رواية أولاد الجبالي 3 الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم شيماء سعيد
رواية أولاد الجبالي 3 الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم شيماء سعيد
رواية أولاد الجبالي 3 البارت السادس والثلاثون
رواية أولاد الجبالي 3 الجزء السادس والثلاثون
رواية أولاد الجبالي 3 الحلقة السادسة والثلاثون
أحمــــــل عنـــــي عشـــــــــــقك فقد أشقاني
زاد شوقي وحنيني وفاق الهوى وزاد أنيني
إن كنت قدري فلا أبالي وأقول للأيام زيديني
وإن كنت حلمي الذي ضاع فمن بربك ينجيني
كم من حبيب ألقاه بين ناسي وأنا لن أعشق سواك ..
*****
أستندت مرام برأسها على مقعد السيارة بجانب براء بعد أن شعرت بوهن أصاب جسدها ولم تعد تستطيع التركيز .
ولكنها حاولت التحدث : أسفة تعبتك معايا وعطلتك .
بس حقيقى تعبانة ، أنا أول مرة أتعب كده فى حياتى .
براء بمكر : لا مفيش تعب ولا تعطيل ، أنا تحت أمرك .
وألف سلامة عليكى إن شاء الله تخفى وتبقى زى الفل .
فلمعت عين مرام بالدموع وتحشرج صوتها وسمع لها براء أنين خافت وقالت بقهر وحزن : أخف !!
_ تصور إنى أتفجئت النهاردة إنى عندى ورم فى المعدة والدكتور عشان يريحنى بيقول ممكن يكون ورم حميد ، بس هو عارف ومتأكد إنه سرطان .
يعنى أنا كده انتهيت بدرى بدرى .
اتسعت عين براء بصدمة ولم يشعر لما لاح فى عينيه لمحة حزن من أجلها رغم ما فعلته معه من إيذاء ولكن هو فى النهاية إنسان يتألم بتألم غيره .
ولكن مازال قلبه مشتعل غضبا نحوها وود لو اعتدى عليها ضربا لتعترف بما فعلت به ليتبرىء أمام الناس وخصوصا زاد ..
ولكنه أثر الصبر حتى يحصل منها على الإعتراف طواعية وليس بإجبار ..
ثم رن هاتف مرام وكانت مكالمة من فريد فزفرت بضيق ولاحظ براء غضبها ثم استجابت له بقولها بحنق : عايز إيه فريد ؟
فضيق فريد حاجبيه وسئلها : ايه مالك يا مرمر داخلة جامدة كده !!
ده جزاتى اللى بتصل بيكى عشان أقولك وحشتينى وعايز أشوفك .
فضحكت مرام ساخرة : لا قلبك حنين أوى .
_ أنت مفيش فى دماغك غير حاجة واحدة ، بس أنا تعبت يا فريد حتى جسمى تعب ولسه راجعة من عند الدكتور ومش هقدر .
فزفر فريد بضيق : تعبانة هو ده وقته .
_ كده طيب هكلمك كمان يومين تكونى خفيتى ، بس مطوليش ها .
سلام يا حلوة .
ثم أغلق الخط فى وجهها ، لتبكى هى بمرارة ثم قالت بضيق : حيو…ان .
واستطردت بقولها : ده حتى مهنش عليه يقولى سلامتك ولا حتى هاجى أطمن عليكى .
فتعجب براء من أسلوبها وبكاؤها لإنها هى من صنعت لنفسها ذلك الطريق فلما تبكى الأن !!
ثم حاول أن يخرج منها بكلمات فسئلها : هو خطيب حضرتك اللى كان بيكلمك ده ؟
معلش هو أكيد مش حاسس إنك تعبانة اوى للدرجة ويمكن فاكر بتدلعى ولا حاجة .
فسخرت مرام : بدلع !!
_ ده أنا بكرهه وبكره اليوم اللى عرفته فيه .
فحمحم براء بإندهاش وقال : للدرجاتى طيب خلاص فركشى وربنا يعوضك بالأحسن .
فضحكت مرام : بالأحسن ، أنا مقابلتش حد كويس خالص فى حياتى ثم صمتت لحظة وتابعت : غير واحد بس حبيته من كل قلبى .
براء بترقب : وحصل ايه ؟
مرام بحزن : كان حب للأسف من طرف واحد ، أنا حبيته اوى بس هو محبنيش فاتفرقنا .
شعر براء أنها تتحدث عنه فتابع : يمكن النصيب يجمعك بيه تانى ..
تنهدت مرام : ياريت بس ما أظنش لانه خلاص بقا ليه عيلة زوجة وأكيد خلف كمان ، لكن أنا عمرى ما نسيته وأظن مش هقابل حد زييه بس انا زعلانة منه لأنه جرحنى اوى ، وانا برده من زعلى جرحته بس غصب عنى .
لو كان يحس بكل الحب اللى فى قلبى ناحيته مكنش عمل معايا كده .
فتوتر براء وأردف : يمكن كان ليه عذر برده ،متعرفيش الظروف .
مرام : ايوه عارفة ظروفه بس هو كـ.سر قلبى من غير اى رحمة .
ثم بكت مرة أخرى بمرارة مزقت قلب براء ، فحدث نفسه : ايه مالك صعبانة عليك ولا ايه !!
ميصعبش عليك غالى يا اخويا ، دى دموع التماسيح يا براء متصدقهاش.
فصمت ولم يتحدث معها فى شىء ، حتى وجدها تتابع الحديث معه .
_ تفتكر يا باشمهندس انا لو حولت أغير من نفسى وألبس حجاب وواسع وتغير حياتى كلها ، ممكن اللى بحبه يغير فكرته عنى ويحبنى ولا برده عمرى ما هكون فى باله ابدا .
تنهد براء بتيه وأجابها على قدر معرفته : أولا لو عايزة تغيرى من حالك يبقا لازم تكونى نيتك خالصة لله مش عشان حد عشان تتقبل منك .
ثم إستطرد بوضوح :
_ وكمان أنتِ قولتى هو اتجوز واخلف يعنى خلاص بقا ليه حياة تانية ودخولك فى حياته هيبوظها ومراته مش هتقبل ده ، فليه تكونى سبب فى تعاسته .
أظن اللى يحب حد يتمنى ليه السعادة مش هيهدم حياته .
فبكت مرام مجددا وتابعت : ومين يدينى أنا السعادة ولو ليوم واحد وبعدها حتى أموت .
لإنى خايفة اموت وأنا كده .
براء : مش يمكن ربنا يديكى جزاء على توبتك ورجعوك ليه ، شخص هدية يحبك ويخليكِ حتى تنسى اللى كنتِ بتحبيه .
فخرجت منها تنهيدة حارة كانت كفيلة بإمداد براء بحرارة سرت فى أطرافه مرددة : محدش يقدر ينسى أول دقة خرجت من قلبه ولا رعشة إيدى وانا بلمسه ولا لمعة عينيه وانا بكلمه ولا حتى نفسه وهو جمبى .
حتى نرفزته عليه كنت بحبها ، متعرفش قد ايه هو وحشنى اوى اوى .
وهنا انتفض براء وحدث نفسه : هو فيه ايه ، دى معقول مرام .
بس دوكها مكنش عندها إحساس اوى أكده .
_ دى كانت بهيمه مهتفهمش لا مؤاخذة .
ثم أشارت له مرام على الطريق : أيوه بعد سوبر ماركت السعادة العمارة اللى جمبه أوقف عندها .
ليجدها تمزح بقولها : ياريت كنت أقدر اشترى السعادة من السوبر ماركت ده بس للأسف .
ليتوقف براء أمام تلك البناية التى تقطن بها ثم ترجل من السيارة وفتح لها الباب ليساعدها على النزول وأمسك بيدها لتنزل ، فمدت يدها لها ، وتحاملت عليه ، فتوتر من شدة ضربات قلبها التى يكاد يسمعها .
فحاول الأبتعاد قليلا وقال : حضرتك ساكنة فى الدور الكام ؟
مرام : الخامس .
ياريت تكمل جميلك وتوصلنى لغاية الشقة وتحطنى بس على السرير عشان أنام مش قادرة خلاص أفتح عينى .
فابتسم براء بمكر وحدث نفسه : أكيد هتطلب بالمرة احكلها حدوتة لغاية ما تنام .
وجال إيه عايزة تتوب ، انا خابرها زين مش وش نضا.فة ، فيه وحدة أكده برده تطلب من راچل غريب يوصلها لغاية البيت وهى متعرفهوش .
ليستطرد بداعبة :
_ يلا انا شكلى أكده بقع من نقطة لدوحديرة ، ومش بعيد أطلع فوق اتفاجىء أن زاد موجودة ، عشان تبجا كملت ويجطعـ..ونى التنين جز.ل ولا سفـ……اح الجيزة ولا يعملونى شاور.ما عاد .
ليوصلها بالفعل براء إلى شقتها ثم فى حين غفلة منها فعل خاصية التسجيل لعله يأخذ منها أى كلمة تدل إنها هى مرام عصام وليست شاهندة .
تقدم براء معها إلى غرفة نومها وساعدها على النوم عليه ووضع وسادة وراء رأسها واستطرد : ها مرتاحة كده ؟
مرام : معلش ممكن ترفع المخدة شوية كمان .
فانحنى براء بجسده ليرفع لها الوسادة ، ليقترب وجه من وجهها كثيرا .
فوجدها قد مدت يدها وانتزعت منه تلك النظارة السوداء وأخذت تحدق النظر به كثيرا ، فارتبك وتراجع للوراء .
وحمحم بحرج : طيب قولى لو النضارة عجباكِ أدهالك ، مش تخطفيها كده عينى عينك .
لتنزل عليه الصاعـ.قة عندما تفوهت بقولها : أعمل ايه كانت وحشانى عينيك أوى اللى مخبيها منى دى يا سيادة المقدم..
ليتجمد براء مكانه وجحظت عيناه وحاول إخراج صوته من حنجرته بصعوبة فخرج مهتزا : مقدم مين أنا باشمهندس أنتِ التعب أثر على نفوخك ولا ايه !!
فضحكت مرام ضحكة ممزوجة بألم : التعب أثر على كل حاجة الا قلبى يا براء اللى حس بيك من أول ما لمست ايدى على السلم ، من ريحتك لما قربت منى .
_ من قلبى اللى قعد يدق من ساعة ما كنت جمبى .
_ من صوتك اللى مهما حولت تغيره ، أنا حفظته .
_ من نفسك اللى خارج من شفايفك وانت بتكلمنى .
_ياااااه يا براء ، أنت أصلك مش عارف أنا بحبك قد ايه .
_ هتقولى ما أنتِ ياما عرفتى قبلى وبعدى !!
_ هقولك بس محدش دخل قلبى غيرك ، أنت الحبيب الأول والأخير ، أنت ضى العين وروح الروح يا براء .
كم من حبيب ألقاه بين ناسي وأنا لن أعشق سواك ..
لمحتك في زحام العمر
فـاصبحت لي عمراً
و انت تعلم ان العمر لن يتكرر
أحبك : كلمه لا تحكى عما بداخلى لك ,,,
أفتقدك : هى بأختصار حكايه عشقى لك ,,,
أشتاق لك : هو نبض قلبى الذى يدق من أجلك,,,وان امطرت السماء رجالا… فلن يروى جفاف روحى عشقا غيرك ❤
فتنهد براء تنهيدة قوية خرجت من عظام صدره قائلا : ياااه للدرجاتى كنتِ عتحبينى يا مرام .
مرام : واكتر كل الكلمات فى قاموس العالم مش هتقدر تعبر عن حبى .
فحرك براء رأسه بقوة قائلا : بس لا مش عصدجك عشان محدش يحب حد ويأذيه زى ما أذتينى .
_ انتِ دمرتى حياتى كلها ، شغلى ومراتى وسمعتى بين الناس .
فبكت مرام بإنهيار وصرخت : غصب عنى ، انا كان قلبى قايد نار .
_أنت كسرت قلبى وخلتنى أبكى ليالى طويلة ولغاية دلوقتى ببكى بعد ما اكتشفت أن حبك تمثيلية ، وقتلت أبويا الراجل الوحيد ، الراجل الوحيد اللى حبه مكنش لمصلحة وكان بيخاف عليه ومن بعده الدنيا ضلمت فى وشى .
وكنت بتقطع كل افتكر قربك منها ونظرة الحب اللى فى عينيك ليها ، وأقول إشمعنا هى وانا لأ مع انى أنا أجمل وأغنى .
براء بحرج : دى مراتى يا مرام والحب ده شىء مش بإيدينا ، ملوش دعوة بشكل أو فقر وغنى .
حاجة بتاعة ربنا ، هو وحده رب القلوب .
مرام : مهو ممكن تكون حبتها هى عشان هى مؤدبة ومحجبة صح !!.
_ انا مستعدة حالا ألبس حجاب وانشاله تحبسنى فى اوضة مطلعش منها بس تحبنى يا براء وأشوف فى عينيك نظرة حب ولو حتى للحظة وحدة .
بلل براء شفتيه بلسانه بعدما ابتلع لعابه لعله يستطيع أن يبرر لها لما فعل هذا ثم إستطرد : الأمر مش كده خالص ، إنتِ فاهمة غلط والحب والمشاعر مش عشان حجاب أو غيره .
وكمان مع احترامى لمشاعرك ، انا راجل شرطة يا مرام فاهمة يعنى ايه ، يعنى كل اللى عملته كان واجب عليه عشان أحاول امنع السـ..م الهارى اللى كنتوا بتموتوا بيه شبابنا ..
أنتِ متخيلة كنتِ بتعملى ايه أنتِ وابوكِ !!
مرام : انا كنت بخليهم ينسوا الدنيا ويعيشوا عالم تانى .
براء : عالم وهمى دمر..وا بيه نفسهم وأهاليهم ، وسـ.رقوا وقـ..تلوا بسببه .
حركت مرام رأسها بإستنكار : انا مفكرتش فده كله ، انا كل اللى فكرت فيه أن إزاى اطلع من حياة الفقر اللى كنت عايشاها وبس ، حتى الطريق ده أنا مخترتهوش .
انا وقعت فيه مش بإرادتى ، يوم ما اتجوزت واحد فى سن أبويا كبير أوى ، عشان بس معاه قرشين ولما اتجوزته لقيته شغال فى الكار ده وأنا معترضتش لانى أنا معرفش أصلا الحلال والحرام متربتش عليه عشان اعرف إيه الصح وايه الغلط .
وكنت فرحانة بالأكل اللى أشكال وأنواع والفستاين اللى بغير كل يوم واحد جديد والسفر واللعب والفلوس اللى ملهاش أخر .
_عالم جديد عشت فيه وفجأة جوزى مااات فكان لازم أكمل مشواره ، مهو مستحيل بعد ما دوقت العز ده أرجع للفقر من تانى .
بس دلوقتى بقولك أنا خلاص مش عايزة حاجة ، زهقت من كل حاجة وكمان زى ما أنت شايف تقريبا بموت .
وعايزة فعلا أتوب لربنا واتحجب وأسلم نفسى كمان للنيابة وأقول انى اللى عملت فيك كده فى بث مباشر عشان الكل يعرف إنك برىء .
_بس ده فى مقابل حاجة واحدة بس يا براء .
فاتسعت عين براء مردفا : ايه هى دى ؟
مرام بعشق وشوق :
تجوزنى وأعيش معاك ولو حتى ليلة واحدة بس .
أظن مش خسارة لوحدة بتعشق التراب اللى بتمشى عليه .
وأحس بحنية قلبك ، وأكون جانبك
وأشوف فى عينيك نظرة حب ولو للحظة واحدة .
فتعرق وجه براء وتخللت يده خصلات شعره بتوتر وكأنه يفكر فى عرضها هذا ؟
_ فهل سيوافق ليتخلص من تلك العلامة السوداء فى تاريخه أم يرفض كى لا يخون زاد مرة أخرى ؟
**********
اتصلت نهلة على محمود ، فأجابها : حبيبى اللى وحشنى ونفسى اخلص وأجيله ، بس هانت خلاص فاضل على الحلو دقة يا قمرى وأكون عندك .
نهلة بحنق : لا مفضياش .
محمود بصدمة : ليه إن شاء الله ، يا أخرة صبرى .
وراكى الديوان وانا معرفش .
نهلة : لا ، الست أمك كل يوم عتعزم صحابتها عندينا عشان أعلمهم الكلام المتذوق ده وشوية كلام عنجليزى على شوية حركات بتوع الهوانم ، وطريقة اللبس والمشى .
_الأتكيت يعنى يا حودة اللى عملتهولى سيلينا .
وهناخد من كل واحدة فيهم فى الحصة مية جنيه ، بس أمك مفترية عتاخد ٨٠ ليها وتدينى عشرين وعشان أكده عتصل بيك يا حودة يا تچبلى حقى منيها والا والله أطلع أعلم الستات دى الكلام الصعيدى اللى انت عتحبه منى بس ساعتها أمك عتغضب علينا أنا وأنت ، ها جولت ايه ؟
فصمت محمود ولم يجيبها وعندما طال صمته سئلته :
_ مالك يا محمود ، يا حودة ، مبتردش ليه ؟
أما محمود فكان يستمع إليها وهو يضع يده على رأسه وعينيه قد فتحهما على اخرهما ينظر بهم لسقف الغرفة وأخذ يردد : حسبى الله ونعم الوكيل .
_ بقولك إيه يا نهلة أنتِ وأمى ، أنا مش راجع عندكم واشبعوا ببعض ،وانا هتجوز هنا واحدة تدلـ*عنى ، عشان أنا خلاص جبت أخرى .
فشهقت نهلة بذعر : عتجوز عليه يا محمود ، طيب أعملها أكده ، ومش عخليك تشوف ابنك واصل .
صمت محمود للحظة ثم تكلم بإندهاش : ابنى ، انا سمعت صح !
_نهلة أنتِ حامل ؟
فضحكت نهلة وأجابته : ايوه حامل يا حودة .
محمود : يا قلب حودة وكبدته وفشته .
انا هسيبك كل اللى ورايا وجى حالا يا روحى .
نهلة : روحك مش كنت هتجوز عليه من شوية !!
محمود : مين قال كده ، أنا جى عشان أقسم معاكم الفلوس يا روحى..
فضحكت نهلة بدلال قائلة : طيب بسرعة يا جودة .
******
برزت بطن قمر للتأكد بالفعل أنها حامل مع إزدياد حركة الجنين فوضعت يدها على بطنها وتسائلت : يا ترى أبوك مين يا ولدى ؟
وانا صوح متچوزة ولا استغفر الله العظيم چيت بالحـ..رام !!
لتبكى خوفا من أن يكون ما فى بالها صحيح .
ليطالعها عطية بحزن ، فهو تعلق بها من أول يوم رأها به ، وشعر أن تلك الدمعة التى تسقط من عينيها كأنها خنـ..جر يشق قلبه فلم يتحمل
_ اه لو تعلمى كم أهواكِ ، والقلب لم يدق إلا لسواكِ
ولكن القدر جاء ليعلن كلمته .
وذلك الجنين فى أحشائك .
كم وددت أن أكون له أبا وتكون أنتِ الروح والسكن .
فأقترب عطية من والدته التى كان تعد طعام الغذاء وهمس لها ، البت عتعيط ياما وهى حبلى وانا خايف عليها من الحزن ، روحلها ياما شوفيها ملها وواسيها عشان متحزنش وخليها تضحك .
عشان لما بتضحك الشمس بتنور اكتر ، دى حلوة حلاوة ياما .
طالعت ام عطية ولدها بشفقة بعد أن شعرت بمدى صدق محبته لها ولكنه حب عقيم لن يكون له نهاية ، فهى امرأة متزوجة وحامل ولن تكون له ابدا .
فربتت عطية على كتفه بحنو وقالت بود : يا ولدى متعلجش حالك على الحبال الدايبة عشان عتتعب بزيادة .
فطأطأ عطية رأسه وقال بخفوت : خابر ياما ، بس غصب عنى حبتها جوى ، وبجيت بخاف عليها من الهوا الطاير.
وتصورى ياما انا من كتر حبى ليها خلاص مبجتش عايز حاجة من الدنيا غير انى أشوفها فرحانة ومبجتش طمعان فيها كيف الأول بالعكس ببجا عايز أكتل اى حد يبصلها نظرة أكده ولا أكده .
ومستنى اليوم اللى تولد فيه بفارغ الصبر ، عشان أشوف ولدها وانا هربيه بنفسى .
فتنهدت والدته وإجابته بحب : يااااه يا ولدى للدرچاتى .
عطية بعد أن لمعت الدموع فى عينيه : واكتر ياما .
ربنا يجومها بالسلامة .
أم عطية : يارب يا ولدى وعجبال ما أفرح بيك وبعوضك .
وبإذن الله هروح من بكرة أخطبلك يا ولدى ، عشان تفرح .
وكمان انت خلاص بجيت نضيف وعتستحمى غير الأول ، تتحسد والله .
فضحك عطية ولكنه رفض الخطبة قائلا : مش وجته دلوك ياما ثم نظر مرة أخرى إلى قمر .
لما نطمن عليها الأول ، ابجا ساعتها افكر أخطب .
فهمست والدته بحزن : يا عينى على اللى حب ومطلشى .
ربنا يجبر بخاطرك وبجلبك يا ولدى .
عطية : يلا ياما شهلى روحلها وخليها تضحك عاد وأنا هعمل لها الليمون .
فابتسمت أم عطية واومئت برأسها وذهبت لها .
وجلست بجانبها وربتت على كتفها بحنو قائلة : أم عتريس مالك شاردة أكده والحزن فى عينيكِ يا بتى ؟
ابتسمت قمر بحزن قائلة : عتريس خلاص سمتيه يا حاجة .
فضحكت ام عطية : لا بس احنا عنجولوا لكل حامل أكده .
معدتش حد عيسمى الأسامى الواعرة دى دلوك .
دلوك عيسموا حچات جديدة ، أبصر ايه هيثم ، اياد ، فارس .
بس مش خابرة ليه حاسه إنك عتچيبى بت مش واد .
قمر : كيف ده ؟
أم عطية : عشان أنتِ عتحلوى يوم عن يوم يا بتى وكمان منخيرك منفشتش .
فضحكت قمر : يعنى عتعرفوا الواد والبت من المناخير عاد !!
أم عطية: طبعا يا بتى امال ، ده أنا خبرة .
وبعدين ولد ولا بنت كلهم عطية ربنا ، وربنا يجومك بالسلامة يا بتى ويرچعلك عقلك ، عشان تفتكرى من أبوه عشان يفرح بعوضه .
فتغيرت ملامح قمر للوجوم مرة أخرى قائلة بقلق : والله خايفة يا حاچة من إن الحمل ده يطلع يعنى استغفر الله العظيم وانا مش متچوزة .
لتلمع عين عطية بالفرحة ويحدث نفسه : مع انها واعرة جوى ، بس ياريت عشان أتچوزك أنا يا مهلبية والولد يبجا ابنى انا .
فوضعت ام عطية يدها على فخذها وربتت قايلة : جولى يارب يا بتى ومتشليش هم ومتفكريش .
وان شاء الله يكون ولد حلال ولا انا جولت بت صوح ، بت حلال مصفى بإذن الله .
فأمنت قمر على دعؤاها : يارب ، يارب .
*******
عاد باسم مع عزة إلى القصر ، لتجده يتركها عند غرفتها ويسرع إلى غرفته مع ملك وعيون اللهفة تسبقه إليها .
فشعرت عزة بنغصة فى قلبها وحدثت نفسها بحزن : يااه يا باسم جد أكده عتحبها .
ياما نفسى فى بصة وحدة من عيونك دى ليه .
ده حتى لما بتچينى بحس انها تجضية واجب مش عشان عتحبنى .
_ واهو أخرتها ايه جبتلك بت ، والبت فين عاد ،؟
_ مع ملك مش عتنام ولا تاكل الا منيها هى كأنها هى اللى ولدتها مش أنا .
ولما أچى أخدها منيها عتبكى معايا كانى أنا مرت أبوها .
_ بس انا فاض بيه صراحة من الوضع ده ، ولازم اتصرف مش عفضل أكده على طول درجة تانية ولا عستنى لما تاخد بتى منى أكده ولا كأنى انا اللى شلت وولدت وتعبت .
بس مش خابرة أتصرف كيف بس عشان عخليه يحبنى وينسى المسهوكة ملك دى .
وساعتها بس عخليه يچبلى شقة بره وابعد عن القصر ده خالص ، معدتش عايزة أعيش فيه .
_عايزة أعيش أنا هو وبس لحالنا مع بنتى وأحس انى متچوزة كيف خلق الله .
ثم ولجت إلى غرفتها وجلست على التخت وأخذت تفكر كيف ستجعل باسم لها وحدها وتبعده عن ملك .
حتى فجأة جاء على بالها فكرة وعزمت على تنفيذها
فما هى يا ترى تلك الفكرة التى ستستطيع بها أن تنفرد بـ باسم لها وحدها ؟
وهل ستنجح فى ذلك ؟
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أولاد الجبالي 3)