رواية هذا ليس عالمي الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم نورا سعد
رواية هذا ليس عالمي الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم نورا سعد
رواية هذا ليس عالمي البارت الثاني والعشرون
رواية هذا ليس عالمي الجزء الثاني والعشرون
رواية هذا ليس عالمي الحلقة الثانية والعشرون
-: هاتوه على المخزن عشان يتربى
هكذا هتف الجد بغضب، ولكن حاتم في محاولة لتحرر يده منهم، فكان يصرخ بهم و يترجاهم بضعف: سبووني، سبوني حرام عليكم، لية كل دة؟ كل دة عشان حبيت بت من بناتكم!!
كان تميم علي وشك أن يلكمه مرة أخرى، لكن اوقفه صوت صراخ آتي من خلفه.
نور بصراخ: هتودوا فين؟!
نظر الجد لنور بحدة وقال: اطلعي فوق يا نور حالًا
نور بسخرية: واطلع لية؟! انا بسألك سؤال واضح و بقولك هتودوا فين؟
بدل الجد نظراته نحو صالح، وقبل أن يتفوه صالح بشيء سبقته نور وقالت وهي تدور حولهم: اممم تحب اقولكم انا، اكيد هتودوا على المخزن مثلًا عشان تأدبوا، مش كدة برضة؟
صالح بغضب وهو يمسك ذرعها: اخرسي واطلعي فوق
نور بصراخ وهي تنزع ذرعها منه: هو انتوا فَكرين نفسكم مين؟!! إيه فوقوا شوية.
نظرت للكل و قالت: كنتوا عايزين تعرفوا لية حاتم خطفني صح؟ طب انا هقولكم
اخدت نفس عميق و واصلت: كان عايز ينتقم منكم، كان عايز ينتقم من عيلة الدهشان، عارفين عايز ينتقم منكم لية؟ اممم هو متهيألي مش محتاجين افكركم ، ولا محتاجين؟
بدلت نظراتها نحو سمية التي كانت تنظر لهم بفم مفتوح أثر الصدمة، و قالت: إية مش عارفة ده مين يا سمية؟ إية مش فكرة! ده أبن جوزك، جوزك الأول محمد الأسيوطي، محمد الأسيوطي اللي كنتِ بتضربي أبنه وتهِني، واللي بسببك أمه ماتت قدام عينه.
ثم وجهة حدثها لصالح و واصلت: فاكر عملت إية في جوز سمية، فاكر لما حبسته و جلده وعذبته وحرقتله المخزن بتاعه، نسيت مش كده؟
كان الكل يستمع لها دون تدخل، فَ كانت الصدمة تسيطر على الجميع، فلم يتخيل أحد بهم أن حاتم هو أبن محمد الأسيوطي زوج سمية السابق!
صرخ بهم نور بغضب، و كأن بركان و أنفجر بهم: إية انتوا إية بجد!!
نظرت لصالح و واصلت بصراخ: انت إية يا أخي؟ إية معندكش قلب!! يعني مش كفاية راميت بنتك كل السنين اللي فاتت دي، لأ و كمان ماشي تدوس على خلق الله! عيل أبن 7 سنين مش لاقي حد يشغله عشان حضرتك منبه على كل البلد ميشغلوش أبن الأسيوطي!! طب مصعبش عليك؟ مصعبش عليك أخواته اللي ممكن يموتوا من الجوع؟ إية يا جدع!! جبت القسوة دي كلها منين!!
بدلت نظراته نحو الجميع و قالت: بس تعرفوا، تعرفوا أن اللي حصل زمان بيتكرر تاني دلوقت
ظل الجميع ينظرون لبعضهم بتسأل فَ واصلت: آه والله، اصل زهرا وحاتم بيحبوا بعض، ونفس اللي حصل زمان هيحصل تاني، فَ ياريت تعملوا حاجة صح بقى وتوافقوا على جوازهم، توافقوا بدل ما يغوروا يعملوا حاجة من وراكم
سمية بصراخ: يتجوزوا إية؟ انتِ بتقولي إية يا بت انتِ؟ أني بتي بتعشق واد الأسيوطي!! لااه انتِ كذاابة، كذابة و بتكذبي علينا.
الجد وهو يضرب بالعصا في الأرض بغضب: بااااااس، خلصتي حديت يا نور؟ أني عايز أعرف انتِ جبتي الحديت الفارغ اللي بتقولي ده منين
حاتم بحده وهو ينزع يد تميم الذي رخت من أثر الصدمة: لاا ده مش كلام فارغ، إية هتنكر كل اللي حصل زمان ولا إية؟
الجد بغضب: انكرر إيه؟ انت اللي أبوك غلط من الأول
حاتم بتسأل: وغلط في إية عاد؟!
الجد بحدة: غلط إنه بص لبت من عيلتنا، لااه وكما راح عصاها علينا عشان يتجوزها من ورانا، أبوك كان يستاهل اللي حصله
حاتم بغضب: يستاهل!! يستاهل اللي حصله عشان حب؟!! هو الحب بيده إياااك! يعني أني لما عشقت زهرا كده أني غلط؟ أيوا صُح لازمًا بعد أكده نشاور لقلبنا على اللي ينفع نحبها واللي مينفعش، صُح انت صُح يا حج
نور بحدة: هي كلمة وحده حاتم عايز يتجوز زهرا، موافقين ولا لاء؟ وحابة أعرفكم إنكم لو موفقتوش فَ محدش هيندم غيركم على اللي هيحصل
وبدون أي مقدمات تدخل صالح أخيرًا في الحديث، ولكن تدخل بصافعة قوية كانت تهوي على وجنتيه نور وهو يصرخ بها بغضب: انتِ شكلك اتجنيتي، وشكلي معرفتش أربيكي صُح.
كور يده بغضب و واصل: أنطقي جبتي الكلام ده منين؟ وانتي إش عرفك بِ أبن الأسيوطي من الأساس؟ وازاي تقفي تردي علي جدك بالاسلوب ده؟
حسست علي خديها بهدوء، ثم أنفجرت بهِ غاضبة: هو ده كل اللي فارق معاك؟!! انت إية بجد! انت مستحيل تكون انسان او أب بجد، هو.. هو ده كل اللي فارق معاك؟ كل اللي فارق معاك انا جبت الكلام منين؟! كل اللي همك ازاي ارفع صوتي عليكم؟! كل اللي همك انا ازاي عرفت حاتم؟! انت بتفكر ازاي بجد؟!!
اقتربت منه و قالت بهمس: تعرف.. تعرفي أني بكرهك
نظر لها بصدمة، لعل يكون هو سمع خطاء، لكن ضرخت بهِ مرة اخرى وهي تقول بغضب: عارف يعني إية بكرهك، كرهتك في كل مرة كنت بشوف فيها حد من صحابي بيتكلم على أبوه وانا كنت شبه اليتيمه وسطهم، كرهتك في كل مرة كنت بشوف ازاي البنات بتقول ده أبويا جاب، وسوي، وعمل، وراح، وجيه، كنت بكون وسطهم يتيمة، يتيمة رغم أن أبويا عايش!!
كرهتك في كل مرة كنت بحتاج لحضنك ومكنتش بلاقيه.
ابتسمت بوجع و واصلت: وبعد ما رجعت أعيش معاك، و قولت إنك هتعوضني، طلعت كنت بحلم! كنت عايشة في حلم، انا.. انا فعلًا يتيمة.
صرخت بهِ والدموعها تغرق وجهها: يا أخي ملعون ده شعور، ملعون شعور النقص اللي بسببك كنت ومازلت بحس بيه، يلعن شعور اليتم اللي خلتني احس بيه بالرخم إنك عايش على وش الدنيا، 19 سنة يتم يا صالح، 19 سنة بكرهك فيهم يا صالح، بكرهك
صالح بصدمة و ذهول من حدثها: بتكرهيني!! لية؟!! انا… انا لما بعد عنك كان عشان خاطر أمك… أمك كانت عايزه تبعد وانا احترمت قرارها، ده انا مكنتش عايز احرمك منيها عشان متكرهنيش!!
صرخت بغضب و قالت: تقوم تحرمني منك!! تحرمني من أقل حاجة كان نفسي فيها! تحرمني من الشعور بالأمان!! عارف يعني إية أمان؟! عارف يعني إية في سن ما البنات كانت بتلبس وتخرج انا كنت بتعلم ازاي أدافع عن نفسي! وكنت بدل ما اشتري لبس بناتي عشان اعيش حياتي كنت بلبس لبس الولاد عشان بس أحس بالأمان، عشان محسش أن في حد ممكن يقرب مني لأن معنديش ضهر أتسند عليه! انا بكرهك يا صالح، بكرهك وهفضل طول عمري أكرهك.
أنهت حدثها و تركت الكل و خرجت من المنزل و اخذت سيارتها و أنطلقت بها، بينما تميم فَ لحق بها سريعًا.
كانوا ينظروا لبعضهم بذهول من ذاك الموقف، و ألف سؤال يدور في أذهانهم، لكن قطع ذاك الصمت صوت الجد وهو يضرب بالعصا في الأرض بحدة: انت يا ولد
حاتم بنتباه: إية؟!
الجد بصرامة: لو انت عايز زهرا بصحيح أني موافق، بس بشرط تخدلها شقه زينه وتعملها فرح يليق بيها.
سميه بصراخ و غضب: وأني مش موافقة، وعلى جثتي بتي تاخد أبن الأسيوطي
الجد بحدة: واللي عملتي زمان بتك ممكن تعمله تاني يا سمية، وأني مش هسمح بكده أبدًا، هي كلمة وحده كتب كتاب زهرا علي حاتم أخر الشهر خلصناا
حاتم بفرحة: بجد يا حج؟ يعني هتجوز زهرا وهتكون مرتي قدام البلد كلتها صُح!!
الجد: اييوا يا ولدي يلا أتمشي دلوقت انت.
رهل نحو الحد بفرحة شديدة و قبلّ يده وقال: شكرًا اووي يا حج، شكرًا بجد
أنهى حديثه و رهل اتجاه الباب سريعًا وقبل أن يخرج من المنزل نظر نحو زهرا بحب شديد ثم تركهم و خرج مُتجه نحو منزله والفرحة تسيطر على قلبه.
بينما الجد فَ نظر نحو صالح و قال بلوم: شوكوفت يا صالح، ياما قولتلك قرب من بتك القسوة هتولد الكُره، وانت مسمعتش كلامي، و أهي بتك بقت بتكرهك، ومش مستحيه كمان إنها تقولها قدام الخلق كلاتهم، وقالتها في وشك كمان، ألحق بتك يا والدي ورجعها لحضنك.
أنهى كلماته و اتجاه نحو مكتبه الخاص، بينما صالح فَ كان يقف في بهو المنزل لا تحرك ولا يصدر أي رد فعل، فَكانت الصدمة تسيطر على جميع أطرافه.
أقترب منه حسام بحنان وسند صالح: تعالى يا عمي استريح شوية.
…
حسام وهو يسنده لكي يجلس علي أقرب مقعد: أهدى كده وشد حيلك، نور طيية، هي بس هتهدي وانت هتعرف تراضيها، أحتويها يا عمي، عارف لو روحتلها بكرا وخدها في حضنك هتسامحك وتنسى كل اللي قالته ده، البنت كل اللي بتبقى محتاجاه في المواقف اللي زي دي حضن، حضن يحسسها بالأمان وصدقني لو رضتها بكلمتين وحضنتها بس هتطير من الفرحة.
رد عليها صالح و الدموع تلمع في عينه: بتي بتكرهني يا حسام، أني اللي وصلتها إنها تكرهني، بس… بس أني مكنش جصدي أكده مكنش جصدي.
ربت على ظهره بحنان و قال له: اهدى بس كده واعمل اللي قولتلك عليه، وصدقني كل حاجة هتتحل.
سنده مرة أخرى حتى يذهب لغرفته وقال: أدخل أستريح دلوقت ومتفكرش في حاجة واصل ماشي.
دخله غرفته لكي يستريح، و خرج هو للأخر خارج المنزل.
**************
أما عند زهرا في غرفتها.
زينة بفرحة و مشاكسة: ايوا يا عم، وهنتجوز اللي بتحبه
زهرا وهي تجلس على الأريكة بتعب: خايفه قووي يا زينة
جلست زينة بجانبها و قالت بتسأل: هو انتِ مش فرحانه أن الموضوع اتحل خلاص؟
– مش مطمنه حاسه أن في حاجة هتحصل لسة، وكمان اللي حصل بين عمي ونور مضايقة عشانهم قووي.
زينة بحنان: متضايقيش اكيد هيتصالحوا
سميه وهي تفتح الباب بعنف: بقى يا فاجرة بتعشقي ابن الأسيوطي!!
زهرا بخوف و صراخ: في إية ياماا؟ أهدي بس هفهمك.
جذبتها سمية من شعرها بعنف وصفعتها صفعات متتالية بغضب وهس تصرخ بها: هو انتِ فكره إنك اكده بتلوي دراعي!! لاه ده أني أموتك وأشوي من دمك، أموتك بيدي ولا إنك تتجوزي أبن الأسيوطي يا فاجرة
زينة وهي تتشبث في ذراع سمية في محاولة لتخليص زهرا من يدها: اهدي بس يا عمتي و أسمعيني.
دفعتها بغضب حتى سقطت على الارض و هي تصرخ بها بعصبية: ابعديي عني انتِ كماان
ظلت تصفعها بغضب وتصرخ بها: بقى كنتِ بتنزلي كل يوم عشان تقابليه صُح؟ كنتي دايرة على حل شعرك يا صايعة.
نهضت زينة بالم وصرخت بأستنجاد: الحقوناااا، البتت هتموووت، يا جدوو يا حساام يا عمي
ظلت تستغيث بهم، وفي دقائق كان الكل يجتمع في غرفة زهرا.
دخل الجد الغرفة التي كانت مليئة بالصراخات، رأي سمية تمسك شعر زهرا الذي يكاد أن ينخلع في يدها، و وجهها الذي أصبح ينزف بشدة، صرخ في سمية بعصبية: سيبي البت يا سمية
سميه وهي تدفع زهرا بعيد عنها بعنف: إية يا بووي بتي وبربيها
الجد وهو ينظر لزهرا التي تكاد أن تقطع النفس: وجايه تربيها دلوقت لية؟ كنتِ تايهه عن بتك إياك؟!! اللي حصُل حصُل، البت كانت هتموت في يدك يا سمية، ليميها يا سمية وخلصنا خلاص.
عند بدء الجد الحديث كانت رهلت زينة تجلب حقيبة الأسعافات، أتت سريعًا و ساعدت زهرا على الجلوس علي الفراش، و بدأت في مداواه جروح وجهها الذي تنزف
زهرا بهلوسة: حشوها عني، هتموتني، أني آسفة
زينة وهي تربت على ظهرها: اهدي خلاص جدو جية، أهدي.
سمية بغضب وهي مُتجة نحو زهرا مرة أخرى: سبووني أشفيي غليلي منيها بنت الكلاب دي
نسك الجد ذرعها بغضب وقال بحدة: لو مديتي يدك على البت تاني يا سمية أني اللي هتصرف معاكِ فاهمة؟
لم ينتظر منها رد و غادر الغرفة.
بينما سمية فَنظرت لزهرا بحسرة و غل وقالت قبل ان تغادر: ماشي يا بت بطني، مااشي أني هربيكي.
أنهت حدثها كلمتها و خرجت من الغرفة لكن قابلت اميرة و هي تقول لها.
اميرة بشماته: وهه، هو مش انا قولتلك بكرا يبااان يا لداااغ اللبان، اهو كل حاجة باانت يا عمة، حقيقي يعني ونعمة الرباية
انهت جملتها وهي تضحك بصخب بينما سمية فَ دخلت غرفتها وهي تكاد أن تموت بحسرتها.
**************
NORA SAAD
بينما نور فَظلت تلف بالسيارة هُنا وهناك حتى رجعت مرة أخرى لمنزل زينة، فَهي تعلم أن زينة بالتاكيد سوف تقضي الليلة في منزل الجد، ركنت السيارة اسفل المنزل، و صعدت للمنزل.
بينما ذلك الذي كان يراقبها في صمت، قَجلس يفكر يصعد خلفها أم لا، ولكن انتهى القرار في أخر الأمر إنه انطلق بالسيارة نحو منزله.
**************
مر أسبوع على ابطالنا، دون جديد فَكان حاتم يجهز نفسه لعقد قرأنه، و صالح و الجد ظلا في عملهم، بينما تميم فَكان يرتب لكيف سوف يصالح نور، و سمية كانت طوال الوقت تراقب زهرا وتعنفها كل ما تتصادم بها، أما اميرة فَكانت تخطط لشيء ما، وحسام كان ينهي بعض العمل في الصعيد لكي يرتب حاله ويعود للقاهرة.
في منزل زهرا.
– ممكن اتكلم معاكي؟
نور وهي تجلس على الأريكة: اتفضلي
زينة وهي تربت على ظهرها: والله تميم بيحبك
– وهو في حد بيحب حد يعمل اللي عمله ده
زينه بتبرير: والله ندمان، والله العظيم ندمان، الشطان وسوس في دماغه و مشفش قدامه، والله بيحبك يا نور، انتي متعرفيش تميم عامل ايه منغيرك، ده حسام بيقولي ان كل ليلة بيشوفه بيعيط زي العيال الصغيرة، وكل اللي طالع عليه نور هتسبني وهي كرهاني، انا اللي ضيعتها من أيدي
نور بسخرية: وهو بقى اللي قالك تقوليلي الكلمتين دول؟
زينة بجدية: والله تميم ما يعرف أني بتكلم معاكي اصلًا في الموضوع ده، ولا اتكلم معايا في حاجة، انا اللي بقولك كده من نفسي عشان شايفة حبك لتميم في عينك يا نور، شايفة إنك لسه بتحبي.
نور وهي تعانقها: هفكر يا زينة هفكر.
بادلتها العناق، ثم قالت: صحيح انا نازله إسكندرية.
زينة بتعجب: لية يا نور؟
– محتاجة أكون لوحدي شوية، عايزة أفكر بهدوء
زينة بحب: ماشي يا حببتي توصلي بالسلامة، هتنزلي امتى؟
– دلوقت، يدوب الحق.
– طب أستني أجي معاكِ اوصلك
نور برفض: لا لا عايزة اكون لوحدي.
عانقتها مرة أخرى وهي تقول لها: خلي بالك من نفسك بقى، ومتتاخريش هناك ماشي؟
بادلتها العناق وهمست لها: حاضر، هتوحشيني.
ودعا بعضهم، ثم نزلت نور مُتجه نحو القطار لكي تذهب إلى الإسكندرية.
بينما زينة فور هبوط نور أجرت مكالمة هاتفية لحسام.
زينة: ألحق يا زفت نور نازلت إسكندرية
……..
– وانا إش عرفني هتروح فين في إسكندرية.
………
– مسالتش يا حسام نسيت
……..
– متهيألي بنت خالتها ممكن تكون عارفة إية الأماكن اللي نور بتحب تروحها، بص هجبلك رقم هنا وانت اتصرف.
…….
– أكتب 012*** يلا باي، ابقى قولي وصلت لإية.
**************
بينما عند حسام، فَ أنهى مكالمته مع زينة و رهل سريعًا إلي غرفة تميم.
حسام وهو ينزع الغطاء من تميم: اصحى يا بني آدم
تميم بعصبية وهو ياخذ منه الغطاء: في إية يا زقت.
حسام وهو يجلس على الفراش بجانب تميم: ابدًا كنت عايز اقولك أن نور نزلت إسكندرية.
أتعدل في جلسته بسرعة وقال بدهشة: نعم؟!! ليه وازاي وامتى؟
– في إية يا عم نزلت دلوقت.
تميم وهو ينهض من على الفراش و ياخذ القميص من على الأريكة و يرتدي بسرعة: وانا اوصلها ازاي دلوقت؟ وهي راحت لمين إسكندرية اساسًا؟
حسام وهو ينهض أيضُا: انا جبت رقم بنت خالتها، روح انت يمكن تلحقها في القطر وانا هسبقك بالعريية وهتصل بهنا أسالها إذا كانت كلمتها أو حتى أسالها علي الأماكن اللي بتحب تقعد فيها في إسكندرية وهدور فيها لحد ما توصل انت.
وافقه تميم سريعًا دون تفكير، و رهلا الأثنين كل منهم في أتجه، ولكن كل منهم مُتجه إلي الإسكندرية، ولكن في الحقيقة فَكان كل منهم ذاهب للإسكندرية لسبب غير الآخر.
**************
بعد عدة ساعات.
كانت تجلس شارده على أحد مقعاد شواطئ الإسكندرية، وأمواج البحر تضرب بشدة بسبب الرياح، و بينما هي فَكانت غارقه في بحر آخر، كانت تغرق في بحر من الذكريات، كانت تتذكر كل لحظة سوداء عاشت بها، ومرت عليها و تبكي، كانت تبكي وتبكي، و صوت شهقاتها يعلو أكثر وجسدها يرتجف بشدة من أثر البُكاء، خرجت من شرودها حينما شعرت بأحد يجلس بجانبها، و أتنفض جسدها عندما ذلك الشخص مد أنامله ومسح دموعها التي تنساب على وجهها مثل الشلال.
نور بفزع: آهه، خضتني!
لم يهتم برد فعلها، فقط مسح دموعها التي زادت عندما رأته وقال لها: بتعيطي لية دلوقت؟
بعدت يده عن وجهها و ردت بسخرية: ابدًا بعيط على خبتي
رد الآخر بمرح: طب ممكن تحطي خبتك على خبتي وتيجي معايا البيت؟
ردت عليه وهي تحبس دموعها في عينيها: امشي يا تميم من هنا، وعايزه اطلقك، طلقني لو سمحت
تميم بتجاهل لحدثها: تعرفي
….
لم يهتم لردها فواصل: انا حاليا شايف العفاريت بترقص قدامي، و عايز اكسر دماغك ميت حتة، بقي انا اقعد 6 ساعات بدور عليكِ يا نور ده كلام برضة؟!!
نور بسخرية: تعبت نفسك معلش، هو انت ايه اللي جابك ورايا اصلًا؟!
تميم بجدية: تعرفي بجد انا نفسي في إيه دلوقت؟
نظرت له بتسأل.
اقترب منها وحاوط كتفِها وضمها له، وقال: ميلي راسك على كتفي و عيطي
نور وهي تحاول أن تحرر نفسها منه: ابعدد عني،
تميم أبعد
ضمها له أكثر بعند و قال: متحاوليش تُفركي كتير عشان الناس وكده، ياريت تستمتعي باللحظة
نظرت له بغيظ وقالت: أستمتع في عينك احنا هنط* اععععع كده كملت
قطع حدثها هبوط الأمطار عليهم، تشبثت نور في ملابس تميم بقوة بينما تميم فَ نظر للسماء بصعوبة و هو يقول: هاا أي رأيك؟
نور وهي تتحدث بصعوبة ببسبب جسدها الذي يرتجف من شدة البرودة: رأي في إية؟ ده انا هاخد برد الله يحرقك
ضحك بشدة وقال: فصيلة اوي عىي فكرة
نظر لها بحب وحاوطها اكثر بذراعه: كده احسن؟
تشبث في ملابسه بكل قوتها، ثم قالت وهي ترتجف وتتلعثم من أثر البرودة: انا مش مسمحاك على اللي عملته على فكرة
ضمها له أكثر و الدموع لمعت في عينه وقال: وانا ندمان يا نور، اقسم بالله ندمان، انتِ متعرفيش حصلي ايه الاسبوعين اللي كنتي فيهم بعيد عني، كل ما اتخيل انك ممكن تبعدي عني وكمان وانتِ كرهاني بحس اني هموت يا نور، سامحيني لو ليا في قلبك ذرة حب سامحيني
لم ترد عليه بل أكتفت إنها تدفن وجهها في صدره وحررت دموعها، بينما هو فَ كان يضمها له و كأنه يريد أن يحتفظ بها في صدره! دقائق مرت هكذا في جو هاديء، و الأمطار وقفت عن الهبوط، قطعت هي ذلك الأجواء وقال وهي تخرج من أحضانه.
– هو انت عرفت منين أني هنا؟ يكنش البت زينة هي اللي اتصلت بيك و قالتلك؟!!
ضرب الآخر كف على كف و هو يقول: يخرب بيت فصلانك يا شيخة، هو ده وقت أسئلة؟ طب استمتعي باللحظة حتى!
مسحت أثار دموعها و قالت بتسأل: ايوا يعني جاي لية برضه؟
– جاي اصالحك يا نور، يعني هكون جاي لية؟
نهضت بحماس وهي تقول: طب يلاا
-هو مش انتي كنتي بردانه من خمس دقائق يا بت انتي؟
– لا منا دفيت خلاص
غمز لها بمشاكسة وقال: يعني حضني دفاكي مش كده؟
نجزته في صدره بغيظ وقالت: يووه يلاا بقى يا تيم.
– يلا فين يا بنتي؟!
-صالحني
– اصالحك منا صالحتك خلاص
نور بصوت عالي بعض الشيء: نعم بقى انت كده صالحتني؟!! مين اللي قال أني اتصالحت؟!
تميم وهو يجز على اسنانه: واصالحك ازاي؟
– وانا إش عرفني، هو انا كمان اللي هقولك تصالحني ازاي؟!
أنهت جملتها وهي تكتف ذراعيها و علامات الخزن ظهرت على ملامحها، أقترب منها تميم وهو يغمز لها: انا عرفت هصالحك ازاي
نور بحماس طفلة لم تتجاوز الخمس اعوام: قول
تميم وهو يحضن كف يدها و يتحركا من مكانهم: احنا نروح نحجز يومين في فندق هنا في إسكندرية، ونبدأ بقى رحلة الصلح اشطا؟
– هو ده الحلو بالنسبالك؟ حجز يومين في فندق وبس كده
تميم بغيظ منها: ما تصبري على رزقك بقى، وخليني اجهزلك في دماغي برنامج حلو كده و يعجبك
رفعت رأسها لكبرياء، وقالت: أممم أفكر.
نظر لها بقرف ثم دفعها برفق للأمام وهو يقول: طب قدامي.
**************
في مكان أخر.
– الو هنا معايا
……..
– انا حسام أبن عم نور كنت بس بسألك هي نور كلمتك؟
….
– طب ممكن اقابلك عشان محتاجك ضروري.
……..
– أصل نور سابت الشرقية وقالت إنها نازلة إسكندرية، وتميم بيدور عليها فَ قولت أكيد يعني انتِ عارفة هي بتحب تقعد فين أو إية هي الأماكن اللي بتروحها
…….
خلاص تمام ربع ساعة وهكون عندك سلام.
…….
**************
في مكان أخر، و خصوصًا في دار الحج دهشان.
اميرة بسخرية: عاملة إية يا أم العروسة دلوجت؟
سمية بحسره: بقولك إية يا اميرة مش ناقصة هي كيد النساوين بتاعك دة
اميرة بضحكة سمجة: لية هو أني اتكلمت يا عمة؟!!
سمية وهي تنهض بعصبية: أديني سيبهالك يا اميرة، آه صحيح، أبقي شوفي فين جوزك أصل انا عرفت إنه راح مصر عشان يصالح ست الحُسن عن إذنك.
(طبعًا مش محتاحين أقولكم أن اميرة كانت بتولع 🙂طب نسبهم يولعوا ونرجع لتميم)
**************
في الإسكندرية، في احد الفنادق الشهيرة.
نور وهي تنظر للفندق بنبهار: واو، لأ لأ طلعت بتفهم بصحيح.
تميم وهي يضربها على رأسها بخفه: يخرب بيت الرومانسية يا جدع.
نور بضحكة غبية: لأ ده انا في الرومانسية معنديش ياما ارحميني خلي في علمك.
تجاهلها و أتجه نحو موظفين الاستقبال.
بينما نور فَ ركضت خلفه وهي تصيح بهِ: استنى يا جدع في وحده وقعت منمكهنا.
مسك يدها و ضحك و هو يقول: طب يلا يا اخرة صبري
– يلا إية هو انت لحقت حجزت الأوض؟!
تميم وهو يشبك يده بيدها ويسحبها خلفه: شوفتي السرعة، يلا بقي اخلصي انتِ هتحققي معايا.
ردت عليه بتذمر: إية يا عم الجري ده هو في حد بيجري وراك؟!
أخيرًا كانا وصلا للجناح الخاص بهم، دفعها لداخل الغرفة و هو يقول: اخلصي أدخلي يلا.
نور بعتراض: يووه ما براحه يا عم هي الأوضة هت*
أيي ضااا !!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية هذا ليس عالمي)