روايات

رواية أحببتها ولكن 7 الفصل الخامس والسبعون 75 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 7 الفصل الخامس والسبعون 75 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 7 البارت الخامس والسبعون

رواية أحببتها ولكن 7 الجزء الخامس والسبعون

رواية أحببتها ولكن 7 الحلقة الخامسة والسبعون

لي صَديقٌ عَلى الزَمانِ صَديقي،
وَرَفيقٌ مَعَ الخُطوبِ رَفيقي لَو،
تَراني إِذا اِستَهَلَّت دُموعيفي،
صَبوحٍ ذَكَرتُهُ أَو غَبوقِ.
_أبو فراس الحمداني.
____________________
الحياة در’وسٌ وحِـ ـكَمْ وموا’عظ، ليست ور’دية دومًا، وليست سيـ ـئة دومًا، الحياة تجربةٌ ورحلةٌ صغيرة يُبحـ ـر بني البشـ ـر فيها، يعيـ ـش لحظةٌ لطيفة، تَخَـ ـلَّدَت في أثا’رها نفوسـ ـهم الطيبة، وتَرَ’سَخَت في عقو’لهم، لحظةٌ عا’برة تكُن أ’ثرًا إما إيجا’بيًا إما سـ ـلبيًا في حياة المرء، عوا’قب الحياة تكُن قا’سية، وفي بعض الأحيان مؤ’لمة، رحلةٌ صغيرة يعيـ ـشها المرء حتى يحين الر’حيل الأبدي لحياةٍ أ’بدية خا’لية مِن القسو’ة والظُـ ـلم والفسا’د، حياةٌ أفضل وزوجٌ حبيب وصفحةٌ نا’صعة البيا’ض تبدأ أولى سطورها..
<“إن جاءتك السعادة تطرق بابك،
فاستقبلها بترحابٍ وخُذها بعناقٍ حنون.”>
الصد’مة كانت باديةٌ على وجههما بعد أن أستمعا معًا إلى حديثه، كانت ضر’بةٌ قو’ية لهما تُصـ ـيب هدفها ببراعةٍ تامة تُسعد قلـ ـب عبـ ـدٍ فقيـ ـر تمنى السعادة أن تكون جزءًا كبيرًا مجز’ءًا في حياته، ترقرق الدمع في المُقل و “مـينا” ينظر إلى رفيق الدرب غير مصدقٍ لِمَ سَمِعَه قبل قليل لتتسـ ـع البسمةُ على ثَغْره تزامنًا مع قوله:
_أنا أقسم بالله ما مصدق نفسي، حمدلله على سلامتك يالا فرحتني أوي.
أنهـ ـى حديثه ثم ضمه إلى أحضانه والسعادةُ باديةٌ على تعبيرات وجهه ونظرته التي تو’هَّجت لمـ ـعتها وأصا’بتها السعادة الحـ ـقيقية، فيما أتسـ ـعت بسمةُ “شـهاب” على ثَغْره ممسِّدًا على ظهره برفقٍ مجيبًا إياه بقوله الهادئ:
_حبيبي يا صاحبي، الله يسلمك يا غا’لي خلـ ـصت على خير خلاص وأديني بفرح بيك وأنتَ عريس زي القمر أهو.
أنهـ ـى “شـهاب” حديثه بنبرةٍ هادئة مبتسم الوجه بعد أن رأى رفيق الدرب يحظى أخيرًا بالسعادة التي تمناها دومًا القلـ ـب وكان يجهـ ـل إيجادها، أبتسم “مـينا” ورَبَتَ على ظهر رفيقه برفقٍ ثمّ أبتعـ ـد عنهُ ونظر إلى “حـسام” الذي أتسـ ـعت بسمتهُ وفَرَ’قَ ذراعيه في الهو’اء في دعوةٌ صا’دقة مِنهُ لهذا الحبيب الذي لم ينتظر كثيرًا وار’تمى داخل أحضانه معانقًا إياه تزامنًا مع قوله الهادئ لهُ:
_حمدلله على سلامتك يا صاحبي، عقبالك قريب إن شاء الله.
رَبَتَ “حـسام” على ظهر رفيقه برفقٍ وقال بوجهٍ مُبتسم:
_الخميس الجاي إن شاء الله، إجهز بقى وأعمل حسابك.
أنهـ ـى حديثه مُبتعدًا عن رفيقه الذي نظر لهُ متفاجئًا ليؤكد “حـسام” قوله بهزَّ’ة خـ ـفيفة نَجَـ ـمَت مِن رأسه لتتسـ ـع بسمةُ “شـهاب” أكثر على ثَغْره ليُبا’در في الحال بمباركته بنبرةٍ غَمَـ ـرتها الفرحة قائلًا:
_مُبارك يا عمّ، دا إيه الأخبار اللي تِشر’ح القلب دي أيوة كدا فرحوني.
أنهـ ـى حديثه ثمّ نظر بعدها إلى رفيقه “مـينا” قائلًا بنبرةٍ غـ ـلبتها الحما’س:
_سمعت يالا، الو’اد هيخطب الخميس الجاي بدلتك تجهز وشهر العسل يتأ’جل دا الفرحة المنتظرة دا، هيناسب سيادة العقيـ ـد “سيـف عـلام” باشا بجلالة قد’ره.
تعا’لت الضحكات بينهم ليأتي القولُ حاضرًا مِن “مـينا” الذي أبتسم بسمةٌ ما’كرة وقال:
_وهو حد قده، نَشِّـ ـن وخَد خلاص، موَّفق يا عمّ.
_أنتَ مش أتجوزت خلاص وهتشوف حياتك وتستقر سيبني بقى أشوف نفسي بدل ما أتا’كل عـ ـلقة مُحتر’مة مِن الر’جُل الأخضـ ـر اللي متر’بصلي هناك دا مِن الصُبح.
أنهـ ـى “حـسام” حديثه لتتوَّجه الأنظار إلى “عـزَّام” الذي أبتسم لهم وغَمَزَ بِعينُه اليُسر’ى بعبـ ـثٍ إليهِ ليتلقى واحدةٌ مماثلة مِنهُ ثم تركهما واقترب مِنهُ حتى يُنبـ ـئهُ بهذا الخَبَـ ـر السارّ، اسْتَأْذَنَ “مـينا” مِن رفيقه قبل أن يتركه ويذهب لتلقي المباركات مِن أفراد عائلته، طا’فَ “شـهاب” بعينيهِ في المكان يبحث عنها بين الجميع وهو يطو’فَ بينهم ليجدها تقف مع زوجة “ديفيـد” تتحدث معها، أقترب مِنها بخطى هادئة حتى وقف بالقربِ مِنها ينظر لها دون أن يتحدث وترك قـ ـلبه معها وعينيه تُر’اقبُها..
شعرت بوجوده بقُربها ولذلك أدارت رأسها تجاهه لتراه يقف بالقربِ مِنها ينظر لها بوجهٍ مبتسم وعينين تَفِيـ ـضُ مِن العشـ ـقِ ما يكفي لها، اسْتَأْذَنَت مِنها ثمّ تركتها واقتربت مِنهُ بخطى هادئة مبتسمة الوجه لتقف أمامه مباشرةً دون أن تتحدث، فيما طا’فَ هو بعينيهِ يتأملها بحُبٍّ وعشـ ـقٍ لا آخر لهُ، أتسـ ـعت البسمةُ على ثَغْره لترى تو’هُّج عينيه البُنـ ـية ببر’يقٍ تعلمهُ جيدًا بوجهٍ مُبتسم لتسمعه يقول بنبرةٍ خا’فتة بعدما فَصَـ ـلَ المسافة بينهما:
_هو أنا بقيت أشوف البدر كُل يوم بجد ولا عيني بتشوف غـ ـلط؟.
أتسـ ـعت بسمتُها على ثَغْرها وغمـ ـرتها السعادة لتسمعهُ مِن جديد يُضيف على حديثه السابق بقوله الذي أتخذ منهـ ـجية الخبـ ـث:
_بقولك إيه يا “قمر”، ما تيجي نزَ’وّغ مِنهم ونروح بيتنا، عندي ليكي حتت حدوتة واثق إنها هتعجبك.
كَبَـ ـتَت ضحكاتها بداخلها بعدما أستمعت إلى حديثه الذي كان مُلَغَّـ ـمٌ بنو’اياه الو’قحة لتمنحهُ ضر’بةٌ خـ ـفيفة بقبـ ـضة يدها على كتفه وهي تنظر لهُ نظرةٍ محذ’رة مِن أن يتما’دى في توا’قحهِ معها، وعنهُ فلم يعلم للاستسـ ـلام طريقٌ ولذلك وضع كفه على موضع ضر’بتها لهُ مدعيًا الأ’لمُ بقوله:
_قد إيه أنتَ قا’سي يا “قمر”، دا أنا حتى محترم وبستأذِن مِنك يعني يبقى دا ردك … واللهِ الحدوتة حلوة وهتحبيها.
شعرت بالخجـ ـل الشـ ـديد ولذلك تركته وذهبت إلى الخارج بخطى وا’سعة بعدما شعرت بأرتفا’ع حـ ـرارة وَجْنَتيها أسفـ ـل نظراته لها والتي كانت مـ ـليئةٌ بالمكـ ـر والخُبـ ـث والبسمةُ ترتسم على ثَغْره ولذلك أنتظر ثوانٍ معدودة ولَحِـ ـقَ بها حتى يُغادرون ويتوجهون إلى قاعَة الزفاف التي سيُقام بها حفل زفاف هذا الثنائي، أقترب مِن سيارته ليجدها تنتظرها بداخلها، أتسـ ـعت بسمتهُ أكثر ثمّ أقترب مِنها بخطى هادئة حتى وَلَجَ سيارته ثمّ أَدار محرِّ’ك السيارة وتحرك مِن موقعهِ متجهًا إلى قاعَة الزفاف وطيلة الوقت كان يختـ ـلس النظر إليها وتعـ ـلو البسمةُ ثَغْره حينما يرى هرو’بها مِنهُ خشـ ـيةً مِن أن يتما’دى في توا’قحه معها..
وبعد مرور الوقت.
بدأ حفل الزفاف وبين الحين والآخر يتوافد البعض إلى داخل القاعَة المُغـ ـلقة يُباركون إلى والدي “برليـن” ووالدة “مـينا” التي كانت تستقبلهم بوجهٍ مبتسم تتلقى مباركاتهم، جاورت “مَـرْيَم” “روزي” في جلستها تتحدث معها بوجهٍ مبتسم وتشارك الفتاتين الحديث كذلك كعادتهن حينما يجتمعن سويًا مع بعضهم حتى مرّ القليل مِن الوقت واقترب “شـهاب” مِنهن يسْتَأَذنهن لأخذها ليتلقى الموافقة في الحال، نظر لها لتنهض هي بهدوءٍ تجهـ ـل ما يُريده لتراه يُمسك بكفها قائلًا بوجهٍ مبتسم:
_تعالى معايا، اللحظة اللي جاية حلوة وعايز أشاركك فيها.
تحركت بالفعل معهُ دون أن تتحدث أسـ ـفل نظراتهن وهن ينظرن إليها بوجهٍ مبتسم لترى “روزي” اقتراب زوجها مِنهن كذلك يطلب مِنها الذهاب معهُ لتتعجب هي وتنظر لهُ دون أن تفهم السـ ـبب لتضطـ ـر للذهاب معهُ دون أن تتحدث وهي ترى أقتراب “علي” و “أحـمد” وكذلك “حُـذيفة” مِنهن كُل واحدٍ مِنهم يأخذ زوجته ولذلك نظرت إلى “ليل” وقالت بنبرةٍ متسائلة:
_في إيه يا “ليل”؟ “شـهاب” جه خد “مَـرْيَم” ودلوقتي أنتَ و “علي”، أنا مش فاهمة حاجة.
أنهـ ـت حديثها وهي تنظر لهُ تنتظر تلقي الإجابة مِنهُ لتراه يقف بعد أن سارا كليهما خطواتٍ قليلة ويلتفت ينظر لها نظرةٍ هادئة تَبُـ ـحُ عن ما يكمُن بدا’خلهِ وما يشعر بهِ في هذه اللحظة ليقترب مِنها خطوةٌ واحدة يفـ ـصل المسافة الفا’صلة بينهما تزامنًا مع قوله حينما قرر إجابتها:
_فاللحظة دي “مـينا” و “برليـن” هيرقصوا سلو وهو محبش فكرة إننا كُلنا نكون قاعدين وهما لوحدهم فأتفق معانا كُلنا إننا نكون حواليهم فدايرة وكُل واحد معاه مراته، اللحظة دي بتخـ ـطف الواحد وبتخليه شخص تاني قُدام حبيبُه فحب يوثقها بطريقة كريتيڤ شوية على غير العادة، فبصراحة لقيت إنه عنده حـ ـق وأهي فرصة نستغـ ـلها ونفتكر مع بعض الذي مضى.
هكذا كانت خـ ـطة “مـينا” بعد أن أجتمع بهم بعد مناقشته في هذا الأمر مع خطيبته “برليـن” وأخبرهم بها ليتلقى الترحاب الشـ ـديد مِنهم بموافقتهم جميعًا على هذا الاقتراح، أبتسمت هي بعد هُنَيْهة مِن الوقت ونظرت لهُ قليلًا ثم أحبت أن تستغـ ـل تلك الفرصة لصا’لحها لتقول بنبرةٍ هادئة:
_طب مش نا’وي تحِـ ـن شوية وتفتـ ـح قلبك وتسمعني كلمتين حلوين.
أبتسم حينما عَلِمَ مُرادها بعد أن نظرت لهُ لينظر لها لثوانٍ معدودة قبل أن يقول بنبرةٍ هادئة وهو ينظر إلى عينيها الفير’وزية:
_وماله يا جميل، نفتـ ـح ونقول كُل اللي جوانا هو أنا فحياتي كام “روزي” يعني، دا أنتِ الحُبّ كُله.
أنهـ ـى حديثه ثمّ ضمها إلى د’فئ أحضانه بذراعه الأ’يسر بعد أن طَالَبَهُ قلبه بقُربها مِنهُ مثلما أعتاد دومًا، فيما كان “حُـذيفة” يحاوط زوجته بذراعه الأيـ ـمن مرتديًا حُلته الر’مادية، نظرت لهُ “أيسل” وقالت بنبرةٍ هادئة:
_شوفت لمَ بتمشي ورايا بقى بيبقى إيه حالك، دي أحلى مِن الكُـ ـحلي.
نظر إليها بعدما جذ’به صوتها الهادئ مِن شروده لتعلـ ـو بسمةُ هادئة على ثَغْره ثم قال ممازحًا إياها:
_يا عسل أنتَ عُمرك ما بتغَ ـلط أومال أنا بمشي وراكي وأنا مغـ ـمض ليه يعني.
أتسـ ـعت بسمتُها وهي تنظر لهُ ليرى هو تو’هُّج عينيها التي كانت تُطَالِعَهُ، أقترب مِنها ليُلثم جبينها بقْبّلة حنونة ثمّ قال بوجهٍ مبتسم ونبرةٍ خا’فتة متغزلًا بها:
_أحلوينا أوي الفترة دي يا حلو هتروح فين تاني وهتعمل إيه فقلب العبـ ـد الفقـ ـير اللي مبقاش قا’در يسيطـ ـر عليك.
ضحكت هي بعد أن أستمعت إلى حديثه ثمّ نظرت لهُ وقالت بوجهٍ مبتسم ونبرةٍ ضاحكة:
_دي حلاوة عيو’نك صدقني، وبعدين هو أنا هجيبها منين يعني ما أنا معايا شيخ قمور أهو.
طَا’لعها بعينيه قليلًا وهو يشعر بالر’احة تغمُـ ـر قلبه بعد أن زارته السـ ـكينة ورا’حة البال مثلما كان يعتاد مِن قبل، هي الوحيدة التي كانت تُناسبه ولا غيرها، رأى نفسه بها، هي مَن أسـ ـكنت قلبه البر’يء وأضا’ءت لهُ الطريق وأعادت لهُ نفسه الضا’ئعة ووضعته على الطريق الصحيح مِن جديد، هي وحدها مَن كان يُريده قلبه وبعدها أكتفى وأغـ ـلق أبوابه المحـ ـصنة مكتفيًا بها هي فقط..
وعلى الجهة المقابلة.
كانت تجاوره وهي تنظر بعيدًا والضيـ ـق يحـ ـتل معالم وجهها الأجـ ـنبية مثلما يُلقبها دومًا تتلا’شى النظر لهُ منذ خروجهما مِن القصر وحتى وصولهما إلى هُنا، وهو بجانبها يخـ ـتلس النظر إليها بين الفينة والأخرى يرى الغضـ ـبُ باديًا على وجهها ولذلك كعادته سيُبا’در هذه المرة ويقوم بمصا’لحتها كما أعتاد دومًا معها وكيف لهُ أن يترُكها هكذا وهي حـ ـبيبة القلب..
أخذها بعيـ ـدًا ممسكًا برسغها دون أن يتحدث وسارت هي خلفه تجهـ ـل ما يفعله وفي الأخير ستضطـ ـر إلى الذهاب كما المعتاد تنتظر تلقي توْبيخه لها، توقفا بعيدًا عن أعـ ـين الجميع، وقف أمامها ثمّ أقترب مِنها خطوتين يفصـ ـل المسافة الفا’صلة بينهما وهو ينظر إلى عينيها التي نظرت بعيدًا تتهر’بُ مِن موا’جهة عينيه..
_عارفة المشـ ـكلة فين؟ إن أنتِ اللي بتكوني أصل المشـ ـكلة وبعد ما بتحصـ ـل بتلعبي دور الضحـ ـية وبتشيـ ـليني الليلة فالآخر وبضطـ ـر أحاسب على المشاريب.
أنهـ ـى “أحـمد” حديثه ليرى تبدُّ’ل تعبيرات وجهها إلى الذهول لتنظر لهُ نظرةٍ حا’دة بعد أن رأت أن حديثه لم يرو’ق لها ليأتيها الإجابة التأكيدية مِنهُ حينما قال:
_إيه هكد’ب يعني؟! برضوا عملتي نفس الحركة قبل كدا وز’عقت فيكي وبرغم إنك غـ ـلطانة صا’لحتك ومشيت الدُنيا والنهاردة برضوا كررتي نفس الحركة ومستنية مِني إيه معلش فالمقابل؟.
أنهـ ـى حديثه متسائلًا وهو ينظر لها ليرى تذ’مُرها بعد أن لم يرو’ق حديثه لها كذلك ليُطـ ـلق هو ز’فيرة قو’ية حتى يظل محتفظًا بهدوءه ذاك أمامها، دام الصمت بين كلا الطر’فين هي تنتظر أن يقم بمصا’لحتها كالمعتاد وهو يتأمل ولو بواحد بالمائة أن تعتر’ف بخطـ ـأها ولَكِنّ يبدو أن ذلك لن يتحـ ـقق حتى في أحلامه، ولذلك أتخذ قر’اره بعد أن وصله الجواب المعروف..
وقد أستغـ ـل فرصته كي يُصا’لحها بطريقته الخاصة بخـ ـلو المكان مِن حوله، حاوط خصرها بذراعيه ثمّ اقترب مِنها يُلثم وَجْنَتها اليُسر’ى بقْبّلة هادئة يُصـ ـلح ما قام بإفسا’ده في منظورها هي ثمّ فعل المثل مع اليُمنـ ـى حتى ينا’ل رضاها وتلـ ـين معالم وجهها قليلًا، أبتعد عنها قليلًا ينظر لها تزامنًا مع قوله الهادئ:.
_حـ ـقك عليا يا أجـ ـنبي متز’علش وتلـ ـوي وشك بالمنظر دا عـ ـيبة فحـ ـقي يعني لمَ أجي أصا’لحك وتفضل مكشـ ـر كدا برضوا … خلاص حـ ـقك عليا أغـ ـلطي وأحر’قي فد’مي وأنا هصا’لح لو دا اللي أنتِ عايزاه.
دام الصمت بينهما هُنَيْهة مِن الوقت ثم نظرت لهُ بعدها بطر’ف عينها والضيـ ـق باديًا على معالم وجهها لتقول بنبرةٍ تملؤ’ها الضـ ـيق:
_أنتَ اللي على طول بتغـ ـلط وأنا اللي مبغـ ـلطش.
_أنا بني آدم مبيعملش حاجة غير إنه يغـ ـلط والملكة مبتغـ ـلطش عشان مفيهاش ولا غـ ـلطة.
أنهـ ـى حديثه مبتسم الوجه وهو ينظر لها يُتابع تعبيرات وجهها التي تبدلت بعد ثوانٍ إلى أخرى أكثر ليـ ـنًا لتعـ ـلو البسمةُ ثَغْرها وهي تنظر لهُ بعد أن را’ق لها حديثه لتقول:
_عرفت تصا’لحني خلاص.
_مغـ ـلوب على أمري هعمل إيه يعني يتحر’ق د’مي وأصا’لح كمان.
هكذا قال مُنهيًا حديثه بقـ ـلة حيـ ـلة لتقول بنبرةٍ هادئة ترد عليهِ:
_لا أنا غـ ـلطت، بس برضوا ميمنعش إنك كُنْت عصـ ـبي أوي عليا.
أنهـ ـت حديثها وهي تُعا’نده أبيةً الإعتر’اف بخـ ـطأها لتتبخـ ـر أمالها بها بعد أن رأى العنا’د قائمٌ بينهما ليُطـ ـلق ز’فيرة قو’ية ثمّ نظر لها وقال بنبرةٍ هادئة:
_بس الغـ ـلط كان عندك أنتِ الأول، لتاني مرة يا “مـسك” تستفـ ـزيني وتحر’قي د’مي وتعا’نديني إنك هتلبسي فستان مفتو’ح، نبهـ ـتك قبل كدا ممكن تقلـ ـب جَـ ـد مسمعتيش الكلام وأصر’يتي على اللي أنتِ عايزاه برضوا والنهاردة عملتي نفس الكلام والكا’رثة إنك لبستيه حظك معايا إنك نجـ ـدتي نفسك مِني على آخر ثانية، متخيلة كُنْت هعمل إيه؟.
شعرت بالشـ ـفقة تجاهه حينما أعادت تكرار الموقف ذاته للمرة الثانية بعد أن ضر’بت بتحذ’يراته عرض الحا’ئط وفعلت ما كانت تُريده، ولذلك بادرت بالأعتذ’ار هذه المرة وهي تفـ ـصل المسافة الفا’صلة بينهما وهي تلـ ـف ذراعيها حول عنـ ـقه معانقةً إياه قائلة:
_عندك حـ ـق الغـ ـلط كان عندي أنا، حـ ـقك عليا متز’علش مِني بس بحب أشوفك غيـ ـران عليا، بفرح أوي لمَ أشوف غير’تك عليا، خلاص مش هعمل كدا تاني وهرجع الفستان دا.
ضمها “أحـمد” إلى د’فئ أحضانه محاوطًا إياها بذراعيه ثمّ قال بنبرةٍ هادئة:
_يا حبيبتي أنا بغيـ ـر واللهِ مِن غير دا كُله مش لاز’م تحر’قيلي د’مي عشان أغيـ ـر وأنتِ عارفة وقت ما بغيـ ـر ببقى عامل أزاي قدامك … ولو على الفستان فمش عايزك ترجعيه، خليه عشان حبيته وطبعًا لو هيتلبس داخل إطا’ر شقتنا غير كدا متحلميش بدل ما تخليني أر’تكب جنا’ية وأروح فدا’هية بسـ ـببك.
غمـ ـرتها السعادة حينما وافق على الاحتفاظ بهذا الفستان لتتسـ ـع بسمتها على ثَغْرها مشـ ـددةً مِن عناقها لهُ قائلة بنبرةٍ تملؤ’ها الفرحة:
_أنا بحبك أوي يا “أحـمد”.
أبتسم هو كذلك وقال بنبرةٍ هادئة يُعبر لها عن حُبّه الشـ ـديد إليها:
_وأنا كمان بمو’ت فيك يا أجـ ـنبي.
هكذا قالت وهكذا رد عليها الفتى العا’شق، هكذا كانوا وهكذا سيظلوا، وإن كانوا يختلفون في قر’اراتهم فبالتأكيد ليسوا متشابهين فالتعبير عن حُبِّهم إلى زوجاتهم فكُل واحدٍ مِنهم لهُ نمط حياته وطريقته في البوح عن ما يشعر بهِ تجاه الحبيب، وهكذا كان هو.
_____________________
<“الرد كان قا’سيًا على العد’و وبشـ ـدة،
وكانت ضر’بة الفا’رس بألف سـ ـهم.”>
الخد’يعة والطـ ـعن غد’رًا لم يكونا سلا’حًا حا’دًا مِن قبل..
فأمام تلك الطـ ـعنة الغا’درة كان هُناك ردًا قا’سيًا وبشـ ـدة على العد’و، لم يمر الأمر مرور الكرام بل كان هُناك ردًا صا’رمًا يرد’ع فعل عد’وه ويثأ’ر في المقابل، وكانت ضر’بته بألف سهـ ـمٍ في حر’به..
منذ هذا اليوم وحتى تلك اللحظة مازالت لا تُصدق ما كانت ستـ ـلقاه على يديه، جـ ـنونه وهو’سه بالمواد المخد’رة أُتلِـ ـفَت خلا’يا عـ ـقله وضا’ع كُليًا، فإن تطلب الأمر قتـ ـلها لعد’م تلبية مطلبه وإعطاءه النقود سيفعلها بلا شـ ـك، تجلس على طر’ف الفراش شاردة الذهن تنظر في نقطة سو’د’اء أمامها تتذكر ما كانت ستـ ـلقاه لولا مجيء زوجها في الوقت المناسب وإنقا’ذها على آخر ثانية لكانت نا’لت مصـ ـيرها في الحال..
ولج هو لها ليراها بهذه الحا’لة منذ هذا اليوم وحتى هذه اللحظة وكأن عقـ ـلها توقف عن العمل بعد ما تعـ ـرض لهُ مِن صد’مةٍ عصـ ـبية حا’دة جعلته لا يستطيع إسعا’ف ما يحدث حوله بكُل تأكيد، أغـ ـلق الباب خلفه ثم اقترب مِنها بخطى هادئة مجاورًا إياها في جلستها ليسقـ ـط بصره على صغيرته التي كانت تُلاز’م فراشها مستيقظة وتنظر إلى لُعبتها المُـ ـعلقة فو’ق فراشها مباشرةً تتحرك بأنتظامٍ وتُصد’ر نغماتٍ طفولية متناسقة..
أبتسم حينما رآها تُتابعها بتر’قبٍ ثم تضحك لينهض مِن جديد مقتربًا مِنها بخطى هادئة وهو يُتابعها ليقف بجوار فراشها ناظرًا إليها مبتسم الوجه ليراها تنظر لهُ بعينين ملتـ ـمعتين ببر’يقٍ ساحـ ـر لم يستطع هو مقا’ومته ولذلك أنحـ ـنى قليلًا بجذ’عه العلـ ـوي يلتقفها بين كفيه را’فعًا إياها برفقٍ ليُقربها مِنهُ يُلثم وَجْنَتها الصغيرة بقْبّلة حنونة ثمّ ضمها إلى د’فئ أحضانه ما’سحًا بكفه على ظهـ ـرها برفقٍ..
عينيه تُتابعها طيلة الوقت يرى نظرتها لهُ وبسمتها الجميلة حينما يُلثم وَجْنَتها بين الفينة والأخرى ليراها تتجا’وب معهُ وتنتظر تلقي المزيد مِنهُ ليسعد هو كثيرًا ويُعاود تكرار الأمر مِن جديد لتعـ ـلو معهُ صوت ضحكاتها الطفولية تر’ن في أرجاء الغرفة تُطر’ب أُذُنيه بنغمتها الر’نانة، فيما كانت “ناهد” تُتابعهُ بوجهٍ مبتسم بعد أن رأت هذا المشهد اللطيف الذي يجمع بينهما لترى زوجها كما الفتى الصغير الذي ينسجـ ـم سريعًا مع أي شيءٍ يجذ’به..
وبعد هُنَيْهة مِن الوقت تركها “شـريف” على فراشها مِن جديد ثمّ عاد إلى زوجته يجاورها في جلستها محاوطًا إياها بذراعه الأيـ ـمن ضاممًا إياها إلى د’فئ أحضانه قائلًا بنبرةٍ هادئة:
_وعدتك إن حـ ـقك هيرجعلك وأنا عند وعدي ليكي، حـ ـقك مش هيضـ ـيع وهيتعا’قب على عمـ ـلته دي مهما كان التمـ ـن، الـ*** كان هيمو’تك لولا إني وصلت على آخر لحظة وكُل دا عشان خاطر معرفش يكيـ ـف د’ماغه الشـ ـمام دا، دا ميتز’علش عليه واللهِ هو أستغـ ـل طيبة قـ ـلبك لصالحه ومفكرش فيكي ولا حتى فكر ولو لثانية إن اللي بيعمل فيها كدا دي تبقى أخته، مِن لحـ ـمه ود’مه، بجد يا “ناهد” أزاي كُنْتي حاطة أملك فيه أنا مش فاهم بصراحة.
وحينما ذكّرها بالذي مضى شعرت بغـ ـصة في قلـ ـبها تؤ’لمها بشـ ـدة كلما تذكّرت هذا اليوم الذي كان أسو’أ يوم في حياتها، تتذكر صر’اخه بها وهجو’مه عليها يُطالبها بالمال حتى وإن كان نها’يتها المو’ت على يديه، كلما حاولت وضع الأعذ’ار لهُ تجد قلبها ير’فض ذلك بشـ ـدة، لقد كادت تُقتـ ـل ومازالت تضع لهُ الأعذ’ار على فعلـ ـته تلك، ولأول مرة تجد قلبها يتفق مع عقلها في أمرٍ كلاهما رآه مصـ ـيريًا..
_”ناهد” أنا مش قا’سي واللهِ ولا بكر’هه، بس فكري فيها شوية بينك وبين نفسك هو مبيحبكيش عشان خاطر سو’اد عيونك، هو شايفك البنك بتاعه وقت ما يعوز فلوس يجر’ي عليكي ياخد اللي عايزُه وبعدين ميعبركيش دا تأ’منيله أزاي إذا كان بيبيـ ـعك بعد ما ياخد مِنك المصلحة ولا كأنه يعرفك؟ أخوكي د’ماغه فو’تت مِن المخد’رات اللي بيتعا’طاها أنتِ حاولتي معاه بدل المرة ١٠ وهو كان بيعمل إيه فالمقابل؟ بيها’ودك كأنه بياخد عيلة صغيرة على قد عـ ـقلها، أنا عارف إن لسه أملك فيه مرا’حش وهو الوحيد اللي باقيلك ومش بلو’مك على حاجة زي دي بس صدقيني هو لو فِضِل على المنو’ال دا هيمو’ت نفسه ويمو’تك معاه، أخوكي واخدني عد’و لِيه دلوقتي.
لعل التعقـ ـل والهدوء يوصلانه إلى الطريق الصحيح معها، لعل هذه المرة تكون هي الأفضل مِن سابقتها، يعلم أنه تُحبّه كذلك وتستمع دومًا إلى حديثه ولَكِنّ هذه المرة ليست كسابقتها، هذا أخيها الذي يتحدث عنهُ، اضطـ ـربت أنفاسها بشكلٍ ملحوظ جذ’ب أنتباهه ليراها تنخر’ط في البُكاء بعد أن ضغـ ـط على و’ترها الحسا’س دون أن يشعر، هذه المرة غير سابقتها بالنسبةِ لهُ فاليوم يرى النُسخة الأضعـ ـف مِنها منذ أن تقابل معها..
حاوطها بذراعيه وضمها إلى د’فئ أحضانه تاركًا إياها تبكي مثلما تريد فهي تحتاج إلى تلك اللحظة حتى تُخر’ج ما يكمُن داخل جبعتها دون أيا قيو’دٍ حتى تتحـ ـرر مِن تلك المشاعر السـ ـلبية التي تأبى تركها تعيـ ـش حُـ ـرة، وعنها فكانت تنتظر هذه اللحظة مِنهُ، تلك اللحظة التي يشعر بها قلبُه ويُعانقها، يُز’يل عنها قليلًا، يُخبرها أنه مازال بجوارها لم يُفلـ ـت يدهُ مِن قبـ ـضة يدها، يُخبرها أنا هُنا، مازلتُ أُجاور هذا القلـ ـب الحبيب، مازلتُ لم أيأ’س بعد ها أنا هُنا، جيـ ـشك الأبدي والوحيد الذي لن يخذ’لك مهما حد’ث..
مسـ ـح بكفه على خصلا’تها السو’دا’ء الدا’كنة ثمّ شـ ـدد مِن ضمته لها قليلًا وهو يُلثم رأسها بقْبّلة هادئة حنونة دون أن يتحدث بعد أن فضَّل تركها قليلًا تبكي علها تحظى بالر’احة بعدها وتهدأ رو’حها ويتوقف جر’حها قليلًا عن النز’يف، ففي الأمس كانت توأمها ورحلت عن عا’لمهم لن يكون أخيها كذلك فستكون لحظةٌ قا’سية عليها برغم ما رأته على أياديهم مِن قسو’ة ولَكِنّ هي في الأخير تُحبهم ولم تكر’ه واحدٍ مِنهما بعد ما فعلانه معها وسـ ـببوا لها جر’حًا كبيرًا مِن الصـ ـعب أن يلـ ـتئم..
_أنا تـ ـعبانة أوي يا “شـريف”، تـ ـعبانة أوي بجد ومحدش حا’سس بيا أنا بعا’ني لوحدي كُل يوم، كان عندي أمل فيه، عشـ ـمت نفسي بوجوده وهو حتى لو عا’يش معانا أنا حساه مـ ـيت، د’بحني فاليوم دا وخدني على خو’انة وأنا مِن صد’متي وعد’م استيعا’بي معرفتش أخد ر’د فعل حسيت رو’حي بتتسـ ـحب مِني ومش قاد’رة أتحرك عشان أعرف أهر’ب مِنُه فجأة بقى عامل زي التو’ر الها’يج مش شا’يف قدامه … بيطالبني بحاجة أنا مش هقد’ر أعملها ولا هفكر أعملها فيوم مِن الأيام.
أنهـ ـت “ناهد” حديثها وهي تبكي بنبرةٍ مخـ ـتنقة وعبراتها تسـ ـيل على صفحة وجهها كالشلا’لات المنهـ ـمرة، مسـ ـح بكفه على ذراعها صعودًا ونزولًا بحركةٍ سر’يعة بعض الشيء وهو يشعر بها وبما تُعا’نيه الآن، أطـ ـلق ز’فيرة قو’ية يُخرج معها مشاعره السـ ـلبية التي ترا’كمت بداخلهِ تجاه الآخر الذي كلما تذكّره وتذكّر ما فعله مع زوجته يجُـ ـن جـ ـنونه بلا شـ ـك..
_حـ ـقك على قلبي، آسف بالنيا’بة عن أي حد جر’حك عمـ ـدًا عارف إنك موجو’عة وعارف إن الموضوع مش سـ ـهل عليكي عشان دول أقرب حد ليكي وأسمهم فالآخر أخواتك، حاولي تسمعي لعـ ـقلك المرة دي يا “ناهد”، هتلاقي قرا’ره مش على هو’اكي وهتلـ ـجأي لقلبك هتلاقيه رافـ ـض يحـ ـن عشان شاف القسو’ة خلاص مِن حبيبُه، أنا جنبك أهو مش هسـ ـيبك بعد ما فضلت أد’وّر عليكي، أنا بيهم كلهم.
أنهـ ـى “شـريف” حديثه الهادئ مبتسم الوجه وهو ينظر لها ليراها تر’فع رأسها قليلًا تنظر لهُ بعينين باكيتين لترى بسمتهُ تُزين ثَغْره، ر’فعت كفها تُز’يل عبراتها عن صفحة وجهها بهدوءٍ شـ ـديد أتبعها قولها الباكي:
_عارفة إنك هتشوفي ببا’لغ فالكلام، بس مش مبا’لغة صدقني يا “شـريف” أنا معرفش لو مكُنْتش ظهرت فحياتي أنا مصـ ـيري كان هيكون عامل أزاي، لمَ بفكر بالمنظو’ر دا بجد بتعـ ـب أوي.
_قولي لعقـ ـلك أهدى شوية بدل ما أكـ ـسره وأر’مي كُل خـ ـلية فيه فحتة شكل، فكُل الأحوال أنا هفضل على قـ ـلبك وكُنْت هظهر سواء بدري أو متأخر كان مسيرنا نتقابل وأهو حصل، بُصي لنص الكوباية المـ ـليان يا حبيبي، إحنا أهو مع بعض ومعانا “الشـروق”، دي اللي مهو’نة علينا حاجات كتير أوي وبتخلينا نتعامل معاها بتلقائيتنا اللي معرفناش نتعامل بيها مع العالم الخا’رجي، خلينا فالحاضر وخليكي معايا أنا قمور واللهِ واستا’هل.
أنهـ ـى حديثه مبتسم الوجه وهو ينظر لها ليرى ضحكتها عادت تشـ ـق ظُلـ ـمتها وتبثُ نو’رها الوها’ج تنشـ ـر أملها ليومٍ جديد مليءٌ بالسعادة والرا’حة، أتسـ ـعت بسمتهُ على ثَغْره ليُشـ ـدد مِن ضمته لها بعد أن نجح في تبدُّل حالها إلى الأفضل فهكذا يُحب أن يراها دومًا، وهكذا كانت هي لولا قسو’ة الحياة عليها.
_____________________
<“طا’ب الفتى مِن بعد عِـ ـلتهِ وتبسم،
يُرسل رسالته لبني البشـ ـر “لا تيأس”.”>
رحلته كانت صـ ـعبة وقا’سية، لم يعلم ماذا عليه أن يفعل..
كلما نظر يمينه يرى الحياة أفضل تُعطيه أملًا لمستقبلٍ مشرق، ومعها د’فعتها لهُ للمُضي قُدُمًا، وحينما نظر يساره رأى الحياة أسو’أ، حا’لكة السو’اد تُخبره هكذا أيضًا مِن الممكن أن تكون حياتك، وبين تلك الحر’ب الناشبة بداخلهِ تبسم واستعان بالله خيرًا، يُرسل رسالته لبني البشـ ـر ويُخبرهم “لا تيأس” يا رفيق مازال هُناك أملًا في الحياة ما دام هُناك ربٌ كريم..
ومع مرور الأيام والشهور كان حاله يتبدل إلى الأفضل، عادت بسمتهُ تُنير وجهه وعادت لمـ ـعة عينيه تُضيء تُخبر الجميع أن الفتى الحبيب الذي رحل ليلة أمس عاد اليوم ضاحكًا، كان مُسْتَلْقٍ على الفراش واضعًا رأسه على فَخْذها ملتزمًا الصمت وهي تسير بكفها الد’افئ الحنون على خصلا’ته الخـ ـفيفة التي بدأت تنمـ ـو مِن جديد، تذكّرت قوله السعيد حينما اقترب مِنها بخطى وا’سعة وهو يُحاوطها بذراعيه يضمها إلى د’فئ أحضانه قائلًا بنبرةٍ سعيدة:
_”فـيروز” أنا بجد مبسوط أوي، هطيـ ـر مِن الفرحة.
تفاجئت هي حينها بردة فعله المفاجئة تلك لتبتسم قائلة:
_في إيه طيب فرحني معاك.
أبتعد عنها قليلًا حتى تُتيح لهُ رؤيتها بشكلٍ أوضح ليقول بنبرةٍ غمـ ـرتها السعادة:
_مِن أول ما عرفت إني خـ ـفيت وأنا قر’رت أَوْ’ثق كُل لحظة، قر’رت على مدار سنة كاملة هتصور كُل شهر صورة لحد ما أرجع لهيئتي القد’يمة تاني، وبدأت كدا فعلًا مِن شهرين ودا الشهر التالت أهو وحا’سس بجد بالفرحة أول ما شوفت شعري بدأ يرجع تاني لهيئته اللي أتعودت عليها.
تو’هَّجت عينيها بلـ ـمعةٌ يعلمها هو عن ظهـ ـر قلبٍ ليراها عاودت ضمه مِن جديد بسعادةٍ طا’غية وهي تقول بنبرةٍ غمـ ـرتها السعادة:
_أنا مفيش حاجة مفرحاني قد فرحتك دي يا “فادي” واللهِ، أخيرًا ضحكتك رجعت تنوَّ’ر تاني على وشك، هو دا “فادي” اللي أعرفه.
حاوطها بذراعيه يضمها إلى د’فئ أحضانه والسعادة تغمُـ ـر قلبهُ تاركًا نفسه يحظى بالد’فئ داخل أحضانها، نظرت لهُ بعد أن تذكرت تلك اللحظة التي سر’قتها في لحظة شرودها وأعتلـ ـت البسمةُ ثَغْرها لتراه مغمض العينين لتقول بنبرةٍ هادئة:
_”فادي” أنتَ صاحي.
أتاها هَمْهَمَته التي أخبرتها أنهُ مازال مستيقظًا لتقول هي بنبرةٍ هادئة:
_أقولك على حاجة.
أتاها هزَّ’ة صغيرة مِن رأسه تُخبرها أن تتحدث بما تُريد لتعـ ـلو البسمةُ ثَغْرها مرةٍ أخرى قائلة بنبرةٍ هادئة:
_حا’سة إن حياتنا أتغيـ ـرت بشكل جذ’ري بعد ما أتعافيت مِنهُ، كأننا مكُناش عا’يشين أساسًا، كُله بدون استثناء، إحنا، وحياة اللي حوالينا، كُل حاجة بدأت ترجع زي الأول ويمكن أحسن كمان، شوية و “روان” و “يزيـد” يتجوزوا و “هنـد” تولد وتحصلها كُل واحدة، حياتنا هترجع أحسن مِن الأول ودي حاجة مخلياني مرتا’حة نفـ ـسيًا، محسسا’ني إني عا’يشة بجد.
ر’فع “فادي” رأسه مِن على فَخْذها وهو ينظر لها بوجهٍ مبتسم بعد أن أستمع إلى حديثها ليجد أنها مُحـ ـقة فيما تقوله فهو أيضًا يشعر بهذا ويراه بعينيه، أبتسم بسمةٌ هادئة وجاوبها بنبرةٍ مماثلة حينما قال:
_عندك حـ ـق، وأنا فكرت زيك، سعادتهم بتفرحني واللهِ ولمَ نتجمع سوى بعد كُل جمعة أو فكُل سهرة بليل بحـ ـس وسطهم بالأ’مان والد’فا، بيحسسو’ني بمشاعر كتير أوي، بلاقي فكُل واحد فيهم حاجة مختلفة عن التاني، بلاقي اللي جوا’ه الأ’مان، واللي جوا’ه الطـ ـيبة، والجد’عنة، رو’ح الكوميدية، البلطـ ـجي، الحنـ ـين، كُل واحد بتميزه حاجة بس كلهم بيجتمعوا على الجد’عنة وفأوقات الشـ ـدة، عيلتي دي هي الكنـ ـز الوحيد اللي ليا حُـ ـريتي فيه، محدش هييجي فيوم يطا’لبني بيه ويقولي دا مِـ ـلك غيرك، لمَ و’قعت لقيتهم جنبي، كُل واحد حاول يوا’سيني ويدعمني، كانت لحظة صعـ ـبة أوي عليا شوفت الموا’ساة دي شفـ ـقة، بس هي مكانتش كدا وقتها كانت دعم وحُبّ، فعلًا إذا صَـ ـلَحَ الرا’عي صَـ ـلَحَت ر’عيته، جدي كان را’جل فاهم وعارف ووا’عي وسوي، قدر يصلـ ـح أغـ ـلاط غيره ويحتوي عيلته وهو محتاج حد يحتويه فأصـ ـعب أوقاته، لولاه مكانش دا بقى حالنا، مكانتش دي هتبقى عيلة الدمنهوري اللي بقت على كُل لسا’ن بالخير، الرا’جل دا خلاني ماشي را’فع راسي وسط الناس لمَ يقولولي أنتَ مِن أنهي عيلة أقولهم الدمنهوري بكُل فخر، الرا’جل دا حـ ـقق معادلة صـ ـعبة أوي وكسب محبة اللي حواليه بأحترا’مه لغيره..
_أنا عن نفسي مبسوط، مبسوط أوي عشان أنا حفيد الر’اجل دا، بشوفه بحـ ـس إن كُل حاجة كويسة وقد إيه الحياة حلوة ولازم نحب بعض، حتى لمَ واحد فينا فَـ ـلَت رجعه تاني، دا شيء وارد يحـ ـصل بس الرد السريع على أي حاجة بيكون أفضل مكانش ينفع يستنى … أنا أتأ’ثرت أوي على فكرة وهتخليني أقوم أخده بالحضن وأبوسه دا حبيبي.
أنهـ ـى حديثه مبتسم الوجه ممازحًا إياها لتضحك هي بعد أن تأ’ثرت كذلك بحديثه ولا’مس قلبها لتنظر إليهِ بوجهٍ مبتسم وقالت:
_شوفت الحياة طـ ـلعت حلوة أزاي وهادية.
نظر هو إلى عينيها الخضـ ـراء الصا’فية متأ’ملًا جمالها الذي سر’ق لُبه منذ الوهلة الأولى لتعلـ ـو البسمةُ ثَغْره تزامنًا مع ضمه لها إلى د’فئ أحضانه، عانقته كذلك مبتسمة الوجه دون أن تتحدث هُنَيْهة مِن الوقت ثمّ سَمِعَتهُ يقول بنبرةٍ هادئة:
_أنا بحبك أوي يا “فـيروز”.
رَبَتَت على ظهره برفقٍ وشـ ـددت مِن عناقها لهُ وقالت بنبرةٍ مما’ثلة:
_وأنا أكتر يا حبيب “فـيروز”.
أطـ ـلق ز’فيرة هادئة مستشعرًا هذا الهدوء الذي كان يفتـ ـقره منذ وقتٍ طويل وما كان يُرافقه حينها القـ ـلق والخو’ف الشـ ـديد مِمَّ هو عليهِ، را’حتهِ كانت بجوارها دومًا، لم يعـ ـثر على نفسه الضا’ئعة إلا حينما رآها أمامه، بحث عن را’حته طيلة الوقت وكانت هي تمكـ ـث أمام عينيه غير منـ ـتبهٍ لها حتى دَ’له هذا الحبيب عن الطريق.
____________________
<“خطوةٌ واحدة تُغـ ـير سير الحياة بأكملها،
بدايةٌ جديدة يخطوها بصد’رٍ رحب مبتسمًا.”>
في بعض الأحيان يحتاج المرء إلى خطوةٌ واحدة..
خطوةٌ واحدة تُغيـ ـر سير الحياة بأكملها في منظوره، خطوةٌ طا’ل أَمَدها ولَكِنّ في كُل الأحوال كانت آتية، بدايةٌ جديدة تخطو أولى سطورها ومعها يخطوها قلب عبـ ـدٍ فقـ ـير معانقًا إياها بصد’رٍ رحب مبتسم الوجه منتظرًا ما تُخـ ـبئهُ عنهُ..
كانت تقف خلف الستار كاللـ ـص تختلس النظر لهم مبتسمة الوجه تراه يجلس مع والدها وأخيها رِفقة والده ووالدته وشقيقه الأكبر يتحدثون في مجلسٍ متعارف عليهِ في البيوت المصرية الأصيلة حينما يُقدم الشا’ب على طلب مَن أحبها قلبُه مِن أبيها، كان قلبها يخـ ـفق بشـ ـدة والحما’س مسيـ ـطرًا عليها وخلفها شقيقتها ورفيقتها المقربة يتابعن ما يحدث، أغـ ـلقت “ترتيـل” الستار وألتفت لهما مبتسمة الوجه لترى رفيقتها تقوم بتصويرها توْثق تلك اللحظات السعيدة لتتحدث هي بنبرةٍ غـ ـلبها طابع الحما’س قائلة:
_أنا بحلم يا جماعة صح؟ أكيد كُل دا حلم أنا مش قا’درة أصدق أقسم بالله.
_مش حلم، ولو حلم أهو بيتحقق وبقى و’اقع.
هكذا ردت عليها شقيقتها التي تصغرها بعامٍ واحد مبتسمة الوجه لتقول “ترتيـل” بنبرةٍ متو’ترة:
_أنا مكسو’فة أطلعلهم بجد، لو طلـ ـعت بالصينية صدقوني هتقـ ـع مِني.
د’عمتها شقيقتها بقولها الهادئ بعد أن أمسـ ـكت بكفها تضـ ـغط عليهِ برفقٍ:
_كُل دا عادي وطبيعي يا “ترتيـل”، متو’تريش نفسك وتخا’في.
جاءهن صوت والدهما حينما قال بنبرةٍ عا’لية بعض الشيء:
_الشربات يا “ترتيـل” !!.
جحـ ـظت عينين “ترتيـل” بعد’م تصديق وأزدا’د خـ ـفقان قلبها عن السابق وهي تنظر لهما لترى البسمة على وجههما معًا ثم تشجيعهما على أخذ الصينية المعد’نية والخروج لهم، فيما كان “عادل” يجاور أخيه الذي نظر لهُ مبتسم الوجه وقال بنبرةٍ خا’فتة:
_مُبارك عليك يا عم، أديك هتخطب قبل ما تسافر بـ ٤ أيام إبسط هترجع تقضي سنة كمان وتلـ ـبس.
أبتسم “عادل” ونظر إلى أخيه الحبيب الذي وعد وأو’فى بوعده لهُ ليجاوبه بنبرةٍ مماثلة تغمُـ ـرها السعادة قائلًا:
_الله يبارك فيك يا عمّي، وعدت وو’فيت، عايزك بقى أول ما “لارين” تولد تعرفني على طول ومش هو’صيك فتوْثيق اللحظة.
_عيـ ـب عليك على أتفا’قنا يابا.
هكذا رد عليهِ “علي” مبتسم الوجه لتتوّجه بعدها الأنظار إلى “ترتيـل” التي خرجت حا’ملةً الصينية المعد’نية التي يعـ ـلوها الأكواب الز’جاجية الخاصة بالمناسبات بها المشروب المصري الشهير في تلك المناسبات السعيدة لتتوّجه إلى “طارق” و “فرح” أولًا تُضايفهما ليبتسما حينما رأوها ليعلم “عبدالله” لِمَ أصـ ـر و’لده على الذهاب قبل ذهابه للإنضمام إلى الجيـ ـش، ثمّ ذهبت بعدها إلى “عادل” وهي تشعر بالخجـ ـل الشـ ـديد والذي أتسـ ـعت بسمتهُ حينما رآها أمامه مباشرةً ليأخذ كوبًا يليه أخيه الذي شكرها ثمّ بعدها أتجهت إلى والديها، هَمَسَ “طارق” إلى زوجته بنبرةٍ خا’فتة قائلًا:
_أنا دلوقتي عرفت أبنك كان مُصِّـ ـر ليه ييجي يخطُب دلوقتي.
أبتسمت “فرح” ثمّ نظرت إلى “ترتيـل” وهَمَسَت لهُ كذلك حينما قالت:
_بصراحة بقى أنا أر’تحتلها، وشها فيه قبول وخجو’لة كدا، حـ ـقه بصراحة.
نظر “طارق” إلى “ثروت” والد “ترتيـل” وقال بنبرةٍ هادئة مبتسم الوجه:
_بسم الله ما شاء الله، يا زين ما ربيت يا “ثروت” واللهِ.
أبتسم “ثروت” متفاخرًا ومعهُ زوجته “فطيمة” التي نظرت إلى أ’بنتها التي كانت تشتـ ـعل خجـ ـلًا ليقول “طارق” بوجهٍ مبتسم:
_تمام أظن إننا متفقين على كُل حاجة وأي حاجة هتطلبها هتكون موجودة “ترتيـل” زيها زي مرات أبني الكبير الاتنين بنا’تي وأنا وا’ثق إنها هتكون مبسوطة معانا.
نظر أخيها إلى “عادل” وأخيه ليبتسم بسمةٌ هادئة بعدما شعر بالرا’حة تجاههما ليعلم أن شقيقته بالطبع ستكون سعيدة ومَن الأ’حمق الذي لا يشعر بالسعادة مع هذه العائلة المعروفة، جاورت “ترتيـل” أخيها الأكبر الذي نظر لها وأبتسم بحنوٍ دون أن يتحدث، فيما تحدث “ثروت” بنبرةٍ هادئة وهو ينظر إلى “طارق” قائلًا:
_واللهِ شـ ـرف لينا نناسـ ـب عيلة محترمة زيكم كفاية سيرتكم اللي بتيجي بالخير، وإحنا مش هنطلب كتير مِنكم كُل الحاجات دي شكليات وزي ما بيقولوا دي بتبقى هدية مِن العريس فاللي هيجيبه إحنا قابلين بيه إحنا اللي يخصنا النفـ ـقة والمؤ’خر بس مش كدا برضوا ولا أنا بتكلم غـ ـلط؟.
أخذ “طارق” نفسًا عميـ ـقًا ثم ز’فره بهدوءٍ وقال:
_لا طبعًا دا كلام مظبوط جدًا وفالآخر دا حـ ـقها.
وقد أند’مجا معًا في منا’قشة تلك المواضيع قبل أن يبدأو في أي شيءٍ، صدح رنين هاتف “علي” يُعلنه عن أتصالٍ مِن زوجته ولذلك اسْتَأَذَنَ مِنهم وابتعد مجيبًا إياها، فيما نظرت “ترتيـل” إلى أخيها “تميم” الذي قال بنبرةٍ هادئة مبتسم الوجه:
_كبرتي يا “ترتيـل” وبقيتي عروسة، ومكُنْتيش عايزاني أنزل فيوم زي دا.
_عشانك واللهِ يا “تميم” قولت هتيجي وهترجع ترد هناك تاني وسفر فأكيد هتبقى حاجة مر’هقة عليك.
هكذا ردت عليهِ بنبرةٍ هادئة بعد أن كانت تشعر بالقلـ ـق بسبب ذلك لتراه يبتسم لها مجيبًا إياها بنبرةٍ هادئة للغا’ية قائلًا:
_وهو أنا عندي كام “ترتيـل” يعني، أنا هفضل قاعد هنا لحد ما الخطوبة تتم على خير وأفرح بيكي وبعدين هرجع.
ترقرق الدمع في المُقل ترى حنان أخيها وحُبّه الشـ ـديد لها ليضمها إلى د’فئ أحضانه ما’سحًا بكفه على ذراعها أسفـ ـل نظرات “عادل” الذي كان يُتابعهما بهدوءٍ مبتسم الوجه بعد أن رأى حُبّ هذا الشقيق إلى شقيقته، وبعد هُنَيْهة مِن الوقت عاد “علي” وجاور أخيه ليتم الإتفا’ق بينهما على كُل شيءٍ وقبل أن يبدأو بقراءة سورة الفاتحة أوقفهم “علي” الذي قال بنبرةٍ هادئة مبتسم الوجه:
_قراية الفاتحة بد’عة، شيخ العيلة قالنا كدا واللهِ.
رأى التعجُب باديًا على وجوههم ليوضح “علي” الأمر لهما حينما قال بنبرةٍ هادئة:
_مفيش حاجة أسمها قراية الفاتحة دي بد’عة أساسًا فالأمور اللي زي دي بتكون خطوبة على طول لأن مفيش حاجة صحيحة بتنُصْ على يكون في ر’بط كلام فبداية علا’قات زي دي بسورة مِن سور القرآن الكريم.
تفهموا جميعهم مغزى حديثه لتعـ ـلو الابتسامة وجوههم ليأتي القول مِن “ثروت” حينما مازحهُ:
_ومِنكم نستفيد واللهِ، طالما الشيخ قال كدا يبقى هو صح مينفعش نعا’رضه.
_يا فرحة قلـ ـبك يا “حُـذيفة” لمَ تعرف إننا سمعنا الكلام.
هكذا قال “عادل” لنفسه مبتسم الوجه ليسمعوا صوت رنين هاتف أخيه الذي نظر إلى المتصل ليراه هو مَن يُهاتفه ولذلك نظر إلى والده وقال مبتسمًا مشـ ـهرًا بهاتفه لهُ قائلًا:
_الشيخ شكله مرا’قبنا.
جاوبه أخيه الذي نظر لهُ وقال بنبرةٍ هادئة مبتسم الوجه:
_رُد عليه وقوله قرينا الفاتحة.
_آه ما أنا اللي هتهـ ـزق مش أنتَ.
هكذا رد عليهِ “علي” سا’خرًا ثم جاوب على صديقه قائلًا:
_وعليكم السلام ورحمة الله يا شيخنا يا قمر، الحمد لله كُله فُل وأتفقنا على كُل حاجة … آه لا.
هكذا جاوبه “علي” مبتسم الوجه حينما تلقى سؤال رفيقه المتوقع ليجاوبه قائلًا بعدها:
_آه عشان أرضي العريس ولا عشان أرضي نفسي ومبقاش كد’اب.
نظر بعدها إلى أخيه حينما تلقى الرد مِن رفيقه ليقول متشـ ـفيًا:
_لمَ يجيلك العريس بنفسه تصطـ ـفلوا مع بعض أنا بره عنها يابا.
وبعد هُنَيْهة مِن الوقت أنهـ ـى “علي” المكالمة معتذرًا مِنهم ثمّ نظر إلى أخيه متشـ ـفيًا بقوله لهُ:
_دا أنتَ هتاخد درس فالأخلا’ق مِنُه لمَ نروّح.
تعا’لت الضحكات بينهم حينما أستمعوا إلى قوله ليأتي الرد مِن “ثروت” الذي قال مبتسم الوجه:
_لا معلش قوله إحنا محتاجينه خطوبته بعد بُكرا.
_عشان خاطرك بس يا حج “ثروت” المرة دي المرة الجاية مِنُه لِيه شـ ـيلته ويشـ ـلها هو اللي بينكـ ـش فيه.
هكذا جاوبه “علي” مبتسم الوجه وهو ينظر إلى أخيه بطر’ف عينه يرى الآخر ير’مقه نظرةٍ حا’قدة متو’عدًا لهُ، أبتسم لهُ “علي” ثم حاوطه بذراعه وهو يشاكـ ـسه كما أعتاد ثمّ بارك لهما مبتسم الوجه بعد أن تم الاتفا’ق بين الطر’فين على كُل شيءٍ ولا ينقصـ ـهم الآن سوى إتمام كُل شيءٍ وإشها’ره.
____________________
<“هُناك مَن زارته الفرحة بغـ ـتةً،
وهُناك مَن خـ ـطط كي ينا’لها أصبح هو لها.”>
كان يدور حول نفسه كالقط المشاكـ ـس الذي يلعب بالكرة خاصته بعد أن سر’قه الوقت دون أن يشعر بنفسه، خرج مِن غرفته وهو ينثر عطره المُحبب مُناديًا والدته التي جاوبته مِن داخل غرفتها تُخبره بقدومها، توقف أمام المرآة وهو ينظر إلى إنعكا’س صورته بها ليبتسم برضا وهو يرى هيئته التي نا’لت إعجابه بشـ ـدة..
سقـ ـط بصره على قِطه الذي كان يدور حوله منتظرًا ترحيبه بهِ ليبتسم لهُ ثم أنحـ ـنى بجذ’عه وألتقفه بكفيه مستـ ـقيمًا مِن جديد في وقفته ليضمه إلى أحضانه قائلًا:
_أوعى تفتكر إني هستـ ـغنى عنك، أنتَ حبيبي ومش هتفا’رقني النهاردة.
خرجت والدته في هذه اللحظة بعد أن أتممت على هيئتها لتقول بنبرةٍ هادئة مبتسمة الوجه:
_أنا جهزت يا “حـسام” إيه رأيك؟.
أنهـ ـت حديثها وهي تقف أمامه تنظر لهُ مبتسمة الوجه بعد أن أنهـ ـت تجهيزاته ليرى والدته في أفضل طلا’تها، أبتسم وألتمعت عينيه ببر’يقٍ تعلمه جيدًا، أقترب مِنها بخطى هادئة حتى وقف أمامها وهو مازال ينظر لها ليقول بنبرةٍ هادئة مبتسم الوجه:
_أجمل مِن القمر وأحلى مِن الياقوت، أضمن يعني تاني يوم هيجيلك عريس.
تفاجئت مِن حديث و’لدها الذي شاكـ ـسها كالمعتاد لتضحك هي بخـ ـفةٍ ثم جاوبته قائلة:
_لا مش للدرجة دي، أكتفيت بأبوك وبس، كان طيب ومز’علنيش هبقى أنا غد’ارة، ميصحش، وبعدين أنا وأبوك اللي بينا مكانش قـ ـليل وهو عارف إني مش هعرف أحب بعده.
تأ’ثر حينما ذكرت أبيه أمامه ولذلك ترقرق الدمع في عينيه ليَمُد كفه واضعًا إياه على كتفها تزامنًا مع قوله:
_أنتِ سـ ـت أصيـ ـلة، أتمنى “مـودة” تبقى زيك وتحبني زي ما حبيتي أبويا كدا.
_هتحبك يا حبيبي، هتحبك وهتسعدك أنا و’اثقة، دي خار’جة مِن بيت أتر’بى على الأصو’ل والعـ ـزة، وعنيها مليـ ـانة وبنـ ـت ناس، أنا موافقة عليها عشان شايفة نفسي فيها، ربنا يتمملك على خير يا حبيبي.
هكذا ردت عليهِ والدته مبتسمة الوجه لتعـ ـلو بسمتهُ على ثَغْره ضاممًا إياها إلى أحضانه يُلثم رأسها بقْبّلة حنونة دون أن يتحدث، فهو يعلم مدى حُبّ والدته إلى أبيه وأعتزازها بهِ، شعر القط “مشمش” بالغيـ ـرة لذلك مد يده يضعها على وجهها وكأنه يُريد أن يُبعدها عن رفيقه الذي قهقه بخـ ـفةٍ ومسـ ـح بكفه على رأسه وجسـ ـده يُلثم رأسه بقْبّلة حنونة قائلًا بنبرةٍ متسائلة:
_أنتَ بتغـ ـير مِن أُمّي ولا بتغيـ ـر على أُمّي مِني عشان أبقى فاهم بس؟.
قهقهت والدته وهي تنظر إلى القط الر’مادي ذو العينين المختـ ـلفتين لتراه ينظر لها نظرته البر’يئة لتمـ ـسح على رأسه بحنوٍ مبتسمة الوجه، صدح رنين هاتف “حـسام” عا’ليًا يُعلنه عن أتصالٍ هاتفي ليرى “سيـف” هو المتصل ولذلك جاوبه فو’رًا وهو يقول بنبرةٍ متـ ـلهفة:
_فالطريق يا باشا ٥ وداخل عليكم.
نظرت لهُ والدته نظرةٍ ذات معنى لينظر إليها كذلك وكأنه يُخبرها أن لا تفضـ ـح أمره وهي يستمع إلى حديث “سيـف” الذي كان يُحذ’ره مِن عد’م التأخر عليهم، بعد هُنَيْهة مِن الوقت أنهـ ـى المكالمة ونظر إليها مبتسم الوجه قائلًا:
_يلا بينا نمشي بدل ما يكتـ ـشف إني بضحك عليه يقوم مديني جِزَ’ى.
أنهـ ـى حديثه ممازحًا إياها ثم سبقها إلى الخارج ضاممًا هذا الحبيب إلى أحضانه منتظرًا إياها، أطـ ـلقت هي ز’فيرة قو’ية ثم أغـ ـلقت كُل شيءٍ قبل ذهابها، فيما كان “حـسام” يحمـ ـل هذا الصغير بكفه الأ’يسر وبالكف الأيـ ـمن يحـ ـمل هاتفه مشهـ ـرًا إياه بعيـ ـدًا يلتقط صورة أمامية برفقة هذا الحبيب بوجهٍ مبتسم لينظر إلى الصورة برضا مبتسم الوجه، أقتربت والدته مِنهُ قائلة بنبرةٍ هادئة:
_يلا يا “حـسام” أنا جاهزة وخالك لسه مكلمني قالي إنه أول ما يوصل هيستنانا بره.
ألتفت إليها “حـسام” ينظر لها ليقول بوجهٍ مبتسم مشـ ـهرًا الهاتف مِن جديد قائلًا:
_يلا يا سـ ـت الكُل صورة مع “مشمش” باشا عشان يرضى عنّي.
وقفت بجواره وهي تضمه بوجهٍ مبتسم ليُعاود هو ألتقا’ط الصورة مع والدته هذه المرة لينظر لها مبتسمًا قائلًا:
_مش بقولك أجمل مِن القمر مسمعتيش كلامي.
ضحكت هي بخـ ـفةٍ وقالت بنبرةٍ هادئة:
_أفضل عاكـ ـس فيا كدا لحد ما تلاقيه متصل بيك مهز’قك على التأخير.
_مش مهـ ـم أهـ ـم حاجة صورتي مع “مشمش” دا حبيبي لازم أنا’ل الرضا مِنُه بدل ما يغـ ـضب عليا.
أنهـ ـى حديثه ثم أتجه برفقتها تجاه سيارته وهو يُلا’عب قِطه الذي كان يتجاوب معهُ ليتحرك بعدها متجهًا إلى قصر الدمنهوري مثلما لقبوه مؤ’خًرا تاركًا هذا الحبيب مع والدته الذي كان مستكينًا بداخل أحضانها ينظر إلى الطريق عبر النافذة الز’جاجية مندهشًا مِمَّ يراه، صدح رنين هاتفه مِن جديد وهذه المرة كانت مِن رفيقه “عـزام”، جاوبه بنبرةٍ هادئة وقال:
_حبيبي.
_حبك بُر’ص و ١٠ خُر’ص، ومكُنُتش عايزني معاك عشان هبر’جلك دا أنتَ هتتر’ن عـ ـلقة هخليك جنبها متكسـ ـر، أنا هقول للباشا إن جنا’ب البيه البا’رد ضحك عليه وهو لسه مرزو’ع فالبيت.
هكذا جاوبه “عـزام” بنبرةٍ حا’دة متو’عدًا في نها’ية حديثه لهُ ليأتي الرد حاضرًا مِن “حـسام” الذي قال:
_خلي تهـ ـديدك لنفسك يا حيـ ـلتها، أنا مبخا’فش ويلا متد’وشنيش كتير مع السلامة لمَ أوصل هنحل الحوار دا بـ ٢٠٠ جنيه وتكـ ـتم بوقك خالص.
_بتر’شيني يا “حـسام”؟ ليلة أ’هلك سو’دة لمَ تجيلي هنشوف الحوار دا.
حديثٌ أعتاد عليه الطر’فين بين بعضهما، مزحاتٌ طريفة بينهما جعلت تلك العلا’قة تتما’سك أكثر مِن زي قبل، فهكذا كان الرفيق.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحببتها ولكن 7)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *