رواية مليونير السنة الفصل الخامس 5 بقلم عبدالرحمن الرداد
رواية مليونير السنة الفصل الخامس 5 بقلم عبدالرحمن الرداد
رواية مليونير السنة البارت الخامس
رواية مليونير السنة الجزء الخامس
رواية مليونير السنة الحلقة الخامسة
نظر «بشير» له بعينين متسعتين قبل أن يصرخ فيه قائلا بنبرة تحمل الغضب والتوعد:
– أنت اللي اتجننت علشان تكلم الحاكم بتاعك بالطريقة دي؟! واضح إن غفلتي اديتك حجم أكبر من حجمك وخليتك تنسى أنت مين وأنا مين، من النهاردة كل حاجة هتتغير حتى أنت هتخرج من حياتي يا أرديس
تمالك «أرديس» غضبه بعد أن شعر بالقلق حيال ما سمعه ليقول بهدوء:
– أنا آسف يا مولاي مقصدش أزعقلك، دي لحظة غضب عابرة وخلصت خلاص، أنا هجهز ليك المجلس اللي بتحبه وهعملك كل اللي يريحك
ضحك «بشير» بصوت مرتفع قبل أن يقول بسخرية:
– المجلس اللي بحبه؟ قصدك تجهز ليا الغفلة اللي أنا كنت فيها، ضيعت خمس شهور في السنة بتاعتي في طريق غلط وحياة غلط وزوجة غلط، عيشتني خمس شهور في ضلال وضلمة وملل وكره وغفلة، فلاك في الأول شاور ليا على الطريق الصح لكن أنت مشاورتش على الطريق الغلط، أنت زينته ليا وشوفت نفسي عايزة ايه ودخلت ليا من الطريق ده يا أرديس، أنا مش زعلان على الوقت اللي ضيعته ده كله في الضلال بالعكس أنا مبسوط إني مريت بده علشان أعرف بجد ايه الصح وايه الغلط، أعرف طريق الخير وطريق الشر ودلوقتي عرفت كل ده، امشي يا أرديس مش عايز أشوفك تاني، للأسف مقدرش أحبسك بس أقدر أخلي وجودك زي عدمه
شعر «أرديس» بالغضب والحزن لكنه لم يستطع التحدث أكثر من ذلك ورحل على الفور ليبقى «بشير» وحده يفكر فيما حدث خلال الشهور الماضية.
بعد مرور ساعتين استعد «بشير» للسفر وحضر «فلاك» ليقول بنبرة هادئة:
– مستعد يا مولاي؟
حرك رأسه بالإيجاب وقال بجدية:
– مستعد يا فلاك، وديني للمكان اللي هموت فيه عايز أعرف شكله وملامحه
– يلا بينا
***
انطلقوا في رحلتهم إلى هذا المكان المجهول وبعد مرور ساعات وصلوا أخيرا إلى صحراء واسعة شديدة الحرارة، كانت الشمس فيها قوية بشكل كبير لدرجة أنها كانت تسبب حرق لمن يتعرض لها مباشرة.
نظر «بشير» حوله بصدمة كبيرة لدرجة أنه بكى من هول هذا المكان. ربت «فلاك» على كتفه وردد بهدوء:
– دي نهايتك لكن ممكن تحط لمستك في الوقت الباقي من السنة بتاعتك علشان نهايتك تكون أفضل وأجمل، أنت تقدر تعمل ده أنا واثق فيك
نظر له «بشير» وقال بنبرة تحمل الخوف والحسرة:
– إزاي يا فلاك، إزاي أنا مرعوب
– اهدى يا بشير، اهدى متخليش الخوف يتحكم فيك ويخليك مش قادر تفكر، الخوف دافع ليك إنك تمنع ده، فكر إزاي ممكن تغير ده، فكر يا بشير، أنت تقدر تعمل حاجات كتير بس فكر
هدأ قليلا قبل أن ينظر له قائلا:
– أنا المفروض الحاكم، هصدر أمر بتعمير الصحراء دي وزراعتها وتوصيل المياة والحياة هنا، وبالمرة هوفر فرصة شغل للشباب الفقراء اللي مش لاقيين مساعدة زي ما أنا كنت زمان
ضحك «فلاك» وقال بسعادة:
– شوفت لما فكرت لقيت الموضوع بسيط إزاي، كنت عايزك تاخد القرار من نفسك مش ضغط عليك، وأديك خدت القرار يا بشير، توكل على الله وابدأ
***
عادوا من تلك الرحلة بعد وقت طويل وتوجه «بشير» إلى فراشه ليستريح من تعب اليوم بعد أن أبلغ الحراس والجميع بأن يُخبر الشعب بأن هناك عدة قرارات ولقاء مع حاكم المدينة.
بالفعل انتشر الخبر بسرعة كبيرة في المدينة وتعجب الكثير لأن تلك هي المرة الأولى التي يلتقي فيها حاكم من حكام تلك المدينة بالشعب لأنهم يعرفون أنهم يهتمون بتلك السنة لإسعاد نفسهم والاستفادة بأنهم أغنى أغنياء المدينة وليس الانشغال بمشاكل الشعب ومتابعة قضاياهم.
في صباح اليوم التالي خرج بشير للساحة التي سيلتقي فيها بالشعب وما إن ظهر صمت الجميع ولم يرحب به أحد. تحرك حتى وصل إلى المنصة ونظر إلى الجميع بخوف شديد لكن «فلاك» كان على يمينه وربت على كتفه ونظر له بابتسامة لكي يبث الطمأنينة في قلبه فتشجع «بشير» وزفر بهدوء قبل أن يرفع صوته قائلا:
– أنا عارف إن الساحة صغيرة ومش هتكفي حتى عشر الشعب لكن واثق إن اللي هقوله هيوصل لكل الناس لأني كنت في يوم من الأيام واحد من الشعب ده وحالتي كانت أصعب حالة في المدينة كلها، عدى خمس شهور مشوفتوش فيها اختلاف عن أي سنة عيشتوها علشان كدا مستغربين أنا ليه ظهرت بعد الوقت ده كله، أنا معترف إني كنت في غفلة وغرقت فيها لكن فوقت الحمد لله، أينعم متأخر بس إن الواحد يفوق متأخر أحسن ما يفضل في غفلته طول عمره، أنا جاي النهاردة مش كحاكم للمدينة، أنا جاي كفرد من الشعب ده، جاي اعتذر إني اتأخرت في القرارات اللي هبلغكم بيها دلوقتي، أنا آسف على التأخير بس ملحوقة، بما إني الحاكم أصدرت عدة قرارات هتفيدكم وتريحكم وكمان تريحني وتفيدني، أولا قررت إني ألغي قانون إعدام أي شخص يساعد غيره، مسموح نساعد بعض ومكافأة كمان لكل واحد هيساعد حد فقير علشان يلاقي أكل وشرب ومكان يعيش فيه، القرار التاني هو إلغاء كل القوانين اللي بتضر الشعب وفيها ضرر كبير وخوف، مسموح دلوقتي تعيشوا حياتكم عادي بدون قوانين تضركم أو تضايقكم، عيشوا بسلام طالما مفيش سرقة ولا جريمة ولا أخلاق وحشة، القرار التالت هو تعيين أشخاص لنشر الخير وتوعية الناس في كل أنحاء المدينة، عايزين نحب الخير لبعض وننشر السعادة والحب والكرم، إحنا هنا عون لبعض لو واحد تعب الباقي يدور إزاي يخفف عليه تعبه ويساعده، القرار الرابع هو تعمير صحراء المدينة بالكامل وزراعتها وده هيوفر فرص عمل للشباب اللي مش لاقيين شغل وطبعا هتفتكروا الراتب قليل، بالعكس الراتب الشهري هيكون أكبر من أكبر راتب بياخده حد في المدينة وده دعم كبير علشان الشباب دي تلاقي شغل وتكون حياتها وكمان كل اللي هيشتغل في المشروع ده هيكون له شقة يقعد فيها وفيها كل حاجة هو عايزها، أنا وقت قصير وهمشي ويجي غيري لكن عايز أسيب أثر كويس معاكم، عايزنا أفضل مدينة في الحب والتسامح والكرم والأخلاق والسعادة وكل حاجة كويسة، دي القرارات اللي خدتها، أتمنى تكونوا مبسوطين وتعيشوا حياة سعيدة وسلام دائم
ما إن انتهى حتى صرخ الجميع بسعادة بالغة وهتفوا باسمه بصوت مرتفع لترتسم ابتسامة رضا على وجهه وهو يتابع كل هذا التشجيع والحب من الجميع.
في تلك اللحظة نظر له «فلاك» وردد بابتسامة:
– شوفت إن طريق الخير خلى ليك قيمة وحبب فيك الناس في وقت قصير إزاي، كنت شايف إنك لو مت محدش هيهتم ولا هيزعل لكن دلوقتي لو ده حصل هتلاقي ملايين زعلانين لأنك سيبت أثر طيب عندهم، مبروك يا بشير أنت على الطريق الصحيح
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية مليونير السنة)