روايات

رواية رهان خاسر الفصل الخامس 5 بقلم سلمى سمير

رواية رهان خاسر الفصل الخامس 5 بقلم سلمى سمير

رواية رهان خاسر البارت الخامس

رواية رهان خاسر الجزء الخامس

رهان خاسر
رهان خاسر

رواية رهان خاسر الحلقة الخامسة

في منزل ريم
القت ريم راسها في جوف صدر حنين واجهشت بالبكاء علي ما وضعت نفسها به،
اخذت حنين تواسيها وتهدئي من شدة انهيارها حتي تفسر لها ما حدث وكيف تزوجت
لماذا تممت زواجها من ذلك المدعو حمزة؟!
إذا كان سبب زواجها هو الحفاظ علي اخلاقها حتي لا تخون ثقة حبيبها الذي سيعود بعد أيام ليأخذ الموافقة علي الزواج بها، فهتفت سائلة:
ارجوكي يا ريم فهميني إزي تسمحي لحمزة ده يدخل عليكي، انت عارفه عملتي في نفسك ايه بعملنك دي، بعيد عن خسارتك لدكتور خالد، انت خسرتي نفسك وثقة والدتك فيكي
والأهم ادبستي في جوازه من شخص متعرفهوش يمكن يستغلك ويبتز مالك علشان يطلقك
حسبي الله ونعمه الوكيل فيكي يا خلود
بسبب حقدها عليكي وغيرتها منك وغلها كسرت قلبين ويا عالم هتخلص جوازتك دي علي ايه لسه
رفعت ريم وجهه عن صدر حنين وكفكفت دموعها وردتت عليها بتوتر وحيرة زلزلت تفكيرها:
انا مش خايفه من حمزة رغم اني فعلا معرفوش بس صدقيني ، انا عمري ما حسيت بالراحه والأمان مع حد بعد بابا الا مع حمزة وكمان قلة خبرتي بالعلاقات
محستش بنفسي بعد احتوائه ليا ومغازلته، غير وانا في سريره بصرخ من الم العلاقه وطمس براءتي باتمام زواج مكنش في الحسبان
ضغطت حنين علي شفتاها بغيظ وسألته بصدمه وحيرة:
من كلامك بيقول أنه مش اجبرك ولا فرض نفسه عليكي، بس ازاي يا ريم تسلمي بسهوله كده، كان فين عقلك وحبك لدكتور خالد
زفرت ريم بقوة وردت عليه بشرود:
معرفش بس حمزة ده غريب في كل حاجه، حنانه وخوفه عليا ولهفته، كانه عاشق، كان بيعاملني برقه وعذوبة واحتوائي وحنان ابوي بريئ أكثر منه رغية
مش زي اي راجل مع ست، صدقيني يا حنين
عيونه كانت بتنطق بكلام عمري ما شفته ولا حسيته مع حد، رغم أن معرفش بلغة العيون لكن حسيت كانه بيقولي أخيرًا وصلت لبر الأمن وفي حضنك رست سفيتي علي جنة العشاق
أغمضت عيناه بقوة تستعيد لحظاتها الاولي مع حمزة واكملت بحسرة وحيرة من أمر نفسها فهي لا تمقته ولا تحمله الذنب بل تشعر أنها ظلمته بزواجه منه:
بعد اللي شوفتوه في البلكونه، طلب منا ناكل مع بعض، مجرد خلصنا اكلنا شغل موسيقي هادئة ومد أيده علشان ارقص معها لما رفضت قالي انه ده كان حلم من احلامه ياريت احققهوله، حسيت بالإحراج منه ورقصت معها، فجأة ضمني لصدره
رفعت عيناها اليها بخجل من نفسها فسالت دموعها :
اقسم بالله ما حسيت بنقسي بعدها، كنت زي للبردانه اللي لقت الدف في حضنه وحنانه وضمته ليا، كانت مشاعري متلخبطه ومشتته بين احتياجي للحنان وبين احاسيس جديدة بعيشها لاول مره في حياتي ، كانت احاسيس جميلة وفوضوية بشكل طفولي
محستش بنفسي غير وهو بيضمني ويهديني ويواسي روحي الممزقه من إتمام جوازنا، لكن هو ظن أنه الم العلاقة،
تنهدت بقوة واكملت بشرود، تتذكر كل أفعاله معها:
كان حنون اوي ياحنين وملهوف عليا كاني روحه
متخيلتش أن الزواج علي قد صعوبته في اول لقاء بيكون فيه كل كمية العطاء دي، هداني واحتواتي وحاول يخفف عني بكل الطرق،
راعي خجلي ومفرضش. نفسه عليا دخلي اخد شاور وطمن قلبي وأكد أني حلاله، ورغم كل ده وعدني بشبكه وفرح وفستان زفاف علشان افرح امي
جايلي مشروب خلاني استرخي ، ورغم كسرت قلبي حسيت معاه بالراحه والسكينه احساس صعب تحسيه مع حد تقابليه لاول مره في حياتك لكني حسيته وارتحت ليه كانه ملاذي اللي ببحث عنه،
فجأة صمتت تذكرت عذوبة أشعاره وقالت له:
عارفه في عز ألمي وضمته ليا لمواساتي قالي كلام خلاني نسيت نفسي تاتي بحضنه كاني ما صدقت أنه حقي،وقضيت الليله معاه كزوجة بكل ما تحمله من معني ، نزلت دموعها وااكملت بحزن:
انا صعيان عليا نفسي اوي يا حنين وصعبان حمزة انا اللي دخلته حياتي وعيشته الحلم وصغبان عليا خالد اللي ممكن يكون رجع خصوصي علشان يرتبط بيا زي ما أتمني واتمنيت
زفرة بقوة وعيناه لا تهدأ عن ذرف الدموع:
مش عارفه القدر بيلعب لعبته لحساب لمين ولا علي مين ولصالح مين، لكني اللي واثقه منه أن اللي زي حمزة مش بالساهل يتخلي عن مسؤولياته، ولو عرف استهانتي بيه وبمشاعرة وبقدسية الزواج
استحالة يطلق، ويمكن ينتقم مني أو يعاقبتي لاني اقتحمت حياته بدون وجه حق،
علشان كده هربت و قفلت تليفوني خفت يكون سجل الرقم عنده،
فجأة نظرت إليه بذعر وحذرتها قائلة:
وانت اوعي تروحي الكافية ليسأل عنا، حتي لو وصل للجامعه مش هيستدل عليا لان بطاقتي للان لسه علي عنواني القديم في المنصورة
نهضت حنين شاعرة بمحنة صديقتها فقد استغل ذلك الوغد براءتها وتمم زواجه منها علي عجل ليسيطر عليها، والان تخاف من رفضه الطلاق، كم هي ساذجة وتظنه رجلًا ذو اخلاق، تنهدت بقوة وقالت:
اسمعي يا ريم انت لازم تطلقي من البني ادم ده، انا خفت عليكي منه أكثر من الاول ، مفيش راجل كده حتي لو عاشق، ده مكار ولعب عليكي بشوية حنيه
أمسكت يدها وضغطت عليه مواسيا :
افهني يا ريم اللي بتقولي عليه جدع وشهم وحنون ، ده شافك عديمة الخبرة وعرضتي عليه نفسك، قال فرصه جوازه ببلاش وفضل يدحلب ويرسم عليكي الحنان لحد ما تمم جوازه منك
وبقيتي دلوقتي تحت طوعه، كويس انك هربتي منه لحد ما نشوف ليه حل،
بس الأسلم تخلعي منه من غير ما يعرف يوصلك، وبعدها نشوف هنعمل ايه مع دكتور خالد اللي جاي وناوي علي الارتباط بيكي
فجأة حكت راسها بتفكير وقالت:
لو عايزه راي انا عندي ليكي حل هو غير اخلاقي بس ينقذك من ورطتك ويحقق حلمك في الاستقرار مع الإنسان اللي بتحبيه
جفلت ريم من حديث حنين المجحف في حق حمزة وحاولت أن تظهر له شخصيته المميزه لكن حنين رفضت أن تستمع لها ورأت أن رايها هذا نابع من موقفه الشهم معها وليس الاخلاقي،
فاين هي أخلاقه من زواجه بفتاة دون أن يعلم عنها شئ أو يطلبها من ذاويها، وايضا استغلالها باتمام زواجه بها، قبل ان يعطيها حقوقها الشرعية من مهر وشبكة واشهار زواج
انهارت ريم أمام حديث حنين عن حمزة واكدت لها بأنه كان سيقوم بكل هذا لكن لحظه ضعف عاشاها سويا جعلت زواجهم اكتمل، لكنه وعدها بفعل كل ما قال، في الغد لولا هروبها منه
باستمرارها في الدفاع عنها هزتها حنين بقوة وقالت:
فوقي يا ريم ده بيسكن روحك وعقلك لحد ما يعرف وضعك المادي وظروفك ويستغله وهيبتزك صدقيتي
سيبك منه دلوقتي، انا هشوف محامي كويس يعملك قضية خلع ونخلص من الجوازه دي بسلام
رغم اني الحل عندى ونقدر نثبت أنه مدخلش عليكي ويبقي مطلقه بكر مش ثيب
طالعتها ريم بصدمه:
بتقولي ايه ازاي ده يحصل وهو دخل عليا فعلًا،
ابتلعت حنين ريقها وقالت اقتراحها اللاخلاقي :
كل الحكاية عملية بسيطه عند دكتور محترف، بعدها
نرفع قضية طلاق مش خلع، لانك بنت لعدم وجود توافق ،وقتها هو مش هيقدر يثبت أنه اتجوزك فعليا وهيتم الطلاق بتنازلك عن نص مهرك وشبكتك ،
ايه رايك الحل ده اسلم ليكي وبها تقدري تتجوزي دكتور خالد بدون الخوض في مشاكل
ضقت حدقتاها بذعر من ذلك التفكير الشيطاني الذي يعارض اخلاقها وتربيته لكن يحل أزمتها، لم تصدق ريم ما قالت حنين فزفرت بضيق وردت عليها بحدة:
لاء يا حنين حمزة بقي جوزي، حتي لو ظنك فيه أنه بيلعب عليا وعلي مشاعري البريئة، بس اللي بينا حلال مفيش داعي انكره، انا بس محتاجه وقت افكر ازاي هواجهه وأوجه خالد بجوازي من غيره،
لو كان لسه باقي عليا انا هطلق من حمزة بالمعروف أو حتي لو زي فكرتك عنه أنه استغلالي هديلها اللي يطلبه لو حصلت كل ميراثي من بابا مهو شكله معلون ، يس مش هسمح لنفسي اني اتدني بأخلاقي لأخلاق للمنافقين والمدلسين للحقيقه لصالح مآربهم الخاصه حمزة جوزي وده واقع لازم اتعايش معاه،
نهضت من جوار حتيت وضغط علي الخاتم بقوة واكملت بالم يمزقها:
انا رهنت مره علي أخلاقي وتديني صحيح كسبت الرهان لاني صح لكني خسرتي نفسي، وانا بس اللي هدفع الثمن فاهمه لاني أخطأت وده جزائي
نهضت حنين ودنت منها وضمتها بحب وبكت بحرقه علي صديقتها وهتفت بمراره:
سامحيني يا ريم، مقصداش باقتراحي تتخلي عن اخلاقك وتدينك اللي ورطك في جوازه اللي اعلم اخرتها، بس خوفي عليكي من انسان غريب اقتحم حياتك وبقي ليه عليكي الوليه والطاعه، بدون ما يدفع دم قلبها علشان يكون ليه حق فيكي خلاني فكرت بالشكل ده سامحيني
تنهدت ريم بحزن وانكسار وربطت علي يده تخفف عنها شعورها بالذنب فخوفها عليها هو ما جعلها تفكر هذا وهذا ليس طبعها أو من اخلاقها فهتفت بمرارة:
صدقيتي حمزة ماهوش ذنب مضربنيش علي ايدى، انا اللي محسبتهاش صح وحصل اللي حصل، المهم دلوقتي اني استرديت خاتم دكتور خالد، قبل ما خلود تلعب لعبتها وتخسرني احترامه بعد ما خسرت فرصتي بالجواز منه
مطت حنين شفتاها شاعرة بالعجز أمام أزمة ريم وسألته بحيرة وقلق:
طيب انت دلوقتي هتعملي ايه، هروبك مش حل
عادت الي الفراش وضغطت علي خاتم خالد بيدها بقوة واستماته كانها الحياة:
حاليا معرفش هعمل ايه، كل اللي كان يهمتي الخاتم، وادينني رجعته أما الجاي هيكون ايه او ازي معرفش انا محتاجه انام وأخف الضغط علي دماغي علشان اقدر افكر صح في مصيبتي وجوازي اللي بقي واقع
ربطت حنين علي كتفها واخذت بيدها وجعلتها تتمدد علي الفراش وقرأت لها بضع ايات من القرآن حتي نامت فهمست قائلة:
متقلقيش يا ريم انا جمبك مش هسيبك، بس الاول اعرض الأمر ع محامي، ودكتورة نسا حتي لو ضد رغبتك، مش هسمح ليكي تتنازلي عن حلمك علشان غلطه ماسعتيش ليها بالعكس انفرضت عليكي
غادرت حنين بعدما اطمئنت علي صديقتها وخرجت لتبحث عن وسيلة تخرجها من مازقها الصعب
***********
ما ان غفت ريم رأت حلمها الذي ثابرة عليها يتحطم بسبب تلك الحقودة
فتحت عيناها التي لم تغفو الا دقائق
وعاد التفكير يسيطر عليها ويعيد مرارًا وتكرارًا ما مرت به والذي كان السبب في زواجها ….. فتذكرت
بعدما اعترف خالد لها عن حبها وعرض أن يتقدم لخطبتها أن نال القيول،
لكن ظروف سفره كانت حائل لذلك نزع الخاتم من إصبعه ومد يده به الي ريم قائلة برومانسية وعيونه تهدر عشقًا:
ريم انا معنديش اغلي منك ولا حتي الخاتم ده، بس تجنبًا للاحراج أنا عايزك تخدي الخاتم ده وتخليه معاكي
وبإذن الله هحاول ارجع علي وقت ظهور النتيجة، لو كان في قبول ياريت تلبسيه وانا هفهم وهطلب اقابل والدتك واطلبك رسمي أما لو مفيش قبول
ياريت تقبلي الخاتم ده ذكري مني لانه لو مكنش لاولادى منك انا مش عايزه
كانت صدمه ريم فوق قدرة احتمالها وغامت الدنيا أمام عيناها وكادت تذهب في دوامة اللاوعي إلا أن نداء خالد عليها أعادها الي ارض الواقع وهو يسألها باهتمام وقلق:
ريم ريم مالك عينك زايغة ليه انت تعبانه ريم ارجوكي طمنيني عليكي
ابتلعت ريم ارياقها ونظرت إليه بدهشه وعدم استيعاب سائلة:
انت عايز تتجوزني وكمان بتهديني ارثك العائلي انا مش عارفه اقولك ايه ا….
رفع خالد يده أمام ثغرها رافضًا أن ترد عليها الآن قبل التفكير خوفًا من الرفض وقال:
انا مش عايز منك ردك دلوقتي قدامك ست شهور فكري فيهم، وانا واثق انا لينا لقاء هنا وفي حرم الجامعة كزملاء مهنه واحدة لاني متاكد من تفوقك وتعينك معيدة بالجامعة
بس رجائي الوحيد لو كان الرد بالرفض الخاتم تحتفظي بيه لنفسك، بس بدون إظهاره لاني مضطر ابلغ والدتي انه ضاع في السفر ده لو رفضتي
اما لو موافقة اتمني اشوفه مزين ايدك يوم لقائنا باذن الله وانا هفهم انك موافقة تفقنا
لم تستطيع أن تنبث ببنت شفا لتجيبه، فهو شهم ورقيق ويراعي مشاعر غيرها ويخاف عليها من الاحراج فاهدها اغلي ما عنده ارثه العائلي لينال قبولها أو رفضها ، لم يكن أمامها إلا المثول لطلبها بأن تعطيه ردها حين عودته
فاؤمات برأسها موافقه علي حديثه مع منحه ابتسامه رقيقه منها، جعلته يأمل خيرًا بالموافقة،
استاذنت منه وتمنت له التوفيق والعودة بالسلامه، وغادرت مكتبه وهي تضغط علي خاتمه كان روحها في يدها،
خرجت دون أن تنظر الي حنين التي تنتظرها علي احر من الجمر فراتها تسير الي الخارج دون اهتداء
ظلت تنادي عليها لكن ريم لم تكن في هذا العالم فقد خطفتها الفرحه الي سحابة غيميه فوق السحاب تري امامه الكون فضاء شاسع وكل شئ باللون ابيض ،
وقفت أمامها حنين ونهرتها:
انت واخده في وشك وراحه علي فين كده، ومالك عينك زايغة ومش علي بعضك، هو دكتور خالد قالك ايه وكان عايزك في ايه
لم تنطق ريم بل فتحت كف يداها له فطالغت حنين الخاتم وصرخت بصدمه:
ايه ده معقول الدكتور ادهولك هدية بس ليه وازاي بسهوله كده فرط فيه
ابتسمت ريم ابتسامه تتتراقص معها الفراشات وقالت بصوت حالم :
مش هدية ومتنازلش عنه، ده عربون محبه، دكتور خالد بيحبني وعايز يتجوزني، واهداني الخاتم علشان يعرف منه ردي بدون احراج ليه أو ليا
فجأة احتضنتها وكنت تريد حملها والدوران بيها لولا أن امسكتها حنين وقالت لها بعدم تصديق :
بجد يعني الدكتور طب في هواكي ، الف مبروك يا حبيبتي ربنا يتم ليكم بخير
طيب ايه هتردي عليها بالموافقة امتي
واسمعي اهدي وركزي كده وبلاش حد يعرف باختياره لكي إلا يدوكي عين تجيب اجلك، علشان
انت الوحيدة اللي سرقت قلب استاذهم المفضل
ارتبكت ريم ولاحظت بعض الفتيات ترمقها بنظرات الريبة لفرحتها المبالغ فيها والتي لا يعرف احد سببها، الا حنين فقالت:
ليكي حق انا لازم اداري وبالذات أن مفيش حاجه رسمي هتم الا بعد رجوع الدكتورة من البعثه
بقولك ايه تعالي الكافية نشرب حاجه واحيكلك اللي حصل بالتفصيل
ذهبت حنين بصحبة ريم التي قصت عليه كل ما حدث بينها وبين الدكتور فقالت حنين بضيق:
وانت يا فالحه لسه هتستني ست شهور، ليه مبلغتهوش انك موافقه وجه خطبك النهاردة قبل ما يسافر علي الأقل كانت تبقي رسمي
ضحكت ريم بمرح وعدم تصديق:
والله حاولت بس هو أحرجني لما وضح ليا أن سبب استعجاله في طلب ايدي رغم ظروف سفره خوفه من أنه يرجع يلقيني اتخطبت
تتصوري هو اللي خايف حد ياخدتي منه ميعرفوش اني بعشقها وعمري ما اتمنيت غيره شريك لحياتي
تنهدت حنين بحرارة وقالت:
اه ع الحب ولع في الدرة، كنت يا موكوسه ريحتي قلبه وطمتيه، بس كده احسن علشان يعرف انك مش مدلوقه عليه، قوليلي بقي هو قال هيرجع امتي
وضعت ريم كفاها علي وجنتاها السخانتان من أثر الخجل والصدمه وزفرت بحياء:
قال إنه هيحاول ينزل علي ظهور النتيجة،
وضعت حنين يدها علي ذقنها وردت:
اشطه يعني كده هتلبسي الخاتم يوم التخرج، حلو علشان بعدها ياخدك قدام الكل ويخرج بيكي علي بيت طنط رتيبة ويروح يخطبك رسمي،
وحضنتها فجأة قائلة بفرحه :
مبروك يا رورو أخيرًا حلمك هيتحقق وهتبقي حرم الدكتور خالد السمنودي
**********
كان لقب حرم دكتور خالد حلم صعب المنال لكل فتاة كان يدرس لها إلا ريم التي صارت اغلي عنده من ارثه العائلي ، اغلي من طفله الذي تمناه منها ليرث هذا الخاتم وإلا فليس له قيمه عنده
ظلت طول الليل تحلم به وبزواجها منه الي ان غفت وهي تتساءل هل هذا حقيقي ام حلم تعيش بداخله
مرت الشهور وريم تتابع أخباره من صفحتها علي التواصل الاجتماعي
الي ان حان وقت ظهور النتيجة، وقتها كتب علي صفحته عودة الي وطني الحبيب حينها تيقنت ريم من حضورها الي الجامعة كم وعدها لمعرفة قرارها
اتصلت بحين وابلغتها عن وصوله وشجعتها حنين علي ارتداء الخاتم حتي لا يظن أنها رفضته
وقد كان وذهبا سويا الي الجامعة للاطلاع علي النتيجة وكم هو متوقع نالت ريم النجاح والتفوق بامتياز وكانت الاولي علي الدفعه كم توقع الجميع
وهذا ما انعكس علي حالتها النفسية ولمع الخاتم ببريقه الاخاذ فلاحظه أغلبهم وظنو انه الدكتور خالد خضر ، لكن لم يعرف أحد انها ريم،
اخذ الشباب والبنات يبحثون عن د/ خالد ليشكروه ويبلغوه نجاحهم لكنه لم يكن حضر بعد
لاحظت ريم نظراتهم الباحثه عنه وخافت من اكتشاف أمرها بان الخاتم بحوزتها،
فخطرت فكره سريعه من حنين حين قالت لها أن تجعل فص الخاتم الي داخل كف يدها، وهذا ما فعلته فصار الخاتم في يدها كدبله
تنهدت ريم براحه بعدما تأكد الطلاب من عدم حضور دكتور خالد وتوقفو عن البحث عنه،
حينها فكرت ريم بنزع الخاتم من يداها لكن بسبب دنو خلود منها جعلها تردد ابتسمت لها وقالت مهنئة:
الف مبروك ياريم كان متوقع تفوقك يا بنت الأكابر
بس مدام بقي طلعت الاوله الواجب عليكي تعزمينا علي حاجه حلوة
تاففت حنين من أسلوبها وطريقتها المستفزه مع ريم وهتفت بضيق:
هو الواجب مين يعزم مين ، الواجب نبارك ليه علي تفوقها مش نتعزم علي حسابها
ضغطت ريم علي يد حنين تقطع حديثها وقالت:
وانا موافقة يا خلود، شوفو تحبو تروح فين ونتفق
ضقت خلود بين حدقناها وقالت بمكر:
نتفق علي ايه احنا فيها، تعالو نروح كافية ونحتفل بنجاحنا كلنا وتفوق ريم ولا ايه يا منه
تلعثمت منه كانها تعلم السر وراء طلب خلود ولا تحبذه الخوض فيه فقالت:
اللي تشوفوه انا معاكم في اي حاجه حتي لو اجلتو الاحتفال ليوم تاتي مفيش مشاكل
دفعتها خلود في كتفها بغيظ:
لاء النهاردة انا مسافرة البلد بعد كده ومش ضامنه احتفل معاكم
تملكت الريبة من قلب ريم التي شعرت بقشعريرو تصيب قلبها برجاف للخوف لكنها ابتسمت لها وقالت:
تمام ايه رايك يا حنين نحتفل في الكافية اللي ياما ذاكرنا فيه واتناقشنا، فا زي ما شهد علي تعبنا يشهد علي فرحتنا ونجاحنا
ردت حنين باقتضاب:
ماشي مفيش مشاكل يلا بينا
استقل الأربعة سيارة أجرة الي الكافية ترجلو امامه ودفعت حنين الأجرة رافضه أن تتحمل ريم كل شئ
جلس الأربعة يحتسون مشروب بارد وطلبت ليهم ريم جاتوة وايس كريم
اثناء ذلك نظرت إليه خلود وقالت:
هو ده كرمك يا ريم، اتخيلتك هتهدي كل واحدة منا هدية للذكرى قيمه تدل علي كرمك
ارتبكت ريم من جراءة خلود في تسول هدية لنجاحها، لكن ريم لم تحرجها كم كانت حنين تريد أن تفعل وقالت لها :
اطلبي يا خلود انت صديقتي وعشرة ثلاث سنين انت وحنين ومنه واحب اهديكي تذكار
غامت عيناها بشر كامن بداخلها وقالت باستعطاف:
يعني لو طلبت اي حاجه تقسمي بالله انك تدهالي مهما كانت
زاد توتر ريم وشعرت بأن خلود تسترجعها الي الايقاع بها بفخ لا تعلم سبب ذلك فهي لم تكن لها يومًا إلا الصداقه والمحبة فقالت لها ببشاشه لعلها تهدأ من روحها الثائرة بلا سبب معلوم:
تحت امرك يا خلود ميغلاش عليكي حاجه اكيد لو طلبتي اللي باستطاعتي مش هتاخر بيه عنك
طالعتها حنين بغيظ وسألته:
ما تخلصي يا بجحه عايزه ايه فلوس ولا نفسك في سلسلتها ما انا كشفاكي من يوم ما ريم لبستها وعينك هتطلع عليها
استغربت ريم حديث حنين وإحراجها المقيت لخلود وهمت بنزع سلسلتها لكي تعطيها لها دون أن تطلب لكن خلود امسك يدها بين كفاه وقالت لها بخبث:
اقسمي بعهد الله الاول أن اللي هطلبه منك هتدهوني مهما كان، ورحمة والدك وغلاوة والدتك عندك اقسمي بعهد الله يا ريم قسم تتحسبي عليه يوم الدين وريحي قلبي ارجوكي
أمام اللحاح واستجداء خلود لم يكن من ريم إلا أن تقسم رغم رفض حنين ذلك إلا بعد أن تقول ما تريد منها،
أقسمت ريم قائلة:
بعهد الله يمين اتحاسب عليه يوم الدين
اللي هتتطلبيه يا خلود هيكون ليكي بحق الله وبنيه خالصه متي ومسامحه فيه، ها عايزه ايه يا خلود
ابتسمت وقالت بمكر يحاكي مكر الثعالب والحيات:
مدام اقسمتي يبقي اخدو بايدى، وفجأة نزعت من بين يدي ريم التي بين كفاه خاتم دكتور خالد الذي كانت ناسته ريم في خضم الاحداث
كانت حركت نزع خاتم خالد من يد خلود مباغته لم تتسوعبها بسرعه ريم أو حنين التي رأت الخاتم في يدها وقالت :
كنت متأكدة انا خاتم دكتور خالد، بس السؤال هنا يا انسه يا محترمه، وصل ليكي ازاي وامتي، ولا سرقتيه ولا كان المقابل ايه
لم تتحمل حنين سخافتها وسبها لشرف ريم ورفعت يدها لتصفعها لكن ريم أمسكت يدها وقالت برجاء:
بلاش فضايح يا حنين، انا مش عايزه شوشره، انت عارفه اللي فيها وممكن يحصل ايه،
ثم نظرت الي خلود بلوم:
ليه يا خلود لو سالتيني كنت جوابتك،الخاتم وقع من الدكتور وحاولت اوصل ليه بس اتفاجىت بسفره
وبإذن الله مجرد ما يرجع هرده ليه
ضحكت خلود ضحكه شيطانية وقالت ساخرة :
لا والله طيب تعالي معايا عند والدته نوصل ليها الخاتم وبالمره تاخدي حلاوتك
ارتجف جسد ريم بشدة فاهذا ما لم يكن في الحسبان ، فهي لا تعلم احدث خالد والدته عنها، ام لا وماذا سيكون رد فعله حين يعود ويعرف بأنها ردته الي والدته كانها لا تريد منه شئ، سيعتبرها اهانه منها، لانه لم تحترم وعده
وكيف ستبرر له دون أن تخرج نفسها، لإبلاغه ما حدث، من خلود معها، وهما ليس بينهم رفاهية الحديث في العادة
اختار عقلها في إيجاد مخرج فقالت برجاء :
طيب ممكن تديني الخاتم انا عايزه أوصله لدكتور بتفسي، وانت اطلبي اي حاجه انت عايزها، اقولك
نزعت سلسلتها واسوارها وكذلك انسيال ترتديه باستمرار وقدمته لها:
خدي دول ذكري مني بس ارجوكي بلاش الخاتم ارجوكي دي مستقبلي كله مرتبط بيه
حينها تأكدت خلود بأن استاذها اختارها دون عن الكل شريكه له، فزاد حقدها علي ريم وقالت بغل:
لاء لو حتي اتنازلتي عن كل مالك، مش هخليكي تتهني بالدكتور اللي فضلك علينا، انا مش مصدقه أنه يهديكي خاتمه اكثر حاجه مشهور بيها اقسم بالله لاخليه يكرهك ويتسبب بطردك من الجامعة لو اتعينتي معيدة
نزلت كلمات خلود الحقودة عليها كسهام نار تحرق قلبها وتزيد من لوعتها علي خسارتها لحبيبها، لكن حنين لم يروق لها ما تفعل خلود فجذبتها من شعرها وكادت تقتلعه الا أن حذرتها خلود قائلة:
ابعدي عني يا متطفله، تلقيكي كنت المراسل بينهم،
وسخرت من ريم قائلة بتهكم :
قال عامله فيها محترمه ومتدينه وبنت ناس، وممنوع اكلم راجل أو اسلم عليه لانه حرام
وانت مقضيها مع الدكتور، اه يا خبيثه عرفتي توقعيه في شباكك يا حيه
انهارت ريم علي مقعدها وصاحتوفيها حنين بحدة
اخرسي يا كليه ريم دا اشرف منك ومن الف زيك، خقدك وغلك منها هو اللي خلي عقلك يصورك انها اتنازلت علي اخلاقها علشان تنال قلب الدكتور
لكن هو اختار ريم لانها فعلا مميزه ومحدش عمره مسها اوحتي لمس أيدها يعني هيكون هو أول واخر واحد في حياتها، مش زيك متحررة تسلمي علي ده وتخرجي مع ده رغم أن اهلك ناس محترمه حاولوا يربوكي صح لكن انت مطمرش فيكي التربية كنت عايزه واحد زي دكتور خالد يبص ليكي، وانت الله اعلم بحالك سافله ووضيعه وكمان حقيرة وحقوده
ابتسمت بسمه صفراء تهكميه وقالت:
انا من زمان عرفت انه مش ليا بس بردك مش هيكون لريم، وعلشان ااكدلك كلامي اسمعوا انا رتبت ليها ايه من وقت ما شوفته في أيدها بالجامعة
أجرت اتصال وانتظرت الرد فجأة أتاها الرد من صوت أجش يقول:
خير يا خلود عايزه ايه
ابتسمت بغنج وقالت:
كنت عايزه أسألك انت جبت خاتم دكتور خالد منين، انا لاحظته في ايدك ولمع وكتير لاحظو ودورو علي الاستاذ محدش خد باله أنه معاك اوعي تكون سرقته ده فيها سجن لانه معروف وعلامه مميزه ليه
ضحك الشاب الذي لم يكن إلا صديق خلود وقال:
اه فهمت ناصحه يا خلود، بس عادي يعني حبيبتي ريم ادتهولي في سهرة من غير ما تحس، هي حاليا مستعدة تدفع كتير علشان تاخد وتكمل لعب علي دكتور خالد، بس انا مش عايز فلوس عايز ليله حلوه معاها زي اللي فاتت وهي وافقت
كان حديث الشاب صاعقه نزلت علي رأس ريم وحنين التي حاولت اختطافه منها لكنها دفعتها بغل بعيد عنها وقالت:
انا أقسمت مدام مش ليا مش هيكون لغيري، اظن بعد الكلام ده شوفي رد الدكتور هيكون ايه علي أمانته اللي محفظتيش عليها
كتمت ريم دموعها بين راحت كفها وعضت علي شفتاها بحسرة فقد ضاع حلمها واحترام استاذها لها فقالت لها بتوسل:
ابوس ايدك ردي الخاتم واطلبي روحي بس بلاش تخليني انزل من نظره بالشكل ده، لو علي الارتباط انا خلاص مش هفكر فيه، بس خليه يفتكرني بالخير احنا ممكن نشتغل مع بعض ، هوري ليه وشي ازاي بعد ظنه فيا بخيانتي للامانه وشكه في اخلاقي
تهكمت خلود ضاحكه بخبث شيطاني وقالت:
موافقة اديلك الخاتم بس بشرط
طالعتها ريم بأمل ولهفه وقالت:
وانا موافقه علي شرطك مهما كان ايه
نظرت خلود حولها وقالت باستهزاء:
عابزاكي …..؟؟؟!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية رهان خاسر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *