رواية كبرياء صعيدي الفصل السابع 7 بقلم نور زيزو
رواية كبرياء صعيدي الفصل السابع 7 بقلم نور زيزو
رواية كبرياء صعيدي البارت السابع
رواية كبرياء صعيدي الجزء السابع
رواية كبرياء صعيدي الحلقة السابعة
الفصل الســـــابع (7) بعنــــــــــوان ” المسئولية تلد الحُب”
~هناك سحر لم تجده لدي المنجمين، سحر فى عيون ليتك تهرب من النظر إليها قبل تسرقك~
ظلت “فيروزة” تبحث فى كل مكان فى المركز التجاري عن “عطر” تبحث عنها كالمجنونة ربما تجدها، وصل “عيسي” بعد ربع ساعة تقريبًا من سرعة سيارته فركضت “فيروزة” إليه خائفة وقالت بقلق:-
-هنعمل أيه يا عيسي؟ أنا جلبت عليها المكان وكل المحلات
نظر “عيسي” بضيق وقلق إلى “مصطفي” وصرخ بغضب قائلًا:-
-وأنت كنت فين عشان تختفي من تحت عينيك؟
كاد أن يتحدث “مصطفي” بقلق حتى قاطعه رنين الهاتف فقال بضيق:-
-روحي استنيني فى العربية يا فيروزة وكفاياكي بكي هنلجيها
وضع الهاتف على أذنه بضيق وقال كلمة واحدة دون ان يستمع لحديث الطرف الأخري:-
-شوية وهكلمك
أغلق الهاتف وذهبت “فيروزة” إلى السيارة تنتظره كما أمرها، تلقي هاتفه رسالة من البنك تخبره أنه تم سحب مبلغ من المال من بطاقته البنكية فتنهد بهدوء وقال:-
-تبجي بخير، غور دور عليها فى المحلات هتلاجيها هنا ولا هنا
صعد “عيسي” للطابق الأخر يبحث عن “عطر” بنظره و”مصطفي” بالطابق الأول ، توقف محله دقائق بهدوء يلتقط أنفاسه بأرتياح بعد أن رآها تخرج من محل خاصة بالحجابات، ذهب إليها بغضب سافر من تركها ليد “فيروزة” وقال بضيق:-
-كنتي فين؟
دُهشت من وجوده أمامها وظلت صامتة لم تستوعب أنها تراه هنا، تحدث بجدية أكبر قائلًا:-
-بجولك كنتي فين ؟
تنهدت بهدوء غير مستوعب لشيء ولا تعلم سبب عصيبته الزائدة لكنها مُقدرة لغضبه فقالت بنبرة هادئة تحتوي غضبه:-
-كنت بشتري خمارين عشان معنديش أخمرة هنا غير اللى عليا
نظر إلى عينيها الخائفتين من غضبه نبرته القاسية فتنهد بهدوء محاولًا تهدا روعته أمامها فقال بضيق:-
-جبتي اللى عايزاه
اومأت إليه بنعم فقال بضيق:-
-طب يلا
تقدم فى السير أمامها لتسير خلفه تراقبه وهو يتحدث فى الهاتف لتدرك أنه يُحدث “مصطفي” على الطرف الأخر، رأي مجموعة شبابية مكون من اولاد وبنات الجامعة يسيرون تجاههم فألتف إليها وأخذ يدها فى قبضته كطفلته التي يخشي أن يفقدها فى زحام المارة، نزل معها السلم الكهربائي وهى تحمل الأكياس فى يدها، رآها تنظر إلي مكتبة كتب ونظرها لم يفارقها حتى مع نزول السلم فأغلق الهاتف مع “مصطفي” قائلًا:-
-أسبجني أنت على العربية
أغلق الهاتف ووضعه فى جيب عبائته وترجل من السلم معها فقال:-
-تعالي
ألتف إلى حيث المكتبة ودلف بها فشعرت بقشعريرة فى جسدها وعشقها للكتب وقراءة تسللوا إلى داخلها فظل يتنقل بين الأرفف ويده مُتشابكة بيدها مُنتظر أن تعلق عينيها بأحد الكتب، لكنها لم تطلب شيء ولم تظهر إعجابها ورغبتها بشيء فقال بهدوء:-
-لو عايزة حاجة اشتريها
هزت رأسها بحرج نافية رغبتها فى اى شيء يكفي ما جلبته “فيروزة” لها، ترك يدها تتجول وحدها وأرسل لـ “فيروزة” رسالة بأن تأتي لأجل هذه الفتاة الخجولة، رقتها وعزة نفسها تمنعها من طلب شيء منه فظلت تتجول بين الكتب فى صمت حتى جاءت “فيروزة” فقال بلطف إليهما وهو يرفع هاتفه أمام أعينهما:-
-يلا معاكم 5 دجائج بس تشتري اللى عايزينه على حسابي بس بعد الخمس دجائج أنتوا اللى هتحسابوا
تحمست “فيروزة” وأخذت صندوق الشراء وبدأت تجمع الكثير من الكتب بحماس والأدوات المكتبية وهى تقول:-
-يلا يا عطر أشتري قد ما تجدر دى فرصة مبيعملهاش غير مرة كل شهرين ثلاثة
تنحنحت “عطر” بلطف وأخذت كتابين فقط وأكتفت بهما ليبتسم “عيسي” عليها فمهما فعل عزة نفسها وكبريائها يمنعوها من طلب أى شيء أو الطمع بشيء، أدرك ان هذه الفتاة كجوهرة ثمينة لا تغريها المجوهرات ولا يجذبها المال، دفع ثمن الأشيءا التى أشترتها “فيروزة” مع الكتابين التى أخترتهم “عطر” وخرج معهم ودخل إلى محل إلكترونيات وقال:-
-أختري التليفون اللى يعجبك
تنحنحت “عطر” بحرج فقال بجدية ولهجة أمر لا نقاش له:-
-أختري تليفون ما أنا مش كل ما تخرجي هجري أدور عليكي
أومأت إليه بحرج ثم أخترت هاتف بسيط لتمنعها “فيروزة” بضيق قائلة:-
-جرا ايه يا عطر، جولنالك أنك مننا وزيك زي فى البيت دا، أنتِ ناجص تدفعلنا تمن نومتك
سحبت من يدها الهاتف وأخترت هاتف سامسونج بشاشتين مطويتين وقلم بلون وردي يليق بهذه الفتاة الوردية الجميلة فقالت بجدية هامسة فى أذنها:-
-هتحتاجي لابتوب صح؟
نظرت “عطر” إلى “عيسي” بحرج وقالت هامسة إليه:-
-أنا كلفتك كتير يا عيسي
لم يجيب عليها وطلب من الموظف أن يحضر له جهاز كمبيوتر محمول (اللابتوب) بأعلى إمكانيات وجودة وسماعة رأس وردية على شكل قطة ودفع تكليفتهم وغادر معهما، فتح “مصطفي” باب السيارة الخلفي لتصعد “فيروزة” وبجوارها “عطر” وصعد هو بجوار “عيسي”، رآهم “نصر” من سيارته ليضر المقودة بقوة من وجود “عيسي” معهم وكأن كل خططه دهست تحت إطار سيارة “عيسي” …..
________________________
وقفت “عطر” بحماس ورقة روحها أمام “حنة” تُريها ماذا جلبت من فساتين جديدة وأحذية فقالت بلطف:-
-بصي دا الفدريس دا أخترته فيروزة مع أن لونه مكنش عاجبني خالص
نظرت “حنة” إلى الفستان الأخضر الفضفاض وبأساور من المعصم برابطة جميلة وبه بعض الفراشات الصفراء من الأسفل لتقول “حنة” بخباثة شديدة وعينيها تراقب ملامح “عطر”:-
-فيروزة اللى أخترته، مع أنك مبتحبيش اللون الأخضر بس سمعت ان عيسي بيحب الأخضر
تنحنت “عطر” بحرج وخجل لتتورد وجنتيها ثم ذهبت لتجلس قرب “حنة” وقالت بلطف هامسة من الخجل:-
-حنة، تفتكر … يعنى قصدي هو
ضحكت “حنة” بعفوية على ربكة “عطر” ولعثمتها فى الحديث حتى انها لم تستطيع تجميع جملة واحدة مفهومة وواضحة ثم ربتت على كتفها بدلال وقالت:-
-أتكلم يا عطر متكسفيش منى، أنتِ حبيته؟!
أبتلعت “عطر” لعابها بأرتباك وتحدثت بتعجل تنفي هذ الحديث:-
-لا ، لا يا حنة محصلش ، أنا بس استجدعته مش اكتر
فركت “حنة” ذقنها بلطف وعينيه ترمق “عطر” وعينيها التى تتحاشي النظر إلى وجه “حنة” فقالت:-
-أمممم قولتلي بقي، لا والصراحة هو جدع ورجل أنا مشوفتش منه قبل كدة حتى أبوكي الواطي
رفعت “عطر” نظرها إلى “حنة” بضيق لتتابع الحديث بحدة:-
-مش قصدي بس هو عملته السوداء سبب وجودنا هنا، ياختى متفهماش هو أزاى بالندالة دى ومن العيلة دى
-الله يسامحه ويسهله يا حنة
قالتها “عطر” بحرج ووقفت لترتب الملابس فى الدولاب فضحكت “حنة” على فتاتها التى تقف على حافة الحُب من رجل صعيدي….
___________________________
كان “ناجي” جالسًا فى أحد الفنادق السياحية فى الأقصر هاربًا من بلده بعد أن خسر كل ما يملك لصالح “عيسي” الذي أستولى على كل شيء، جاء إليه رجل ماكر بشخصية ذات نفوذ قوية فى الستينات من عمره يرتدي بدلة سوداء مع قميص رمادي ويقف خلفه حراس شخصيين وقال:-
-عملت ايه؟
-شوية أدينى شوية وجت
قالها بأرتباك ليجيب عليه “حامد” بنبرة حادة:-
-شوية ايه!! ناجي لو مش جد الشغلانة دى جولي من اولها إحنا مبنهزرش ومفيش حاجة أسمها أدينى وجت، كيف ما انت طلبت تخلص من أبوك فى ليلة ومجولتلكش شوية وجت، أنا كمان عايز شغلي فى وجته ميتجاليش شوية، متأخدش مصلحتك وتنخ
تنحنحت “ناجي” بضيق مما حدث ونظر حوله بخوف بعد أن ذكر “حامد” جريمة قتله لوالده وأخاه ثم قال بجحود:-
-أصبر يا حامد بيه، اللعبة كلتها أتغيرت لما المال كلته أتكتب باسم عيسي، أنا معيش تمن الكأس اللى بشرب هجيب منين 5 مليون جنيه أشيل بيه أثار
تبسم “حامد” بمكر ثم مسك “ناجي” من عنقه وجذبه نحوه لتتقابل عيونهم فى نظرة مُرعبة وقال:-
-أسمع شغل العيال الصغيرة دا ميجيش معايا، أنت عملت شغلانة عشان تلاجي فلوس وتكبر يبجي تدفع تمنها فاهم دا مش لعب عيال وأنا مهصبرش عليك كتير معك لأول السبوع يا الفلوس تبقي عندي يا أما هأخد روحك مكان فلوسي
تركه “حامد” على طاولته ونظر إلى الحراس وقال بسخرية:-
-متحاسبهوش على الكأسيين خلوله الفلوس يروح بيها
أومأ إليه الرجال وذهبه مما جعل “ناجي” يشعر بالغضب السفر من معاملة “حامد” له وكل هذا بسبب والده “عبدالحكيم” و”عيسي” الذي أخذ كل شيء منهم بالقوة…
___________________________
داخل شقة فى المدينة تطل على كورنيش النيل، كان “خالد” جالسًا على الأريكة ببنطلون فقط وصدر عاري ويمسك فى يده سيجارته ينفث دخانها وبجواره فتاة “رؤية” تنام على الأريكة ورأسها على قدمه مُرتدية بيجامة بيتي قطني باللون الأزرق تشبه عينيها الزرقاء وشعر برتقالي قصير ناعم يصل إلى عنقها رغم كثافته ويديه تغلغل بين خصلات حريرها فتمتمت بنبرة دافئة:-
-روق يا حبيبي بكرة كله يتحل
تنهد “خالد” بضيق شديد ثم قال:-
-أروج كيف يا رؤية، دا أنا الوحيد اللى طلعت ذكي وكأني كنت حاسس أن اليوم دا هيجي واشترت الشجة دى، كان زماني مرمي فى الشارع كيف نصر ولا كيف أبويا اللى معهوش جنيه فى جيبه
أعتدلت “رؤية” فى جلستها جواره ورفعت يديها إلى وجنتيه الناعم دون لحية تداعبها بدلال وقالت:-
-قولتلك يا خالد مش يوم ما قولتلي أن جدك مش همه حد غير عيسي وأنا قولتلك خاف من العجوز دا
رفع يده الأخري إلى عنقها يتأملها بعينيه ويديه تحتضن عنقها الناعم ببشرتها البيضاء وقال بنبرة هامسة:-
-أنا خوفت وعملت حسابي فى كل حاجة حتى فيكي يا رؤية، أنا عمري ما هنسي أن الراجل العجوز دا رفض يجي ويايا عشان يكبرني ويشرفني جصاد أهلك، أنتِ أحلي حاجة فى حياتي يا بت
تنهدت “رؤية” بهدوء بوجه عابس ثم قالت:-
-أنا عارفة أنه مش وقته يا خالد بس مش شايف أن خلاص جدك مات يعنى ممكن أرجع لأهلي وتيجي تطلبني منهم
قبل جبينها بإمتنان ثم نظر إلى عينيها وقال:-
-يا بت ما أنت كاتب عليكي رسمي وأنتِ مرتي وجايبلك شجة ومديكي كل حجوجك أنتِ فاكرة لو رجعتي لأهلك فى الجيزة بعد ما غبتي عنهم سنتين هأخدوكي بالأحضان، أنسيهم يا رؤية، أنسيهم عشان سلامتك ، خوف عليكي يا بت مش أكتر
أومأت إليه بنعم ووضعت رأسها على كتفه بحنان تختبي به من هذا العالم فوضع سيجارته بين شفتيه، قالت بهدوء شديد:-
-هتعمل أيه مع عيسي؟ هتسيب له البيت ومالك
نفث دخانه بأختناق ثم قال بزمجرة ونبرة انتقامية:-
-أسيب مالي لعيسي مستحيل على موتي
وقف من مكانه وأرتدي تيشيرته ثم دلف إلى غرفة النوم فتح دولاب الملابس وكان بداخله خزينة كبيرة الحجم فتحها وكانت مليئة بالأموال فأخذ حزمتين ووضع حزمة على الفراش ثم أغلقها ليري “رؤية” تجلس على الفراش تمدد جسدها فقالت:-
-هتمشي؟
تبسم وهو يلتف إليها وقال:-
-هجيلك تاني، الفلوس دى خليها وياكي لو أحتاجتي حاجة وكيف ما جولتلك
تمتمت بضيق من كلماته التى حفظتها طيلة فترة زواجها منه:-
-مفيش خروج من البيت ولو أحتجتي حاجة خلي البواب يجبهالك، حافظة يا خالد
ضحك بلطف على فتاته الجميلة المُدللة لتبتسم بدلال وهى تمد يدها إليه بعفوية وقالت بنبرة هامسة مُثيرة:-
-خليك معايا شوية يا خالد، أنت وحشاني يا روحي
تبسم إليها وهو حائرًا أيركض إليها والعشق يشعل نيرانه بداخله لهذه الفتاة أم يذهب إلى أخاه المُنتظر ،وبنهاية المطاف أمام دلالتها وضربات قلبه الجنوني بها لم يقوى على الرحيل بعيدًا عنها فذهب نحوه مُبتسمًا وعينيه تتلألأ ببريق العشق الذي يغمره من رأسه إلى أخمص قدمه كالمسحورًا بسحر العشق ………
__________________________
كانت “عطر” واقفة مع “ذهب” فى المطبخ يصنعون الغداء معًا فقالت “دهب” بجدية:-
-لا ما هو سيدي نصر كان متجوز واحدة بنت ناس من كبار البلد الأول أتجدمها أبويا عبدالحكيم عشان سيدي عيسي بس أهلها رفضوها جالوا لا سيدي عيسي شديد وخافوا على بنتهم منه وعشان حديد الناس وميتجالش أن فى واحدة رفضت سيدي عيسي الدسوقي اللى بنات البلد كلتها تتمنى نظرة منه خدوها لسيدي نصر أول شهر كانوا كيف العصافير وسيدي نصر مجولكيش عليه كياد كان يجي جدام سيدي عيسي ويجوم أي بجي
تمتمت “عطر” بضيق من ضجة “ذهب” وحديثها الذي يصبب الصداع لها قائلة:-
-اي يا ست دهب
ألتفت “دهب” إليها تاركة الطعام من يدها وقالت وهى تضرب يديها ببعضهما:-
-أهو بجي يجى جصاد سيدي عيسي ويجعد يدلع ويهنن فيها بيكيده بس شوفي بجي يشاء ربنا أن البت متحبهوش رغم كل الدلع دا وأخدت حبوب منع الحبل عشان متحبلش منه ولما عرف فضحها فى الدار ورنها عجلة موته مخلصهاش من يده غير سيدي عيسي وبعدها بجى فى الطالعة والنازلة نسمع صوتها من فوج بتصرخ يا حبة عيني من التور اللى كان وياها … سامحني يا رب أنا مبحبش أجيب فى سيرة حد بس أنا جولت أحكيلك أفضفضلك وبالمرة تخلي بالك لأحسن اهنا فى شوية تعابين وأولهم ستي خضرة دى نار يابا عليها لو جربتي منها تحرجك كيف النار وتبخ سمها فيكي هى اللى كانت مجوية جلبه على اللى عمله فى البينة ، ياريتها جت على الضرب دا فى الأخر بدأت تجوله مرتك بتبص على عيسي ويالهوي على اللى حصل يومها لا يتشاف ولا يتحكي
كانت “عطر” تستمع لهذا الحديث وهى تُعد طاجن السمك بعد أن تركت “دهب” الطعام وأهتمت بالحديث فقط، حتى أنهت حديثها فقالت بضيق من الصداع:-
-كويس أنه لا يتحكي ، خدي حطي الطاجن فى الفرن وأقلي السمك وأنا اللى غلطانة أنى جيت أساعدك ، أعمليلي بقي كوباية نسكافية وجبهالى الجنينة ويارب أعرف أذاكر لي كلمتين بعد الداع اللى جبتهولي
مسكتها “دهب” من يدها بدهشة وقالت:-
-خدي أهنان أنتِ هتطلعي للجنينة والرجالة جاعدين فيها، دا كان سيدي عيسي يجطع رجبتك ويدفنك حي
أتسعت عيني “عطر” على مصراعيها بدهشة من حديث “ذهب” وقالت بصدمة ضائقة:-
-يا لهوي على لسانك بعد الشر عني، الملافظ السعد يا دهب ، وبعيد مالكيش دعوة لما يجي يدفني حية متبقيش تحوشي عني ياخراشي عليكي.. أخلصي وأنكزي
خرجت من المطبخ وأخذت أجندة من فوق السفرة وخرجت للخارج جلست على المظلة فى الحديقة وفتحت اللابتوب وبدأت تبحث عن محاضراتها وهى فى سنتها الثانية فى الكلية، نقلت القليل منها حتى تعبت فجاءت “دهب” إليها بكوب النسكافية ومعه بسكويت فقالت:-
-لزومه ايه تعب الجلب دا ما سيدي عيسي عنده طابعة فى المكتب أدخلي أطبعي اللى عايزاه
قالتها وهى تأكل من البسكويت فرمقتها “عطر” بدهشة من تصرفاتها وهى تتعيش وتتعامل معها على أنها من العائلة لكنها ترحب بمعاملة “دهب” التى تشعرها أنها تملك صديقة هنا وشخص يشاكسها بمرحه فقالت بضيٌ:-
-أنتِ جايبة البسكويت عشان تأكليه
أخذت “ذهب” واحدة أخرى وهى تقول:-
-الحج عليا جولت أجبلك حاجة تسليكي وتخليكي تركزي شوية
ذهبت “ذهب” إلي الداخل وفكرت “عطر” فى طباعة الورق خصيصًا أن لديها الكثير من المحاضرات المتأخرة، حفظت الملفات والصور حتى رأت سيارة “عيسي” تدخل من بوابة المنزل مع أذان المغرب، رآها “عيسي فأوقف سيارته قرب المظلة وترجل من السيارة ثم سار نحوها لتعتدل “عطر” فى جلستها بحرج حتى وصل أمامها وجلس فى مقابلتها، نظر إلى الأجندة ثم إليها فقال:-
-أي دا
تنحنحت “عطر” بهدوء قبل أن تبدأ الحديث معه ثم جمعت شجاعتها وقالت:-
-عيسي أنا عايزة أتكلم معاك فى موضوع ممكن ولا هعطلك
أومأ إليها بنعم ثم قال:-
-جولي
أغلقت شاشة الكمبيوتر ويديها تحتضن كوب النسكافيه ثم قالت:-
-أنا كنت عايزة أرجع القاهرة
أتسعت عينيه على مصراعيها مما سمعه وشعر بوخزة فى قلبه من فكرة رحيلها لكنه تحل بالصمود وتعابير وجهه الباردة التى تخفي ما يحدث بداخله من ربكة وقلق ثم قال:-
-ليه؟ أنا مش جولتلك متطلبيش الطلاج وتيجي تجوليلي أرجع مصر
تحدثت بنبرة خافتة هادئة قبل أن يثور عليها:-
-مش عايزة أرجع بس أنا طالبة فى تانية كلية يا عيسي وضاع منى سنة مرة بسبب بابا مش معقول هفضل عمره كله طالبة أنا عايزة أتخرج وانجح عشان أعرف أشتغل وأشوف حياتي، أكيد مش هفضل الباقي من عمرى محبوسة فى بيت أكبر إنجازاتي أنى أدخل مطبخ أعمل أكلة مع رغي دهب
تنهد بهدوء من حديثها وهى لديها كل الحق فى الدافع عن مستقبلها وتعليمها لكن رحيلها كيف له أن يسمح بهذا فقال بضيق بعد أن وقف من مكانه:-
-هفكر بس موعدكيش
كاد أن يذهب من أمامها ليشعر بشيء يجذبه فنظر إلى يده ورآها تتشبث بكم عباءته كطفلة صغيرة فرفع نظره إلى وجهها وكانت تنظر إليه بعفوية وعينيها الزرقاء تتلألأ ببريق لامع ودافيء يغلب أمره وقوته فقالت بلطف:-
-عيسي أرجوك فكر براحة أنا مش عايزة أخسر كمان كليتي زى أى حاجة تانية خسرتها ولو الموضوع صعب أنا مواقفة أسافر على الإمتحانات امتحن وأرجع معنديش مشكلة بس متحرمنيش من تعليمي ومستقبلي
أومأ إليها بنعم ثم نزل الدرجتين من المظلة ومع الأخيرة تلقي رصاصة من العدم فى صدره وسقط أرضًا لتصرخ “عطر” بفزع وهرع من مقعد إليه تناديه بذعر “عيسي” لتتلقي رصاصة هى الأخري فى صدرها بعد أن وقفت أمامه تمنع عن الرصاصة التالية التى تتجه إلى القلب وسقطت فوقه، ألتقط أنفاسه بصعوبة ورفع يده إلى جسدها المرتطم بصدره فتمتمت بالم شديد من نزيف جرحها:-
-عيسي……
فقدت الوعي بين ذراعيه ليفقد وعيه هو الأخر يعد أن سمع صراخ رجاله الذين هرعوا من أماكنهم بعد ضرب النار عليه …………
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية كبرياء صعيدي)