رواية سراج الثريا الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم سعاد محمد سلامة
رواية سراج الثريا الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم سعاد محمد سلامة
رواية سراج الثريا البارت الثالث والعشرون
رواية سراج الثريا الجزء الثالث والعشرون
رواية سراج الثريا الحلقة الثالثة والعشرون
بعد مرور أسبوعين
صباحً بمنزل نجيه
فتحت باب المنزل للطارق وأخذت من ذاك الشخص ذاك المُغلف المُرسل بإسم “ممدوح”
أغلقت الباب يدها ترتعش بشعور مُريب،عن ماذا بذاك المُغلف يخُص ممدوح… رفعت نظرها عن المُغلف حين سمعت صوت ممدوح الذي خرج من غرفته يتثائب قائلًا:
صباح الخير يا أمي مين اللى كان بيخبط على باب الدار.
بيد مُرتعشه رفعت ذاك المُغلف قائله:
ده واحد عطاني الظرف ده وجال إنه لك.
ضيق ممدوح عينيه وأخذ من يدها المُغلف قائلًا:
فى إيه الظرف ده؟.
… لوهله خفق قلبه بيأس حين أخذ منها المُغلف ورأي مطبوع عليه شعار خاص بإحد المدارس الخاصه، توقع أن يكون كالمعتاد إعتذار منهم لعدم إجتيازُه فى إختبارات قبول التعيين لديهم،لكن بقايا أمل بداخله جعلته يفتح ذاك المُغلف،وقرأ تلك الورقه المُرفقه بالمُغلف،إندهش وعاود مرارًا قراءة تلك الورقه عن تأكيد،سُرعان ما إنشرح قلبه وإبتسم ، وإقترب من نجيه وقبل يدها قائلًا:
أخيرًا يا أمى، ربنا إستجاب لدعواتك.
على فرحته إنشرح قلب نجيه وزالت الريبة وضعت يدها على رأسه بحنان سائله:
إيه اللى فى الظرف ده بسطك أوي كده.
قبل يدها مره أخرى قائلًا:
ده جواب قبول إنى أشتغل مُدرس فى مدرسة خاصه إنترناشينونال ولها فروع فى مصر كلها،
أخيرًا يا أمى هيبجي لي قيمة وأنا بدرس للطُلاب فى المدرسة هشتغل بالمؤهل بتاعي وفى المهنه اللى طول عمري بحلم بها.
زاد أنشراح قلبها وهي تضمه بحنان تدمع عينيها لفرحته هكذا،ربتت على ظهره بأمومه.
رفع وجهه وقبل رأسها مره ومرات،قائلًا:
بعد كده مش هضطر أشتغل صبي فى القهوة هأجرها،لاء هسيبها نهائي.
إبتسمت له قائله:
إنت قيمتك عاليه يا ولدي
وعقبال ما أفرح بجوازك يارب.
قبل يديها قائلًا:
هيحصل يا أمي، بس واحدة واحدة كده، دلوقتي هيبقى ليا مقام عالي
مُدرس مش صبي قهوجي.
وضعت يدها فوق كتفه قائله:
ربنا يعلى من مجامك ياولدي ويحقق لك كل أمانيك إنت وأختك يارب.
بعد قليل
خرج ممدوح من المنزل بزي مُنمق،وذهب نحو محل البقاله إبتسم يُلقي الصباح:
صباح الخير يا عم فتحي.
أجابه فتحي ببسمه سائلًا بفضول:
صباح الورد يا ممدوح متشيك كده ورايح فين دلوق.
وضع يديه يضم طرفي مِعطفه يُهندمه قائلًا:
باركلي يا عم فتحي أنا قبلت التعيين فى المدرسه الخاصة اللى كنت جولت لى عليها قدمت وروحت الإختبارات والحمد لله جالي جواب قبولي أشتغل هناك… ورايح المدرسه إدعيلي يسهلوا معايا فى إجراءات التعيين.
تبسم له فتحي بود قائلًا:
ربنا معاك يا ولدي ويرفع من شآنك إنت إبن حلال وتستاهل كل خير.
بنفس الوقت جائت رغد تحمل بيدها بعض الأكياس، خفق قلبها حين سمعت حديث والداها، ماذا يعني ولماذا هذا المديح… نظرت نحو والدها قائله:
جبت الحاچات اللى طلبتها يا أبوي.
إبتسم لها ، بينما نظر ممدوح لـ رغد مُبتسمً، زادت بسمته حين أخبرها والدها:
مش بتباركِ لـ ممدوح ربنا كرمه والمدرسه الخاصة بعتوا له جواب قبول انه يشتغل فيها مُدرس.
فى البدايه إرتجف قلبها بريبه ثم إنشرح بسعادة ونظرت نحو والدها وتبسمت كذالك هنأت ممدوح الذي تركهما بينما نظرت رغد فى إثره ثم شعرت بإنتباه والدها فنظرت له قائله:
كانت فكرتك هايله يا أبوي إنك كلمت سراج العوامري يستخدم نفوذهُ.
❈-❈-❈
مساءً
بمنزل والدة ثريا
وقفت نجيه تذم ثريا بلوم قائله:
إنت ناسيه الجروح اللى فى جسمك، إزاي…
قاطعتها ثريا بتطمين:
أنا الحمد لله بقيت كويسه وبخير، والجروح تقريبًا طابت فاضل بس أثرها مع الوجت هتختفي…
لكن سُرعان ما همست لنفسها:
أول يمكن تسيب ندوب فى جسمي زي حرق غيث…
لوهله شرد عقلها أن بسبب ذاك الحرق توارت لفترة تزيد عن شهر ونصف عن العيون حتى لا يلاحظ أحد أنها لا تستطيع السير على قدميها، بسبب قسوة الآلم التى كانت تشعر به حين تحتك ساقيها ببعضهما، فسرت والدتها وخالتها أن سبب ذلك الإنزواء كان حتى لا ترى لا شفقة ولا لوم من أحد عليها، ليس حزنًا كما فسره البعض، كذالك كانت تُعاقب نفسها بتحمُل الآلم حتي لا يضعف قلبها مرة أخرى وينسي مذاق الآلم، تذكرت سبب إعتراضها على رغبة سعديه بعدم عودتها مع غيث بعد شبه أن تعافت من إغتصابهن لها بتلك الطريقة القذرة، كان تهديده لها بقتل والدتها وأخيها كذالك أبناء خالتها التى تغويها بالتمُرد عليه، لم ترهب بحياتها مثلما خافت من غضب غيث الذي كان فيضانًا من الشر يدعم قلبه “قاتل، سادي” يستلذ بمنظر الدماء، كان ديوثً مع النساء لا أخلاق لديه حتى وإن فرض على أحد رجاله أن يُعاشر زوجته لمجرد إعجابه بجسدها وإذلالها بأن تراه معها وهي كانت عاهرة لم تُمانع بل رغبت به وفعلت مثلما يريد، بالنهاية كانت عاهرة لا يفرق معها أفعال شاذة حلال من حرام، وهي تصرخ بمتعه مُستلذة، كآنها ليست خائنة، ولا لوجود زوجها الموالث عليهم لتنتهي الليلة بقتل زوجها الذي كان يستحق تلك الرصاصه لمجرد أنه فتح الباب وقطع عليهم وصلة عُهرهم.. غاص قلبها بآلم وخوف، غيث كان القتل هوايه وغواية لديه، خافت على والدتها وأخيها كذالك خالتها وأبنائها إستسلمت لطُغيان غيث يُغرقها بسيول جارفة جرفت لديها الاحساس وأصبحت مُتبلدة المشاعر،
المشاعر
على ذكرها تذكرت سراج الذي تبدل كثيرًا فى معاملته معها، لكن ذمها عقلها
ربما يفعل ذلك طريقًا آخر يسلكه كي ينال ما يبغي، سياسة الترغيب بعد أن فشل فى الترهيب سابقًا، بالتأكيد ذلك خداع منه، مُخطط آخر، فكيف تتغاضي عن مساوامته الخسيسة لها سابقًا، وجود خطيبته السابقة كضيفة شرف ذات شآن حتى بعد أن كانت غادرت عادت مره أخري بعد أن قضت عِدة ايام سياحة بالأقصر وأسوان… لا لن تقع فى الفخ مره أخري عليها دائمًا أن تحذر وتفترض أن الجزء الأسود دائمًا يضغي.
إنتبهت لوالدتها حين ذهبت نحو ذاك الباب وكادت تغلقه، تفوهت بتسرع:
سيبي الباب مفتوح يا أمي.
لم تستمع لها واغلقته ثم عادت نحوها قائله:
كفايه عناد يا ثريا إصابتك مكنتش سهله دايمًا بتعاندي وفي الآخر…
أكملتها ثريا:
فى الآخر بنهزم،بس خلاص مش ناويه إنهزم تاني، ولازم أرجع أشتغل الزباين اللى موكلني عنهم هيطفشوا لو فضلت إكده راقدة زي ما إنت عاوزه… محدش هيحن علينا لما نتحوج يا أمى.
تدمعت عين نجيه فهمت حديث ثريا غص قلبها هي أكثر من إنحنت من أجل الحوجه، تنهدت قائله:
ربنا ما يحوجك تاني يا بِتي،ربنا يخلي جوزك وأخوكِ.
لوت ثريا شفتيها بتهكم وحسرة وشفقه وضحكة سخريه قائله:
جوزك…أخويا
جوزي… اللى كل هدفه حتة أرض
أخويا…. نفسه محتاج اللى يساعده.
عارضتها نجيه:
چوزك لو شوفتي منظره فى الأيام اللى كنتِ غايبه فيها عن الوعي، كنت عرفتي قد إيه هو بيعزك.
تهكمت ثريا بسخرية آلم قائله:
مفيش أسهل من التمثيل عند العوامريه، لكن فى لحظة القناع بيختفي وتظهر حقيقة قلوبهم بس لمجرد يوصلوا لغايتهم.
عارضتها نجيه مره أخري:
وسراج هيمثل ليه وإيه غايته منك.
تهكمت بحسره:
الأرض، كفايه يا أمي بلاش تتعبيني أنا بقيت كويسه وبخير، وهرجع أشتغل من تانى، كمان هراعي أرضي اللى هي تمن عمري.
تصعبت نجيه بآسي وإقتربت من ثريا وكفت عن إقناعها تعلم أن ثريا لن تتراجع، هي لا تثق بـ سراج ولا أحد، كادت تُخبرها أنها تعلم كم تآلمت بعد قتل غيث بسبب ذاك الحرق هي رأته صدفه حين دخلت عليها بإحد الليالي كانت غافيه،وإنزاح الدثار من عليها رأت ذاك الحرق علمت لما كانت تتواري حتى لا يشفق عليها أحد، لم تُخبرها أنها رأت ذلك حتى لا تكذب عليها وتخترع سبب غير حقيقي،حولت دفة الحديث قائله:
إبقي باركِ لأخوك فى مدرسه خاصة بعتوا له جواب تعيين فيها وراح لهم ورجع مبسوط هيشتغل مُدرس زي ما كان نفسه طول عمره.
سعد قلب ثريا قائله:
أخيرًا حد فينا ربنا حقق له أللى كان بيتمناه.
تبسمت نجيه بأمومه قائله بدعاء:
اللى يصبُر ينول، وربنا إن شاء الله هجبُبر بخاطري فيكم.
قبل قليل بـ دار عمران العوامري
إبتسم لـ عدلات التى قابلته فسألها:
ثريا نزلت من فوق.
أجابته ببسمه:
ثريا خرجت من الدار جالت إنها رايحه دار الست نجيه.
زفر نفسه سراج بغضب قائلًا بعصبيه ثم توعد:
دي مجنونه ولا إيه ناسيه إصابتها،تمام.
لم ينتظر وخرج مره أخري، إبتسمت عدلات قائله:
أنا غُلبت فيها وهي عاندت، خلى بقى سراج بيه هو اللى يقنعها.
بعد وقت قليل
كانت ثريا
جالسه خلف ذاك المكتب الصغير تنكب على قراءة إحد القضايا لديها، شعرت ببعض الآلم، تركت قراءة ذاك الملف وإضجعت للخلف بظهرها، وضعت إحد يديها على جانبها تهمس لنفسها:
الوجع رجع تاني، نسيت أجيب معايا المُسكن، يلا هانت ساعه كده وأقوم أرجع لدار العوامري وأبقى أخد المسكن هرتاح من الآلم ده.
رفعت وجهها ونظرت نحو باب الغرفه الخارجي حين لاحظت ظل طيف يطُل عليها من باب المكتب، زفرت نفسها وتغاضت عن ذاك الآلم، من ملامح وجه سراج علمت أنه مُتعصب لم تهتم بعبوسه، وإعتدلت وجذبت ذاك الملف وعاودت النظر به دون إهتمام
بينما شعر سراج بالعضب اكثر وإقترب منعا صامتًا حتى أصبح جوارها، إنحني وقبض بيده على عضد يدها يجذبها للوقوف قائلًا يضجر:
المدام يادوب لقت نفسها إتعافت شويه قالت أرهق نفسي، ناسيه إصابتك، ومين سمح لك بالخروج من الدار.
غصبًا إمتثلت وقفت تنظر له بتمرُد:
مالوش لازمه الحديت ده، وعادي خرجت من إمتي كنت باخد إذن من حد.
صقك سراج على أسنانه بغضب قائلًا:
تمام، أنا بقول كفايه تمرُد وآتفضلي معايا ولينا كلام تاني لما نرجع الدار.
كادت أن تعترض ثريا،لكن بنفس الوقت دهبت نجيه من الباب الآخر،وتفوهت بأمر:
ثريا كفايه إكده،بلاش عناد على حساب صحتك و….
قطعت بقية حديثها حين تفاجئت بوقوف سراج جوار ثريا،تبسمت له قائله:
كويس إنك جيت يا سراج…،أنا حضرت الوكل تعالى نتعشا سوا.
إبتسم لها بود ورحب بذلك قائلًا:
دايمًا عامر، أنا فعلًا جعان وعرفت من ثريا إن نفسك فى الطبيخ لا يقاوم.
نظرت له ثريا ولوت شفتيها بحُنق وسخط… بينما جذبها سراج مُبتسمًا ودخلا الى المنزل، تناولا مع نجيه وممدوح العشاء بجو صافى وود تجاذب الحديث معهم ببساطه حتى أنه هنئ ممدوح بتلك الوظيفه الذي كان يتمناها…
بينما ثريا بدأ الآلم يشتد أكثر، رغم أنها معظم الوقت شبه صامته تسمع فقط…
بعد وقت لاحظ سراج ملامح ثريا التى تغضنت، كذالك وضعها يدها على مكان أحد الجرحين بجسدها وكذالك ضغطها على أسنانها كي تتحمل الآلم، شعر بغضب مصحوب بلهفه ولم يتفوه حتى لا يلفت نظر نجيه وتشعر بالقلق على ثريا، نهض واقفًا يقول:
القاعدة معاكم يا جماعه ميتشبعش منها، بس أنا بصراحه مُرهق ومحتاج أرتاح يلا بينا يا ثريا.
لولا الآلم التى تشعر به لكانت اعتراضت، إمتثلت تود تناول مُسكن يخفف من حِدة شعورها بالآلم…
بعد قليل
بداخل دار العوامري
تبسمت عدلات حين إستقبلت سراج وثريا تحدثت بأحترام:
العشا إنتهي، أحضرلكم عشا وأجيبه عالشقه بتاعتكم.
أومأت ثريا راسها بـ لا، بينما تفوه سراج:
لاء كتر خيرك، إحنا إتعشينا عند بيت حماتي.
تبسمت له قائله:
بألف هنا.
أومأ لها مُبتسمً يقول:
تصبحي على خير.
بعد لحظات كانت ثريا تسير أمامه صاعده الى تلك الشقه،لكن توقفت كآن الآلم إندثر وأستدارت له قائله:
ليه دلوقتي نقلت محل الإقامه من الاوضه للشقه.
نظر لها مُبتسمً وصعد بجوارها وضع يده على كتفها قائلًا:
خلينا نطلع للشقه نتكلم براحتنا الوقفه كده مش كويسه عشان صحتك.
نظرت له بسخط قائله:
ليه، أنا الحمد لله صحتي بقت كويسه.
إبتسم وجذبها للصعود معه حتى دخلا الى الشقه،أغلق سراج الباب ونظر الى ثريا التى لوهله إنحنت قليلًا تشعر بآلم…تلهف سراج نحوها بغضب قائلًا:
عِنادك هيضرك يا ثريا.
نفضت يده عنها قائله:
عاوز توصل لأيه يا سراج، دور النعوميه ده مش داخل عليا متعودتش عالاهتمام المبالغ.
نظر سراج لها قائلًا:
ثريا بلاش تفسري كل حركه على هواكِ، وياريت كفايه عِناد على حساب صحتك.
لم يقف أمامها مُتعمدًا ذهب نحو غرفة النوم متأكد ثريا ستأتى خلفه، هى تشعر بآلم، هو سابقًا ذاق مثل إصابتها ويعلم أن الجرح يأخذ وقتًا قبل أن يلتئم، ويسبب وجعًا.
بسبب الوجع تبعته ثريا ودخلت الى غرفة النوم، لم تتفاجئ حين وجدت سراج يقف بيده تلك الأدويه الخاصه بها يمد يده بها، أخذتها منه لم تُعاند يكفي آلمها، تناولت الادويه ثم نظرت لـ يده الممدوده بكوب مياة، أخذته وإرتشفت القليل لكن لم تُعطيه كوب المياه ذهبت هي ووضعته وجلست فوق الفراش تنظر لـ سراج تنتظر أن يُغادر كي تُبدل ثيابها وتنظر الى تلك الجروح التى بجسدها، لكن سراج تعمد الإقتراب منها ومد يده على مقدمة ثوبها وكاد يفتح الازرار الأماميه.
لكن ثريا وضعت يدها فوق يده بغضب قائله!
إنت هتعمل إيه؟.
أجابها ببساطه:
هساعدك تقلعي هدومك، مش عيب أنا جوزك.
تهكمت بغضب ونهضت بعيد عن يديه قائله بآستهزاء:
لاء مش عيب، بس متشكره وفر خدماتك، أنا هاخد غيار وأروح أغير في الحمام.
إبتسم سراج بإستفزاز لـ ثريا التى إغتاظت منه ولم تتحدث، ذهبت نحو خزانة الثياب اخذت لها ثيابًا، ومن ثم توجهت نحو الحمام بصمت،دخلت تقف خلف باب الحمام تشعر بزهق من أفعال سراج التى تراها زيادة عن الحد فى الإهتمام بها،ضجرت من ذلك،زفرت نفسها تنفخ أوداجها بغضب قائله:
إنتِ اللى لجمتي نفسك بخيوط حديديه مع سراج وهو اللى بقى مُتحكم فى الخيوط دي، لو فضلتي على كده هو هيكسب ومتأكده لما يوصل لغرضه هيفك هو الخيوط دي ويرجع للنسخه القديمه من تاني، فوقي لازم يكون ليكِ أسلوب شديد، وكفايه ضعف.
بدلت ثيابها، بنفس الوقت إستغيب سراج وجودها بالحمام طرق على الباب سائلًا بقلق:
ثريا إنتِ كويسه، إيه…
قاطعته حين فتحت باب الحمام بغضب ونظرت له بعصبيه قائله:
أنا بخير وفر الرياء ده كفايه انا اتخنقت منه، ومن فضلك بلاش تحسسني إنى طفله.
ببرود إبتسم سراج مُتقبلًا غضب ثريا، وإبتعد عنها ذهب نحو الفراش وتمدد عليه صامتًا.
تنهدت ثريا بحنق وذهبت للناخيه الأخري من الفراش تمددت على الفراش سُرعان ما غفت بسبب ذاك المسكن التى تناولته، بينما سراج شعر بإنتظام أنفاسها، نظر لها وتبسم، لتلك الطفوليه التى ظهرت عليها وهي تحدثه قبل قليل، سأل عقله:
منذ متي فلت اللجام من بين يديك لتعشق تبك العِناديه المُتمرده ، ومتي إحتالت على قلبك.
والجواب
منذ أن رأيت حورية الشمس سحرتك رغم بساطتها،إحتالت عليه ولجمتك بخيوط من نور،فى البداية كانت الضوء متوهجًا أكثر من الازم فجعلك تُغمض عيناك،لكن مع الوقت إنجذبت لوهج الضوء وإنكشف جزء من العتمه، ثريا هنالك ألغاز بحياتها
والسؤال الأول
لماذا عادت مع غيث
والجواب
بالتهديد أكيد
وإعتراض
أو ربما هي أرادت ذلك وخوض تجربه خاصه، هنالك من يعشق تلك الافعال الشاذة
وإعتراض آخر
لا ثريا ليست هكذا، والا كان ظهر عليها، هي مُتبلدة المشاعر وبالتأكيد سبب ذاك التبلُد هو ما مرت به.
أسئله وإجابات وإعتراضات بدأت تشغل عقل سراج وقلب عاد ينبض ويخفق وهي جواره فقط.
❈-❈-❈
بشقة آدم
كانت حنان مُستيقظه تنتظر عودة آدم الذي تأخر وأصبح الوقت منتصف الليل، قامت بالإتصال عليه قبل ساعه تقريبًا وأجابها أنه أمامه وقت قليل ويعود للمنزل، لكن تأخر، او هكذا ظنت بسبب القلق
إنخضت فجأة حين سمعت رنين الهاتف، توقعت ان يكون آدم، يُخبرها بوصوله، لكن إرتجف قلبها وجسدها حين رأت هوية المُتصل، تصلبت يدها على الهاتف ولم ترد حتى إنتهي الرنين، لكن سُرعان ما إرتعش جسدها حين وصل رساله الى هاتفها فتحتها بيد مُرتعشه…
خفق قلبها بإضطراب وإرتياب حين رات الصوره كانت لـ آدم وهو يسير بالشارع يقترب من المنزل…زاد ذاك القلق والارتياب رسالة أخري نصها:
“عريس الغفله سايب العروسه وسهران بره لو أنا مكانه مكنتش هسيبك لحظه ياااا بنت عمي سابقًا مازال عندي أمل وهيتحقق قريب “.
أغلقت الهاتف الهاتف وألقته على الفراش تشعر بإنهيار فى خلايا جسدها،ماذا يقصد ذاك الوقح،هل سيضر آدم
الوقت تأخر والطريق بالتأكيد خالي قد يصتطاد ذاك الوغد فرصه…
بسرعه فكرت ان تصعد الى سراج وتخبره ربما
ربما ماذا
هل حدث سوء لـ آدم
لا قلبها يخفق بشدة لن تتحمل أذي عليه…
فكرت مره أخري
وإرتدت عباءة فوق منامتها وجذبت وشاح للرأس لكن قبل أن ترتديه سمعت صوت فتح باب الشقه تلهفت بسرعه وخرجت من الغرفه تستقبل آدم بالردهه وإحتضتنه فجاءة تشعر بخفقات قلبها تكاد تخترق مسمع آدم، تفوهت بتسرع:
قلقتني عليك، إيه اللى آخرك كده.
إبتسم وهو يختويها قائلًا:
أبدًا الزبون اللى كان جاي عشان يشتري الفرسه طلب منى يشوف بقية الخيول اللى فى المزرعه، وانا قولت ده زبون سخي يمكن يشتري غيرها وده اللى حصل فعلًا، مالك قلقانه عليا كده ليه، حبيبتي إطمني مش بيقولوا عمر الشقي بقي، وأنا قبل كده وصلت للموت ورجعت تاني.
وضعت يدها على فمه قائله:
بلاش السيرة دي يا آدم، أكيد جعان، هروح احضرلك عشا خفيف.
إبتسم وضمها قائلًا:
لاء مش جعان، انا عطشان بس…
وكان العطش مصحوب بالارتواء من شفاها قُبلات، جعلتها تنسي القلق والخوف تمتد الى دقائق عشق ذائبه بين يديه وهو يبثها اشواقه وتوقه إليها وهي مُستكينه مُتشبثه به بقلب يخشي عليه من الأذي ، وتكون هي سببًا لذلك.
❈-❈-❈
بعد مرور يومين صباحً
قد تكون صدفه أفضل من ترقُب
صدفه أثناء تواجد قابيل بمنزل عمران العوامري من أجل مناقشة بعض الاشغال الخاصه بهم، كذالك كان يشعر بترقُب فاليوم مهم جدًا، سيتم نقل تلك الآثار مت ذاك المخزن الخفي الى مخزن آخر لتسليمها لصائد ثروات بطريقه غيرةمشروعة…
لكن هدأ ذلك القلق حين سمع قول سراج لوالده:
انا هاخد تالين أوصلها لمطار الاقصر والمسا هكون هنا.
فرصه، بل غنيمة وسينتهزها من كل الجوانب
حادث إرهابي على الطريق يصرف نظر الشرطه فتمر البضاعه بسلام
وغنيمة سيتخلص من سراج دون إثارة غضب الكبير… تخطيط إزدواجي…
بالفعل خرج من المنزل بحجة بعض الاعمال بالطريق توقف وفتح هاتفه، رد عليه الآخر بصوت ناعس زاد غضب قابيل الذى نهره قائلًا:
لساك نايم فى العسل لاء فوق وإسمعني كويس
الخِطه اللى رسمناها سوا عشان نغتال سراج العوامري دي تنساها
الخطة هتتبدل وهتم النهاردة قدامك فرصه
خلال أقل من ساعه تكون مجهز رجالتك وتعمل اللى هقولك عليه بالظبط،عاوز خبر سراج يوصل هنا قبل العصر،والليله يكون ساكن فى قبره.
❈-❈-❈
صدفه كانت تفتح زجاج شُرفة غرفة النوم
رأت ثريا سراج وهو يتوجه نحو نحو باب السياره يقف أمامها، يبدوا أنه ينتظر أحدًا، لم يغيب عليه بل لم تغيب، إنها تالين، التى تبسم لها وهي تفتح باب السيارة ثم صعدت آليها، رفع رأسه لوهله رأي ثريا لم يُبالى وصعد هو الآخر الى السيارة مُتعمدًا إثارة غِيرتها، أو بالأحري يود معرفة رد فعلها لكن ليس الآن حين يعود مساء، لكن لا يعلم أن ذلك زاد من يقين يتسرب الى قلبها، سراج يخدعها برسم خِطة أخري أكثر مفعولًا، أو هكذا يظن ان اللين قد يجعلها تُصدقه.
❈-❈-❈
بالمركز الرياضي
كان يقوم جسار ببعض الاعمال قبل موعد حضور الاشبال لتلقى التمرين
لكن فجأه صدح رنين هاتفه، نظر للشاشه سُرعان ما قام بالرد وقال:
تمام متقلقش هكون عندك فى الوقت المناسب.
سريعًا بدل ثياب الكارتيه وإرتدى زي رسمي… وتوجه للخروج من المركز، لكن بسبب إنشغاله ببعض الاتصالات الهاتفيه… كاد يصتطدم مع ايمان التى لاحظت لهفته للخروج حتى انه لم يُبالى بتذمرها وغادر مُسرعًا، إستغربت فعلته لكن لم تهتم.
❈-❈-❈
قبل قليل على الطريق
كان يسود الصمت بين سراج وتالين، كان عقله مشغولًا بمحتالته يود أن ينقضي الوقت ويعود لها، يعرف رد فعلها حين تعلم أن تالين غادرت الى القاهرة.
رغم شعورها بآلم قاسي يهتك بقلبها لكن قطعت تالين ذاك الصمت ونظرت نحو سراج تكبت دموع عينيها سائله بلوعة قلب:
للدرجة دى بتحبها يا سراج.
مازال يلتزم الصمت رغم سماعه لها، لكن عقله مشغول وهو يتبادل النظر بين مرآة السيارة الجانبيه والأماميه، يُراقب سيارة النقل الصغير الذي لاحظ سيرها خلف سيارته منذ أن أصبح على الطريق الرئيسي، حاول التأكد من ذلك الهاجس وراوغ بالطريق سواء بزيادة السرعه ثم تبطيئها أو الدخول لمُنعطفات أخري على الطريق، لكن مازالت تتعقبه، تأكد حدسه، حين عاودت تالين الحديث لكن هذه المرة لم تستطيع كبت دموع عينيها وهو تتحدث بنبرة عذاب:
كنت مفكره قلبك فولاذ زي ما بابا كان بيقول
سراج قلبه من فولاذ، لكن واضح إن لأول مره بابا يكون غلطان، لما قولت لى إنك إتجوزت مصدقتش، لأن كنت متأكدة إنك مستحيل قلبك يعشق وتجي واحدة تقنعك بالخطوة دي، فاكره لما إنت فسخت خطوبتنا قولت لى إن عمرك ما بتخلى قلبك ياخد قرار، دايمًا بتحكم عقلك،وخطوة الجواز بعيدة عن تفكيرك ، بس مع ثريا إنت لاغيت عقلك، من غير ما تفكر روحت أنقذتها، رغم إنك كان ممكن تنصاب زيها، حبيتها إمتى يا سراج.
سؤال لا يعلم هو نفسه له جواب
لا يعلم متى إخترقت تلك المحتالة قلبه بل وتمكنت من فولاذ قلبه وإنصهر …
رغم ذلك مازال عقله مشغول بتلك السيارة التى زادت من سرعتها وتقدمت أمامه ثم أبطئت سيرها، لاحظ فتح زجاج شبابيك تلك السيارة، كذالك صندوق تلك السيارة الذى كان به بعض الأقفاص الخشبية وجزء مُغطى بمفرش بلاستيكي إنزاح ذلك ووقف بعض الرجال يشهرون أسلحه… سريعًا فهم، وعلم أن هنالك كمين لاصتطياده، وتصفيته، سريعًا
وضع يده على رأس تالين قائلًا بأمر:
إنزلي فى دواسة العربيه وأوعي ترفعي راسك.
إنخضت تالين وشعرت بالهلع،حين سمعت صوت إطلاق رصاص، نفذت ما قاله لها، ثم سرعان ما فتح صندوق بالسيارة وأخرج سلاحه الذي يحتفظ به دائمًا، تأكد من وجود الرصاص به، ثم سريعًا فتح هاتفه وضغط على أحد الارقام سُرعان ما فتح الآخر الإتصال وإستمع الى سراج:
واضح إن أنا الطُعم النهاردة، أنا عالطريق العام اللى بيودي لمطار الأقصر… حاول تجي بالدعم بسرعة هحاول أراوغهم، بس سلاحي مش هيسد معاهم… كمان عربيتي مش مُصفحه…
أغلق الهاتف وتركه بالسيارة، ثم نطق بالشهادتين وهو يحاول المراوغة بالسيارة يتفادي تلك الرصاصات التى أصبحت تنطلق بغزارة نحو سيارته، مما سبب هلع لـ تالين أكثر حين سمعت أصوات إصتطدام الرصاص بالسيارة.. حتى أنها كادت تخرج من دواسة السيارة لكن صرخ عليها سراج بأمر:
أوعي تتحركي من مكانك ….
صمت حين إخترق جسده إحد الرصاصات
مما جعل تالين تتلهف عليه ولم تمتثل لأمره وخرجت من دواسة السيارة كي تطمئن عليه، لكن كان هذا لسوء حظها فقد نالها أحد الرصاصات، رصاصه واحدة إخترقت جسدها بمكان قاتل
نظر لها مصعوقًا، وهي تلتقط أنفاسها بصعوبه
يسمع هزيانها…
وأصبح أمام قرار واحد
وكما تعلم أن هنالك دائمًا
«خِطه بديلة»
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية سراج الثريا)