روايات

رواية أسرت قلبه الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم سولييه نصار

رواية أسرت قلبه الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم سولييه نصار

رواية أسرت قلبه البارت التاسع والثلاثون

رواية أسرت قلبه الجزء التاسع والثلاثون

أسرت قلبه
أسرت قلبه

رواية أسرت قلبه الحلقة التاسعة والثلاثون

(توبة)
ان كان موتي سيكفر عن ذنبي بحقك فأنا اوافق على الموت بسعادة !!)
……………
تخشب جسد نوران بالكامل وهي تنظر لزوجها بعينين متسعة…شعرت ان العالم يدور بها و تمسكت بشقيقتها بينما رحيق كانت تشعر بالإرتباك وهي تنظر إليه ….ثم أطرقت برأسها أرضاً…خافت ان يرتفع صوته ويسمع عاصي هذا ….خافت ان يتم فضح شقيقتها فهمست…
-ممكن تهدى جوزي برا ….
ابتسم بسخرية وقال:
-خايفة على مشاعر جوزك انه يكتشف ان مراته بتشجع مراتي على الفجور….
رفعت عينيها وهي تنظر إليه وقالت بغضب :
-فجور؟!هو الستر بقا فجور …ربنا امر بالستر يا استاذ جاسم …وعشان ربنا امر بالستر. انت سترتها بس مينفعش كل شوية تمن عليها او تهينها عشان سترتها ..مفروض تعمل كده.لوجه الله …
-متتكلميش عليا وانتِ مش في مكاني …عمرك ما هتحسي بشعور الراجل في الموقف ده !!…
هزت رأسها موافقة وقالت:
-اكيد مش هحس بشعورك بس اللي بتعمله مهما كان غلط انت اختارت متكلمش ومتسامحش وقولت هطلقها ومشكور قولت هتسترها ومش هتتكلم …كمل جميلك للآخر…أنك تعذبها عشان ذنبها ده مش صح ..أنك تعايرها كل شوية بذنب انت ذات نفسك ممكن تقع فيه يبقى مش صح …
-انا عمري ما أعمل كده!!
قالها بعنف محاولاً إبقاء صوته منخفضاً…
هزت رحيق رأسها وقالت :
-بس كمان (من عير أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله.)فمتبقاش واثق من نفسك كتير ….لما تلاقي حد عمل ذنب متعايرهوش ادعى بس ربنا أنك متوقعش في نفس الذنب ….
ابتسم بسخرية وهو يهز رأسه ويقول:
-انا اصلا بضيع وقتي معاكي …والله أنا عامل حساب لأمجد المسكين…بدل المصيبة عنده اتنين اخته الأولى زانية والتانية بتبرر الزنا…لولا اني انسان كويس كنت فضحتك قدام جوزك يا رحيق وخربت بيتك وخليتك ترجعي مطلقة لبيت أهلك …
صمت قليلاً وهو يتكلم مجددا…يرغب بقول أي شئ يجرحها فأكمل:
-بس حرام اهلك ما صدقوا أنك تتجوزي اصلاً!!
ثم تركهما وغادر !!
ما أن ذهب تنهدت نوران بقوة وهي تستند على رحيق بينما الدموع تجري على وجهها ….ضمتها رحيق وهي تقول :
-اهدي خلاص …أنا واثقة انه هيراجع نفسه بعد الكلمتين اللي قولتهوله دوول …مش من حقه يعاملك بالطريقة دي ابدا ….حقه انه ميكملش او يطلقك …بس مش من حقه….
قاطعتها نوران وهي تبتعد عنها …كانت الدموع تنهمر من عينيها دون توقف :
-لا حقه ….
عبست رحيق لتكمل نوران وهي تجفف دموعها :
-انسان زيه رسم أحلام كتير معايا …كان مستعد يعمل المستحيل عشان نتجوز…مفكرش يرتبط بيا او يغضب ربنا فيا عشان ميتحرمش مني.. طبيعي بعد ما يكتشف الكارثة اللي عملتها يغضب…تعرفي يا رحيق أنا مهما يعمل مش زعلانة منه ….أنا توبت لربنا بس حاسة توبتي ناقصة …أنا محتاجة ان جاسم يسامحني …مش مهم يهـ نني او يضر.بني …يقتـ..لني برضه المهم يسامحني في الاخر ….لو مو.تي هيخلي جاسم يسامحني أنا مستعدة ….يمكن وقتها احس ان توبتي لربنا كاملة …أنا اذ..يت جاسم مهما حاولت انكر الموضوع فأنا اذيته ومستحيل اسامح نفسي الا لما هو يسامحني ….
احتر..قت عيني رحيق بفعل الدموع وأمسكت كفها لتكمل نوران بصوت مهتز؛
-وانتِ يا رحيق أنا أذ…يتك كتير بكلامي…أنا عمري ما هسامح نفسي ابدا الا لما تسامحيني …
-انا عمري ما زعلت منك او حـ قدت عليكي يا نوران …أنا كان نفسي أنك تحبيني …تعامليني كأخت ….دي الحاجة الوحيدة اللي كان نفسي فيها منك …لكن يعلم الله عمري ما حـ.قدت عليكي ابدا ولا اقدر….
ثم امسكت رأسها وقبلته وهي تقول:
-ربنا هيسامحك يا نوران مادام توبتك صادقة …افتكري دايما ان ربنا غفور رحيم …اوعي في مرة تيأسي من رحمة ربنا افتكري دايما الحديث ده ..(عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: قال إبليس: يا رب وعزتك لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم، فقال الله تعالى: وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني….
شدت على كفها وقالت :
-اوعي أي حد مهما كان يقنعك ان توبتك ناقصة …توبتك شرط القبول لها تكون صادقة. …وتعاهدي ربنا مترجعيش للذ..نب ده تاني …مش مضطرة تتحملي الاها..نة او العذ…اب عشان ضميرك يرتاح …متظلميش نفسك اكتر ….
تنهدت نوران وقد صمتت لم تعقب….هي لا تفهم .
.هي تعطي الحق لجاسم للغـ.ضب…لن ترتاح.حتى يسامحها …ربما لو سامحها سيستطيع المضي.قدماً رحياته…ربما حينها سوف يتزوج من امرأة اخرى …امرأة لم يلو..ثها شخص آخر ..إمرأة شريفة !!
………..
كانت تقف امام النافذة وهي ترتعش بقوة …الدموع ملء عينيها لكنها لا تبكي …ما زالت تتذكر جثما.ن طليقها بالمشرحة!!كان متـ.فحم للغاية لم تتعرف عليه من الأساس…تم اخبارها انه حدث حر..يق ضخم بالسجن الذي به وما…ت الجميع بما فيهم هو ….كانت مأساة حقيقية لم تتخيل ابدا ان الرجل الذي بث الر..عب داخلها يمو..ت بتلك الطريق….يمو..ت ولا تستطيع أن تتعرف عليه حتى لولا التحاليل التي اثبتت انه هو لطيف ….تنهدت وهي تشعر بثقل بقلبها ….تعلم جيدا ان الأمر ليس مجرد حاد..ث … تعلم انه قد انفتحت عليه أبواب الجحـ..يم …والجحـ..يم سوف يطالها هي وعائلتها….ألم يخبرها هذا بوضوح …ما زالت تتذكر كل شئ ….
…………
-طلقني ….
قالتها بنبرة مـ.يتة …في منزله الكبير كانت تجلس على الأريكة بالصالة الواسعة ..متشحة بالسواد ….لقد مر على وفاة ابنها شهر تقريباً…شهر وهي منفصلة عن الواقع تماماً….دموعها لم تجف والألم يمز.ق قلبها …..وسياط الذ..نب لا يرحمها …طفلها الذي ما.ت بسبب عمل والده غير القانوني لا يفارق عقلها…وضعت كفها على قلبها … وهي تكتم آهه ممزقة من داخلها ….يديها مخضبتان بد.ماء ابنها لقد شاركت في قـ.تله هي تعرف….شاركت عندما لم تبتعد عن زوجها وعمله …كانت تعرف ان عقاب الله سوف يطالها بسبب عمل زوجها ….فها هو ابنها قد ما.ت بسببهم ….بسبب عمل والده ….فوالده قد تورط مع عصابة صغيرة…جعلهم يقوموا بإستيراد مخدر معين له ووعدهم بثمن معين ولكنه لم يعطيهم اموالهم …وكان الثمن هو حياة ابنه …صحيح انه انتقم جيدا خاصة بعد عمله لدى رجل صاحب شأن متورط أيضا ولكن ذلك لم يبرد نارها….لا يمكنها ان تعيش بالظلام اكثر من هذا …لا يمكنها ان تخسر طفلها الاخر لذلك قالتها بكل قوتها وهي تراه وظللت ترددها بقوة …
-طلقني …طلقني !!!
توقف مكانه وهو ينظر إليها بصدمة وقال:
-ماجدة حبيبتي فيه ايه ؟!
ثم اقترب منها ليمسك كفها الا انها ازاحت كفه وهي تنهض …عينيها السوداء تبرقان بغضب وحقد …حقـ.د لا يليق بإمرأة مثلها ..امرأة طيبة مثلها …
-ماجدة فيه ايه ؟!
وضعت كفيها على شعرها وهي تشعر بالذهول منه. صرخت :
-فيه ايه ؟!انت مش عارف فيه ايه ؟!انت بتتكلم بجد….ابنك ما.ت …ما.ت بسببك …
تكـ.سر صوتها قليلا وأكملت بعذ.اب :
-لا بسببنا …ابنك ما.ت بسببنا احنا الاتنين ….آه يا معتز ياريتني كنت انا يا حبيبي!!!!
-ماجدة …
قالها وهو يمسك ذراعها …كان اليأس يكسو ملامحه …الحزن في نبرته لا يمكن انكا.ره….ولكنها لم تهتم …النا.ر في قلبها جعلتها لا تلتف لأي شئ آخر…
-انا عارف وحاسس بيكي …
-حاسس بإيه …عمرك ما هتحس بقلبي المحر.وق …أنا أم. …..
:-وأنا اب…وحاسس بيكي يا ماجدة …قلبي محرودق زيك بس أنا اخدت حق معتز
..والله اللي قتـ.لوه كانوا بيبوسوا ايدي عشان اقت.. لهم واريحهم …أنا اديتهم أبشـ.ع موتة في التاريخ …خلي قلبك يرتاح …أنا انتقـ.مت منهم !!…
-قلبي مش هيرتاح طول ما أنا معاك يا لطيف …مش هرتاح ابدا…أنا عايزة اتطلق…خليني اتطلق وابعد …أنا خسرت ابن مش عايزة اخسر التاني …
-مش هتخسري التاني مش هسمح بكده …مش هسمح أنك تخسري أبننا التاني …
دفعته وهي تصرخ به :
-لا هخسره…هخسره يا لطيف …طول ما انت بتقـ.تل أولاد الناس بالزفت اللي بتشتغل فيه هنخسره …طول ما فلوسك حرام هنخسره طول ما بتد.مر عيال الناس هنخسره …ابوس ايديك سيبني امشي …عايزة أعيش نضيفة …
-نضيفة ؟!
رددها بصدمة لترد وهي تشهق وتبكي :
-ايوة عايزة أعيش نضيفة …أنا حاسة ان ايديا مليانة د.م …د.م ابني ودم الناس اللي انت د.مرت حياتهم….أنا عايز ابعد عن ده كله …عايز اخد ابني وابعد عنك ومش عايزة منك حاجة …مش عايزة فلوس ….
-مش هطلقك يا ماجدة ….
قالها لطيف بحد.ة ثم أكمل :
-لو عايزة تتطلقي تسيبي ابنك هنا وتمشي …
نظرت إليه بصدمة كانت ملامحه باردة للغاية …كان يلعب بدناوة …يعرف ان ماجدة تعشق محمد وانها لن تتمكن.من التخلى عنه ….كانت تقف جامدة امامه …مسحت دموعها وأطلت القسو.ة من عينيها ..قسوة لا تعرف متى امتلكتها ولا كيف …قالت :
-لا هتطلقني يا لطيف لان روحك في ايدي…
عبس وهو ينظر إليها لتقول:
-تعرف المستندات اللي كنت شايلها ضد اللي معاك ..القلم بتاعك اللي كان فيه كاميرا عشان تسجل أي فيديو لاجتماع ليك معاهم…وآخر اجتماع مع رجل الأعمال المشهور اللي لو طلعت الدنيا هتتقلب وصدقني هو مش هيسمي عليك ويقـ تلك ….
شحب وجهه بقوة وهو ينظر إليها لتكمل ؛
-حاجات مهمة زي كده مينفعش تشيلها في خزنة في بيتك انا اقدر اوصلها يا لطيف …
اقترب منها وقبض على ذراعها وهو يهدر بها :
-ماجدة الحاجات دي فين ؟!!
نظرت إليه دون ان تتكلم ليدفعها عنه ويركض للداخل وهو يفتح خزانة الملابس الكبيرة الخاصة به …كان يوجد داخلها خزانة اخرى للاموال والمستندات المهمة …فتحها ليشحب وهو يجد ان جميع المستندات والاوراق قد اختفوا …حتى مقاطع الفيديو التي سجلها لهم …
نهض دون شعور منه واتجه إليها …ثم قبض على عنقها بقسوة شديدة وهو يصرخ :
-فين الحاجات …..والله هقـ.تلك يا ماجدة …
حاربت لكي تتنفس وقالت بصعوبة:
-اقتلني…. الموت اهون ليا بدل ما اعيش طول عمري ايدي مليانة بد.م ناس ملهاش ذ.نب ..كانوا ضحا.يا شيا.طين زيك …اقـ.تلني يا لطيف ..هتبقى عملت معروف كبير فيا وانا ابني بستودعه عند الله هو هيحميه منك !!….
ابعد يده وصرخ.بها ؛
-متبقيش غـ.بية الحاجة دي لو طلعت مش أنا بس اللي همو.ت…انتِ وابنك كمان هتمو.توا …دوول ناس مبتهزرش مش هيسموا عليكي …هيخلوكي تبوسي ايديهم عشان يقتلو.كي …
-قولتلك ميهمنيش يا لطيف….أنا مش خايفة من الموت …أنا بمو.ت كل يوم من أول ما مات معتز …اللي هيحصل فيا على ايديهم مش هيفرق معايا ….بس انت قادر توقف ده كله …
نظر إليها بيأس لتقول بصوت مرتجف:
-طلقني وخليني ابعد عنك…خليني اربي ابني بعيد عنك… بعيد عن فلوسك الحرام ……خليني اعيش ….
.تنهد وهو ينظر إليها …خسارته كانت كبيرة ولكنه يعرف ان خرجت تلك الأدلة سوف ينتهي لا محالة !!!
……
خرجت من شرودها وهي تتنهد وتفكر ان الأمر بدأ بلطيف ولكنه لن ينتهي إلا بمو.تهم ….ارتجفت قليلا وهي تشعر بيوسف يقترب منها ويضمها إليه …تركت نفسه تستند عليه بينما تضع رأسها على صدره وتغمض عينيها والدموع تنهمر منها بشدة ……
–طلعوا شيا.طين يا يوسف …قتلوا لطيف بالشكل البشع ده …مش هيوقفوا …احنا لعبنا مع الناس الغلط
تنهد وهو يمسح على ظهرها ليهدأها …هي محقة تماما …لقد عبث مع الأشخاص الخطأ تماماً….ولكنه أيضا متأكد ان لطيف لم يمت …لقد كان يشك قبل ان يروا جثمانه ولكن الآن بدأ متأكدا …هذا المحقق يوجد به شئ مثير للريبة …انهى كل شئ بشكل سريع ….لقد اراهم التحليل وبدا انه مصر على جعلهم يقتنعون ان تلك الجثة المتفحمة هي للطيف…هل ابعدوا مراد بسبب هذا الأمر ليستطيعوا ان يزوروا مو.ت لطيف ويخرجوا المتو.رطون في تجارة المخدرات من السجن …..الآن هو يواجه معركة أكبر ولكنه يعرف انه قادر عليها…وجودها هي من يدفعه للمحاربة ويوسف لا يترك الساحة دون قتا.ل…اما النصر او المو.ت .
……….
-بقولك ايه بتعرفي تسوقي ولا هتسوحينا …
قالها سيف ضاحكاً وهو ينظر للدراجة الهوائية …
-ده تقليل مني مقبلهوش ابدا ..
قالتها مياس ضاحكة ..وهي تعطيه الخوذة ….
ا-ما عاش ولا كان اللي يقلل منك يا فراشة مقدرش أعمل كده خالص …..بس خير ليه الخوذة انا بدأت اتوغوش…
نظرت إليه بلوم مصطنع وهي تمط شفتيها كالأطفال :
-شوفت بتقلل مني ازاي ؟!
هز رأسه وهو يضحك ثم جذبها إليه ليقبلها بقوة على وجنتها ويقول :
-يا خبر مقدرش طبعاً….
احمرت وجنتها بخجل وهي تضربه على كتفه وتقول :
-بس عيب احنا في الجنينة حد هيشوفنا …
غمز لها وقال:
-متخافيش كل اللي شغالين في الفيلا عارفين أننا متجوزين….
ثم ارتدى الخوذة وقال:
-يالا بسم الله توكلنا على الله …
ابتسمت وهي ترتدي الخوذة الخاصة بها وتجلس على الدرجة الهوائية …جلس هو خلفها لتقول بجدية :
-امسك فيا كويس….
كتم ضحكته وقال :
-يا سلام ده احنا عنينا …
ثم جذبها من خصرها لتلتصق به الا انها ابتعدت عنه قليلا وقالت بحزم:
-لو مبطلتش قلة أدب أنا مش هركبك معايا وهنلغي المشوار…
-لا خلاص هبقى مؤدب …
ثالها ضاحكاً ثم تمسك بها برفق لتبدأ هي في القيادة …
……
بعد عشر دقائق كان يتمسك.بها ويقول بقلق .. :
-براحة يا مياس ….هدي السرعة يا مياس …حاسبي العربية دي…..
نفخت بضيق وقالت :
-هو فيه ايه يا سيف …بتعاملني كأني طفلة …بعدين مش شايف قد ايه انا محترفة في السواقة….
-بصراحة انا بخاف من الستات اللي بتسوق…
رفعت حاجبيها وقالت :
+على فكرة ده يدل أنك ذكوري مش بتعترف بقدرات الستات في المجالات المختلفة ….
-لا والله أنا بعترف بقدرات الست في كل المجالات الا السواقة …سيبني أنا عارف بقولك ايه ….
ضحكا سويا وقللت مياس من سرعتها قليلاً…
…..
بعد قليل ….
كانت مياس بالحديقة العامة ترفع رأسها لأعلى …رغم اقتحام الصيف الا ان الجو كانت به نسمات لطيفة ….اغمضت عينيها وهي تفكر كم هي سعيدة حاليا …وكم تخاف أيضا …تخاف الا تستمر تلك السعادة …هي لم تعتاد ان تستمر سعادتها ابدا …فحياتها في لحظة واحدة انقلبت….قد يحدث هذا مع سيف …قد بنقلب عليها فجأة ….ربما يختفي حبه يوماً ما وحينها سوف يكرهها….لن يتحمل أن يعيش مع هذا الوجه …
-عصير القصب بالبرتقال للهانم….
قالها سيف وهو ينظر إليها مبتسماً بينما يمد لها الكوب الكبير الملئ بعصيرها المفضل ….ثم جلس بجوارها وهو يشرب عصير القصب الخاص به ….
امسكت العصير وشربته وهي ما زالت شاردة …
-حاسس أنك سرحانة من وقت ما جينا الحديقة ايه اللي شاغل بالك ؟!
قالها بهدوء لتنظر إليه بدهشة فابتسم ابتسامة المدرك بأفكار الآخر وقال:
-مياس أنا بحبك ….وانا لما بحب شخص اصغر تفصيلة فيه بتهمني….أنا من وجهة نظري ان الحب عطاء .عطاء كبير …وانا نفسي اديكي حياتي كلها لو طلبتيها هديهالك …بس أنا برضه حاسس أنك بعيدة عني يا مياس …بعيدة اووي…
ابتلعت ريقها وهي تنظر إليه ….ثم أطرقت برأسها وتنهدت ليكمل :
-انتِ حتى مقولتيش لحد دلوقتي أنك بتحبيني …وانا نفسي…نفسي بجد اسمعها منك …عايز قلبي يطمن….خايف تضيعي مني ….
رمشت قليلا وهمست وهي ما زالت مطرقة برأسها :
-هي الكلمة دي مهمة عندك.جدا….هي مجرد كلمة ؟!
هز راسه وقال بجدية
-لما تطلع منك مش هتكون مجرد كلمة …هوك ن حاجة أنا مستنيها …كلمة تطمني أنك هتبقي معايا …كلمة تديني الامل احارب عشان تبقي معايا ….فلا دي مش مجرد كلمة …..
رفعت عينيها وهي تنظر إليه …بريق الدموع المحبوسة بعينيها حيره…لماذا هي خائفة لتلك الدرجة …هو متأكد انها تحبه…فإذا ما الذي يجعلها تخاف لتلك الدرجة ….
-مياس ايه اللي مخوفك …أنا والله بحبك …مش هتخلى عنك…والله ما هكون زيه مستعد اروح معاكي لآخر الدنيا …
كان يشير لوجعها الأول عمر….تنهدت وهي تقول بهدوء :
-سيف أنا ….
ظهرت اللهفة على وجهه وأمسك كفها وهو يقول :
-ها قوليها …أنا سامعك …
ابتلعت ريقها وقالت:
-انا عايزة أعمل عملية تجميل في وشي ….
ظهرت خيبة الأمل على وجهه وترك كفها وهو ينظر للجهة الأخرى ….حاول السيطرة على ملامح وجهه التي يسكوها خيبة الأمل وابتسم وهو ينظر إليها مجددا. وقال:
-كملي يا حبيبتي كنتي بتقولي ايه ؟!
-عايزة أعمل عملية تجميل يا سيف ….
لم يتخلى عن ابتسامته وهو ينظر إليها …حاول الا يظهر أي رد فعل يضايقها وقال :
-هو طيب ده هيفرق معاكي …
هزت رأسها بتأكيد …فرد :
-ايوة بس انتِ قولتي انك حاولتي كذا مرة والموضوع فشل ….
انهمرت الدموع من عينيها دون توقف ليقترب منها وهو يمسح دموعها ويقول بآسف :
-انا آسف يا فراشة …مش قصدي أزعلك والله بس أنا خايف عليكي …خايف أنك تزعلي …وانا والله مش عايزك تزعلي ابداً…أنا خايف لا قدر الله تعمليها وتفشل تاني وانتِ نفسيتك تتعب…
-ومين قالك ان نفسيتي مش تعبانة وانا كده يا سيف…أنا عايزة اكون جميلة …نفسي اكون جميلة …
-حبيبتي انتِ جميلة من غير أي حاجة والله انتِ ج….
-بس اسكت متكدبش عليا …كدبك بيخلي الموضوع أسوأ …
قالتها وهي تشيح بوجهها عنه ثم أكملت :
-عارفة أنك صادق في حبك يا سيف …متأكدة أنك بتحبني …بحاول اتقبل نفسي وانت بتساعدني …بس أنا نفسي أعمل العملية ….عايزة ارجع زي الأول …..
نظرت إليه برجاء خالص وهي تتمسك بكفه كأنه ملاذها الآمن :
-انا عايزة أعمل العملية يا سيف…انت قولت قبل كده أنك هتحقق كل احلامي صح ؟!صح …ده حلم من أحلامي…حلم اني ابقى جميلة …ساعدني احققه يا سيف ….
-مياس أنا خايف عليكي..
ثالها بيأس فهزت رأسها بلهفة وقالت:
-متخافش عليا .. مهما كانت النتيجة مش هزعل مادام حاولت….لكن هفضل طول عمري ندمانة لو خوفت ومجربتش …أنا عايزة اجرب يا سيف ….متحرمنيش من الفرصة دي …سمعت أن فيه دكتور شاطر هنا للحالات دي ..ممكن يساعدني …
كان ينظر إليها بتوتر …كان الحماس يكسو وجهها…هو يريد ان يراها سعيدة ولكن ماذا سيحدث لو فشلت العملية مجددا وساءت حالتها هو بالكاد يرمم نفسيتها السيئة …بشق الأنفس يفعل المستحيل ليجعلها تتقبل ذاتها …لو بدات في وضع آمل في علاج وجهها وفشلت سوف يعودا لنقطة البداية….ولكنه كيف يمكنه أن يرفض طلبها. هي تظهر هذا الحماس للمرة الأولى ابتسامة صغيرة ظهرت على شفتيه وهو يراها متاملة بشدة …تعبيرات الأمل تليق بها كثيراً…هو يحبها وضعيف امام مطالبها فلم يجد الا يقول :
-ماشي يا مياس هنشوف الدكتور ده …بس لازم تتقبلي أي حاجة لا قدر الله لو منجحناش مش عايزك تيأسي …واعرفي دايما ان حبيت مياس اللي قدامي وهفضل احبها لحد ما أموت…
ابتسمت له بسعادة كبيرة وقلبها يخفق بقوة ..وهي أيضا تحبه…وسوف تعترف له عندما تجري الجراحة ويعود لها جمالها ….هو يستحق هذا …لأول مرة تقرر ان تجري تلك الجراحة لأجل شخص آخر …هي تريد أن تفعلها لأجله ان أكون جميلة لأجله…لكنها لم تدرك ان سيف بالفعل يجدها اجمل امرأة في العالم لانه يراها بقلبه…قلبه الذي هي تمتلكه …فأصبحت هي المالكة الوحيدة ..
……..
بعد ان عادا من منزل شقيقتها …شعر عاصي انها ليست بخير …لذلك هو من ادخل ابنته ليجعلها تنام ….
كانت رحيق تجلس على الأريكة تضم ساقيها الى جسدها وتضع رأسها على قدمها وهي شاردة …تفكر بشقيقتها ….تتذكر دموعها ويأسها …نوران في حالة استسلام غريبة …هي ترحب بالألم ان كان هذا سوف يخفف عنها الشعور بالذنب ….اغمضت عينيها وهي تدعو ربها ان تكون بخير….ان يتقبل الله توبتها أن يغفر جاسم ويقبل ان يكمل حياته معها …نعم تعرف ان هذا صعب على أي رجل تقبله …ولكن جاسم يحب نوران ونوران أيضا تحبه…ربما يتمكن يوما ما من الغفران ….ربما ….
شهقت فجأة بقوة وهي تجد نفسها تُحمل بين ذراعي عاصي …وضعت ذراعيها خلف عنقه بذهول وهي تقول بأنفاس مخطوفة :
-ايه اللي بتعمله ده ؟!
-هنقعد نتكلم مع بعض شوية حاسة أنك متضايقة…
لم تعقب على كلمته بينما يخرج بها للتراس الخاص بالمنزل البحري ويجلس على المقعد ثم يجعلها تجلس على ساقه …حاولت التحرر منه الا انه تمسك بها جيدا وقال بجدية :
-فيه حاجة حصلت في بيت اختك ؟!
شحب وجهها قليلاً…خافت ان يكون قد سمع شئ فقالت بإرتباك ؛
-ايه اللي هيكون حصل يعني ؟!محصلش حاجة …
هز كتفيه وهو يتمسك بها ويقول :
-معرفش بجد من أول ما جيتي وانتِ في عالم تاني….فيه حد زعلك ….
-مشكلة بسيطة بيني وبين نوران …
قالتها وهي تحاول تتجنب النظر لعينيه…….
-مشكلة ايه ؟!
حاولت التملص منه وقالت :
-معلش يا عاصي مش حابة اتكلم
ثم حاولت ان تغير دفة الحديث وأكملت :
-خلينا نتكلم عنك انت ….
رفع حاجبيه وقال :
-عني أنا …
هزت رأسها ببساطة وقالت :
-حابة اعرف عنك اكتر …يعني انت تبان شخص مش راقي بس أنت بجد احسن اب شوفته في حياتي…يعني بجد أملاك محظوظة جدا ….
ابتسم لها وقال:
-طلعتي بتقولي حاجة غير الدبش ….
رمشت بصدمة وقالت :
-انا بقول دبش …يا عم شكرا …
ضحك هو وقال بكل صراحة :
-دي الحقيقة يا رحيق …أنا مش هكدب عليكي ….
ابتسمت له ثم خفتت ابتسامتها قليلاً وقالت :
-هو ممكن اسأل سؤال …ايه سبب حالة أملاك …أنا اسفة اني بسأل …لو مش عايز تجاوب خلاص …
اختفى أي اثر @للمرح من وجهه ثم قال وهو يبعد يديه عنها :
-قومي لو سمحتي …
رمشت عدة مرات وهي تشعر بالذهول من ردةفعله…نهضت بسرعة ..كانت مرتبكة بالبرود الذى كسا ملامحه …ثم بصدمة رأته وهو ينهض ويذهب الى الداخل دون اي كلمة ….ظلت واقفة وهي تشعر بالغباء ماذا فعلت لينقلب حاله بتلك الطريقة …هل أخطأت بالسؤال؟!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أسرت قلبه)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *