رواية جنون العشاق الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم إيمي عبده
رواية جنون العشاق الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم إيمي عبده
رواية جنون العشاق البارت الثاني والعشرون
رواية جنون العشاق الجزء الثاني والعشرون
رواية جنون العشاق الحلقة الثانية والعشرون
لم يستطع رائف إغماض جفن له بسبب صرخات عظيمه فحتى بعد ان إنتهى راشد من ضربها وعلمت أن شهد تتمتع بليله رائعه بصحبة جاسر ف الخارج كادت تُجن وظلت تصرخ بغيظ
فخرج رائف إلى شرفة غرفته عل رأسه يهدأ من صداع صراخها حيث تفاجئ بساحرته الجميله تقف شارده فى الحديقه فظل يتأملها طويلا وهو خائف من التحدث لها حتى لا ترتعب مجددا لكن سرعان ما إستجمع شجاعته ونزل راكضا لها ولكنه لم يلحق بها فقد غادرت فضرب الأرض بقدمه بغيظ بينما صعدت هند إلى غرفتها وحين ذهبت لتغلق باب شرفتها رأته فجذبت الباب ولم تغلقه وظلت تقف خلفه تراقبه من بعيد حتى دخل فتنهدت بحزن وأغلقت الباب
تعددت الصدف التى جمعت بين رائف وهند دون أن يتعارفا فكانت تخشاه كما أنها متزوجه وهو يجاهد ليقنعها أن تستمع له
إنشغل الجميع ومن بينهم ياسين فيما حدث وبعدها فى إستقبال الزيارات والمهنئين وغفل عن رائف والفتاه التى تحدث عنها ولم يستطع رائف طلب مساعدته مجدداً منعا للحرج فقد ظن أنه كان يعرض مساعدته من قبيل المجامله ورائف ليس ممن يطلبون الأمر مرتين
مر إسبوع وبعد أن إنتهت الزيارات قرر جاسر وشهد السفر لرحلة شهر العسل وفى الليله السابقه لسفرهما أرادا توديع الجمير لأنهما سيسافرا فجرا ولا يريدا إزعاج احد باكرا
ودعت عائلة الشهاوى العروسان وغادروا ثم ظلا جاسر وشهد يتسامران مع باقية أهل المنزل وحين وجدها رائف بين الموجودين تهلل وجهه ووجدها فرصته ليحادثها وإتجه نحوها ليجلس بجوارها لكن عظيمه جلست بجوارها فتجهم وجهه وزفر بضيق ثم جلس بجوار ياسين وعيناه لم تبارح وجهها لحظه ولاحظ خجلها منه ونظراتها المختطفه له
كانت سهره رائعه لكن الجد لا يتحمل السهر لذا ذهب للنوم كذلك جابر وزوجته فهو معتاد على النوم والإستيقاظ المبكر وراشد كذلك
كان الجميع يتحاور فى أمورٍ شتى ولم يستمع لأى منها
وحين وجهت شهد حديثها إلى هند وجدها شارده غير منتبهه فنادتها بصوتٍ عالٍ : هند هوووى روحتى فين الظاهر اللى بالى بالك وحشك إلا هو فين صحيح
أنبهتها كلماتها لواقعها المرير فهى زوجه لا يحق لها النظر لآخر مهما كانت الأسباب فإبتسمت بمراره : ف داره ياخيتى مشى بعد الفرح وأنى اللى ضلتنى إهنه ميصوحش برضيك أمشى جبل السبوع وأهو أسلم عليكم جبل ما تسافروا وإن شاء الله تعاودوا بالسلامه
إبتسمت لها شهد ثم تابعت حديثها مع الأخرين بينما تنهدت بحزن وإستدارت تنظر له فوجدته مقتضب الجبين عيناه غاضبه حزينه
لم يُصَدِق عيناه وهو ينظر إليها وهمس بصوت غير مسموع : إنتى هند
قرأت ما قالته شفتاه وأومأت برأسها فأغمض عيناه بألم فلاحظه ياسين : مالك يا رائف
نهض رائف بغضب : مفيش أنا مروح
بينما شحب وجه هند حينما علمت من هو ودق قلبها بعنف وهى تنظر إليه بإشتياق تتأمله بقلبٍ منكسر
نظر له ياسين بإستغراب : مروح فين ياجدع
صر على أسنانه بغضب وعيناه ترتكز عليها : مسافر
نهره ياسين بغضب : دلوقتى إنت اتجننت
سأله جاسر بشك : ليه يا رائف حد زعلك
ثم نظر إلى هند بغضب
فتنهدت بخيبة أمل ثم تحدثت ولأول مره بلا إهتمام لأحد : استنى يابيه أنى اللى همشى
إعترض ياسين بغضب : تمشى فين الساعه دى إنتى كمان
فأجابته بحسره وهى تنظر إلى رائف : مهو ميصحوش واد البهوات يجعد مع العبيد فى دار واحده
تمتم ياسين بصدمه : عبيد
بينما إنفعل جاسر : قصدك إيه
صر رائف أسنانه بغضب لظنه أنها تطبعت بطبع والدتها : تقصدى إيه بالعبيد
أجابته بإنكسار : بجصدنى أنى يابيه
إستنكر جاسر حديثها : إنتى اتجننتى ولا إيه
فنظرت له بحسره : ليه ياواد ابوى مش دى الحجيجه انتو تأمروا والعبد اللى اشترتوه ينفذ من غير حس ولا خبر واما تزعلو من بعضيكم تحاسبونى أنى سوى ليا دخل ولا ملياشى
جميعهم نظرو إلى بعضهم بخزى بينما صاحت عظيمه بها: بت يا هند على أوضتك
أنكست رأسها بخنوع : أمرك
بينما أسرع جاسر فى الإمساك بيدها : استنى يا هند
فإستدارت تنظر له بعينان تستغيثان : تؤمر بحاجه
إبتسم بهدوء : هند إنتى أختى
ضحكت بجانب فمها بسخريه مريره : إسما بس ياسى الضاكتور بالاذن
لم يتحمل رائف رؤيتها هكذا : هند
فإنفعلت عظيمه بغضب : ملاكش صالح ببتى وعشان تتبط وتُجعد هند اتجوزت
نزل النبأ على رأسه كالصاعقه فلم يكن يسأل عنها ولم يأتى أحدهم على ذكر الأمر لقد ضاع أمله نهائيا
بينما نظرت لها هند بكره : اطمنى حتى لو متجوزتش برضيك مليجيش بيه إيش جاب واد المدارس المِتعَلم المتنور تربية البندر وبلاد الخواجات لواحده معتفكش الخط أمها سحباها وراها كيه البجره وأبوها اللى مجدرش على أمها رماها لغريب عيجولو جوزها حتى من غير ما يعمل بشرع ربونا ويسألها موافجه عالراميه دى ولا له اطمنى جوى حجدك طالنى من وأنى زغيره من يوم ما وعيت عالدنيا وعرفت إن اللى زيى يعيش مطاطى راسه لحد ما ياجى يومه ويجابل رب كريم بالاذن يا بهوات
كلماتها كانت كالسيوف تقطع اوصال قلبوهم ماعدا عظيمه التى لا تهتم سوا لنفسها فقط
صعدت هند إلى غرفتها تجمع أشيائها لتعود فى الصباح إلى منزل المدعو زوجها قبل أن يستيقظو فليس لها طاقة برؤية أى منهم
بينما ذهب كل واحد إلى غرفته بصمت حزين وكل منهم يتذكر حديثها ويتذكر معاملته لها ويعتاب نفسه وكان رائف أكثرهم فكيف يدعى قلبه أنه يعشقها وهو حتى لم يفكر بما حل بها لم ينتبه لنظراتها الخائفه الحزينه لم يلاحظ أن الجميع إهتم به وبعائلته حينما أشاعت عظيمه عنه كذبا والجميع غضب من أجله وعاتبوها مع أنها لم يكن لها يد بالأمر وما قتله حقا أنها تزوجت وتبدو معذبه تعانى يبدو أن من تزوجها أكمل مسيرتهم فى تعذيبها فقرر أن يراها فى الصباح لابد أن يتحدث معها مهما كلفه الأمر فهذه فرصته الوحيده
سافر جاسر وشهد فطائرتهما لن تنتظر بينما إستيقظ ياسين غاضبا من نفسه لقد رآها لسنوات تعانى ولم يتحرك إلى متى سيظل صامتا هند وفرح وشهد حتى أم الخير التى ظنو بها الظنون لم تنفذ أى منهن من حقد عظيمه وما آلمه أكثر ما أخبرته به فرح بعد أن صعد غرفته فإعتصر قلبه حزنا وأدرك سبب إنطواء هند والحزن البادى فى عينا رائف فكما يبدو أن كلاهما أحب الآخر فى الصبا وحين إلتقيا الآن مصادفه تآلفت قلوبهما من جديد دون أن يعرفا بعضهما حتى قلبان عاشقان يتألمان فى صمت
قرر ياسين أن يتحدث مع هند وسيفعل ما يرضيها ولتذهب عظيمه إلى الجحيم فلن يظل صامتا طويلا
طرق ياسين باب غرفة هند ولكن لا مجيب فظنها بالأسفل وحينما نزل تفاجئ برائف يدور فى المكان كمن يبحث عن أحد فأدرك أنه يبحث عنها فذهب إليه يسأله مباشرةً عنها فتوتر رائف وأخبره أنه قلب المنزل رأسا على عقب ولم يجدها حينها خرجا إلى الحديقه حيث وجدا جابر وأم الخير جالسان يشربا الشاى فإندفع نحوه ياسين وتبعه رائف
حيث سأله ياسين : جابر إنت صاحى من إمتى
نظر له جابر بتعجب : صباح الخير لول
تنهد ياسين بضيق: صباح الخير ها قولى بقى صاحى من إمتى
قضب جابر جبينه : كيه كل يوم الفجر دأ أنى حتى شوفت جاسر ومرته وهما مسافرين وسلمت عليهم بس إلتجاتلك جاسر عيجولى خد بالك من هند
ضحك بسخريه : جاى دلوك يفتكرها بعد خراب مالطه له كتر خيره
نظر رائف وياسين لبعضهما بقلق ثم نظر ياسين له : طب هند ياجابر مشوفتهاش النهارده
أجابه بلا إهتمام : إمم بعديها بشويه إلتجيتها واخده شنطتها ومروحه
قضب ياسين جبينه بتعجب : مروحه فيه
– على دار جوزها أومال عتروح فين
– دار جوزها قصدك سافرت لوحدها
– وإيه الجديد ماطول عمرها وحديها
– إمتى دا حصل
– أول ما النهار شجشج
أغمض رائف عيناه بألم فقد ضاعت منه مرةً أخرى ولكن هذه المره للأبد
تركهما دون أى تعليق وصعد غرفته جامعا ما يخصه وسافر
كذلك ياسين لم يعد يحتمل المنزل ولا رؤية عظيمه فجمع حاجياته هو وفرح وسلم على عمه وجده وجابر وغادر وحين أتت عظيمه وأم الخير لتوديعه سلم هو وفرح على أم الخير بإبتسامه هادئه بينما تجاهلا عظيمه تماما وغادرا وهى تقسم فى داخلها أن تذيق الجميع الندم على إحتقارها
حينما عاد رائف إلى منزله كان حزينا متعبا لا يقوى حتى على الكلام وإنطوى على نفسه أياما وحاولا والديه كثيرا معرفة ما به دون جدوى حتى يأسا فهاتفت والداته ياسين تسأله ماذا حل بإبنها فراشد لن يخبرهم بشئ لأنها تشك بأن عظيمه لها علاقه بذلك فهو لم يكن بتلك الحاله أبدا إلا حينما أشاعت عنه بالسوء مع إبنتها وجاسر بشهر العسل فليس أمامها سوا ياسين الذى رفض إخبارها فى بادئ الأمر لكن بعد إلحاح أخبرها بإيجار أن رائف يعشق من لن تكون له يوما فأحست بقبضة ألم تعصر قلبها وأقسمت على ياسين بكل من هو غالٍ أن يخبرها القصه كامله فتنهد بضيق وأخبرها كل مايعرفه وبعد أن إنتهى أخبرها ألا تخشى على إبنها من هند فلديها مايكفيها ويفيض من الهموم فمن ولدت بين أبٍ مغرور وأمٍ حاقده لابد أن تظل فى عذاب حتى الممات فنهرته بشده لظنه بها أنها أنانيه تبدى غضبها من عظيمه على سعادة إبنها الوحيد وأخبرته أنها لو علمت بالأمر باكرا لزوجته منها حتى لو تطلب الأمر إختطافها فضحك ياسين مؤكدا لها أنه لو كان يعلم لساعدها فى إختطافها
أنهت المكالمه ولم تعلم كيف ستتصرف لذا إنتظرت زوجها حتى أتى من عمله وأخبرته بكل شئ فغضب بشده من راشد فهذا الأحمق ينظر لزوجته وهو من إعتبره أخا كما أنه السبب فى كل ما حدث بسبب غروره الأعمى جعل حقد عظيمه يتنامى وتركها تسمم حياة الجميع وياليته عاشقا كل ما فى الأمر أنه رأى بوالدة رائف الزوجه التى يستطيع التباهى بها أمام الناس على عكس عظيمه
تنهد بضيق ودلف إلى غرفة رائف حيث وجده ممسكا بورقة قديمه بها رسمه تبدو لطفله فوقف خلفه وإتسعت عيناه فهذه صورة هند وهذه طريقة رسم بسخريه رائف حينما كان أصغر يبدو أنه رسمها من الذاكره حين عادو من القريه بعد الفضيحه التى إفتعلتها عظيمه وظل يحتفظ بهذه الصوره حتى الآن فأحس بالغضب من نفسه لأنه لم ينتبه لعشق إبنه لهذه الفتاه وغضب اكثر من راشد لأنه كان أسوأ صديق وأب وزوج وهو سبب هذه المهزله
ربت بحنو على كتف رائف الذى أخفى الصوره سريعا بين أوراقه : خير يابابا
إبتسم أباه بود وجلس أمامه يعاتبه : بقى كده يارائف إحنا مش متفقين نبقى أصحاب ومنخبيش حاجه عن بعض
تنهد رائف بتعب : يابابا قولت لحضرتك أكتر من مره إنى كويس بس شوية إجهاد من ضغط الشغل
فسأله والده بمكر : ضغط الشغل ولا ضغط القلب
إبتلع رائف ريقه بقق : قلب إيه وفشة إيه بس يابابا
– عليا برضو بقى ياغبى تحبها العمر دا كله وساكت ليه دا لو حتى بينا وبين أمها تار هعرف اجوزهالك
صُدم رائف من حديث والده ولم يجد كلمات تعبر عن صدمته وألمه فالوقت تأخر على هذا الحديث لقد تزوجت وإنتهى الأمر
إبتسم رائف بألم : ممنوش فايده الكلام ماخلاص ضاعت منى ومعدتش ترجع
تضايق كثيرا من نظرة الألم التى تملأ عينا رائف : أنا مش عارف أقولك إيه غير إرمى حمولك على الله
– ونعم بالله
(((((((*****))))))))
بعد إسبوع عاد جاسر وشهد وتعجب الجميع من عودتهما باكرا ولكنهما طمئنا الجميع أنهما بخير فقط عادا من أجل أعمال جاسر المهمه لكن الحقيقه أن جاسر كان طيلة الوقت فى عذاب كلمات هند قتلته وجعلته فى ندم دائم حتى أنه لم يكن منتبها لشهد كما يجب وهى من أشارت عليه بالعوده حتى يطمئن باله وحين عاد وعلم من ياسين أنها غادرت بعده بوقتٍ قليل دون أن يتثنى له محادثتها ولكن الأكيد أنها تعيسه مع زوجها
ندم جاسر أشد الندم وغضب من نفسه حتى أنه قاطع والديه لأنهما السبب ووالده رفض تطليق هند حتى لايشاع عنها ما يجرح صورته المهيبه ومنذ ذلك الحين لم تأتى هند لزيارتهم ولم يذهب لزيارتها أحد فحتى من ندم خجل من مواجهتها
مرة عدة أشهر وتزوج عز ورحمه وعادت الأحوال كما كانت وإلتهى كل فردٍ بحاله ماعدا عظيمه التى تحشر أنفها بأحوال غيرها دائما فقد إستقبلت جاسر بعد عودته من العمل ذات يوم: يعنى بجالك متجوز أديلك شهور ومشوفناش مرتك لا اتوجعت ولا جالت آه
إقتضب جبينه بتعجب : وانتى عاوزاها تتوجع ليه
زوت جانب فمها بسخريه : قصدى تحبل يا ضنايا لو تعبانه تعالجها ولو ممنهاش فايده البنته كيه الهم عالجلب
زفر بغضب : الموضوع ده يخصنى لوحدى ومش عاوز رغى فيه تانى ولو عقلك وزك تيجى جنب مراتى هنسى إنك أمى وياويلك منى
إستنكرت تهديده الصريح : إنت اتجنيت أنى أمك
هدر بها غاضبا : واما إنتى خابره ديه عتحركشى على خراب بيتى ليه الأم تراعى ولدها مش تطين عيشته
لمعت عيناها بحقد: كل ديه عشان بت المحروج دى
إزداد غضبه: الله فى سماه لو اتعادت وسمعتك عتتحدتى إكده عنيها تانى لكون فايتهالك تخرب على دماغك وهاجج أنا ومرتى
– وه دا بدل ما تشكرنى أنى خايفه عليك وعاوه أفرح بعيالك
زفر بيأس فلن تصمت : أنى هريحك أنى اللى معاوزش خلف دلوكيت ومخليها تاخد الحبوب
إبتسمت بشر لظنها أنه مل شهد وسيتركها : جول اكده انت اللى معاوزش خلف منيها يربطك ما جولتلك من لول معتنفعكش
صر على أسنانه بغضب ثم زفر الهواء ليهدأ :له أنى بس عاوز اتمتعلى يومين واشبع من مرتى جبل الحبل والولاده والعيال وجلبه الراس بالإذن
صعد درجتين من الدرك ثم استدار لها : إلا جوليلى أديكى إتجوزتى وخلفتى ربطتى جوزك بالخلف هه له لساتك على إسمه لجل خوفه كلام الخلج الراجل بيتربط بالمحبه والإحترام مش بكتر العيال
وقفت تضرب الأرض غضبا بينما صعد هو للأعلى فوجد فرح تنظر له بفرحه كبيره فتعجب متسائلا : فرح منوره عندنا
فأجابته ببسمه : إنت راجل بجد يا جاسر
رفع أحد حاجبيه بتساؤل : تعيشى بس ليه
– سمعتك بتكلم والدتك وبتجيب حق مراتك حتى فى غيابها
– اديكى قولتى مراتى يعنى كرامتها من كرامتى اللى يهينها ولا يزعلها كانه أهانى وزعلنى أنا
– يا ريت كل الرجاله زيك
– جرى ايه هو ياسين زعلك تانى
سخرت من سؤاله : هه ياسين سيبك منه أنا دلوقتى مبسوطه أوى وإطمنت إن أختى الصغيره ربنا رزقها براجل حقيقى اللى يصبر ينول وشهد صبرت كتير قوى لحد ما الصبر فاض
زفر بضيق : بلاش السيره دى بتحرق دمى كل أفتكر
– بس إنت جدع أوى من يوم ما عرفتك وإنت بتحميها وشايلها فى عينيك
– طبعا شهد دى حياتى
– طب سؤال لو مفيهوش إحراج بس اطمن عليها
قضب جبينه بإستفسار : خير
– إنت اللى مأجل الحمل فعلا
أجابها بمراوغه : تقريبا
– مش فاهمه
– متقلقيش على شهد هيا كويسه والحمل دا له وقته بإذن الله
إبتسمت بهدوء : ونعم يالله
غادرت فرح إلى منزل عائلتها لتزورهم قبل أن تسافر عائده إلى القريه وهاتف جاسر ياسين ليخبره أن هناك ما يزعجها منه تحتاج إهتمامه وأن تشعر أنها أهم ما فى حياته يجب ألا يجعلها ترى حال شهد أفضل منها
كان ياسين يستمع لحديثه وآلمه بشده فهو لم يستطع إبعادها أو حمايتها من عظيمه وها هو جاسر يحمى محبوبته من شرورها رغم أنهم لديها صلاحيه على جاسر وزوجته أكثر منه
ورغم أنهما تصالحا وأصبحت أمورهما أفضل إلا أنها دائما تقارن بين ما حدث معها وماحدث مع شهد وتجد أنه لم ينصفها
لذا رتب ياسين لرحله خاصه لهما لمدة إسبوعين خارج البلاد ولم يترك شئ لم يفعله لفرح كل ماتمنته وأكثر جعلها أكثر من سعيده ووعدها أن يفعل المستحيل ليعوضها ماحدث منه وأول ما فعله بعد عودتهما أنه كتب جنة الأسيوطى بإسمها وجعل لها أسهما فى شركته وحين علمت عظيمه كادت أن تُجن وحاولت إقناعه بالتراجع لكن الأمر لم يجدى فلجأت لجده وبعد معاناه إستطاعت إقناعه أن من تتحدث عنه هو حفيده فقد نسى كعادته وحين إستوعب الأمر نهرها لتدخلها بما لايعنيها فهذه أموال ياسين وهو له حرية التصرف بها وهو ليس بقاصر ليملى عليه تصرفاته ولم تجد أمامها سوا راشد الذى أخبرها أنه أمر بين رجل وزوجته فما دخله هو فيأست من الجميع وركضت لتصنع سحرا لتدمير فرح وجعلها تبتعد بأى شكل ويجعل ياسين يستعيد كل ما أعطاها
مر يومان وإكتشفت شهد أنها حامل وكان جاسر أكثر من سعيد بهذا الخبر لكنه أكد عليها ألا تخبر أحدا قبل أن يثبت الحمل خوفا من الحسد والحقيقه خوفا من خطط والدته فقط فرح ووالدتها من يعلما بالأمر لأن والدتها لاحظت الأمر فى وجود فرح وأخبرتها أن تتأكد حتى لا تجعل نفسها مصدراً لسخرية عظيمه فهى منذ تزوجا وهى تتحدث بالأمر وقد يكون هذا سبب التأخير فى الحمل
الضغط النفسى الذى تضعه عظيمه عليها جعلها فى تفكير مستمر بالأمر حتى تأخر بالفعل
ولم يمر شهر حيث وجدت فرح تبشرها بحملها هى الأخرى
كانت شهد سعيده بهذا الخبر وتقفز فرحا حين دلف جاسر إلى الغرفه وهدر بها صارخا: شهد
ركضت نحوه تحتضنه : جاسر حبببى حمدلله عالسس
توقفت عن الكلام حين أمسك بمعصمها بقوه وعيناه تشعان غضبا فإبتلعت ريقها بخوف متسائله : ففى إييه؟
أجابها بحده : عماله تتنططى زى الهبله وناسيه إنك حامل
إبتلعت ريقها بخوف مجدداً وهى توضح له الأمر بإرتباك : أأ أصصل ففررح مم أى دراعى
تركها وعقد ساعديه امام صدره متسائلا بسخريه: مالها فرح إيه جابتلك الديب من ديله
فأجابته بتوتر : لأ آه أأ ففرح حامل
لانت ملامحه ولكنه لازال جادا : الواطى مقليش
فأجابته سريعا : مهو ميعرفش
تعجبا قائلا : ازاى ده قالتلك إنتى قبل جوزها
أجابته موضحه : مهو مسافر
– وإذا
أوضحت أكثر : حابه تعمله جو رومنسى وهى بتبلغه الخبر الموضوع مش سهل أبدا وخصوصا دا أول حمل لها
سخر جاسر من تبريرها : لا والله بلا حجج فارغه دا إنتى كنتى بتقوليلى وكأنك بتعرفينى سعر البطاطس
– مهو إحنا كنا سوا وإنت اللى فتحت الموضوع
إزدادت سخريته : يعنى لو مفتحتوش كنتى عملتى جو
فأجابته بخوف : لأ طبعا عشان كانت أمك تحس بيا ويبقى نهارى هباب
إبتلع غصته وحاول تغيير الموضوع : ما علينا بدا كله إنتى حامل التنطيط دا غلط عليكى متتكررش تانى
أنكست رأسها وهى تومئ له بالموافقه بينما أحس هو بضيقها فأشار إليها لتأتى تجاهه فخافت من غضبه : لأ
تعجب متسائلا : هو إيه اللى لأ ؟!!
– مش جايه عندك
ناداها بحده : شهد
فأجابته بخوف : ححاضر
إقتربت بحذر بينما ينظر لها بتعجب من خوفها منه : فى إيه
– هتضربنى😣
– إنتى هبله إمتى أنا مديت ايدى عليكى
– يعنى مش هتضرينى طب عاوز إيه😥
– هخدك فى حضنى😊
– ليه🤔
غضب من غبائها الذى يبهره : أنا غلطان لأهلك روحى اتخمدى
تعجبت بضيق من تحوله المفاجئ : الله انت بتقلب ليه
فاجابها غاضبا : واحده جوزها عاوز ياخدها فى حضنه تقوله ليه
أوضحت قائله : مهو دا مش منظر واحد عاوز يحضن دا شكل واحد عاوز يقتل
– نعم
– شكلك مضايق عالآخر وتخوف
سخر من حديثها الأبله : شكلى كده إنتى لسه هتعرفينى
فتذمرت بضيق : لأ بقى انت مش رومانسى خالص
– رومانسى آه طيب روحى نامى ميعاد نومك جه
إزداد ضيقها وهى تضرب الأرض بقدمها : يووووه هو أنا فى الروضه
إقترب منها بهدوء وعلى وجهه إبتسامه هادئه :إنتى زعلانه ليه بس
لوت فمها غاضبه كالأطفال : علشان إنت بقيت رخم أوى اليومين دول بدل ما تحتوينى
– احتويكى وماله بس متندميش بعدها
لكظته فى كتفه بتذمر : إنت رزل
ضحك قائلا : عارف
(((((((******))))))))
بعد عاد أن ياسين من سفرته بعدة أيام طلب من جاسر لقائه وكذلك رائف
حين حضر جاسر سلم عليه بود ثم جلسا ينتظران رائف : ازى فرح
أجابه ياسين : زى الفل سايبها بتقرقض فى جزر وخص محسسانى إنها حامل فى أرنب
– إحمد ربنا دا شهد قضت على الأخضر واليابس خايف مره متلاقيش أكل أصحى ملقاش دراعى
وصل رائف وسمع حديثه : اومال عاوزين تبقو أبهات وخلاص اتمرمطو شويه عشان تعرفو قيمتهم
جاسر : والنبى ماهى نقصاك
رائف : إنت مضايق عشان زهقتك شويه اومال هى تعمل إيه إيش حال اماكنتش دكتور نسا وفاهم مُعانتها
أجابه جاسر بضيق : فاهم ياخويا اومال مستحمل وساكت ليه
رفع رائف حاجبيه بدهشه : إنت كده مستحمل وساكت الله يعينك ياشهد
زفر ياسين بضيق منهما : بطلو هبل انتو الاتنين وركزوا معايا عاوزكم فى موضوع مهم
نظر له جاسر بضيق : خير اشجينى
ياسين : فى واحد إتصل بيا من البلد إمبارح
رائف : آه مشكله فى البلد أستأذن أنا
نهض ليغادر فأمسك ياسين بيده وأجلسه بالقوه :اترزع الموضوع يخصنا كلنا
تذمر رائف وهو يمسد ذراعه : ملخت دراعى الله يهدك
بينما نظر له جاسر بجديه : فى إيه يا ياسين
أجابه ياسين بهدوء : فى واحد كلمنى وبيقولى إن البيه جوز أختك متقدم لبنته
إتسعت عينا رائف بصدمه : نعم
بينما عقب جاسر بهدوء : شئ متوقع بقالهم كتير متجوزين ومخلفتش وهو من حقه
قاطعه رائف بحده : وإيه يعنى مش يمكن العيب منه إنت بنفسك قايلى إنهم مكشفوش ولا هو خلاص بقت قاعده مخلفوش تبقى هيا السبب ليه هيا اللى تشيل الذنب دايما
كان يتابعه ياسين بهدوء وعقله يؤنبه كيف غفل كل هذا الوقت عن عشقهما الواضح كان منشغلا بفرح والبحث عنها والحنين لرؤياها وأهمل الكثير
حاول أن يُهدئ رائف ويوضح له مقصد جاسر : اهدى يا رائف محدش قال إنها السبب بس تفكير الناس فى البلد كده ومفيش راجل فيهم حتى لو كان متأكد إن العيب منه هيعترف بده تفكيرهم حجرى عمرهم ماهيتغيرو
بينما أراد جاسر تفسيرا للأمر : مش دا موضوعنا دلوقتى الراجل دا كلمك ليه
أجابه ياسين بتوضيح : إحنا كبرات البلد ولا نسيت والراجل مش عاوز يوافق من أصله لأنه متجوز هند وبنته لسه انسه مش عاوز أول بختها تبقى دُره
جاسر : طب ما يرفض
ياسين : البنت متمسكه بيه وبتقوله ياهو ياانتحر
تعجب رائف : الكلام ده فى البلد
ياسين : آه مهو الراجل غنى ومدلعها عالاخر ومبتتمناش حاجه إلا اما يجبهالها والبت فافى أوى لدرجة لما تشوفها تنصدم لبسها وتصرفاتها لاتمت للبلد بأدنى صله وخد التقيله بقى طول عمرها بتكره هند وتغير منها مع إنها أكبر من هند بخمس سنين على الأقل
علق جاسر : عشان كده وافقت واتمسكت بيه عشان تحرق دم هند
ياسين : أيوه مهو دا اللى الراجل فاكره
قضب رائف جبينه بقلق : قصدك إيه
فأوضح ياسين : قصدى أنا قولتله هفكر أرد عليك بحل للمشكله دى وقفلت وقعدت مهموم هند من يومها متبهدله مش ناقصه
عقب جاسر بضيق : بس تبطل تمشى ورا أمها
إعترض ياسين بغيظ : هند بتوافق أمها بس فى اللى يأذى هند نفسها لكن لو هتأذى حد غيرها بترفض وأمك الغاليه بتضربها لما تشبعها أو تشغلها مرمطون فى البيت البيت اللى إنت راجل فيه بالإسم ومبتعملش سبع غير لما الموضوع يتعلق بشهد لكن هند تنحرق بجاز
دافع جاسر عن نفسه : والله أنا حاولت قبل كده
فسخر ياسين : قصدك لما سافرتو قبل جوازى هه كانت عزومة مركبيه مجرد ملقيتها خافت وبعدت خلعت
إستنكر جاسر سخريته : جرى إيه إنت قلبت محامى لهند مش دى اللى رفضتها وعملت مولد عشان متجوزهاش
ياسين : هه غلبان أنا لما يأست من رجوع فرح ولقيت العمر بيجرى قولت مبدهاش وأول ما فكرت مكنتش شهد كانت هند
لاحظ ياسين توتر رائف وغضبه الذى زاد فإبتسم بمكر : الصراحه هند زوجه ممتازه طيبه وهاديه وجميله وست بيت شاطره بس جوزها اللى حمار ومش مقدر قيمتها صح
رفع جاسر حاجبه : طب ومتجوزتهاش ليه
أجابه رائف بغيظ : ودى عاوزه مفهوميه أكيد بسبب امك
فإعترض ياسين : لأ مكنتش هتبقى مشكله بالعكس كنت هتفادى قرفها لأنها هتبقى نالت مرادها وتعمل فيها سيدة القصر
قضب رائف جبينه بضيق : اومال إيه السبب
فأجابه وهو ينظر إلى جاسر : والله أنا قولت أسألها الأول أنا ملاحظ إنها بتعمل اللى أمها تقوله فى وجودها لكن فى غيابها بتتعامل معايا عادى فإستغليت أول فرصه أمها وأم الخير مش موجودين فى البيت وسألتها لقيتها بتقولى إنى زيى زى جاسر بالظبط بس دى أوامر أمها وبلاش أعرف حد وخصوصا أمها إن دا رأيها ولو مصر هتتجوزنى أهو على الأقل تعرفنى بدل الغريب اللى متعرفش هيكون صنفه إيه وأهى كلها محصله بعضها إن كنت أنا بحب فرح وهند مش فى بالى فهيا كمان كده كده أنا مش ف بالها ومستحيل حد يحبها مهى بنت عظيمه تخيل إحساسك إنت إيه وأختك الوحيده عايشه مدفونه بالحيا وإنت وأبوك واقفين تتفرجو لأ وردمتو عليها بزياده
زفر جاسر يغضب : خلاص يا ياسين إنت هتقطمنى وهى مجتش تشكيلى ليه
صرخ رائف فيه بغيظ : وإنت مخلتش عندك دم وخدت بالك منها ليه
تعجب جاسر : جرى إيه يارائف إنت اللى محموق عشانها مش دى اللى بسببها عيلتك كلها هجرت البلد
عارضه رائف بقوه : لأ مكنش بسببها دا بسبب أمك وأم الخير الله يحرقها بجاز بسبب أبوك اللى مش قادر يشكم مراته وسايبها طايحه فى الخلق اللى مقدرش يحميك منها وجابك عندنا اللى أهمل بنته وخلاها عبده لرغباتها المريضه اللى بدل ما يأدبها عاقب هند وجوزها لواحد ميستهلش ضفرها واحد لو كان يعرف قيمتها مكنش دور على غيرها لو بعد مليون سنه حتى لو هيا اللى مبتخلفش
حاول ياسين تهدئته : اهدى يارائف
لكن رائف لم يعد يحتمل : اهدى لامتى لحد ما تدفنوها صاحيه
فرفع جاسر حاجبيه بدهشه : اهدى ياعم إنت فى إيه
زاد الكيل وفاض لدى رائف فصرخ فيه : فى كتييير كتييير أوى وأنا تعبت من السكوت
عاتبه ياسين بضيق : محدش قالك تسكت لو كنت جيت وكلمتنى يمكن كان حاجات كتير إتغيرت
سخر رائف لظنه أنه لا يعلم شئ : هه بيتهيألك إنت مش فاهم حاجه
زفر جاسر بضيق : طب فمهنا ياسيدى
تنهد رائف بيأس ويكاد المار بجواره أن يستمع لصوت تمزق شرايينه قهرا : ملوش لزوم ماخلاص اللى راح راح
ياسين : لأ مراحش يارائف محجاش راحت
أغمض رائف عيناه بتعب : اسكت يا ياسين إنت مش فاهم أبوس إيدك اسكت
أجابه ياسين بثقه : مش فاهم دا محدش فاهم ادى
إبتلع رائف ريقه بقلق : قصدك إيه
فعاتبه ياسين بحزن : إخص عليك هو إحنا مش أصحاب وبينا عيش وملح دا إحنا عشرة عمر وتخبى العمر دا كله عنا وكاتم فى قلبك ياغبى
تبادل جاسر النظر بينهما بلافهم : متفهومنى فى إيه
أجابه رائف بإرتباك : مم مفيش
فعارضه ياسين : لأ فى فى كتير وآن الاوان كله يبان بس من الأول والمخفى كله حتى اللى انتو متعرفهوش عشان كده كفت ووفت
فسأله جاسر بترقب : هو إيه اللى منعرفوش
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية جنون العشاق)