رواية هذا ليس عالمي الفصل الخامس 5 بقلم نورا سعد

رواية هذا ليس عالمي الفصل الخامس 5 بقلم نورا سعد

رواية هذا ليس عالمي البارت الخامس

رواية هذا ليس عالمي الجزء الخامس

رواية هذا ليس عالمي الحلقة الخامسة

– أنا إيه اللي جبني هنا؟
ىالوب٥زت ىفىلل
هذا ما نطفقت بهِ عندما فتحت عينيها ووقعت على ذلك الذي يقف أمامها عاري الجذع وابتسامته الشيطانية ترتسم على شفاتيه، ثوانٍ وكانت تتحول ملامحها للهلع ودخلت في نوبة من الصراخ الهستيري وهي تسأله كيف جاءت لهُنا! لكنه ابتسم بخبث وهو يقول لها:
– مالك بس يا مصروية، ده أحنا لسه مقعد..
لم يواصل حديثه، نظر على الباب الذي يُدفع بعنف بفزع ولم يظهر منه سوى تميم! كان يُشبه البُركان الذي على وشك الأنفجار في وجه أي أحد، لكنه لم ينفجر الأن، كل ما فعله أنه نظر لنور التي لطمت على خديها وكوبت رأسها، ثم نظر بنظرات ثاقبة على ذلك الواقف أمامه وسأله بكل ثبات يُفزع!
– هو إيه اللي بيُحصل أهنى؟؟
كانت المفاجأة تسيطر عليه، ولكنه تدراج الموقف جيدًا لابد أن يُصلح ما حدث! وبخوف ظاهري كان يهتف قائلًا:
-واااه أنت عرفت مكنا كيف!
واصل كلماته موجه لنور قائلًا بنبرةٍ مستفزة:
– روحنا في داهية يا حبة القلب، روحنا في داهية!
نهضت سريعًا وكانت على وشك الأنقضاض عليه بكل قواها وهي تصرخ في وجهه، لكن من أوقفها كان تميم! وهو أيضًا من أطفئ نيرانها بصفعته القوية لها ويُليها عدة صفعات متتالية مما أسقطها على الأرض بعنف وفقدنها للوعي من أثر المُخدر الءي مازال في جسدها.
مال عليها بملامح جامدة وحملها وأتجه نحو الباب دون كلمة.
من يتخيل أن بعدما عادت له حبيبته بعد كل تلك السنوات يعثر عليها في غرفة مهجورة تقع علي أطراف البلدة، وقبل رحيله من المكان عاد بنظره لذلك الزين ورمقه بنظرة غامضة تحمل الكثير والكثير من المعاني الخفيّة، ولكن الأخر فكان يقف على باب الغرفة يبتسم بخبث، رقبهم حتى اختفوا من أمامه ثم أخرج أوراق الدبغ الخاصة بهِ وأشعلها بسعادة، يظن أن خطته نجحت، ولا يعلم انه فتح علي نفسه أبواب الجحيم مع عائلة الدهشان.
**************
كان مُتجه بها نحو سيارته، وأمام سيارته رأى سيارة عمه صالح تتوقف ويترجل منها الجد وصالح، رهل عليهم صالح سريعًا؛ كان يتفحص ابنته بقلق وهو يسأله:
– في إيه يا تميم؟ ونور مالها؟ هو طلع الحديت اللي اتقال صُح!
لم يتفوه بأي شئ، أكتفي أنه يشير للغرفة التي يمكث بها زين، و تركهم وترجل لسيارته هو وبنت عمه ثم أنطلق بالسيارة نحو منزل الجد، وفي ذات اللحظة كان يركض صالح ومعه الجد بغضب نحو تلك الغرفة، دفعوا الباب بغضب حتى أنهد امام عين ذلك الذي يقف بداخل الغرفة! فُزع منهم ووقع الهاتف الذي كان في يده، نظر له الجد بشرار يتطاير من مقلتيه قائلًا له:
– خد حق بتك يا ولدي.
وقبل أن يرد زين عليهم بأي كلمة كان يقاطعه تَلك اللكمة القوية وتاليها عده ضربات ولكمات لا حصر لها، كان لا يستطيع أن يتفادى الضربات ولا حتى التنفس، وأستمر ذلك الضرب لمدة ليست هينه بالمرة، كادت أنفاسه تنقطع من شدة الضربات، وصالح رغم لهثه العنيف لكنه كان يواصل الضرب بهِ وكأنه لا يريد أن يتركه غير وهو جثة! ولكن من أنقذه من بطش صالح يد دهشان الذي قال له بنبرةٍ مُنكسرة:
– خلاص يا ولدي لسه عايزينه عشان شرفنا.
بالفعل تركه صالح حتى أتصدمت رأسه في الأرضية بعنف، نظر صالح لوالده بدهشة وهو يقول له:
– هو يعني إيه يا بوي اللي بتقوله ده؟
– هِم يا وِلد مش عايزين النهار يطلع علينا أهنى.
أومأ له صالح دون كلمة، مال على ذلك المتسطح وحمله بعنف وأتجه بهِ نحو سيارته، ترجل هو ووالده للسيارة ثم أنطلق بالسيارة بأقصى سرعة نحو المنزل.
**************
ولكن قبل كل تلك الأحداث بخمسة عشر دقيقة تقريبًا.
كانت زهرا تهاتف حاتم ولكن على غير العادة فحاتم هو من أتضل بها وليس العكس كما أعتادوا، كانت متعجبه من اتصاله بها، فردت عليه متسائلة:
– إيه يا حاتم في إيه؟
تحدث الأخر بخبثٍ قائلًا:
– مش عارف اجولك إيه والله يا زهرا، بس لازمًا اقولك مينفعش أسكت واصل على اللي عرفته ده، ده شرف برضك يا بت الناس.
قلقها حديثه، وسألته بتعجب:
– أنت جصدك إيه؟
– أصل أنا شوفت بت عمك وهي داخله الدوار المهكور اللي في أخر البلد ومعها واحد يا زهرا.
صُدمت من كلماته، فهتفت بغير تصديق:
– أنت بتقول إيه؟
أكد على حديثه قائلًا:
– ذي ما بجولك أكده.
وفي تَلك اللحظة سمعت صوت شقار صادر من أسفل، أغلقت المكالمة معه سريعًا وركضت للأسفل لكي تري ماذا يحدث.
في الأسفل كان صالح يمسك سمية من مرفقها وهو يصيح فيها بغضب قائلًا:
– والله مخبراش، أني بس سمعتها هي وبتقول لزهرا أنها هتنزل وأنها ناويية تقابل حد، معرفش بقى الحد ده حُرمة ولا رجل يا خوي.
قصت عليهم ما سمعته مع أضافتها الكثير من خيالها العنان! كان صالح يسمع منها ودمائه تغلي بين أوردته! هُنا وتدخل دهشان سائلًا زهرا التي كانت تقف تشاهد ما يحدث بعيون متسعة:
– الحديت دهه صُح يا زهرا؟
تلبّسها الخوف هي الأخرى، لٱ تعلم ماذا تقول؛ فَهي أما تكون هي المُتهمة أو تأكد موضع أتهام نور! وهي بالطبع لم تضيع عمرها من أجل أحد، و إذا علموا بأمرها فَهي سوف تموت بكل تأكيد، وهي تعلم أن نور خرجت لكي تقابل رَجل؛ فَهي تثق في حديث حاتم: حتى إذا كانت تعلم أن ما قصته والدته غير حقيقي!
– ايوا يا جدي حُصل.
هُنا وأرعبها صوت صالح الذي صاح فيها قائلًا:
– حُصل إيه بالظبط؟! و هي فين دلوجت؟
كانت ترتجف من الخوف؛ فَهي وضعت نفسها في موقف لا تحسد عليه علي الإطلاق! ورغم ذلك نطقت بحروفٍ تأبه أن تخرج من بين شفتيها:
– هي… هي
صرخ فيها تميم وهو يقترب منها وصوته يملئ الدار:
– هيي إيه ما تنطقي؟؟.
– راحت تقابل واحد في البيت اللي في أخر البلد.
صاح فيها صالح بغضب جحيمي:
– جصدك البيت المهكور!
أومأت برأسها بالأيجاب دون الحديث.
هنا وتدخلت أميرة ساخرة:
– دي شكلها بتعشقه بجي!
لم يرد عليها تميم، فقط ركض دون حديث لخارج المنزل، نظرت سمية لأثره وهي تشهق بفزع قائلة:
– يادي المصايب، أدي المصروية واللي بتعملوا فينا، جابتنا العار علي أخر الزمن بت جميلة.
رمقهم دهشان بحِدة وهو يصيح فيهم قائلًا:
– كل واحد علي أوضه يلا مش عايز حديت.
انتهى من كلماته ثم لحق ابنه الذي سبقه نحو سيارته يلحقون بالكارثة التي على وشك الحدوث.
*************
دعونا نعود لمنزل الحج دهشان، مع دخول تميم استقبلتهم سمية بشهقة فازعة مما رأته وهي تضرب خديها بعصبية قائلة:
– يا نهار اسود يا نهار اسود، بت المصروية مرمغت شرف العيلة في التراب، يا مصبتي يا مصيبتي.
ابتلعت باقي كلماتها بسبب نظرة تميم لها، تخطاها ثم أتجه نحو غرفة نور يضعها على فراشها ثم صاح على زهرا عاليًا، جاءت الأخرى تركض نحوه وهي تُجيبه:
– نعم, نعم يا واد عمي؟
نظر لتلك النائمة نظرة خاطفة ثم قال لها وهو يُليها دربه ويترجل خارج الغرفة:
– خليكِ جارها لحد ما تفوق.
أومأت له وهي تقول له:
– عنيا.
تركها وركض للأسفل، كان صالح والجد وصلوا ومعهم زين مٌقيد و يغرق في دمائه، كان ينظر لهم ولم يتحدث، ولكن من تحدث كانت سمية التي نظرت له بحقد قائلة:
– بجي هو ده اللي المحروسة مرمغت شرف العيلة معاه؟
هُنا وسخرت أميرة هي الأخر وهي تقول:
– خو أنتوا كنتوا مستنين إيه يعني من بت مصر، ما جولنا مش هتنفع تعيش وسطينا قولتوا اطلعوا من البلد، و أدي أولنا أهو.
هُنا وصرخ فيها تميم بغضب:
– يكش نخرس يا أميرة.
أتنفضت أميرة من مكانها من صوته، رغم ذلك تمتمت على مضت:
– أني جولت إيه ما دي الحقيقة.
هُما وصاح الجد قائلًا للجميع:
– خدي أميرة يا سمية واطلعوا علي فوق.
صاحت سمية مُعترضة:
– ليه يا بوي هي مش بت أخوي دي ولا إيه؟ ولا فكرني عيلة صغيرة عاد؟
صاح صالح عليها هو الأخر قائلًا:
– أطلعي دلوجت يا سمية مش وقت الحديت ده.
صعدت سمية برفقة أميرة بامتعاض شديد، هنا وتحدث صالح مُجه حديثه لذلك المتسطح على الأرض:
– أنطق مين وزك على بنات عيلة الدهشان.
كان زين يتألم من شدة الألم، ووسط ألامه قال لهم ما فور لهم دمائهم:
– أني حبتها يا حج دهشان، والحب ميعرفش عيلة مين.
مال عليه صالح ولكمه بشدة وهو يصيح فيه :
– و ازاي عقلك وزك أنك تبص لحريم الحج دهشان يا كلب أنت؟؟
مسح زين الدماء وهي تُسيل من فمه قائلًا:
– وأني مستعد أصلح غلطتي يا بيه وأتجوزها.
صمت صالح لا يعلم ماذا يقول، وبعد صمت نظر لوالده وهو يقول له بحُزنٍ:
– هو شهر واحد وهتطلجها يا زبالة، و أوعى تفكر أنك هتلمس شعره وحده منِها.
ابتسم زين بخبث وهو يُهلل من داخله؛ فإذن خطته نجحت ونجحت نجاح باهر، ولكن كسر هذه الفرحة صوت تميم وهو يصرخ بهم غاضبًا مما سمعه:
– تتجوز مين؟! وهتتجوز الكلب ده! ده علي جثتي يا جدي.
رد عليه صالح بكسرة :
– يعني اسيب بتي تنفضح يا واد أخوي؟
لم يعجبه الحديث، رمق زين بنظرات مُشتعلة وهو يصيح بتحدٍ:
– أني هتجوزها يا عمي.
ثم نظر لعمه صالح و قال بهدوء بعض الشئ:
– لازمًا نور تتجوز وتتعلم الأدب، وتعرف يعني ايه رَجل يحكُمها،
أكمل وهو يشير لزين بحقارة:
-والواد ده لمسها او ملمسهاش برضه مش هيتجوزها.
نظر صالح للأسفل بحزن وقال:
– وأفرض لمسها يا والدي؟ ذنبك إيه في الموضوع ده؟
تدخل الجد قائلًا بعتراض:
– كيف يا تميم؟ وأميرة مرتك؟ .ه مش لعب عيال يا ولدي ده جواز.
لم يعجبه زين ما يدور، لذلك سند الأريكة بجواره ونهض برفق وهو يصيح فيهم باعتراض:
– يعني إيه الحديت الماسخ ده! أنا لو متجوزتش بتكم قسمًا بالله لكون فضحها في البلد كلاتها.
ابتسم له تميم بسخرية، أقترب منه وبصوتٍ مهموس كان يقول له:
– متنساش أني لسه مخدش حقي مـنك يا وِلد المركوب، لسه دورك جاي متستعجلش علي رزقك عاد.
خاف من نبرة صوته ومن مقصده، نظر له بخوفٍ وهو يسأله:
– يعني إيه؟ هتعملوا فيا إيه تاني؟
ضحك تميم وهو يحك دقنه برفق، هنا وجنّ جنون الأخر، وبغضب كان يصرخ فيهم:
– بقولكم هفضحكم وهفضح بِتكم أنها كانت بايته معايا ليلة كاملة، أني قولتلكم وأنتوا حُرين.
وببرود كان تميم يقول له:
– هو الكام دقيقة اللي خطفت فيهم البنيه بقوا ليلة ولا إية؟!
أخيرًا فهم دهشان غرض ذلك الحقير من حفيدته! نظر له الجد وسأله بهدوء عكس العاصفة التي كان عليها منذ دقائق:
– صحيح مجولتليش، هو أنت ابن مين؟؟ أنا عرفت أنك ابن الأسيوطي، مش كده برضك؟
أرتعب الأخر، نظر له بنظراتٍ مُشتته، غير قادر على الرد، بينما من تكلم كان صالح الذي تقدم منه وقال له هو الأخر:
– صحيح هو مش أنت أبن الأسيوطي برضك وعمك مختار؟ أظن معلوماتنا صُح مش إكده؟
شعر أن العالم يدور بهِ، من الواضح أنه حفر قبره بيده كما يقولون! نظر لهم برعبًل وصمت، ولكن تميم هو من صاح على الحُراس بغضب: أنتوا يا بهايم تعالوا خدوا البهيم ده.
– هو أنتوا هو هتعملوا فيا أيه تاني؟
لم يهتم لكلماته، انتظر الرجال حتى جاءوا له سريعًا، رمق زين بحقدٍ وهو يأمرهم قائلًا:
تاخدوه و تحطوه في المخزن اللي في أخر البلد، ويتظبط لحد ما أجي أني أظبطه بنفسي، فاهمين؟؟
اومأوا له وأخذوه رغم صياحه وصراخه بأن يتركوه، لكنهم لم يهتموا له، بل سأل دهشان تميم للمرة الأخيرة قائلّا:
– متأكد من قرارك يا تميم؟
وبتأكيد كان يقول له:
– آه يا چدي.
هُنا وصاح دهشان بصوتًا جمهوري:
– يا اهل الدار.
في ثوانٍ كان كل من في الدار مُِجتمعين في بهو المنزل، وعلامات الأستفهام علي وجههم، ولكن قطع ذَلك الصمت صوت دهشان وهو يقول بنبرةٍ حازمة:
– تميم كتب كتابه علي نور بكرا بعد المغرب.
شهق الجميع بصدمة، وعلَت الهمهمات، ولكن وسط تلك الهمهمات صاحت أميرة غاضبة:
– يتجوز مين يا جدي؟؟ أنت نسيت أن تميم متجوز ولا إيه؟!
رد عليها دهشان مُتفهمًا سبب غضبها:
– ده حل مؤجت يا بتي، مش هيستمر كتير.
لم يعجبها الحديث، فصرخت من جديد فيهم قائلة:
-يعني إيه؟! هو أي حد أهنى يدور علي حل شعره تلبسوه لتميم ولا إيه يا چدي؟
كلماتها أثارت غضب تميم؛ فكان رده عليها صفعة قوية منه أخرستها وهو يصيح فيها بغضب:
– أبقى اسمع صوتك تاني يا اميرة، ولا صوتك يعلي تاني في الدوار؛ قسمًا بربي ليبقى أخر يوم ليكِ أهنى.
لوت سمية فمها ساخرة:
-يعني هتتجوز على البنيه وكمان بتضربها، إيه هي القيامة هتقوم ولا إيه!
تدخل دهشان هذه المرة صارخًا فيها:
– اخرسي يا سمية ومتدخليش في الموضوع ده.
كانت أميرة مازالت غير مستوعبة ما حدث! تحسست خديها بيديها ثم ضربت بيديها على فخذيها بغيظ وهي تصيح قائلة بغضب:
– بجي بتمد يدك عليا عشانها يا تميم؟
ماشي يا تميم، وأنا على جثتي أن المصروية تاخدك مِني.
وفي أقل من ثانية كانت اميرة تقتحم غرفة نور بغضب، كانت تلك المسكينة تجلس على الفراش غير مستوعبة ما يحدث، تسمع لهم دون النطق بشئ؛ تراهم وهم ينصبوا لها المحكمة وسماعها لحُكمهم دون الحاجة لسماعها! كادت أميرة أن تهجم علي نور ولكن اوقفها …
يتبع..
تفتكروا نور هتتجوز تميم فعلّا؟!
تفتكروا إيه اللي بين عيلة الأسيوطي و الدهشان؟
نور لما تعرف أن زهرا هي اللي وقعتها في المصيبة دي هتعمل إيه؟ تفتكروا ممكن تفضحها؟!
طب رد فعل نور على كل اللي بيحصل ده ممكن يكون أيه؟!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية هذا ليس عالمي)