رواية كبرياء صعيدي الفصل الثاني 2 بقلم نور زيزو
رواية كبرياء صعيدي الفصل الثاني 2 بقلم نور زيزو
رواية كبرياء صعيدي البارت الثاني
رواية كبرياء صعيدي الجزء الثاني
رواية كبرياء صعيدي الحلقة الثانية
” قـــرار محســــوم”
رمقه “عبدالحكيم” بنظرة مُرعبة علي ما يفعله وتجرأه على تخطي جده الكبير هنا وعصيان امره، نظر “نصر” إلى “عطر” التى تتألم فى يده وقال بانفعال:-
-دى لازم تموت ونغسل عارنا جبل ما الناس تبدأ تتكلم علينا وعلى العيلة اللى حطت شرفنا فى الأرض
صرخت “عطر” بألم شديد من قبضته وهى تحاول أن تفلت شعرها من يده وقالت:-
-أبعد عني ، أنت مجنون ومتخلف
ضربها بمؤخرة المسدس فى جبينها بقوة بتهور لتصرخ من الألم وجعًا والدم تسيل من حاجبها، لم ترى شخصًا مجنونًا متهورًا فى حياتها مثله، يضرب قبل أن يفكر ليقن عقلها بانه سيقتلها إذا نوي ذلك دون أن يتردد دقيقة فى التفكير بهذا الجُرم، لم يكتفي “نصر” بضربتها ، بل رفع يده ولطم وجهها مرةً وقبل أن يفعل الثانية وجد “عيسي” يمسك يده مانعًا له، نظارات الغضب والكره ممزوج بالحقد تمامًا النار الذي يلمس البنزين، أنتفضت “عطر” ذعرًا من ضربه حتى ظهر “عيسي” الرجل الذي تحرك له جفنٍ أمام كل هذه القسوة والحجود الذي تتعرض له هذه الفتاة الصغيرة، تحدث “عيسي” بقسوة قائلًا:-
-كفاية يا نصر، كفاية
أجابه “نصر” بغضب سافر مُتقززًا منه:-
-اي دا، هي عجبتك ولا اي ، فوج يا كبير فوج يا عيسي بيه ي ابن السرايا وقرة عين جدك دى زبالة من زبالة الشارع هتنجسك متستلش رحمك وأسمع مني ي ابن عمي
أرتجفت “عطر” بألم وشهقاتها تملأ المكان وجميع نساء المنزل يشاهدون فى صمت لم تجرأ واحدة على التفوه بكلمة واحدة بينما نظر “فؤاد” إلى هؤلاء الشباب الذين يتعاركون معًا بالألسنة وثلاثهما “خالد” يشاهد بسعادة تتملكه فقال”فؤاد” بحزم قوي ونبرة خشنة غليظة:-
-أستحي على حالك أنت وياه كبيركم واجف لسه مماتش، كيف تكونوا جليلين الربية أكدة، بتجرروا وتنفذه من رؤوسكم
أبتلع “عيسي” لعابه بقلق وترك يد “نصر” مُتأففًا يقول:-
-يا أبويا أنا ….
صرخ “فؤاد” بيه غيظًا من تصرف ولده:-
-ستحي علي حالك وحط فى عينك حصوة ملح يا عيسي.. أبوك واجف
نظر “نصر” إلى هؤلاء الرجال كبار عائلته ثم دفع “عطر” بقسوة لتتحضنها “حنة” بخوف عليها من هؤلاء البشر وتلعن “عاصم” الذي جلبها إليهم تكن ضحيتهم فى الكره والغضب، خرج “عبدالحكيم” للحديقة الخلفية للمنزل وهو يناديها قائلًا:-
-تعالي يا بت يا ضياء
نظرت “عطر” إلى “حنة” فأشارت إليها بأن تذهب، جففت دموعها بأناملها الصغيرة وذهبت خلفه للخارج، رأته يجلس على الأريكة البيضاء المصنوعة من الخشب فجلست أمامه على المقعد المجاور، نظر “عبدالحكيم” للنجوم التى تتلألأ فى السماء وقال بنبرة خافتة:-
-أبوك عصاني من 25سنة وأتحداني عشان بس يتجوز أمك البنت المصراوية اللى للعبت بعجله وجلبه وخلته مشايفش فى الدنيا حاجة غيرها واصل ولا حتى أهله وناسه ومع مرور السنين والعمر فجدت كل الأمل أن أشوف ولدي جبل ما أموت كيف ما أمه ماتت وهى نفسها تشوف ولدها وتضمه لصدرها
أخفض نظره عن السماء ونظر إلى وجه “عطر” الملاكي وجمالها الرباني التي خُلقت به ثم تابع حديثه قائلًا:-
– عمري ما تخيلت أن ربنا يحرمني من ولدي ويبعتلي حتة منه
نظر ليديها المُتشابكتين بخوف وتفركهما بقوة من الذعر الذي أصابها من المكان وقسوة “نصر” عليها ورجفتها حتى دموعها التى جففتها لم تأبي التلاشي وظلت تتساقط فى صمتفقال بنبرة خافتة مُطمنئة لقلب صغيرته:-
-أطمني ي بتي أنا مصدجك، مصدج أنك عفيفة ومعملتيش كيف ما الجحش اللى جابك دا ما جالك، اللى تستحي وتخاف أكدة متبجاش خاطية، لأن الخاطية بجحة بطبعها
جاءتها “حنة” بخمارها الرمادي فأخذته “عطر” مُسرعة ووضعته على راسها تخفي شعرها بعد أن سحبها “نصر” من الغرفة بالقوة قبل أن ترتدي خمارها فتبسم “عبدالحكيم” بلطف وقال:-
-دهب … بت يا دهب
جاءته سيدة فى منتصف الثلاثينات ترتدي عباءة بيتي وتلف حجاب صغير للخلف حول رأسها تعمل بالمنزل كخادمة ترعي هذا المنزل وتساعد سيداته فى الأعمال المنزلية، قالت بعفوية :-
-أطلب يا أبا الحج
تبسم “عبدالحكيم” وقال بحنية لم تقابلها “عطر” من زمن:-
-ذهب بجي بنت ناس أصول عاشوا ويانا فى الدار دا من أيام أبويا، انا اللى ربتها مع مرتي الست زهرة الله يرحمها كانت زهرة شبابي ولما راحت راح وياها الشباب كلته ، يلا مهدوشكيش دلوجت بحكايتنا، نادي على فيروزة أنا عاوزها
تبسمت “ذهب” بلطف وقالت:-
-عيني ليك يا أبا الحج وهعملك ويايا كوباية شاي بالنعناعة تستاهل بوجك
أومأ إليها بنعم لتغادر فأنحني قليلًا نحو “عطر” وقال بمزاح يخفف من توترها وخوفها:-
-عاشريها لكن مش أكتر من دجيجة لأحسن دي غلبت محطة الردايو فى الرغي
ضحكت “عطر” رغمًا عنها بطريقة حديث “عبدالحكيم” ثم أومأت إليه بنعم، أتته “فيروزة” تقول بهدوء:-
-نعم يا جدي
تبسم “عبدالحكيم” بلطف وعاد بظهره للخلف بوقار وأتكئ بيديه على عكازه وقال:-
-تعالي يا فيروزة، أنا خابر زين أنك العاجلة فى الدار دا وكمان من سن بعضكم، خديها وخليها تنام وياكي فى أوضتك الليلة دى وبكرة الصبح دهب هتجهز لها اوضة ليها مخصوص، خلي بالك ….
-أنتِ جولتلي أسمك ايه؟
تنحنحت “عطر” بلطف وقالت:-
-عطر
تبسم بعفوية جعلت عينيه تتلألأ فرحًا وإمتنانًا ثم قال:-
-زمان كنت أتمنى يرزقني ببت عشان ستك كانت عاوزة تمسي عطر وفل كيف ما هى زهرة ، الله يسامحه أبوكي معملش خير غير أنه سامكي عطر يا عطر فوح أنتِ
ضحكت “عطر” و”فيروزة” عليه فأشار لهما بأن يذهبوا مع “حنة” ويتركوا وحده، خرجت “فيروزة” معها وهى تقول:-
-أهو هيجعد اكدة يتفكر ذكريات الماضي والحنين لستي زهرة أصل دا مكانهما المفضلة ولحظاتهم الحلوة كلها فيه تجريبًا ، سيبك أنا بقي فيروزة بنت عمك فؤاد عندي 23 سنة ومخطوبة لعمورة ابن خالتى يارب يجمعنا بجي وأتجوز، ما عيلنا مهدوشكش بحكايتنا ، لو أحتجتي أى حاجة عرفيني وأوعي تفكري أنك هنا فى الصعيد وارياف وكدة لا أنتِ أى حاجة هتتطلبيها هتلاجيها وهتتبسطي أهنا جوى جوي وهتحسي وتعرفي يعنى أي عائلة وناس تكونلك ضهر وسند وونس بحج وحجيجي
قاطعهما صوت “خضرة” التى تجلس على الأريكة فى الصالون وتضع قدم على الأخري وفى يدها كوب الشاي، قائلة:-
-والله وجه اليوم اللى دارنا يدخلوا أنجاس
أشارت “فيروزة” على “خضرة” بضيق وقالت:-
-ألا دي، شوفي كل عائلة فيها حرباية صغنن ، أهو عندينا أهنا الحرباية الأم بعدي عنها وأوعي تديها فرصة تلدغك
نظرت “خضرة” إليها بضيق شديد وقالت:-
-بتجولي أي يا بت سلفتي ما خابرة أن لسانك دا كيف الحية بتتلفي بي
كادت “حنة” أن تتحدث فقالت “فيروزة” بهدوء هامسة إليهما:-
-لا، أكدة تعمللها اللى هي عايزاه ، دى عجابها الوحيد تتجاهليها وتسلمي شرها
صعدت “فيروزة” معها للدرج وقالت:-
هنا بجي هتلاقي أوض النوم بتاعتنا لكن الدور اللى فوق فيه 5 شجج واحدة لأبويا والتانية لعيسي أخويا لما يتجوز وواحد لنصر وخالد ولاد عمي برضو للجواز بس نصر جاعد فى بتاعته لأنه فرشها لما أتجوز بس طلج ولما طلج منزلش والخمسة مجفولة طوب أحمر سمعت أنها لعمي ضياء
دلفت إلى غرفتها مع “عطر” وقالت:-
-أحكيلك بجي عن عائلتنا، اهنا فى البلد عائلتنا الكبيرة وجدي عبدالحكيم كبير البلد كلتها وأبويا بجي ماسك إدارة كل الشغل وعيسي ماسك كل المال والحسابات ودا بجي اللى كايد مرات عمي وعيالها لأن نصر هو الكبير ويعتبر شغال عندهم ماسك المحصول وبس أنما عيسي بجي أخويا ضي عيوني يعرف الصغيرة جبل الكبيرة
سألتها “عطر” وهي تخلع حجابها بلطف قائلة:-
-هو فين عمى دا؟
ضحكت “فيروزة” بسخرية من حال هذا الشايب وقالت:-
-مين عمي ناجي… مختفي، هو أكدة جليلة لما هتلاجي فى الدار أو هتشوفيه، بتاع نسوان طول ما هو مع واحدة مختفي لما يحب يغيرها هيجي حد كدة مجرفة بس نصيبنا
فتحت خزانة ملابسها بهدوء وأخرجت منها بيجامة زرقاء بنصف كم وقالت:-
-خدي ، خشي خديلك حمام وأتسبحي أكدة وغيري خلجاتي وأرتاحي، لو أحتجتي أى كريمات ومرطبات أو أسكربات هتلاقي كله فى الدولاب الصغير فى الحمام جنب المرايا وكمان فى شموع عطرية تهديكي وهتعجبك جوى
___________________________
جلس “فؤاد” مع “عبدالحكيم” وقالبقلق:-
-هتعمل اي فى المشكلة دى يا حج؟
تنهد “عبدالحكيم” بقلق من القادم وما حل به فقال بتوتر وحيرة:-
-حاجة لا كانت على البال ولا على الخاطر، تظهر عيلة وتجولي من لحمى ودمي وكمان متجوزة وجوزها بيطعن فى شرفها واللى جاي يجلج ويخوف وأخوك الله يكسفه رمي بته من غير ضهر ولا سند والعيلة اللى فوج دى مالهاش دلوجت غيرنا إحنا بعد ربنا
تحدث “فؤاد” بقلق شديد مما سمعه وقال:-
-خلاص نأخدها نكشف عليها وكيف ما جالت الست دى اللى يحكم بينا الحكيمة
نظر “عبدالحكيم” بقلق إلي وجه ابنه وقال:-
-لا… أصل حتى لو طلعت كيف ما جال النطع دا هنستر عليها ماهى لحمنا، أنا هجوزها … هطلجها منه وأجوزها
نظر “فؤاد” إليه بأندهاش وقال:-
-هتجوزها… هتجوزها مين؟
تنهد “عبدالحكيم” بغيظ شديد ثم قال:-
-نصر …. أصل أنا فكرت فى عيسي بس لا عيسي ميستاهلش جوازة زى دي وخالد زبالة كيف ابوه بيجري وراء أى حرمة
أندهاش “فؤاد” من قراره وقال:-
-نصر!! دا كان هيجتلها يا حج
ضحك “عبدالحكيم” بسخرية وهو يفهم كل شخص بهذه العائلة أكثر من أى شخص آخر وقال:-
-تبجي لسه متعلمتش يا ولدي رغم معاشرتك دى كلتها ليا، نصر ميعرفيش يجتل…. نصر عمل أكدة عشان البت عجبته ولو خدت بالك من خناقه مع عيسي جاله لتكون عجبتك أنت كمان، البت عجبته وهو عايز يتجوز لكن عيسي لا مميالش للجواز دلوجت ، وما دام عجبته انا هديهاله منها يسترها ومنها ينزل من على دماغي بموضوع جوازه
أومأ “فؤاد” بنعم لوالده فقال “عبدالحكيم” بهدوء:-
-أبعت مرتك تصحيها وبعد ما تفطر تتكلم وياها فى الموضوع وأنت خد وياك الرجال وتخلي الواد دا يطلجها
ذهب “فؤاد” يلبي طلب والده فى هدوء على عكس ما حدث إلي “عطر” حين سمعت بقرارهما فانتفضت كالبركان الناري الذي أنفجر للتو ونزلت من الأعلي غاضبًا لترى “عبدالحكيم” يتحدث مع “نصر” فى الزواج فقالت بغضب سافر:-
-أنا مش عايزة أتجوزه، أنتوا مين عشان تقرروا أنا أتجوز مين؟
تحدث “عبدالحكيم” بنبرة قاسية حادة بعد أن ضرب عكازه بالأرض حتى صمت الجميع:-
-إحنا أهلك وسواء رضيتي أو لا أنتِ حتة مننا
نظرت “عطر” إلى جدها هذا العجوز الذي قرر تزويجها رغمًا عنها دون أن يهتم لرغبتها أو رأيها وهؤلاء الأشخاص الذين يستمعون لحديثه دون أن يعارضوا أحد ثم قالت بذهول من صمت الجميع:-
-أهلي!! أنهى أهل أنا معرفكوش، وأنتوا كمان متعرفونيش أنتوا مجرد اسم موجود وراء اسمي فى البطاقة، أنهى أهل دول اللى يجوزوا بنتهم بالإكراه والقوة، أنا مستحيل أتجوز المتخلف دا ولو كان الأمر على جثتي
لم تكمل حديثها حين مسكها “نصر” من شعرها بقوة وسحبها بالإكراه نحوه ثم قال بنبرة غليظة مُرعبة:-
-المتخلف دا هو اللى هربيكي ويكسر رأسك نصين، ولو على الجثة متخافيش إحنا عندينا أهنا المجابر كتيرة
دفعته بقوة بعدين عنها ودموعها تنهمر على وجنتيها بأختناق وحسرة تمزق قلبها ثم قالت:-
-أنت فاكر نفسك راجل، أنت مش راجل ولا أى حد فيكن راجل ولا عاصم راجل ولا بابا راجل، كلكم أستقويتوا عليا
لطم وجهها بقوة حتى خرجت منها صرخة قوية أرعبت الجميع وخلعت القلوب من محلها فأنتفض “عبدالحكيم” ذعرًا من فعل حفيده وقال بقسوة:-
-نصر، حذاري تمد يدك عليها تاني، أنت فاهم ولا لا
خرجت من المنزل بذعر ركضًا هاربة من الجميع ومن هذا القدر ليركض خلف الكل بقيادة “نصر”، ظلت تركض بأنهيار ودموعها كالشلال لا تتوقف عن الذرف على وجنتيها، حتى أرتطم جسدها بجسد قوي صلب كالحديد لترفع نظرها حين رأت وجه” عيسي”، نظر إلى عينيها الباكيتين وأثر أصابع “نصر” على وجنتها واضحة كوضوح الشمس، تشبثت بعباءته بضعف وهتفت بنبرة باكية واهنة وصوت مبحوح:-
-أرجوك، متخلهوش يأخدني لو بتحب ربنا
نظر “عيسي” إلى “نصر” القادم نحوهم ركضًا مع الغفر وكيف له أن يمنعه من أخذها بعد أن قرر جده تزويجها له والآن هى تخص “نصر” وحده، شعر بأناملها تتشبث بعباءته وجسدها الصغيرة يختبيء بين ذراعيه، أنفاسها المُتقطعة تضرب صدره ورجفتها تقشعر بدنه الصلب، أقترب “نصر” منهم وسحبها من يدها بالقوة وهى تصرخ بألم وقالت:-
-سيبني… حنة… يا حنـــة
ألتف وهو يسحبها خلفه لكن شعر بثقل فى يده فنظر ليجد “عيسي” يتشبث بذراعها الآخر وقال:-
-مش أكدة يا ولد عمي
نفض “نصر” يده بغضب ونظرة مليئة بالكره وقال:-
-مالكش صالح، خطيبتي وأنا حر فيها يكش اولع فيها حية … خليك فى حالك يا عيسي بيه ولا شوفلك واحدة ترضي بيك
نظر “عيسي” إلي وجه هذه الفتاة المُنكسرة ضعيفة الجناح ومر من جانبهما تاركًا هذه الضعيفة فريسة لهذا الوحش، وقد دهسها القدر عندما جمعها مع أسوء الأشخاص خلقًا……….
________________________
صُدم “فؤاد” كليًا عندما سمع كلمات “عاصم” يقول:-
-اسف أنا مش هطلق وعايز مراتي……..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية كبرياء صعيدي)