رواية الشيطان شاهين الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم ياسمين عزيز
رواية الشيطان شاهين الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم ياسمين عزيز
رواية الشيطان شاهين البارت الثاني والعشرون
رواية الشيطان شاهين الجزء الثاني والعشرون
رواية الشيطان شاهين الحلقة الثانية والعشرون
طوال الطريق لم تتوقف هبة عن البكاء
و هي تتذكر نظرات والدها القاسية
و كأنها أجرمت في حقه…
آخر كلماته مازالت ترن في أذنيها
عندما دخل عليها غرفتها بعد عقد
قرانها ليقول لها بكل قسوة و جمود
:” بعد اللي إنت عملتيه داه إنسي
إن ليكي عيلة و إحنا كمان حنعتبرك
ميتة و لما يزهق منك إبن الذوات
اللي برا داه و يرميكي إوعي
ترجعي هنا عشان ساعتها مش حتردد إني أقتلك…”.
ضمها عمر الذي كان يجلس إلى جانبها في الكرسي
الخلفي لسيارة شاهين إلى أحضانه
و هو يربت على كتفها بحنان هامسا لها
بكلمات مطمئنة عله يخفف عنها بعضا من
ألمها الذي تشعر به….
عبرت السيارة البوابة الكبيرة لفيلا شاهين
فهو قد إتفق مع عمر علي مكوث هبة في
فيلته عدة أيام قبل إقامة الزفاف…
توقفت أمام الباب الرئيسي للفيلا
ليسارع عمر بفتح الباب الذي بجانبه
و يترجل للجهة الأخرى من السيارة
ليفتح الباب و يساعد هبة على الخروج….
إستندت عليه لتخرج بصعوبة و الدموع
التي تغشى عينيها تجعلها غير قادرة
على رؤية أي شيئ أمامها….
ساعدها عمر لصعود الدرج الداخلي
ليتجه بها إلى إحدى الغرف…
راقبهما شاهين و قد إرتسمت
على ثغره إبتسامة ساخرة ليتمتم:”إيه المسلسل الهندي داه…
مط جسده بكسل قبل أن يتجه إلى الحديقة باحثا عن والدته للاطمئنان عليها.
فتح عمر باب الغرفة لتدخل هبه قبله ثم يتبعها هو و يغلق الباب ورائها…
أجلسها برفق على السرير ثم جلس
بجانبها و هو يحتضنها داخل صدره بقوة
مقبلا فروة رأسها لتتمسك به هبة أكثر
و هي تجهش ببكاء مرير…
مرر عمر يده على كتفها و ظهرها
بحنان ليشعرها بوجوده معها لتهمس
له هبه من بين شهقاتها بصوت متقطع:”عمر.. أرج…. وك متسبنيش… انا مليش غيرك دل…. وقتي”.
قبلها عمر مرة أخرى من أعلى جبينها
قبلة طويلة و هو يجيبها بهمس مماثل:” ششش إهدي و متفكريش في حاجة غير إني
أنا و إنت مع بعض….و إن انا بحبك أكثر من روحي يا بيبة”.
هبة ببكاء :”بابا طردني من البيت….
انا معادش ليا عيلة…. انا خسرتهم، خسرت كل حاجة عشان غلطت…. “.
قاطعها عمر بصرامة و هو يبعدها
عنه قليلا ليصبح وجهها مقابلا لوجهه :”أوعي تقولي كده.. إحنا مغلطناش في حاجة هو اللي
كان رافض حبنا من غير سبب مقنع…و كان عاوز يجوزك لواحد ثاني إحنا عملنا الصح
و تجوزنا على سنة الله و رسوله
و معملناش حاجة غلط فأوعي
تقولي الكلام داه مرة ثانية انا إخترتك
و إنت إخترتيني عشان بنحب بعض
و مفيش مخلوق في الدنيا دي حيقدر يفرقنا…. بكرة حيقتنع اكيد لما يلاقيكي مبسوطة
و سعيدة معايا…
يلا بقى إمسحي دموعك بلاش العينين
الحلوة دي تتأذي و انا حنزل أجيبلك حاجة تاكليها عشان تنامي شوية و ترتاحي….”.ختم كلامه و هو يمسح وجهها برقةشديدة من الدموع الذي كانت تغرقه و يتفرس ملامح وجهها الجميلة رغم ذبولها…أغلقت هبة عينيها لتشعر بلمساته
الحانية على وجهها تتغلغل داخل روحها لتداوي ندوب قلبها التي سببتها قسوة والدها منذ سنوات ….كتمت أنفاسها عندما شعرت بشفتيه
الرطبتين تلتصقان بشفتيها لتأخذهمافي قبلة طويلة متلهفة جعلتها تحلق حرفيا فوق السحاب…غاب الزمان و المكان من حولهما وهما يغتنمان هذه اللحظات المسروقةالتي جعلتهما ينسيان واقعهما الأليم.سحب عمر شفتيه مبتعدا عن خاصتي
هبة بصعوبة محاولا التحكم في أنفاسه اللاهثة لينظر إلى حبيبته
التي لم يكن حالها أفضل منه بوجهها
المحمر كحبة فروالة ناضجة و شفتيها
.
المنتفختين بإغراء محبب يحثانه على
العودة و أخذهما في قبلة أطول و أعمق…
حاوط عمر وجهها بيديه ثم تحدث
أخيرا بصوت أجش مشبع بالرغبة:”فرحنا حيكون الخميس اللي جاي…الايام القليلة دي حتمر عليا سنين عشان مش قادر أصبر….
إبتسمت هبة بخجل و هي تدفن وجهها
بصدره و دقات قلبها المتسارعة خير
دليل على كمية المشاعر المختلطة التي
تسيطر على عقلها و قلبها…أول قبلة
لها مع فارس أحلامها الغائب الذي
أمضت سنين حياتها و هي غارقة في
حبه المستحيل حتى جاء ذالك اليوم
الذي عاد فيه لينتشلها من حياتها البائسة
و يعوضها عن كل لحظة حزن و ألم عاشتها بعيدا عنه…
طال سكونها في أحضانه لترتسم إبتسامة
. شقية على شفتي عمر الذي كان يشعر..
بما تمر به محبوبته لكنه أراد أن يشاكسها قليلا
عندما قال بشقاوة :”هبة إنت نمتي يا حبيبتي…. طب إوعي تعيطي تاني لحسن تبوزيلي
القميص…داه غالي و انا راجل على وش جواز و بحوش…”.
دفعته هبة برفق و هي تجيبه بغيظ :”إوعي كده… يا بخيل…
عمر بمرح بعد خطف قبلة سريعة من شفتيها :” حنزل أجييلك أكل و هدوم عشان تغيري هدومك
و ترتاحي شوية… و بحذرك لو لقيتك
بتعيطي حكمل اللي كنت بعمله من
شوية و مش حستني ليوم الخميس….
رمقته هبة بدهشة على جرأته رغم
خجلها منه في هذه اللحظات إلا
أنها لم تستطع إخفاء دهشتها من تصرفاته الجديدة…
__________________________
فتح شاهين باب غرفته بهدوء ثم
دلف بخطوات غير مسموعه…جال
بعينيه داخل الغرفة ذات الاضواء
الخافتة ليبتسم بخبث عندما لمح
كاميليا مستلقية على السرير و تغط
في نوم عميق… إقترب منها بهدوء
ليتأمل ملامحها الفاتنة قبل أن
يسحب جسده بصعوبة باتجاه الحمام…. خرج بعد دقائق يرتدي بنطالا قطنيا أسود اللون
و منشفة صغيرة على رقبته…
وضع المنشفة على الاريكة بهدوء
حتى لا يصدر صوتا يجعلها تستيقظ، صعد فوق السرير ليمدد بجانبها ثم يجذبها بخفة
ليصبح نصف جسدها فوقه…
تململت كاميليا في نومها بعد أن شعرت
بتغير ملمس الفراش تحتها لكنها لم
تستيقظ ليزفر شاهين بحنق متمتما:”إمتى حتبطل تاخذ الأدوية الزفت دي..
إنحنى قليلا ليطبع قبلة سريعة على
وجنتها لكنها لم تكن كافية بل زادت
من إشتعال النار داخله ليتبعها بقبلات
أخرى على رقبتها و عنقها مستنشقا
رائحتها المسكرة التي ألهبت حواسه
لتتسارع أنفاسه الساخنة على بشرتها الناعمة
و باتت رغبته تسيطر على جسده
أنًت كاميليا بصوت خافت تعبيرا عن
إنزعاجها غير واعية بذلك الذي جن
جنونه يكاد يفقد السيطرة على آخر
ذرة من ذرات عقله…كيف تغير حاله
إلى هذه الدرجة، قلبه الميت بدأ
يحيا من جديد على يدي هذه الصغيرة
التي أصبح لا يجد راحته سوى في أحضانها…. وهو البارد القاسي الذي أسقاها من عذابه
كؤوسا بات يسعى إلى وصالها ليلا نهارا…
فتحت عينيها و هي تشعر بشيئ رطب
يجوب وجهها و عنقها لتجده هو….
تراجعت إلى الخلف و هي تدفعه بيدها
على صدره العاري بحركة دفاعية لكن
ذراعه الأخرى طوقتها من ظهرها
و قربت جسدها منه أكثر ….تمتمت برعب بعد أن وعت بفعلتها :”أنا آسفة…. مكنش قصدي…
شفتيها كانتا ترتعشان بخوف و عينيها
تلتمعان بدموعها التي كانت على وشك
الأنهمار.. كم كانت خائفة منه و بشدة
فمجيئه بهذه الطريقة يعني فقط شيئا واحدا و هو عقاب جديد…
تمالكت كاميليا نفسها بصعوبة لتجد
حلا فوريا يساعدها على التخلص من براثنه… الخوف و الاستسلام ليسا حلا إذا أرادت
ان تنجو منه، فجأة تذكرت كلمات
فتحية في الصباح عندما أخبرتها
بضرورة بإستعمال الأسلحة القديمة لأي إمرأة…
. الاغراء و الدموع.
عضت وجنتيها من الداخل بخجل
على هذه الفكرة الجريئة التي لم
تكن تتخيل يوما أنها سوف تلتجئ لها خاصة مع ملك الجليد زوجها…
كيف ستغريه و هي لا تستطيع حتى
التنفس بحرية عندما يكون بقربها.. يجب أن تجرب، لا ضرر من تجربة شيئ جديد حتى
و لو كانت نهايته الحتمية هو تعرضها لعقابه….
تسمر شاهين مكانه من هول المفاجأة عندما
إندفعت كاميليا بجسدها داخل
أحضانه مطوقة رقبته بذراعيها الصغيرتين و هي تجهش ببكاء مصطنع…
متمتمة بين شهقاتها بصوت متقطع
بصعوبة فهمه:” انا… انا اااسفففة.. اااسفة ممش قصد”.
إستدرك شاهين نفسه ليربت على ظهرها بحركات لطيفة غير متوقعة منه و هو لايزال
غير مستوعب لما تفعله…
أبعدها عنه بصعوبة بسبب تشبثها به و
رفضها تركه مخافة مواجهة ردة فعله… إرتخت ذراعاها تدريجيا و هدأ خوفها قليلا
لترفع عينيها الدامعتين بتردد
ترمقه بنظرات مستعطفة كجرو صغير أتلف غرضا ثمينا لصاحبه…
أخفى إرتباكه ببراعة و هو لا يكاد
يصدق ما يحصل معه هل شاهين الألفي
من يرتبك من نظرات أنثى بعد كل تجاربها التي لا تحصى و لا تعد مع النساء…
نظر إلى عيناها الزرقاء بتمعن قبل أن
يزفر بغضب من نفسه فما كان يخشاه
منذ سنوات و حاول بشتى الطرق تجنبه قد حصل…ان يضعف أمام إمرأة من جديد…
دفعها بلطف مرة أخرى من جديد لتتمدد
على الفراش ثم مد يده ليجذب الغطاء
و يدثرها به و هو يتحاشى بصعوبة النظر إليها….
إلتفت إلى الجهة الأخرى إستعدادا
المغادرة لكن يدها الرقيقة التي حطت
فوق كتفيه فجأة منعته لتصلب مكانه
خاصة بعد أن سمع صوتها الرقيق و هي تسأله بارتباك:”إنت زعلت مني…
كان صوتها ناعما مرتعشا كسنفونية
موسيقية حزينة ود لو انه باستطاعته..
الاستدارة إليها و أخذها في أحضانه
و طمئنتها بأن لا علاقة لها بما يشعر به من تخبط و ضياع …هل يتبع قلبه مرة أخرى و
يستسلم لمشاعر الحب ام يستمع
إلى صوت عقله الذي يحذر من جديد من الوقوع في الفخ.
قفز من فوق السرير كمن لدغه عقرب
و هو يتمتم بصوت حاد :”كملي نومك…انا حطلع أطمن على عمر”….
دخل غرفة الملابس ليلتقط قميصا
مماثلا للون البنطال ثم خرج دون أن يلتفت إليها….
تبعته كاميليا بعينيها و هو يغلق باب
الغرفة وراءه لتردد بانتصار و هي تعقد قبضتيها على شكل لكمة و ترفع ذراعيها إلى الأعلى :”yes, yes, yes
مسحت دموعها و هي ترسم إبتسامة مرحة
على وجهها قبل أن تذكر آخر كلامه لتتمتم :” عمر عمر داه؟ يكونش عمر بتاع هبة…. انا أنزل اشوف فتحية إذاعة الفيلا اكيد عندها آخر الأخبار ؟؟
تعثرت بالاغطية لتقع على السرير مرة
أخرى لتضم شفتيها بحنق لذيذ ثم نهضت مرة أخرى متجهة إلى الاسفل وهي تمشي على
أطراف أصابها.
وصلت إلى المطبخ لتجد فتحية و
زينب تجلسان حول الطاولة تعدان أطباق السلطة للعشاء فيما كانت خديجة بجانب الموقد.
ضيقت عينيها بطريقة شبيهة
للمخبرين قبل أن تقترب من الفتاتين التين كانتا تتهامسان بخفوت….
جلست على الكرسي بجانبهما فجأة
لتتصرخا بفزع من رؤيتها.
زينب و هي تضع يدها على قلبها:”إيه يا كاميليا هانم
خضيتينا في إيه جاية تتسحبي زي الحرامية…”.
مدت كاميليا يدها لتأخذ قطعة طماطم
و تأكلها و هي تتكلم:”كملوا كلامكم يلا….
تظاهرت فتحية بالانشغال بعملها و
هي تجيبها بتلعثم:” كلام إيه يا هانم إحنا مكناش بنقول حاجة
كنا بنتكلم على العشا بس….
همهمت كاميليا بعدم إقتناع و هي
توجه نحوهما السكين بطريقة مسرحية :”إيه حكاية الضيوف اللي كنتوا بتتكلموا عليهم دول….
حاولت الفتاتين التملص من سؤالها
لكنها كانت مصرة حتى تعرف.
فتحية بيأس:” داه البشمهندس عمر صاحب
شاهين بيه بيقولوا جايب معاه بنت كده….الظاهر إنها مهمة جدا بالنسبة له عشان نزل
خدلها الاكل و كمان شنطة هدومها الظاهر إنها حتطول هنا….
وضعت كاميليا السكين على الطاولة
ثم إنحنت بجسدها لتصل إليهما و هي
تضع ساقها على الكرسي ثم قالت:”حتطول هنا؟؟؟ طب إنتم مش عارفين إسمها إيه و شكلها إزاي… ؟؟
زينب بنفي:لا يا هانم محدش شاف
وشها أصل عمر بيه كان حاصنها جامد و مغطي شكلها كله…..
حكت كاميليا رأسها بتفكير و قد شغلها
معرفة هوية هذه الفتاة التي أحضرها حبيب صديقتها إلى الفيلا…
قاطع إجتماعهم المهم دخول شاهين
المطبخ كثور هائج…عيناه حمراء بغضب و هو يجوب المطبخ يبحث عن شيئ ما..
وقفت الفتيات بفزع من أماكنهن ليقفن
مكانهن و هن يحنين رؤوسهن بطاعة….
كانت كاميليا متسمرة في مكانها على الكرسي
و هي تشاهد ما سيحصل بعينين
فزعتين و هي تتسائل عن سبب غضبه المفاجئ
فهي منذ دقائق قد تركته بمزاج جيد….
رمق شاهين فتحية بنظرات قاتلة قبل
أن يشير إليها بإصبعه قائلا بغطرسة:”إنت… ورايا على المكتب….
حول نظراته إلى كاميليا التي كانت تحدق
بعينيها كالبلهاء ليشير إليها هي الأخرى :” و إنت إطلعي فوق…
اومأت له برأسها عدة مرات قبل أن تقفز من
الكرسي بخفة و تتوجه إلى الخارج هربا منه….
داخل المكتب…
دخلت فتحية المكتب بخطوات متعثرة و
قلبها يكاد يسقط مكانه من شدة الرعب….
طوال الطريق من المطبخ إلى المكتب
و هي تتسائل مالذي فعلته حتى تثير غضبه
بهذا الشكل… فتحت الباب و دخلت ثم أغلقته ورائها.
و هي ترفع رأيها ببطء تبحث عن رب عملها
بخفية، صرخت بقوة ثم إنحنت برأسها بسرعة بعد
أن تفاجأت بشيئ أسود يطير ناحيتها ليترتطم
بالحائط و يسقط أرضا ليتهشم إلى مئات القطع..
دققت النظر لتجد بقايا حاسوب مهشم
كان قد رماه شاهين ناحيتها في إحدى نوبات غضبه…
و هو يصرخ :”انا كام مرة نبهت عليكي
عشان تمسكي لسانك و تبطلي كلام في اللي ملكيش
فيه ها…..
كام مرة قالها بصياح أعلى ثم أكمل… بقى حتة خدامة زيك حتدخل نفسها في شؤون أسيادها”.
إنكمشت فتحية على نفسها خوفا من هيئته
المرعبة قبل أن تتمتم برجاء :”يا بيه…. انا مش فاهمة إنت بتتكلم على إيه”.
ضرب شاهين سطح مكتبه لتصمت
فتحية و هي تراقب ما يفعله بصمت عندما فتح الدرج و جذب حاسوبا آخر ليفتحه
و يضرب
أزراره عدة مرات قبل أن يوجهه لها لتظهر صورتها مع كاميليا تتحدثان صباحا….
شهقت المسكينة بفزع بعد أن فهمت
ما يرمي إليه لتبدأ بتلاوة الشهادتين في سرها.
ابعد الجهاز من أمامه ثم جلس و
.
هو يأخذ عدة أنفاس متلاحقة قبل
أن يردف بسخرية:”بقى إنت بتنصحي مراتي إنها تغريني عشان توصل للي هي عاوزاه و تتحكم فيا…
قاطعته فتحية و هي تنفي برأسها بخوف:” لا يا بيه مش قصد…
إخرسي “صرخ بها و هو يكمل كلامه
بهدوء :” مممممم بس تعرفي عجبتني الفكرة…فتحية هو إنت بقالك أد إيه بتشتغلي هنا؟؟؟
:”خمس س… سنين يا بيه “.
أجابته و هي تبتلع ريقها بصعوبة….
:” خمس سنين طب كويس… يعني عارفة إني بعاقب أي حد يغلط فيا…..
قالها ببرود و هو يقلب بعض الأوراق في يديه…
يا بيه و الله مش قصدي إحنا بس كنا بندردش….. و الله مكانش قصدي حاجة
أجابته بتلعثم…
نظر لها قليلا قبل أن يتكلم و هو يستدير من حول المكتب و يجلس على الاريكة بأريحية….
:”و إنت بقى مين عشان تدردشي مع
الهانم ها… إنت بتشتغلي هتا يعني
مهمتك تعملي شغلك و بس مش تقعدي
. تدردشي…. و على فكرة دي مش
أول مرة و انا نبهت عليكي كثير بس إنت الظاهر من النوع اللي بيفهم بالكلام….
إنحنت فتحية تحت قدميه و هي
تشهق بالبكاء و تستعطفه:” ارجوك يا بيه و سامحني المرة دي آخر مرة…
أشار لها بأن تقف…لتبتعد فتحية و
هي ترجو داخلها ان يسامحها فهي ضعيفة و غير قادرة على مجابهة غضبه….
أشعل شاهين إحدى سجائره الفاخرة ثم
بدأ بتدخينها بتلذذ…. تحت أنظار فتحية التي كانت تقف مكانها بصعوبة يكاد يغمى عليها من الخوف…..
نظر إليها أخيرا برهة من الزمن و كأنه يفكر في شيئ ما قبل أن يتحدث :” عاوزاني أسامحك و أديكي فرصة ثانية……
اومأت له الأخرى و هي تمسح دموعها بيديها… ليتابع :” يبقى تعملي كل اللي بقلك عليه بالحرف الواحد…. و إياكي تغلطي او تنسي كلمة من اللي انا حقلك عليه….
أشار لها بسبابته بتحذير و هو يقف من مكانه مكملا :”و متنسيش إننا حكون بتفرج عليكي.. يعني حبقى عارف كل اللي إنت بتعمليه… “.
اومأت المسكينة بطاعة مرة أخرى و هي لاتكاد تصدق نجاتها…. حمدت الله في سرها قبل أن تستعيد تركيزها لتفهم ما يقوله لها.
_____________________
في الغرفة الأخرى…
إستلقت هبة بتعب على السرير
و هي تسترجع أحداث اليوم الصعب الذي مر عليها لتنهمر دموعها بصمت… إنتبهت لدخول
عمر الذي توجه مباشرة إلى الخزانة الكبيرة ليخرج بعض من ملابسه…
مسحت هبه دموعها بسرعة ثم تنحنحت
حتى ينتبه لها و بالفعل ترك عمر الملابس من يده ثم إلتفت إليها و علي وجهه إبتسامة مرحة
ليقول :”إنت لسه صاحية؟؟ إفتكرتك نمتي…
تجلست هبة مكانها و هي تضع يدها على رأسها بألم قائلة :” عندي صداع و مقدرتش أنام…
سارع إليها عمر و هو يتفحصها بلهفة…
وضع يده على جبينها ليتأكد من
حرارتها قبل أن يقول بنبرة عتاب:”مفيش حرارة الحمد لله…مصدعة عشان عيطتي كثير انا حجيبلك مسكن
و حتبقي كويسة “.
أمسكته هبة من يده تمنعه من الوقوف و
هي تقول بصوت ضعيف من الالم :” مفيش داعي مش بحب الأدوية.. شوية و الصداع حيروح لوحده”.
ضمها عمر إليه و هو يهمس:”متقلقنيش
عليكي يا حبيبتي.. إنت مش عارفة انا ببقى عامل إزاي و انا شايفك حزينة كده.. انا لسه لحد
دلوقتي بلوم نفسي إني سكتت و معملتش حاجة لما ابوكي مد إيده عليكي و ضربك..و نادم
كمان عشان مخطفتكيش من زمان من سبع سنين… انا كل مرة بقعد لوحدي و بفكر في العذاب
اللي إنت عشتيه بسببي بكره نفسي…و دلوقتي عاوز
أعمل كل حاجة عشان اكفر عن ذنبي داه… ”
رفعت هبة عينيها الدامعتين نحوه ترمقه
بنظرات خائفة و هي تقول :” يعني إنت
تجوزتني عشان كده عشان حاسس بالذنب.. ”
فلتت من بين شفتيه ضحكة مرحة على
مظهرها الطفولي بوجهها الأحمر و عينيها الدامعتين
و هي تنظر له بوداعة هكذا ليمسك عمر نفسه بصعوبة على إلتهامها….
:”انا تجوزتك عشان بحبك…و محبتش
غيرك في حياتي لا قبلك و لا بعدك…المعلومة
دي خزنيها كويس في دماغك الحلوة دي
و حتى لو مخزنتيهاش انا حفضل اقولهالك
على طول….و إفهمي إن انا دلوقتي اسعد راجل في الدنيا عشان بقيتي مراتي و في حضني….
نظر لها و هو يلاعب حاجبيه بتسلية لتنزل
هبة رأسها بخجل…قهقه عمر بخفة و هو يحتضنها
بقوة غير مصدق لوجودها معه…
تنهد طويلا قبل أن يباشر في الحديث و هو
مازال يحتفظ بها بين أحضانه :”عارفة الأوضة
دي بتاعتي…لما بتضايق من البيت أو اتشد في
الشغل مع شاهين ببات هنا…كنت بحلم بيكي
كل ليلة و انت معايا و في حضني…و بتخيلك بتحكيلي عملتي إيه في المدرسة”.
نظر لها قليلا ثم إستأنف حديثه مجددا:”عارفة انا
اللي السنة اللي فاتت كنت فاكرك لسه في المدرسة “.
إبتسمت هبة ثم إبتعدت عنه قليلا قائلة:” طيب ليه
مدورتش عليا قبل كده… يعني اقصد انه لو
متقابلناش صدفة هنا انت مكنتش حتلاقيني….
عمر بنفي:”انا رجعت مصر بقالي شهور قليلة بس
كنت ناوي فعلا ادور عليكي و في نفس الوقت كنت
متردد كنت خايف الاقيكي تجوزتي…مكنتش حتقبل
داه بس لما لقيتك وعدت نفسي إني مش حسيبك
ثاني مهما حصل… هبة أنا زمان سيبتك عشان كنتي
صغيرة و في فترة مراهقة و مكنتيش واعية و
متأكدة من حبك ليا و انا كنت خايف اكون بظلمك
معايا…بس خلاص دلوقتي خلينا ننسى كل اللي فات
و نفتكر بس إننا و إنت مع بعض و بإذن الله كل المشاكل حتتحل “.
______________________________
تربعت كامليا فوق الفراش و هي تقضم أصابعها من
شدة التوتر… تمتمت بخوف و هي تتخيل حالة
فتحية اما ذلك الشيطان :” يا لهوي..داه مش بعيد
يقتلها بس هي… هي عملت إيه أنا مش فاهمة…. لالا
اكيد لسانها المتبري منها هو السبب، مبتعرفش
تسكت و يمكن سمعها و هي بتتكلم في حاجة…
يوووه انا حطق هنا عاوزة أعرف…
إبتلعت ريقها بصعوبه و هي تعتدل في جلستها بعد
أن سمعت صوت باب الغرفة يفتح….
اطل من ورائه شاهين بهيبته المعتادة التي تلقي في
نفسها الذعر، لمحت إبتسامته المخيفة مرتسمة على
شفتيه اللعوبتين لتشعر بوجود خطب ما جلس على
حافة السرير قريبا منها و هو مازال ينظر لها بنظرات
غامضة،شعرت به يتفحص جسدها بوقاحة لتنكمش
كامليا على نفسها و هي تتراجع إلى الخلف ببطئ
ظنا من انه لن يشعر بها….
أشار لها بكفه ان تتوقف عن التحرك و هو يقول
بصوت حازم:”يعني كنتي بتنفذي تعليمات الخدامة
و بتحاولي تغريني….
شهقت كاميليا غير مصدقة لما تسمعه منه.. يا إلهي
هل يوجد شيئ لا يعلمه هذا الرجل… نفت برأسها و
قد بدأت الدموع تتجمع في عينيها و هي تحدق به، كانت عينيه تلمعان بوميض حزن سرعان ما أخفاه
لتيحدث من جديد متجاهلا فزعها :” طيب مكملتيش
ليه داه انا حتى… قربت اصدقك و أصدق دموع التماسيح بتاعتك”.
إندفعت كاميليا قائلة تنفي إتهاماته :”الحكاية مش كده صدقني… أما بس كنت خايفة منك…
شاهين بعدم تصديق :” طيب…أدخلي الأوضة
حتلاقي فستان فوق الكرسي إلبسيه و تعالي… “.
بعد نصف ساعة داخل غرفة الملابس وقفت كاميليا
مقابل المرآة الكبيرة تطالع نفسها بتقزز من هيأتها
المختلفة…. شعرت بغصة في حلقها و هي تشعر
بضعفها و عجزها للمرة الالف و هي تنفذ أوامره كجارية…
أولم يقل لها من قبل انها هنا فقط لتلبية رغباته.
إكتفت بوضع ملمع شفاه على شفتيها ثم إستدارت لتجد شاهين يقف مستندا على باب الغرفة ينظر لها بذهول.
غمغم بعدة كلمات خافتة قبل أن يتقدم نحوها و
عيناه تتفرسان تفاصيلها بإعجاب.
بدت رائعة، مثيرة بل فتنة تمشي على وجه الارض
حتى أنه لم يستطع إزاحة عينيه من عليها و لو
لحظة.
حورية نزلت إليه من السماء لم يتوقع ان تكون بهذا الجمال و هو يختار لها الفستان الذي صمم لها
خصيصا…
بلونه الأزرق الناعم المائل إلى البنفسجي الخفيف
إنسدل على جسدها ليرسم منحنياته بإغراء….
تصميمه العاري من أعلى ليبين كامل ذراعيها و عنقها
و جزء من صدرها و بفتحة طويلة على ساقها لتبرز جمال ساقيها البيضاوتين….
إنحنى ليلثم عنقها بنعومة قبل أن يبتعد عنه قليلا
ليتأمل جمالها الذي أظهره هذا الثوب بسخاء.
أحاط وجهها بكفيه حتى إختلطت أنفاسها الخائفة
بأنفاسه الراغبة ليهمس بصوت ثقيل :”كل الجمال داه ليا لوحدي…ملاكي”.
أنزل يده اليمنى إلى خصرها لتطوقه و يجذبها نحوه بتملك لي بق على شفتيها بقبلة عنيفة مؤلمة كادت ان تفقد كاميليا أنفاسها ليبتعد عنها و هو يسند جسدها المرتخي قائلا بهمس محذر:”مش حسمح لحد انه يشوف جمالك داه غيري و لا حسمحلك إنك تبصي لحد غيري.. إنت بتاعتي أنا و ملكي أنا لوحدي”.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الشيطان شاهين)