رواية غيبيات الفيروز الفصل السادس عشر 16 بقلم مروة البطراوي
رواية غيبيات الفيروز الفصل السادس عشر 16 بقلم مروة البطراوي
رواية غيبيات الفيروز البارت السادس عشر
رواية غيبيات الفيروز الجزء السادس عشر
رواية غيبيات الفيروز الحلقة السادسة عشر
خرج الطبيب في هذه اللحظة ليطمأنهم عليها و ريحان شاردا في حديث والدته حقا لقد أتته الفرصه لتمنعه عن تنفيذ عمل اجرامي قد يندم عليه ،نادته والدته من بعيد لكي يأتي و يرى فيروز
-يالا جاي،أنا هستغل الفرصه لصالحي،الحمد لله انها جت علي قد وقعتها،و ديني يا ناشد لأخلي الكلاب يبلعوك انت و فادي الكلب و لا سمر الملعونه.
اطمأن الجميع عليها و تركوهم بمفردهم لتنظر له و هي تعض علي شفتيها بخجل منه
-سورى بس منظر الكلاب صوتهم خوفني.و انا كنت سرحانه في حبنا
لاحت ابتسامه جانبيه علي ثغره تسخر منها،قبل أن يردف و يصارح فيروز لما شاهدت هذا المشهد المخيف
-قدرى انك تبقي جبانه،مع ان تربيتك مع ناشد تقول انك متعوده علي كده،عموما ظهورهم و صوتهم كان له سبب،بصراحه أنا كنت قاصد.اهو بجرب معاكي نوع جديد
عقدت ما بين حاجبيها،و انتفضت تقف علي قدميها رغم الألم الذي ينهش جسدها،تثور في وجهه تعاتب ريحان ،فهي بحياتها تكره أسلوب الترهيب و الخوف،لأنها دوما ضعيفه،و هي لا تستحق منه كل ذلك،هنا فهمت مغزى نظرات الشفقه في عيني زيدان الجمال الرجل الجبروت.
-انت كنت قاصد!!لسه عايز تاخد حقك من ناشد فيا؟يعني بتتعامل معايا بالمثل.تمام واضح ان مفيش فايده فيك،أنا غلطانه اني رجعت .انت ما تستحق أني اسامحك .
***********************
علي الجانب الأخرعند سمر و فادي
-لو فاكرني هسكت تبقي غلطان يا فادي،أنا مش هسيب فيروز تتبهدل أكتر من كده،انت ايه يا أخي شيطان؟،سيبها في حالها و شوف حالك.
تحدثت سمر بغضب و وعيد ظهر في نبرتها العصبيه
زفر فادي بحنق شديديشعر بالاختناق
-انتي ايه اللي غير رأيك؟مش كنتي موافقه و شجعتيني علي اللي بعمله؟أنا قلتلك خليكي بعيد،قلتي لا أنا معاك يا حبيبي،مفيش نقطة رجوع.
ابتسمت و هي تلوى ثغرها بسخريه و عينيها تطلق شرارات الغضب و الشر في أن واحد
-لا في رجوع لما أروح أقول لريحان اني حامل في ابنك،لما أقلب الترابيزة فوق دماغك و سامر أخويا كمان يعرف،قابل بقي هيحصل فيك ايه.
شعر بلحظة أنها علي أتم الاستعداد أن تفضح نفسها أمام الجميع في مقابل انحناء رأسه لها
-هو أنا بتهدد من واحده زيك و لا ايه؟بقي يا مفضوحه عايزة تفضحي نفسك علشان أتجوزك،و بعدين أخوكي مين اللي نام مع ثريا بنت الحسب و النسب؟لو هي خدت حقها ابقي خديه انتي.
تعالت ضحكات سمر و من ثم شردت في الفراغ مطولا و قالت
-لازم تعرف يا فادي ان كلنا بنشرب من نفس الكاس ،سامر كان لازم يشرب زى ما سقي غيره،و انت بتسقيني المر رغم اني مليش ذنب .
هنا تحدثت عن شقيقته التي تم اغتصابها علي يد رجال ناشد و الذي كان يود أن تعيش هي و جنينهاختي لو كانت موصومه بالعار و لكنها رفضت
-انتي لازم تموتي انتي و ابنك زيها ،ليه عايزه تحتفظى بيه و أنا عايز أخلص منك و منه،أنا معييش فلوس أقدر أعيشكم بيها،أختي كانت أشرف منك.
بعد هذه الكلمات تراجع في حديثه و دفعها لفعل شئ يخلص منها فيه و يبقي لابنها أب غيره و تعيش في مستوى أفضل
-بس جاتلي فكرة اسمعي في حاجه لو عملتيها يا سمر و وقعتي ما بين ريحان و فيروز و خلتيها تسيبه أنا ساعتها هكتب عليكي و أعترف بابني.
استغربت أمره في الاصرار علي الوقيعه بين ريحان و فيروز ترى هو المال السبب في ذلك
-و أنا مش هقدر،و انت كمان مش هتقدر تمنعني ان أقول لريحان،أنا لو عايزة ريحان كنت أخدته من سنين،و انت أخر شخص أصدق وعوده يا فادي.
و استطردت و هي تقترب من أذنه تهمس كفحيح الأفعي لدرجه أن همسها جعل أذنه تضطرب
-لو فكرت تقتلني في سيديهات بكلامنا مع حد لا يخطر علي بالك ،أول ما هيجرى ليا حاجه هتكون عند ريحان،و ساعتها محدش هيرحمك.
و بلحظة واحده حشرجه غريبه خرجت من صوتها،حتي أنها شعرت أن هذا الصوت لا ينتمي لها،صوت خافت لم يكن يوما ما لها،و كأنه بحركته هذه جلب الموت لها،يسحب منها أنفاسها.
*****************************
عوده الي ريحان و فيروز
خرجت من الغرفه و تركته ليتذكر كلمات والدته عن السيده المستبده و يتذكر في نفس الوقت دفء صوت مها جدته
-أناه مها أنا هنا.
-نادي باباك خليه يجي يا ريحان علشان عايزة.
قلق تسرب اليه فانحني ليقبلها و هو يهمس لها
-مش حابب أسيبك يا أناه.
-عايزة زيدان و ريحانه و كل عماتك حتي زينب و زينات.
مضت دقائق،لم يسمعها فهي صوت وطأة قدمي ريحانه و هي تركض نحوها،لتشعر مها بأنفاس ريحانه بالقرب من أذنها،ربما توصيها بوصيه،ذكر بها اسم سيده تدعي شكران،مما جعل ريحانه تنظر أمامها بأعين عنيده،و كأنها تحارب تلك التي ذكر اسمها.
******
دلفت اليه والدته ريحانه و مسكت يده بلطف و هي تتجه نحو خارج الغرفه
-ها بقي يا ريحان تحب أتكلملك معاها و لا ندخل أبوك في الموضوع يحله هو؟علي فكرة هو نفسه يدخل ما بينكم ،متفكرش اني جبرته يجي هنا.
شعر ريحان و كأنه بحاجه الي تدخل والده و لكنه فكر قليلا
-أهم حاجه الهانم تاكل كويس،و مش عايزها تقعد معانا و أنا بتكلم معاكم،ممكن تبعديها عني الفترة دي يا أمي؟لأنها محوله الموضوع لضفتها.
هزت رأسها و أذعنت لمطلبه
-تمام يلا بينا ندخل لبابا و أنا هقولهم صفا مامتها هتحضر القعده معانا،و هي هتفضل بعيد،متخافش شكلها هي كمان مش عايزة تقعد معاك.
***************************
دلفوا الي الداخل ليتفاجئ ريحان بتشبث فيروز الشديد بزيدان و ما ان رأته حتي انتفضت و خرجت مسرعه كأنها تغيظه أنها قاستطاعت اماله زيدان لها
-هي فيروز هنا من امتي يا زيزو؟بس برافو عليك قدرت تكسب البنت في صفك،أنا كمان مستغربه بقي زيزو اللي كل ستات العيله يحبوه فيروز لا؟ انت بصراحه تتحب بسرعه
نهض من علي كرسيه و ابتسم علي سخرية ريحانه
-هو أنا مطلوب مني ان كل ستات العيله يقعوا تحت تأثير مني ؟أنا حتي لو كلهم وقعوا الملكه بتاعت قلبي أهم يا ريحانه قلبي،و محدش غيرها ياخد قلبي.لانن بتاعها هي وبس يا رينو
حاول ريحان الخروج لتوقفه ريحانه
-لا حضرتك مش هتخرج من هنا الا لما تتكلم مع أبوك،ايه انت غيرت من مغازلة أبوك ليا؟طب ما تتعلم يا بجم،بدل ما انت مش عارف تكمل في حبك.
هز رأسه نافيا ليقاطعه زيدان
-هوووس،ايه يا ريحان مش عايز تتكلم مع أبوك و تحكيله ايه اللي حصل ليه؟بتتصرف من دماغك ليه؟كبرت عليا و لا ايه؟اسمع لما أقولك أنا هفضل الكنج.
نظرت ريحانه الي زيدان بتدقيق في تعابير وجهه لتجد ريحان يرد
-لا علشان انت الكنج،أنا مش قادر أبقي حقير في نظرك أكتر من كده،عايزني أقولك شفت صور و سيديهات و دبرني يا وزير ؟انت لو في مكاني هتتصرف لوحدك.
استغربت ريحانه نظرات ريحان لوالده
-كده برضه يا ريحان كل اللي بتقوله ده يزعلنا كلنا و أبوك بالذات،ينفع كده؟ابوك زمان كان بيتصرف من دماغه لأن مكنش له أب،انت بقي ايه؟
شعر ريحان بحزن زيدان لتستطرد ريحانه
-طيب روح بقي صالح فيروز لوحدك و ابقي قابلني بعد قعدتها مع أبوك انها توافق،أنا أسفه يا زيدان،الظاهر اني كنت غلطانه و مش واخده بالي.
رفع ريحان بصره نحو الأعلى يكتم دموعه و من ثم أنزله أسفل ليجد نفسه يرفع يده في استسلام كما كان صغيرا حين يعاقب يمد له زيدان يده بفرحه
-شيل الهموم من علي اكتاف ابنك يا بابا،احضني جامد زى زمان،أنا طول عمرى قوى بيك،و لما ببعد ببقي ضعيف،كأنك سحر يا زيدان يا جمال.
هنا شعرت ريحانه بأنها فعلت شئ كبير عندما اعادت علاقه ريحان و زيدان الي قديمها.
***********************
أما عن صفا ذهبت اليها فيروز و شرحت لها الأمر برمته و مدحت زيدان بكل صفاته لتشرد صفا في حالها،كان لديها أموال و منزل و لكن كانت غير كافيه لتناسيها احساسها المرير بالاهانه علي يديه و طلاقه منها بمنتهي البساطه هكذا بعد ما قام بتدمير ما بينهم و هو ابنها،،حقيقي أن ما بينهم لم يكن حبا و لكنه كان أفضل من رجوعها الي أهلها الذين قاموا بطردها،لم تتفاهم هي و ابنتها مع أي أحد قط و لم ترتاح ،بقت زوجه و كأنها لم تتزوج،لأنه كان زواجا تقليديا أو لو نقل بالاكراه،و لم يكن في مخططها الانجاب منه،فهي تريد الحريه و لا تريد قيود،متمثله في ناشد،و لكن منذ انجاب فيروز و هي صغيرة و كأن ولادتها أضاعت كل أحلامها بلحظةو عندما جاء صبي و وضع بينها و بينه في كفتي ميزان ربحت كفته و خسرت هي كل شئ،و لكن الصبي أصيب بعيب خلقي ليشعر ناشد أن أمواله ستضيع هباء و مكانته في عمله الاجرامي ستفقد ،أما عن زوجته افتقدت حياتها عند موت صبيها، و فوق كل هذا لم تكن مرتاحه الضمير ان تركت طفلة كفيروز تهزم فقررت الهروب بأي ثمن،فلقد تحققت مخاوفها و سرعان ما هربت بعد طلاقهم،عاشت سته أشهر لا يعلم عنها شئ،سته أشهر تحيا سعيده بدونه، و ربما تريد أن تسمع خبر أسعد و هو قتله.
************************
عوده الي سمر و فادي
كان يحاول التفكير بشكل صحيح بعد ما قام بخنقها بسبب استفزازها له و تهديدها
-خلاص يبقي هتغدي بيكي يا سمر قبل ما تتعشي بيا،علي أخر الزمن سمر الخضرى تهددني؟و الله الوحيد المستفاد من قتلك هو ريحان.
*************************
أراد زيدان الجمال الراحه بعد تعب من خمسة عشر عاما،يشعر أن حواسه كلها مشدودة بسبب خسارته في عمله و يسأل نفسه متي سينتهي كل هذا؟و لذلك اتخذ من المكان الجديد الذي يجلس فيه مع ابنه كرحله،و هذا كان بقرار مديرة قلبه ريحانه هي الوحيده التي رأت أن هذا الأنسب له،بالطبع رغم أهميه المشروع الجديد و الأمال المعلقه عليه،الا أن زيدان لم يصل بعد الي الراحه النفسيه التي تؤهله الي التعامل السوى مع الجميع،يعرف جيدا أن خسارته لانحرافه نحو اليسار،حيث ظهرت أمامه جميع الاشارات الحمراء التي تمنعه و لكنه كان متطلع دائما لمكانه خاصه في العمل،حاول ألا يعطي للموضوع تصور مادي،و لكنه اندفع بجشعه و طمعه الذي أدي الي خسارة كل شئ،ليعيد باصلاح كل ذلك مع ابنه الذي أفهمه أنه عليه ألا يخسر فيروز،و ألا يأخذها بذنب والدها،مثل ما فعل بوالدته عندما ارتبط بها،سرد له كل شئ ليتعرف ريحان علي الشخصيه التي حاولت تدمير زيدان الجمال،السيده المتمثله في دور الأم،ليقرر من بعدها أن يمنح الفيروز كل شئ،الفرصه و الحب،و الاحتواء و التقدير،و يتغافل عن كل الأشياء المستحيله التي تبتر هذا،و بالفعل بعد عشائهم المثمر و نصائح والده التي كان يشتهيها منذ فترة عاد الي الغرفه التي تجلس هي بها وحيده شارده ليحاول اثارة العبث من حولها بذكائه
-منزلتيش ليه يا هانم تتعشي معانا؟هو احنا هنسمك و لا حاجه؟كل الحكايه هحطلك دوا أصفر في الأكل و نعيش ليله حمرا سوا و نور سوا.و لا اقولك خلينا في الظلمة
اتسعت حدقه عينيها بذهول
-حمرا في عينك،الليالي دي أنا مليش فيها،شكلك كنت بتقضيها مع سمر أو مع غيرها،و لا علشان أنا بنت ناشد أبقي متعوده ديما؟عموما تصبح علي خير.و لا اقولك يارب تصحي علي مصيبه شبهك
استوقفها و جذبها برفق قائلا
-أنا عمرى ما لمست غيرك سواء بقصد أو من غير قصد،تعرفي ليه؟يمكن علشان حاسس انك هتكوني بتاعتي ،شعور جميل لما تكون ملكي.و انا ملكك و ننام و نقوم علي مصائب شبهنا.
أردف بكلماته و من ثم انتقلت شفتيه حول شفتيها ينثر قبلات متفرقه تبتعد عنه ببطئ و هي تتنهد
-مش كنت من شويه الحشرة بنت ناشد؟اللي عمرى ما هتعدل،مش من فترة قلت عليا اني اسم علي غير مسمي،ايه هو مفعول سحر زيدان الجمال للدرجه دي عالي؟ياريت يستمر و تكون فيك ذرة واحدة منه إنما انت مفيش .
أغمض عينيه و هو يهز رأسه بهدوء
-معاكي حق،هو ساحر سحر أمي بس للأسف ابن الوز مش عوام،يمكن طبيعه شغلي هي اللي عملت فيا كده،أنا مش ببقي في وعيه لو حد لمس حاجه من حاجتي.
رفعت يدها الي وجهه بتردد
-أنا مش حاجه يا ريحان،أنا بشر من لحم ودم،بغلط كتير،بس مش قصدي اهينك و لا قادر علي جرحك،احنا ممكن ننسي كل حاجه و نفتكر نفسنا و بس.سامحيني ارجوكي
تناول يدها من علي وجهه قائلا
-مش هتندمي في يوم يا فيروز علي علاقتنا دي؟انتي شايفه انها كل يوم بتصعب و تنهار و أنا مش بنكر اني عنيف و مش بوزن الأمور .ساعديني أتجاوز ده كله.
هزت رأسها
-هندم لو بعدنا عن بعض،أنا لما اتصلت بيا علشان تصالحني كنت طايرة من الفرح،بس يا خسارة كنت عايز تقتلني مش تعيشني معاك أحلي أيام.اللي حلمت بيها من بوم ما سبتك
جذبها من خصرها
-و أهو رزقك حلو،معملتش فيك حاجه و بابا و ماما البركه جم،أظن يا فيروزتي مفيش أحسن من كده،ناخد فرصتنا بقي،و تعيشي أحلي أيام.و اوعدك مش هحاول جرحك تاني
كادت أن تتملص منه و لكنه ثبتها في قبضته باحكام لينتزع منها قبله تمضد بها جراح قلبه و من ثم تركها لتتنفس
-مش قلت احنا مش هننفع لبعض،ايه الجنان اللي بتعمله ده،بتعلقني بيك أكتر ما أنا متعلقه؟أه لو تفضل كده علي طول،شكلك انتي اللي شربت حاجه أصفرا.ياريتك تشربها علي طول علشان انسي بيك كل هموم الدنيا
تعالت ضحكاته و هو يتحسس رقبتها
-انحرفتي يا فيروز،هو ده الكلام،شكلها الليله يا ريحان يا جمال،و أخيرا وداعا للعذوبيه،و عقدتي هتتفك،أه يا فرحتك فيا يا ريحانه،و لا البت زينبو. و لا الزفت نور
مطت فيروز شفتيها
-تؤتؤتؤ،مخك بلاش يروح بعيد،مفيش حاجه قبل الفرح يا ريحان باشا،و بعدين انت بكدة تفضحنا عمال تضحك كده افرض ماما دخلت زعقت.و بصراحه هقولهم أنك مغتصب
نظر حوله يبدي الخوف عليه في اصطناع
-ماما!!!مش هي بتنام بدرى؟و أبويا و أمي زمانهم بيعملوها في الأوضه اللي تحت،ما أنا عارف بيحبوا يبقوا تحت علشان محدش يسمعهم.عقبالنا لما ننزل تحت .
قهقهت فيروز
-يعني هما تحت و انتي عايز تبقي فوق،و الله اللي يعيش معاكم يبقي غلبان خالص،بس طنط ريحانه عندها حق،عمو زيدان جان في نفسه.مش زيك كدة بارد.
حملها ريحان بقوة و قذف بها في الفراش و من ثم انقض عليها
-بقي زيدان الجمال جان في نفسه؟طيب شوفي بقي ريحان هيعمل ايه.البارد هيبقي سخن موهوج زى الفرن
*****
ذاب الملح الشرس الذي كان بينهما و كانوا علي استعداد للتلاقي و لكن يحدث ما لم يحمد عقباه،أثناء رحلتهم استمعوا الي طرقات عاليه،ليبتعد عنها و هو يقطب جبينه ليرد علي الطارق
مين.
-افتح يا ريحان أنا ماما.
زفر بحنق قائلا
-معلش يا ماما ممكن وقت تاني.
استصعبت ريحانه الأمر من الخارج و أردفت قائله
-مش هينفع يا ريحان اخرج.
نهض من جوار فيروز و أمرها أن تدلف الي المرحاض و تتناول المئزر و فتح الباب ليتفاجئ بوجه عصام أمامه خالي من أي تعابير
-ريحان باشا مطلوب القبض عليك.
-مطلوب القبض عليه!!!
نطقتها بذهول ليستدير اليها يرمقها بنظراته و من ثم عاود النظر الي عصام ليسأله بثبات هو أبعد ما يكون عنه و لكنه حاول التحكم و ضبط نفسه أمامها و أمام والدته
-ضايفتي عصام يا ريحانه هانم؟و انت يا عصام مبسوط دلوقتي بالمقلب اللي عملته فيا؟
ابتسمت ريحانه هازئه منه قائله
-حاولت أضايفه بس زى ما انت شايف،قعدت أقولك ابعد عنها و عن أفعالها الرخيصه هتأثر كلها علينا، و أهي خربت بيتك،قعدت تقولي دي زوبعه فنجان و انسانه تافهه،و أهي راحت عند اللي خلقها،لكان سعادتنا مش هترجع زى ما كانت.
نظرت فيروز لوجه ريحان المرهق و عيناه الزائغه و التي تهرب من أي التقاء لهما لتردف بخوف
-ايه هو السحر اتقلب علي الساحر؟
كانت هيئته مشعثه ،كل من يراه يعتقد أنه كان يقضي أمسيته الرائعه،هيئته جعلت عصام ينطق بثبات بعد تفكير طويل حيث خرجت الكلمه عصيه عليه
-أسف.
ناظره الجميع بصدمه هل حقا ريحان متهم لتتعالي صرخات فيروز
-أسف!!!انت مفكر انه قتلها بالبساطه دي؟هو ايه اللي حصل في الدنيا علشان يتوجه ليه اتهام كبير زى ده.
لم تدرى بنفسها الي و هي تسحب الي الأسفل حيث تعالي غضبها و انفعالها لتسقط علي الأرض في حالة اغماء
*****
أخذوا ريحان الي النيابه العامه و من خلفه والدته و والده و هي بقت بمفردها مع والدتها تحاول افاقتها مما حدث لها،أخذتها تهزها بخفه و هي تقول
-فيروز فوقي يا فيروز،محدش هنا و البيت بعيد مش عارفه أجيب حد يفوقها،أعمل ايه يا ربي؟منك لله يا عصام،معطاش فرصه لريحان يطمن عليها.
فاقت فيروز بصعوبه
-ايه يا ماما؟ريحان أخدوه مني خلاص،استحالة ريحان يقتلها،ليه ناشد مش راضي يسيبني في حالي؟طب ياخدوني معاه،أنا مش هقدر أعيش من غيره.
جلست صفا علي حافة الفراش قائله
-يا بنتي اذا كان أبوكي ما رحمش أخوكي هيرحمك انتي؟احنا لازم نعرف ايه اللي خلاهم يتهموه هو بالذات،البت كان مشيها مش حلو ،هو كان هددها؟
حاولت فيروز الاعتدال في جلستها و هي تمسح دموعها و تتحدث بصوت متعب مبحوح
-طب هي فين طنط ريحانه؟أكيد راحت معاه،بصي يا ماما مفيش قدامنا غير زينب و نور هما اللي هيقدروا يخرجوه منها،أنا خايفه من سامر.
ردت صفا بفتور
-كلهم راحوا ورا ريحان و سابونا لوحدنا،الظاهر انكتب علينا نبقي أغراب حتي و انتي متجوزاه،تعرفي مين اتصل عليا من شويه؟فادي.
تنهدت فيروز بعمق ثم أردفت و قد التمعت عينيها بوميض شيطاني لا يناسبها
-أنا حاسه ان عصام هو اللي قتلها،عصام يوم ما جه قدام الكليه مش عشاني كان علشان يراقبها،عصام بيحبها بس هو عارف انها غلطت.
جحظت صفا بعينيها ثم تلهفت قائله
-انتي بتتكلمي بجد يا فيروز؟انتي لازم تقومي دلوقتي و تروحي النيابه و تقولي كل اللي حصل ده،و ما يهمكيش حد،بس أنا برضه مستغربه.
أومأت لها فيروز بسعاده ثم مدت يدها لتفتح درج الكوميدينو بجوارها تخرج منه الأوراق و المستندات و الصور المفبركه لها مع فادي لتعطيها لأمها و هي تقول بحماس
-أيوة بجد و ده كمان بيدين فادي اللي انت مستغربه اتصل بيكي ليه،واحد من الاتنين يا ماما قتلها،ايه اللي هيجيب صور فادي معايا في بيت سمر؟
أخذت صفا تتعالي ضحكاتها ثم أردفت و هي تربت علي كتف فيروز
-لا ده كده انتي مرات ظابط بصحيح،واضح ان جناية القتل دي متخطط ليها و مترتب ليها صح،بس احنا لازم نتعب مع فادي حبتين ،اللي زى ده استحاله يقع بسهوله.
عقدت فيروز ما بين حاجبيها بحيرة ثم أردفت
-يعني هنعمل ايه؟أنا استحاله أبقي معاه بأي شكل من الأشكال و لو ثانيه واحده،معنديش استعداد ان ريحان يخرج مش طايقني،يا ماما ..
هزت صفا رأسها بتفهم
-أنا هقولك،أنا هقوله اني مش هقابله بيكي الا لو اعترف ليا بنواياه نحيتك،هل عايزك علشان أبوكي عايزة كده و لا عايزك انتي،و لو عايزك انتي يبقي حلال فيه الموت علي ايدين ناشد.
***********************
بعد سبع ساعات انتظار في التحقيق قبل أن ينطق وكيل النيابه أمره في حبسه علي ذمة التحقيق،لو فكر بكل الأدله المهدرة لحقه لن يقترب منها يوما ما و سيبقي بعيدا عنها،،بل لن يتحرك خطوة من مكانه نحوها،داهمه صداع شرس،و هو يخرج من مكتب وكيل النيابه ليجلس علي أول مقعد يصادفه،لم يسمع من والدته التي أمطرته بعبارات المواساه و التشجيع و الصبر علي البلاء بكل لغه تتقنها سوى أصوات جوفاء لا معني لها، و لا حتي انتبه الي عدد الأشخاص الذين التفوا حوله،أخذه الصداع خلف الأسوار حيث كان الألم غير محتمل حتي بدأ يمسد جانب وجهه من ناحية عينه حتي أذنيه،يفكر ماذا ستفعل عند افاقتها،هو لم يتركها عمدا و مع ذلك تناسي أن يسأل عنها فور خروجه،يتذكر نظراتها ،ها هو يدفع الثمن،و سيكون الضحيه الأولي من ضحايا سمر،ظل موجوع لساعات دون انقطاع.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية غيبيات الفيروز)