روايات

رواية عطر سارة الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم شيماء سعيد

رواية عطر سارة الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم شيماء سعيد

رواية عطر سارة البارت الثالث والعشرون

رواية عطر سارة الجزء الثالث والعشرون

عطر سارة
عطر سارة

رواية عطر سارة الحلقة الثالثة والعشرون

فتح محمود باب شقة راقية وأخيراً قرر انزال ساره من فوق كتفه، حركت ظهرها وعنقها بتعب ودارت عينيها بالمكان، شقة واسعة بأثاث عصري عكس القصر وأثاثه الكلاسيكي، عادت لتنظر لمحمود وقالت بشك:
_ الشقة دي كان استخدامها إيه ؟!..
للحظة لم يفهمها قبل أن ينفجر بالضحك مردفا:
_ ماليش في الحرام يا سارة، عمري ما لمست في حياتي غير اتنين ستات والاتنين بالحلال..
هل غارت عليه الآن ؟!. نعم وبكل أسف غارت وبشدة مع تخيل عقلها الأحمق لامرأة أخري بين يديه، هربت بعينيها منه وذهبت لتكمل رحلتها بالتعرف على الشقة، شعر بها فسحبها من خصرها لتصبح بين يديه ثم قال بحنان وهو يرفع وجهها بأحد أصابعه:
_ العيون الحلوة دي مليانة دموع ليه ؟!..
طفلة صغيرة بريئة رغم كل مصائبها، نظرت إليه بقهر وقالت:
_ جوايا إحساس وحش أوي يا محمود احساس مخليني عايزة اولع الدنيا كلها بس مش قادرة أعمل حاجه غير إني اعيط..
مسح على بشرتها ثم وضع قبلتين على كل عين قبلة قائلا:
_ قولي الإحساس وأنا أشيله عندك..
بأنفاس متقطعة أشارت لقلبها بعجز وقالت:
_ اتوجعت لما اتخيلت انك كنت مع غيري زي ما بتبقى معايا، الخيال لوحده بيوجع مع اني متاكدة ان الحقيقه أبشع بكتير، عارفه اني ما ليش حق أزعل انا اساسا دخلت حياتكم غصب عنكم واخدت حتة فيها ما كانتش من حقي بس مقهوره والله العظيم، أنت كنت بتحبها يا محمود لمستها بحب مش شهوة زيي..
انفجرت باكية وكأنها الآن فقط علمت بزواجه من عايدة،جذبها لصدره وهو مصدوم فقط مصدوم، أخيرا رأي نظرة الغيرة بعينيها عليه، رأي نيران قلبها المشتعلة من أجله، وضع على خصلاتها بحر من القبلات وذراعيه تضغط على جسدها الناعم يشبع روحه من متعة تلك اللحظة، أرتفعت شهقاتها أكثر ليقول :
_ أهدى يا مجنونة دموعك أغلى عندي من روحي..
مرت دقيقة ورأها الأخرى حتى قدرت على السيطرة على دموعها، أبعدها عنه قليلاً وضم وجهها بين كفيه مردفا :
_ سبتك تخرجي كل اللي في قلبك وخلصت أرتاحتي لو سمعتك بتقولي الجنان ده تاني هزعل منك يا سارة، حطي في دماغك حاجة مهمة انك حتة مني بنتي الصغيرة ولعبتي الناعمة اللي مهووس بيها، وبعدين إزاي تشوفيني وحش أوي كدة زعلت منك بجد..
ببراءة رمشت بعينيها عدة مرات ثم رفعت يديها لتزيل باقي دموعها المتعلقة على وجهها وقالت بحزن :
_ زعلان مني ليه؟!..
_ لما أبقى راجل لفت عليا كل أنواع الستات وفضلت أرفض 15 سنة لحد ما جات جنية صغنونة قربت مني بكل شقاوة وفتحت ليا باب أشوف بيه حلاوة الدنيا، لقيت نفسي زي العيل الصغير بعمل اي حاجة وكل حاجة عشان لعبتي الحلوة تبقى في حضني تفتكري بقى يا ست هانم ده ممكن يبقى شهوة..
مثل المغيبة حركت رأسها بنفي ليبتسم إليها مردفا :
_ أمال يبقى إيه يا بسبوسة.؟..
للمرة الثانية تحرك رأسها بقلة حيلة لا تعلم إجابة، لا تعلم الإجابة ولكنها تريد أن تسمعها بنبرته الرجولية وهو كان أكثر من مرحب عندما قال :
_ يبقي عشق وهوس يا بسبوسة..
ابتسمت إليه برضا تام على حديث الذي اعطي إليها شعور رائع بالكمال، قربت وجهها بدعوة صريحة منها حتى يقترب وابن علام كان على أحر من الجمر حتى يلبى تلك الدعوة المحببة لقلبه، مال عليها وجسده متحمس جدا لهذا القرب..
لحظة، لحظة انها طليقته، أبتعدت عنه بغضب صارخة :
_ أياك تقرب يا قليل الأدب يا سافل..
أتسعت عينيه بصدمة وأشار على نفسه قائلا :
_ أنا قليل الأدب وسافل؟!.. ما تلمي نفسك يا بت والا هي الحالة حضرت والا ايه؟!.
_ حالة إيه ما تلم نفسك أنت هو أنا مجنونة…
مسح على خصلاته بعصبية قبل أن يقول :
_ أنتِ مش كنتي دايبة فيا من دقيقتين فجأة بقيت قليل الادب وسافل، عايزة مني إيه يا سارة عايزانى أمشي في الشارع مجنون بسببك عشان ترتاحي؟!.
حركت رأسها ببراءة ونظرت للأرض بحزن قائلة :
_ مهو أنا مش مراتك عشان تبوسني يا أبيه عيب..
هنا عاد لأرض الواقع بجملة بسيطة ” أنا مش مراتك” عض على شفتيه من الغيظ بحياته لم يكن أحمق ومتسرع الا معها، فرصتهما الأخير معا متعلقة بين شفتيه ومع ذلك قال :
_ عايزانى اردك يا سارة؟!..
بكل جبروت قالت :
_ لأ..
_ نعم ؟!..
_ هو إيه اللي نعم بقولك لأ، مش البية كل ما الدنيا تضيق بيه يقولي أنتِ طالق يا سارة، مش هرجع بقى الا بمزاجي تصبح على خير يا أبيه هدخل أنام..
تركته ودلفت لأكبر غرفة بداخل الشقة ثم أغلقت عليها الباب بالمفتاح، فاق وذهب خلفها بلهفة طفل صغير ثم دقت يده على الباب بضياع مردفا :
_ أفتحي الباب يا سارة عيب كدة..
لم يجد منها رد ليقول بحنق :
_ منك لله يا شيحة روحي ربنا يعمل فيكي اللي بتعمليه فيا…
خلف باب الغرفة كانت تقف الجميلة وهي تكتم ضحكتها السعيدة، ثواني وقالت ببعض الحدة :
_ روح نام بدل ما أدعي عليك ربنا يعمل فيك أنت كل اللي عملته فيا ووقتها هتمشي في الشارع عبيط…
أبتعد عن باب الغرفة وقال بتعجب وبراءة جديدة عليه :
_ أمشي في الشارع عبيط ليه هو أنا كنت عملت فيها إيه الظالمة دي؟!..
_____ شيما سعيد _____
بصباح اليوم التالي..
فتح محمود عينيه بكسل على رنين هاتفه المزعج، فرك عينه بظهر يده وألقى نظرة سعيدة على سارة النائمة على الفراش المقابل للاريكة النائم عليها، زفر بضيق مع رؤيته لرقم الفت على الشاشة، أخذ الهاتف وقام بفتح الخط مردفا :
_ هو في إيه نازلة زن زن مش عارف أنام..
_ البنت فين يا محمود هاتي تعالي بدل ما أرفع عليك قضية خطف..
رفع حاجبه بسخرية وقال :
_ خطف مرة واحدة وده ازاي؟!.. دي مراتي يا ألفت اصحي من النوم كدة وركزي معايا..
جزت على أسنانها من شدة الغضب وقالت :
_ طليقتك مش مراتك شكل أنت اللي محتاج تفوق..
مسح على خصلاته بكسل وقال وهو يقوم من فوق الاريكة متجه للفراش النائم عليه جميلته :
_ أثبتي..
_ أنت بتقول إيه يا إبن طاهر؟!..
_ بقولك أثبتي إني مطلقها لو معاكي قسيمة قدميها للبوليس في قضية الخطف..
_ أنت بتلعب بالبنت يا محمود عشان مالهاش ضهر ولا حد يقف قدامك؟!..
وضع قبلة حنونة على خصلاتها المهلكة لقلبه، ابتسم على رمشة عينيها حبيبته مستيقظة فيكفي على الفت إلى هنا، قال بقوة :
_ أنا ضهرها وأبوها وأمها كمان لو حبت أطلعي منها أنتِ وكفاية عليكي كدة بقى عشان طبق البسبوسة بتاعي فتح عينه..
أغلق الهاتف بوجه جدته بوقاحة جديدة عليه، يبدو انه عاد معها لسن المراهقة الذي لم يعيش به، فتحت عينيها سريعاً على أثر لمسة أصابعه على طول ذراعها الأبيض الظاهر أمامه بوضوح رفع حرارته للمليون، اعتدلت على الفراش بسرعة ثم قالت بحدة :
_ أنت دخلت هنا إزاي أنا مش قافلة الباب بالمفتاح؟!..
_ مهو ده مفتاح أوضة نومي أكيد معايا نسخة تانية، بصي يا قلبي لما تحبي تقفلي الباب بالمفتاح وتضمني اني مدخلش خلي المفتاح في الباب زي ما هو..
حركت رأسها بضجر وقالت :
_ اللي أنت بتعمله ده غلط خد بالك وحرام وهيخليني أزعل منك يا محمود أنت ترضى ازعلك منك؟!..
قالتها بدلال شديد جعله مثل المغيب، نفي بحركة سريعة من رأسه وقال :
_ أنا معملتش حاجة فتحت الباب ونمت على الكنبة بكل أدب..
رفعت حاجبها بسخرية من برائته الكارثة التي يحاول رسمها من أمس وقالت :
_ يا سلام والشقة دي كلها مفيش فيها أوضة تنام فيها إلا دي..
_ لأ طبعاً يا حياتي فيها كتير بس أقولك على سر محدش يعرفه غيرك..
قادها الفضول فأومات إليه فقال :
_ أحلفي الأول السر يفضل بنا..
_ والله هيفضل بنا قول بقى يا محمود..
_ من وأنا صغير بخاف انام لوحدي..
أتسعت عينيها بذهول، هل محمود علام الذي يخشى منه الجميع يخاف النوم بمفرده؟!.. شعرت بالشفقة الشديدة عليه وكانت على وشك البكاء ولكن، لحظة واحدة كيف ذلك وهو نام بمفرده مئات المرات؟!.. رفعت وجهها إليه تدقق بتعبيرات وجهه لتجده يتقن الكذب فقالت بشك :
_ محمود أنت كداب صح؟!..
_ طبعاً صح يا عبيطة اتنيلي قومي عايزين نبدأ اليوم من أوله..
_ ليه هنعمل إيه؟!..
قرص انفها بحنان وقال :
_ سيبي نفسك ليا وهتعيشي في الجنة..
ذهب من أمامها فأبتلعت ريقها بتوتر مردفة :
_ هو أنا روحت في داهية الا لما سبت نفسي ليك، ربنا يستر..
_ سامعك يا حرباية أخلصي ألبسي من الكيس اللي جانب السرير…
______ شيما سعيد _______
بشركة علي..
دلف للشركة والحماس ظاهر على معالم وجهه وحركته السريعة، يود لو يطير حتى يصل اليها سريعاً، أخيراً راها تجلس على مكتبها وأمامها بعض الملفات تضع كل تركيزها عليهم فأقترب منها وسحبها لداخل مكتبه مغلقا الباب عليهما بالمفتاح هامسا بشوق :
_ وحشتني في الكام ساعة اللي بعدتي عني عنهم دولي انا كمان وحشتك صح؟!..
دفعته بقوة ليعود للخلف ورفعت أصبعها بتحذير قائلة :
_ علشان نبقى حلوين مع بعض من هنا لحد ما نتجوز ممنوع اللمس وممنوع الكلام الخارج اتفقنا يا علي بيه؟!..
خائف منها؟!.. نعم خائف فهي يدها تسبق عقلها بكل شيء، جز على أسنانه من الغيظ وقال :
_ بقى بذمتك مش عيب لما يبقى واحد في طولي وعضلاتي واقف قدامك خايف؟!..
حركت كتفها وقالت بابتسامة جميلة على شفتيها :
_ هو عيب بس الخوف حلو بيخلي الواحد يفكر قبل ما يغلط ألف مرة، ها أقولك جدولك النهاردة إيه؟!..
ظالمة تلك الفتاة ظالمة وهو قلبه العاشق يرفض رد الظلم بالظلم، زفر بضيق وقال :
_ طيب مفيش أي حاجة حلوة تحت الحساب لحد ما نتجوز أنا مش هقدر أتحمل الشهور دي كلها صدقيني..
أخذت نفس عميق قبل أن تجلس على أحد المقاعد مردفة بهدوء :
_ أنا عارفة كويس أوي أنك مش هتقدر تعيش من غير ست خصوصاً إنك كنت على طول كدة بس ده حرام يا علي، الدنيا دي قصيرة ومتعتها مهما طالت هتخلص يبقى الأحسن لينا نفكر في الحياة اللي دايما لينا بخيرها أو شرها..
طفل صغير يتعلم أول قواعد حياته ودينه على يده والدته، جلس على المقعد المقابل لها وقال بأهتمام :
_ وايه هي الحياة الدايما لينا؟!..
ابتسمت وشعرت بالراحة يبدو أن علي بداخله جزء صغير من النور ستذهب خلفه حتى تصل به لبر الأمان، أكملت حديثها ببساطة :
_ الآخرة يا علي مهما هربنا في الدنيا هنموت وهنقف قدام ربنا، كل حاجة بتعملها في السر عشان شكلك الاجتماعي قدام الناس قدام عينه، يعني خايف من كلام الناس ومن شكلك قدامهم ومش خايف من رب الناس؟!..
اجابها بنبرة منفعلة :
_ لأ طبعاً..
_ يبقى المفروض تعمل كل حاجة كويسة قدامه يا علي عشان ربنا الأهم مش احنا..
محقة، كل ما يفعله في الخفاء يراه الله، محمود قاله له هذا أكثر من مرة ولكن هذه مرته الأولى التي يشعر بما فعله طوال حياته، حدق بها بعجز مردفا:
_ بس انا مش بقدر أبعد عن الستات يا أروى وكمان مش بقدر اقعد مع ست كتير بزهق بسرعه وبحس بالملل، خدي بالك انا بتجوز إنتِ الوحيدة اللي حتي مبادئ البسيطة عشان أوصل لها رميتها في الارض كان كل تفكير ازاي بس اقرب منك سامحيني يا أروي..
_ مهو إللي أنت بتقوله ده مصيبة..
_ ليه بس؟!..
مسحت على وجهها بعصبية وقامت من فوق المقعد مردفة:
_ يا علي أنا ست مطلقه وما ليش حد في الدنيا غير اخويا اللي مش عارفه اصالحه ازاي، انت بالنسبه ليا هتبقى زي طوق النجاة اللي همسك فيه عشان اطلع لبر الامان، تقوم تقولي بزهق بسرعة معنى كده يا اما هتطلقني يا اما هتخوني وفي الحالتين انا مش هقبل أكمل، يبقى الاحسن لنا من دلوقتي ان احنا نبعد عن بعض…
قام هو الآخر وضم كفها إليه بلهفة مردفاً:
_ لأ يا أروى مش هيحصل مش هزهق منك ولا هفكر ابعد عنك، أنا بحكي لك عن حياتي القديمه عشان تساعديني مش عشان تبعدي عني.
أخذت يدها من بين يديه وقالت:
_ صوم يا علي..
_ نعم ؟!..
_ نعم الله عليك يا اخويا، حالتك دي مش هينفع معاها الا الصيام صوم وقرب من ربنا يا علي وهو هيديك كل حاجه انت عايزه، أنا محتاجة في الفترة دي احس بالامان وانا جنبك عشان أنت الخطوه الوحيدة اللي مش عايزة أندم عليها اتفقنا..
أومأ إليها بحماس مردفا:
_ اتفقنا واوعدك انك مش هتندمي ابدا..
فتحت أحد الأوراق من جوارها وقالت:
_ طيب يلا يا شاطر اقعد بقى عشان اقول لك جدولك إيه النهاردة ونشوف شغلنا..
_____ شيما سعيد _____
_ هو اللي انا شايفاه ده بجد انت جايبني الملاهي؟!..
سعادتها عنده بالدنيا وما فيها، يشعر بالفخر كونها سعيدة مبتسمة بين احضانه، نظرة الانبهار بعينيها جعلته يعلم كم هي صغيرة وبريئة، أومأ اليها بابتسامه حنونة وقال:
_ طلبات حبيبتي كلها أوامر شوفي نفسك تعملي ايه النهارده وانا تحت امرك..
ألقت نظرة سريعة على المكان حولها ثم قالت بغضب:
_ هو أنت ليه مصمم تخليني أزعل في كل لحظه بينا ليه مصمم تثبت ليا في كل لحظه بتمر إني لأزم افضل في السر مهما كانت درجه حبك ليا؟!..
تعجب من غضبها وقال:
_ في ايه بس ما إنتِ كنتي مبسوطة ايه اللي حصل لك فجاه؟!..
اختنقت الدموع بعينيها وقالت:
_ الملاهي اللي الناس مش بتعرف تمشي فيها من الزحمه فاضيه !! وده طبعا عشان حضرتك ما حدش يشوفك معايا وووو..
وضع يده على كفها يمنعها من الحديث وقال بغضب:
_ ايه الجنان اللي أنتِ بتقوليه ده؟!.. اسكتي يا ساره تعرفي تسكتي شايفاني مركب قرنين عشان أجيب مراتي تتنطط وتتمرجح قدام اللي يسوى هو اللي ما يسواش؟!..
كان الشك واضح بعينيها مثل الشمس عندما قالت:
_ أنت بتتكلم بجد ولا بتضحك عليا؟!..
زفر بضيق يبدو ان الطريق بينه وبين ساره مازال طويل، ثقتها به صفر وربما تكون لا تشعر بالامان بجواره، جذبها ورفع هاتفه ليأخذ لهما صورة مميزة ثم نشرها بنفس اللحظه على صفحته الخاصة بالانستقرام كاتباً أسفلها ” نصفي الآخر والأجمل على الإطلاق” أبتعد عنها مردفاً:
_ ممكن بقى نتنيل نستمتع باليوم ولا لسه حضرتك شايفه إني عايز اخبيكي وانك عار عليا لازم اهرب منه؟!..
بدلال تمارسه عليه عندما لا تجد لنفسها مفر آخر ضمت كفها بين يده وقالت بحماس:
_ عايزه أركب كل المراجيح دي وتصورني فيديوهات وأنا بتمرجح عايزه نعمل ذكريات حلوه أوي مع بعض يا محمود.
_ وماله يا باشا نعمل كل إللي نفسك فيه..
بدأت أجمل لحظات حياتها معه، عادت طفلة صغيرة في السابعة من عمرها تركض هنا وهناك وهو يصورها مثلما طلبت، ساعة جرت الأخرى حتى قال بهدوء :
_ كده ستوب وقت اللعب خلص نتغدى ونرتاح وترجعي تعملي اللي انتِ عايزاه..
رمشت بعينيها عدة مرات لعلها تسيطر عليه وقالت :
_ لأ الله يبارك لك انا مش جعانه سيبني العب شويه كمان…
سحبها من خلف رأسها وقال بلهجة لا تقبل النقاش :
_ سارة الكلام اللي بقوله يتنفذ عشان ابقى اجيبك بعد كده يلا قدامي..
زمت شفتيها بضيق وسارت معه رغماً عنها، وصل بها لطاولة عليها ما لذ وطاب ثم سحب لها مقعدها وقال :
_ اتفضلي يا بسبوسة..
ظلت حزينة كما هي، فقرص مقدمة أنفها وقال بحنان :
_ لأ الا التكشيرة دي إنتِ عارفه اني ضعيف قدامها، تاكلي وكملي لعب غير كده مش هرجع في كلامي يا ساره إتفقنا…
مطت شفتيها بحزن مردفة :
_ يا محمود حرام عليك من وانا صغيرة نفسي اروح الملاهي، بعدين أنا أكلت في حياتي كتير قبل كده في ايه يعني لو لعبت يوم واحد ولما نروح نبقى ناكل براحتنا…
أمامه الآن طفلة صغيرة لا تتعدى الخمس سنوات، لم يتوقع أن يراها بهذا الشكل ابدأ، طفلة يتيمة بدل من أن يعوض حرمانها أستغلها هو الآخر، حرك رأسه بتعب مردفا :
_ دي مش آخر مرة نيجي فيها هنا يا سارة منين ما تحبي تيجي قوليلي وانا هجيب، ممكن بقى حبيبتي الحلوه تفتح بقها عشان اكلها بنفسي…
أقتنعت بحديثه وفتحت فمها بسعادة تستقبل دلاله لها بكل صدر رحب، لقمة وراءة الأخرى حتى مسحت على شفتيها مردفة :
_ الحمد لله شبعت يلا بقى نكمل لعب..
أخذها من كفها وعاد بها مكان اللعب ليجد بيت الرعب أمامه فقال بخبث :
_ إيه رأيك ندخل بيت الرعب مع بعض..
_ لأ أنا أخاف..
_ أخص عليكي يا سارة تخافي وأنتِ معايا..
نفت بحركة بطيئة من رأسها فقال :
_ طيب يلا..
دلفت وهي تقدم ساق وتأخر الأخرى، لحظات وبدأت صراخاتها ترن بالمكان، هذا ما كان يريده فتح ذراعيه لتلقي بنفسها داخل أحضانه بكامل رغبتها، أغلق ذراعيه عليها وقال :
_ أهدى يا حياتي أنا معاكي..
ما هذه الروعة ما هذا العناق الأكثر من رائع، نسيت كل ما يحدث حولها وتذكره هو فقط، رفعت عينيها عليه مردفة :
_ هو أنا قولتلك أنك حلو قبل كدة يا محمود؟!..
نفي بحركة من راسه وهمس :
_ تؤ..
_ أنت حلو أوي يا محمود أحلى راجل في الدنيا..
تعالت أنفاسه الساخنة فقال :
_ سارة أنا عايز أردك..
_ ردني..
_ وعدت نفسي ما اعملهاش الا وانا واثق من حبك ليا..
برجاء شديد قالت :
_ عمرك ما هتعمل حاجة توجعني تاني؟!..
_ مستحيل..
_ بحبك يا محمود..
قالتها هل بالفعل قالتها بعد كل تلك المعاناة؟!.. نعم سمعها وخرجت من بين شفتيها الناعمة، اليوم يوم موالده من هنا الى مماته سيكون هذا يوم ميلاده، رفع وجهها إليه وقال وهو ينظر داخل عينيها :
_ رديتك لعصمتي يا سارة..
_____ شيما سعيد _____
بعد منتصف الليل إنتهت رحلتها الممتعة بالملاهي، دلفت معه لغرفة النوم ليغلق الباب بساقه، حدقت به بتعجب وقبل أن تفهم ما حدث آت إليها بالمفاجأة الكبرى، أتسعت عينيها بذهول وهو يخلع ملابسه قطعة وراء الأخرى فقالت :
_ هو في إيه مالك؟!..
_ خلاص وقت الدلع خلص أنا جبت أخرى من العلاقة المتقطعة دي، عايز أخلف بنت منك يا سارة..
حالته كانت صعبة فأبتلعت ريقها وأشارت اليه بالهدوء قائلة :
_ طيب أهدى يا حبيبي مفيش حاجة تستحق تفرهد فيها صحتك..
_ أنتِ تستحقي يا بسبوسة أفرهد كل صحتي عليكي..
ما هذا؟!.. ما هذا فعلا؟!.. محمود بدأ يخرج عن السيطرة بشكل مرعب فقالت :
_ إيه رأيك نتعشى سوا الأول يا حبيبي..
حبيبي يا الله على حلاوة تلك الكلمة وتأثيرها عليه، متعة ما بعدما متعة سارت بجميع أنحاء جسده مع يسمعها منها ويعيدها برأسه، خلع بنطلونة وقال :
_ بعد الكلمة دي مش هينفع نتعشى، تعالي يا حياتي وبعدين هأكلك بأيدي زي الغدا..
لا والله لن تأتي وهو هكذا ابدأ، شهقت وظهرها يلتصق بالحائط فجذبها لتبقى بين أحضانه همسا بعتاب :
_ في حد يهرب من حبيبه كدة برضو؟!..
بللت شفتيها بطرف لسانها من شدة توترها فأكمل عليها مردفا :
_ بسبوسة بتعرفي ترقصي يا حياتي؟!..
_ هااا..
_ هااا إيه بس مش أنا الصبح بقيت طفل معاكي في الملاهي؟!..
أومات إليه ببراءة وقالت :
_ أيوة..
_ خلاص يبقى اتفقنا..
_ أتفقنا على إيه؟!..
_ أعمل معاكي عيل بالنهار وتعملي معايا ****** بالليل..
شهقت بذهول من واقع الكلمة عليها وقالت :
_ اه يا قليل الأدب يا سافل أنت إزاي نتكلم معايا كدة أو تقول ليا كلمة زي دي؟!..
رفع حاجبه بضيق ثم قال :
_ في إيه هو انا بكلم واحد من الشارع أنتِ مراتي يا بت يلا روحي البسي عدة الشغل..
لا يبدو أنه غير طبيعي، ارتفعت دقات قلبها بتوتر وقالت :
_ محمود هو أنت أكلت أو شربت أي حاجة غير الآيس كريم اللي اكلنا منها سوا؟!..
_ لأ أنا النهاردة دماغي عليا كدة لوحدي، يلا يا حبيبة قلب محمود فرحي قلبي..
أخرجت أخر سلاح لها بتلك المعركة وقالت :
_ بس أنا مش بعرف أرقص..
_ مش مشكلة أي حاجة منك حلوة..
مهي يطلبه الان أمر واقع يجب عليها تنفيذه بعد دقائق كانت تقف أمامه عباءة رقص من اللون الأسود بكم من الشيفون مفتوحة من أول الساق الي أعلى الركبة بقليل أشار إليها بحماس :
_ يلا متخافيش يا بسبوسة هشجعك..
يقول اشياء عجيبة ولكنها لتكون صريحة سعيدة وجدا بما تعيشه معه، أتسعت عينيها وهي ترى محمود علام يحمل طبلة ويدق عليها بكل مهارة، بالفعل شجعها وبدأت تتمايل مع طبلته، الصغيرة محترمة رقص وهو لا يعلم الان اكتشف معها النعيم الحقيقي..
يكفي لهنا محمود قدرتك على التحمل انتهت، ألقى بالطبلة أرضا وجذبها هي مردفا :
_ منحرفة بس محتاجة اللي يوجهك..
_ وجهني يا باشا..
حملها بصدر رحب وعاش معها لحظات مميزة غاص كلنا منهما بنعيم الآخر، مر عليهما الوقت ولم يشعر أحدا منهما، شقشقت طيور الصباح مع رنين هاتف محمود، أخذها بين أحضانه مردفا بحنق :
_ نسيت أقفل الزفت ده..
_ يا أخي الله يسترك رد..
قالتها فضحك ضحكة اختفت مع رؤيته لرقم معتز، أخذ نفس عميق وفتح الخط قائلا :
_ خير..
_ ماما في المستشفى يا بابا ونفسها تشوفك ممكن تيجي تشوفها والا حضرتك مش فاضي لحد فينا؟!..

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية عطر سارة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *