رواية من رحم الألم الفصل الرابع 4 بقلم ولاء عمر
رواية من رحم الألم الفصل الرابع 4 بقلم ولاء عمر
رواية من رحم الألم البارت الرابع
رواية من رحم الألم الجزء الرابع
رواية من رحم الألم الحلقة الرابعة
بس أنا خايفه، جوايا مشاعر من الخوف والرهبة، من الحب، خوف من فكرة إني ممكن احب وأتحب
في صوت دخالي بيقولي ما أقربش.
– فرحة، يا فرحة، يابنتي فينك.
– هاه، أنا هنا.
– عمال أتكلم معاكي من ساعة ما ركبنا العربية وأنتِ، ولا حياة لمن تنادي.
– أنا آسفه معلش سرحت.
نزلنا من العربية روحنا القاعة، جريت على ساجد وانا بحضنه وفرحانه بيه، ولا كإني أمه، كنت بحاول أركن أي ذكرى مش حلوة على جنب وأفرحله، هو يستحق كل الحلو في الدنيا، أتمنى من ربنا إن أية تكون ونعم العوض ليه، أنا شايفه فرحته بيها، لعمة عينيه، حتى إبتسامته اللي بتظهر تلقائي كل ما يلمحلها.
– يا فرحه، تعالي سلمي على أبوكي.
بصيت على جدو بعد ما سمعت جملته، كان بابا واقف جنبه، أنا حاسة قلبي إتقبض، أنا خايفه، رجليا مش شيلاني، إيديا بدأت تترعش، دماغي مش راضية تهدى من زحمة الذكريات اللي ضربت نافوخي فجأة، مشاهد وهو بيضرني، و وهو نازل ضرب في ساجد بالحزام، مشهد ومراته ماسكة المعلقة بعدما سخنتها وبتلسعني بيها، لوهلة حسيت إن مكان الحرق واجعني وبصيت تلقائي عليه.
سحبني أدهم وهو بيقول لجدو إنه ساجد بينادي عليا، مشيت معاه وأنا مستسلمة لأني مش عارفه أخرج من دايرة الماضي اللي عماله تلاحقني.
مد المنديل وهو بيحاول يهديني، زعقت وأنا مش عارفه أوقف دموعي:- أنا مش عايزه أشوفه، مش عايزه أي حاجة تجمعني بيه ولا مكان، أنا بخاف منه ومن سيرته هو وماما.
– هتقدري تغيري حاجة من الماضي؟
هزيت رأسي بلاء، كمل وهو بيتكلم بصوت هادي:- طالما مش هتقدري تغيري حاجة من الماضي يبقى خلاص، إقتنعي إنه عدى وفات، إنه مش هيرجع من تاني، إن وجودهم خلاص بقى من الماضي، لو فضلتي مركزة فيه عمرك ما بتعرفي تشوفي الحلو اللي بقيتي فيه.
– فين؟! أنا في دايرة مرة برجع فيها لنقطة الصفر بتاعتها.
– بالعكس، ركزي هتلاقي جملة على طول على لسانك بس عقلك مش مدركها، وهي إن ربنا عوضكوا بجدك وجدتك، إنهم حتى لو العلاقة بينكم عادية بس بيحترموكوا وبيعملوا ليكم خاطر، إنهم بيخافوا عليكم.
بدأت أدرك كلامه، هو معاه حق، بس أنا بضعف، كل أما أفكر إني نسيت مش بنسىٰ، بيتردد في دماغي جملة ” كدبت لما قولت هنسى، أنا لسة زي الغريق مش لاقي مرسىٰ.”، بس أنا المرة دي هحاول أخد موقف قوي.
قومت معاه بعد ما مسحت دموعي، دخلت غسلت وشي وبعدين رجعت، وأنا في دماغي كلامه، لو أنا من جوايا مقررتش اتشجع فعلاً مش هعيش، هفضل عاملة زي الميت الحي، أخدت نفس طويل وأنا مقررة إني هبقى حد تاني، أي نعم قررت كتير وضعفت بس المرة دي هبقى غير.
مديت إيدي وأنا جوايا صوت بيشجعني:- ازي حضرتك.
– بخير، وأنتِ وأخوكي ؟
– الحمد لله في نعمة.
– مش محتاجين حاجة ؟
إبتسمت إبتسامة جانبية مليانة سخرية، وأنا بفتكر لما قال إنه مش هيصرف علينا تاني، رديت عليه :- شكراً لحضرتك، جدي وساجد مش مخليني محتاجة حاجة، وساجد ماشاءالله عليه شغال وبيصرف عليا وأنا كمان شغاله.
ليه ملمحتش في عينه لهفة ولا فرحة؟ ليه نبرة صوته مش حنينه؟ هو ليه مش حنين من الأول أصلاً، سيطرت على أفكاري بسرعة وحاولت بقدر الإمكان ما اسحلش نفسي في أفكاري.
كانت ماما داخله وبينها ما بينا مسافة صغيرة، رفعت عيني وأنا بوزع نظري بسرعة عليهم هما الاتنين، مش عايزاهم يتلاقوا، مش عايزاهم يشوفوا بعض، معنديش إستعداد أشوف خناقة من خناقاتهم تأتي ، والأهم مش عايزه يوم أخويا الحلو يتعكر.
ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ، مقولة تنطبق على اللي بيحصل دلوقتي.
– أنتِ إيه اللي جابِك؟
– أنت اللي إيه اللي جابَك؟
– فرح ابني.
كانت راحه تبدأ مابينهم خناقة، لكن جدي وأدهم جُم وهدوا الموضوع، لكن ساجد مسكتش، أتكلم بنبرة هادئة:- نورتوا حضراتكوا، أنا آسف في كلامي لو هبقى بجح، بس عدو اليوم، أنا وأختي من حقنا نفرح، مش جايين حتى في دي وتبقوا انانيين، لسة فاكر حضرتك وحضرتها إني ابنكوا؟ ما أنا وأختي من كام سنة كنا عالة عليكوا وحمل تقيل، بقالنا سنين مش عارفين نعيش، سيبونا نعرف نعيش ولو يوم من غير ما تعكروه، عدو اليوم ، مفكرتوش فينا بقالكم سنين، محدش منكم وقف معايا في تجهيزات فرحي، جايين الفرح زيكم زي الضيوف اللي معزومين، ولولا عزومة جدي ليكم علشان إحنا المفروض عيالكم أنتو مكنتوش هتفكروا تيجوا أصلاً.
– أنا ء….
– حضرتك على عيني وعلى رأسي يا بابا، جدي مربانيش إني أعلي صوتي على اللي أكبر مني.
متوقعتش إن الموضوع هيتلم بسهولة بس حمدت ربنا، وفي نفس الوقت زعلت من موقفهم وانهم مقدروش حاجة.
عدى الفرح في وسط أجواء سعيدة، ودا علشان أدهم بذل جهد أكتر من اللازم علشان يطلع ساجد من عكننة مزاجه، أنا بحب علاقة الصحاب اللي زي علاقة أدهم وساجد، لو واحد منهم هيقع التاني بيسنده، تحس إن الكوبليه اللي كان بيقول: ” لو يوم تميل أنا كتافي يشيل”. دا علشانهم.
يوم مرهق ومتعب، غيرت ولبست عباية واسعة ولبست خمار تيتا ونزلت قعدت قدام البيت، كان أدهم قاعد بما إن بيوتنا في وش بعض، كان قاعد بيشغل مفرش كالعادة في وقت الفراغ بتاعه.
– غريبة يعني منمتش على طول.
إتكلم وهو عينه على الخيوط، وحاطط كل تركيزه فيها:- عادي، في حاجة شاغلة دماغي ومش عارف أنام، وكدا كدا مش رايح الشغل بكرا، واخد إجازة.
– أحكي يا عم.
– أنا يا ستي بحب واحدة، وهي مش مدياني وش.
أبدأ أتعلق بيه من هنا، وهو يقولي بيحب واحدة من هنا، جاه أوا، تباً.
– وبعدين ؟
– ولا قبلين، تفتكري أعمل ايه علشان اخليها تأخد بالها.
– أنت ليه ما إتقدمتلهاش.
– خايف أترفص.
– كان نفسي تبقى واخده بالها بجد.
هو بيلمح؟ ولا أنا اللي تعلقي بيه خلاني أحس بكدا؟
كمل كلامه وهو بيسيب اللي في إيده وبيتكلم بنفاذ صبر:- بقولك أنا صريح ومليش في اللف والدوران، بصي بقى يا بنت الناس أنا رايدك.
أنا ؟ يعني هو بيحبني؟ طيب أنا أستاهل؟ طيب هقدر؟
– فرحه، فوقي من توهتك، أنا عارف اللي في تفكيرك دلوقتي، بس أنتِ تستحقي تفرحي، تستحقي تأخدي نصيبك الحلو من الدنيا.
– بس أنا خايفه.
– وأنا هطمنك.
– هتتحملني وتتحمل خوفي؟
– وكل حالاتك.
” ظننت أني ذاك الغريق الذي لم يجد المرسىٰ، لكني لم أكن أعلم أنك المرسىٰ، أنك ذاك الوطن، ذاك الأمان الذي بحثت عنه ولم أرىٰ أنه كان أم عيني”.
تمت
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية من رحم الألم)