رواية الشادر الفصل الثاني 2 بقلم ملك ابراهيم
رواية الشادر الفصل الثاني 2 بقلم ملك ابراهيم
رواية الشادر البارت الثاني
رواية الشادر الجزء الثاني
رواية الشادر الحلقة الثانية
ضحك كرم بسخرية وقاله:
– ااه.. طب خليك انت بقى في الحب بتاعك يا عم الحبّيب وانا هروح اروق نفسي
بصـ له بدر بشمئزاز، مشي كرم في طريقه عشان يروح لشادية، البنت اللي معروفة في المنطقة ان أخلاقها مش كويسه وكل يوم عندها راجل شكل، بص بدر على بيت حبيبته واتنهد بتعب، هو حقيقي بيحبها، بس مش قادر يتغير عشانها، نفسه تقبل بيه وترضى على حاله ده، لكنه عارف انها عنيده ومستحيل هتوافق بيه وهتسيبه يتعذب بحبها طول حياته. زفر بتعب ورجع على مكتبة والده يقعد معاه شويه قبل ما يرجع البيت يرتاح.
*****
صباح اليوم التالي.
في بيت حمزة البرنس.
وقفت ثريا قدام المرايا اللي في صالة شقتهم وهي بتحط الحجاب على شعرها، كانت والدتها بتجهز الفطار وبتحطه على السفرة الصغيره اللي مكونه من اربع مقاعد، خرج حمزة من غرفته وقرب من والدته وقبل ايديها وهو بيقولها بحب:
– تسلم ايدك يا ست الكل، منتحرمش منك ابدا
ابتسمت والدته ودعتله من قلبها، قعد حمزة على السفرة الصغيره عشان يفطر وقعدت والدته جمبه وهي بتقول لـ ثريا:
– يلا يا ثريا تعالي افطري قبل ما تنزلي
ردت ثريا وهي بتنتهي من لف الحجاب بتاعها:
– مش هينفع يا ماما، جميله مستنياني تحت
خفق قلب حمزة لما سمع اسم حبيبته، بص لاخته وقالها:
– انتوا هتخلصوا محاضرات امتى النهاردة؟
ردت ثريا وهي بتقرب منه:
– عندنا محاضرة واحده بس النهاردة وبعدها هنروح نشتري حاجة انا وجميله
بصلها باهتمام وسألها:
– حاجة ايه؟!
ضحكت وردت بمرح:
حاجة بنات خاصة
عقد ما بين حاجبيه وبصلها باهتمام، مدت ايديها له بمرح وقالتله:
– ايدك بقى على ٥٠٠ جنيه لاختك حبيبتك
شهقت والدتها وقالتلها بفزع:
– ٥٠٠ جنيه ليه ان شاءالله
ردت ثريا بقلق:
– هشتري بيهم طقم جديد يا ماما
اتكلمت والدتها بغضب:
– طقم جديد ايه يا مفتريه! ، هو انتي مش لسه شاريه واحد الشهر اللي فات
ردت ثريا بحزن:
– يا ماما اللي اشتريته الشهر اللي فات ده كان عشان الكلية، انما اللي هشتريه النهاردة عشان فرح البت ضحى جارتنا، فرحها اخر الاسبوع ده
اتكلمت والدتها باعتراض:
– البسي اي حاجه من اللي عندك، ضحى دي مش من بقيت عيلتنا
اتكلم حمزة اخيرا وحسم الجدال بين والدته واخته:
– خلاص يا امي، خليها تشتري كل اللي نفسها فيه
قفزت ثريا من الفرحه وقبلت اخوها من خده وهي بتقوله بحب:
– ربنا يخليك ليا يارب يا اجدع واحن اخ في الدنيا
بصتلها والدتها بغيظ. طلع حمزة ٦٠٠ جنيه واداهم لـ ثريا وقالها:
– ٦٠٠ جنيه اهم، ٥٠٠ تشتري بيهم اللي انتي عايزاه و١٠٠ عشان تركبوا تاكسي وانتوا رايحين وانتوا راجعين
ابتسمت ثريا بسعادة وشكرت اخوها وخدت شنطتها وجريت بسرعه على تحت، بصتله والدته وابتسمت وقالتله بحنيه:
– ربنا يخليك لينا يارب يا حمزة، عوضتنا عن المرحوم ابوك، بس كده الحمل تقيل عليك اوي يابني
ابتسم حمزة وقبّل ايد والدته وقالها:
– انا عنيا ليكم يا ست الكل
اتنهدت والدته واتكلمت برجاء:
– مش ناوي تفرحني بيك بقى يا حمزة، نفسي افرح بيك يابني واشوف عيالك
ابتسم بحزن وبص قدامه وهو بيفكر في جميله وقال:
– كل شئ بأوانه يا امي، بس انتي ادعيلي
بصتله والدته وقالت وهي بتدعي:
– ربنا يصلح حالك يابني ويهديكي يا جميله يا بنت صفاء وتحني على الواد
ضحك حمزة ورفع حاجبه وهو بيبص لوالدته، ضحكت والدته وقالتله:
– ان شاء الله هتبقى من نصيبك، جميله بتحبك من وانتوا صغيرين، بس بتدلع عليك شويه
بص قدامه وهو بيفتكر ملامحها الرقيقه، وعيونها اللي بتسحره وبتاخده لعالم تاني، صوتها اللي اول ما بيسمعه قلبه بيدق بعنف، اتنهد بتعب وقال:
– تدلع براحتها انا مستعد استناها لاخر العمر.
*****
عند ثريا وجميله وهما ماشين في الطريق للجامعة.
اتكلمت ثريا مع جميله بحماس:
– حمزة اداني ٦٠٠ جنيه، ٥٠٠ للطقم اللي هشتريه و١٠٠ عشان نركب تاكسي واحنا رايحين واحنا راجعين
اتكلمت جميلة بغيظ:
– فلوس التاكسي انا هدفع نصها، مش هركب كمان على حسابه
ردت ثريا بحزن:
– ليه بس كده يا جميلة!، والله انتي حرام عليكي، مطلعه عين اخويا معاكي
وقفت جميله وبصتلها بغيظ وقالتلها بقوة:
– ثريا.. انا قولتلك ١٠٠ مرة متدخليش اخوكي بينا، خلينا اصحاب عادي وملكيش دعوه بأخوكي
بهتت ملامح ثريا بحزن وقالتلها:
– يا جميلة حمزة بيحبك بجد
بصت جميلة قدامها بشرود وردت بحزن:
– عارفه
رجعت بصت لـ ثريا تاني وقالتلها:
– بس قوليلي هعمل ايه بالحب ده لو جراله حاجه ولا مات في خناقه من اللي بيدخل فيهم كل يوم والتاني
شهقت ثريا بفزع وقالتلها:
– بعيد الشر عليه، ربنا يخليهولنا ويحفظه، متقوليش كده تاني يا جميلة
تلألأت عين ثريا بالدموع، وقفت جميلة قدامها ربتت على ضهرها بحنان وقالتلها:
– معلش يا ثريا مش قصدي، بس انا قولت كده من غيظي ومن خوفي عليه، انتي متعرفيش انا بحس بإيه كل لما بسمع انه في خناقه، قلبي بيبقى هيقف من الخوف عليه
اتبدلت دموع ثريا بابتسامه وقالتلها:
– يعني انتي كده بتحبيه اهو يا جميلة!
اتوترت جميلة بعد اللي قالته من غير ما تشعر، بصت حواليها بتوتر واتكلمت بغيظ:
– احنا اتأخرنا على المحاضره
كملت طريقها ومشيت، وقفت ثريا تبصلها وتبتسم بسعاده، دعت من قلبها ان ربنا يهدي اخوها ويحنن قلب جميلة عليه.
*****
في مكان تاني..
بداخل حي سكني للاغنياء.
فيلا المنصوري، صاحبها “فؤاد المنصوري” تاجر اخشاب كبير وبيملك شادر اخشاب ضخم وعدد من المصانع ومحلات بيع الأثاث المنزلي.
بيسكن في الفيلا دي مع زوجته التانيه، متزوج منها عرفي على مراته الاولى ام اولاده من غير ما تعرف.
تليفونه رن وهو نايم جنب زوجته التانيه على السرير، رد على التليفون وقام من جنبها بفزع وهو بيسمع اللي بيكلمه وهو بيبلغه ان شادر الخشب بتاعه اتحرق وكان فيه خشب بـ خمس مليون جنيه، اتنرفز وفضل يزعق ويصرخ بالتليفون، قربت منه زوجته وربتت على ظهره وهي بتحاول تهديه، قفل التليفون بغضب وهو متنرفز جدا، سألته زوجته بقلق:
– في ايه يا فؤاد؟!
اتكلم بعصبيه:
– شادر الخشب بتاعي اتحرق والبهايم اللي مشغلهم عشان يحرسوه مش عارفين مين اللي عمل كده!
اتنهدت زوجته وقالت بهدوء:
– ولا يهمك يا فؤاد.. فداك اي حاجه
رد عليها بنرفزه:
– فدايه ايه بس!، دا الشادر كان فيه خشب بـ خمسة مليون جنيه
بعدت عنه وهي بتبصله بغيظ، كان نفسها تقوله “وايه يعني خمسة مليون جنيه عندك!، ما انت عندك ملاين قد كده ملهمش اول من اخر” بس مقدرتش تقوله الكلام ده وحاولت ترسم على ملامحها الخوف عليه وعلى فلوسه، فلوسه اللي هي عارفه انه لو مات من الصبح مش هتطول منها حاجه وده كان اهم شرط اتفق عليه معاها يوم ما اتجوزها بعد ما كانت بتشتغل في نادي ليلي، شافها وعجبته، لقاها بنت فقيره واصغر منه بحوالي ٢٥ سنه، عرض عليها الزواج عرفي وفي السر، مقابل انه يعيشها العيشه اللي بتتمناها ويأمن حياتها بكام الف في البنك.
وقفت تفكر شويه واتكلمت بهدوء:
– على فكره انا اعرف واحد تقدر تسلمه حراسة الشادر بتاعك وانت مطمن ٢٤ قيراط
بصلها بستغراب وسألها:
– مين الواحد ده؟.. وانتي تعرفيه منين!
اتوترت من سؤاله لكنها قدرت تحافظ على هدؤها وقالتله:
– اسمه البرنس.. حمزة البرنس ابن منطقتي وكبير المنطقه كلها دلوقتي والكبير والصغير بيعمله الف حساب، عنده رجاله كتير وهو الوحيد اللي هيقدر يحمي الشادر بتاعك والبضاعة اللي فيه ومفيش مخلوق هيقدر يقرب من شغلك بعد كده لو بقى هو المسؤول عن حماية الشادر والمصانع والمحلات بتاعتك كلها
بصلها بتفكير وقالها:
– وده اوصله ازاي؟
اتكلمت بثقة:
– انا هكلمهولك واشوف ايه دنيته
اتنهد بملل وقالها:
– وانتي هتشوفيه امتى عشان تكلميه؟
ردت بتأكيد:
– فرح ضحى بنت خالي اخر الاسبوع ده وهو وكل المنطقة هيبقوا في الفرح، هشوف ايه دنيته واكلمهولك
هز راسه بالايجاب وهو بيبصلها، مسك ازازة فيها مشروب مستورد وحط شويه في الكاس وهو بيضحك بسخرية وقالها:
– والله فيكي الخير يا زوزو.. الفلوس والعز اللي انتي فيه دلوقتي منسكيش المنطقه اللي جبتك منها
بهتت ملامحها من طريقته المستفزه اللي بيعايرها بيها دايما؛ انها من منطقه شعبيه ومن طبقه اقل من متوسطه، بصتله بغيظ وردت ببرود:
– اصل انا اصيله وبنت اصول يا فؤاد، عشان كده مستحيل انسى اصلي
ضحك بسخريه استفزها اكتر، بصتله بغضب وطلعت على غرفتها فوق، قعد يشرب وهو بيفكر مين اللي حرق شادر الاخشاب بتاعه.
*****
بعد ٣ ايام.
اتعلقت الانوار الملونه والزينه في المنطقه كلها، ضحى بنت المنطقه فرحها النهارده على شاب من المنطقه وبيشتغل مع حمزة البرنس.
الفرح بدأ الساعه ٨ بالليل، الانوار اشتغلت والفرقه الشعبيه اللي بتحي الفرح بيرحبوا بالمعازيم، حمزة البرنس قاعد وسط الرجاله، له مكان مخصص له وقعد جمبه على اليمين بدر صحبه ابن عم مهران صاحب المكتبه، وقعد على الشمال جمبه كرم صحبه وقعد حواليهم رجالة المنطقة الكبار في السن والشباب.
الفرح كان مقسوم نصين، الجانب اليمين قاعد فيه الرجال والجانب الشمال قاعد فيه الستات.
دخلت جميله الفرح وهي لابسه فستان اسود رقيق جدا وعليه حجاب فضي، ودخلت معاها ثريا وهي لابسه فستان لونه ازرق وعليه حجاب ابيض.
كالعادة قلب حمزة دق بعنف اول ما شافها وهي داخله الفرح، عينيه اتعلقت بيها من اول لحظة دخولها، الوحيدة اللي بتقدر تحرك قلبه ومشاعره بمجرد حضورها لاي مكان هو موجود فيه.
كان بدر قاعد جنب حمزة وحالته متفرقش كتير عن حالة حمزة، عينيه كانت متعلقه بـ ثريا، خطفت قلبه بطلتها، تخيلها عروسته، كان نفسه يكلم حمزة ويطلبها منه، لكنه كان عارف انها هترفضه قبل رفض حمزة، وهو نفسه كان في حيرة، خايف يربط حياتها بحياته وفي نفس الوقت مش هيقدر يستحمل فكرة انها تكون لغيره.
كرم صاحبهم التالت كان في عالم تاني، كانت عينه على كل الستات والبنات اللي في الفرح.
دخلت جميله الفرح وهي بتحاول تتجاهل النظر اتجاه حمزة، قعدت في الصف الاول قدام العريس والعروسه، ثريا قعدت جنبها وهي كل شويه تبص اتجاه بدر، جميله بصتلها بغضب وقالتلها:
– ما تمسكي نفسك شويه يا بت انتي الناس هياخدوا بالهم
بصتلها ثريا واتكلمت بطريقه دراميه:
– معلش اصل الحب بهدله، معذوره اصلك مجربتيش الحب
رفعت جميله حاجبها وبصتلها بغيظ، ضحكت ثريا وشاورت بإيديها انها هتسكت.
عند حمزة وهو قاعد مع الرجاله، قرب منه واحد من رجالته واتكلم معاه بهمس وقاله ان زينب بنت عمة العروسه واللي معروفه بـ زوزو طالباه في موضوع مهم ومش عارفه تقرب وسط الرجاله عشان تتكلم معاه، بص حمزة اتجاهها ولقاها واقفه تبصله وكانت لابسه فستان احمر والكم بتاعه شفاف وحطه طرحه شيفون على شعرها وشعرها كله كان ظاهر من تحت الطرحه، بصلها حمزة شويه بتفكير، هو طبعا عارفها وعارف اخلاقها وعارف انها كانت شغاله في نادي ليلي وانها دلوقتي متجوزه عرفي من راجل كبير في السن بس راجل غني ومقعدها في بيت نضيف وفي منطقه راقيه، قام وقف بكل هيبه واشار لها براسه انها تيجي وراه.
وقفت شاديه اللي كرم مصاحبها وبيروحلها بيتها تتابع اللي حصل بين حمزة و زوزو، شادية فكرت ان في حاجه بتحصل بين حمزة وزوزو وطبعا هي عارفه زوزو واخلاقها اللي تشبه اخلاق شاديه وعشان كده مكانتش مستغربه، بس كانت مستغربه ان حمزة البرنس يعمل كده والمنطقه كلها عارفه انه بيحب جميله بنت الاستاذ محمود ومتعلق بيها وعمره ما بص لاي واحده غيرها، رغم ان كل بنات المنطقه عينهم عليه وبيتمنوا بس نظرة منه واولهم شاديه اللي حاولت كتير توقعه بس مقدرتش عليه.
شاديه اتغاظت ان زوزو قدرت توقع البرنس اللي هي مقدرتش عليه وفكرت تخربها على دماغهم وراحت عند جميله ووقفت قدامها وهي بتبصلها بسخرية.
جميلة اتنهدت بغضب لما شافت شاديه وسألتها بملل:
– خير يا شاديه عايزة ايه؟!
ضحكت شاديه وهي بتضغط على اللبانه في بؤقها بستفزاز وقالتلها:
– كنت عايزة اقولك متشوفيش نفسك علينا اوي يا ست جميله، خلاص راحت عليكي والبرنس لقى اللي تشغله وتدوس عليكي
بصتلها جميلة بستغراب، قلبها دق بعنف لما سمعت كلمة “البرنس لقى اللي تشغله” لفت وشها بسرعه تبص على مكان حمزة، لقت مكانه فاضي ومش موجود، جف حلقها بسرعه، دقات قلبها بقت سريعه جدا، بلت ريقها وبصت لشاديه وسألتها بهدوء مصطنع:
– انا مش فاهمه قصدك ايه يا شاديه!
ضحكت شاديه بطريقه خليعه وقالتلها:
– اقصد ان البرنس دلوقتي بيتمرمغ في حضن البت زوزو، صحيح بت شاطره وعرفت توقعه.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الشادر)