفي المكتب و رتبي الملقات جمب بعضها و الأوراق فوق بعضها مش عايز غلطه.مش معني انك متعينه هنا بواسطه تبقي سايبه.
أخذت تعبث بالأوراق تحت يدها بعصبيه و مع ذلك تحدثت باحترام
-حضرتك أنا مش ساعي مع احترامي برضه لشخصيه أي ساعي في الشركه.بس أنا شغلتي هنا السكرتاريه و بس. و اللي جابني هنا فهمني كده.
رمقها بنظرات احتقاريه ثم وقعت عينه علي الأوراق التي تقلبها بعصبيه فتحدث بجديه
-اتفضلي افحصي الملف اللي تحت ايديكي ده بدل ما انتي ناويه تقطعيه.لأن الملف ده مهم ممكن يوديكي السجن و بصراحه أنا بتلكك ليكي .
ثم استطرد باشمئزاز و احتقار
-و ياريت مش كل شويه تفكريني انك جايه هنا بواسطه لأن ده بيقلل من قدرك و بيحسسني انك و لا حاجه أنا ببني الشركه دي مش بهدمها.
نظرت اليه بغضب ثم حاولت قدر استطاعتها أن تهدأ قبل أن تتحدث
-أولا أنا مش جايه أشتغل هنا علشان أوقع الشركه لسيادتك.أنا كان ممكن أقدم علي الشغل زى غيرى.بس للأسف أنا لسه واصله من بره قريب.
ضرب بيده علي سطح مكتبها بقوة و أردف بحده
-لا دي حجج و بعدين مين قالك لو قدمتي هنا أنا كنت هوافق عليكي.انتي تعرفي مؤهلات اللي اتقدموا هنا عامله ازاي.بس اللي زيك مش بيفهم.
كادت أت ترد عليه بقوة و لكنها تذكرت أن عملها هنا المنقذ الوحيد من والدها فطأطأت رأسها للأسفل قائله
-أسفه و لو حضرتك حابب اني مستلمش الشغل هنا مفيش مشكله كلها أرزاق. بس حط نفسك مكاني فرصه و جاتلك و انت ضايع هتعمل ايه؟
رمقها بغيظ
-قصدك اني أطردك بره صح؟انتي خبيثه أوى. وعندك حق لما تكوني مبعوته تشتغلي عندي عن طريق شريك أبويا و صاحب عمره و أنا أطردك منظرى هيبقي ايه؟
ردت فيروز بذهول
-يعني حضرتك مش هتطردني صح؟ ده كرم كبير منك حتي لو هتعمل ده غصبن عنك و هتتحملني الفترة دي. وصدقني هي فترة صغيرة.
صاح سامر قائلا
-أنا مش بصدق حد و لا بثق في حد فهماني؟ و بلاش جو الشحاته بتاعك ده مش بياكل معايا.أنا اه تربيه بلاد بره بس مش زيك يا حلوة تقدرى تضحكي علي الناس.
ردت عليه بخفوت و دموعها تسيل علي وجهها بغزارة
-لما هتعرفني كويس هتغير كل الكلام اللي قلته دلوقتي.أنا مش طالبه منك غير اني أشتغل هنا و أقدر أصرف علي نفسي و علي والدتي .
ثم استطردت بحزن
-ما هو زى ما المصريين بيقولوا اللي ما يشوفش من الغربال يبقي أعمي و متستغربش أنا أه تربيه بلاد بره بس أمي معلماني عادتي و تقاليدي صح .
ايام مضت بألف عام.التاريخ يعيد نفسه بأشكال عديده.ثلاثه عشر عاما قضتهم صفا يعتبرها الجميع حياة زوجيه قصيرة و هي تراها أطول من أي حياه.رأت فيهما من الكراهيه و الحقد ما لم يراه سواها و رأت في عده أيام أضعافا من الجشع و ظلمة النفوس.عادت صفا و لم يلتفت أحد.انتقل شقيقاها للعيش معها دون دعوة كأن موافقتها أمر مفروغ منه دون أن تجرؤ علي المعارضه التزمت حجرتها لا يدخلها الا الخادمة تأتي لها بالطعام و الذي كان من رصيدها المادي الذي استحوذوا عليه حتي لقت مصير من سبقوها و طردوها شر طرده فأصبحت تبحث عن فتات طعامهم هي و ابنتها فيروز ذو العشر سنوات حتي اشتد جوعهما.تبحث عن فتات أملاكهم…جقهم…بينما من لا حق لهم يلقون الطعام.حق دفعته من روحها و عمرها…روح تحملت الكثير دون شكوى.
عوده الي شركه سامر و لكن في الطابق العلوى لها في الجزء الخاص بنور أمير نجم الدين ابن أمير صديق زيدان و نورا صديقه ريحانه
– يا نور صباح الخير الأول انت أكدت عليا أول اما سامر يوصل بالسلامه أبلغك.هو وصل بقاله ربع ساعه و السكرتيرة الخاصه به كمان.
رد عليها نور و هو يغمز لها باحدي عيناه حيث كان يمتلك شقاوة نورا والدته
-ماشي يا زوزا
نعم يا ساده فهي زينب ابنة زيدان و ريحانه فقد اختارها نور و صمم عليها أن تكون مديرة أعماله رغم انه لا يحتاج و لكنه يريد قربها منه
-ممنوع تطلعي فوق أبدا هنا سامر مش ابن خالك ده مستر سامر تمام كده يا ختي؟
تقدمت من مكتبه و مالت عليه باغراء و قالت
-طب مش ده فعلا ابن خالي يرضيك مطلعش و مسلمش عليه طب ده حتي وحشني أوى يا نور من أخر مرة أنا و هو اتكلمنا شات و عرف اني شغاله هنا و هو مقموص مني.
مشاعر متضاربه عصفت به بدءا من قربها و عطرها الذي تضعه و يثير حواسه مرورا بالغيرة التي أسلبت بها عقله حاول أن يكون جادا معها
-زينبببب!بلاش كده يا ماما لأحسن انتي عارفه أنا ممكن أعمل ايه. و بعدين متحاوليش مش هصدقك.زوزتي لا يمكن تكلم حد غيرى و لو حصل هتتعلق.
ضحكت زينب ضحكتها العاليه ثم قالت
-حاضر بس مش حاضر علي كلامك.تؤتؤؤر..حاضر علي التعليقه.بقالك سنين تقولي هعلقك هعلق و كله كلام نهار اسووح لا يكون كمان كلمه بحبك كلام.سلام بقي لأحسن بعد الكلام ده أكيد العواصف هتضرب في الأوضه دي.
خرجت من مكتبه لتجد أمامها سامر مبتسما كمن رأي غايته و مناه فهو يعشقها منذ الصغر و دائما كان يعود الي أرض الوطن ليقضي الأجازة معهم
همست لنفسها في قلق و هي تراه مقبلا عليها
-هو ايه ده اللي نزله دلوقتي يا ربي.بقي أنا استخبيت منه في التواليت علشان مش يشوفني و هو طالع و تحصل مشكله مع نور يقوم ينزلي بنفسه.يا ميلة بختك يا زينبو.
عوده لتذكر حياة صفا والده فيروز مع والدها ناشد
ذات مرة شك في أمرها أن تكون وشت بها عند أحدهما رجع غاضبا الي منزله و أخذ يكيل لها الاتهامات أمام الجميع حتي وصلا غرفتهما لم يرحمها من تعنيفه و لم ترحمهما النظرات و ان كانت مشفقه عليها لتشعر بالمهانه أكثر تبتلع المرارة لتمضي في الطريق المرسوم و ان كانا مع الوقت و كثرة اعتماده عليها وصلا لطريقه مرضيه لها في التعامل تتوالي نصائحه بطباع البشر يمنحها تعليما موازي و هو الأصعب طبائع البشر جعلها تكره الجميع .تحذر البشر فالبشر ما بين طامع و صاحب مصلحه جعلها ترى الجميع بعينه
عوده الي زينب و سامر
بالرغم من ابتسامته الساحرة و هو مقبلا عليها الا أنه اقتضبها فجأه عندما رأها تخرج من غرفه نور و تجلس علي كرسي السكرتير الخاص به لم يتحدث معها بل دلف الي غرفه نور بدون استئذان و صاح و قد أظلمت عيناه بغضب في وجه نور
-أنا مش فاهم احنا شركاء في الشركه زينا زيك و مع ذلك انت من حقك تختار السكرتيرة اللي بره و اللي هي بنت عمتي و أنا أولي بيها بس ازاي لازم ألبس أنا واحده مش عارف أصلها من فصلها.
طأطأ نور رأسه بخجل مصطنع و قال
-أنا مش بايدي حاجه يا سامر دي أوامر الكنج زيدان الجمال .هو أدرى وعارف بنته المفروض تشتغل فين. وبعدين كمان زينب راضيه.أما بالنسبه للي فوق أنا مليش فيها و لا أعرفها.
سأله سامر بجديه و جمود
-و يا ترى بقي الشغل اللي طلبته قبل ما أنزل تم و لا أنا هعمل كل حاجه بايدي .ما أنا عارف انك مش بتاع شغل و قال بيقولوا عليا مدلع.
أومأ له نور عده مرات بسخريه و قال
-أه مدلع لأنك شايف الكل أقل منك.علي فكرة اللي طلبته تم و كمان الشحن للأرجنتين يعني بصراحه انتي هتبدأ صفقات جديده القديم خلص من قبل ما سيادتك تيجي.
ثم استطرد بحقد دفين
-أنا عرفت كل حاجه عن ثريا.بقي مش عيب عليك تلعب معايا لعبه زى دي.انت مفكرني أهبل.أه أنا بتاع كلام لكن غلط زى اللي توقعته انسي.
رمقه سامر بنظرات قاتمه
-متتكلمش علي الغلط يا نور .انت عينك كانت هتطلع عليها و احنا في الساحل و أنا من عندي سبتها ليك أصل أشكال ثريا دي متعجبنيش .
شعر نور أن ثريا حقا مسكينه مثل ما سردت له فأجابه بضيق
-يا سامر حرام عليك البنت بتحبك ده غير اني مصدقها في اللي حصل بينكم .ايه يعني لما تتستر عليها و تتجوزها.انت عندك أخت و أعتقد متحبش انها تبقي في نفس مكان ثريا.
كور سامر قبضه يده فهو لا يستطع الخلاص من ثريا فما زالت تلاحفه ليجز علي أسنانه
-كانت تحافظ علي نفسها و هي معايا.أنا راجل زى أي راجل و هي كانت عارفه ايه اللي خنقني و فضلت تضغط لغايه ما طلعت أسوء ما فيا.
هز نور رأسه بيأس ثم قال بلوم
-انت برضه عليك اللوم يا سامر. ربنا عطاك كل حاجه و هي كل اللي عايزاه منك انك تتقدم ليها زيها زى أي بنت و تتجوزها و يا سيدي طلقها بعد كده.
برزت عروق رقبة سامر من شده غضبه
-أنا استحاله يكونوا اولادي من واحده زى دي و بلاش نضحك علي بعض يا نور أنا مش عيل صغير أنا ليا اسمي في السوق مينفعش أتجوز ويومين و أطلق.
واستطرد و هو يضغط علي حروف كلماته رويدا رويدا
-قفل علي السيرة دي و قولها تبعد و تحمد ربنا اني مش هحاسبها بعد ما حكت ليك كل حاجه و خليها تحذر مني أنا ممكن أفضحها و انت شيلني من دماغك.
رد عليه نور بتهديد و وعيد
-هي عندها شهود يا سامر .انت نسيت ان اللي تم تم في الشاليه بتاع أبوها. والداده بتاعتها كانت هناك و انتم مش داريين.قابل بقي و شوف الفضيحه لمين.
كور سامر يده مرة أخرى وضرب نور في كتفه بقوة ثم قال بصوت مميت
-طب يبقي يوروني هيعملوا ايه.أنا لو خايف هرجع الأرجنتين.أنا بقي قاعد ليهم.و اوعي تفكر ان ده هيمنع جوازى بزوزو .لا انسي دي بتاعتي .
أيعقل أن يكون هذا الصراع علي زينب الابنه المدلله لزيدان الجمال و ريحانه الخضرى.ريحانه التي عانت الويلات و التي بدأت أن تشفي من ندباتها علي يد السيده ياسمين والده نورا صديقتها و جده نور .تلك السيده بمساعدتها أعادت ريحانه لطبيعتها القويه التي تضرب و لا تبالي،مما أسفر عنه تطور علاقتها بوجدي والد ريحانه بشكل كبير خاصه و هو يرى تعلق ريحانه بها و اللجوء لها دون غيرها حيث اتعتبرتها صديقتها المقربه و ليست والده صديقتها،كما أن وجدي أيضا أحب وجودها في حياته و قد لفتته شخصيتها المرحه و اللطيفه كثيرا، و هي أيضا… كان اعجابها يزداد به في كل مرة تراه فيها.ولذلك لا نستعجب قوة نور مع مرحه فهو حفيد تلك السيده و التي ربته علي يدها ليكتسب صفات أن يكون صاحب حق و يعطي الحق لمن اغتصب منه.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية غيبيات الفيروز)