رواية غيبيات الفيروز الفصل الثاني عشر 12 بقلم مروة البطراوي
رواية غيبيات الفيروز الفصل الثاني عشر 12 بقلم مروة البطراوي
رواية غيبيات الفيروز البارت الثاني عشر
رواية غيبيات الفيروز الجزء الثاني عشر
رواية غيبيات الفيروز الحلقة الثانية عشر
لا يعرف ان كان الاهتمام الذي زرع الأن في قلبه نحوها مقترنا بالانتقام،أم هي الصدمه التي لم يتحملها عقله حول خطورة سقوطها،لا يعرف ان كان حملها هو الأحل ألامثل و أن يكون معها هادئا،أو ينتظر منها ردات فعل خاطئه،ربما لو ظهرت خيانتها الكامله سيفقد ثباته مثل ما حدث في الحلم تماما،و لكنه استيقظ منه علي وجودها أمامه و ما طمأنه هو عدم وجود والده في المنزل بوقتها،لأنه لو كان استمع الي صوته و هو يلهث في أحلامه لكان أكد عليه حقيقه الحلم و كان سيصدقه لأنها استطاعت في ظل هذا الحلم أن تنتزع قلبه و لعل أقسي ما كان في هذا الحلم هي تقبلها وداعه و الخلاص منه،للمرة الأخيرة يقتنع بحديث والده عنها فهو ابنه الذي يحمل كله جيناته و أورثه الشك تماما.
ذهب بها الي المشفي و هاتف نور ليأتيه و ما ان علم نور بما صار حتي صاح بغضب
-انت اتجننت يا ريحان هتتجوزها ازاي؟أبوك رافض.بلاش غضبك يعميك و تشك فيها.و بعدين انت مالك تساعد ناشد و لا ما تساعدوش؟
كان ريحان هو الأخر يمتلكه الغضب و لكنه حاول السيطرة علي نفسه
-لو محترمه مش هتساعد مجرم. و بعدين انت مالك أتجوزها و لا متجوزهاش هو انت كنت ولي أمرها؟و بعدين لو علي بابا أنا هقنعه خصوصا لو عرف اني بنتقم.
لمحهم من علي بعد الرائد عصام حيث أنهم موجودين بالمشفي العسكرى ليقترب من خلف ريحان و يستمع اليه و هو يتحدث ليتعجب من لهجته فهو لم يكن يوما ما يستخدم النساء في أي انتقام
-ايه مين اللي بيتكلم معلش؟ده يا ما ستات اترموا تحت رجلك علشان تستخدمهم وسيله للانتقام من أي حد و تمشي أمورك و انت بترفض .
التفتت اليه ريحان و هو ينظر بحده و يزفر بحنق متوعدا لعصام
-يعني هتكون أحن علي واحده من جوزها؟أنا هبقي جوزها يا عصام. و ممنوع تدخل في أي موضوع يخصها. و لا تحب تخسر ترقيتك اللي جايه؟
نفخ عصام بضيق ثم سأله
-يعني أنا لو اتكلمت معاك كصاحب تهددني الترقية؟يا أخي ملعون أبو الترقيه. بس انت ما تخسرش نفسك و لا تخسر اللي بيحبوك.أصل هتستفاد ايه؟
هز ريحان رأسه بالرفض قائلا
-مش هستفاد حاجه.من امتي أنا و انت اصحاب يا عصام؟هقولك من يوم ما هي جت القسم و عرفت اني عارفها.طول عمرك مش مستقيم.
كان نور يفكر بوضع فيروز الأن فسأل ريحان و هو ينظر نحو غرفه الكشف
-أومال الدكتور اتأخر ليه؟المفروض يخرج من بدرى.البنت جوه و مش معاها حد غير الممرضات.انت ما بلغتش والدتها ليه؟و هي ازاي مش مستغيباها لحد دلوقتي؟
ابتسم ريحان بسخريه
-يمكن نامت أصل الست صفا بتبقي مطمنه علي بنتها و هي معايا .تخيل من ساعه كلامي مع ناشد دخلت شقتها و لا كأن كان في حرب .
تعجب نور
-نامت!!!تنام ازاي و تسيب بنتها .انت متعرفش عملت ايه و هي عند أمي حتي اسأل عمتك وجدان.دي قعدت تعيط خصوصا لما عرفت ان جارهم تبع ناشد.
ابتسم ريحان ابتسامه خفيفه و لكنه من داخله يحترق نعم الجار هو الكمين الخاص بفيروز و ناشد و تم اكتشافه علي يد صفا لذلك كانت تريد السفر.
-يا عم جار مين و بتاع مين ما هو سافر و أكيد مش راجع تاني و بعدين معني كلامك أن الست صفا مش بتقلق علي فيروز و هي معايا.
واستطرد
-يلا خد عصام و مع السلامه. و متنساش تبلغ زينب و أمي باللي حصل و أنا هتصل بوالده فيروز تيجي تشوفها بعد الأشعه و التحاليل..
هز نور رأسه و هو يسحب عصام من ذراعيه
-ماشي يا ريحان سلام.متنساش تتصل بالست صفا.و خلي بالك من فيروز دي أمانه مش لعبه في ايدك اعتبرها أختك زينب أو والدتك ماما ريحانه.
نظر في أثرهما بحقد و كانت النظرات تخص عصام ليحدث نفسه
-سلام.شكرا يا نور انك وضحت الرؤيه كده بقي فيروز هانم انكشفت.أنا قلت نظرات جارهم مكنتش عاديه الهانم عايشه قصه حب الراعي الرسمي ليها ناشد.
*****
لا يدرى أمن الصحيح بعد ما انكشف سرها أن يواجهها أو فقط يبتعد بقلبه و عقله و لا يصدقها في شئ تقوله،نعم سيختار البعد بقلبه لأن كل همه لم تكن هي،دلف اليها في حجرة الكشف و سألها عن وضعها فأومأت برأسها أنها بخير بينما هو يقف علي يسارها ينظر اليها يود فتح باب عقلها ليرى ما به من أسرار ليجدها تنظر اليه و ضوء ينبثق من عينيها الفيروزيه كان يخترق الستار الذي وضعه بينه و بينها حتي لا يضعف أمامها أما عن عينيه فكانت كالنافذه الزجاجيه تلمع أمامها و لكنها تراها مغلقه أمامها من كل الاتجاهات، استدار ليجلس أمامها يرتشف من كوب الشاي الذي طلبه ببطء،ليدق قلبها من نظراته و هي تنظر له بتساؤل ما الذنب الذي تحمله لكل هذا لينطق أخيرا قائلا
-ممكن نتكلم؟
**********
علي الجانب الأأخر عندما خرج عصام و من بعده نور نظر نور اليه بضيق قائلا
-انت هتسمع كلامه و تشيل ايدك من الموضوع و هتسيب فيروز في ايده.يا ابني انت مش فاهم حاجه ريحان غبي و شكاك ممكن يقتلها .
هز عصام رأسه بالرفض قائلا
-لا طبعا مش هسيبها.بس حاليا لا أنا و لا انت هنقدر نعملها حاجه.هي بتحبه و هو بيحبها أضعاف ما بتحبه يمكن الحب يغيره من ناحيتها.
اتسعت حدقه عيني نور بذهول قائلا
-يعني ايه هنستني لما يعرف انها مخلصه له مش لناشد. طب مش هتستبعد ان ناشد ممكن يشعلل النار بينهم و يوديها ورا الشمس أنا مش فاهمك.
رد عليه عصام بثبات قائلا
-ما هو احنا لازم نعرف الحدودته من أولها ايه اللي دفع ريحان يطلبها و هو متأكد من رفض والده ليها هو في دماغه ايه؟ناشد عمل معاه ايه.
**************************
رحل الجميع عنها بحكمه الباغض عليها لم تجد بعد الأن شجاع و لا قوى و لا حارس يحميها و هو اتخذ وضع الجبان معها و هي أصبحت مثل الضعيفة أمامه، و لم ينفعها والدها و لا حاشيته ،فوالدها حاكم قتل طفله مثل ما يريد هو قتلها،فهو يبحث عن أي معضله للفتك بها،والدها مثل المزارع الذي وضع بذرة بها شوائب لا يمكن لها أن تزدهر يوما ما،محاها بالكامل، ليكتب لها عهد جديد مع شخص مريب
-احنا هنبدأ من جديد.
قالها ريحان بنبرة سخريه و عيناها تحمل كل أنواع الطغيان،كانت ضيقه مظلمه من انكسار قلبه،عاد ليقف خلفها كالتمثال ينظر لها نظرات صارمه، و يخبرها بأنه يريد كتابه عهد جديد معها،عهد الطغيان.
دلف الطبيب في هذه الأثناء ليخبرهم بحالتها
-أنا شفت نتيجه الأشعه الوضع مش خطير و لا حاجه هي وقعه بسيطه بس محتاجه اهتمام و رعايه.عرفت من الأنسه ان فرحكم قريب ياريت يتأجل شويه.
ابتسم ريحان بسخريه و رد علي الطبيب بجمود
-هنمشي علي خطه العلاج كويس و مفيش تأجيل و لا حاجه بالعكس هي بتسألك لأنها مستعجله.شاكرين أفضالك يا دكتور.تقدر تتفضل .
خرج الطبيب ليلتفت اليها ببرود
-ارفعي كتف البلوزة اللي انتي لبساها دي ايييه فرحانه باكتافك و الدكتور الزفت ده عمال يبص عليكي مش كفايه الأشعه و كمان راحه تقوليله يطلب تأجيل جوازنا؟
نظرت اليه بعدم فهم و من ثم أردفت باندهاش
-ايه انت بتقول ايه.كتف ايه و فرحانه ايه الدكتور محترم علي فكرة انت اللي خيالك واسع و بعدين هو سألني انتي متجوزة رديت و قلت قريب.
نظر اليها بصرامه
-اللي تاخد و تدي بالطريقه دي تبقي انسانه مش محترمه واحده غيرك كانت خجلت من نفسها و أنا بواجهها طب بلاش دي انتي مش ملاحظه ان حماله الزفت البراه باينه.؟
نظرت فيروز سريعا الي كنزتها و رفعت أكتافها سريعا و ردت عليه بصوت مرتفع غير عابئه به و بوضعه و أين هي فقد ضربت الدماء رأسها
-ده أنا محترمه غصبن عنك.انت مفكر نفسك مين علشان تتكلم معايا بالطريقه دي لا فوق أنا صحيح بنت ناشد بس ده مش يقلل من قيمتي.
-خلاص طالما انتي شايفه كده اثبتي كلامك أتصل بالمأذون حالا و نكتب كتابنا دلوقتي و تطلعي معايا من هنا علي بيتنا في قصر زيدان .
تنهدت بضيق و قالت و هي تسحب نفس عميق
-هاته يطلب ايدي زى بنات الناس يا ابن الناس.مش انت عندك أخت برضه و يوم ما نور يفكر يتجوزها هيجي هو و أمير أبوه يطلبوها ؟
ثم استطردت بتذمر
-ده اللي لازم يحصل يا ريحان باشا.لو أختك هتقبل تتجوز في المكتب و تتصل بيكم و تقولكم أنا روحت مع جوزى لبيت أهله ؟طبعا لا.
-ما تقدرش كنت قتلتها و قتلته بس أختي زينب ما بتعملش زيك يا فيروز هانم.أختي واضحه و صريحه.حتي في حبها الكل فاهم هي عايزة ايه.
قالها و هو يتخيل أن زينب تفتعل بهم هذا الشئ لتهز رأسها بانكسار و تنخفض نبرة صوتها
-مستحيل تفهم أنا عايزة ايه لأنك ما عيشتش اللي أنا عيشته.أنا عيشت كمريضه نفسيه و يوم ما صدقت أعيش حياتي الطبيعيه ظهرت انت.
غير صحيح أن تفتح جراحا أغلقت حاولت النهوض لتفشل و هو ينظر لها نظرات يغيظها بها أنها محتاجه له لتستطرد
-حطيت علي جرح ملح المرة دي يا ريحان.كنت مفكراك هداوى قلبي بس للأسف في كل فرصه بتحاول تحرقه و تكرهني فيك و أنا لو كرهتك يبقي سلام.
مد يده اليها و هو ينظر لها بتحدي
-ايه سلام دي هتهربي؟بس هتروحي فين؟و يا ترى هتبلغيني زى ما بلغتيني النهارده و لا هتهربي سكيتي؟و يا ترى البيه جارك هيهرب معاكي؟
شعرت بالارتباك لأن هذا الجار صارحها بحبه و لكن من أين علم ريحان بذلك أيراقبها؟ حاولت أن تخرج من ارتباكها حتي لا يشك بها أكثر و لكنه لاحظ ذلك ليستطرد
-بقي تقوليلي ماشيه و مش هشوفك تاني و هخرج من حياتك و ألاقي البيه المحترم في نفس الوقت ماشي قبلك .طبعا بيسبقك.لا و لو كنت مشيت مكنتش هشوف ناشد.
ردت عليه لتبرئ نفسها كالطفله أمامه
-ما هو كان ماشي أصلا لما رفضت عرضه.صدقني أنا مفيش بيني و بين حاجه غير انه مجرد جار لينا من تاني يوم ما سكنا هنا و كان غريب زينا.
-هعديها يا فيروز زى ما بعدي كل شكوكي فيك بس بمزاجي بس يمين بعظيم لو ثبتي ليا العكس هوريكي النجوم في عز الضهر أنا ريحان الجمال.
واستطرد بجمود
-و بكره مش النهارده علشان ضهر سيادتك يرتاح هجي أنا و والدي و العيله نطلب ايدك رسمي و حذارى تطولي لسانك قدام أبويا مهما ان قال.
نظرت له بفرح شديد لدرجه أنه استغرب فرحتها و السعاده التي كانت تتراقص في عينيها
-بجد يعني زيدان باشا الجمال هيشرفنا و يطلب ايدي بنفسه.ياااه يا ريحان ده حلم اعتقدت انه عمره ما يتحقق بس طالما انت قلت يبقي هثق في أحلامي.
هز رأسه بهدوء شديد
-يلا علشان أروحك بدل ما أتصل علي والدتك و أقلقها عليكي و يحصل حاجه و هي بتحاول توصل لنا. و فهميها انها واقعه بسيطه لأنها فعلا كده.
-لا مش بسيطه يا ريحان و علي فكرة أنا منتظرة علاجك ليا بعد جوازنا.عايزاك تعالجني صح و بحنيه ده أنا بنت ضعيفه و رقيقه و انت مش حاسس بيا.
ابتسم رغما عنه،أما هي فكانت تود أن تسلط لسانها جيدا عليه،لو كانت قادرة لوبخته وصفعته و لكنها اختارت مراوغته كرد فعلا من انفلات لسانه السليط عليها،
-مستعد أحس بيكي.
أرادت أن تحتفظ بموقفها الناعم معه،و هذا ليس أمر العقل فقط بل أمر القلب الذي طلب منها فض النزاع،فنظرت اليه بلوم كأنها تعاتبه علي غروره
-ممكن نأجل فرحنا بعد أسبوعين.
كانت في تلك اللحظات تمسك بيده و هي تبتسم بخبث ليومأ برأسه بقبول طلبها لتحدث نفسها
-هوريك يا ريحان النجوم في عز الضهر في خلال الأسبوعين دول و لو مقدرتش لينا حساب تقيل أوى بعد جوازنا سد انت بس معايا يا ريحان قلبي.
لم تكن تتحدث بصوت مسموع أو حتي هامس لكي يسمعها و لكن كان يتابعها من نظرات عينيها التي كانت بمثابه نافذه لداخلها كان يشاهدها بسعاده و لمسات يدها ليده كانت بمثابة زلزال مدمر بكيانه فهي امرأه يتملكها التحدي ليست بعاديه ليحدثها بنفس لغه عيونها بعينيه و لكن بثبات نظراته في عينيها حتي لا تفهم مثل ما فهم هو حديث نفسها
-غبيه أوى يا فيروز.طلبتي أسبوعين علشان تقدرى تكرهيني و تكرهي الكل فيكي و بكده أبويا يرفضك ده انتي عبيطه أوى ده هفهم الكنج اني همرمطك علشان أرجع حقه.
كان قادرا علي أن يمنحها نظرة تجعلها تذيب أمامه نظرة قاتله لكل معاني التحدي اللي تتحكم بها و بمشاعرها معه،نظرة جعلت قلبها يقفز قفزات متراجعه عن القسم الذي أقسمته بداخلها، بالرغم أنها فهمت نظراته جيدا و ما تحمله من ثأر له و لوالده و جبروت مترسخ في عائلتهم،و لكنها اللعنه يا ساده،التي لا تجعلها لا تعلم ماذا تفعل،أغمض أجفانه ليفتحهم فجأه و قد اكتست بلون الدماء الحمراء و كأنه يعلن الجحيم عليها،خاصه عندما اعتلت نبرة صوته القسوة و الشده لتشعر بثقل و وجع ينتظرها قريبا
-خايفه؟ما تخافيش و ريحان معاكي ،ما تخافيش و انتي مش بتكدبي عليا،لأن الكدابين ملهمش محل من الاعراب عندي.
عاد بها الي المنزل و أخبر والدتها بما حدث لها و حذرها من عدم خروجها لحين مجيئه هو و الده لخطبتها علي الفور علم ناشد من أتباعه ما حدث و من ثم هاتف الشخص الوحيد الذي يستطيع تدمير العلاقه بين ريحان و فيروز .هاتفه ليعود مرة أخرى يقطن بجوار شقتهم حتي يخرج أسوأ ما في ريحان
***********************************
هاتفه مرار و تكرار و لم يرد عليها فاضطر الي السفر اليه حيث كان مرتب للعيش في مكان هادئ يعلم أنها سوف تلجأ الي هذا المكان ليتحدا سويا
-مش قلتلك ما تبعدش كتير يا فادي ؟
لوى فادي ثغره قائلا
-انت مضايق اني هنا بس أنا جيت لأني عارف انها هتأجر في المكان ده بالذات و ده حقي فيها أنا قعدت أراقبها
قطب ناشد جبينه متسائلا
-مش فاهم تقصد ايه يا فادي.
ابتسم فادي بسخريه قائلا
-مش انت عايزني أبقي حبيبها قدام الكل و أوقع بينها و بين ريحان باشا؟
هز ناشد رأسه باصرار قائلا
-أيوه و ما زلت محتاجك.الواد منعها من السفر و هيتجوزها و هي وافقت.
تعالت شرارات الغضب في عيني فادي ليرد ردا قاتما
-يبقي ملكش في أم الليله دي و من اللحظة دي أنا مش شغال عندي الليله دي بتاعتي أنا لوحدي .
عقد ناشد ما بين حاجبيه قائلا
-انت بتقول ايه يا فادي ليله ايه و بتاعتك ايه.
كسر فادي كأس النبيذ الذي كان يحتسيه قائلا بعنف
-فيروز حقي لوحدي انت عايز تخلصها من ريحان و أنا هخلصها بس مش زى المرة اللي فاتت تخليني أختفي كاني مسخ هتبقي بتاعتي .
هز ناشد رأسه برفض قائلا
-لا يا فادي اطلب أي حاجه الي فيروز بنتي دي بنتي .
تعالت ضحكات فادي بسخريه قائلا
-بنتتتك! شوف ازاي.هو في راجل يعمل بنته بيعه و شروة.في راجل يحط بنته في طريق عدوه و لما ترفض تبقي حليفته يسلط عليها واحد يخرب حياتها؟
انقض عليه ناشد قائلا
-انكتم خالص.بنتي أنا حر فيها .
أزاحه فادي قائلا
-لا يا ناشد مش بنتك.و بصراحه الخطه بتاعتي هتطلع بنتيجه ان أ،ا هكون الشخص الوحيد اللي لازم يتجوزها يا اما تتفضح يا نشود.
اتسعت حدقه عيني ناشد و تدلت شفتيه قائلا
-هتعمل ايه؟
ابتسم فادي بخبث قائلا
-ريحان هيسيبها في حاله واحده حاله الجرم المشهود يا ناشد عارفها اللي كنت بتعمله في بنات الناس هيطلع علي كدة فيروز بس أوعدك مش هلمسها.
شهق ناشد و ابتلع ريقه خوفا
-لا يا فادي الا فيروز هي ما تستحقش مني كل ده كل اللي أنا عاوزه توقع ما بينهم بس .
هز فادي رأسه بالرفض قائلا
-معدش ينفع يا ناشد باشا.حركات التوقيع دي بتاعت العيال التوتو مهما أعمل كلها شويه شكل ما بينهم و يجي حامل الفضيله و يقوله ما تصدقش كل حاجه علي مراتك.
انهار ناشد علي مقعده قائلا
-خلاص كفايه لحد كده خليها تتجوزه
مال فادي نحوه بغضب قائلا
-مش بمزاجك يا ناشد الموضوع دخل دماغي و مش هسيبها و هسيبه يتهنوا ساعه واحده مع بعض.
نهض ناشد منكسا الرأس يعلم أنه بالرغم من جبروته فقد وضع ابنته علي حافه البركان لتحترق و خشي أن يقوم فادي بالاعتداء عليها
-طب ممكن تستني بعد ما تتجوز أهو علي الأقل محدش هيشفع ليها .
علم فادي مدي خبث ناشد و خوفه علي ابنته أن يتم اغتصابها من قبل فادي فقام بمرواغتها حتي يعطي له الأ/ان فرد قائلا
-ما هو ده اللي بقول عليه بص أنا برضه علشان أنا بعتبرك زى أبويا هرجع حالا و هسود عيشتهم و هوقف الجوازة لكن لو مقدرتش تبقي حلال عليه و بعدها أعمل معاهم الليله الكبيرة و بعدين لسه بقولك اني زى ابنك فيها ايه بقي لما أكون جوز بنتك و دراعك اليمين ده المثل بيقول اخطب لبنتك و لا تخطب لابنك ده حتي الست صفا كانت بتناديني ابني الظاهر اني شبه المرحوم ابنك.
نظر اليه ناشد و تذكر ابنه الذي توفي بسبب جبروته و عنفه ليتأكله بعض من الندم و لكن هل الندم يجدي معه الأن أم سيظل كما هو .
نشعر أحيانا أننا مثل القشه الهشه أو أكثر من ذلك
بعد أسبوع كامل من احتفاظه بوعده له،جمع كل خططه القديمه لكي ينفذها،بعد أن فك حصاره عليها لكي يرى عن بعد ماذا ستفعل،هو نسي كلمة مهمه في قاموس حياة البشر ألا و هي الانسانيه و لم تكن تهمه كصفه بشريه،خاصه بجوار عمله،هو كان عليه أن يبذل جهدا واضحا كي يصل الي الفيروز، جهدا ربما لم يكن في حسبانه الوصول اليها لو كانت تخص رجلا أخر غير ناشد،كانت بالنسبه له مجهوله و لكن الأن حقيقه واضحه كعين الشمس أمامه،ربما لو كانت امرأه عاديه كما رأها أول مرة تمر من أمامه ما كان اهتم لأمرها، و لكن اهتمامه بها سيلحق بها أسوأ الأمور التي لم يتخيلها عقل.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية غيبيات الفيروز)