رواية قصة وعبرة الفصل الرابع 4 بقلم رفيف أحمد ياقدي
رواية قصة وعبرة الفصل الرابع 4 بقلم رفيف أحمد ياقدي
رواية قصة وعبرة البارت الرابع
رواية قصة وعبرة الجزء الرابع
رواية قصة وعبرة الحلقة الرابعة
منذ اليوم الأول الذي تركَته به ، أصبح يتخبَّط كالمجنون ، فكر كثيراً بطريقة يعيدها بها إلى المنزل ، لكنه لم يجد ، مما جعله يتصل بها مراراً وتكراراً كي يتوسّل أن تعود إليه لكنها لم تكن تجيب ، فنيران الغيظ والقهر كانت قد التهمت فؤادها .
إلى أن أتى موعد الحفل الذي دُعيا إليه ، فذهب قبل الحفل بيوم واحد لمنزل والدها كي يرجوها أن تذهب معه حفاظاً على مكانته وشكله في مجتمع الطبقة المخملية ، لكنها لم تخرج لرؤيته بل طلبت من والدها أن يقوم بطرده .
فقال له الأب ، رداً على الحزن الذي عاشته ابنته :
-ابنتي لا تقابل نصفَ رجل .
كانت تلك الجملة كالصفعة على وجهه مما جعله يخرج دون أن ينبس ببنت شفة.
ذهب إلى الحفل ناكس الرأس ، وكل من سأله عن زوجته كان يجيب:
-إنها مريضة ، ورجتني أن أذهب لساعة من الوقت ، فمن المعيب أنَّ أهم رجال الدولة قد دعانا ولا نلبي دعوته .
بعد مضي ساعة عاد إلى المنزل وهو يقول في قرارة نفسه:
-لقد حللتُ أمر هذه الحفلة ، لكني كيف سأحل أمر بقية الحفلات والمناسبات ؟! ، إن سألوني عنها ماذا سأجيب؟! وإن أعلنتُ انفصالي عنها ماذا سيكون السبب ؟!
أمضى تلك الليلة ساهراً حائراً في أمره ، مما جعله يذهب إلى العمل في صباح اليوم التالي منهار القوى ، ليكمل العمل الذي بدأ به قبل شجارهما ، وهو تصميم مزرعة فريدة من نوعها لرجل أعمال مهم .
مضت أياماً لم يكف عن الاتصال بها في الليل والنهار ، إلى أن اتصلت به وقالت له :
-لقد سامحتك ، وببعدي عنك أيقنت أني لن أستطيع الحياة بدونك ، فأنت عندي أغلى من كل شيء .
-حبيبتي وأنتِ كذلك .
-في الغد ، سنقيم أنا ووالداي احتفالاً بالذكرى العشرين لتأسيس شركتنا ودعونا إلى الحفل كل رجال الأعمال والمستثمرين وأهم مسؤولي الدولة ، ولأنَّ أبي كان يود تعيينك بها مديراً تنفيذياً ، فأنا أدعوك للحفلة ، وأود أن يعلن والدي أمام الجميع خبر تعيينك تعبيراً عن اعتذاره منك عن إهانته لك عندما زرتنا ، وأريد منك أن تتأخر قليلاً كي يصل الجميع وتلفت الأنظار بقدومك.
حلَّق قلبه من الفرح وهو يقول :
-أشكركِ عزيزتي، أحبكِ كثيراً ، إلى اللقاء
لم يصدق ما سمعت أذناه من الفرحة مما جعله ينام من أول الليل كي يستيقظ بنشاط وحيوية.
وعند حلول موعد الاحتفال تأخر قليلاً كما طلبت منه ، ثم ذهب بكامل أناقته لمنزل والدها وهو يمشي كطائر الطاووس عريض المنكبين .
كانت زوجته تنتظره عند الباب مما جعله يحلق فرحاً ، خاصة عندما أمسكت بيده أمام الجميع ووقفا في المقدمة وقالت بصوت هادئ رقيق :
-يشرفنا حضوركم جميعاً ، فهذه الحفلة لم تكتمل لو لا وجودكم بها ، فأنتم من أنرتم المكان لكن ومع الأسف بهذا المكان شخصاً قد جعل جزءً منه معتماً ، ويؤسفني أن أعرّفكم به .
ثم أشارت لزوجها وأكملت :
-زوجي ، يملك شهادة في الكذب والنفاق والخداع ، استطاع خداع زوجته الأولى والتي هي ابنة عمه بأنه ينجب ، ثم استطاع خداعي ، لأكتشف منذ أيام بأنه عقيم ، ولم يكتف بخداعي بل استمر على كذبه لآخر لحظة ، وبرأيي لا يجب أن تشعروا بأمان على مبانيكم ومزارعكم وقصوركم بين يديه.
كادت أن تتمزق جفونه من هول الصدمة مما جعله يهرول خارج المنزل بعينين مغرورقتين بالدموع .
في صباح اليوم التالي تلقى بلاغاً من المحكمة يفيد برفع زوجته دعوى قضائية ضده تطالبه بها بالتعويض المالي عن الأذى النفسي الذي سببه لها ، وبعد أن أردفت بالقضية تقرير الطبيب المختص الذي كشف تاريخ تحاليل القديمة التي أثبتت عقمه ، حكمت المحكمة لها بتعويض يعادل ثلاثة أرباع ما يملك بالإضافة إلى حصولها على الطلاق من الجلسة الأولى .
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية قصة وعبرة)