رواية مرسال كل حد 2 الفصل الثاني 2 بقلم آية السيد
رواية مرسال كل حد 2 الفصل الثاني 2 بقلم آية السيد
رواية مرسال كل حد 2 البارت الثاني
رواية مرسال كل حد 2 الجزء الثاني
رواية مرسال كل حد 2 الحلقة الثانية
” وفجأة قاطع علي اندماجي بالحلقة صوت شخص فتح الباب وهو بيقول بصدمة: أنت بتعمل ايه؟
بصيت تجاه الصوت وكانت مريم أختي اتنفضت من مكاني من الخوف وأنا بقول بتلعثم: أنا..أنا..أنا مكنتش بعمل حاجة.
“لا كداب أنا شايفك وأنت بتتفرج علي رماح.”
رديت بانزعاج: أنا معملتش حاجة غلط.
“ماشي هنشوف إذا كان غلط ولا صح لما أقول لماما.. وفجأة لقيت صوتها ابتدي يعلي وهي بتنادي: يا مااااااما.. يا مااااا… وقبل ما تكمل صريخها وتصحي البيت كله جبدتها من ايدها وحطيت ايدي علي فمها وقفلت الباب برجلي وأنا بقول: شششششش.. هتودنا في داهية.
زاحت ايدي عنها وهي بتقول: ولما أنت عارف إنك هتروح في داهية بتعمل ليه الي يوديك في داهية؟
رديت بعصيبة: علشان مش بعمل حاجة.
ربعت ايدها وبصتلي بنظرة استكذاب وهي بتقول: يا سلاااام.. ازي مش بتعمل حاجة غلط وأنت لسه قايل إن الي عملته ده هيوديك في داهية؟!
“علشان أنتوا الي خليتوا الي بيعمله ده غلط رغم إنه حلمي.”
“حلم ايه يا أبو حلم؟”
“بت اتعدلي في الكلام معي بدل ما تلاقي كف جايلك من حيث لا تحتسبي.”
“أنت كمان بتضربني طب يا مااااما.”
“بسسسرعة يا دي بي كتفها قبل ما تفضحنا.” وفعلًا دي بي كتمت صوت مريم عن طريق حباية بمجرد ما أي حد يبلعها صوته بيختفي لمدة أربع وعشرين ساعة, وللاحتياط قعدتها علي كرسي والكرسي بعد ما أخد الأوامر ثبتها في مكانها عن طريق حلقات صغيرة التفت علي ايديها ورجلها, جريت كرسي وقعدت قصادها وأنا ببتسم بشماتة بقول: دلوقتي نقدر نتكلم بهدوء.
كانت بتبصلي بشرار وكأنها كانت عايزة تضربني, حاولتِ تصرخ وتحرر نفسها بس ولا الهوا مفيش صوت ومفيش حركة.
قد ايه المكان هادي بدون إزعاجها وصراخها المتواصل, قعدت علي الكرسي بشكل معاكس وحطيت دراعي علي راس الكرسي وأنا بكل برود وابتسامة بقول: تحبي تتكلمي أنتي ولا اتكلم أنا؟.. ضربت جبهتي وأنا بقول: أوبس نسيت إنك مبتتكلميش.. أدرجت كلامي بضحكة فيها شماتة ومريم طول الوقت بتبصلي بانتقام للدرجة إني كنت خايفة من الي هتعمله لو حررتها, علشان كدا اعتدلت في نبرة صوتي وبدأت كلام وأنا بقول: بصي أنا معي حباية تانية ترجعلك صوتك بعد ساعة وممكن أدهلك بس لو وعدتني إن كل الكلام الي هيتقال بينا مش هتقوليه لأي شخص حتي أمنا, بصتلي وهي قاطبة حاجبيها ونظرات كلها غضب, طلعت الحباية وأنا بقول: علي فكرة دي آخر حباية معي يعني لو مهزتيش راسك بأيوة دلوقتي انسي إن صوتك يرجعلك بعد أقل من أربع وعشرين ساعة.. كانت ثابتة علي موقفها لحد اللحظة الي بصيت فيها لدي بي وأنا بقولها: قوللي يا دي بي هي الحباية الي عطيتها لمريم ممكن يكون ليها آثار جانبية تخليها تفقد صوتها للابد مش بس أربع وعشرين ساعة؟!
بصتلي دي بي وقالت: جاري تشغيل…
قاطعتها وأنا بقول: ابوس ايدك جوبي عالطول.
بصت ناحية مريم وكملت: أجل يا آنسة مريم هناك احتمال أن تفقدي فيه صوتك للابد بسبب هذا القرص لذا يجب عليك أن تنصتِ إلي أخيك الشرير أعني العزيز.
بصتلها وأنا رافع الحباية بإصبع السبابة والابهام وببصلها نظرة ايه بقي, بصتلي بعيون فيها عناد في الأول وفجأة بدأت نظرات العناد دي تتحول لدموع بتترقرق في عينيها وأنا زي الأهبل صعبت علي وعطيتها الحباية وفكتها وأنا بمسح دموعها بقولها: خلاص خلاص أنا آسف… وبمجرد ما فكتها وعطيتها الحباية, جريت بسرعة ناحية الاوضة بتاع بابا وماما, كان لازم أعرف من البداية إن دي دموع تماسيح.. ماشي يا مريم إن ما وريتك. بصراحة كنت خايف أوي أقرب ناحية الاوضة بس كان لازم أواجه مصيري, اتقدمت ناحية اوضتهم ووقفت عند الباب لما لقيت مريم بتكتبلهم الي حصلها كله, ويدوب مريم مخلصتيش كتابة وأمي بصتلي بعيون غضبانة كلها عتاب, أنا مكنتش فاهم أنا عملت ايه لكل ده, فيها ايه يعني لما اسمع للشخص الي بحبه فين الجريمة الي عملتها, أنا مغلطتش وهم لازم يفهموا ده كويس, قامت أمي من مكانها وأتقدمت ناحيتي وهي بتسأل: الكلام الي مريم كتبته ده حقيقي.
كنت خايف من الرد بس ثبت علي موقفي وقلت: أه.
بصتلي بصدمة: ليه؟
“أنا الي عايز أفهم ليه تُعتبر جريمة إن أحب شخص مش علي هواكم وأعتبره قدوتي؟ فيها ايه لما اتكلم عنه او اتفرج عليه او حتي يكون عندي هوس بكل أعماله فين الجريمة فإن تكون مقابلته هي حلمي وإني أكون تلميذ من تلاميذه.”
“علشان أنت عارف كويس مين يبقي رماح.”
“لا مش عارف ومستينكي تعرفني.”
“أنت ازاي بتكلمني كدا؟”
” علشان كل الي بتقوليه وهتقوليه حجج فارغة ومالهاش عازة أنا مش فاهم يعني ايه الكارثة الي عملها لأبوكي علشان تمنعني إني حتي أقول اسمه في البيت ده.. بنبرة أسي محفوف بالشغف كملت: أمي متتصوريش أنا نفسي أقابل رماح ازاي, أمينة حياتي إني أشوفه بس وأنت كدا بتمنعني من إني أحلم حتي.”
تجاهلت كل الي بقوله ودارت وشها عنها بتدخل الاوضة بتقول: هعتبر إنك معملتش حاجة ولا قولت حاجة وأتمني إنها غلطة متتكرريش.
“يعني ايه غلطة متتكرريش؟ مش لما أكون غلطت فعلا.”
بصتلي وهي بترد علي بغضب: علشان أنت مش عارف هو عمل ايه؟
عليت صوتي وردت بعصيبة: لا عرفني عمل ايه؟ أقولك أنا عمل ايه؟ علشان حبها مثلًا؟ وفيها ايه؟ هو ماذنبيش ولا ارتكب جريمة وبعدين أنتِ بنفسك الي قلتي أنه مظهرش تاني في حياتها من يوم ما اتجوزت يعني احترم رغبتها في النهاية.. تعرفي؟ أنا متعاطف مع مرسال حقيقي لإنها سابت الشخص الوحيد الي كان يستحقها لشخص تاني ميستحقش منها شعرة, مكنش مفروض أحداث حكايتها تمشي كدا. حد غريب مكنش إلا طفرة دمرتلها حياتها ودمرتني أنا كمان, شخص لا معروفله عيلة ولا أصل وباسم مالوش وجود أصلًا في الدنيا دي, بسببه كنت مصدر للسخرية في مدرستي وفي النادي وفي كل مكان كنت بروح فيه, وفي أي مناسبة وأي اجتماع لما كان بيحضره بالنيابة عن عمر. كنت ديما بشوف نظرات من السخرية والضحك المتكتم في عيونهم, نظرات كانت بتخليني أتمني الموت في الوقت الي بكون فيه معه, بسببه كنت مضطر كل يوم اسمع سخرية أصحابي ..هه أصحاب.. أنا أصلا مكنش لي أصحاب لأن انعزلت عنهم كلهم بسببه , كل يوم كنت بكبر فيه كنت بقفل علي نفسي أكتر واكتر, كنت بتجنب أكلم حد, علشان مبقتش قادر أكون مادة تانية للسخرية ودلوقتي بتمنعني حتي من أبسط حقوقي فأني أحلم.. وعلي فكرة بقي رماح مارتكبيش جريمة لما حبها, الجريمة الوحيدة الي حصلت هو اختيارها لحد من البداية, أبوك هو الي اتدخل في حكاية مكنتش تخصه من الاول, هو كان مجرد حتة سواق عندها لا راح ولا جه…” ولسه يدوب مكملتش كلامي محستيش غير بأمي وهي بتضربني بالقلم والدموع في عينيها بتقول بنبرة بتتمالك فيها نفسها: أنت ولد متربتش.
مكنتش مستوعب, هو ده بجد, بصتلها وأنا مصدوم: أنتي بتضربني يا أمي؟!
“وأضربك تاني وتالت وعاشر علشان أنت ولد قليل الادب وكلمة واحدة تانية عن أبوي لا أنت ابني ولا أعرفك.. واعتبر الكلام الي بينا انتهي للابد .”
قولت وأنا ببصلها بصدمة: ماشي.
اتلجلجت في الكلام وهي بتسأل: م..ما..ماشي ايه؟
“ماشي علي الي قولتيه, لا أنا ابنك ولا أنتِ تعرفني.. أقولك اعتبرني مت أحسن.”
من كتر الصدمة مكنتيش قادرة تتكلم كانت بتبصلي بازبهلال والدموع متحجرة في عينها والكلمات منقطعة عند لسانها, تجاهلتها وروحت ناحية أوضتي وأنا عازم إني ألم شنطة هدومي بس بصراحة كنت متردد رغم كمية الغضب الي كنت فيها بس مجاش في بالي إني ممكن أسيب البيت فعلا, بمجرد ما دخلت أوضتي لميت هدومي كلها عالسرير وطلبت من دي بي تحطيهم في الشنطة وكنت من الناحية التانية بجمع, كل أدوات الرسم بتاعتي مكنتش فاهم ليه بعمل كدا رغم إني مكنتش ناوي أسيب البيت بشكل فعلي لحد ما لقيت بابا داخل علي الأوضة بملامح أول مرة أشوفها, ملامح عتاب ممزوجة بالحزم او البرود الممزوج بالغضب, مكنتش فاهم ولا قادر أحدد هو غضبان مني ولا علشاني, سبت الي كنت بعمله وأنا بقول بكل عناد: لو أنت هنا علشان تمنعني إني أمشي فانسي أنا خلاص أخدت قراري
رد علي بكل ثبات: ومين قال إني جاي أمنعك.. بالعكس أنا جاي أشوفك لو محتاج مساعدة في توضيب شنطك.
“ايه؟!!”
ابتسم وسألني بنبرة باردة: ايه ايه؟
“هو ايه الي ايه؟ أنت عادي بالنسبالك إني أسيب البيت؟”
ابتسم ابتسامة واسعة حسيتها مصطنعة وهو بيقول: طب وايه المشكلة؟ مانت كان عادي بالنسبالك إنك تهين مامتك وتجرحها بالشكل ده.”
“أنا معملتش حاجة غلط ولا قلت حاجة غلط انا واجتها بالحقيقة الي هي مش عايزة تشوفها.”
ربع ايده وبصلي بيسألني بسخرية: فعلًا؟ طب وايه هي بقي الحقيقة الي هي مش عايزة تشوفها؟
“الحقيقة الوحيدة إن حد غريب ماهو إلا مجرد زائدة من الزوائد الي مالهاش أي لازمة في العيلة بالعكس هو سبب كل المشاكل الي أحنا فيها, وأنا صغير خليني مجرد أداة لسخرية الناس وحتي لما كبرت خليني حتي أحلم في الظلام خلي أبسط حقوقي فأني أحقق حلمي جريمة تخلي أمي تتبري مني.. ودلوقتي بقيت ميت في نظرها علشانه.”
بصلي وسكت شوية وبعدين كملي: أنت معمي يا هادي وفي اليوم الي هتكتشف فيه الحقيقة هتندم بس أنا مش همنعك عايز تمشي أمشي أنت كدا كدا كنت عايز تسيب العيلة دي من زمان وأهي فرصتك جات.
“ومين قال إني عايز أسيبكم؟”
“كل تصرفاتك مش بتقول غير كدا.”
“بس يا بابا أنا…” ولسه يدوب مكملتش كلامي ولقيته اتقدم ناحيتي ولم باقي أدوات الرسم بتاعتي في شنطة وبمجرد ما قفل الشنطة بصلي وقالي: يمكن لازم الشارع يعلمك شوية.
“قصدك ايه؟”
“قصدي إني فشلت في تريبتك للاسف ويمكن تتربي شوية لو خرجت من بين أكنافي ودلالي وعرفت إن الله حق.”
أتضايقت وأخدت منه الشنطة بعصيبة وأنا بقول: أنا مش هقعدلكم في البيت ده ثانية واحدة. قلت كلمتي الأخيرة وأنا بلبس شنطة علي ضهري والتانية في ايدي وخرجت وسبت البيت بس قبل ما أتحرك عن البيت اكتشفت إني نسيت مفتاح الطاقة بتاع عريبتي, روحت علشان أجيبه بسرعة بس لسه يدوب بفتح الباب انتبهت علي أمي قاعدة في الصالة بتعيط وهي بتقول: أنت ازاي تسيبه يمشي يا عمر؟ افرض جراله حاجة دلوقتي.
بابا مردش أكتر من كونه كان بيحاول يهديها, بس للاسف كان بدون فايدة لأنها دخلت في حالة انهيار ما بين عياط وخوف وهي بتقول: طب افرض حصله حاجة ومعرفيش يتصرف.. وضعه ولا حاله هيبقي ايه؟ علشان خاطري يا عمر روح هاته أنا قلبي واجعني عليه, أنا خايفة عليه من بر, ابننا عمره ما كان له أي تعامل مع أي شيء أو حتي بني آدمين برا, هو يإما بين مرسمه يا جامعته يا بيت جدته هو حتي ميعرفيش طريق غير بيت جدته وجامعته هيتعامل ازاي ولا هيروح فين أصلًا.. عمر أرجوك روح هاته واتصرف معه زي مانت عايزه بس يكون تحت عيننا أنا مش هيهدلي بال غير لما ابني يبت الليلة في البيت..
نظرًا لالحاح أمي وعياطها, بابا استسلم وربت علي ايدها وهو بيقول: حاضر.. بس اهدي أنتِ بس الأول.
“مش ههده غير لما أشوف ابني.. هاتلي ابني يا عمر.”
قام بابا من مكانه وهو بيلبس الجاكت بتاعه وبيبص ناحية مريم وهو بيقولها: خلي بالك من مامتك لحد ما أرجع.
قال كلمته الأخيرة وقبل ما يتحرك ناحية الباب, كنت أنا بسابق خطواتي علشان أمشي, كان لازم أمشي, علشان اثبتلهم إني مش الطفل الي شايفينه, خرجت بر بوابة البيت خالص وقبل ما أبوي يشوفني ركبت أول “تيكونول” قدامي هي حاجة كدا شبه التاكسي زمان بس الفكرة إنها عربية من غير سواق بشري, والي بيتحكم فيها عن بعد شبكة بتدير كل عربيات التيكونول الي في كل حي وبتمشي علي حسب الوجهة الي أنا بحددها في مقابل مادي والي عبارة عن يا مقابل بالطاقة الي بتكون متخزنة في شرايح صغيرة بقدر معين او مقابل عملات معدنية بس مش أي معدن ده المعدن الي بتتصنع منه الروبوتس علشان يستخدموها في صنع روبوتس جديدة.
قبل ما أحدد وجهتي للمطار كان لازم أشوف مرسال قبل ما أمشي, أنا مش متخيل إني ممكن أسيبها أو أتخلي عنها يوم, بس أنا مضطر مضطر إني أمشي, الموضوع أكبر من خناقتي مع أمي ونقمي علي حد غريب الي كل حاجة بتحصل بسببه هو بس لوما وجوده في حياتي ..مستحيل كنت هأكون الشخص الضعيف الي أنا عليه والطفل في نظر أمي. يمكن لو مكنش موجود في حياتي يمكن كان هيبقي لي أصحاب, هيبقي لي تعاملات أكتر مع الي حوالي بدون ما يكون عندي فوبيا منهم, فوبيا من المواجهة والخوف إني أكون وسطهم لأكون عرضة لسخريتهم, بس كل ده مكنش الدافع إني أمشي ويخليني أضحي وأسيب مرسال يمكن السبب الأول كان انزعاجي من رؤية أمي لي كطفل مش قادر يواجه العالم الخارجي رغم بلوغي العشرين سنة حقيقي مفيش أبشع من احساس إنك تكون ضعيف غير قادر علي تحمل المسؤولية من وجهة نظر أكتر ناس قريبة منك, يمكن رغبتي في اثبات نفسي كان الدافع الأول بس كمان كان فيه دافع تاني موازي للدافع ده, وهو رماح.
أيوة رماح من زمان جدا وأنا بخطط للسفر لفرنسا علشان أدور عليه وأحقق حلمي بمقابلته وكمان أرجعه للساحة من تاني من بعد ما غاب عنها 35 سنة لأن أخر ظهور ليها كان في 2030 مش فاهم ليه بطل يطلع تاني وقرر ينسحب كدا فجأة رغم إنه في آخر عشر سنين كانت رسوماته ليها رواج كبير, كانت واقعية أوي بتلمس تجربته الحقيقية الي محدش يعرف عنها حاجة او نادرًا الي يعرفوا عنها بس أنا كنت فاهم رسوماته وبعرف أفك خطوط رموزه أنا من زمان جدا وأنا بتابع رسمه من أول لحظة عرفت فيها يعني ايه رسم لما كنت بشوف مرسال بترسم وحببتني فيه, في اللحظة الأولي الي قررت فيها أرسم وأنا ابن سبع سنين, لسه فاكر أول فيدو ليه وازاي شدني إني أفضل أسمعله, وأعيد وأزيد في كل لقاء ليه أنا من كتر ما بتفرج علي لقائاته أكتر من مئات المرات بقيت حافظ كل كلمة هيقولها وحافظ حكاية كل رسمة حكي عنها بتفاصيلها حتي بالتاريخ الي بدأ فيه رسمها والي خلصه فيه والي نشرها فيه واحصائيات وتتدرج نجاحها لدرجة إني بقيت فاهم رماح بيفكر ازاي والطريقة الي بيرسم بها وكل خط بيخطه بالفراشة او القلم واستخدامه للالوان الفاتحة في اماكن والغامقة في اماكن تانية والتتدررج في الالوان اوحتي تعمده لخلط الوان مش متناغمة مع بعض, رماح عمره ما عمل حاجة من فراغ وكل حاجة في رسوماته منغمس فيها حكايات وقصص كأنها قصص كاملة بتعبر عن نفسها من غير ولا كلمة, علشان كدا هو لازم يرجع للساحة تاني, لازم رسمه يفضل خالد ويكون مدرسة كاملة لكل الرسامين الحقيقين الي لسه بيحبوا الرسم بالفرشة والقلم بعيدًا عن اي تكنولوجيا وتتدخل من الالأت لأن عمرها ما كان فيها روح عمرها ما هتوصل المشاعر مهما كانت دقة احترافيتها. عدي الوقت والتيكونول وقف قدام بيت ستي, نزلت ولسه يدوب بدخل من البوابة انتبهت ليها قاعدة مع حد علي تربيزة في الجنينة وهي بتمدله صندوق قديم وبتقوله: ينفع تقرألي بقي.
ابتسم وهو بيفتح الصندوق: أنت حقيقي مملتش يا مرسال؟ أكتر من 45 سنة وأنت لسه بتخلني أقرألك الرسايل دي.
هزت راسها بالنفي وهي بتبتسم وبعدين بصتله وهي بتقول: ولسه هتقرألي تاني وتالت ألف مرة لحد ما نغيب عن الدنيا دي سوي وهيفضل قلبي يدق ويتنطط من السعادة زي أول مرة قرأتلي فيها رسايلك..أنت عارف ايه أكتر حاجة بتخلني مشدودة لك وأنت بتقرأ؟
ابتسم وهو بيبصلها: ايه؟
ردت وهي لسه بتبصله بنفس الابتسامة الواسعة: ثغرك الضاحك وأنت بتقرأ, بحب ابتسامتك وأنت بتقرألي وغمازتك القمر زيك دي, هدوء صوتك الي بيحسسني ديمًا بنعمة أمانك, كل ما ببصلك بحس إني أخدت حظي من الدنيا كله فيك.
أبتسملها وهو بيقبل ايدها وبعدين مسك الصندوق وطلع منه أول رسالة وهو بيقرأ:
من حد غريب إلي مرسال
أبلغك سلامي وأمينتي لك بالطيب والسلام إلي نهاية الأجل وذلك من بعد مقدمتك التي لم تسردها لي بعد ..
قاطعته مرسال وهي بتضحك: علي فكرة بقي دي كانت أول مرة أكتب رسالة ومكنتش أعرف بتبدوأها ازاي ده مش جهل ده قلة خبرة بس ثم كدا كدا أنت مكنتش هتقرأ المقدمة؟ صح صح؟
ضحك وهو بيقول: لا طبعا يا مراسيلي أنا عارف ده كويس , أكيد الموضوع قلة خبرة علشان كدا علي مدار كل الرسايل الي بعتيها مكنش فيها ولا مقدمة.
“قولها كدا تاني؟”
“هي ايه؟”
“مراسيلى.”
تدرجت ابتسامته للضحك المتواصل وهو بيقول: لسه زي مانتي ماتغيرتش أنا بقول حاجة وأنتي بتركزي علي حاجة تانية خالص.
حطيت ايدها علي خدها وهي بتبصله بابتسامة واسعة بتقول: يوغتي كميلة أنتي وضحكتك أجمل.
“أكبر مرواغة شوفتها في حياتي.”
“يلا بقي كملي.”
ابتسم وكمل قراءة وهو بيقول:
لكن لا بأس لا تهم المقدمات كثيرًا علي الرغم من رغبتي في قراءتها لتطيل مرسالك, فصدقًا كانت ابتسامتي تتسع للثغرين وأنا أقرأ وانتهت ابتسامتي بنهاية مرسالك, بغض النظر عما احتواه ولكن عيني كانت تتسع فرحًا برؤية خطوطك المتعرجة , وإجابة لما سألتِ, فلن أزيد علي رأيك سوي أن لدي نفس الرأي ولكن رغم أن الزواج ليس فرضًا إلا إنه خطوة لحياة أخري, حياة تشاركين فيها مع شخص آخر عالمك الخاص, عالمك الذي لم تُطلعِ عليه أحد حتي الاقربين لك, شخص تتخذين معه كل قرارتك التي ترددت فيها بالاسابيع حتي وإن تردد هو الآخر في حزم القرار ولكن علي الأقل لن تتردي وحدك. شخص تحظين معه بالحياة الدنيا وتسعيان معًا لتكونا معنا في خلود أبدي ما بعد الموت, أعلم أن النموذج الذي ذكرتِه للزواج يستحق أن يجعلك تخافين إلي حد كبير فما اُرتكب في حق تلك الفتاة جريمة لا تغتفر لا في دين ولا قانون دولي يسمح بهذا ولكن يا صغيرتي الأمر دائمًا يعتمد علي اختيارك إن أحسنتي إياه نُلت من الدنيا سعادة البدايات واختياره لك في الازمات مهما بلغ بينكما من مشاكل, وفي نهاية أعماركما ستحظين بشيخ كبير أشيب الرأس واللحية يحمل لك قلبًا كان و لازال وسيظل ينبض بحبك.
وفي ختام مرسالي إليك سأجيبك عن أول سؤال طرحيته: لا يهم أن تكتب لي مقدمة من الطراز الأول ولكن أطيلي حديثك معي فقط ليس لأجلي بالطبع ولا لأني أحب رؤية خطوطك المتعرجة التي تتشابك مع بعضها البعض ولكن كلما كانت هناك مساحة أكثر للكلام كان لك راحة ولي حظ أكبر بالحديث إليك.
ودومتي آمينة مطمئنة لقلبي أعني ولكل من حولك بالطبع.
خلص حد الرسالة الأولي وكانت مرسال بتبصله وهي بتقول بتضحك: كنت ليئم أوي وبتحاول توصل معاني مخفية من تحت لتحت.
ضحك بيرد عليها: وياريتك فهمتي وكأني كنت بكلم نفسي.. وأنت متعرفيش أنا قعدت قد ايه علشان أحاول أكلمك بشكل رسمي وأمنع نفسي من الي كنت عايز أقوله.
ابتسمت ابتسامة واسعة اتضيقت فيها عيونها وهي بتسأل: ليه كنت هتكتب ايه؟
“يعني كنت بحاول أمنع نفسي من أني اقولك, متجي نتجوز ونشوف موضوع طنط مديحة شبب ده بعدين, وبعدين يعني مش هتلاقي لا في أدب ولا أخلاق ابننا حد حتي اسألي جدي, مرسال بقولك ايه أنا بحبك وعايز نتجوز دلوقتي.”
ضحكت مرسال للدرجة الدموع وهي بتقول: وليه مكتبتش كدا؟
“كنتِ هتوافقي؟”
“لا بس الرسالة أكيد كانت هتقع في ايد بابا الأول وليلتنا مكنتش هتبقي معدية.”
ضحك ومعقبيش, بصتله مرسال وهي بتقول بنبرة هادية: بس عارف ايه الي لفت انتباهي في الموضوع.
“ايه؟”
” وفي نهاية أعماركما ستحظين بشيخ كبير أشيب الرأس واللحية يحمل لك قلبًا كان ولازال وسيظل ينبض بحبك. قالت كلمتها الأخيرة وهي بتشابك ايدها بايده وبتكمل: وأنا كمان كنت ولسه وهفضل بحبك.
ابتسملها وقبل ما يتكلم انتبه علي وجودي بيقول: هادي؟
ابتسملي بس أنا مكنش لي قدرة إني أردله نفس الابتسامة وتجاهلته وأنا بتقدم ناحية ستي بقبل ايدها وأنا بقول: وحشتني قولت أجي أشوفك.
“أنت عارف إنك بكاش كبير,أنا لسه شايفك مكملتش ساعة.”
قعدت قصدها وابتسملتها بقول: ذنبي ايه إنك كل شوية بتوحشني؟
ابتسمت وقالت: رغم إنك مرواغ كبير ومشاكس في الوقت نفسه وبتقطع نفسي إلا إنك بتوحشني كل شوية وبقعد قدام الساعة بستني الساعة 8 تجي علشان أشوفك.
“كنت متأكد إن قلبك بيحنلي برضو.”
ابتسمتلي وبعدين كملت كلامها: بس هي ايه الشنط دي؟ أنت مسافر؟
“ها؟ اه.. مسافر كدا كام يوم اغير جو وارجعلك تاني.”
“غريبة! مسافر كدا فجأة ودلوقتي؟ انت حتي ملمحتيش عن الموضوع رغم إنك معي كل يوم.”
“ها؟!”
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية مرسال كل حد 2)