رواية هذا ليس عالمي الفصل السابع 7 بقلم نورا سعد
رواية هذا ليس عالمي الفصل السابع 7 بقلم نورا سعد
رواية هذا ليس عالمي البارت السابع
رواية هذا ليس عالمي الجزء السابع
رواية هذا ليس عالمي الحلقة السابعة
بعد وقت وفي أجواء من التوتر الشديد، جاءت زهرا وهي تركض نحو تميم الذي كان مستلقي على الأريكة بتعب شديد.
– يا واد عميي يا واد عمي نور فاقت.
نهض بِ لهفة شديدة، وهو يتمتم سريعًا: تشكري يا زهرا.
أنهى كلمته وهرول نحو الغرفة سريعًا، ترك باب الغرفة ثم فتح الباب بترقب.
فتح الباب بلهفة وهو يقول: نور انتي كو..
أبتلع كلماته الأخيرة وهو يرى نور تقف فوق الفراش وكل شئ حولها مُحطم، كأن كان يوجد إعصار داخل الغرفة!
نظرت له لثواني ثم صرخت بهِ بجنون: أيه، عايز ايه يا عريس الغفله؟ ما ده اللي ناقص، جايه من بلادنا عشان أتجوز واحد قد ابويا! ياض ده انت.. ده انت لو كنت خلفت كنت جبت قدي! اتجوزك اتجوزك انت!!
صرخت بأخر كلماتها وهي تلقي عليه باقة الزهور. بينما صرخ بها تزميم و هو ينحني ليصدها.
ت ميم وهو ينحني ليصد الفاز*
-في ايه يا بنت المجنونة؟!
أشارت لحالها ثم صؤخت مجددًا: أنا مجنونة! طب انا هوريك المجنونه على حق.
وفي ثواني كانت نهضت من الفراش، و ركضت نحوه وهي تضع ذراعه بين أسنانها بغضب، بينما تميم ثواني وكاژن صوت صراخه يصدح في المنزل.زز
چجججججججججججتميم بصراخ وهو يحاول أن يفلت منها: اععععع يا عضاضه سيبي دراعي، آههزژ
أبتعدت عنه بغضب ثم قربت رأسها من رأسه ببطيء ثم، فش بعصبية:مش أنا مجنونة أشرڨب بقى.
أنهت كلماته وهي على وشك أن تصدم رأسها برأسه بعنف، لكن أوقفها يد تميم، وهو يلوي ذرعها خلف ظهرها، و يقول لها بعصبية بعض الشيء: أهدي بقى، مش عشان سكتلك تسوقي فيها، لما تهدي كده أبقي أبعتيلي مع زهرا عشان عايز أقولك كلمتين، وياريت تهدي بسرعة عشان الكلمتين مينفعش يستنوا.
خَفيت آلمها الناتج عن قبضه يده وقالت بحنق: إن شاء الله، غور بقى وأوعى إيدي.
ضغط على ذرعها أكثر حتى صدر منها صوت آنين خبف حولت أن تخفي سريعُا.
-لسانك طويل أوي يا نور، وده مينفعش بس، مش مشكلة لما حببتي تدلع عليا شوية، يلا “goog night. baby”
ثم تركها وهو يلقي لها قُبله في الهواء، أما هي، فكانت تقف مثل الصنم لٱ تفهم ما حدث للتو، هل هو بحالات حقًا، تاره كان يموت خوفًا عليها، وتاره يتحول هكذا، وما هذا أيضًا هل هذا الشخص حقًا صعيدي! وماذا يقصد بِ “حببتي” ! نفَضت كل تلك الأفكار من رأسها سريعًا، وعادت للفراش مرة أخرى، وضمت مُعصمها بذرعها وفي دقايق كانت تدخل في سباق عميق مع النوم.
**************
NORA SAAD
أما في خارج المنزل.
اتوحشتك جووي جووي يا حاتم.
مسك يدها بحب وقال لها بلهفة: وأنتِ جووي جووي يا حبة القلب، أيه كل ده عشان أعرف اشوفك عاد؟ أيه موحشتكيش؟!
نفت برأسها سريعًا وقالت: لاه لا، ده بس البيت كلاته متكهرب من ليلة امبارح، بسبب اللي حُصل مع نور.
أنتبه فورًا وقال لها بتركيز : لية حُصل أيه؟
– أصل أني قولتلهم في البيت على اللي جولتهولي وراحوا لقوها هناك مع شاب صُح، فَخالي صالح قال إنها هتتجوز تميم أخر الأسبوع ومن ساعتها وهي الدنيا متخلبطه خالص.
تعجبت قسمات وجهه وقال في تعجب: كيف يعني مسكوها مع واحد وهيجوزوها لواحد تاني!
نفت برأسها ثم قالت بتوضيح: ما هما عرفوا أن الواد كان خطفها يعني مرحتلوش بكفها وخالي قال ****
بدأت تقص عليه كل ما حدث حتى الآن.
حاتم وقد أدرك الآن لماذا أبن عمه مُختفي مُنذ أمس، من المؤكد أن أحد من عائلة دهشان يحتجزه في مكانًا ما.
هتف سريعًا: طب أنتِ لازمًا تمشي دلوجت، وأنا هبقي أكلمك في المحمول
نظرت له بتعجب وقالت له بتسأول: ليه عادي!؟
قال لها موضحًا: عشان هتلاقي دلوجت كل اللي في الدار مش طايق نفسه، فَ لو حد شم خبر أنك برا الدار هيتقلبوا كلاتهم عليكِ أنتِ التانية، فَروحي أنتِ دلوجت عشان ميحصلكيش حاجه عفشه.
ابتسمت بأقتناع وقالت: ماشي أني همشي سلام.
تركته و رحلت و هو يُكاد أن يشيط غيظًا، فَ الخطة التي كانا وضعنها فشلت، وفشلت فشل زريع، فَمن الممكن أن زين تحت الضغط يعترف عليه ويفصح عن علاقته بزهرا ! نفض تلك الفكرة من رأسه على الفور، فَزين لم يسلمه بهذا الشكل أبدًا، نعم لم يسلمه أبدًا. كذلك كان يدور في عقل حاتم لكي يهديء من نفسه.
**************
في الدار، تحديدًا في مكتب الحج دهشان.
– عجبك اللي البت وصلت له ده يا صالح؟
تلك الجملة التي هتف بها بغضب وعصبية، فقابلها الآخر بخواء وقال بهدوء: مكنتش أعرف يا بوي، مكنتش أعرف أن هيحصلها كل ده، مكنتش أعرف أن الأوضة فيها كل ده، أنا.. أنا أكيد مكنتش هرمي بتي في أوضة فيها فران، أنا.. أنا مكنش قصدي أذيها يا بوي، مكنتش أقصد.
أنها كلماته وهو على وشك البكاء، فَنبرة صوته تغيرت تمامًا في نصف حديثه، بدأت قالقه وصادقة حقًا، وشعور الخوف على أبنته هو المسيطر عليه، فَتميم بلغهم بما فعلته نور حين فاقت، غصه عنيفة تملكت من قلبه، ولم يعلم ماذا يفعل، كل ما حدث أن الجد غضب وأجتمع بهم في مكتبه. حزن الجد على أبنه، ربت على كتفه بحنان عكس الغضب الذي كان عليه من دقائق، وقال بهدوء: خلاص اللي حُصل حُصل، دلوقت أنت متحيش جمبها واصل، بتك معملتش حاجة غلط عشان تعاقبها، أحنا لو لسه مصممين على الجواز فهو عشان راجلها يحميها من أي كلب.
صاح صالح بعصبية: ليه يا بوي هو أني مش هعرف أحمي بتي ولا أيه؟؟
ضرب بالعصا في الأرض بعنف وقال محتدًا: أحنا مش هنضحك على بعض، أنت وقتك كله لشغلك إذا كان هنا أو في مصر، وأنا شرحه، فممكن تقولي هتحميها كيف؟ هتحميها كيف وولد الأسيوطي حطها في دماغه.
– ولد الأسيوطي ده أنا هقطع رجله خالص ورقبته لو حكم الأمر.
هتف بها تميم غاضبًا وبعصبية شديد، رد عليه الجد بعصبية مماثله: أحنا مش قتلين قتله يا تميم، ولد الأسيوطي هيتربى ويترمي مترح ما جيه، ولو فكر بس يمس حد تاني من عيلة الدهشان هيكون ليا أني صرفه وقتها، المهم أنت لسة عندك أستعداد تتجوز نور يا تميم؟
تهللت ملامحه وهتف سعيدًا: أيوا يا چدي.
ابتسم الجد وقال: خلاص على بركة الله، وعلى فكرة ده حقك، حقك أن يكون ليك أبن من صلبك، أوعى تفتكر أن بتظلم أميرة بجوازك من نور، لااه يا ولدي ده حقك والشرع اللي حلله لك.
ابتسم وأومأ رأسه بتفهم، فالكل يظن أنه وافق على زواجه من نور لأنه يريد أن ينجب، لم أحد يعلم أنه يعشقها وأنها حلمه الأول والأخير، وأمنيته في كل صلاة وكل ركعة.
أقترب منه صالح وربت على كتفه وقال بحنان أبوي: عايزك تاخد بالك منها يا تميم، عوضها عن اللي أتحرمت منه معاي، خليك حنين معاها يا تميم.
ابتسم له تميم وقال له واعدًا أياه: وعد يا عمي أني هعوضها عن كل لحظة غمقة عاشتها في حياتها.
************
أما في بهو المنزل، حيث يجلسا سمية وأميرة يتسامرون
– هي فين بتك يا عمه؟
– عند وحدة من صحبتها يا أميرة، خير بتسألي ليه عاد؟!
ردت عليها بخبث: أبدًا أصلي وخده بالي أنها بتخرج كتير اليومين دول.
جزت على أسنانها وقالت لها بمتعاض: لا يا حببتي، بتي بتقولي هي رايحة فين وجاية منين متخفيش.
ثم أقتربت منها وبفحيح أفعى: إلا قوليلي متعرفيش جوزك فين؟ أصلي شوفته دخل عند عروسته يجي ساعة وبعدها خرج ومشوفتش وشه تاني زي ما يكون مش عايز بشوف حد غيرها.
عند سمعها لسيرة نور صُبغ وجهها باللون الأحمر من شدة الغضب وقالت: عروسة مين يا عمه؟ وبعدين تميم ما دخلهاش
ضحكت سمية بسخرية وقالت: واه انتِ مشوفتهوش لما جري عليها كيف المجنون أول لما فاقت! يلا أحسن أنك مشوفتيش أصل كان دمك هيغلي يا بتي.
و بالفعل نجحت سمية في غيظ أميرة، بل كانت على وشك الأنفجار! و أثناء محادثتهم جاء تميم من الخارج ألقى عليهم السلام ثم صعد لأعلى، أقتربت سيمة مرة أخرى من أذنيها وهمست بخبث: أطلعي ياختي حققي مع جوزك بدل ما أنتِ كنتِ بتحققي بتي راحت فين وجات منين.
وبدون أي حديث رمقتها أميرة بنظرة غاضبة ثم صعدت لتميم لكي تصُب عليه غضبها.
أقتحمت عليه الغرفة كان يبدل ملابسة، نظر لها بتعجب ثم كمل ما كان يفعل دون حديث، نظرت له بغيظ وقالت: حمدالله على السلامة.
نظر لها بستغراب من نبرة صوتها وقال: الله يسلمك.
-أيه ما لسه بدري عاد.
كملت بلهجة حادة: كنت فين كل ده يا تميم؟
نظر لها بعدم فهم: من أمتى يا أميرة وأنتِ بتسأليني كنت فين ولا جاي مَنين!!
عند تلك الحد أنفجرت بهِ غاضبة: من يوم ما عرفت أنك عايز تجبلي دُره.
نظر لها وهتف محتدًا: في أيه يا أميرة؟! دُره ايه؟ ما أنتِ شوفتي اللي حُصل، كنتِ عايزاني أعمل أيه، أسيب عمي يجوزها لواحد صايع ولا يرميها لأي كلب برا العيلة!
هتفت بحده هي الأخرى: لااه كيف تجوم متجوزها أنت عشان تداري على عارها.
فَلم يكن رد فعل تميم سوى صفعة قوية ضوت صوتها في أركان المنزل، صُدمت من رد فعله، فَهو لم يسبق و ضربها من قبل، لكن مُنذ قدوم ذَلك الحمقاء وهي أصبحت ملطشه له، وأصبح يمد يده عليها كما يحلو لها، ولماذا؟ لأنها تتحدث عنها!
وضعت يدها على خديها بصدمة وصرخت في وجهه بغضب: بتضرُبني يا تميم؟! بتضرُبني عشان وحده زي دي!
رفع في وجهها السبابه وقال بأنفعال: مسمعش حسك تاني، ولا لسانك يجيب سيرتها بحاجة عفشهه، و إلا هتندمي على اليوم اللي أتولدي في يا أميرة، ونورر بت عمي أشرف مـن أي بتت أهنه، فاهمه ولا أفهمك أني.
أنهى كلماته وهو يدفعها بعيدًا، صفح الباب خلفه بحده، ثم دخل غرفه أخرى لكي يستريح بها، أما تَلك المسكينه فَكانت تجلس تبكي على الفراش و هي تتذكر كل الحظات السعيدة الذي قضتها مع تميم، و تتذكر إيضًا تَلك الصفعتان التي أخذتهم من أجل ذَلك الفتاة! ظلت تبكي وهي تتخيل أن تميم سوف يهملها و يبعد عنها بعد زواجه من نور، ولكن لمعت في ذهنها فكرة ما جعلت دموعها تجف عن السيل.
**************
كان الظلام يعُم المكان، ها هي الثالثة فجرًا، وكل من في البلد نائمين تقريبًا، إلا تلك المسكينة التي كانت تخطط وتكرر أن تهرب، نعم فَهي قررت إنها سوف تهرب من ذلك الجحيم الذين يريدوا أن يضعوها بهِ، فَ أنسب حل هو الهرب. تسللت من الشرفة التي تطل على الحديقة الخلفية، وظلت تركض وهي لا ترى أي شئ من شدة الظلام، دقايق مرَت عليها وهي تركض في طريق منتظم، ولكن ثواني وكانت تتسمر في مكانها بسبب هذا الشيء الذي ظهر لها من العدم.
خرجت منها شهقة من أثر الصدمة وهمست برعب: احيه!
يتبعع****
تفتكروا نورر شافت أيه؟
طب هتعرف تهرب ولا هتتجوز؟
زين ايه اللي هيحصله؟ وممكن يسلم حاتم لعيلة الدهشان عشان يخلص نفسه؟!
أميره هتوافق بالوضع ولا هيكون ليها رأي تاني؟!
كل ده و أكتر هنعرفوا في الحلقات اللي جاية.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية هذا ليس عالمي)