روايات

رواية أحببتها ولكن 7 الفصل الأربعون 40 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 7 الفصل الأربعون 40 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 7 البارت الأربعون

رواية أحببتها ولكن 7 الجزء الأربعون

رواية أحببتها ولكن 7 الحلقة الأربعون

نظر إليه الصغير وأبتسم ثم ألتفت إلى “مُـهاب” و “وهـيب” اللذان أبتسما إليه لينظر الصغير إلى والده وقال متسائلًا:
«”بابا” هو “يزيد” راح فين؟»
«قولتلك راح مشوار مهم تبع الكلية بتاعته وجاي تاني» نطق بها “حُـذيفة” بنبرةٍ هادئة ليتعجب كلًا مِن الشابان مِن إجابة “حُـذيفة” وسؤال الصغير، ولَكِنّ قا.طع تفكيرهما صوت “حُـذيفة” الذي قال متسائلًا:
«تحبّوا تشربوا إيه»
«ممكن قهوة» نطق بها “وهـيب” بنبرةٍ هادئة وهو ينظر إليه، بينما نظر “حُـذيفة” إلى صغيره وقال بنبرةٍ هادئة وهو يرتب إليه خصلاته المبعـ ـثرة:
«روح قول لـ طنط “زينب” تعمل أتنين قهوة وبعد كدا روح أوضتي هات السبحة بتاعتي وتعالى»
حرك الصغير رأسه بحماسٍ ثم تركه وركض إلى القصر مرةٍ أخرى كي يفعل ما طلبه مِنهُ والده، بينما نظر “حُـذيفة” إلى الشابا.ن مرةٍ أخرى وقال معتذرًا:
«انا آسف على المقا.طعة دي بس العيلة بقى»
«لا مفيش أي حاجه، هو ابن حضرتك؟» نطق بها “مُـهاب” متسائلًا ليبتسم الآخر مجيبًا عليه قائلًا:
«آه، “عدنان” عنده تلات سنين»
«بسم الله ما شاء الله، ربنا يحفظه» نطق بها “مُـهاب” مبتسمًا ثم أضاف متسائلًا:
«هو “يزيد” مش هنا فعلًا؟»
«أيوه، هو انا بصراحة مش عارف أقولهاكم إزاي بس لازم أقولكم عشان كلامكم هيفرق معايا جدًا ويمكن يكون سـ ـبب في إنقا.ذ “يزيد” أخويا» نطق بها “حُذيفة” بنبرةٍ هادئة وهو ينظر إليهما ليتعجبا الشابا.ن كثيرًا وبدأ التعجب يسيطر على معالم وجهيهما
«هو إيه اللي حصل لـ “يزيد”؟» نطق بها “وهـيب” بنبرةٍ هادئة وهو ينظر إلى “حُـذيفة” الذي زفـ ـر بعمـ ـقٍ وقال بنبرةٍ هادئة:
«”يزيد” أتقـ ـبض عليه إمبارح الساعة واحدة ونص بليل وخد أربع أيام على ذمة التحقـ ـيق» نطق بها “حُـذيفة” بنبرةٍ هادئة وهو ينظر إليهما نظراتٍ هادئة كـ نبرة صوته وكأنه يخبرهما أنه قد ضب أغراضه وسافر إلى إحدى البلدات الترفيهية، ليس وكأنه قد تم القبـ ـض عليه ووضعه خلف القضبا.ن
«إيـه؟، إزاي، دا كان لسه معانا إمبارح مفيش أي حاجه، إيه اللي حصل لـ “يزيد”؟» نطق بها “مُـهاب” الذي أنتفـ ـض في جلسته كمَن لد.غته حيـ ـة سا.مة فور سماعه إلى ما قاله “حُـذيفة”، نقل بصره إلى “وهـيب” الذي كان ينظر إلى الآخر بهدوءٍ غير معهودٍ وكأنه خبرًا عاديًا كبقية الأخبار التي يسمعها على مدار اليوم.
_____________________
«”الحالُ لَم يكُن هو الحالُ في الحاضر، فلذة الحاضر نعيمٌ”»
دلف إلى غرفته مغـ ـلقًا الباب خلفه ليُبصر صغيره يجلس أرضًا وبيده ورقة بيضاء وبعض أقلام الألو.ان، ممسكًا بـ إحدى الأقلام التي كان يُحركها في كل مكان بإند.ماجٍ شـ ـديد، ترك أغراضه على سطح الطاولة وتقدم مِنهُ بخطى هادئة وبصره مثبت على صغيره، جلس على طرف الفراش وأستند بـ كلا ذراعيه على فخذيه يشاهد صغيره وللحظة شعر بالسعادة والفخر حينما بصر ما يقوم بتلوينه
«بتعمل إيه يا “رائد”؟» نطق بها “ليل” بنبرةٍ هادئة ومتسائلة وهو ينظر إلى صغيره الذي رفع رأسه ينظر إلى والده الذي كان ينظر إليه، نظر الصغير إلى الورقة مرةٍ أخرى ثم أبتسم أبتسامة جميلة ونظر إلى والده مرةٍ أخرى وقال:
«برسم، حلوة الرسمة؟»
أبتسم “ليل” إليه وقال بنبرةٍ هادئة وحنونة متسائلًا بعد أن مسّد على خصلاته السو.د.اء الناعمة:
«حلوة أوي، شاطر، بس أنتَ راسم مين؟»
«انا، وأنتَ، وماما، ورودينا» نطق بها الصغير وهو ينظر إلى والده الذي جلس بجواره على الأرض ينظر إليه بأهتمامٍ شـ ـديدٍ، ليقول بنبرةٍ هادئة:
«مبسوط إن هيكون عندك أخت»
«آه، انا بحبّها مِن دلوقتي وقولت لماما إني مش هسيبها وهفضل جنبها وهخلّيها تلعب بـ ألعابي كمان، وأنتَ كمان مبسوط زَّيي صح؟» نطق بها الصغير بكل براءة وهو ينظر إلى والده الذي أطمئن قلبه على مشاعر هذا الصغير تجاه صغيرته التي أمامها بضعة أيام وتُصبح بينهم ليبتسم إليه ويُجيبه بنبرةٍ هادئةٍ قائلًا:
«مبسوط أوي، هتفضلوا أحلى حاجه فـ حياتي كلها يا “رائد”، انا بخا.ف عليك وبحبّك، وعايز أشوفك أحسن واحد فـ الدُنيا، وعايزك كمان تحبّ أختك وتكون جنبها أي حدّ يز.علها أو يعملها حاجه تكون أنتَ الد.رع الحا.مي ليها، وهي هتكون بتحبّك أوي، فاهم اللي بقوله؟»
حرك الصغير رأسه برفقٍ والأبتسامة تزين ثغره ليبتسم إليه “ليل” ويفرد ذراعيه في الهواء قائلًا بنبرةٍ هادئة:
«طب ما تجيب حُضن بقى، دا انا حتى بقالي كام يوم متحضنتش حتى أمـ ـك مش معـ ـبراني يرضيك كدا»
ضحك الصغير على قول والده لينهض ويدلف إلى دفء أحضانه ليضمه “ليل” مطبـ ـقًا بذراعيه عليه بحبٍّ شـ ـديدٍ طابعًا قْبّلة على خده الصغير، شرد بذهنه بعيدًا، حيثُ كان طا.ئشًا لا يعـ ـبء ولا يكتـ ـرث لأحدٍ البتة، ير.فض الزواج وير.فض بناء عائلة صغيرة وير.فض أن يكون رجـ ـلٌ ذو مسؤولية، ير.فض كل شيء، تذكَّر حينما كان يصاحب أصحاب السو.ء الذين كانوا يتجـ ـسدون في هيئة الأبرياء أمامه، وكيف كان ير.فض حُبّ روزي ودومًا ينفـ ـر مِنها ويمقـ ـت الزواج بشكل عمومي، عاد يرىٰ حياته الآن التي أتخذت طريقًا آخر ومسارًا آخر لتُريه كيف أستطاعت جعله يعيش تلك اللحظات التي كان يمقـ ـتها ويسخـ ـر مِنها
نظر إلى صغيره الذي كان بين أحضانه وعلّـ ـت أبتسامة سا.خرة فمه، ها هو الآن يضم صغيره، قطـ ـعة مِنهُ، ضـ ـلعه الثانِ الذي جاء ليقوم بد.عم الضـ ـلع الما.ئل، شعر بشعورٍ غريبٍ عليهِ لأول مرة يشعر بهِ، جاء هذا الشعور حينما ضم صغيره، مشاعر الأبوة والحُبّ سيطـ ـرا عليه، شعر في هذه اللحظة بالأنتشا.ء، كان ينفُـ ـر مِن شعورٍ هو الأجمل على الإطلاق الآن، فـ شعوره أنه يضم صغيره والذي هو أيضًا ثمرة حُبّه وحُبّ زوجته الحبيبة هو الألطف على الإطلاق، وفي هذه اللحظة أخذ عهـ ـدًا على نفسه بأن لا يجعل صغيره يبتـ ـعد عنهُ أو يتأ.لم في حضوره، يُريد فعل كل شيءٍ لهُ مهما كان
زفـ ـر بعمـ ـقٍ ومسّد على ظهره برفقٍ شـ ـديدٍ ليقرر في هذه اللحظة الذهاب إلى شقيقه والجلوس رفقتهِ والتحدث معهُ قليلًا فمنذ زمن لَم يجلس رفقتهِ ويحا.دثه، نهض بالفعل وهو مازال يحمل صغيره على ذراعه ثم توجه بهِ إلى خارج الغرفة وهو ينتوي التحدث معهُ في محاولةٍ مِنهُ لإخضا.عه تجاه زوجته البـ ـريئة التي مازال يراها مـ ـذنبةً في عينيه
____________________
«”أخذوا صغيري بالقو.ة”»
كانت “نـوران” تجلس في غرفتها على فراشها تبكي وتنتـ ـحب، فمنذ أن أعتـ ـقلوا صغيرها وفلـ ـذة كبـ ـدها وهي تبكي وتر.فض الخروج إلا بحضور ولدها الصغير، تعا.لت الطرقات على باب الغرفة لتنظر هي إلى الباب دون أن تسمح لـ الطارق بالدلوف، فُتِحَ الباب ودلفت “تيسير” التي نظرت إليها ثم أغـ ـلقت الباب خلفها وتقدمت مِنها بخطىٰ هادئة حتى جلست أمامها بهدوءٍ تنظر لها
«ينفع كدا يعني، طب وأخرتها إيه، هيرجع كدا يعني، وحدي الله وصلِّ على النبي فـ قلبك كدا هو دا رضاكي بقضا.ء ربنا يا “نـوران”؟» نطقت بها “تيسير” التي كانت تنظر إليها بهدوءٍ وحزنٌ شـ ـديدٌ عليها، نظرت إليها “نـوران” بعينين باكيتان لتقول بنبرةٍ با.كيةٍ:
«أبني أتا.خد يا “تيسير”، خـ ـدوا أبني حبيبي، خـ ـدوا ضنايا مِني، خـ ـدوا رو.حي وحـ ـرقوا قلبي عليه، دا نسمة، آه لو يشوفوه بيتعامل مع البنـ ـات أزاي أقسم بالله ما يصدقوا، حبيبي لسه بيخـ ـطط لمستقبله ويرسم حياته قدام كل دا يطيـ ـر فـ الهو.ىٰ وكأنه سَّر.اب، هو وأخوه عندي بالدنيا كلها انا عايشه عشانهم هما، هما دُنيتي وسندي، مش قا.درة أقتنع ومش هقتنع باللي بيقولوه دا أبدًا، انا عارفه أبني كويس أوي، مهما قالوا عليه وأتحـ ـدوا كدا كلهم ضـ ـدي واللهِ ما أصدقهم انا عارفه أبني كويس أوي دا تربيتي، ولا هي الدُنيا كدا مبتجـ ـيش غير على الغـ ـلبان بس»
«وَحِدِي الله يا “نـوران” وأهدي، شـ ـدة وتز.ول واللهِ كلنا عارفين “يزيد” وعارفين أخلا.قه كلنا نشهد بكدا، أهدي يا حبيبتي المظلو.م بيتر.دّله حقه وكلنا عارفين إن “يزيد” مظلو.م واللي عمل كدا قا.صدها وربنا هيجا.زيه عشان أفتر.ىٰ على واحد ملهوش ذ.نب بـ أفعاله دي، ربنا يهو.نها عليكي وعليه هو كمان أول مرة فـ مش عارف إيه اللي بيحصل حواليه هناك، أدعيله يا “نـوران”، أدعيله يا حبيبتي، ربنا ير.دّه لينا بالسلامة ويجا.زي إللي كان السـ ـبب»
هكذا قامت “تيسير” بمؤازرة “نـوران” فهي لا تملُّك شيئًا تفعله سوىٰ مؤازرتها ودعمها ببعض الكلمات الشهيرة، ربتت على يدها برفقٍ وهي تنظر إليها وهي تشعر بالحزن لأجلها ولأجل “يزيد” هذا الشا.ب الهادئ اللطيف الذي تُحبّه، دلف “حُـذيفة” في هذه اللحظة ورأى زوجة عمه تجاور والدته تقوم بمؤازرتها، أغـ ـلق الباب خلفه واقترب مِنها بخطىٰ هادئة حتى جاور والدته التي أستمرت على حالها، نظر إليها فيما أستأذنت “تيسير” وخرجت حتى تعطيهما مسا.حتهما الشخصية للتحدث
مَد كفيه الدا.فئين ومـ ـسح عبراتها التي كانت تتسا.قط على صفحة وجهها بإبهاميه بحنوٍ بـ ـلغ أشُـ ـده ليرىٰ بكاءها يشـ ـتد، حينها حاوطها بذراعيه وضمها إلى دفء أحضانهِ التي كانت كـ الغْوثِ بالنسبة إليها في هذه اللحظة، لثم مقدمة رأسها بهدوءٍ وأخذ يمـ ـسح على ظهرها برفقٍ حتى تهـ ـدأ، يعلم أن قلبها يؤ.لمها على صغيرها، ولَكِن أ.لم قلبه مضا.عفًا فهذا أيضًا صغيره وأخيه الحبيب الذي نشأ معه في بيئةٍ تتمناها الأعين وتطلبها القلوب
«بالله عليكِ يا حبيبتي تهـ ـدي وتبطلي عياط دموعك نشفـ ـت وصوتك تعـ ـب، يعني هو كدا مبسوط بذمتك، دا بدل ما تقومي تتوضي وتصلي ركعتين قضا.ء حاجه وتدعيله، طب إيه قولك إنه موَّ.صي “بابا” عليكِ، آه واللهِ تخيلي، قاله متخليهاش تز.عل وقولها إني كويس، إيه يا ست الكل أنتِ جايبه رجا.لة بشنـ ـبات يتهـ ـزلها قلوب ويتضـ ـربلها تعظـ ـيم سلام، خا.يفه عليه مِن إيه دا را.جل دلوقتي أهو وكلها كام شهر ويتخرج ويبقى خريج فنون جميلة، وحدي الله فـ قلبك وصلِّ على النبي وأستعيذي بالله ومتسمحيش لـ الشـ ـيطان يسـ ـيطر على تفكيرك، إبنك را.جل ويسـ ـد فـ أي حاجه»
أنهـ ـىٰ حديثه وهو ينظر إليها يرىٰ تأ.ثير كلماته على معالم وجهها التي لانت تزامناً مع تحدثه معها لتسير الطمأنينة دا.خل قلبها الذي كان يصر.خ أ.لمًا خو.فًا وقـ ـهرًا على هذا اللطيف، رفعت رأسها برفقٍ تنظر إلى وجه ولدها الذي أبتسم إليها ولثم جبينها بـ قْبّلة حنونة يطمئنها أن كل شيءٍ سيسر كما يريد ولن يصمت حتى يأتي ببر.اءتهِ ويعود بهِ إلى المنزل مرةٍ أخرىٰ، يعلم مدىٰ تعـ ـلّق الجميع بهِ وحبّهم الشـ ـديد نحوه ولذلك لن يهـ ـدأ حتى يعود بهِ أمنـ ـاً مطمئناً
«هو كويس، صح يا “حُـذيفة”، “يـزيد” كويس، مش هيعملوا فيه حاجه ولا يأ.ذوه هناك؟» نطقت بها “نـوران” تُحاول طمئنة قلبها ورؤية الصدق في عينيه قبل حديثه فهي تثـ ـق بهِ وبما يقوله وكأنه يخبرها بما توّد هي الأستماع إليه، فيما أبتسم هو لها ولثم جبينها بحنوٍ وقال بنبرةٍ هادئة:
«كويس وزَّي الفُل، محدش هيعمله حاجه وهيخرج على رجـ ـليه سا.ند طوله وعو.ده مشـ ـدود وكأن مفيش حاجه حصلت، أبنك را.جل، “يـزيد” العيل الصغير بتاع إمبارح كبر يا حبيبتي خلاص وبقى بشـ ـنبات، متخا.فيش عليه وربنا مش هيسيبه فـ ظُـ ـلُمات البشر كتير وهيجبر بخاطره، إسمه “العادل”»
حسنًا أستطاع إخما.د بر.كان ثو.رانها وخو.فها المبا.لغ بهِ تجاه صغيرها، أستقرت داخل أحضانه تنعم بحنانه، بينما شعر هو بالمسؤولية تز.داد على عا.قبيه وقد شعر أنه يجب أن يبدء الآن في البحث عن أد.لة تُثبـ ـت برا.ءة هذا المسـ ـكين الذي بدأ يخـ ـطط إلى مستقبله وحياته مع حبيبته ورو.حه التي يسكن إليها في أشـ ـد الأوقات الصـ ـعبة التي تعصـ ـف بهِ دون هوادة.
_______________________
«”إن كانت العينُ لَم تُبصر الحقيقة، فـ تبًـ ـا للأستماع إلى الألسنة السا.مة”»
كان يجلس على فراشه في غرفته التي كان شقيقه يشاركه بها في يومٍ مِن الأيام، قبل أن تأتي صاحبة العينين الكحيلة تسر.ق بصره وتعـ ـمي قلبه الذي أصا.بته بـ لعـ ـنة حُبّها حتى أصبح مهـ ـووسًا بها اليوم، يرىٰ نظرة عينيها الفيروزية الكحيلة التي تجعله يخـ ـضع إليها ويُلبي إليها مطالبها التي كانت لا تعتبر أموالًا أو ألماسًا أو سياراتٍ، بل كانت حُبًّا، كانت تطـ ـمع في عناقه الدا.فئ، كانت تطـ ـمع في إلقا.ء تغز.له بها طوال الوقت وخصيصًا عينيها التي تأتي بهِ صر.يعًا، تطـ ـمع في نظرة عاشـ ـق، وأبتسامة شا.بٌ مُحبٌّ، وحنان أبٍ يخـ ـشىٰ على صغيرته المدللة
تعا.لت الطرقات على باب الغرفة جعلت الأخر يخرج مِن شروده في اللا شيء وسمح لـ الطارق في الدلوف، دلف الآخر الذي ر.مقه نظرةٍ عابرة وهو ينتوي على إلقا.ء حديثه اللا.ذع على مسا.مع هذا الحقـ ـير في وجهة نظره هو، وحينما تقدم تجاهه بخطىٰ هادئة ينتوي على تأ.ديبه رأىٰ الآخر يقـ ـفز مِن على فراشه وير.تمي داخل أحضانه يعانقه بقو.ةٍ وحما.سٍ غير معهودين، فيما تصـ ـلب جسد الآخر بسـ ـبب إند.فاع هذا الصغير إليه بتلك الطريقة المفا.جئة
«وحشتني، وحشتني أقسم بالله حاسس إني مشوفتكش بقالي كتير أوي، كويس إنك جيت الحمد لله لحقـ ـتني»
تعجب الآخر مِن حديث شقيقه الغير مرئي بالنسبة إليه حتى الآن، ولَكِنّهُ عانقه مطبـ ـقًا بذراعيه عليه دون أن يتحدث محاولًا أستجـ ـماع كلمات شقيقه الغير مفهومة، وخصيصًا عندما قال كلمته الأخيرة، عقد المسافة بين حاجبيه وأجابه بنبرةٍ فا.ترة قصـ ـدها عن عـ ـمدٍ:
«وحياة أ.مك؟، دلوقتي وحشتك، جاي بعد شهر مسألتش فيهم عليا وكأني فـ الحز.ن مد.عي وفي الفرح منـ ـسي، طب أفرض حصلي حاجه ولا مُـ ـت يا حيلـ ـتها هتعمل إيه، وعهد الله يا “طـه” أنتَ محتاج تتأ.دب مِن أول وجديد وتأ.ديبك على إيدي إن شاء الله وعشان انا بفهم وكبيرك جيتلك وجيت على نفسي»
شعر الآخر بالحر.ج الشـ ـديد مِن حديث أخيه الذي لَم يعهده قـ ـط ليبتـ ـعد عنه وهو يتكـ ـئ برأسهِ إلى الأسفل بخز.يٍ وهتف بنبرةٍ هادئة:
«حـ ـقك ومقدرش ألومك، انا فعلًا مأ.ثر مِن ناحيتك وعارف إنك ز.علان مِني أوي عشان مش بكلمك، بس أقسم بالله انا كل مرة كُنْت باجي عشان أكلمك أرجع فـ كلامي، كُل مرة كُنْت ببقى عايز أهر.ب مِن دماغي وبفكر أجيلك أرجع واحبـ ـس نفسي فـ أوضتي، خو.فت تر.دني تاني وتفتكرني مبجر.يش عليك غير فـ المصا.يب بس، مع إني أقسم بالله بحاول أعمل أي حاجه حلوة عشان خاطر أجـ ـري عليك فـ مرة وأفرحك بيها ساعتها، حقك على راسي وانتَ كبيري وزعلك غا.لي على قلبي، سامح أخوك الصغير اللي ملهوش غيرك»
أنهـ ـىٰ “طـه” حديثه الغير معهـ ـودٍ ألبتة بالنسبة إلى “ليل” الذي طالعه بنظرةٍ مستنكرة ومتعجبة، بالطبع هذا ليس بأخاه أين هذا المختـ ـل الذي كان يفتعـ ـل المقالب بهِ ويُثـ ـير جبعته متلذذًا بأفعاله الصبيا.نية نحوه، يرىٰ آخر يقف أمامه متكـ ـئ الرأس بخز.يٍ غير عادي، مدَّ كفه ووضعه على كتفه مشـ ـددًا عليه برفقٍ وهو مازال ينظر إليه ولا يعلم لِمَ شعر بأن ثمة خطبٌ ما يحدث مع أخيه الذي كان على غير سا.بق عهده
جـ ـذبه برفقٍ تجاه الفراش خاصته بعد أن أمسك كفه ليقوم بالجلوس أولًا أتبعه أخيه الذي كان ينظر إليه بهدوءٍ غير عادي، فيما أخذ “ليل” نفسًا عميـ ـقًا ثم زفـ ـره بقو.ةٍ محاولًا التحلي بالهدوء أمام أخيه الصغير الذي مِن المؤكد أن وشاح البراءة ذاك ما هو إلا سا.ترًا يخـ ـفي شخصيته المجـ ـنونة خلفه والتي تحضر كيفما تشاء
«مالك يا “طـه”؟، في إيه وإيه اللي بتقوله دا انا مش فاهم حاجه، أنتَ كويس؟» نطق بها متسائلًا بعدما تسـ ـلح بالهدوء والرزانة أمامه، أطمئن الآخر أنه سيستمع إليه حتى ينتهـ ـي دون أن يصر.خ عليه، ولذلك أبتعـ ـد عنه “طـه” ينظر إلى معالم وجه أخيه الذي كان ير.مقه بنظراتٍ حا.دة يحاوطها الشـ ـك، أزد.اد لعا.به بهدوءٍ شـ ـديدٍ وبدأ بسرد كل شيء إليه وهو ير.مقه بين الفينة والأخرىٰ تقا.سيم وجهه خشـ ـيةً مِن تفاجئه بر.دّة فعل طا.ئشة
«انا بصراحة عملت حاجه وخا.يف مِنك وعارف إنها غـ ـلط وانا غـ ـلطت ومُعتـ ـرف بغـ ـلطي، انا سحبـ ـت خمس آلآف جنيه مِن الفيزا بتاعتي عشان صاحبي كان مزنو.ق فيهم فـ جالي وانا بصراحة أتر.ددت شويه وكُنْت هر.فض، بس مقدرتش فضل يز.ن عليا ويتر.جاني وقالي محتا.جهم أوي وانا بدأت أتر.دد ومش عارف أعمل إيه، بس مع إصراره روحت سحبـ ـتهم فعلًا بعد ما خلصت جامعة وأديتهومله وهو قالي لو عايز تمضـ ـيني على أي حاجه انا مستعد بس انا أتحـ ـرجت، ومقدرتش بصراحة، فـ دلوقتي انا سمعت إنه الدنيا تمام معاه وبرضوا أتر.ددت أقوله عايز الفلوس بس صاحبي شجـ ـعني وقالي أنتَ غـ ـلطت ومكانش ينفع تد.يه عشان معروف يعني إنه ساعات مبير.جعش فلوس حدّ»
عند تلك النقطة تبدلت معالم وجه “ليل” إلى الغضـ ـب الشـ ـديد وقد رأى “طـه” ذلك ولَكِن حاول التغا.ضي عن تلك النظرات القا.تمة وأكمل حديثه بنبرةٍ مهز.وزة خشيـ ـةً مِن ر.دّة فعل أخيه الطا.ئش:
«انا روحتله فعلًا، وطا.لبته بالفلوس خصوصًا إن محدش فيكم يعرف حاجه ووارد حدّ يعرف، بس هو أنكـ ـر وقالي أنه مخدش مِني حاجه وكمان انا معيش د.ليل يثبـ ـت دا فـ ر.فض وقالي انا مخد.تش حاجه وعملي حو.ارات، وانا دلوقتي محتاج فلوسي عشان عايز أجـ ـدد بطاقتي ومينفعش أسوق وبطاقتي منتهـ ـية، أقسم بالله انا عملت كدا مِن باب الشها.مة عشان انا أتربـ ـيت على كدا وانتَ عارف كدا كويس، انا لو قليـ ـل الأ.صل كُنْت ر.فضت بس معرفتش، ساعدني عشان خاطري انا أول مرة أقصدك فـ حاجه زَّي دي»
حسنًا لقد ظهر وَ.حشه الجا.مح وأعلن عن خر.وجه كي يقوم بتد.مير كل شيء أمامه دون تفكير، هذا الصغير الذي لا يعلم ماذا ينتظره على يده، يقف أمامه يخشـ ـاه وكأنه قام بقتـ ـل أحدّ الأشخاص وركض إليه حتى يحتـ ـمي بهِ بعد أن كان يد.افع عن نفسه، رفع الآخر كفيه ومسح على وجهه بعنـ ـفٍ واضح عليه وعلى ر.عشة يديه، يكر.ه أن يقوم أحدهم بإستغلا.ل أخيه، يعلم أن أخيه أحمـ ـقًا ويقوم بتصديق مَن أمامه، لا يعلم أن العالم ليس طيب القلب مثله، بل هو و.حشٌ كبيرٌ على هيئة بشـ ـري طيب ومكسو.ر الجنا.ح
جـ ـذبه مِن تلابيبه بعنـ ـفٍ واضحٍ وهو يهتف مِن بين أسنانه بغـ ـضبٍ قا.تم وهو ير.مقه بشـ ـرٍ قائلًا بصر.اخ:
«يعني إيه أُحر.جت يا “طـه”، يعني إيه أتكسـ ـفت تضمـ ـن حـ ـقك، أزاي، هو في حدّ عا.قل على الكوكب دا يعمل اللي بتعمله دا ولا يفكر تفكيرك دا، أنتَ غبـ ـي يلا، عاجبك كدا يا حيـ ـلتها أهو رافـ ـض ير.جعلك فلوسك وبيـ ـنكر إنه خد مِنك مليـ ـم أحمـ ـر جايلي بعد ما المـ ـصيبة حصلت، أنتَ معندكش مـ ـخ تفكر بيه زَّينا مش صاحبك حذ.رك، عارف عمل كدا ليه، عشان شايفك لقـ ـمة سهلة يا “طـه”، أستغـ ـل إنك أهبـ ـل وعلى نياتك مش هتعرف تر.فض طلبه ولا تأ.من على حـ ـقك، على آخر الزمن “طـه بـاسم الدمنهوري” يتاخد على قفـ ـاه ومِن واحد زَّي دا، عاجبك كدا أروح أقوله إيه انا مش فاهم، حتى ضما.ن حـ ـقك ر.فضته أشرب بقى عشان تتعلم بعد كدا تضمـ ـن حـ ـقك مِن أي حدّ حتى أخوك»
أنهـ ـىٰ حديثه الغا.ضب وصدره يعلـ ـو ويهـ ـبط بعنـ ـفٍ وهو ينظر إليه بنظراتٍ مشتـ ـعلة، فـ فكرة أن يقوم أحدٌ بإستغلا.له بهذه الطريقة يُشـ ـعل فتيـ ـلة غضـ ـبه ويجعله يَجُـ ـن، د.فعه بغـ ـضبٍ واضح بعـ ـنفٍ حتى عاد الآخر بحركةٍ سريعة إلى الخلف حتى كاد أن يسـ ـقط أرضًا، ولَكِنّهُ تما.سك على آخر لحظة في طر.ف الطاولة وأعتدل في وقفتهِ ينظر إليه، وحقًا لَم يُعا.تبه ولَم يصر.خ بوجهه فهو مُحق وهو المخـ ـطئ منذ البداية أنه آمن لشخصٍ مثله، مرر الآخر كفه بين خصلاته الكثيـ ـفة البُنية النا.عمة وهو لا يصدق ما سمعه منذ لحظات
ر.كل الطاولة الخشبية بعـ ـنفٍ محاولًا إخما.د غضـ ـبه المتصا.عد داخله وهو يُفكر ماذا سيفعل، أيقوم بإلقا.ء درسًا قا.سيًا إليه ويتخـ ـلىٰ عنه حتى يتعلم فيما بعد أن يضمـ ـن حقو.قه، أم يساعده ويسترد حـ ـقه المسلو.ب، مثل الأرض المسلو.بة مِن أصحا.بها دون وجه حـ ـق ويرفـ ـض المغتـ ـصب إعا.دتها إلى ما.لكيها، زفـ ـر بعمـ ـقٍ وهو يُحاول إتخاذ القرار، فهو أيضًا يعلم أنه بحاجة إلى النقود حتى يقوم بتجـ ـديد بطاقته حتى يستطيع السير دون مخا.لفات، ظل في صر.اعٍ مع نفسه حتى أخرجه أخيه مِن جبعته بقوله:
«متخـ ـليش إيدك يا “ليل”، انا بجـ ـري عليك مِن صغري، انا غـ ـلطت وعارف أني غـ ـلطت وأستاهل ضـ ـرب الجز.مة، بس انا واحد عيني شبعا.نه وبحس باللي قدامي بالذات في حتة الفلوس دي طالما معايا أساعد هساعد مستحـ ـيل أقول لا، انا دلوقتي فلوسي خلـ ـصت والفلوس دي كُنْت هجـ ـدد بيهم البطاقة والرخصة وانتَ عارف إني محـ ـلتيش غيرهم، ساعد أخوك بالله عليك»
ربـاه، إنه يتر.جاه ويخـ ـشىٰ التخـ ـلي عنه، كيف يظن هو ذلك فمهما حد.ث لن يستطيع التخـ ـلي عن أخيه الصغير، زفـ ـر “ليل” بعمـ ـقٍ ونظر إليه نظرةٍ معا.تبة قبل أن يتحدث قائلًا:
«هسا.عدك ياض، أنتَ أخويا يا أهـ ـبل مش هر.خي إيدي مِنك يعني أنتَ زَّي ما مسؤول مِن أبوك فأنتَ برضوا مسؤول مِني، متقولش كدا أينعم غـ ـلطت وعصبـ ـتني وهاين عليا أديك قلـ ـمين على و.شك، بس عندي انا دي»
أنهـ ـىٰ حديثه ثم أخـ ـرج بطاقته الائتمانية مِن جيب بِنطاله الأسو.د ومَد يده بها إلى “طـه” الذي كان ينظر إليه بهدوءٍ، ليسمع “ليل” يقول بنبرةٍ هادئة:
«خُد الفيزا بتاعتي خلّيها معاك فيها فلوس كتير أسحـ ـب مِنهم اللي تحتاجه خلَّـ ـص ورقك كله وجـ ـدد بطاقتك ورخـ ـصتك ولو أحتاجت حاجه هاتها متتكـ ـسفش فلوسي هي فلوسك مفيش بينا كسو.ف ولا إحر.اج مفهوم ومتقوليش خدت كذا عشان انا مش هاخدهم مِنك مهما حصل، يلَّا خدها واعمل اللي بقولك عليه مِن غير أعتر.اض»
نظر “طـه” إلى يد أخيه التي كانت ممسكة بـ البطاقة الائتمانية بتـ ـرددٍ با.لغ وخجـ ـل أستطاع “ليل” قراءة ما يُفكر فيه أخيه ليقا.طع سيـ ـل أفكاره تلك بقوله القو.ي:
«مش عايز أعتر.اض أخلّـ ـص انا ما.ددلك إيدي على فكرة»
أبتـ ـلع “طـه” غصته ثم مـ ـد يده وأخذها مِنهُ بخجـ ـلٍ طغـ ـىٰ على وجهه الذي أعتلـ ـته الحُمـ ـرة الطا.غية، رفع الآخر كفه وربت على ذراعه برفقٍ قائلًا بنبرةٍ هادئة بعد أن عاد لسا.بق عهده:
«موضوعك دا عليا انا، وربنا المعبود لـ أخليه يشوف النجوم فـ عز الضهر المعـ ـفن الصا.يع دا، المهم خلّـ ـص ورقك دا ولو حاجه وقـ ـفت معاك هناك كلمني هخلّـ ـصلك الليلة كلها، تمام؟»
حرك “طـه” رأسه برفقٍ وهو يشعر بالخز.ي وقد أدرك مدىٰ حما.قته ولَكِنّ هذا خار.ج عن إرادته فـ قد تـ ـربىٰ على عد.م ردّ المحتاج إليه خصيصًا عندما يملُّك القد.رة على مساعدته، نظر إلى “ليل” الذي أبتسم إليه وجـ ـذبه إلى أحضانه يربت على ظهرهِ برفقٍ متو.عدًا إلى الآخر بشـ ـدة، لحظات وأبتعد عنه “طـه” ينظر إليه ليتفا.جئ بـ الآخر الذي أمسك أذنه يجـ ـذبهُ مِنها برفقٍ وقال بنبرةٍ متو.عدة لا تقبل النقاش بتاتاً:
«وربنا المعبود يا “طـه” وانتَ عارفني كويس أوي لمَ بحلف لو ما فوقت لنفسك وصالحت “روزي” وطا.يبت بخاطرها وشيـ ـلت الفكرة التعبا.نة دي مِن دماغك لـ أكون ماسـ ـح بيك بلا.ط القصر كله وما هيهـ ـمني حدّ، مفهوم؟»
لَم يكُن أمامه سوىٰ أن يخـ ـضع إليه ويُلـ ـبي إليه مطلبه دون أن يعتـ ـرض بحرفٍ واحدٍ، فيما تركه “ليل” وأعتدل في وقفتهِ يهند.م ثيابه البيتية الرياضية، أبتسم “طـه” إليه وعانقه مرةٍ أخرىٰ مشـ ـددًا مِن عناقه إليه وكأنه يشكره على ما فعله لأجله، في حين الآخر ضمه ومسّد على ظهره برفقٍ وهو يزفـ ـر بهدوءٍ يُفكر في تلك المصا.ئب التي تتكا.لب على عا.تقيه دون هوادة.
_______________________
«”قد أكون أجـ ـنبيًا، ولَكِنّي أعشـ ـق الجمال الشـ ـرقي!”»
كانت تجلس على الأريكة تشاهد التلفاز بعد أن أصبحت في شهرها الخامس، الأيام تَمُر بسرعة فا.ئقة وكلما تَمُر كلما إ.زداد خو.فها وقلـ ـقها مِن ذاك اليوم المو.عود والذي سيأتي حتمًا لا مجا.ل للشـ ـك في ذلك، زفـ ـرت بعمـ ـقٍ بعد أن تذكرت أحد.اث اليوم وفور أن أستقر كفها على بطنها المنـ ـتفخة تبسمت بحنينٍ كلما تذكرت ردّات فعله التلقائية والسعيدة فور معرفته بنوع الجـ ـنين
[عودة إلى عدة ساعات مضت]
كانت تجلس على إحدى المقاعد الحـ ـديدية المترا.صة بجوار بعضها البعض تنتظر حتى يحين دورها في الولوج إلى غرفة الطبيبة التي تُشرف على حملها ومتابعة صحة جـ ـنينها، وبجوارها يجلس حبيبها ممسكًا بـ كفها بين كفيه الدا.فئين ممسّدّا عليه بحنوٍ مطمئنًا إياها وهو في أشـ ـد الحاجه إلى مَن يُطمئنه فمنذ أن أخذها وجاء بها إلى هُنا وهو يشعر بالخو‘ف والقـ ـلق مِمَّ هو مقبـ ـلٌ عليه بعد دقائق
نظرت إليه لترىٰ القـ ـلق والتخبـ ـط باديان على معالم وجهه الجميلة محاولًا طمئنة نفسه أن كل شيءٍ سيكون على ما يُرام وما يتمناه سوف يحظىٰ بهِ، يكفي دعواته إلى ربه منذ بداية حملها حتى هذه اللحظة وهو على يقينٍ تام أنه سوف يحظىٰ بما تمناه قلبه، أبتـ ـلع غصته بهدوءٍ ونظر إليها حينما شعر بها تضغـ ـط على قبـ ـضة يدها برفقٍ كي ينتبه إليها وقد نجحت بالفعل في جـ ـذب أنتبا.هه إليها
«أنا التي يجب عليها أن تخا.ف وتتو.تر يا رجُـ ـل وليس العكس، ماذا حدث؟» نطقت بها بعد أن أبتسمت برفقٍ تمازحه ليشعر بنبـ ـضات قلبه تز.داد خو.فًا دون إرادة ليفصح لها ما يحو.م بداخلهِ مِن صر.اعاتٍ عنـ ـيفة ومؤ.لمة
«أشعر بالر.عب لا أعلم ما هو سـ ـببه “تكوى”، في حين أنني كُنْتُ أقومُ بعد الليالي حتى يأتي هذا اليوم الذي سأعلم بهِ ما هو نو.ع هذا الصغير، لا أعلم هل هذا طبيعيًا أم لا فهذه هي أول مرةٍ لي ولذلك أنا لا أعلم ما هو الصواب وما هو الخطـ ـأ، ولَكِنّ قلبي يتمناها فتا.ة وبشـ ـدة، لقد دعوت إلى الله منذ أول يوم علمتُ بهِ أنكِ حبلة أن يكون هذا الجـ ـنين فتا.ة، كانت أمنيتي دومًا أن أملُّكَ فتا.ة جميلة، حنونة، حينما أكون في قمة غضـ ـبي تُعانقني وتقوم بتبخـ ـير هذا الغضـ ـب في عناقٍ واحدٍ مِنها، تمنحني قْبّلة حنونة، تُخبرني أنها لا تُحبّ رؤيتي حز.ينًا، العديد والعديد بداخلي “تكوى” أتمنىٰ أن يتحقق بالفعل، لا يَهُم أي شيءٍ آخر كل ما أُريده أن تكون فتا.ة وحسب»
أنهـ ـىٰ “إيثان” حديثه وهو ينظر إلى عينين زوجته اللامعة بوميضٍ يعلمه جيدًا وكأنها تخبره أنها تشعر بما يشعر بهِ وأن حدثها سيكون في محله، منحته أبتسامة هادئة تطمئنه مِن خلالها أن الذي يريده سوف يتحقق بمشيئة المولى، وبعد مرور خمسة عشر دقيقة ها هي تدلف إلى غرفة الطبيبة وخلفها زوجها الذي شعر بإنقبا.ضة قلبه الذي شعر بالقلـ ـق رغـ ـمًا عنه
وبعد تبادل التحيات بينهم والإطمئنان على صحة “تقوى”، ها هي الآن تستلقي على الفراش الأسفنجي وبجوارها يقف “إيثان” يتابع بهدوءٍ غير معهو.دٍ وكأن حياته متو.قفة على هذه اللحظة القا.تلة، وضعت الطبيبة ذاك السا.ئل الشفا.ف اللا.زج على بطـ ـن الأخرىٰ ثم وضعت الجها.ز أعلى بطـ ـنها وبدأت تنظر إلى الشاشة التي تر.صد إليها الجـ ـنين الذي كان ينمـ ـو كل يوم داخل أحشا.ئها، ألتمعت عينيها بسعادةٍ طا.غية وهي ترىٰ هذا الصغير السا.كن عبر شاشة الجهاز لتنقل بصرها تنظر إلى “إيثان” الذي كان مبتسمًا والعبرات تلتمع داخل مُقلتيه
«هذا رائعٌ لـ الغاية، حالة الصغير في صحةٍ جيدة، إنه بخير لا تخا.فا، هل تريدان معرفة ما هو نو.عه؟» أنهـ ـت الطبيبة حديثها وهي تنظر إليهما ليظهر الخو.ف جليًا على معالم وجه “إيثان” الذي تلا.شت بسمته وحلّ مكانها الخو.ف والتخـ ـبط، ولَكِنّ قررت “تقوى” أن تر.حمه ووافقت على حديث الطبيبة لتبدأ نبـ ـضات قلبه تعلو بقو.ةٍ غير معهو.دة وكأنه سيختـ ـرق قفـ ـصه الصدري في أيا لحظة لا محال
«مُبارك، إنها فتا.ة» نطقت بها الطبيبة مبتسمة الوجه لتعلو الإبتسامة ثغر “تقوى” التي تأكدت مِن شعورها وشعرت أن السعادة تغمرها في هذه اللحظة لتنظر إلى زوجها وحبيبها لترىٰ السعادة والراحة هما عنوانًا صر.يحًا أمامها في هذه اللحظة، شـ ـددت على قبـ ـضتها إليه لينظر هو إليها ويبتسم بسعادةٍ طا.غية وقد أخرج زفـ ـيرًا قو.يًا وهو يشعر بالراحة والسعادة
أنحنىٰ بجـ ـذعهِ العلو.ي نحوها يُلثم جبينها بـ قْبّلة حنونة يشكر ربه على هذه النعمة الجميلة وها هو قد حظىٰ بما كان يتمناه مِن ربه الذي أستجاب إلى دعواته ورزقه بفتا.ةٍ ستكون محور الكون بالنسبة إليه، كانت “تقوى” تعلم جيدًا أنه يُحاول تما.لُّك نفسه وكان هذا واضحًا مِن إنفعا.لات جـ ـسده، تعلم أنه يَوّد أن يفعل الكثير والكثير ولَكِنّهُ ينتظر الخروج مِن هذا المكان وحسب وبعدها سيطلـ ـق العنا.ن إلى أفعاله تُر.يها كم هو في غاية السعادة والراحة
«أتريدان سماع نبـ ـضاتها؟» نطقت بها الطبيبة بنبرةٍ متسائلةٍ ومبتسمة لتنظر “تقوى” إلى “إيثان” الذي نظر إلى الطبيبة والعبرات تلتمع داخل مُقلتيه محركًا رأسه برفقٍ عدة مرات يوافق على ما قالته، تبسمت الأخرىٰ وضغـ ـطت على إحدى الأزرار لتعلـ ـو صوت نبـ ـضات الصغيرة المنتظـ ـمة مِن الجهاز لتبتسم “تقوى” بسعادةٍ طا.غية ثم نظرت إلى “إيثان” الذي أتسعت أبتسامته أكثر ونظر إليها وهو في أكثر مراحل السعادة.
[عودة إلى الحاضر]
زفـ ـرت بعـ ـمقٍ وراحة بعد أن تذكرت هذا المشهد الذي كان يغمرها بالسعادة لتنظر نحو المطبخ وتراه يقوم بإعداد الطعام إليها بعد أن شعرت بالجوع بعد عودتها مِن عند الطبيبة التي طمئنتها أن كل شيءٍ على ما يُرام وأن صغيرتها في صحةٍ ممتازة وبخير، خرج “إيثان” بعد أن أنهـ ـى إعداد الطعام وهو يحمل صينية متوسطة الحجـ ـم يعتلـ ـيها عدة صحون زجا.جية ليقوم بوضعها على سطح الطاولة أمامها بهدوءٍ أسفـ ـل نظراتها التي تفحصت الطعام
«هيّا يا حبيبتي ها هو أصبح الطعام نا.ضجًا وينتظر فقط أن تتناوليه بأكمله وتُخبريني بكل صراحة وجدية إذا كان قد نال إعجابكِ أم لا لأنني أتخذتُ القرار حينما تضعـ ـي الصغيرة لن أجلب أُناسٌ كي يُعدون الطعام أو ينظفو.ن المنزل، أنا وحدي مَن سيتولىٰ المهمة حينها في كل شيء»
أنهـ ـىٰ “إيثان” حديثه وهو ينظر إليها مبتسم الوجه بينما ر.مقته هي نظرةٍ ذات معنى ثم أبتسمت إليه ولَم تتحدث، أعتدلت في جلستها بهدوءٍ لتنظر إلى الطعام بعد أن شعرت بالجو.ع وفي نفس الوقت تشتـ ـم رائحته الطيبة لتُيقن أنه يُجيد إعداد الطعام لا شـ ـك في ذلك، أخذ هو الملعقة المعدنية ووضعها داخل صحن الشوربة السا.خنة ثم أخرجها بعد أن أمتـ ـلئت قليلًا ونظر إليها مبتسمًا وقال:
«أنا أعددتُ الطعام المصري الذي تُحبّينه وهذا تحت تعليماتكِ وأنا أيضًا مَن سيُطعمكِ وسأنتظر سماع رأيكِ عن طعامي بكل صراحة»
أنهـ ـىٰ حديثه وهو ينظر إليها ليرىٰ الإبتسامة تُزين ثغرها والد.فء يحتضن عينيها والحُبّ يمل.ء عينيها التي كانت تطالعه طيلة الوقت، لا تعلم مِن أين جاء وكيف أستطاع سر.قة أنظارها نحوه وأن يكون ملفـ ـتاً للأنظار كلما ظهر أمامها، رو.حه المرحة وأبتسامتهِ الجميلة وضحكاته الر.نانة التي تصيـ ـب قلبها بر.عشةٍ غير عادية وحنانه اللا متنا.هي وعشـ ـقه إليها وهو.سه بإ.متلاك فتا.ة تشبهها، كل ذلك يجعلها تشعر بالفرحة والراحة أن يكون هذا الرجُـ ـل الوسيم والحنون هو زوجها وحبيبها والعاشـ ـق المهو.وس بها
وضع الملعقة داخل فمها بعد أن بدأ يجعلها تتناول الطعام مِن يديه ينظر إليها منتظرًا سماع رأيها عن طعامه على أحـ ـر مِن الجمـ ـر وكأنه ينتظر سماع نتيجة نجاحه في الصف الثالث الثانوي، نظرت إليه وأبتسمت لهُ تطمئنه بعد أن رأت القلـ ـق يحو.م داخل مُقلتيه لتقول بنبرةٍ هادئة:
«إنه رائعٌ للغاية “إيثان”، لقد أحببته حقًا أنتَ ماهر في إعداد الطعام، سأجعلكَ تقوم بطهو الطعام منذ هذا اليوم ولن أفعل شيئًا»
أبتسم بإتساعٍ إليها بعد أن شعر بالراحة حينما أخبرته عن رأيها ليقترب بـ رأسه مِنها يُلثم وجنتها بـ قْبّلة حنونة ثم فعل المثل مع وجنتها الأخرى لينظر إليها بعد ذلك ويقول بنبرةٍ هادئة لَم تخلو مِن السعادة:
«إن طلبتي عيناي سأُ.عطيهما إليكِ دون تر.دد، وإن كان هذا سيُسعدكِ حبيبتي سأفعله دون تر.دد، ما يَهُم الآن أن الطعام نال إعجابكِ والآن أُريدكِ أن تُـ ـنهيه بأكمله وسأُشاركك الآن في تناوله حتى لا تتناوليه وحدكِ»
أبتسمت إليه بحُبٍّ ثم أقتربت مِنهُ بـ رأسها تُلثم وجنته بـ قْبّلةٍ هادئة دون أن تتحدث، وبالفعل شاركها تناول الطعام لأنه يعلم جيدًا أنها لا تُحبّ تناوله وحدها وهما يتبادلان أطر.اف الحديث
«”إيثان” أيُمكنني أن أطلبُ شيئًا آخر وأُريدكَ أن لا تر.فض» نطقت بها “تقوى” بنبرةٍ هادئة بها بعض الدلال حتى لا ير.فض مطلبها ويوافق عليه فورًا حتى لا يُحز.نها، نظر هو إليها وأبتسم لها وقال بنبرةٍ هادئة:
«لا أستطيع أن أر.فض إليكِ شيئًا حبيبتي، أخبريني ماذا تريدين؟»
أبتسمت إليه ثم تصـ ـنعت الرقة والبراءة وهي تُخبره ما تُريده وهي تعلم مدىٰ تأثيرها عليه في هذه اللحظة وأنه حتمًا سيوافق حينما قالت:
«أُريدكَ أن تقبل أعذار أخاك وتعودان كما كنتما في سا.بق عهـ ـدكما، هو أصبح ييأ.س ويُحاول إرضاءكَ بشـ ـتى الطرق الممكنة منذ قرابة الشهر، قم بتقبُل أعذاره وأفتحا سويًا صفحة بيضـ ـاء جديدة هو عَلِمَ أنه أخطـ ـأ وبشـ ـدة والآن ناد.مًا ويُحاول إرضاءك بشتـ ـىٰ الطرق، قم بمهاتفتهِ وأخبره أن يأتي وحينما يكون في عـ ـقر دارك خذه داخل أحضانك وأخبره أنكَ لستُ غا.ضبًا مِنهُ، هذا فقط ما أُريده مِنكَ، ماذا قُلت؟»
أنهـ ـت حديثها وهي تُحرك رأسها جهة اليمين قليلًا وكأنها طفلةٌ صغيرة تستعـ ـطف والدها حتى يقوم بالموافقة على ما تريده، بينما ر.مقها هو نظرةٍ ذات معنى أحتـ ـل الضيـ ـق حينها وجهه فور تذكره ما حدث بينه وبين أخيه وقبل أن ير.فض رأها تُعانقه بعد أن وضعت رأسها على صدره وقامت بـ لـ ـف ذراعيها حول خصره وأخذت تهتف برجاءٍ واضحٍ حتى ير.ضخ هو إليها قائلة:
«أرجوك يا “إيثان” لا تر.فض مطلبي ذاك، أنا لا أُحبّ رؤيتكما هكذا أنتما في الأخير أخوة وتحتاجان إلى بعضكما البعض ما تفعله خطـ ـأ كبير هو يُحاول معكَ حتى تر.ضخ وتسا.محه ولَكِنّ ما نراه أنكَ قد تخـ ـليت عنه بالفعل ولَم تَعُد تريده أليس كذلك، أعلم أنه أخطـ ـأ وتهو.ر ولا أُنكـ ـرُ ذلك ولَكِنّ إن ظل الغضـ ـب قائمًا يصاحبه النفو.ر سيو.لد بينكما الجفا.ف وأنا لا أُريدُ ذلك مهما حدث، أنتما تُكملان بعضكما البعض وهو يخشـ ـى عليك المها.لك ولذلك هو يخا.فُ عليكَ ولذلك يجب أن تكون سعيدًا بإمتلاكك أخًا مثله، أرجوك قم بمسا.محتهِ وحينها سأكون في غاية سعادتي عندما أراكما تُعانقان بعضكما البعض، حسنًا، أتوافق على مطلبي أيها الوسيم؟»
أنهـ ـت حديثها وهي تنظر إليه نظراتها البر.يئة التي تُجيد صنعها لأستعطاف مَن أمامها حتى تضـ ـغط عليه ويوافق الآخر على مطلبها دون أن يمـ ـلُّك الجُر.ءة على ر.فضه لتعلو الأبتسامة ثغرها وتُعانقهُ بسعادةٍ طا.غية بعد أن لثمت وجنته بـ قْبّلة سريعة كونها أستطاعت إخضا.عه وجعلته في نفس الوقت يشعر بالحنين إلى أخيه الكبير الذي كان دومًا كـ الد.رع الحا.مي إليه.
_________________________
«”قد يتحمل الإنسان جميع أنواع الأ.لم الجـ ـسدي، وأمام جر.عة الكيما.وي يكون قد حُكِـ ـمَ عليه بالمو.تِ حـ ـيًا”»
دلف إلى غرفتهِ بعد أن ذهب لتلـ ـقي جر.عته الجديدة وبجواره “فيروز” التي كانت تضم جسـ ـده إليها تد.عم ثقـ ـله بسـ ـبب جر.عته التي كانت مؤ.لمة كالمعتاد، أجلسته على طر.ف الفراش ثم تركت حقيبتها على سطح الطاولة ثم عادت تجلس بجواره تضم جسـ ـده إليها حتى تستطيع تخفـ ـيف الآ.لم ولو قليلًا عن جسـ ـده، بينما وضع هو رأسه على كتفها بأعيا.ءٍ واضحٍ مستسـ ـلمًا لِمَ يحدث حوله بعد أن أُر.هِقَ جسـ ـده ولَم يَعُد يتحمـ ـل تلـ ـقي المزيد مِن الجر.عات
حاولت كبـ ـح عبراتها التي تجمعت داخل مُقلتيها وقلبها يؤ.لمها وبشـ ـدة على ما هو عليه، سَمِعَت أنيـ ـنه الخا.فت والذي كان يُعبر عن أ.لمه الذي كان يعـ ـصف بجـ ـسده بقو.ةٍ دون ر.حمة ليؤ.لمها قلبها أكثر، لثمت جبينه بـ قْبّلةٍ هادئة ومسّدت على ظهرهِ بحنوٍ وهي تدعو المولى أن يشـ ـفيه وير.حمه مِن هذا العذ.اب الذي يتعر.ض إليه كل يوم، سَمِعَت عدة قرعات خفيفة على الباب لتنظر إلى الخارج وترىٰ “حُـذيفة” أمامها وكأنه كالغْوثِ جاء في الوقت المناسب لها
دلف بعد أن سمحت إليه بالدلوف وهو ينظر إلى “فـادي” الذي كان يتمركز داخل أحضانها والتعـ ـب هذه المرة كان أقو.ىٰ مِن المرات السابقة، أ.لمه قلبه على ابن عمه الحبيب الذي كان شا.بًا وسيمًا يتمتع بجمالٍ أور.وبي وليس شـ ـرقي، بشرته البيـ ـضاء ومعالم وجهه التي تظهر عليها الحِد.ة وإلى خصلاته البرتقالية الطويلة والنا.عمة التي كانت تجعله وسيمًا قبل أن تتسا.قط بفعل جر.عات الكيما.وي، لقد شحـ ـب هذا الوجه الجميل وذ.بل وتسا.قطت تلك الخصلات الجميلة وأصبح آخرًا غير الذي يعلمه هو
جلس بهدوءٍ على الجهة المجاورة إليه ينظر لهُ ثم وقبل أن يتحدث كان يجـ ـذبه برفقٍ إلى أحضانه هو، وكان الآخر كـ الر.يشة الخفيـ ـفة تتحرك بفعل الآخرين دون أن تمـ ـلُّك القدرة على الأعترا.ض، ضمه “حُـذيفة” إلى أحضانه ممسّدًا على طول ذراعه برفقٍ وبدأ يُسمي الله حتى يتلو عليه بعض آيات الذِكر الحكيم بصوته الدافئ والعـ ـذب الذي يُر.يح الآخر ويجعله في أقصى مراحله مِن الأطمئنان
أصـ ـابت الر.عشة القو.ية جـ ـسد الآخر ليشعر بهِ “حُـذيفة” وينظر إلى أبنه عمه قائلًا بنبرةٍ هادئة:
«هاتيله بطانية يا “فيروز” غـ ـطيه بيها جسـ ـمه متـ ـلج وبيتر.عش جا.مد»
نهضت “فيروز” بالفعل كي تجلبها إليه فيما نظر هو إلى “فـادي” الذي كان يئـ ـن مِن كثرة الأ.لم، مسّد على طول ذراعه ولذلك حدثه بنبرةٍ هادئة يطمئن بها عليه قائلًا:
«”فـادي” أنتَ كويس؟، حاسس بـ إيه طيب قولي»
«مش قا.در يا “حُـذيفة”، حاسس إن المـ ـرض عمال يا.كل فـ جـ ـسمي لحد ما هيقـ ـضي عليا، انا تعبا.ن أوي يا ابن عمي» نطق بها “فـادي” بنبرةٍ متأ.لمة بعد أن حـ ـارب كي يتحدث بسـ ـبب أ.لم جسده، شعر “حُـذيفة” بالحز.ن الشـ ـديد لأجله ولذلك ربت بحنوٍ على ظهرهِ بعد أن وضعت “فيروز” ما تسمىٰ باللغة الدارجة “البطانية” على جـ ـسد زوجها
«أوعـ ـىٰ تستـ ـسلم للمـ ـرض مهما حصل، حـ ـارب دا جـ ـسمك أنتَ يا حبيبي وحـ ـقك أنتَ أوعـ ـىٰ تسمحله يغـ ـلبك مهما حصل، عارف، زَّيه زَّي أرا.ضي فلسـ ـطين المحتـ ـلة كدا، المغتصـ ـب محتـ ـلها وعاوز ينسـ ـبها لِيه هو، بس هل فلسـ ـطين وأهلها أستسـ ـلموا ليهم؟، لا طبعًا ومش هيستسـ ـلموا ليهم مهما حصل حتى لو كانت حيا.تهم تمـ ـن أر.ضهم، يقولك أنا عندي أمو.ت ولا إنه ياخد أر.ضي وبلـ ـدي، ولذلك لحد يومنا دا لسه بيحا.ربوهم عشان هو عامل زَّي المـ ـرض الملعـ ـون كدا بيفضل يتسـ ـحب لحد ما يتـ ـملّك مِن اللي بيحـ ـارب عشانه، المواطـ ـن الفلسطـ ـيني يقولك انا عندي أمو.ت ود.مي يكون على أر.ضي فد.ىٰ بلـ ـدي والقد.س ولا إنه يحط رجـ ـله على أرا.ضيها الحبيبة، نفس الشيء المـ ـرض دا زَّي المغتصـ ـب دا بيفضل يتسـ ـحب زَّي الحيـ ـة السا.مة لحد ما يتمكن مِن صا.حبها، ولذلك جـ ـسمك دا حـ ـقك أنتَ، خا.ص بيك أنتَ لازم تحـ ـارب وتقـ ـع وتقو.م وتحاول وتحـ ـارب مينفعش تستـ ـسلم مهما حصل، حـ ـارب عشان حـ ـقك زَّي ما أها.لي فلسـ ـطين ما بيحـ ـاربوا مِن ٧٥ سنة عشان ير.جَّعوا أر.ضهم تاني وتُصبح فلسـ ـطين حُـ ـرة زَّي باقي البلا.د، الحـ ـرب متعـ ـبة وطو.يلة وصعـ ـبة بس لازم صاحب الحـ ـق يكون الكسبان في الآخر عشان يومها يحس بمعنى الفو.ز والأنتصا.ر إنه بعد كل دا برضوا كسب، إياك تستسـ ـلم، حـ ـارب مـ ـرضك عشان يوم ما بيحس بخو.ف غر.يمه بيقـ ـضي عليه، حـ ـارب وإحنا كلنا فـ ضـ ـهرك مش هنسـ ـيبك»
أنهـ ـىٰ حديثه الذي جعل القشعر.يرة تسر.ي دا.خل القلب، كانت “فيروز” تستمع إليه برفقة زوجها بعد أن ألتمعت العبرات داخل مُقلتيها فقد كان حديثه مؤ.ثرًا وبشـ ـدة، عَلِمَت مد.ىٰ قد.رة الآخر في لجـ ـم خو.فهما وطمئـ ـنة قلبهما وإعطا.ء الدا.فع في السـ ـعي والمحار.بة طوال الوقت دون مـ ـلل أو أستـ ـسلام حتى وإن كانت النتيجة محتو.مة ولَكِنّ ماذا سيحدث إن حاول المرء مرارًا وتكرارًا في السعـ ـي إلى ما يريد حتى لو باتت جميع محاولاته الأولى فا.شلة ستأتي المرة التي لا تعلم عددها وترىٰ حينها أنك قد ربحت الحـ ـرب وأصبحت صا.حب الأ.رض وتحـ ـقق سـ ـعيك في الحصول على ما تريد
«”حُـذيفة”، أبتهل، صوتك وحشني وبيخليني مطمن ومرتاح، أبتهل يا “حُـذيفة” أر.جوك» نطق بها “فـادي” بنبرةٍ متعـ ـبة ومهز.وزة ليبتسم إليه “حُـذيفة” ويزفـ ـر بعمـ ـقٍ وهو يُهي.ء صوته لكي يبتهل إليه مثلما أعتاد أسفل نظرات “فيروز” التي كانت تتابعه، في هذه اللحظة دلف “مـعاذ” ومعه “جـود” كي يطمئنا على ولدهما ليبصرا “فـادي” بأحضان ابن عمه الذي بدأ يبتهل بصوته العذ.ب الذي يجعل السكـ ـينة تسكن دا.خل القلوب حتى وإن كانت مر.تعدة
عالم أنتَ بحالي يا غني عن سؤالي
لستُ أشكو إنما أرجو بدمعي وإبتهالي
خائفٌ مِن قسو.ةِ الدهرِ ومِن ضيم الليالي
حاملُ عبء ذنو.بي سالك ليل ضلالي
شاربٌ ماء الخطايا آكل زاد الخيال
والذي أحمل مِن همي عات كالجبال
ولقد أوشك أن يضعف عزمي وإحتمالي
فأعني فبكاء الحر في الشدة غالي
وأنلني منك سبحانك ما يصلح حالي
وقني من كل سوءٍ في مقامي وإرتحالي
واعفُ عني إنني إن تعف عني لا أبالي
أنهـ ـىٰ أبتهاله الذي وقد جاء في وقته المناسب، يمسـ ـح على قلبه المذ.عور كي تطر.ق الراحة بابها وتسـ ـكنه لوقتٍ غير معلوم، شعر حينها “فـادي” بـ الراحة الشـ ـديدة وكَم جاء في الوقت المناسب وقد أجاد الآخر الإبتهال الأنسب، خَلَدَ إلى النوم والراحة تسـ ـكنه وقد أستطاع أختيار الصديق الصحيح كي يطمئنه في أصـ ـعب الأوقات، نظر “حُذيفة” إليهم بنظراتٍ هادئة وأبتسم لهم كي يطمئنهم أن كل شيء سيكون على ما يرام
_______________________
«”تعا.لت طرقات عا.لية على باب منزلي، تحمل معها صغيرتي الجميلة”»
كانت تجلس في الحديقة تتابع صفحتها الشخصية على “الفيسبوك” بعد أن قامت بنشر منشورٌ جديدٌ قد كتبت بهِ
وإن غبتُ فـ فضلُ ربي لا يغيبُ
وما لح قلبي بهِ قد شارف على القدوم
وما كُنْتُ أتمناه رجُـ ـلًا لي أصبح هو ملاذي
كانت أُمنيتي مستحـ ـيلة
ولَكِنّ لا شيء يستـ ـحيل طالما هُناك ربُ العالمين
منذ ثلاث سنواتٌ كُنْتُ أحمل صغيري بين يدي
ثمرة حُبّي وحُبّ زوجي وحبيبي
واليوم أنتظر ثمرة حُبّنا الثانية
فتا.ةٌ وليست أيُ فتا.ة
صغيرتي وصغيرته التي ننتظرها على أحـ ـر مِن الجـ ـمر
واليوم أدركتُ أن الله لطيفٌ بعبادهِ
وها أنا وهو ننتظر رؤية ثمرتنا الثانية
كان أول المتفاعلين على منشورها هو زوجها وحبيبها، تفاعل معها بالرمز “قلب”، ثم قام بمشاركة منشورها وكتب أ.علاه
لَم أكُن أتخيل يومًا أن تكون هذه هي حياتي
زوجًا، وأبًا، وصديقٌ مخلص للجميع
اليوم أنتظر صغيرتي الجميلة
أنتظرها بقلبٍ متلهف، وأعينٍ مشتا.قة
اليوم أنتظر “رودينتي”، وفلـ ـذة كبـ ـدي
اليوم هو يوم سعادتي الحقيقية
في ليلة أمس كُنْتُ أبًا لطفلٍ صغيرٍ
اليوم سأكون أبًا لطفلين أثنين
أبًا لرائدٍ أقسم على أخذ نصـ ـف قلبي
واليوم تأتي “رودينتي” لتأخذ النصـ ـف الآخر
اليوم الليلُ يقسم على أنه أصبح أكثر الر.جالُ حظو.ظًا
أملّكُ زوجةً ذات قلبٍ حنون
وطفلين هما عالمي الوردي
اليوم أنا زوجٌ لصاحبة العينين الكحيلة وأبًا لصغيريها
أنهـ ـىٰ كتابته وهو يضع قلبًا أحمـ ـر ثم قام بمشاركته لينتقل إلى صفحته الشخصية، لتَمُر عدة لحظات ويأتي أول تفاعلٍ مع منشوره مِن صديقه “مـينا” الذي وضع قلبًا وقام بكتابة تعليقًا إليه
«الله عليك وعلى رومانسيتك يا أبو الأ.بطال، ألف سلامة عليها مقدمًا وربنا يفرح قلبك بيها وتشوفها أجمل عروسة يا ابو رائد»
تابعها تعليقًا وتفاعلًا آخرين مِن صديقه “عـزام”، هذا الـعزام الجا.د الصا.رم أخيرًا قد ظهر مِن جديد على موقع التواصل الاجتماعي، للحق كان “ليل” أن ينـ ـسىٰ أمره حتى رآه أمامه مرةٍ أخرى يعود للظهور على السا.حة
«مُبارك يا ابو رائد وبابا المجا.ل ربنا يجعلها ذرية صالحة ليك ولوالدتها وتشوفها أحلىٰ‏ عروسة فـ الدنيا متنساش تعزمنا على العـ ـقيقة بقى»
أبتسم “ليل” وهو يرىٰ كل المباركات تنها.ل عليه مِن أصدقائه ويليهم أولاد عمومته الذين بدأو في الظهور رويدًا رويدًا، أغـ ـلق هاتفه ثم قرر الذهاب إلى زوجته كي يطمئن عليها ويتجهز للذهاب إلى الطبيبة فقد تبقى ساعات قليلة على قدوم صغيرته الجميلة، رأها تجلس على الأريكة وتنظر إلى هاتفها
تو.قف خلفها وضمها بكلا ذراعيه يُلثم وجنتها مِن أ.على نقابها هامسًا إليها بنبرةٍ رخيمة:
«ما إحنا طلعنا حلوين أهو وبنعرف نقول كلمتين حلوين، أومال مالك اليومين دول كدا مكشـ ـرة وز.علانة»
نظرت إليه “روزي” ثم أبتسمت إليه وأجابته بنبرةٍ هادئة قائلة:
«حسيت دلوقتي أني أحسن شويه، وبعدين كلها كام ساعة وتنورنا القطقوطة الصغيرة»
ألتفت إليها مِن الجهة الأخرى وجلس بجوارها ضاممًا إياها إلى أحضانه ثم نظر إليها وقال بنبرةٍ هادئة:
«أهو انا مفيش حاجه مفرحاني غير اللحظة دي، خلاص هانت وهتكون فـ حضني، وإن شاء الله تكون نسخة مصغرة مِنك، هكون وقتها أسعد واحد فـ الدنيا»
أبتسمت إليه “روزي” ثم وضعت رأسها على كتفه وأغمضت عينيها حتى تُريح رأسها مِن كثرة التفكير في هذا الأمر، فمنذ أن شارفت على ميعاد وضع صغيرتها ورأسها لا تكف عن الضجـ ـيج وكأنها مرتها الأولى وليست الثانية، ضمها هو مُرحبًا بها ثم مسّد على طول ذراعها برفقٍ وهو يعلم أن تلك الحركة تُريحها كثيرًا وتجعلها أكثر هدوءً
تعا.لى صوت هاتفه يعلنه عن وصول عدة إشعارات على “الفيسبوك” في شريطٍ رفيعٍ أ.على شاشة هاتفه، أخذه ونظر إلى تلك الإشعارات ليرىٰ عدة تعليقات وتفاعلات على منشوره الأ.خير، قام بالولوج إليه وبدأ بقراءة تعليقات أصدقائه وأولاد عمومته
«أخيرًا هبقى عم العيال، لعلمك لو حلوة أوي انا هتخلـ ـىٰ عن فكرة العم دي وهكون زوج عادي جدًا» كان صاحب هذا التعليق أخيه “طـه” الذي مازحه ووضع في نهاية حديثه ملصق يضحك وآخر بجواره يقوم بالغـ ـمز إليه ليتفاعل سريعًا مع تعليقه ذاك بالرمز “أضحكني” ثم قرأ التعليق الذي يليه
«أسأل الله العظيم أن يجعلها ذرية صالحة لوالديها وأن يبارك لك فيها ويجعلها فتا.ةٌ صالحة تكون أحدّ أسـ ـباب دخولك أنتَ ووالدتها الجنة، بوركتم في مولودتكم الجميلة “رودينا”»
وبالطبع كان هذا تعليق “حُـذيفة” الذي حظـ ـىٰ على بعض التفاعلات على تعليقه ذاك ما بين “أحببته” وبين “أدعمه” ذاك الرمز الذي يحتضن قلبًا، هذا هو ألطف تعليق قد وصل إليه ولا يُنـ ـكر ذاك حينما رأى “شـهاب” قد قام بالتعليق ردّاً على تعليقه ذاك حينما مازحه بقوله
«اللهم صلِّ عليك يا نبي، حلفتك بالله يوم أعلا.ني كتب كتابي تكتبلي كومنت عسول زَّيك كدا يا “ابو عـدنان” دا انا حتى غـ ـلبان»
أنهـ ـى كتابة تعليقه برمزٍ يضحك وآخر بجواره بريئًا، جعل “ليل” يضحك يعلم أن شُكري لا يهـ ـدأ إلا عندما يضع بصـ ـمته في نها.ية كل ما يخص أخيه
«بقولك إيه يا “شيخنا” بما إن ربنا نَورلك بصير.تك تاني وكدا دعوتين حلوين عشان أخوك حاله يمـ ـشي شويه وعايزك تكون المأذون بتاعي تكتب كتابي ونفس المأذون اللي هيطـ ـلقنا مِن بعض بعد ما نفضـ ـح بعض فـ محا.كم الأسرة»
كان هذا التعليق يخص “حـسام” الذي قام بالردّ على تعليق “حُـذيفة” الذي كان يتفاعل مع تعليقاتهم بالرمز “أضحكني” وهو يجا.ريهم في الحديث ولا يعلم لِمَ شعر بالسعادة حينما رآهم يمرحون مع بعضهم في تعليقات منشوره ذاك وكأنهم وجدوا ضا.لتهم كي يجتمعون سويًا بعد فر.اق دام لوقتٍ قصـ ـير
رفع رأسه عن شاشة هاتفه لير.ىٰ زوجته قد خَـ ـلَدَت إلى النوم دون شعو.رٍ مِنها، أبتسم لها ثم لثم جبينها وضمها أكثر إلى أحضانه وعاد ينظر إلى هاتفه، دلف إلى منشورها الذي قام بمشاركته ليرىٰ تفاعلات فـ ـتيات العائلة على منشورها وكذلك صديقاتها اللواتي باركن إليها وأخبروها بتواجدهن معها طيلة الوقت وحتى تخرج هي وطفلتها بخير والآن رأى حُبّ الجميع إليهما وكم هم سعداء لأجلهما.
________________________
«”كُنْتُ أبحثُ عنكَ كالفتا.ة المشر.دة في جميع الشو.ارع والأ.زقة حتى تيقـ ـنتُ أنكَ لَم تعُد معي”»
كانت تجلس أ.على فراشها وهي تنظر إلى تعليقات الشبا.ب في صفحة ليل الشخصية والتي ظهرت إليها وهي تقوم بالتقـ ـليب على التطبيق تشاهد الأخبار وهي تضحك بين الفينة والأخرىٰ وجا.ل بخا.طرها زوجها وحبيبها وقرة عينها الذي ر.حل وتركها وحيدة تاركًا معها طفله وقطـ ـعة مِنهُ حتى يُذكرها بهِ دومًا كلما نظرت في وجه الصغيرة، نعم إنها حبلة في فتا.ة مثلما أخبرتها “روزي” لتزفـ ـر بعمـ ـقٍ وقد التمعت العبرات داخل مُقلتيها بحز.نٍ، فقد كانت تتمنـ ـىٰ أن يكون معها في هذه اللحظة وأن يشاركها كل هذه اللحظات
حاولت التحـ ـكم في عبراتها حتى لا تسـ ـقط على صفحة وجهها ثم زفـ ـرت بعمـ ـقٍ وعادت تشاهد التعليقات التي كانت تمسـ ـح على قلبها قليلًا وكأنها تتلقـ ـىٰ تلك المباركات إليها، جاء إليها إشعارًا مِن “حُـذيفة” قد قام بكتابة منشورًا إليها وقد أشار إليها وإلى “شـريف” حتى يظهر هذا المنشور على صفحته كذلك، ولجت إلى هذا المنشور لتقرأ ما كتبه إليها “حُـذيفة” بعينين ملتمعتين
إلى زوجة أخي وصديقي وابن عمي
إلى تلك المرأ.ة القو.ية التي مازالت صا.متةً حتى الآن
تُعا.ني وحدها، وتحز.ن وحدها، وتبكي وحدها، وتتأ.لم وحدها
وإلى أخي “شـريف” الحبيب الذي وا.فته المُنية وأصبح بعيـ ـدًا عنّا
اليوم يا أخي تمنيتُ أن تكون بجوارنا، ترىٰ سعادتنا وتشاركنا فرحتنا
اليوم يا أخي الحبيب ستُرزق بـ فتا.ةٍ أثق وبشـ ـدة أنها ستكون كـ حوريات البحر، تأخذُ عيناكَ الخضراء الصا.فية
وتأخذ معالم وجه والدتها، وتكون مرحة مثلكَ، ستكون أجمل وألطفُ فتا.ةٌ ترها العينُ
ر.حلت يا أخي وتركت قطـ ـعة مِنكَ داخل أحشا.ء زوجتك تنمـ ـو كل يوم حتى تكون ونيسًا إليها ورفيقةً لو.حدتها وظـ ـلًا لها
اليوم أخي تمنيتُ أن تكون معنا، تشارك زوجتك هذه اللحظات الجميلة والد.افئة، تطمئنها وتخبرها أن كل شيءِ سيكون بخير
ولَكِنّ لا بأس يا أخي فجميعنا أخوتها ونرعاها
هي ليست فقط زوجة أخينا وصديقنا بل هي شقيقتنا الصغرىٰ
اليوم ستضـ ـع زوجتك طفلتها الجميلة مع طفلة ابن عمك
ستكونان صديقتين، تم وضـ ـعهما في يومٍ واحدٍ وستكبران سويًا
اليوم أخي أُريدكَ أن تكون مطمئنًا وأن لا تخـ ـف على زوجتك
فهي في رعاية أخوتها ووالديها
كانت عبراتها تتسا.قط على صفحة وجهها وهي ترىٰ كلمات “حُـذيفة” التي لامست قلبها وجعلتها تبـ ـكي، فقد ذكرها بهِ الآن وجعلها تستسـ ـلم لر.غبتها وتبكي، رأت التفاعلات تز.داد على منشوره ما بين “أحببته” و “أحـ ـزنني” ثم رأت التعليقات تز.داد ما بين المباركات والمو.اساة في فقد.انه، ورأت حقًا “حُـذيفة” كما الغْوثِ لها وكما الأخ الأكبر لها وقد أمتنت إليه كثيرًا في هذه اللحظة.
أما عنهُ فهو كان يرىٰ التعليقات والتفاعلات وهو ينتظر ظهورها، فهو يعلم أنها شاهدت منشور “روزي” ثم يليه منشور “ليل” وشعر أنها تتأ.لم كون زوجها ليس معها ولذلك تو.لى هو هذه المهمـ ـة حتى لا يجعلها تشعر بهذه الو.حدة وكتب هذا المنشور الذي ظهر عند “شـريف” وبدأت التفاعلات تز.داد عنده بالرمز “أحز.نني”، فعل هذا علّه يخـ ـمد نير.انها ويُسعدها ولو قليلًا
خرج مِن ثو.ران رأسه وضـ ـجيجها عندما رأها تفاعلت مع منشوره بوضع الرمز “أحببته” ثم يليها تعليقها الذي جعله يبتسم برضا وتأكد أنه فعل الصواب ولَم يخـ ـطئ رغم معرفته أنها حز.ينة
«”شـريف” كان محظوظ إنه عنده ولاد عم وأخوات زيكم حتى لمَ را.ح برضه لسه مكانه محفوظ وسطكم وانا كمان محظوظة عشان عندي أخوات زيكم، شكرًا ليك يا “حُـذيفة” حقيقي البوست بتاعك طبطب على قلبي فـ وقته، شكرًا مِن قلبي يا خويا»
أنهـ ـت كتابة تعليقها بوضع قلب أحمر ملتـ ـف بشا.شٍ أبيـ ـض ليبتسم هو ويتفاعل مع منشورها بوضع الرمز “أحببته” ثم رأىٰ الجميع مِن بعدها بدأو يتر.حمون عليه وأولاد عمومته يتفاعلون على تعليقها.
______________________

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحببتها ولكن 7)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *