رواية مرسال كل حد الفصل الأربعون 40 بقلم آية السيد
رواية مرسال كل حد الفصل الأربعون 40 بقلم آية السيد
رواية مرسال كل حد البارت الأربعون
رواية مرسال كل حد الجزء الأربعون
رواية مرسال كل حد الحلقة الأربعون
وقبل ما تخرج من بوابة المشفي لحقها حد بيقول: مرسال استني!
وقفت مرسال عند البوابة من غير ما تبصله, وقف قدامها وسأل: أنت هتمشي ليه؟ مش من عادتك تمشي دلوقتي.”
“اتخنقت وعايزة امشي عندك مانع.”
“اه عايز اعرف ليه؟”
“وأنت مالك.”
“ده واضح إن الموضوع خطير بجد.”
بصلته بقرف وبعدين بصت علي ايده وقالت بكل اشمئزاز: مش أخطر من جرح ايدك يا حبيبي الا لو معقمتهوش سينورتك هتموت.
ضحك حد:ااه سينورتي؟ كدا فهمت.. بس دي دينا عادي.
“يا عيني..يعني ايه عادي يعني من ضمن المحارم هي؟”
“طب اهدي بس علشان بدأت اشم ريحة شياطك وشوية وهطفك بالماية.”
قطبت حاجبيها وبعدين ابتسمت ابتسامة صفرا: حد ممكن تفرد ايدك الي فيها الجرح
“ليه؟”
“افردها بس هعقمهلك ولا هو حلال للانسة دينا وحرام علي.”
ضحك حد وفرد ايده قدامها, حطيت ايدها في جيبها وهي بتقول: غمض عينك بقي
“ليه؟”
“أنت بتسأل كتير ليه؟ أنت مش واثقة في ولا ايه.”
“بصراحة لا خصوصا في حالتك دي.”
“ماشي أنا ماشية سلام.”
“لا لا خلاص استني هغمض أهو.” قال الاخيرة وغمض عينه وطلعت مرسال ازاز من الشنطة وكبتها علي ايده صرخ حد من الالم كأن فيه نار اتكبت علي ايده, فتح عينه وهو بيتألم بيقول: مرسال ايه ده؟
“ده برفيوم يا روحي سمعت إنه بيعقم الجروح.”
قال وهو بمسح علي ايده وشوي وهعيط من الالم بيقول: برفيوم ايه دي نار الله يسامحك.”
“عرفت بقي النار بتلسع يح ازاي؟ علشان تبقي تقولي هطفيك بالماية حلو سلام.” قالت جملتها الأخيرة وخرجت
لحقها وهو لسه بمسح علي ايده من الالم بيقول: استني بس هوصلك.
“لا يا حبيبي خليك جمب الانسة دينا.”
ابتسم بيقول: ماشي.
بصتله باستغراب: هو ايه الي ماشي حضرتك؟
“ماشي هروح اقعد معها بصراحة معك حق لازم أكون جمبها.” قال الاخيرة وهو بشاورلها: سلام بقي.. وبعدين دخل من بوابة المشفي, اتعصبت مرسال ودخلت وراه المشفي وهي بتقول: انا بردو بقول لازم نقعد معها كلنا علشان أخاف عليها وهي معاك
ابتسم حد وحط ايده في جيوبه وتجاهلها تمامًا ومشي جمبها بكل برود كأنها مش موجودة
دخلوا المشفي وعدي الوقت مستنين هادي في أوضة العمليات, كان التوتر والقلق بيحوم حوالين الجميع وبعد ساعات من الانتظار خرج الدكتور وهو بيبشرهم إن العملية نجحت, بس المريض محتاج يرتاح كام يوم, السعادة غمرت الكل وامتلأت قلوبهم بالحمد, عدي أربعة عشر يوم من بعد العملية وهادي اتنقل في غرفة عادية بعد ما صحته اتحسنت شوية, سمع صوت طرق علي الباب فأذن هادي للطارق بالدخول, وإذا به بيشوفه حفيده بيفتح الباب وهو بابتسامة واسعة بيقول: ايه يا عم هادي قلقتنا عليك.
بمجرد ما شافه هادي انشرح صدره وفتح ايده المرتشعة لحفيده علشان يضمه, اتقدم حد ناحيته, وهو بيضمه جامد بيقول: أخيرًا.. مكنش عايز يسيب حضنه, بس انفك عنه علشان ميتعبيش وابتسم بيناغشه بيقول: علي فكرة أنت موحشتنيش خالص
“اه ماهو واضح شوية وكنت هتكسرلي ضلوعي وأنت بتحضني.”
“لا عادي أنا بحضن كل الناس كدا.”
ضحك هادي ومعقبيش
جر حد كرسي جمب السرير وميل راسه علي ركبة هادي بيقول: وحشتني أوي بجد يا هادي أنا كنت خايف إنك تختفي من حياتي فجأة.
ضحك هادي ومسح علي شعره بيقول: اختفي فجأة ايه يا ابني دنا عديت المية سنة.
“يا راجل متكبريش نفسك دنت لسه شباب أساسا سن الشيخوخة بيبدأ من ال200 .”
“وياتري المصدر ايه؟”
“أنا..أنت مبتثقيش في ولا ايه.”
“ماشي يا سي حدودي…”
“أنت عارف علشان في المشفي بس فأنا مش هتجادل معاك بسبب حدودي دي.. أنت معفي بس اليومين دول.”
ابتسم هادي وقبل ما يعقب,سمع صوت حد بيخبط علي باب الاوضة المفتوح, بصوا تجاه الباب فقلاوها مرسال وفي ايدها باقة من الزهور, ابتسمت واتقدمت ناحية هادي وهي بتقول: صباح الخير
ابتسملها هادي وقبل ما يرد كان حد قام من مكانه وهو بياخد منها الورد بيقول: ده عشاني.
بعدت ايدها بالورد عنه بتقول: لا طبعًا ده لهادي ثم بس ليكون في علمك الورد ده للناس الجميلة المؤدبة الي بترد علي تلفوناتها وتطمن الي حواليها عليها .
“يا بنت الحلال مانا رانن عليك بعدها 30 مرة إنك تردي علي مبرديش .”
“ماهو الاهتمام مبيطلبيش وأنت مقفلتهميش دستة ثم كنت عايزني أرد عليك ازاي بعد ما قلقتني واكتشفت إنك كل ده كنت مع عمار, يا أخي دنا بقيت حاسة إنك مجوز عمار علي.”
“مرسال أحنا أصلا لسه متجوزناش علشان أتجوز عليك ثم صدقيني أنا بس علشان مشغول بحاجة اليومين دول مش أكتر.”
“اه اتحجج اتحجج بص هو خلاص الكلام مات بينا.” بعدين بصت لهادي وهي بتقوله: يرضيك الي حفيدك بيعمله ده يا جدو؟
“لا طبعًا ميرضنيش.”
“شوفت علشان تعرف إن الي انت بتعمله ده لا يرضي عبد ولا رب.”
“طب اجهزي النهاردة علي الساعة ستة .”
“ليه؟”
“علشان نحضر حفلة سوا.”
“حفلة ايه.”
“موسقية.”
“انت كمان بترشيني؟”
“مش قصدي أنا بس كنت بحاول أصالحك.”
“قصدك إني مغفلة وهتراضى بسرعة.”
“أبدا أنا بس بحاول أكفر عن أخطائي الي لا ترضي عبد ولا رب.”
“مش رايحة.”
“باباك هيجي معنا.”
“بردو لا.”
“وهادي كمان جاي.”
“بجد؟”
“اه الدكتور قال إنه ينفع يخرج.”
بصتله بتردد وبعدين قالت: ماشي أنا هاجي بس علشان خاطر بابا وهادي.
ابتسم حد ومعقبيش, عدي الوقت وجات الساعة ستة ومرسال كانت مستنية مع باباها في القاعة, كان حد لسه مجاش فضلت مستنية لحد ما انتبهت علي عربية عمار وقفت قدام المبني وبينزل من العربية وهو معه هادي, فضلت مرسال تتلفت علي حد كتير بس ملقتوش, سألت عمار عن حد فقالها إنه لسه مجاش ولأنه هيتأخر شوية طلب منه يوصل هادي.
ولأن الحفلة كانت هتبدأ, عمار قالهم: خلونا ندخل احنا دلوقتي وهو لما يجي يدخل.
عدي الوقت وأكتر من نص الحفلة وحد لسه مجاش مرسال كانت مضايقة جدا وإنه لسه لحد دلوقتي مجاش لحد ما فقدت الامل إنه يجي وفجأة اختفت الاضواء من علي المسرح, لوهلة مرسال فكرت النور قطع بس فجأة بدأت تسمع صوت عزف علي البيانو وبدأت الاضواء تتسلط علي البيانو, حاولت مرسال تشوف مين بيعزف بس معرفتيش لأن البيانو كان مغطي, بدأت تسمع اللحن وابتسمت تلقائيًا, كانت حاسة إن اللحن ده مألوف بالنسبالها بس أول مرة تسمعه, كان اللحن لامس قلبها وحاسة إنها في عالم تاني رغم إنه بلا كلمات غمضت عينها وانسجمت مع لحن العازف ومفتحتيش عيناها إلا على صوت تسقيف الجمهور بعد ما العزف خلص, رجعت الاضواء تاني للمسرح وترقبت مرسال العازف علشان تشوف هو مين وإذا فجأة بتتفاجيء إنه حد, فضلت متنحة وبصاله مش مصدقة, مسك الميكروف واتكلم بنبرته الهادية بيقول: أنا آسف علي ازعاجكم بس اسمحولي أقول كام كلمة, في الحقيقة المعزوفة دي كتبتها علشان شخص هنا في الحضور, أنا واثق إنها أكيد انسجمت جدا مع عزفي وحسيت باللحن بيلمسها لأني كنت بحكلها حكايتنا الي ابتدت بشكرا جدا وانتهت ببحبك بصراحة مكنتش متخيل إنه بعد انقطاع اربعة عشر سنة عن العزف هرجع أعزف تاني بس رجعت علشان أقولها بحبك وتتجوزني دلوقتي ولما قولت دلوقتي فأنا أقصد دلوقتي دلوقتي علشان عارفك ذكية حبتين.. وفجأة الاضواء اتسلطت عليها ومن الخضة الممزوجة بالسعادة والصدمة مكنتش قادرة تتكلم, مسك محمد ايدها واخدها من ايدها واتقدم ناحية المسرح الي من حيث لا تحتسب ظهر مأذون فجأة, ولما بصت علي الناس إلي في المسرح اتفأجت إنهم أهلها وأصحابها, بصتله بذهول وكأنها بتسأله ازاي, ابتسم بيقول: أهو فرحنا بدري علشان عارفك بتنام بدري علشان متنكديش علينا الليلة دي, ضحكت وهي لسه بتبصله بذهول: حد أنت مجنون؟ أنت وصل بك الاهمال إنك متعزمنيش علي فرحي.
بص حد للمأذون بيقول: ابوس ايدك يا مولانا اكتب بسرعة بدل ما نتنكد كلنا دلوقتي وتقولك مش موافقة
قعد المأذون علي التربيزة الي اتحطت في النص مزينة بالورد, وقعد حد جمب المأذون ومحمد من الناحية التانية وجمبه مرسال, حط حد ايده في ايد محمد وتمت مراسم الزفاف الي كانت علي مستوي راقي جدا بدون أغاني صاخبة أو بهلونات في القاعة, كان الحفلة عبارة عن موسيقي هادية اتنوعت من فقرة للتاني وخصوصًا إن حد كان عنده القدرة يعزف علي أكتر من آلة, ولأن لا يخلو الزفاف من الفستان الابيض كان حد عامل حسابه لكل حاجة, وأخدت هند مرسال بعد كتب الكتاب علي اوضة محجوزة لها ولبست الفستان الابيض الي كان هادي بدون وردو مزغرفة أو كومة حديد شالها في الجيبونة أو إنه يكون منفوشة النفشة الاوفر ولبست فوقه حجابها كالمعتاد بس بلون أبيض وفوق راسها طوق رقيق من ورد الياسمين والاوركيدا, وشها كان خالي من أي مساحيق تجميل تغير شكلها زي ما كانت حابة وحطيت مرطباتها الاساسية لترطيب بشرتها مش أكتر, ولما خرجت للحضور اتفتح الباب بلحن لطيف من العازفين ,واتقدم محمد ناحيتها وحط ايده في ايد بنته, وسلمها لحد وهو بيقول: أنت أخدت جزء مني فحافظ عليه
ابتسم حد وهو بيبص لمرسال: كأنك بتوصيني علي نفسي يا عمي, وبعدين ابتسم لها بيبصلها ومد ايده تجاهها بيقول: تسمحلي بالرقصة دي يا هانم
ابتسمت مرسال بتقول: امممم افكر..
بصلها بذهول, فضحكت بتقول: ماشي.
كانت الرقصة الاولي والوحيدة في الحفلة بينهم الي رقصوها علي ألحان حكايتهم الي تعب جدا فيها علشان يخلي الموسقيون يعزفوها, انتهي الحفل بعد ساعتين من بدئه
**بدون الساعات المبالغ فيها الي بنقعدها في الافراح والي بتوصل لتالتة الفجر عنجد يعني حرام الواحد بينام من سبعة المغرب و..**
****تم إلغاء رائي لخروجي عن النص*********
انتهي الزفاف وخطيت مرسال أول خطواتها في بيتها الجديد الهادي البسيط
ابتسم حد بيقولها: أخيررًا بقيتي مرسال حد غريب
“ايه الاسم الغريب ده أنا حاسة إنه ظرف من حد غريب.”
“يابنتي أنت التنمر بيجري في عروقك بجد يعني حتي في يوم فرحنا؟ مفيش رحمة.”
ابتسمت ابتسامة واسعة بتقول: بس أنت عارف ده أحلي اسم في حياتي اه مرسال محمد أحلي طبعًا بس أنا حبيت مرسال حد غريب أكتر.”
وأنا كمان.”
“وأنت كمان ايه؟”
“وأنا كمان بحب مرسال حد غريب أوي.”
“قد ايه مثلا؟”
“قد البحر وسمكاته لا سوري قصدي شوف البحر شو كبير أنا بقي بحبك بعدد كل ذرة من ذرات الماية الي موجودة علي الكوكب كله.”
ابتسمت مرسال ابتسامة عريضة وبملامح حمل وديع بصتله وهي حاطة ايدها ورا ضهرها: حد
ضحك حد بيقول: أنا عارفة النظرة دي شوفتها قبل كدا اوع تقولي إنك عايزة تقعدي علي تربيز جمب الشباك دلوقتي.
“لا لا أنا عايزة حاجة تانية.””
“اتحفيني.”
“خلينا نصلي الاول وبعدين ندخل المكتبة تقرألي كتاب.”
“دلوقتي؟”
“علشان خاطري علشان خاطري بليززززز .”
ضحك بيقول: خلاص ماشي.
صلوا ودخلوا المكتبة بصلها بيسألها: تحبي أقرألك ايه لشيكو؟
“مش كفاية مزهقني في الجامعة كمان عايز تنكد علي به النهاردة.”
ضحك بيقول: ظالمة الراجل حقيقي.. ما علينا عايزة ايه طيب.”
ابتسمت ابتسامة اوسعت معها عيونها بتقول: الخشاش
“نعم؟”
“الكتاب بتاع المسلم المسعودي الي كان بيحكي رحلة الخشاش لارض مجهولة والي هي كانت امريكا يعني فيما بعد بس مش فاكرة اسم الكتاب حاجة كدا فيها مرجان ودهب.”
“ده أكيد في البحر الاحمر دي.”
كشرت بتبصله بقرف: مبهزريش
ابتسم بيقول: خلاص متزعليش عرفته.
“بجد؟”
ابتسملها واتقدم ناحية المكتبة ومن علي الرف التاني جاب كتاب ما وبيحط قدامها بيقول: مروج الذهب ومعادن الجوهر.. مفيش مرجان خالص في الموضوع
“مش مهم المهم إنه فيه دهب وخلاص يلا بقي اقرألي.”
قعد حد علي الكرسي بيضحك وهو بيقول: مش متخيل حقيقي إنك هاوية قراءة كتاب تاريخي زي ده؟
قعدت مرسال قدامه علي الارض وميلت راسها علي ركبته بتغمض عينيها بتقول: وهو أنت متعرفيش أنا بحب التاريخ زي عيني
ضحك حد وباس راسها بيقول: أنت مشكلة.
حط ايده علي راسها والايد التانية مسك بها الكتاب وابتدي يقرأ وفضل يقرأ لحد ما عدي الوقت وصحي علي أشعة الشمس بتتوجه علي عينه, ولما بص لاقي مرسال علي وضعها حاطة راسها علي ركبته ونايمة زي حمل وديع, ابتسم وحس بحركتها وإنها هتفتح عيناه, رفعت راسها بتبصله ابتسملها بيقول: سعيدة يا هانم
ميلت راسها تاني وهي بتقول: لسه مش سعيدة دلوقتي عايزة أنام.
مرت الايام يوم ورا يوم لحد ما تمت سنة ونص وجه أخيرًا يوم التخرج بتاع مرسال, قام حد من نومه علي صوت المنبه خمسة الفجر علشان يلحق يجهز نفسه ويخرج من البيت قبل ما مرسال تصحي علشان تفكر إنه مش هيحضر وبعدين تتفأجا به هناك بس الغريبة إنه لما قام من النوم ملاقهيش علي السرير,فاستغراب, قام يدور عليها, هنا وهناك في الصالة وغرفة الجلوس وفي باقي الاوض لحد ما انتبه علي نور جه من اوضة الاطفال الي متفتحتيش من سنة ونص, فتح باب الأوضة واتفأجا بها واقفة في نص الاوضة بتبسمله ووشها وايدها وحتي شعرها متلطخين بالألوان, والحيطان بتاع الاوضة متغطية بميلات بيضا ضحك حد علي شكلها بيقول: طفلة بتلون وتلغبط كل شكلها بالالوان الصبر من عندك يارب
“لو مش عاجبك طلقني.”
ضحك بيقول يبقي نشوف الموضوع ده بعدين خلينا في المهم بتعملي ايه هنا؟”
“سلامة النظر يا حبيبي أنت شايفني متغرقة بالالوان يبقي كنت بعمل ايه؟”
“أنا عارفة إنك كنتي بترسمي بس أقصد بتعملي ايه هنا بالذات في الاوضة دي؟”
“سلامة الذكاء برود يا حبيبي انت شايف الحيطان متغيطة بالميلات يبقي أكيد كنت بترسم عليها وعايزة أورك رسمي.”
ابتسم: ماشي وريني يا ست حلويات.
“بص الرسمة متجزأة بحيث إن الرسمة كاملة موجودة علي الاربع حيطان وأنا هنزل ملاية ملاية وأنت تخمن أقصد أقول ايه؟ ماشي”
“ماشي.”
نزلت مرسال أول ملاية وكان مرسومة تحتها شخصين ماسكين ايد بعض, بص حد عالحيطة بيخمن: دول زوجين
هزت مرسال براسها بأيوة وبعدين شاورت عليه وعليها فكمل حد: دول أنا وأنتِ
ابتسمت بتهز راسها بدون صوت إنه أيوة, نزلت الملاية التانية فكمل: أنا وأنت مستينة حاجة ورا الباب
ابتسمت مرسال وهزت راسها بالايجاب ونزلت الملاية التالتة فتابع حد: دي ايه دي؟ هدية مش كدا؟ أنا وأنتي مستينة هدية
ابتسمت مرسال بتقول: أيوة فهمت؟
“مش أوي يعني اروح افتح الباب دلوقتي يعني علشان فيه هدية ورا الباب؟”
“هدية ايه الي بر؟ لا بص أنا واثقة إني لما هنزل الملاية الاخيرة فأنت هتفهم..استعد بقي.”
ابتسم حد بيتهأب للرسمة الاخيرة, نزلت مرسال الملاية وكان مرسوم بيبي جو الهدية, بصلها حد بستغرب بيقول: جايلنا بيبي هدية؟!
ابتسمت مرسال ابتسامة واسعة : أيوة بالظبط بالظبط الله ينور عليك.
“بس أنا بردو مش فاهم مين ده الي هجبلنا هدية فيها بيبي؟”
ضربت مرسال جبهتها بتقول: يا مثبت العقل والدين يا رب
“أمال ايه مش فاهم؟”
“هقربهلك.. امبارح مش أنا تعبت وأنت في الشغل .”
“امتي ده؟ متصلتيش علي ليه كنا روحنا لدكتورة؟”
“ماهو أنا كنت عند بابا زي مانت عارف وهو لما لاقيني تعبت وديني لدكتورة.”
“طب وقالتك ايه؟ انت كويسة؟”
ابتسمت ابتسامة عريضة بتقول: قالتي مبروك
حد اتعصب وقال: ده ايه الدكتورة عديمة الانسانية دي ازاي تلاقي مريضتها تعبانة وتقولها مبروك.
صوتت مرسال بتشد في شعرها: ياربي.. غباء لفيل الوحش.
“قصدك ايه فهمني طيب؟”
“أنا حامل يا حد.”
وقف قصدها متنح مش مستوعب بتقول ايه وسألها باستغراب: ها؟
“ها ايه؟ بقولك حامل.”
“حامل حامل؟ يعني هيكون عندنا بيبي وكدا؟”
“أه.”
“مرسال انت بتتكلمي جد؟”
“جد الجد كمان دي الدكتورة مأكدلي.”
“يعني أنا هيبقي أب؟”
“اه..أحلي باباي غبي في الدنيا.”
حد مكنش مستوعب ومن فرط سعادته نط في مكانه من الحماس وهو بيضحك من السعادة, وفجأة ضم مرسال بيشيلها من علي الارض من السعادة, مرسال ابتسمت بتقول: أحنا كدا هنموت البيبي قبل ما يجي.
ضحك حد ونزلها علي الارض بيقول: آسف آسف..بس مش مصدق أنا هبقي أب أخيرًا
ابتسمت بتهز رأسها بالايجاب, فضل يتنطط في مكانه من السعادة بكلمات من الحمد والشكر لله, وبعدين جري علي جده بيفتح الاوضة بحماس: اصحي يا هادي أنا هبقي أب أخيرًا
قام هادي مخضوض علي صوت حد وهو بيقول: ايه زلزال؟!
“شيء أحلي وأجمد من الزلزال؟”
بصله هادي باستغراب: أحلي من الزلزال ازي يعني؟ هو الزلزال حاجة حلوة؟”
“مش وقت سخرية خالص يا هادي وخدي التقيلة بقي أنا…وبعدين غمض عينه وهو بيضحك جامد وبعدين اتنهد وقال: أنا هبقي أب يا هادي أنت متخيل.
هادي ابتسم ابتسامة واسعة بيقول: ألف مبروك يا ابني مش مصدق إني عشت للي اليوم الي سمعت فيه خبر زي ده يعني أنا كدا بقيت جدو الكبير خلاص.
“أنت اه جدو بس جدو صغير شباب لسه لما نعدي المايتين يبقي نقول عجزنا والكلام ده.”
ضحك هادي ومعقبيش, وفجأة انتبه علي مرسال بتخبط علي باب الاوضة بعد ما لبست حجابها, ابتسملها هادي بيقول: تعالي يا بنتي.
اتقدمت مرسال وقعدت علي طرف السرير, ابتسم هادي وكمل: ألف مبروك يا بنتي, ربنا يجعله ابن أو بنت صالحة لكم
“الله يبارك فيك يا جدي.. وتعيش لحد ما تربيه وتشوف أولاده كمان.”
ضحك هادي بيقول: أولاده؟ يا بنتي ده لسه بدري أوي وأنا بصراحة قمر وحشتني وعايزة أشوفها.
ابتسم حد بيقول: كلنا عايزين نشوفها بس لسه بدري عليك يا ابو الهدود.
“ابتسم هادي: أهو بعد أبو الهدود أنا قررت أسافر من الدنيا خلاص..ارجوك مدلعنيش تاني يا حدودي.”
ضحك حد وقال: مبلاش أنت في الدلع يا جدي علشان مقولهاش قمر كانت بتندهلك ايه؟”
ضحك هادي بيقول: سبني أموت بهبتي قدامها طيب.
بصت مرسال لحد وسألته: كانت بنتدهله ايه؟
ضحك حد بيبصلها: دودي
حاولت مرسال تتمالك نفسها بس مقدرتيش تمسك نفسها وبدأت تضحك لحد ما دمعت عيناها, حاولت تهدي مرسال ضحكها وهي بتقول: آسفة.. بجد آسفة.. لا احنا نسيبنا من دودي وحدودي بقي ونركز في المهم علشان فيه خبر تاني هيفرحكم.
ابتسم حد بيسأل: ايه؟
“فاكر من سنة لما قولتك إني هخلي اسمك ده أعظم وأحلي اسم ممكن حد يسمعه؟
“وساعتها انت اتريقت عليك وقولتك هتحطي عليه سكر يعني؟”
“اه.”
“لا مش فاكر.”
“ههه خفيف أوي.. ما علينا أنا عايزة أقولك بس إني خلال السنة دي كنت شغالة علي اسكربت كامل لفكرة انمشن أو مسلسل كرتوني يعني علشان عارفة مستوي ذكائك يعني المهم والحمدلله الشركة الي عرضت عليها الفكرة قبلته.”
“مسلسل ايه؟”
“كل يوم حد هنتكلم عن حد؟”
“ايه؟ مفهمتش.”
“بص ده مسلسل كرتوني هيتعرض كل يوم حد وبطل المسلسل اسمه حد, الشخصية الي اقتبست منها اسم وشخصية البطل هو أنت بس طبعا باحداث وشخصيات مختلفة وطبعا فكرة الاسم عجبت المنتجين جدا بعد موضحتلهم إن اسم حد غريب هو رمز بيرمز لاحتياج كل شخص منا لحد غريب في حياته ينور شمعته الي اتطفت من خذلان صحاب , تجاهل أهل, جلد ذات من كل وأي حاجة بتخلينا بهتانين, ومهما حاولنا ننعزل وننطوي عن الناس فاحنا محتاجين ولو حد غريب واحد في حياتنا علشان يرجع فينا الحياة من تاني.”
ابتسم حد بيبصلها, بس فجأة قطع عليه اللحظة دي سكر بيطلع علي كتف مرسال بيلاعبها.
تذمر حد بيقول: قبل كل شيء أساسا أنا محتاج اتخلص من الكائن اللزج ده حقيقي.
ابتسمت مرسال وهي بتحضن سكر: ده حبيبي الاول ده.
“اه مانا عارفة علشان كدا من اسبوع خليتني أنام في الصالة علشان سي الاستاذ حبكت إنه ينام في اوضتي.”
ضحكت مرسال وهي لسه بتضم سكر: كويس إنك عارف.. ويلا بقي قوم علشان نجهز علشان واخيرررا هتخرج.”
“استهدي بالله كدا الاول لسه الساعة 5 ونص الفجر, هتروحي تتخرجي فين دلوقتي؟”
“لو علي اروحلهم باسدال الصلاة اخد شهادتي واروح.”
ضحك حد وهادي, وعدي الوقت لحد ما جات الساعة عشرة الصبح ومرسال بتستعجل حد علشان يخلص لبس, وبعدين راحت لاوضة هادي ولقيته لسه مجهزيش, سألته باستغراب: انت مش هتجي معا ولا ايه يا جدي؟
“تعبان بس شوية روحوا انتوا وأنا هستنكم هنا.”
“نروح ازاي من غيرك يعني؟” وفجأة قطع كلامها صوت حد بيدخل الاوضة وهو بيحاول يربط الكرافته: ايه ياابو الهدود انت لسه ملبستش؟
ضحك هادي بيقول: مش لما تعرف تلبس الاول, تعالي أما اعملهلك.
اتقدم حد ناحية جده وقعد جمبه علشان يربطله الكرافته, ابتسم هادي وهو بيقول: مش فاهم هتبقي اب ازاي وأنت مش عارف تربط الكرافته؟
“مانت عارف إني مبحبش اللبس الرسمي ومالبستهاش غير مرة في حياتي يوم الفرح ودي التانية, وكنت هروح عادي يعني بس استاذة مراسيل اصرت إني احلي بالكرافته
ابتسم هادي بيقول: لا إذا كانت مراسيل الي قالت كدا فلازم تسمع كلامها..
بعد ما ربطهاله بصله هادي وهو بيربت على كتفه بيقول: علشان خاطري يا حد اياك تزعل مرسال ولو في يوم اتخانقتوا متناميش إلا وأنت مصالحها, وبعدين ضحك وكمل: وافتكر ديما إن انت الغلطان حتي ولو مش غلطان هي معروفة يعني مفيش ست بتغلط
ضحك حد بيبصله, بصت مرسال لهادي بتشتكيله: شوفت ياهادي بيتريق علي ازاي قصده ايه بالنظرة دي يعني؟ قصده إني أنا الي ديما بفتعل المشاكل؟
مسك حد ايدها بيبوسها بيقول: يا ست الكل انا آسف أنا الي غلطان وبعمل المشاكل ديما
ابتسمت مرسال بتقول بنبرة خافضة: لا انت قمر مش بتعمل مشاكل
ضحك حد بيقول: بتجيبي ورا عالطول
ابتسمت مرسال ومعقبتيش, وبعد محاولات من حد إنه يقنع هادي يجي معهم أو هم يقعدوا معه فشل واصر هادي انهم يروحوا وهو هيستنهم هنا في البيت, واستسلاما لرغبته, حد ومرسال مشوا , عدي اليوم وكانت الساعة 8 بليل لما حد رجع البيت هو مرسال وبمجرد ما دخل من البيت اتجه ناحية اوضة هادي بيقول: مش هتصدق يا ابو الهدودو ايه الي حصل النهاردة,.. ايه ده يا عم انت لسه نايم.. اتقدم حد ناحية هادي بيصحيه بيقول: هادي! لا ماهو أنا مينفعيش استني لما تصحي لازم احكيلك دلوقتي..هادي!
بدأ الخوف يتسلل إلي قلب حد لما هادي مصحيش, طبطب علي كتفه براحة بيصحيه: هادي! اصحي يا هادي, وبطل هزار..هادي!
بدأت الغصة تتخل نبرة صوته وبقلق بدأ يصحيه تاني: جدي ارجوك اصحي.. جدي علشان خاطري اصحي..
دخلت مرسال الاوضة وهي شايفة حد بيحاول يصحي جده وايده وجسمه كله بيرتعش من الخوف والقلق, اتقدمت مرسال ناحية هادي, وجست نبض ايده, بس للاسف لا فيه نبض ولا فيه حرارة , ايده وجسمه كانوا متلجين, بصت مرسال لحد وعينيها بدأت ترغرغر بالدموع, بصلها حد بصدمة: لا..أكيد لا..هادي مستحيل يسبني..قوم يا هادي, قوم قول لمرسال إنك مستحيل تسبني.. انت بتحبني وأكيد مش هتسبني لأن الي بيحب حد مش هسيبه, هادي ابوس ايدك قوم, ابوس ايدك يا هادي لتقوم, قوم وأنا هعملك كل حاجة انت عايزها.. بدأ البكاء يتخلل لنبرة صوته, ضم جده جامد وهو بيعيط: علشان خاطري يا هادي لتقوم, أنا عارف إن قمر واحشك بس مش للدرجة تسبني, هاااادي.” وفجأة انقطع صوته عن الكلام واندثر في اكناف جده وبدأ يعيط بحرقة, لحد الدفن وحد مكنش مستوعب إن هادي سابه, كان في حالة صدمة مش بتخليه واعي للي حواليه, طول الوقت ساكت, ولما هادي اتدفن انعزل الناس وكل حاجة حواليه ودخل اوضة هادي, ونام علي سريره, وهو حاضن آخر لبس لبسه وآخر كتاب كان بيقرأ فيه, وبدأ يعيط بلا توقف, وفجأة الكتاب وقع في الارض واتفتح, قام حد علشان يجيبه, لاقي إن فيه ورقة وقعت منه, ميل جاب الورقة وبيفتحها, ايه ده ده خط هادي, مسك حد الورقة وبدأ يقرأها والي كانت كالتالي:
إلي حفيدي الصغير العزيز الذي لم اعتبره يومًا حفيد بل صديقي ومؤنسي, أكتب إليك تلك الرسالة وأنا لا أعلم إن كنت سأراك لأخر مرة قبل أن أفارق الحياة أم لا ولكن حتي وإن لم أرك عند عودتك أريد أن أخبرك أني أحبك وبشدة بشدة بلغت وفاقت حبي لولدي الوحيد غريب, في الواقع لم أشعر يومًا أن غريب هو ولدي كنت أنت دائمًا ولدي لا لست ولدي فقط بل أنت أبي أيضًا, أجل أبي, فأنت الوحيد الذي احتواني واحتويت ضعفي وعجزي, وفي مرضي تخليت عن أثمن ما تملك من كتبك وبعتها فقط لتعالج عجوز أهلكه الدهر, لا أعلم يا ولدي لمَ أهدرت أموالك علي عجوز هالك هالك, أنا حقًا لا أجد كلمات لوصفك ولا حتى ليصف شعوري نحوك فأعذرني لأني لا أجد سوي كلمة أحبك التي لا تصف شيئًا مما أشعر به نحوك, انا حقًا احبك يا ولدي العزيز ويا صديقي ودوائي ومؤنسي ووالدي.. وقبل رحيلي إن كتب لي الرحيل, أود فقط أن أخبرك أني آسف إن غادرت وأنت لست هنا ولكن لأجلي لا تبكي, سأتي لزرياتك مثلما كانت تفعل قمر معي.. اه قمر لن تصدق اتاتني اليوم في منامي وأخبرتني أنها اشتاقت إلي كثيرًا فطلبت منها أن تنتظر حتي الصباح لاودعك ثم أذهب معها, أشعر بأن موعد لقائنا اقترب أخيرًا, أنا سعيد للغاية ولكني للاسف حزين أيضًا, سعيد للقاء حبيبي في العالم الاخر وحزين لمفارقة حبيبي هنا.. ولكن ما العمل هذا هو قانون الحياة والموت ولكن تذكر دائمًا أني أحبك وسأظل أحبك وإياك أن تظن أني سأنساك, فأنت بضع مني وستظل دائمًا في قلبي.. وبلغ تحياتي وكامل حبي لمراسيل هواك وهديتك الصغيرة
جدك العزيز
لم يكد حد ينهي قراءة الرسالة حتي ضمها وجلس يبكي كطفل ضل أمه, مريت الايام والشهور, ومرسال مع حد بتحاول تخليه يفوق من صدمته علي جده الي بسببها انعزل في غرفته تلات شهور ومن بعدها بدأ يستجيب ببطيء لمرسال فأنه يتعافي من صدمته, وبمرور الوقت والسنين بدأ حد يتعايش مع الواقع وبالاخص بعد ما خلف بنوتة صغيرة وقمر وسموها هدية و….
“هدييييية!”
“نعم يا ماما.”
“يلا يا بنتي الاكل هيبرد.”
“ماشي جاية!.. هنيم هادي الصغير بس.”
ابتسمت وبصيت لهادي ابني الي عمره ست سنين وكنت بحاول أنيمه في سريره بس للاسف منميش بردو وبصلي وابتسملي بكل براءة بيسألني: ماما هو ايه الي حصل لعمو رماح وطنط دينا؟
“مفيش من بعد فرح حد ومرسال ورماح أدرك أنه مفيش داعي إنه يحاول يخرب عليها طالما ده قرارها والتهي بشغله, أما دينا فسافرت فرنسا يوم الفرح بالظبط ومن ساعتها متواصلتيش دينا مع حد نهائي يمكن الشخص الي فضل علي تواصل مع حد هو أحمد باباها.”
ابتسم هادي الصغير وقالي: ماما احكيلها تاني
“احكي ايه تاني كدا تيتا مرسال هتجري ورانا يلا بنا نروح نتعشي!”
أخدته وشيلته علي ضهري وطلعت به, علي الصالة, حيث كان الجميع مجتمع علي السفرة, بابا حد وماما مرسال وجوزي عمر أيوة جوزي اسمه عمر بس للاسف مسمتيش ابني أحمد زي ما ماما زمان كانت بتحلم وكلنا شوفنا إن اسم هادي أحلي وأجمل وأرق بكتيرررر
#النهاية
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية مرسال كل حد)