رواية الشادر الفصل الثالث 3 بقلم ملك ابراهيم
رواية الشادر الفصل الثالث 3 بقلم ملك ابراهيم
رواية الشادر البارت الثالث
رواية الشادر الجزء الثالث
رواية الشادر الحلقة الثالثة
بصتلها جميلة بستغراب، قلبها دق بعنف لما سمعت كلمة “البرنس لقى اللي تشغله” لفت وشها بسرعه تبص على مكان حمزة، لقت مكانه فاضي ومش موجود، جف حلقها بسرعه، دقات قلبها بقت سريعه جدا، بللت ريقها وبصت لشاديه وسألتها بهدوء مصطنع:
– انا مش فاهمه قصدك ايه يا شاديه!
ضحكت شاديه بطريقه خليعه وقالتلها:
– اقصد ان البرنس دلوقتي بيتمرمغ في حضن البت زوزو، صحيح بت شاطره وعرفت توقعه
وقفت ثريا واتكلمت معاها بغضب:
– ما تحترمي نفسك يا بت انتي، انا اخويا ملوش في القرف بتاعكم ده
حركت شادية حواجبها بطريقه راقصه وقالتلها:
– واهو بقاله ياعنيا
حاولت جميله تتنفس بسرعه عشان تتحكم في دموعها ومتظهرش قدامهم وتفضح مشاعرها وغيرتها عليه، وقفت واتكلمت بصوت مكتوم:
– هو حر ويعمل اللي هو عايزه وانا مليش دعوه وخليكي في حالك بعد كده
وقفت ثريا وقالت لجميلة:
– متصدقيش يا جميلة الكلام بتاعهم ده، دي بت كدابه و حمزة اخويا بيحبك ومستحيل يعمل كده
ضحكت شاديه بسخريه وقالتلهم:
– والله لو مش مصدقيني، روحوا ورا الخيمة بتاع الفرح وانتوا تشوفوا كل حاجه بنفسكم
بعدت عنهم خطوتين وقالتلهم بسخرية:
– ولا بلاش تروحوا، اصلكم لسه صغيرين وميصحش تشوفوا الحاجات دي
ضحكت ضحكة خليعه ورجعت مكانها تاني. وقفت “جميله” وهي بتحاول تنظم أنفاسها، جسمها كله كان بيرتجف، ربتت “ثريا” على ضهرها وقالتلها بثقة:
– كدب يا جميلة.. صدقيني كلامها ده كله كدب، حمزة اخويا مستحيل يعمل كده
اتعصبت جميلة جدا، كانت عايزة تخرج كل اللي جواها في اي حد، عقلها كان رافض يصدق ان “حمزة” يعمل كده !، معقول حمزة يكون وصل للمستوى ده !! ، معقول حمزة يعمل علاقة محرمة مع واحده من الاشكال دي، اتكلمت جميلة مع ثريا بعصبيه:
– انا مش عايزه اسمع اسمه خاالص انتي فاهمه
بصتلها ثريا بصدمة، اتحركت “جميله” من مكانها عشان تمشي من الفرح، في اللحظه دي كانت بتحارب تساقط الدموع من عينيها، كان نفسها تروح بيتها بسرعه وتدخل اوضتها وتقفل عليها وتعيط وتصرخ وتخرج كل الوجع اللي جواها، قلبها كان موجوع اوي ومش قادره تصدق ان “حمزة” يعمل كده !! ، كانت حاطه وجهها في الارض وهي خارجه من الفرح عشان محدش يشوف الدموع اللي بتلمع في عينيها، فجأة خبطت في حد ظهر قدامها، رفعت عينيها لقت “حمزة” قدامها، مقدرتش تتحكم في دموعها اكتر من كده، دموعها انسابت من عينيها وهي واقفه تبصله.
اتصدم لما شافها بتبكي قدامه، قلبه خفق بشدة وكأن دموعها دي سهام بتخترق قلبه، هز راسه بزهول وسألها بقلق:
– بتعيطي ليه؟!
مردتش عليه، كانت بتبصله ودموعها بتتساقط قدامه، خفضت ووجهها في الارض عشان تتابع سيرها وترجع بيتها بسرعه، اتحركت من قدامه، مسك ايديها عشان يوقفها، بص حواليه لقى الناس حواليهم بيبصوا عليهم، جذبها من ايديها وخدها في جنب بعيد عن الناس، وقف وهو مصدوم من دموعها اللي مبتقفش، زعق فيها بغضب وقالها:
– ردي عليا.. بتعيطي ليه؟!.. في حد زعلك؟..في حد قالك حاجه تضايقك؟!
هزت راسها بـ لا وصرخت فيه وقالتله:
– ملكش دعوه بيا وخليك في اللي انت كنت بتعمله
بصتله بشمئزاز وكملت كلامها:
– انا مبقتش طايقه اشوفك قدامي، انا بكرهك، انت سامع، انا بكرهك وبتمنى اليوم اللي تموت فيه عشان اخلص منك
وقف يبصلها بصدمه وهو مش فاهم هي ليه بتقول كده، ايه اللي هو عمله عشان تبكي وتتكلم معاه بالطريقه دي وتقوله الكلام ده!!. كلامها وجعه اوي، عقله رافض يستوعب كل الكلام اللي قالته، كلامها فضل يتردد على مسمعه وهو بيبصلها، (مش طايقه اشوفك، انا بكرهك، انا بتمنى اليوم اللي تموت فيه واخلص منك) غلطت معاه المرادي اوي وتخطت كل الحدود، اهانته وهو اللي عاش عمره مفيش حد يقدر يرفع عينيه فيه، اتبدلت ملامحه في لحظة، بقى انسان تاني اول مرة تشوفه، اتكلم بصوت خالي من اي مشاعر:
– خلاص يا جميلة، لحد هنا وكل حاجه انتهت
قلبها دق بخوف لما قال كلامه ده وهو بيبصلها بقسوة، اول مرة تبص في عينيه ومتلاقيش نظرات الحب اللي اتعودت تشوفها دايماً ، اتكلم مرة تانيه بصوت قوي وقاسي:
– امشي من قدامي دلوقتي
وقفت تبصله بصدمة، صوته ارتفع اكتر وقالها بزعيق:
– امشي من قدامي دلوقتي انا اللي مش طايق اشوفك قدامي.. امشي
جسمها ارتجف بخوف واتحركت بسرعه من قدامه ورجعت على بيتها، وقف يلتقط انفاسه وبص للسما، كان القمر كامل وكأنه بيشهد على وجعه واهانتها له ولقلبه، ضرب على قلبه بقسوة وقال بغضب:
– ملعون قلبي، ملعون الحب، ملعون اي حاجه تزلني
بص حواليه يتأكد ان مفيش حد شايفه في اصعب لحظه في حياته، لحظة خروج روحه من جسمه، لانه كان بيعتبرها روحه وقلبه واجمل حاجه في حياته، لازم يعاقبها على اهانتها له، لازم يخليها تندم كل لحظة في حياتها على كل كلمة قالتها، لازم يخليها تتحسر وهي شيفاها مع غيرها.
مقدرش يرجع الفرح ويكمله، مكنش له نفس لاي حاجه، قرر يرجع على بيته ويقفل على نفسه، لازم يحاسب نفسه على غلطه وعلى حبه وقلبه اللي سلمه لواحده تجرحه بالشكل ده، لازم يخرجها من قلبه، لازم ينام الليلة دي وهو مبيفكرش فيها، ميتمناش انه يحلم بيها زي ما كان بيتمنى كل ليلة، لازم يدوس على قلبه ويخرجها من قلبه حتى لو اضطر انه يستئصل قلبه ويحط قلب غيره، بس المهم عنده دلوقتي انه لما يشوفها قدامه ميحسش بأي مشاعر.
رجع على بيته وهو بياخد اكتر من قرار وأولهم انه يخرجها من قلبه وحياته.
*****
صباح اليوم التالي.
صحت ثريا وفتحت عينيها على صوت زغاريد والدتها، استغربت ثريا وقامت بسرعه تشوف في ايه.
طلعت من اوضتها ولقت والدتها واقفه وبتضحك وفرحانه اوي، وحمزة واقف قدامها وبيبتسم بهدوء، قربت منهم واتكلمت بفضول:
– ايه الزغاريد اللي تفتح النفس ع الصبح دي، هي ايه الحكايه، هو انا نجحت قبل ما امتحن ولا ايه؟!
اتكلمت والدتها بسعادة:
– نجاح ايه اللي انا هفرح اوي كده عشانه، ما انتي في الاخر يا حسرة مش هيبقالك غير بيتك وجوزك
استغربت ثريا واتكلمت بفضول:
– ما انا مش فاهمه برضه، ليه الزغاريد دي كلها؟!
رد حمزة على سؤال اخته وقال بكل قوة وبرود:
– انا قررت اتجوز وهروح النهاردة اطلب ايد العروسه ونقرا الفاتحه
قفزت ثريا من السعادة وقالت بحماس:
– اخيراا جميله وافقت!
بهتت ملامح والدتها وهي بتزغر بعنيها لـ ثريا، اتكلم حمزة بغضب وصوت حاسم:
– مش جميله يا ثريا، جميله متنفعنيش خلاص
شهقت ثريا بصدمة واتكلمت بزهول:
– اييييه!!.. يعني انت عايز تقول انك مش هتتجوز جميله وهتتجوز واحده تانيه؟!
ارتفع صوت والدتها وقالتلها بغضب:
– ملكيش دعوه بالكلام ده يا ثريا
بهتت ملامح ثريا بحزن، خفضت وشها بالارض وقالت:
– حاضر.. ربنا يتمم بخير
بصلها حمزة باهتمام وهو بينتظر اللحظة اللي تبلغ فيها جميله بالخبر ده، كان نفسه يشوف جميله و رد فعلها لما تعرف الخبر.
اتحركت ثريا ورجعت على غرفتها تاني عشان تجهز وتروح الجامعه مع جميله.
*****
بداخل فيلا فؤاد المنصوري.
قعدت زوزو قدام زوجها فؤاد واتكلمت بثقة:
– انا كلمت البرنس امبارح وهو عايز يقعد معاك عشان يفهم نظام شغلك
هز فؤاد راسه بالايجاب وقالها:
– قوليله يجيلي المصنع واشوفه واتكلم معاه واتفق معاه على كل حاجه
هزت راسها بالايجاب، بصلها بعمق وسألها باهتمام:
– هو البرنس ده عنده كام سنه؟
بللت ريقها وردت بتوتر:
– يعني عنده حوالي ٢٨ او ٢٩ سنه
بصلها بترقب وقالها:
– يعني تقريبا قدك في السن او اكبر منك بسنه ولا حاجه
بصتله بتوتر وقالتله:
– قصدك ايه يعني مش فاهمه؟!
هز راسه بسخرية وقالها:
– مقصدش حاجه، انا بس بدردش معاكي شويه قبل ما اقعد معاه
عوجت زوزو فمها ولفت وشها في الجنب التاني، وقف فؤاد وقالها:
– انا هروح المصنع دلوقتي عشان عندي طلبيه لازم تطلع في ميعادها، ومش هعرف اجيلك بكره وبعده، هكون في البيت التاني
هزت راسها بالايجاب، بصلها فؤاد وسابها ومشي، اتنفست براحه بعد ما مشي، مسكت تليفونها واتصلت على كرم صاحب البرنس، ضحكت بطريقه خليعه اول ما كرم رد عليها، سمع كرم ضحكتها وعرف ان الجو امان، اتكلم معاها بفضول:
– ايه الجو امان؟
قامت وقفت تبص لانعكاس صورتها في المرايا باعجاب وهي بتسمع صوته، ردت عليه وهي بتضحك بطريقة خليعه:
– امان الأمان تعالى
ابتسم كرم بسعادة وحماس وساب شغله عشان يروح لـ زوزو ويقضي معاها بعض الوقت في غياب زوجها.
*****
بداخل الجامعة.
قعدت جميله تبص لـ ثريا بستغراب، ملاحظة النهارده فيها حاجه غريبة، متوتره وعينيها فيها لمعة دموع غريبة، طول الوقت بتبعد وشها عنها.
بصتلها جميله باهتمام وسألتها:
– في ايه يا ثريا!.. مالك النهاردة؟!
اتوترت ثريا وردت بتوتر:
– مفيش يا جميله
فكرت جميله وهي بتبصلها باهتمام؛ ممكن تكون ثريا زعلانه منها بسبب المشكله اللي حصلت بينها وبين حمزة في الفرح! احتارت جميله وخافت ان ثريا تكون زعلانه منها بجد، اتنهدت جميله بتعب وسألتها بنفاذ صبر:
– ما تتكلمي يا بنتي وقوليلي في ايه، مالك؟!
بصتلها ثريا بحزن، مش عارفه ازاي هتقولها خبر زواج حمزة من واحده تانيه، كان نفسها ان جميله هي اللي تكون زوجة اخوها، بس واضح ان حمزة خد قراره ومفيش رجوع، كان لازم تقول هي لجميله بنفسها الخبر ده قبل ما جميله تعرف من حد تاني وتزعل منها.
بصتلها جميله بستغراب. كانت حاسه ان ثريا في صراع مع نفسها، بللت ثريا ريقها واتكلمت بتوتر:
– في خبر عرفته الصبح ومش عارفه اقولهولك ازاي
بصتلها جميله بقلق وهزت راسها باهتمام تطلب منها تتكلم، اتكلمت ثريا بتوتر وهي بتبص لجميله بقلق:
– حمزة اخويا
بهتت ملامح جميله من الخوف اول ما سمعت اسم حمزة، خافت يكون جراله حاجه، بصتلها ثريا بحزن وكملت كلامها:
– حمزة هيتجوز
جميله فضلت تبصلها بدون اي رد فعل، عقلها كان بيستوعب اللي ثريا بتقوله ببطئ شديد، شويه بشويه بدأت تستوعب كلام ثريا، هزت راسها بزهول وهي مش مصدقه، بللت ريقها وقالت بصدمة:
– حمزة مين؟!
بصتلها ثريا بحزن وقالت:
– حمزة اخويا يا جميله.. صحيت الصبح على الخبر ده
بهتت ملامح جميلة، حاست بوجع غريب، معقول حمزة هيتجوز واحده غيرها، وفيها ايه يعني، مش هو ده اللي هي كانت عايزاه، كانت عايزاه يتجوز واحده تانيه ويبعد عنها، طب ليه هي زعلانه دلوقتي، ليه وشها بقى شاحب زي الموتى، ليه جسمها فيه رجفه غريبه، بدأت تشعر ببرودة في جسمها كله، في حاجه غريبه كانت بتحصل جواها.
وقفت ثريا تبصلها بحزن، ربتت على كتفها وسألتها بقلق:
– جميلة انتي كويسه؟!
بصت لـ ثريا وهي بتحاول تخفي مشاعرها ووجع قلبها، حاولت ترسم ابتسامه مزيفه على شفايفها، بس كانت واضحه جدا انها مزيفه، شفايفها كانت بترتعش جامد وهي بتحاول تبتسم، اتكلمت بصعوبه كبيرة وقالت:
– اه الحمدلله انا كويسه جدا
بللت ريقها وكملت كلامها:
– دا انا حتى فرحت اوي ان اخوكي اخيرا هيتجوز ويبعد عني ويسبني في حالي
بصتلها ثريا بعمق، كانت شايفه الدموع المحبوسه جوه عينيها، لمعت عينيها بالدموع كانت واضحه جدا، ارتجاف جسمها وشفايفها كانوا بيظهروا انها مش كويسه ابدا، خفضت ثريا وشها بحزن، حاولت جميله تغير الموضوع عشان متبكيش قدام ثريا وتكشف اللي جواها، اتكلمت جميله بصوت مبحوح:
– يلا احنا اتأخرنا على المحاضرة
هزت ثريا راسها بالايجاب، مشت جميله بخطوات واسعه وهي بتحاول تتحكم في دموعها.
*****
بداخل المنطقه.
حمزة دخل المحل بتاع الاسطي خيري الحلاق، كان الاسطي خيري عنده زبون تحت ايديه بيحلق له، وقف حمزة واتكلم بهدوء:
– سلام عليكم
بصله الاسطي خيري بقلق اول ما شاف البرنس في المحل بتاعه، رد السلام هو والزبون اللي عنده بتوتر، قرب منهم حمزة وقعد على الكرسي المقابل لهم، استرخي في قعدته وقال للاسطي خيري:
– عايزك في موضوع مهم لوحدنا ياسطى
بصلهم الزبون اللي كان قاعد بيحلق بتوتر وقام وقف قبل ما يكمل حلاقه وقال للاسطي خيري بتلعثم:
– طب انا هروح مشوار كده ع السريع وارجعلك تاني يا سطي عن اذنكم
خرج الزبون من المحل بسرعه ووقف الاسطي خيري يبص لـ حمزة بتوتر، اتكلم معاه حمزة بهدوء:
– اقعد يا سطي عشان نعرف نتكلم
قعد قصاده وهو بيبصله بقلق، عمال يفكر ياترى البرنس بنفسه عنده في المحل بتاعه ليه، ياترى في مصيبة ايه هتحصل.
حمزة بص للارض شويه بصمت، كان بيفكر جواه في اللي هو ناوي يعمله ده، مش مصدق انه ممكن يتجوز واحده تانيه غير جميله اللي عاش عمره كله يتمناها ويحلم بيها، كان حاسس ان اللي هيعمله ده هيعاقب بيه نفسه هو مش هي، لانه متأكد انه مش هيقدر يلمس بنت غيرها وكمان مستحيل يسمح ان اي راجل غيره يقرب منها، بس كان لازم يرد كرمته اللي جميله داست عليها، خد القرار بسرعه واصر عليه وكان واقف على التنفيذ، رفع وشه واتكلم من غير مقدمات وقال للاسطي خيري:
– انا طالب القرب منك في بنتك ياسطى خيري.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الشادر)