رواية مرسال كل حد 2 الفصل التاسع عشر 19 بقلم آية السيد
رواية مرسال كل حد 2 الفصل التاسع عشر 19 بقلم آية السيد
رواية مرسال كل حد 2 البارت التاسع عشر
رواية مرسال كل حد 2 الجزء التاسع عشر
رواية مرسال كل حد 2 الحلقة التاسعة عشر
بصلي لوهلات باستغراب بعدين ضحك وهو بيقولي: أكيد بتهزر.
” أنا بتكلم جد على فكرة”.
بصلي وسكت وبعدين قال بملامح استفهام: هادي أنت بتتكلم جد؟
” انت شايف على وشي أي ملامح هزار؟”
بصلي شوية بيطول النظر في وشي وبعدين قال: انا شايف خوف، هو فيه حاجة حصلت؟
” مش حابب اتكلم في الموضوع دلوقتي”.
“حسام السبب مش كدا؟ قالك ايه المرة دي؟”
“يووووه بقى يا خالد قولتك مش حابب اتكلم في الموضوع، اتنهدت وكملت: ارجوك سبني لوحدي.
خالد متكلميش هو بس بصلي بنظرة كان فيها زعل ممزوج بقلق، قام من مكانه وهو بيقول بنبرة خافتة: حاضر.
قال كلمته الاخيرة وقفل الباب وراه، كنت حاسس اني زودتها شوية بس أنا فعلا كنت متعصب وقلقان بس كنت مضايق من نفسي أكتر، بعد ما خالد مشي طلعت شنطة سفري علشان أجهز هدومي وحاجاتي بس وانا بجيب الشنطة “دي بي” سألتني: عذرا سيدي لكن لدي سؤال بخصوص سفرك، هل بالفعل قررت العودة إلى مصر؟
رديت وانا بحط هدومي في الشنطة: أيوة.
” آسفة لاحباط آمالك لكن هل أنت واثق أن ما معك من مال يكفي لتعود؟”
بصتلها وانا بفكر انا فعلا ازاي هرجع مصر والفلوس الي معي قربت تخلص، صحيح إني جمعت مبلغ من المال لكن لا يُذكر ومستحيل أطلب من بابا يحولي فلوس، هو كدا هيتأكد إنه معه حق، شخص فاشل لا يُعتمد عليه وكل ما يقع في مشكلة زي العيل الصغير يجري عليه، قعدت عالسرير وانا ساند وشي على كفوف ايدي بفكر: لحد امتى هفضل كدا؟ انا حاسس اني متكتف ومش عارف أعمل ايه، انا مش هينفع أسيب دينا وفي ذات الوقت مش عارف ارجع ومعلمتش حاجة هنا علشان اثبتلهم نفسي وحلمي، ماليش عين اطلب منهم حاجة بعد ما عارضتهم كلهم علشان احقق الي انا عايزه وفي الاخر محققتهوش، انا حاسس اني تايه مقيد ومحاصر ، محاصر بالافكار الي هتخلي عقلي ينفجر.
اتنهدت وانا برجع ايدي لورا على راسي بخلل خصلات شعري، بس فجأة سمعت صوت الباب بيخبط، افتكرت انه خالد بصراحة كنت حاسس بالذنب ناحيته علشان كدا قومت فتحت علشان اعتذرله بس لاسف مطلعش خالد، كان حسام، بصراحة مكنتش ناقصه سبت الباب ودخلت الاوضة قعدت عالسرير، دخل الاوضة وقعد على كرسي المكتب الي كان قصادي وهو بيقول: ايه ده قررت تحس على دمك وتمشي.
كنت هسكت بس انا اساسا مستحمله بالعافية ومضايق خلقة، بصتله وانا بحاول اتماسك بقول: حسام انجز وخلصني عايز ايه
” عايزك تمشي”.
“ماشي وسايبهلك، ارتحت؟”
بصلي بكل جدية وهو بيسأل: أنت بتتكلم جد؟
” بص انا مش فايقلك ينفع تغور؟”
“أغور؟ أنت مدرك أنت بتكلم مين؟”
قومت من مكاني ومسكت باب الاوضة وانا بشاورله بيدي يطلع بر بدون كلام، اتضايق وقام من مكانه بس قبل ما يقوم لقيته شد الشنطة الي كان فيها أدوات رسمي وجابها كلها الارض وعدى من عليها وهو بيقول: انا غلطان اني فكرت اجي اتكلم مع واحد زيك. قال كلمته الاخيرة وطلع بر الاوضة، رزعت الباب وراه وانا متعصب أكتر، اتجهت ناحية الشنطة الي واقعة على الارض بلم ادوات الرسم ولوحي بس لقيت فيه حاجات اتكسرت وفيه لوحة كنت شغالة عليها بقالي شهر ولقيتها ملطخة بالالوان بعد ما اتكبت عليها، اتعصبت اكتر واتنرفزت للدرجة اني مسكت اللوحة قطعتها وكبيت الالوان كلها في الارض وكسرت الفرش والاقلام، زحتهم بايدى واتقوقعت في نفسي بعيط، انا مش عارفة بعيط ليه بس كنت حاسس بخنقة كبيرة ممزوجة بتعصب واحساس بالعجز، من قبل ما يجي وانا مضايق اصلا وهو جه وزاد تعصبي، انا مش عارف ليه قطعت اللوحة وكسرت حاجاتي يمكن علشان هو جه وبوظلي الرسمة الي شغال عليها بقالي شهر من التعب والي اوقات كنت بطبق يومين عليها علشان الايام الاخيرة كانت بتضيع الصبح وانا بدور على شغل بس ده مش سبب يخلني اقطعها بس يمكن لاني حسيت اني بلا قيمة، بلا هدف وعمري ما عملت حاجة صح للاخر، أنا ليه ضعيف كدا؟ ليه مش قادر اتصرف ولا اعمل حاجة صح، أنا حاسس إني مجرد عبء على كل الي حوالي حتى على نفسي.
قعدت في اوضتي بنفس تقوقعي وانا بعيط لمدة نص ساعة وفيه شريط قدامي بيمر وكأني كنت مستنى حسام يضاقني علشان أعيط بعد كل الكبت ده وكأن أفكاري كانت مستنية القشة دي علشان أنهار.
بعد ما هديت شوية قومت علشان أغسل وشي وايدي الي اكتشفت انها اتغرقت بالالوان وانا بكسر الحاجات ووشي اتلطخ بسبب ايدي، قومت بفتح الباب علشان اروح الحمام بس بمجرد ما فتحته لقيت خالد قدامي لسه بيرفع ايده وهيخبط على الباب، ابتسم وهو بيقول: انا مكنتش قلقان ومكنتش هخبط على فكرة انا بس كنت جاي لحسام واتلغبطت في الاوض.
ربعت ايدي وانا ببصله ببتسم: مممم قولتي، اتلغبطت في الاوض واوضة حسام أصلا تحت.
” يااا فعلا هي تحت؟”
ابتسمت وبعدين كملت: أنا آسف.
ابتسملي بيقول بنبرة هادية وهو حاطط ايده في جيوبه وهو بيتحرك بجسمه: ماشي.
ضحكت وانا بقلده وبهز جسمي بنفس الشكل: ماشي.
ضربني على كتفي بيقول على مضض: أنت رخم على فكرة
بنفس الوضعية الي كنت فيها قولت: عارف.
ابتسم وبعدين بصلي وهو بيسأل: وشك وهدومك ليه كلهم ألوان.
“مفيش وقعت شنطة الرسم بالغلط بس.”
دخل الاوضة وهو بيبص على الحاجات الواقعة بيسأل: انت متأكدة انها بالغلط؟ الدنيا مبهدلة والالوان مكبوبة والفرش مكسرة معقولة كل ده من وقعة؟ استنى لحظة مش دي الرسمة الي بترسم فيها بقالك شهر، كنت بتقولي انك عايز تتديها اكبر قدر من التفاصيل علشان كنت عايز رماح يشوفها كأول لوحاتك من خيالك الخاص. كان بيقول كلامه الاخيرة وهو بيتفقد اللوحة وبيبصلي باستغراب.
تجاهلت النظر ليه وقعدت على الارض بلم الحاجات من عليها بحطها في الشنطة وانا بقول: مبقتيش عايزة أكملها.
بصلي باستفهام وهو لسه ماسك جزئين من اللوحة: ليه؟
“عادي يا خالد مبقتش عايز، انت بتسأل كتير ليه؟”
بصلي لوهلات في صمت ولسه هيتكلم لقيته بيقرب مني وبياخد حاجة من ايدي وهو بيقول: استني لخظة! هو حسام كان هنا؟
بصراحة مكنتش عارف انا بحط ايه في الشنطة كنت بلم كل الي على الارض علشان ارميه، سكت ومردتش فبصلي وهو ماسك الشيء ده في ايده بيكرر سؤاله: حسام كان هنا؟
“لا”.
” يعني “المي يوري” دي بتاعتك”.
“ال ايه؟ قصدي اه بتاعتي”.
قلت كلمتي الاخيرة وانا باخدها منه، بصلي باستكذاب وهو بيقول: طب كودها ايه؟
“كود؟”
“هادي انت مش عارف ايه ده اصلا، انت بتقول كدا علشان تداري على حسام ومخنقيش معه”.
“على فكرة انا مش بكدب”.
” لا على فكرة بقى أنت كداب علشان محدش معه “المي يوري” دي غير انا وحسام بس”.
“ازاي؟”
” علشان هو عاملها مخصوص في عيد ميلادي..بص..” قال كلمته الاخيرة وهو بيفرد ايده الي ماسكها بها والي كانت عبارة عن مجسم معدني على شكل هلال متعلقة في سلسلة صغيرة بحجم معصم الايد، باشر خالد بالكلام بيقول: المي يوري هي عبارة عن شريحة على شكل هلال.. في الواقع هي شريحتين بيكملوا بعض لما بيتواجدوا في نفس المكان بيتحولوا في الصورة المجسمة على ارض الواقع لمراحل القمر من هلال لمحاق باختلاف مراحله التسعة الي بيمر بها ومع كل مرحلة بتعدي، فيه ذكريات بتجمعني بحسام بتمر ، كل المراحل بتفتح عادي حتى ولو مكناش سوى ماعدا مرحلة البدر دي المرحلة الوحيدة الي لازم الشريحتين يكونوا متواجدين فيها جمب بعض او نفس المكان، الشريحة حساسة جدا علشان تكون مجهزة انها تتشحن على ضربات القلب.”
“ضربات القلب؟”
ابتسم خالد بيكمل انا عارف انك مستغرب لانك شايفها قدامك معدن… قال كلمته الاخيرة وهو بيفتح المجسم الهلالي ده بيقول: المجسم المعدني ده مجرد حافظ مش اكتر بس هو في الواقع شكلها الخارجي شكل بلوري، الكتروناتها حساسة جدا وبمجرد ما بحطها في المكان الصحيح عند قلبي، الشريحة تلقائيًا بتتثبت بشريان ووريد والجميل فيها انها بتاخد لون الدم عالطول علشان شكلها الشفاف بيتح ليها التلون بالي متصلة به.
بصيت للشريحة بعلامات استفهام وانا بسأل خالد: ده بجد؟
“اه، انا عايزة اقولك كمان ان لو حسام بعيد عني الشريحة تلقائيًا بتعرض الصور او الفيدوز الي بتفرج عليها عند حسام وده بيخليه يلبسها ويجلي علشان نشوف مرحلة البدر سوا دي المرحلة الاهم في حياتنا المخزنة فيها اسرارنا الي محدش يعرفها غيرنا، احلامنا وخططنا، من كتر اهمية المرحلة دي في حياتناحسام خصصها انها متشتغليش وحد فينا بعيد غن التاني،لما حسام بيجي وبنوصل لمرحلة البدر ضربات قلبنا بيبقى فيها نوع خاص من السعادة والحنين وافتقاد للماضي وده الي بيخلي كذا هرومون بيتفرز وبيوصل للشريحة فبيزيد شحنها فبتفتح مرحلة البدر في صورة مجسمة قدمي في وسط خط وهمي موجود عليه باقي مراحل القمر بالترتيب، منطقة البدر بتنور اكتر وبيخرج البدر بر المسار بتاعه بشكل اكبر قدامي وهو بيعرض الموجود جوه”.
ابتسمت وانا ببص لخالد بقول: واضح انك مميز بالنسباله للدرجة عايز يميز فيها بحاجة مش موجود عند أي حد.
قفل خالد الشريحة وهو بيقبض ايده عليها بيقربها ناحية قلبه بيقول: كنت فرحان بها اوي ولسه ليها وقع الفرحة في قلبي، محدش يعرف عن المي يوري دي اي حاجة غيري انا وحسام وانت دلوقتي لأنه كان عايز يعمل حاجة خاصة بينا احنا وبس محدش من الناس يعرف عنها حاجة، كان ديما بيقولي كل اما الشيء يكو سري اكتر كل ما كان مميز اكتر لانه بيبقي شيء خاص محدش غيرنا بيعرفه، سر جديد بيجمعنا.
” قصدك ان حسام الي عملها مش حد تاني”.
“اه، حسام مهتم اوي بمجال تطوير الالكترونات وحتى في الوقت الحالي كان شغال على شريحة على درجة عالية من الحساسية بتتصل بالقلب والعقل علشان تجسم صورة الافكار والمشاعر وكمان الذكريات الي مش بنبقى قادرين نفتكرها، ده طبعا هيساعد ناس كتير وخصوصا مرضى الزهامير، هم في حاجة اكتر للذكريات المفقودة دي.
” اول مرة اعرف ان حسام بيفكر اصلا، في البداية افتكرت انه طالبها من حد عالي الكفاءة بعد ما شرخله هو عايز ايه واحتقكر الاختراع ده له علشان يبقى لك لكن الواضح انه طلع اذكى مما تخيلت.
” على فكرة حسام شخص كويس جدا بس التنشنة الي بينكم هي الي مخليكم مش طايقين بعض”.
“والتنشنة دي مين بدأها؟”
“حسام بس بيغير شوية من كونا بقينا اصحاب بالسرعة دي وانك عرفت اسرار من اسرارنا.”
“بيغير شوية؟قصدك شويتن تلاتة”
ابتسم بيكمل: بس قلبه طيب.
كملت لم باقى الحاجات وانا بحطها في الشنطة بقول: ميهمنيش صراحة.
“مقولتيش، حسام كان هنا ليه؟”
“روح اسأله علشان مش طايقه فياريت بلاش تجيب سيرته قدامي علشان مستحمله بالعافية علشانك لكن صدقني بعد كدا مش هعمل حساب لحد حتى انت”.
ابتسم وقرب مني وهو بيحضني بيقول: متزعلش.
بعدته عني وانا بتجاهل النظر ليه بقول: انا مش زعلان.
“عارف، وعارف انك مش زعلان لا مني ولا حتى من حسام، انت مضايق علشان حاجة تانية خالص مخليك متعصب كدا، حاجة متعلقة بشيء سايبه في مصر علشان كدا عايز ترجع.
“ينفع تسبني لوحدي”.
اترم على ضهري بيحضني وقعني على الارض بيقول: لا.
“اوف بقى انت غلس كدا ليه؟”
“طب قولي مالك وانا هسبيك”.
” حد قالك قبل كدا انك رزل؟”
ابتسم بيقوم من على الارض وبيمدلي ايده بيقول: اه انت دلوقتي.
ابتسمت ومعقبتش فكمل كلامه وهو لسه مادد ايده: مش حاسس انك جعان بعد كل العياط ده؟
مسكت ايده بقوم: انا معطتيش ومش بعيط على فكرة بس اه جعان جدا.
ضحك وهو بيقول: كداب اوي، امال الي لغبط وشك بالالوان ده ايه؟ الالوان بتطير مثلا؟
“اه عادي”.
ابتسم ومعقبيش ومن بعدها نزلنا تحت عند راشد الي فضل يضحك كتير لما شافني وطلب مني اروح استحم لحد ما يجهز العشا، ابتسمت وهزيت راسي بالطاعة وبعد ما استحميت، خرجت على اوضة السفرة كان الكل متواجد ماعدا حسام، قعدت على السفرة وباشرنا كلنا في الاكل الا خالد الي طلب من مهاب يروح ينده لحسام، كنت مستغرب الحقيقية مش عارف اتصالحوا امتي بس فرحت علشان خالد، رجع مهاب ومعه حسام الي بص لخالد باستغراب بيسأل: انت فعلا الي طلبت من مهاب انه يندهلي؟
“افتكرتك حابب تتعشى معنا بس لو مش حابب ف…”
ابتسم حسام وجر الكرسي الي جمب خالد وهو بيقول: لا طبعا مش حابب ايه، بس مش فاهم احنا كدا اتصالحنا؟
رد خالد وهو بيقطع الاستيك بالسكين والشوكة من غير ما يبصله بنبرة باردة: لا.
“ليه؟”
” الحالة الوحيدة الي ممكن تخلني اصالحك انك تعتذر لهادي.”
بصلي حسام على نقم وبعدين باشر في الكلام وهو بياكل بيقول: على جثتي.
مردتيش وساد الصمت من بعدها السفرة، بس كنت ملاحظ على حسام الاضطراب، والشرود طول الوقت لحد ما قاطع شروده خالد بيسأل: مش بتاكل ليه؟ انت قلقان على حاجة؟
“حاجة؟ حاجة ايه؟ لا مفيش حاجة”.
قال كلمته الاخيرة وباشر في الاكل بس كنت حاسه مش على بعضه لأنه ساعة ما حط معلقته تاني في الطبق كان سارح ومضايق, خالد متكلميش إلا لما مهاب وراشد خلصوا أكل وراحوا يغسلوا ايدهم, باشر خالد وهو بيبص تانى لحسام بيقول: متأكد إنك مش بتدور على حاجة؟
“خالد انجز عايز تقول ايه؟”
مد خالد ايده بالمي يوري وهو بيقول: حاجة زي دي مثلا.
ارتسمت ابتسامة تلقائية على وش حسام وهو بيقول: كويس إنك لاقتها انا كنت حاسس إني هتجنن و…
“وياترى بقى ضعيتها ليه وفين؟”
“أكيد مكنش قصدي أضيعها هي أكيد وقعت بالغلط من ايدي”.
“بس أنا فاكر إنك قولتلي إني لو ضعيتها هتقتلني لأنها المفروض بتمثل أهيمة كبيرة في حياتنا وسر خاص بينا وبس”.
بصلي حسام بمقت وهو بيرد على خالد: سر؟ ماظنش إنه بقى سر, مأنت بقيت تحكيله كل حاجة.
“متحوليش تغير ولا تهرب من الموضوع أنا لاقيتها في اوضة هادي ولما بصيت على الاوضة لقيت كل حاجة خاص بادوات رسمه على الارض الاكيد إنك الي عملت كدا ووقعت الشنطة عالارض وده الي خلى السلسة تقع من ايدك لما ثبت في الشنطة وجات معه علشان كدا لقيتها بين الحاجات الي واقعة…
قاطعت خالد بقول: خالد قولتك إني الي عملت العكربة دي مش …
وقبل ما أخلص كلامي رد حسام وهو لسه بيبصلي بمقت: واو عايز تظهر فيها المثالي الطيب بعد ما روحتله زي العيال الصغيرة وتشكيله, بجد أنت انسان مقزز لابعد حد وطريقة تفكيرك مختلفتش عن العيال الصغيرة”.
كنت بحاول اتمالك اعصابي ومرديش بس كنت على أخري يعني لو اتكلم كلمة كمان كنت هلبسه الطبق الي قدامي, سكت ومرديش وقبل ما يتكلم تاني قاطعه خالد بيقول: سيبك منه دلوقتي وفهمني هنا أنت كنت بعمل ايه عنده؟
بصله حسام وبنبرة فيها غضب قال: اه كنت في اوضته وروحت علشان اشوفه عايز كام ويبعد أو يغور على أي داهية وترجع معي مصر ووقتها هنبقى نقول لباباك أي حجة.
“أنت مش ملاحظ إن وقاحتك زادت عن حدها”.
“بصراحة هو الي رخاممته ولازجته دامت عن حدها من ساعة ما دخل حياتنا واحنا علاقتنا خربت”.
“علاقتنا خربت بسبك وبسبب تصرفاتك مش بسببه”.
شد حسام الطبق الي كان قدامه على الارض وهو بيقول: تمام أنا وحش ارتحت كدا؟
“أنت كل ما تتعصب تخرب أي حاجة قدامك, لاحظ إننا مش في بيتنا ولا بيتك علشان تكسر في حاجات الناس احترم حتى كرم الراجل ليك”.
بصله حسام بتعصب أكتر ولسه هيتكلم تابع خالد كلامه وهو بيقول: ولوسمحت وطي صوتك علشان بسببك هيتعملنا محضر ازعاج”.
سكت حسام وهو بيحاول يتمالك اعصابه لأن كان باين من احمرار وشه مدى غضبه الي بيحاول يكتمه كان اتجاهه قدامه وعينه ناحية الارض ماسك في ملاية السفرة بفرك في ايده علشان ميتكلميش لكن فجأة لقته حط امي يوري في ايده وشد الملاية وقع كل الي عالسفرة في الارض وهو بيقوم من مكانه بيقول: أنا ماشي ومش قاعدلك فيها
صحيح إني كنت مضايق من حسام بس صعب عليّ, محاولته وهو بيحاول ينفذ كلامه واحساس بالاهانة من شخصه المقرب الي ممكن يكون حس من ناحيته إنه مش معبره أو مش بيادله نفس مقدار الحب, مش عارفة ليه حسيت بده رغم إني عارف حب خالد ليه, بس وهلة حسيت نفسي مكان حسام لما كنت بتعصب من حد بس كنت بزعل أكتر من أمي ومرسال, كنت حاسس إنه له الاهمية الاكبر في قلوبهم زي ما حسام بالظبط حاسس بنفس الشعور, يمكن ده السبب الي خلاه يصعب عليّ رغم أخطاءه في حقي, احساس إن كفوف الحب مش متساوية, الحب الي بيده أقل من الي باخده بكتير.
خالد متكلميش او حتى حاول يمشي وراه بس لقيته نزل من عالسفرة وبيلم الحاجات من على الارض, كنت حاسس إنه مش عايز يتكلم فنزلت أنا كمان بلم معه في صمت تام بس وأنا بخرج الصحون للمطبخ, لقيت راشد قاعد على طاولة المطبخ وهو ضامم مهاب ليه, حطيت الاطباق في الحوض وقعد جمب مهاب بسأله: أنت زعلان ليه؟
كان مميل راسه في الارض وهو بيقول بنبرة تخللها الحزن: هما هيفضلوا كدا لحد امتى؟ هو أنا اوقات بقبي عايز حسام يبعد شوية علشان خالد يقعد معي بس ماقصديش إن ربنا يستجيب لأمنيتي ويبعد خالص او كل شوية يخانق في خالد, هم ليه بيتخانقوا كل شوية؟ أكيد امينتي السبب.
مسحت على شعره وانا بقول: لا انت مش السبب, هم بس متنشنين شوية وكل حاجة هترجع لطبيعتها قريب صدقني.
“تفتكر كدا؟”
“أنا متأكد”.
ابتسم مهاب وضمني وهو بيقولي: أتمنى ده يحصل ويرجعوا هو وخالد تاني أصحاب وحسام يبطل يضايقك ونرجع نعيش كلنا تاني سوا بسعادة وللابد.
ابتسمت وانا بمسح على شعره, قد ايه مطالب الاطفال بريئة ومش أنانية زي مطالبنا أو حتى معقدة.
انفك مهاب عن حضني وبصلي بابتسامة وهو بيقول: أنت هتفضل عايش معنا عالطول مش كدا.
ضحكت وانا بقول: كدا باباك هيطردك ويطردني من البيت.
“لا مانا مش هرجع تاني لبابا انا عايزة اعيش معاك انت وخالد وحسام وعمو راشد عالطول”.
ابتسمت وانا بقول: ياريت نقدر ناخد عمو راشد معنا مصر ده يبقى يوم المنى, وبعدين كملت وانا ببص لراشد بقول: أنت مش ناوية ترجع مصر بقى؟
“كنت أتمنى حقيقي بس ده مستحيل”.
“حرمت على نفسي دخولها من ساعة ما شيت وسبتني”.
“هي مين؟”
ابتسم وحسيته حاول يتجاهل سؤالي وهو بيقول: هقوم أشوف خالد.
واضح إن كل واحد في البيت ده بيعاني بطريقة مختلفة, مش عارف اليوم هو الي كئيب ولا دي حياتنا عمومًا عمرها ما بتخلص من المشاكل او الوجع, صحيح قصة كل واحد فينا مختلفة بس كل واحد فينا بيعيش نفس قصة الالم حتى مهاب بيعيشها وإن كان أقلًا ألمًا
فضلت ساكن مكاني في المطبخ علشان مهاب نام في حضني فمكنتش حابب أقلقه لحد ما خالد خلص فتقدم ناحيتي واتكلم بصوت هامس: خلني أخده عنك أنيمه في أوضته.
ردت بنفس صوت الهمس: مفيش مشكلة هطلعه أنا. قولت كلمتي الاخيرة وقومت من مكاني علشان أنيمه مهاب في سريره, وقبل ما أخرج من الاوضة بصيت لخالد وانا بقول: كنت قررت إني مش هدخل بينكم بس بلاش تكون قاسي عليه علشاني, هو يمكن بيكرهني أنا بس بيحبك أنت, ومشاعرنا تجاه الي بنحبهم بتبقى حساسة زيادة عن اللزوم,
خالد معقبيش فابتسمت بكمل: هشوفك بكرا تصبح على خير, قولت كلمتي الاخيرة وقفلت الباب وريا ونزلت علشان أشوف راشد نام ولا لسه, دخلت المطبخ ملاقتهوش فطلعت في الصالة برود ملقتهوش لحد ما لقيت فيه نور جاي من أوضة جمب أوضة حسام, اتقدمت ناحية الاوضة وكان بابها مفتوح, ولقيت هنا اشد وهو قاعد جمب المدفأة بيتفرج على كتاب او حاجة شبه كتاب كان بيبص فيه وبيقلب وبعيط, خبط عالباب فانتبه لوجودي فمسح دموعي وأذنلي بالدخول, اتقدمت ناحيته وقعدت قصاده وقبل ما اتكلم لقيته باشر بالكلام وهو بيبص في الدفتر الي قداه والي كان فيه صور وكلام مكتوب مقدرتش أشوفهم بشكل واضح ومركزتش علشان تركيزي كان مع راشد وهو بيحكي: اتجوزتها وهي ضعيفة أو يمكن أنا الي استغليت ضعفها ده لصالح حبي الي كنت بحبهولها من أول مرة شوفتها فيها, كانت معي في نفس الجامعة وفي نفس القسم معرفش فين وامتى ده حصل بس حبيتها حبيتها أوي وكل يوم كان بيعدي على كنت بتعلق بها أكتر خصوصًا إني كنت حاسس إنها مش بتحب حد فكنت حاسس إنها فرصة علشان أواجهها بمشاعري بس كل مرة كنت بفكر ألف مرة في نف الحوار, طب لما أروح لأهلها أتقدم هقولهم أنا معي ايه أو شغال ايه, ايه الضمان الي هيضمنلهم إني هكون قد المسؤولية علشان كدا قررت أشتغل بجانب الجامعة علشان أقدر أكون قد المسؤولية على الرغم إني اوقات كنت بخاف تتخطب لحد غيري بس كنت بدعي إنها تكون من نصيبي لحد ما اقدر بس أقف على رجلي وفعلا فضلت كدا لحد ما اتخرجت من الجامعة وبعد تلات سنين كمان من الجامعة بس فجأة وأنا داخل بقلب في صفحتها لاقيت الناس كلها بتباركلها الدنيا اتقلبت ساعتها حتى وسائل الاعلام علشان الشخص الي اتخطبتله كانت شخصية لها مركزها, أنا كنت خلاص قربت أوصل لحلمي بس هو بكل سهولة خطفها مني, سبت كل حاجة شغلي وحياتي والي حوالي وانعزلت في اوضتي بصارع شهور من الاكتئاب, كانوا بيحالوا معي أخرج من الي أنا فيه بس كانوا بيفشلوا لحد بعد سنة بالظبط من جوزها قدوا يقنعوني أخرج للعالم المحيط وفي اليوم الي خرجت فيه حسيت لأول مرة إني بشوف نور الشمس,حسيت كل حاجة مختلفة حوالي, فيه حاجات كتير أوي اتغيرت وأنا غايب عن الدنيا بس اشمعنا ألم قلبي هو الي لسه متغيريش, ليه لسه بعاني ومش قادر أنساه, كنت حاسس إني ميت بس كنت مجبر إني أعيش, أعيش من غيرها فضلت على الحال ده تلات شهور بروح الشغل أهد نفسي فيه علشان اول ما انام مفكريش فيها بس مكنش بيحصل هي طول الوقت على بالي وحتى في أحلامي, لحد ما فيه لقيت المدير بتاعي بيعرفني على المحامية الجديدة الي هتشتغل معي في المكتب تساعدني وكانت المفاجاة إنها هي, كنت حاسس إني هفقد النطق من الفرحة, أنا عارف إنها متجوزة بس مكنتش قادر أمنع نفسي من إني أفرح, أفرح بالنور الي رجع نور على قلبي بعد ما العتمة نهشته سنين, بس مكنش كلهم كام يوم وسمعت عن خبر طلاقها من اصحابي في الشغل, ولما حاولت أتأكد لقيت الاعلام كله والسواشال كان بيتكلم عن خبر طلاقها الي حصل من شهر, ولأني مكنتش متابع حاجة ومكنش فيه في حياتي غير إني اطحن نفسي في الشغل علشان أنام من التعب معرفتش خبر طلاقها الا متأخر بس كنت مبسوط, مبسوط اوي وحسيت إن الامل رجعلي رغم إن كل الي حوالي حظرني, هي كانت في دنيا وعالم تاني كنت حاسس إنها لسه بتحبه وإن قرار الطلاق ده كان منه هو بس فجأة بعدها مدة سمعت إنها رجعت لجوزها تاني ووقتها حسيت بنشاطها وفرحتها في الشغل, واضح إنها كانت لسه متعلقة به, رغم إن الخبر رجعني لنفس الألم بس الي كان بيهون إني شايفه مبسوطة, صحيح مكنتش لي بس كنت راضية إني شايفها قدام عيني كل يوم, فضل الحال ده خمس سنين لحد ما سمعت بخبر طلاقها تاني, أتغيبت عن الشغل وكل حاجة في حياتها, كنت حاسس بها لأني مريت بنفس الشعور ونفس الألم فروحتلها البيت صحيح كنت خايف شوية علشان هي من بيت محافظ بس جيت البيت في حضور باباها وكلمتها قدامه عن إني سمعت الخبر من الاعلام وإني يمكن مريت بتجربة مشابهة ليها بس مينفعيش تبطل شغل هي محامية مجتهدة وعلى قدر عالي من الكفاءة مينفعيش تضيع نفسها علشان شخص, وقتها كدبت وادعيت إني مبسوط ونسيت حبيبتي دي وإني دلوقتي الحمدلله عايش ورجعت اشتغل تاني وهي كمان أكيد الشغل هينسها بعد الحاح مني وكمان طلبت من المدير إنه يطلب من باباه ترجع الشغل تاني علشان في الوقت الحالي مش هنعرف نلاقي حد تاني بنفس الكفاءة, باباه أخيرا حاول يقنعها لحد ما وافقت, وفعلا رجعت تاني الشغل رجعت علشان تدوي قلبي العيان بها الي كان لسه شايف حبها ليه, حاولت اتغاضى عن كل ده واتعامل عادي, لحد بكام يوم لقيتها قاعدة بتعيط في المكتب.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية مرسال كل حد 2)