رواية جنون العشاق الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم إيمي عبده
رواية جنون العشاق الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم إيمي عبده
رواية جنون العشاق البارت الحادي والعشرون
رواية جنون العشاق الجزء الحادي والعشرون
رواية جنون العشاق الحلقة الحادية والعشرون
قرر ياسين تأجيل إنتقاله لمنزله الجديد حتى زواج جاسر وشهد وهذا كان مطلب فرح حتى تشرف على تجهيزات الجناح الخاص بهما وتبقى بجوار شهد حتى تطمئن عليها فهى ليست مطمئنه لعظيمه
كما أنها أصبحت صديقه مقربه من هند ودائما تهاتفها وتفضى لها همومها فزواجها كان أسوأ مما كان متوقع
_______________
عاد جابر وأم الخير من سفرتهما والسعاده الباديه عليهما تتحدث عنهما وإنتقلت أم الخير إلى غرفته مؤقتا حتى يتم تجهيز جناح لهما ورغم قدرته على شراء منزلا جديدا لهما بعيدا عن عظيمه وكيدها إلا أنه لم يفعل حتى يظل بجوار الأسيوطى ولم تعترض أم الخير أبدا فكل ما يهمها أن تكون بجوار جابر
______________
كانت إحدى أخوات كرم فى حالة وضع وزوجها فى سفر وطلب منه رعايتها وحينما واتتها آلام الولاده أخذها المشفى وبعد أن إطمئن عليها وعلى صغيرها ذهب برفقة شهد إلى منزلها للقاء شيرين ليخبرها أنه أنهى كل شئ هنا ولم يعد هناك ما يعيق إرتباطهما لكن بعد أن يعود زوج أخته ليغادر وهو مطمئن لكن شهد لم تصمت وقصت لهم ما حدث لكرم حينما رأى المولود بيد الممرضه قبل تنظيفه
ضحك عز بقوه معلقا بسخريه : بقى كرم السبع اللى عملى فيها ضبع يغمى عليه لما يشوف الواد بدمه
ضحكت شهد : ههههههههههه وحياتك إندلق زى شوال الرز
إعترض كرم بغيظ : جرى إيه ما تتلم إنت وهى وبعدين المنظر يخض الواد كان ولا الغرقان ف جردل دم
زوت شهد جانب فمها بسخريه : مهو لازم ينزل بدمه اومال عاوزه ينزل إزاى
نهرتها شيرين بجديه مصطنعه : إخص عليكم متتريقوش على حبيبى هو عشان قلبه رهيف تعملو كده
نظر لها كرم بغضب : رهيف إيه إنتى كمان
دفعته بغضب : تصدق أنا غلطانالك تستاهل اللى بيعملوه فيك لأ وعاملى فيها خط الصعيد وفرقعت ف الأرض عشان منظر العيل الله يعينك ياشهد اللى بتشوف كده كل يوم ولا يعين أختك اللى فرفرت على ما جه العيل رجاله هم فاضيين للإماره والتنطيط وساعة الجد يغمى عليهم
أومات رحمه بتأكيد : آه ياختى فالحين بس عاوز الواد عاوز وريث دا ابنى لازم أنا اللى أسميه وساعة الجد إبنك ياهانم ربى لازمتك إيه
نظر كرم إلى عز بضيق : دول إتفقو لا أنا أقوم أروح أحسن
أجابه عز : آه روح على رجليك بدل ماتروح متقطع حكم الإتنين لسعين ومتضمنش ممكن يعملو إيه
اومأ كرم بتأكيد : مش عارف ياأخويا ذنب مين اللى بيخلص منا عشان نقع فى الأشكال دى
صرختا رحمه وشيرين : نععععم
حينها فزعا كرم وعز وركضا وركضت خلفهما الفتاتان بينما ظلت شهد تضحك عليهما
إمتلأ بيتهم بالسعاده والألفه منذ تركته كوثر ولم يذكرها أحدا مجدداً وكأنها لم تكن موجوده
تحدد موعد زفاف جاسر وشهد وسافر كرم وشيرين لكى تتم خطبتهما بحضور عائلتها وأخوات كرم جميعهم حضروا مهنئين فجميعهم يحبونه كذلك عز وعائلته أما أعمام كرم وأخواله فظنو أنهم إذا قاطعوه سيتراجع كذلك والدته لكنه لم يهتم بأى منهم بل أصر على والد شيرين أن يعقدوا القران أثناء الخطبه وبعد إسبوع واحد تم الزفاف حتى لا يكون هناك مجال لأى من عائلته للتدخل وإفساد الزيجه
مرت الأيام سريعا فى التحضيرات لزفاف جاسر وشهد وها هو اليوم المنتظر حيث تجمعت كبرى العائلات لحضور هذا الحدث ورغم ثرائهم إلا أنهم سيقيمو الحفل بالمنزل حتى يتثنى لمن سيحضر من القريه التواجد بلا حرج فالفنادق لن تناسبهم ذاك ما إقترحته عظيمه وإستطاعت إقناع الجمبع به ورغم يقين جاسر أنها تخطط لشئ ما لكنه لم يهتم لأنه سيكون لها بالمرصاد
حضر الحفل الأهل والأصدقاء والمعارف وكان الجميع سعيدا من أجلهما ماعدا عظيمه التى كانت تبحث عمن تنفث به غضبها لذا كانت هند تحاول الإختباء منها قدر المستطاع
وقد حضر رائف من أجل جاسر رغم كل شئ ولأول مره يدخل منزله منذ سنوات وحينما رأى عظيمه وسط الحشود إختنق ومكث داخل المنزل حينما لاحظه ياسين وأتى ليجلس معه : عقبالك
تنهد رائف بيأس ثم قال : إمتى بقى
فإبتسم له ياسين : ربنا يسهل بس إنت إعقل
أجابه بجديه : أنا عاقل والله وكله هزار إنت عارف
فلوى فمه ساخرا : مهو هزارك بيعملك سمعه يا فالح
أجابه بضيق وهو يضرب بقبضة يده على موضع قلبه : يعمل ولا ميعملش مانا فى كل الأحوال فاضى نفسى المنيل على عينه ده يدق
إبتسم له بمكر : يعنى ولا واحده شدتك أبدا
فأجابه بضيق : اللى بيشدو كتير المهم مين اللى تخلى قلبى يتلهف عليها نفسى فى واحده تخلينى مانمش الليل إلا لما أطمن إنها بقت مراتى
فسخر ياسين من حديثه : آه إنت عاوز حب من أول نظره
– مش شرط المهم تخلى القتيل اللى بين ضلوعى ده يحس بأى حاجه
– عالعموم الفرح مليان بنات نقى وإختار
– طب وافرض معجبتهاش
– بس لاقيها إنت الأول وبعدها ياسيدى نشوف هيا مين وهساعدك ولو إنك متستهلش
لوى فمه بضيق : يسلملى لسانك اللى بينقط خل
فرمقه بحده : إنت فاكرنى نسيت إنك مجيتش فرحى
فأجابه موضحا : فرحك كان فى البلد وإحنا بطلنا ننزل البلد من يوم اللى عملته فيا مرات عمك الفضيحه اللى فضحتهالى حرمتنا نهوب ناحية البلد حتى أمى كانت بتزن على أبويا يبيع الأرض والبيت بس هو مرضيش حتى لو مبنجيش والبيت عشش فيه العنكبوت فهو من ريحة أبوه وأمه والأرض أهى متأجره كده كده ملناش فى الفلاحه وبتجيب إيجار كويس حتى لو مش محتاجينه بابا مبيحبش موضوع البيع ده عامل زى جدى عندهم الأرض عرض وبصراحه أنا كمان مش حابب نبيع ليا ذكريات حلوه هناك مستحيل أنساها
– ياعم الحكايه دى من زمن إتنست خلاص
فأجابه بسخريه : لا والله بجد اومال مرات عمك كانت بترحب بيا بعشم وأول ماعرفت أنا مين خلقتها قلبت ليه
– سيبك منها
– اسيبنى منها دى ماما مبتكرهش فى حياتها أدها بعد اللى عملته اوووف ياأخى بتفكرنى ليه بس أنا رايح الفرندا أشم هوا يمكن أروق
– اللى تشوفه
تنهد ياسين بضيق فعظيمه سبب بؤس الجميع بينما خرج رائف إلى الشرفه ووقف يتأمل الحديقه المضاءه بالزينه والجميع يهنئ ويبارك فإبتسم بحزن وهو يضرب على صدره ويتمتم بخفوت : إنت خلاص ربطت على كده مش ناوى تنسى بقى اوووف الله يحرقك يابعيده زى مادمرتى حياتى لأ وإسمها عظيمه وهى معندهاش من العظمه إلا الغرور الأعمى اوووف
بينما كانت هند تقف فى الركن المظلم وسمعت صوت رجولى هامس لا تدرى ماذا يقول ولكنها خشيت أن يراها أحدا هنا ويظن بها السوء فهى دائما موضع للشك وسوء الظن فتسللت للخارج فرأت رجلا يقف ناظرا للحديقه ويحدث نفسه فظنته مجنون أو يسكنه جن فإرتعدت خوفا وركضت إلى الخارج وهى تقول : استرها علينا يارب ديه بينه راكبه اللهم احفظنا يا عينى عليه كيه البدر وعجله ضايع
حينها رأتها فرح وأقبلت عليها بإبتسامه عذبه : إنتى اختفيتى فجأه كده ليه
أجابتها هند بضيق : اومال عاوزانى اجعد افرح وامى توعالى وتطين عيشتى
فتنهدت فرح بحزن على حال هند : معلش يا هند ربنا يهديها
لوت فمها ساخره : يهدى مين ياخيتى إنتى عتضحكى على حالك ولا عليى امى غيتها تكدرنى فى الروحه والجايه ذنبى إيه أنى إن اللى خطتله متمش ومجدرتش تحكم وتتحكم وأدينى شربت المجلب لا جدرت تجوزنى على كيفها ولا هملونى لحالى والخلج طفشت من عمايلها وطبعها الصعيب ووجعت أنى ف بوز الجرد اللى بلونى بيه وجبل إكده كان كل ميجانى حد تجول واد عمها عيتجوزها ولا فرجش معاها إنه مطيجنيش
حاولت فرح توضيح سوء الفهم : لا ياهند ياسين بيحبك بس زى أخته
فأجابتها بهدوء : وأنى وربنا يشهد بس امى امرتنى وأنى مجدرش أجولها له
– والله أنا مش عارفه أقولك إيه
– متجوليش حاجه طب تصدجى أنى طول عمرى مليش حد كيه المجطوعه من شجره
نهرتها فرح بضيق : إيه اللى بتقوليه ده وإحنا روحنا فين
– انتو مين يافرح جوزك اللى مفكرنى كيه امى وعاوزه أأذيكى ولا خوى اللى رامى طوبتى ولا بوى اللى مدريانش إنه له بت وليها حج عليه ولاجدى اللى بيفتكر إسمى مره وعشره له بس معلهش لوم هو ختير وخرف ولا امى اللى مطيجنيش اكمنها مش لاجيه حاجه تستفاد بيها منى
فإبتسمت لها بحنان : طب وأنا اعتبرينى أختك وبكره شهد كمان هتبقى أختك دى طيبه أوى وهتحبيها
– يعلم ربنا جلبى اتفتحلكم من أول ما اتطلعت فى خلجتكم بس امى بهدلتنى وجالتلى متصاحبش عليكو
– انسى اللى فات وياسين هحاول افهمه وجاسر ياستى وباباكى كمان بس جدك ده لأ لأنه ممكن نتكلم وبعد ربع ساعه يقولى إنتى مين
– هههههه ضحكتينى الله يسعدك بس متتعبيش نفسك ومتجوليش حاجه عمر جلوبهم ماعتصفالى
– ليه بتقولى كده
شردت بحزن وهى تقول : زمان أبوى شيع جاسر مع رفيجه وجله يربيه كيه ولده لأجل يبعده عن امى وعجلها المهبب وبعد زمن جه زياره ومعاه واد الراجل كان نفس سن جاسر كان طيب وجدع وبيعملنى بالمعروف أول مره حد يعاملنى زين جولت أخيرا لجتلى أخ حنين وبجى كل ماياجى اجعد معاه يعلمنى أجرا ويحكيلى حكاوى زينه وعمره ما عاب فيا ولا سمعنى كلمه شينه بس الفجرى فجرى امى لما دريت ضربتنى لما كسرت عضامى واتخانجت ويا امه وجالت إنه بيلوف عليا وبيعمل معايا حاجات عفشه وهو حلف على كتاب ربنا إنه ماحوصل وصدجوه الحج يتجال كان أمين ومعيكدبش ولما جه بوى يسألنى سكت امى كانت عتبرجلى ومن الخوف سكتت والدنيا جامت ومجعدتش ومشيو من عندينا زعلانين وجاسر صمم يسافر معاهم وجال هما اللى اهلى وابوى ضربنى وجالى خسرتينى رفيجى يا خاطيه وانى كنت عشر سنين يافرح لا أدرى يعنى إيه خاطيه ولا أنى غلطت فى إيه وجاسر غاب ولا بجاش يعاود إلا كل حين ومين يزورنا كيه الغريب وكل مره يعاملنى كنى عدوته وبعد ما مشيو واليد الحنينه اللى كانت بتطبطب عليا راحت من غير رجعه امى ضربتنى لما شبعتنى عشان كانت جيلالى اوافج على حديتها وأجول إنه بيغوينى وانى سكتت تجدرى تجوليلى غلطتى إيه فى ديه كله واللى عمل العمله نفد بيها
– قصدك امك
– وهو فى غيرها ابوى ملمهاش وبهدلنى أنى وراح الطيب من إهنه وهو بيلعن شوفتى ومن يومها وبدل ما كانو مش دريانين بيا بجو بيكرهونى حتى اما جاسر حن عليا يوم وعملنى زين أول ما امى زعجتلى خوفت وبعدت محاولش يوجفلها ويجولها دى خيتى الزغيره له هملنى ليها
لم تجد ما تواسيها به سوى احتضانها وهى تبكى معها على حالها ورغم أنها سبق أن قصت لها تلك القصه سابقا لكنها لم تعقب فلومهم الدائم لهند وتأثرها البالغ بهذه الحادثه جعلها تفكر فيها بإستمرار حتى أصبحت تنسى هل قصتها لأحد أم كانت فقط تتذكرها
بينما خرج رائف من الشرفه فرآه جاسر وأقبل عليه : إنت روحت فين وسيبتنى
فأجابه رائف بضيق : صدعت من صوت الدى جى روحت الفرندا الهوا هناك يبرد الروح والجو اهدى شويه وبعدين إيه سيبتنى دى هو إنت فاضيلى
فأجابه بغرور مصطنع وهو يعدل من ملابسه ويحرك حاجبيه بمرح : مش العريس يا إبنى
فأجابه بإبتسامه هادئه : هنيالك ياعم عقبالنا
– انوى إنت بس وألف مين تتمناك
فتمتم رائف بهمس حزين : المهم أنا أتمنى مين
فإقتضب حاجبى جاسر بإستغراب ثم تسائل : بتقول إيه؟!
فأجابه بسخريه : مبقولش روح شوف عروستك لتغير رأيها وتطفش
نظر له بتحدى قائلا : تقدر دا أنا كنت ولعت فيها وفى عيلتها كلها
إتسعت عينا رائف بدهشه : ربنا يعينها
فنهره بضيق مصطنع : خليك فى حالك
لوى فمه ساخرا : ماكنت ف حالى وانت اللى نكشتنى
تنهد بنفاذ صبر : حقك عليا عاوزك تيجى تفرح يمكن تلاقى اللى تكسر وحدتك
فلوى فمه بيأس : ماظنش
– انت يأست خلاص مين عارف يمكن تلاقى واحده مسمعتش عن مغامراتك الوهميه
فسخر بحزن : مهو بعد الفضيحه اللى عملتهالى أمك بقت محصله بعضها كنت محترم وطلعتنى مهزق وفيا العبر قولت خلاص كده كده سمعتى بقت فى الأرض بس طلعت أهبل كبيرى أعاكس وضميرى مش سامحلى أتجاوز أكتر من كده مع إنهم يتمنو بنات عاوزه الحرق صحيح
ضحك ساخرا : ليه بس دول بيحبو معاكستك بيقولو عليك دمك خفيف وبيتحدفو عليا
فاجابه بغضب : إلهى يتحدفو فى جهنم تصدق مراتك دى جوهره يوم ما عكستها كانت هتاكلنى ساعتها احترمتها فعلا
إستنشق الهواء وزفره بهدوء وهو يتحدث بحالميه : شهد هو فى زيها
فإبتسم له قائلا : ربنا يسعدك معاها يا صاحبى
فربت على كتفه بحنو : ويسعدك إنت كمان ببنت الحلال اللى تحبك وتعوضك
أظهر إبتسامه مصطنعه وهو يمزح : إنسانى وخلينا فيك إنت ناوى ترفع راسنا ولا هتكسفنا
فلمع الغضب بعيناه : نعم ياروح أمك
فأومأ برأسه ساخرا : أيوه هو دا جاسر لسانه بينقط غباوه جو الحنيه اللى هل عليك ده بصراحه قلقنى عاوزك سبع بس حاسب عالبت لتفيص فى إيدك
صر على أسنانه وهو يصيح به : امشى غور من قودامى بدل ما اعجنك فى بعضك
– هههههه لا وعلى إيه
إبتعد سريعا بينما ضحك جاسر قائلا : هههههه مجنون وربنا (ثم تنهد بضيق) الله يسامحك يا عظيمه محدش نجى منك اوووف
أتى عليه ياسين وهو مقتضب الحاجبين متعجبا من حاله : لسه بدرى على متكلم نفسك
إنتبه له جاسر : ياسين
– يا ابنى انت لسه عالباب وبتكلم نفسك اومال لما تخلفو بقى هتقطع هدومك
– آه إنتو موراكوش غيرى بقى أخلص من رائف تستلمنى انت
نظر حوله متسائلا : هو فين صحيح قالى هروح الفرندا واختفى
فأجابه بضيق : كان لسه واقف معايا قبل ما تيجى بثانيه إن جيت للحق إحساسى تجاهه بالذنب مبيفارقنيش
فحدثه بجديه قائلا : متلومش نفسك مكنتش غلطتك
– آه بس دى أمى والجدع بعد ما كانت عيلته لها هيبتها خرجو بجورسه مكفهاش تتبلى عليه لأ سيحتله فى كل حته وأم الخير مكدبتش خبر بقت تزود من عندها ومفكروش إنهم مش بس بيأذوه لأ دول كمان بيفضحو هند وأديها إدبست ف واحد مش مفهومله حال تحت راس الست عظيمه
________________
هدأت هند ثم قصت لفرح ما حدث بالشرفه وكم كان الشاب وسيما ويضع عطرا أخاذاً وكم حزنت كونه ممسوسا
خجلت هند كثيرا من تلميحات فرح التى لاحظت إعجاب هند بهذا الشاب رغم جهلها بهويته
بعد قليل أتت رحمه لتخبر فرح أن ساميه تبحث عنها وأخذتها معها وتركتا هند وحدها فتنهدت بحزن وذهبت إلى المطبخ وشربت كوبا من الماء ثم تفاجأت بمن أشعل الضوء وعلمت أنه من رأته بالشرفه فعطره يملأ المكان فإستدارت بقلبٍ يرتجف حينها إتسعت عيناه بدهشه ممتزجه بفرحه ثم إبتسم بود لكنه لاحظ خوفها فحاول الإقتراب منها فإزدادت ذعراً فتوقف وهو يشيرلها بيديه : اهدى وربنا ما هأذيكى
فإنكمشت خوفا وهى تلوح بيدها : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بعِّد عنى ربنا يرضى عنيك
إقتضب حاجبيه بضيق محاولا أن يهدأ ثم سألها بهدوء حذر : طب فهمينى بس إيه اللى مخوفك منى كده
لم تجدى محاولته فى جعلها تهدأ بل على العكس زادتها خوفها : بعِّد بشرك عنى أنى مش كد الأسياد
تسائل مستفسرا : قصدك أصحاب البيت ؟! إنتى شغاله هنا؟!
لم يحصل منها على جواب بل ظلت على حالها : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بعِّد عنى
فحاول مجددا : طب إهدى بس إنتى إسمك إيه
لم تتحمل أكثر فصاحت مستغيثه : الحجونيييى
إتسعت عيناه بصدمه وهو يتلفت يمينا ويسارا خوفا : بس بس هتفضحينى اسكتى أنا ماشى ماشى
ركض إلى الخارج ليختبأ ولكنه كان قريبا فسمع مادار بينها وبين فرح التى أتت سريعا فقد كانت قريبه وسمعتها : جرى إيه
ألقت بنفسها بين ذراعيه تختبأ خوفا : الحجينى
ربتت على ظهرها بحنو وهى تسألها بهدوء : إهدى إيه اللى حصل
إبتلعت ريقها بخوف وهى تنظر حولها بعيون زائغه ثم نظرت لفرح : الجدع اللى جولتلك عليه
إقتضب حاجبيى فرح وهى تتذكر : اللى راكبه عفريت
أجابتها بخوف : أيوه كان إهنه
ربتت على ظهرها بحنو متسائله : اهدى بس هو أذاكى
فأجابتها : له
فنظرت لها بحيره تسألها : اومال عمل إيه؟!!
رفعت وجهها تنظر إليها بضيق : كان عاوز يتحدت وياى بس أنى خوفت
إبتسمت فرح وهى تغمزها بمرح : مش يمكن معجب بيكى وعاوز يتعرف عليكى
فضربت هند على صدرها براحة يدها معقبه : يامرى وملتجتش إلا المخبول ديه
فحاولت فرح تهدئتها : مش يمكن إنتى اللى فهمتى غلط وهو مظلوم وياما فى الدنيا مظاليم وانتى أدرى
فأنكست رأسها حزنا : عتجوليلى بس أنى
قاطعتها فرح بإبتسامه : إنتى مش قولتيلى إنه حليوه
توردت وجنتيها وهى تنظر للأسفل خجلا : إهيه عتخجلينى إكده
ضربتها فى كتفها بخفه وهى تغمزها : يابت هههههه شاكله عاجبك
عضت على شفاهها خجلا : له معجبة اييه وهو أنى أعرفه بس أنى من ساعة ما جابلته بلاجى جلبى يفط منى وكنى بجالى ساعه بجرى بحس إن جلبى عيوجف والجدع يرد الروح يتعشج بس حتى لو عاجل وزين ورايدنى لما يدرى أنى مين عيهج ولما يدرى كومان بظروفى عتجوم جيامتى
إقتضب حاجبى فرح بضيق وهى تنهرها : ليه بقى إنتى زينة البنات ومش ذنبك إنك مدبسه مع حيوان ولا إن أمك صعب
نظرت لها بقلب جريح : جصدك جادره ومحدش جادر عليها وهو عيبجى أحن عليا من أهلى اللى كلياتهم رميينى وكرهينى وأنى المظلومه مجدروش على أمى وجم عليى ومحدش فكر منيهم إن ليا عازه وبحس وبتعذب وسطيهم
كان يستمع لحديثهما وقلبه يتألم علم أن فرح تعرفها جيدا بل وصديقتها أيضا ويبدو أنها تحيا فى أسى ولكن لما تظن أنه مجنون وسط هذا الزحام من الأسئله التى لا جواب لها أحس بالسعاده فهى تبادله نفس المشاعر رغم أنها لم تفهما بعد
زفر رائف بضيق بعد أن إبتعد عن المطبخ : لأ بقى أنا معمولى عمل
فسأله جاسر : جرى إيه
– سيبتك وروحت المطبخ أشرب وبفتح النور لقيت بنت واقفه إنما إيه قمر أول ما شوفتها حسيت إن قلبى هينفجر إيه ده هو فى كده بدر منور
فهلل ياسين : أوباااا انت طبيت
غمزه جاسر بإبتسامه سعاده : شكل دعوتى استجابت
فأجابه رائف بغضب : معتقدش
تعجب جاسر سائلا : ليه بس
تنهد رائف بضيق : عشان أول ما شافتنى إتنفضت وفضلت تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وهى مرعوبه ولا كأنها شافت عفريت ولما حاولت اكلمها واشوف مالها لقيتها بتصوت خوفت لتعملى مشكله وخرجت أجرى
نظرا جاسر وياسين لبعضهما ثم إنفجرا ضاحكين : ههههههههههههههه
فزفر رائف بضيق : إضحكو إضحكو أنا غلطان إنى بحكيلكم
فحاول ياسين ياسين أن يبحث عن سببا لما حدث : يمكن من بنات البلد وهناك ممنوع تكلم راجل غريب انت عارف عوايدهم
رائف : طب بتستعيذ من الشيطان الرجيم ليه شايفانى إبليس
جاسر : ههههههه انت فقر يا ابنى يوم ما تتسهل وتعجبك واحده تطلع شيفاك دراكولا هههههه
نادى أحدهم على جاسر بينما زفر رائف بضيق : شوفت النحس اللى أنا فيه يوم ما قلبى يدق تطلع شيفانى خُلل
لم يتمالك ياسين نفسه فهيئة رائف وهو يقص ما حدث ويتذمر كالأطفال مضحكه بحق :هههههههههههه معلش بكره لما تعرفك هتعرف إنها غلطانه
لوى فمه ساخرا : وهتعرفنى ازاى هتفتح المندل
ربت على كتفه مطمئنا : ياسيدى ولا يهمك الفرح كله هيتصور وانت شاور عليها وهسألك هند عنها
قاطعه بإنزعاج واضح : لأ هند لأ
أوضح ياسين الأمر : مهو فرح متعرفش المعازيم كلهم هند اللى عرفاهم
طالبه رائف راجيا : إبعدنى عن هند الله لا يسئك أنا مش ناقص بلوه جديده تتحدف عليا ثم إنها كانت واقفه مع فرح يبقى أكيد تعرفها كويس
– طب روق روق وهنلاقيلها حل
تنهد رائف بإرتياح ولكن غصة قلبه لازالت تنبض
كانت ليله رائعه وكانت شهد أجمل عروس فرحتها كانت تغرق الأرض وما عليها
إنتهى الحفل وبدأ الضيوف فى المغادره بعد أن زُفت شهد لجاسر لكن بعد قليل تفاجئ جاسر بأمه تطرق على باب غرفته وتخبره بضرورة التوجه إلى والده فإستأذن من شهد وخرج يدور يبحث عن والده فإصطدم بهند التى تعجبت من تواجده بالأسفل : خبر إيه ياخوى مهمل مرتك لحالها دلوك ليه
سألها وهو يدور بعيناه فى المكان : مشوفتيش ابوكى
أجابته بهدوء : كنت وعياله مع الرجاله بس ليه؟
رفع رأسه وهو ينظر للخارج عله يراه وهو يوضح لها بلامبالاه : أمك قالتلى إنه عاوزنى ضرورى
ضربت براحه يدها على صدرها بخوف : يامرى ومن ميته بوك بيشيعلك خبر مع أمك لو عاوزك صوح كان شيعلك مع جابر خبر ايه ياخوى هى فرحتك كلت عجلك
ركز كافة إنتباهه عليها سائلا بقلق : قصدك إيه
لطمت بفزع وهى تصيح به : يامرى يامرى إلحج مرتك ياخوى
لم ينتظر لحظه ليفكر فقد إتضحت الصوره جليه أمامه فركض سريعا عائدا لغرفته عله ينقذها قبل فوات الآوان بينما ركضت هند تبحث عن والدها فوجدته إنتهى من توديع الضيوف ومعه ياسين وفرح فأسرعت إليهم تبلغهم بحدوث كارثه لا تعلم ماهيتها ولكنها تخص والدتها وشهد فلم ينتظر أحد ليستفسر بل ركض الجميع إلى الأعلى
كان قد سبقهم جاسر ووجد الباب مغلق من الداخل وصوت أنين مكتوم من الداخل ووالدته تصيح فى من معها : ماتشهلى ياحرمه منك ليها مجدمناش وجت خلى الغندوره تدرى مين ست الدار إهنه ومتتعشمش كتير
ظلت تتلوى شهد بيد إيديهن وهى تحاول الصراخ بلا فائده فصاحت عظيمه بغيظ : خبر إيه مجدرينش عليها ولا إيييه
فزعت عظيمه ومن معها من نساء من الطرق الحاد المفاجئ على باب الغرفه وجاسر يصيح غاضبا : إفتحو الباااااب
إنتشر الزعر بينهن بينما هدأت حركة شهد فقد وصل حاميها فلاحظت عظيمه ونظرت لها بكره واضح وهى تهسهس : متفكريش إنك عتنجى من يدى له عكسرك وهو عالباب معيجدرش يعمل حاجه أنى أمه
ففزعت شهد وإستغلت خوف النساء وتركهن ليدها وقدمها فأخرجت من فمها القماشه التى كممهن بها وألقت بها وركضت نحو الباب وهى تصرخ بأعلى ما لديها : إلحقنى يا جااااااساااار
إستشاطت عظيمه غيظا وهى تأمر النسوه بالإمساك بها مجددا والإسراع بالأمر ولكن ما لم تتوقعه أن جاسر تحول لليث جائع يشتهى الدماء حينما صرخت شهد لتهتز شرايين قلبه رعبا فضرب الباب بجسده بأقصى قوته وماهى إلا ضربتان وكُسر الباب فركضت شهد تحتمى به فإحتضنها بقوه وكأنها سترحل بلا عوده وعيناه تلمعان بغضب مميت ناظرا إلى عظيمه بينما صرخت النساء بخوف وركضن إلى الخارج خوفا من جاسر أما عظيمه فوقفت ترتسم البرود واللامبالاه فهو إبنها لن يؤذيها هكذا أقنعت نفسها لتهدأ وتبدو قويه ولكن الرعب المطل من عينيها كشف بوضوح زعزتها وتيقنها الدفين بأنها ستهلك
بينما وصلت باقى العائله تلهث فتسائل ياسين بقلق: إيه اللى جرى
فوجدتها فرصه لتهرب من العقاب فألقت بظنها السئ لتلهيهم عن الحقيقه لظنها أنها ستنجو ولا تعلم أنها قد كُشفت منذ زمن فرفعت حاجبها وهى تناظرهم بهدوء ثم قالت : البيه معوزناش نعرف الحجيجه
تعجب زوجها سائلا : حجيجه إيه ياعظيمه ؟!
ظنت أنها وصلت لمبتغاها وستزرع فى نفوسهم الشك لتذل شهد ولم تعى أن زوجها يسخر منها فأجابته بشر :حجيجه الغندوره تجدر تسأل ولدك إتجوزها ليه إكده
سألها زوجها مجددا : إكده كيف يعنى؟
فأجابته بحقد وعيناها مسلطه على شهد التى تنتفض بين ذراعى جاسر : طوالى لا طول ف الخطوبه ولا حكى لجيناه عيجول كتب كتاب لازمن ولابد غلط وياها ولا تلاجيها حبلت منيه كومان وإحنا نايميين على ودانا وجايه عامله فيها خضره الشريفه
توسعت عيونهم بصدمه بينما إنتفضت شهد تنظر لجاسر بضياع عيناها تستغيث به فإبتسم لها بحنان وإحتضنها مجددا ثم نظر نحو فرح يطلب منها بهدوء : لو سمحتى يا فرح خدى شهد معاكى أوضتك دلوقتى
أجابته بهدوء وهى تأخذها من بين يديه : حاضر بس لو مش هتقدر تحميها سيبها أحسن بلاش تخليها تعانى زيى
إبتلع ياسين غصته وهو يستمع لها ثم أغمض عينيه بقوه وإعتصر قبضة يداه حتى يهدأ فالأمر لا يحتمل بينما كانت شهد وفرح على أعتاب الغرفه نظرت له شهد بترجى ألا يتركها فهى أصبحت تحيا بوجوده فطمأنها بإبتسامه عاشقه وإيمائه خفيفه وكأنه قرأ ما بداخلها فأجابها بلا سؤال ثم نظر إلى هند قائلا : وياهم ياهند
أجابته بحزن : أمرك ياخوى
توترت نظرات عظيمه وهى ترى ما يحدث فإبتلعت ريقها بخوف وحاولت أن تهدأ لكنها إنتفضت حينما وجدته يصيح بحده مناديا : جااااابر
أتى جابر راكضا : خبر إيه
أجابه بصوت مخيف : أمى نفسها تجرب عشجك الجديم لأم الخير فاكره
لمعت عينا جابر بالغضب وإبتسم بشر وهى يومأ برأسه وما إن هم بالمغادره حتى أشار له جاسر بالإنتظار فوقف ثابتا ليسمعه يقول : جدى تعب النهارده خده وياك ومتهملوش إلا فى فرشته وفى سابع نومه
أومأ بالمواففه : عنيمه ومعاود
خرج جابر متوجها للأسفل ليأخذ الجد إلى فراشه يدثره ويطمأن عليه ثم ذهب إلى غرفته وأحضر السوط فرأته أم الخير وإرتعدت خوفا فإبتسم لها : له ياجلب جابر معوزش أشوفك خايفه أنى وعدتك معمدش يدى عليكى تانى وأنى جد وعدى
تنهدت بإرتياح وإبتسمت فأشار برأسه نحو رائف : وريه اوضته لجل يرتاح
فأومات له : أمرك يا عشجى
ثم إبتسمت بخجل وتوجهت إلى رائف وتابعها جابر بهيام : يابووووى دى بينها ليله جشطه
بينما إستدار جاسر ينظر إلى عظيمه بإحتقار وهى ترتعد خوفا من القادم وخاصه حين وصل جابر وبيده السوط وأعطاه لجاسر الذى وضعه بيد والده وخرج مع ياسين وجابر بينما وقف راشد ينظر لعظيمه بغيظ فقد أحنت رأسه بفعلتها تلك لذا إنهال عليها بالسوط حتى جعل حوائط المنزل تهتز لصراخها
ورغم مساوئها إلا أن فرح إعترضت على ضربها لكن لم يستمع لهما أحد وإستطاع ياسين إلهائها عن الأمر بينما إصطحب جاسر شهد إلى أحد الفنادق الفاخره وقضيا ليله ساحره
بينما فزع رائف من صوت الصراخ وكذلك أم الخير وقد علمت أنه صوت عظيمه فتنهدت بضيق هازه رأسها بيأس وحين سألها رائف عما يحدث أجابته بهدوء ألا يهتم
وأخيرا أثبت راشد أنه ذو فائده
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية جنون العشاق)