رواية غصن الرمان الفصل السادس 6 بقلم Lehcen Tetouani
رواية غصن الرمان الفصل السادس 6 بقلم Lehcen Tetouani
رواية غصن الرمان البارت السادس
رواية غصن الرمان الجزء السادس
رواية غصن الرمان الحلقة السادسة
….. رجع الوزير إلى المدينة ولما وصل رأى الجنود منتشرين في الأسواق وأمام المساجد وفي الساحات وأيقن أن ما خشي منه قد حصل وأن تلك الجارية قد أعلنت نفسها سلطانة ولا شكّ أنّها إستمالت القادة والأمراء ووعدتهم بالعطاء والنوال ومن عارضها كان نصيبه السيف
هذا يعني أنّ أبواب القصر قد قفلت في وجهه والعامة تعتقد الآن بموت السلطان لقد تأخر فرحان في العودة ولولا تلك الحية لجاء إلى المدينة ورآه الناس والأعوان وعرفوا أنه حي ولفشلت خطة صفية ودفعت ثمن فعلتها
ومن يدري أنها لم تقتل أيضا زوجها السلطان حبيب فهو ما زال في الثلاثينات من عمره ولم يبق له سوى أن يذهب لبستانه لأخذ المال وشراء ما يحتاج إليه سيده وغطى رأسه لكي لا يعرفه أحد لكنه لم يكد يدخل البستان حتى خرج له حرس صفيّة وفي أيديهم السيوف فلام نفسه على حمقه وأخذوه للقصر مع بناته وامرأته .
وحين دخل وجد الجارية جالسة على العرش والتاج على رأسها وعجوز شمطاء تقف قربها وقد لاح عليها الشر فتعوذ الوزير بالله وعرف أنه لن ينجو اليوم فهو خدم في القصر من أيام السلطان منصور بن علي ويعرف كلّ شبر فيه والخزائن والدهاليز لكنه عزم أن لا يبوح بشيئ ولو مزقوه إربا
رمقته صفية بطرف عينها، وقالت ستخبرني عن كل شيء أريد معرفته وسأجعلك تتكلم دون إنقطاع كالببغاء أول شيئ أين الّسلطان وهل مات؟
هيا تكلم إبتسم الوزير ورد: فرحان حي يرزق ومن دسست له السم رجل يشبهه وجدناه في السوق
قالت العجوز إنه يكذب يا مولاتي
ردت صفية :لقد كانت تصرفات السلطان غريبة وهو يهرب كلما يراني والآن فهمت والوزير محق فذلك الرّجل ليس فرحان وكيف سيخطر في بالي هذا الأمر العجيب ؟
إسمع أخبرني عن مكانه وأين يخفي كنوزه وذخائره وسأتركك تذهب مع أهلك وأنصحك بأن لا تحاول خداعي فأنت لا تعرف ماذا سيحل بك ثم نظرت إلى بناته الثلاثة
بلع الوزير محمد ريقه وفكر الآن عليه الإختيار بين فلذات كبده والسلطان ثم قال لها :أريد وعدا أنك لن تلمسي أهلي وسأقول لك كل ما تريدينه وليسامحني الله
أجابته : أعدك بذلك لقد كنت أعرف أننا سنتفاهم
بدأ الشيخ محمّد يروي لها كل ما حدث وحكاية غصن الرّمان وقومها الذين يسمون أنفسهم الحراس وهنا لمعت عينا العجوز نسيمة وطلبت منه أن يخبرها عنهم فقص عليها ما علمه من البدوي ثم أخذ رسم عليه دهاليز القصر ومكان الخزائن
لم رأت صفية أن الشيخ أعطاها ما طلبته قالت له :سأنفذ وعدي وسيحملك حرسي لبستانك لكن ستبقى هناك ولن تغادره لا أنت ولا أهلك ولا حتى خدمك إلا بإذني هل فهمت والآن أغرب عن وجهي
خرج الوزير مطأطئ الرأس وهو يشعر بالخزي على خيانته للسلطان لكنه قال في نفسه: لقد حميت بناتي أما السّلطان فهو أمرئ خير وسأدعو الله أن يحفظه
وما كاد يخرج الوزير حتى قالت العجوز بفرحة : تروير الأسطورة أن كتاب عزيف الجن يحرسه قوم من الأعراب منذ مئات السنين ولا أحد يعرف مكانهم لكن ذلك اللئيم فرحان وقع عليهم بالصدفة لقد نجح هو حيث فشلت أنا ومنذ ثلاثين عاما وأنا أبحث عنه
لو حصلت عليه لعرفت سر الحياة ويقال أنه يحكي عن زهرة نزلت مع آدم من الجنة وهي تعطي الحياة والخصب وهي تطيل العمر وتجعلنا نعيش دون شيخوخة أو مرض وأينما نثرناها تنبت الأشجار والزرع وفي الكتاب تعاويذ كان الملوك القدماء يبخرون بها فيرون أجدادهم يكلمونهم كأنهم أحياء وهناك طقوس استحضار الجن ولم يترك المؤلف شيئا عن السحر الأسود إلا كتبه
كانت صفية تستمع وهي في غاية الدهشة ثم سألت نسيمة :من أخفى هذا الكتاب ولماذا ؟
قالت الساحرة إنه راهب نصراني ويقال :أن اللعنة تحل على الناس لو فتحناه و إستعملنا السحر الذي فيه
وقد علم صاحبه بخطورته لذلك كتب تعويذة إذا قرأها سبعة مرات يتحول إلى غبار وبخلاف ذلك لا يمكن حرقه أو التخلص منه وكان النمل يأتي ويأكل كل شيئ إلا ذلك الكتاب لكن كل هذا خرافات لكي لا يقترب الناس منه وأنا عازمة على الحصول عنه
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية غصن الرمان)