رواية كبرياء صعيدي الفصل السادس 6 بقلم نور زيزو
رواية كبرياء صعيدي الفصل السادس 6 بقلم نور زيزو
رواية كبرياء صعيدي البارت السادس
رواية كبرياء صعيدي الجزء السادس
رواية كبرياء صعيدي الحلقة السادسة
” سطو القلوب ”
~هناك سحر لم تجده لدي المنجمين، سحر فى عيون ليتك تهرب من النظر إليها قبل تسرقك~
جلست “عطر” بالشرفة صباحًا تفكر فيما حدث معها وشهامة “عيسي” معها، تذكرت موقف “عاصم” الذي أحبته بقلبها وأختارته لتكمل معه عمرها كاملًا ومع أول موقف جلبها إلي هنا لتُقتل، وموقف “نصر” الذي سلبها كل ما تملك بكل وقاحة وقذارة من رجولته المنعدم، دمعت عينيها بحسرة على ما حدث وضمت ذراعيها الإثنين إلى صدرها بقوة لتنكمش فى ذاتها، سمعت صوت ضجيج فى الخارج لتخرج من الغرفة على الصوت …..
طرق “نصر” باب الغرفة بقوة مرات متتالية وهو يصرخ بضيق شديد:-
-أفتحي يا عطر، أفتحي أنتِ فاكرة أن الباب دا هيمنعني عنك … أفتحي دا أنا جوزك
سمعت “عطر” صوته من الداخل لتقف خلف الباب مُرتعبة خوفًا من هذا الرجل وكلما سمعت صوته تذكرت قسوته وممارسة للقوة عليها ، أبتلعت لعابها ذعرًا وهو يركل الباب من الخارج بقدمه ويصرخ بها:-
-بعد كل اللى عملتهولك يا عطر، دا أنا سترتك وغليتك ورفعت رأسك وسط الناس دا جزائي يا عطر، دا أنا وزنتك ذهب مشافتهوش واحدة من حرم النجع كلته، أفتحي يا عطر ….
تنهدت “عطر” بخوف وتحدثت من خلف الباب بذعر منه ولهجتها مُتلعثمة:-
-أنا مش عايزة ولا فلوس ورأسي اللى بتكلم عنها دي مرفوعة لوحدها بأخلاقي وشرفي غصب عنك، لكن أنت أزبل راجل أنا شوفته
بدأ يصرخ كالمجنون من حديثها ويحاول كسر الباب وهى تصرخ من الداخل بخوف وأبتعدت عن الباب للخلف، خرجت “خديجة” من غرفتها وهرعت إلى غرفة والدتها تقظها من نومها بعد شجار أخاها، خرجت “هدي” من غرفتها مع خروج “حنة” وهكذا “فيروزة” وهذا الثور الهائج يحاول الوصول لها بكل قوته مُستغلًا غياب “عيسي” عن البيت، لكن “فيروزة” كانت اسرع مما يتوقع وعادت إلى غرفتها مُرتعشة خوفٍ وأتصلت بـ “عيسي” بهلع لتقول:-
-ألحجنا يا عيسي، نصر جن على الأخر وبيكسر الباب على عطر
لم يتمالك أعصابه بعد أن سمع أنه يحاول الهجوم عليها من جديد ، فأنتفض من مقعده فى مكتب المزرعة الموجود فى الارض الزراعية وتجاهل وجود التجار الذين جاءوا لأخذ المحاصيل وهرع إلى الخارج ، صعد بسيارته وأنطلق كالمجنون بعد أن أغلق الهاتف….
جلب “نصر” مفتاح إصلاح إطارات السيارات الخاص به ، هرعت “خضرة” إليه بخوف منرد فعل “عيسي” على فعل ابنها ومسكته تمنعه من كسر الباب وقالت:-
-أهدي يا نصر بالله عليك يا ولدي، إحنا مش حمل غضب عيسي دا يرمينا كلتا برا الدار
دفع والدته بعيدًا وقال بصراخ:-
-بعدي ياما، كيف همله مرتي ، دا حجي وحلالي أنا وهو مالهوش صالح بيها ، مبجاش راجل لو هملته مرتي
أبعد “خضرة” عن طريقه بالقوة وبدأ يكسر مقبض الباب بكل قوته وكأنه يفرغ غضبه به، بدأت “عطر” تصرخ من الداخل بذعر خوفًا منه ودموعها شاركت نفضت جسدها فى التعبير عن خوفها من هذا الرجل، كسر مقبض الباب بنجاح لتهرع “عطر” إلى الداخل بخوف حين دخل إلى الغرفة، رمقها وهى تقف فى زاوية الغرفة وتبكي بانهيار تام مُرتدية بيجامة زرقاء حرير بكم وشعرها مُنسدل على ظهرها بحرية، أقترب منها كاللهب الذي يحرقها فقالت بخوف:-
-أياك تقرب مني أنا بحذرك أهو
وقف أمامها يتأملها ولمس وجنتها بأنامله بعيني ثاقبة كالمسحور بجمالها، أبتلعت لعابها بعبوس فقال:-
-أنتِ بتاعتي أنا يا عطر، لما جربت منك حسيت أنى مستحيل أعرف أجرب من ست تانية غيرك، أنتِ كيف السحر اللى سحرني وسرجني من الدنيا، على جثتك وجثتي تكوني لحد غيري أو أطلجك
دفعته بقوة من صدرته بصدمة ألجمتها من حديثه وهو يتحدث عن متعة معها فى حين أنه أغتصب روحها وجسدها عن أي متعة يتحدث وهو قتلها ببشاعته فقالت بمكر:-
-أنت زبالة وحيوان وأنا لو أشجع من كدة كنت قتلتك زى ما قتلتني
لم يتمالك أعصابه أكثر أمامها فصفعها بقوة على وجهها وكأنه أعتاد على تلذذ ضربها والقوة التي يمارسها عليها ومعه تشبع ذكوريته، لم يشعر برجولته وأنه رجل ألا عندما يستقوي علي هذه الضعيفة فصرخت بقوة ، جاءت “حنة” إليه بسرعة تضربه على ظهره حين قال:-
-أبعد عنها، قطع أيدك اللى تتمد عليها
دفع “حنة” بعيدًا لتسقط على الفراش، أخذ “عطر” بقوة وهى تصرخ معه حتى وصلت إلى باب الغرفة وتشبثت به بقوة تقاوم سحب “نصر” لها ، فقد فاض الأمر به ليسحب ذراعها بقوة من الباب ثم حملها على كتفه ونزل الدرج بها و”فيروزة” تضربه على ظهره بقوة وتقول:-
-أنت أتجننت يا نصر، عيسي مش هيرحمك على اللى عملته دا، هملها بجولك هملها
أنزلها “نصر” فى الأرض من تجمع النساء حوله وقال بأختنق:-
-لو أخوكي هيطردني برا الدار يبجي يطردني بمرتي، أنا راضي وفلوسي أنا خابر زين كيف أرجعها
كان مُتشبثًا بمعصمها بقوةحتى لا تهرب منه فقضمت يده بقوة ليصرخ من الألم وترك معصمها فهربت “عطر” للخارج منه خوفًا وخرج خلفها، ركضت مُسرعًا للخارج وتبكي بذعر وهى لا تعرف إذا أخذها للخارج ماذا سيفعل بها؟، توقفت فجأة حين ظهرت سيارة “عيسي” وهرعت نحوه …
رآها “عيسي” تخرج من المنزل بملابسها وتبكي وخلفها “نصر” فأوقف سيارته ثم ترجل منها وهو يأخذ مُسدسه من تابلوه السيارة، أرتطمت بجسده تختبي به من هذا الوحش لتقول:-
-عيسي
طوقها بذراعه الأيمن يخفي ضألتها فى جسده العريض وحدق بـ “نصر” الذي توقف محله فور رؤيته لـ “عيسي” يلتقط أنفاسه، أبعد قفطانه المفتوح عن أكتافه ووضعه على جسدها يخفيه عن أنظار الجميع وحدق بوجهه، قلبه ينبض بجنون من الخوف مُنذ أتصلت به “فيروزة”، عينيها الباكيتين بدموعها التى لوثت صفاء أزرقها، ووجنتها التى تحمل أثر أصابع “نصر” من اللطم ورجفة جسدها، نظرت “عطر” إليه برجاء ونظرتها تترجاه أن ينقذها من هذا الوحش الذي سيقتلها إذا أخذها، رفع يده يجفف دموعها عن وجنتها بحنان وقال بلطف على عكس نيران صدره من الغضب:-
-متخافيش، جولتلك أنا وياكي متخافيش من حاجة واصل
أومأت إليه بنعم فأخذها فى يده وعاد إلى طريق المنزل لتبتلع لعابها بتوتر وعينيها تحدق بـ “نصر” فهمست إليه بفزع:-
-عيسي، أنا خايفة
لم يجيبها وبمجرد وصوله أمام “نصر” ضرب جبينه بمؤخرة مسدسه بقوة و ركل بطنه بقدمه بقوة ليسقط على الأرض لتفزع “عطر” من قوته وكأن كلمتها الأخيرة هى سبب هذا الغضب فكيف لها أن تخاف وهو هنا بجوارها وحاميها؟ وضع مسدسه فى رأس “نصر” وقال:-
-طلجها
تمتمت “نصر” بغضب قائلًا:-
-جولتلك على جثتي وجثتك أنى أهملك لعيسي
أطلق “عيسي” رصاصته الأول فى كتف “نصر” بغضب بركاني كأنه يطلق العنان لهذا الغضب دون أن يرجف له جفن أو يفكر لثانية مُترددًا، خرج الجميع على صوت إطلاق النار وحين رأت “خضرة” أبنها هرعت إليه، أختبأت “عطر” خلف ظهره وما زال ممُسكًا بيدها فى راحة يده وأرتجفت فزعًا من قوته، بنفس اللحظة الذي وصل فيها “خالد” فى سيارة أجرة مع والده “ناجي” بعد أن أخبره “عيسي” أمس بان يذهب ليحضر والده، وقف الجميع يشهد و”عيسي” يضع قدمه على كتف “نصر” المُصاب بجحود وقال:-
-مش هكررها تانية، طلجها بدل الرصاصة الجاية ما تكون فى فجلبك وهتبجي أرملة
كانت “خضرة” تتشبث بأبنها بخوف من غضب “عيسي” وقالت بتعجل ولهفة:-
-طلجها يا واد… طلجها
نظر “نصر” إلى “عطر” المُختبأة خلفه وقال:-
-صدجينى ما هتخلصش أهنا يا عطر… أنتِ طالج
صرخ “عيسي” فى رجاله وقال:-
-عبد الجواد
جاء “عبدالجواد” مُسرعًا إليه بلهفة وقال:-
-أمرك يا جناب البيه
تحدث “عيسي” بعبوس وقال:-
-شيل الزبالة دا وأرمي برا الدار وحسك عينيك رجله تخطي جوا الدار هقطع رأسك ورجله فيها
بصق ما فى فمه على “نصر” وأخذ “عطر” نحو الدار ليوقفه “ناجي” بغضب سافر قال:-
-هتطرد ولدي من بيت أبوه
ألتف “عيسي” إليه بدهشة ورفع حاجبه بمكر شيطاني وأمامه أفعال “نصر” مع “عطر” وأثر أصابعه على وجنتها مزقته وشعر بإهانة رجولته وهي فى حمايته ويدها التى ما زالت ترتجف فى قبضته تُثير غضبه أكثر من هذا الرجل فقال بإذلال:-
-شكل الخمر والنسوة سرجوا عجلك يا عمي، عشان دا داري مش دارك وأنتوا كلتكم ضيوف عندي ولما يبجي الضيف جليل الرباية يبجي يطرد طرد الكلاب
ألتف ولم يترك مجال للجدال معه، نظرت “هدي” إلى ابنها وهكذا “فيروزة” التى تبسمت رغمًا عنها من تصرف أخاها خصيصًا أنه سار نحو غرفة المكتب مُستشاطًا غضبًا لكنه ما زال ممسكًا بيدها ولم يتركها، هتفت “فيرزوة” بمزاح فى أذن والدتها قائلة:-
-ولدك شكله طب يا ست الحُسن
نظرت “هدي” إلى ابنتها ثم إلى باب غرفة المكتب بدهشة، ولج “عيسي” إلى غرفة المكتب فى ضيق ويتنهد بأختناق مُغمض العينين ليفتحهم ببطيء ورأي وجهها أمامه حين وقفت “عطر” أمامه وما زالت تضع قفطانه فوق رأسها وجسدها تخفي كامل جسدها وشعرها عن الأنظار رغم ظهور القليل من الخصال، ما زالت أثر دموعها يحتل جفنها فقال بهدوء:-
-فى أيه؟ عايزة حاجة تانية غير الطلاج
هزت رأسها بلا، أبتلع لعابه من جمالها كفراشة مُلونة أمامه وقال بحرج:-
-أمال جاية له؟ روحي على أوضتك
تبسمت بخفة رغمًا عنها ثم قالت بعفوية:-
-كان نفسي
رفع حاجبه لها وقال بهدوء:-
-وحد ماسكك ما تروح، يلا همليني لحالي
ضحكت بخفة عليه وهو لا يشعر بنفسه وهو مُمسكًا بيدها طول هذا الوقت وكأن يدها قطعة من جسده ثم رفعت يدها إليه ويده مُحتضنها بأحكام وقالت:-
-أه ماسكني يا عيسي
أنتفض وكأنه أسترد وعيه وترك يدها سريعًا بحرج منها وقال:-
-متواخذنيش
ضحكت “عطر” عليها بخفة روحها ثم قالت بجدية وعينيها تحدق به مباشرة بشجاعة:-
-شكرًا يا عيسي أنك خلصتني منه وأنك جيت فى الوقت دا، أنا معرفش لو مكنتش جيت كان ممكن يعمل فيا أيه؟
رمقها فى صمت يتأملها ولا يعرف عما تشكره وقلبه من أجبره على فعل ذلك وكأنه مُغيب عن الوعي وعقله نائمًا أمام مشاعر قلبه القوية التى تركض نحوها بقوة، خجلت “عطر” من نظراته العالقة بها بجراءة دون حياء وتنحنحت بحرج ثم قالت:-
-عن أذنك وشكرا كمان مرة
هز رأسه بنعم لتغادر من أمامه لكن بعد مُغادرتها أنتبه أن عطرها لم يغارد المكان ما زال عالقًا فى الهواء الذي يتنفسه، رفع يده يمسح فمه ولحيته بحيرة من أمره مُتمتمًا:-
-وبعدهالك يا عيسي أنت…..
توقف عن الحديث حين مرت يده على فمه ووجد عطرها عالقًا بيده فظل يشم رائحتها بلطف هائمًا بها ليُدرك أن تلك الصغيرة علقت بداخله كالسحر وقد فهم موقف “نصر” مع هذه الفتاة، فكل من رآها سٌحر بها وكأنها أدمان أو جنية تسرق قلب كل من يراها، وقد وقع هو الأخر بها فتنهد بحيرة من أمره وماذا يفعل أيكابر ويعاند هذه المشاعر التى تحتله؟ أم يذهب إليها ويأخذها إليه حتى وأن كان الأمر بالقوة؟….
________________________
كانت “خضرة” بغرفتها تضرب قدميها بيدها من هذا الحظ وطرد “نصر” من البيت أمام الجميع مذلولًا فهتفت “خديجة” بضيق:-
-هسكتي على أكدة ياما ، البت دى السبب يالهوي شوفتي عيسي بيعمل عشانها أيه
دفعتها والدتها بعيدًا عنها وقالت بأغتياظ شديد:-
-دا اللى أنتِ فالحة فين عيسي وزفت، أرتاحي يا حيلة أمك عيسي مهيرفعش عينه فيكي
قوست “خديجة” شفتيها بضيق من حديث والدتها وقالت بتذمر:-
-بتجولى أكدة ليه ياما، دا بدل تطيبي خاطري
ضربت “خضرة” يديها الإثنين ببعضهما بسخرية وقالت بانفعال:-
-ياختى ألا ما بصلك وأنتِ جاره هيبصلك دلوجت بعد ما جت ست الحُسن والجمال ولا أنتِ عبيطة جوي أكدة ومشافيش عينيه بتلمع كيف جصادها ، يا بنت الهبلة دا مطلجها من اخوكي عشان ياخدها له … جومي ، جومي يا خيبة أمك خليني أفكر فى اللى جاي أهم بكتير من خيبتك وووكستك
تأففت “خديجة” بغضب وقلبها يشتعل نارًا من الكره والحقد النابع من غيرتها التى تلتهم صدره كاملًا ، وكرهها يزداد أكثر إلى “عطر” وعقلها يصور لها أن هذه الفتاة سرقت حبيبها منها وحُب عمرها، خرجت من الغرفة غاضبة وتركت “خضرة” تفكر بشرود فيما حدث فبدأت تُتمتم مع نفسها:-
-بجي حتة عيلة تجلب كل الموازين على رأسي، تطرد وولدي مكسور ورأسه محنية وتكسر جلب بنتي، ماشي يا عطر مبجاش خضرة الحشاش لو ما خدت حجي منك وعيسي دا مهيعرفش يعملك حاجة ولا ينجدك من تحت يدي والأيام وما بينا يابنت المصراوية
_________________________
كانت “هدي” جالسة بغرفتها حزينة مُرتدية الأسود بعد وفأة زوجها تحمل المصحف بين يديها وتقرأ به والدموع تتغرغر عينيها، قاطعها صوت دق الباب فهتفت بهدوء قائلة:-
-أدخل
فتحت “فيروزة” باب الغرفة بلطف ودلفت ببسمة خافتة وكانت خلفها “عطر” ، رمقتهما “هدي” فى هدوء ثم أغلقت المصحف ونزعت نظارتها وقالت:-
-تعالي يا فيروزة
تحدثت “فيروزة” بلطف قائلة:-
-ممكن نخرج أنا وعطر نروح المحافظة هنجيب شوية لبس كدة عشان عطر وكمان ناجصها حاجات كتير وتعبت من حاجاتي وبتستحي مني
رمقتهما “هدي” بهدوء، وكانت “عطر” خجولة من هذا الطلب خصيصًا أنها لا تملك المال لشراء شيء أو الخروج من المنزل فقالت بهدوء:-
-خلاص جولي لأخوكي ولو وافج روح بس متعوجوش
أومأت إليها بنعم، وأخذت “عطر” من يدها بلطف وخرجوا معًا لتقول “فيروزة” بعفوية:-
-متجلجيش عيسي هيوافج، هو شديد شوية بس جلبه طيب ومش هيرفض
توقفت “عطر” بمنتصف البهو بحرج ومسكت يد “فيروزة” بهدوء، نظرت “فيروزة” لها فتنحنحت “عطر” بخجل شديد ثم قالت:-
-فيروزة، انا مش عايزة أكون ثقيلة عليكم ولا أشيلكم حملي وهمي، أنا مش عايزة أخرج
تبسمت “فيروزة” بهدوء وأقتربت خطوة من “عطر” ثم قالت بهدوء:-
-ليه بتجولي أكدة أنتِ حتة مننا مش غريبة، أنتِ جصدك على الفلوس صح
طأطأت “عطر” رأسها بحرج فضحكت “فيروزة” وأخذت يديها إلى المكتب بعفوية ثم دخلت بمرحها فكان “عيسي” جالسًا فى المكتب منشغلًا بأعمال حتى دق الباب ليرفع رأسه بجدية ورأى وجه أخته تبتسم أمامه قائلة:-
-ممكن أدخل
أومأ إليها بنعم فدلفت إلى المكتب وهى تسحب “عطر” خلفها بالقوة، نقل نظره إلى “عطر” الخجولة وهى مُتحاشية النظر إليه كليًا، ترك القلم من يده وعاد بظهره إلى الخلف بأسترخاء فتبسمت “فيروزة” حين وصلت أمام المكتب وقالت:-
-عيسي، أنا جصدي يعنى إحنا كنا عايزين نخرج شوية نشتري شوية حاجات لينا ولبس وكدة يعنى
رفع “عيسي” حاجبه بدهشة وقال بجدية:-
-واااا ومن ميتى بتطلعي لحالك يا فيروزة
قوست “فيروزة” حاجبيها بترجي وقالت بعفوية:-
-عشان خاطري يا عيسي كمان عطر محتاجة حاجات متنساش أنها جيت من غير حاجاتها وبصراحة هى بتستحي تطلب منى
نظر إلى “عطر” التى ردت سريعًا قائلة:-
-لا، شكرصا أنا مش محتاجة حاجة
تنحنح “عيسي” بهدوء وأخرج محفظة نقوده ليسحب منها بطاقته البنكية وقال بحنان:-
-خدي يا فيروزة وأشتري كل اللى نفسكم فيه بس خدي مصطفي وعبدالجواد وياكم
أومأت إليه بنعم وألتفت لكي تغادر وهى تحدث “عطر” بحماس:-
-شوفتي هنشتري كل حاجة
همست “عطر” إليها بحرج وقالت:-
-لا أنا مش هشتري حاجة، أنا مش عايزة أكلفكم كفاية تعباكم وأنكم مقعديني معاكم
لم تجيب “فيروزة” فقاطعها صوت “عيسي” الذي تحدث بلهجة قوية وخشنة:-
-فيروزة، هملينا لحالنا
ألتفت “عطر” إليه بعد أن غادرت “فيروزة” لتراه يقف من مكانه ويلف حول المكتب حتي وصل إلى “عطر” لتقول:-
-فى حاجة؟
رمقها “عيسي” بنظرة هادئة تزيد من خجلها مما جعل وجنتيها تتورد بحمرتها، تمتم “عيسي” بلهجة لطيفة:-
-جولتي ايه؟ أنا سمعتك
تنحنحت “عطر” بخجل ثم قالت:-
-قولتك كتر خيركم مقعديني معاكم هشيلكم كمان همي
وضع “عيسي” يديه الإثنين خلف ظهره وقال بحدة:-
-كتر خيرنا!! وبعدين لو مشلتش هم خطيبتي اللى هتبجي مرتي هشيل هم مين؟
رفعت رأسها إليه بدهشة من كلمته وأتسعت عينيها من ذهوله ثم قالت بتلعثم:-
-أنت قولت أيه؟
لم يقوي على النظر لهذا الزوج من العيون دون ضمها، بمجرد ان ترفع عينيها بيه يشعر برغبة فى ضمها والاستماع لضربات قلبها وأنفاسها، تحدث بهدوء:-
-جولت خطيبتي، أنتِ مش خطبتني سابج ولا هنرجع فى كلامنا بجى
أبتلعت “عطر” لعابها بحرج منه وقالت بتذمر:-
-أنا كنت بهزر معاك
أقترب “عيسي” منها خطوة أكثر لتسير القشعريرة فى جسدها وينتفض جسدها خجلًا حين سمعته يقول:-
-وأنا مبهرزش والكلمة عندي وعد، وأعملي حسابك تخلص عدتي وهكتب عليكي أعتبريها فترة خطوبتك ، ومن هنا ورايح أنتِ مسئولة منى وطلباتك اوامر وحسك عينك أسمعك تقولي تجيلة دى أنتِ بنت عائلة الدسوقي يعنى هانم بنت باشاوات وخطيبة الكبير عيسي الدسوقي
لمس ذقنها بلطف يرفع رأسها مُتابعًا الحديث:-
-يعنى رأسك دي تفضل مرفوعة ما عاش ولا كان اللى يحنيها فاهمة
شعرت “عطر” برجفة جسدها أمامه ومن رقة حديثه معها فأومأت إليه بنعم بهدوء ثم غادرت فى صمت ولم تعارضه وهى لا تصدق بأنه يتخذها خطيبة له الآن…..
___________________________
تحدث “نصر” مع اخاه “خالد” فى الهاتف يقول:-
-جولتلك ما ههملش حجي ولا مرتي لعيسي ، خليك بس عيني فى الدار ومعاوزش منك حاجة يا خالد غير أنك تعرفي أول ما عطر تطلع من الدار وسيب الباجي عليا أنا
أغلق الهاتف مع “خالد” بغضب سافر يتملكه وهو جالسًا داخل منزل صغير لأهل والدته ، نفث دخان سيجارته بأختناق وهو يتمتم بنيران الغضب:-
-والله ما هفوتهالك يا عيسي ومرتى هرجعها وبكرة تعرف مين هو نصر الدسوقي
لم ينهي كلمته ورن هاتفه من جديد باسم “خالد” فقال بضيق:-
-ايه تاني؟
نزلت كلمات “خالد” كالصاعقة على صدره التى فزعته من مكانه وهو يقول:-
-خرجت ، أنت متأكد أن عطر طلعت من الدار؟
خرج من المنزل غاضبًا وهذا الغضب ممزوج بسعادة وفرحة الأنتقام وأغلق الهاتف مع أخاه وأنطلق فى طريقه …..
________________________
ترجلت “عطر” من السيارة مع “فيروزة” وكان معهم “مصطفي” مساعد “عيسي” ودلف إلى أحد المولات التجارية وبدأوا يتجولوا بين المحلات واشتروا الكثير من الأغراض بسعادة تغمرهما و”مصطفي” يسير قربهما ليظلوا تحت أنظاره، ذهبت “فيروزة” إلى دورة المياه وتركت “عطر” أمام محل ملابس، نظرت “عطر” إلى محل ملابس حريمي ودلفت لتشتري بعض الأغراض الشخصية، كانت تنظر بحرج قبل أن تأتي “فيروزة” لترتطم بأحدهما من الخلف فألتفت لتقول:-
-أنا أسفة مأخدتش بالي
صُدمت من السيدة عندما نكزت فى كتفها بقوة وصرخت بانفعال على غير المعتاد فى موقف مثل هذا:-
-أسفة ايه وزفت أيه؟ أيه اتعميتي
تنحنحت “عطر” بحرج من صراخها أمام العاملات وقالت:-
-بقول لحضرتك أسفة محصلش حاجة لكل دا
كزت السيدة على أسنانها وذهبت بنظرة أنتقامية، تركت “عطر” كل شيء بيدها وخرجت من المحل ولم تجد “مصطفي” أو “فيروزة” ….
جاءت “فيروزة” إلى المكان التى تركت به “عطر” ولم تجدها وكان “مصطفي” واقفًا محله فسألته بقلق:-
-فين عطر؟
أشار إليها على المحل لتدخل لكنها لم تجد أثر لـ “عطر” وعندما سألت العاملة قالت بهدوء:-
-كانت هنا وشوية ستات أتخانقوا معها فخرجت
شعرت “فيروزة” بقلق شديد وخصيصًا بعد شجار السيدات معها فخرجت تبحث عنها بقلق وخوف من أخاها و”عطر” لم تعرف شيء هنا وإلى أين ذهبت ومع مرور الوقت والبحث الطويل منها مع “مصطفي” ولم يجدوا أثر إلى “عطر” وأيضًا ليس لديها هاتف فأستسلمت للأمر وحلها الوحيد الذي تعرف الأتصال بأخاها فرنت على “عيسي” …….
فزع من فراشه بعدأن سمع صوت بكاء “فيروزة” وقال:-
-أنتِ بتجولي أيه؟ يعنى أيه أختفت يا فيروزة؟ خليك محلك وأنا جاي
خرج من الغرفة كالمجنون وعقله لا يستوعب أن أصابها شيء وكل ما يفكر بها أنها خرجت من منزله وبالخارج هناك “نصر” يسعى للأنتقام منها …….
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية كبرياء صعيدي)