رواية لكنها ظلت مزهرة الفصل الثالث 3 بقلم ولاء عمر
رواية لكنها ظلت مزهرة الفصل الثالث 3 بقلم ولاء عمر
رواية لكنها ظلت مزهرة البارت الثالث
رواية لكنها ظلت مزهرة الجزء الثالث
رواية لكنها ظلت مزهرة الحلقة الثالثة
– عارف لما على طول تكون حاسس إنك تقيل؟ إن وجودك مش مرغوب فيه؟ إنك زهقت واتخنقت، بس عارف من جواك إن دا إختبار من ربنا فأنت صابر وراضي، فبقيت مُسَلِم
بالأمر، ومابين التسليم في ضغط من كل النواحي، يلا لعله خير، أصل هي كدا كدا دنيا وهتُقضىٰ.
– موصلتش بانك توافقي على أي جوازة والسلام.
– مكنتش حضرتك طلبت إيدي من الأول.
قولتها بزعيق، رد عليها بهدوئه الغريب، هو بصراحة مكانش زعيق أوي لأن وقار على إيدي.
– بصي، إحنا مش هننزل إجازة غير بعد ست شهور، حاولي تتحملينا بقى، وليكي ما عليا كل جمعة هفسحكم.
– حضرتك تعرفني علشان تفسحني؟
– حضرتي يعني لو حضرتك ناسية بيقولوا إني جوزك!
أوه ماي جاد، ما أنا برضوا ما إتعودتش، قال حد يفسحني قال! دا أنا آخر مرة اتفسحت لما كنت في إعدادي وكانت خروجة العيد.
يا أدي الكسوف، أهاجم وأدافع عن نفسي إزاي دلوقتي وأنا، ما أنا مكنش ينفع برضوا اندفع كدا.
– وأخيراً وصلنا.
قالها وهو بيركن العربية تحت عمارة شكلها قيِّم، بعدها خد عمير اللي ماشاء الله عليه كان نايم طول الطريق، ركن العربية، وبعدها دخلنا العمارة وركبنا الاسانسير وأنا كنت خايفة، كنت بترعش، مسك إيدي وتبت فيها، ساعتها حسيت إني مش لوحدي، إن في حد معايا إني مش خايفه، وقف الاسانسير وطلعنا، فلتت إيدي من إيده.
دخلنا الشقة بعدما فتحها، كنت منبهرة، دي تجنن، ديكورها بيجمع بين الكلاسيك والمودرن، هادية شبه هدوئه الغريب، بس مريحة، انتريه لونه هادي، وحيطان لونها أهدىٰ، مع سجاد منقوش سيمبل لونه هادي برضوا.
قطع وصلة وحملة إكتشافي للمكان بكلامه:
– هاتي وقار أنا هدخل أنيمها في أوضة الأطفال.
– لاء خليها، قولي بس فين الاوضة.
– تعالي ورايا.
مشيت وراه دخل طرقة ودخل أوضة من اللي في الطُرقة، كانت ألوانها بتجمع بين درجات الازرق والسماوي، فيها سرير صغير هزاز وسريرين صغيرين، ستايرها هادية، وفيها مكتب صغيور، كل حاجة فيها بمعنى أصح مريحة للعين، الشمس داخلاها ونورها هادئ.
نيّمت وقار على السرير الصغير وأنا بسأله:- أنت ليه مخلي سريرين والسرير الصغير في الاوضة ؟
– وقار آخرها شهرين ولا حاجة وتبطل تنام على السرير دا، بس أنا عارف إنها بتحب تنام عليه.
– ربنا يديمك ليهم.
كملت وأنا بتعدل وبنصب طولي:- هو عمير فين ؟
– نيمته على الركنة برا، أنا نازل أجيب فطار وأجيب حاجات من السوبرماركت.
– تمام.
استغليت إنه نزل ونوم الولاد كمان، دخلت استكشف باقي المكان علشان أرضي فضولي، كنت واقفة في الريسبشن، دخلت بعدها أشوف المطبخ،ترابيزة وأربع كراسي خشب، يغلب على المطبخ اللون الأبيض والمينتي جرين، ألوان مريحة للعين .
على عكس كتير من البنات، أنا بشوف المطبخ دا بيتي اللي بجد، مابملش ولا بزهق منه، أجرب فيه أكلات وءأكلها للي بحبهم، علشان هكون عملاها بكل الحب، أخبز مخبوزات وأشكل العجينة براحتي، ادندن وأنا بعمل، وألبس المريول، أقف أنصف فيه كل حاجة على كيفي، بس مكانش مسموح لي بكدا، كان أخري أتخيل.
طلعت ودخلت أوضة النوم، السرير قريب من الشباك اللي ستايره لونها بني والحيطان لونها كريمي، ومفروش في الأرض مفرش بسيط، وفوق السرير في رف عليه لوحتين، وبينهم زرع صناعي، وجنبه كومود خشب عليه منبه، وفي زاوية من زوايا الاوضة مراية ، وفي الزاوية التانية في مصلية مفروشة وجنبها رف عليه مصاحف، المكان كفيل إنه يحسس الواحد بالراحة.
سمعت صوت الباب وهو بيتفتح، كان جه من برا، طلعت لاقيته جايب حاجات كتير، روحت ناحيته بتوتر وشيلت معاه.
– حد منهم صحي؟
– لاء.
– كويس، تعالي نأكل.
– لاء شكراً مش هقدر أكل.
– أنتِ بقالك يومين مكلتيش.
– عادي.
– لاء مش عادي، أنتِ هتتسألي عن نفسك وعن صحتك، وبعدين تعايشي مع الأمر، مش أنتِ قولتي إنها دنيا وستقضى؟ يبقى متقعديش تبكي على الأطلال كل شوية.
هو بيتكلم ببساطة، وأنا دماغي بتدور في ساقية، مش عارفة أوقفها، ولا هو الموضوع أبسط من كدا، ولا أقول، مجاتش على دي.
سحبت الكرسي وقعدت، إتكلم وهو مركز على اللاشئ:- أنا عارف إنك هتأخدي وقت كبير على بال ما تتعودي علينا، بس مش عارف إذا كنتي هتقدري تكوني حنينة عليهم ولا لاء، بس من أول مرة شوفتك فيها وعنيكي بتقول إنك حد حنين.
كنت بلهي نفسي في اللعب في مفرش السفرة وأنا برد عليه بنبرة فيها شوية توتر على حبة خوف:- عارف أنا ربنا حرمني من الخلفة خمس سنين، خمس سنين أنا كنت بأخد فيهم عيال أخوات اللي كان جوزي الله يرحمه أربيهم، وعيال أخواتي، بالرغم من كم المشاكل الكبير اللي كان بينا، إلا إني مقدرتش في مرة أقسى على حد منهم، مقدرتش اقسى على عيالهم، ما إتعودتش أكون حد قاسي، أنا مبحبش جو التبرير، بس يا سيدي أنا كنت بوضح لك.
رد بنبرة هادية، حسيت إن فيها شوية توهان:- أتمنى كدا، أنا داخل أنام.
دخل وأنا قاعدة في مكاني ما اتحركتش، حاطة إيدي على خدي وساندة على السفرة، مش عارفة بكرا جايب إيه، يارب خير إن شاء الله.
سمعت صوت عياط وقار، دخلت عندها وهديتها وغيرت ليها، جهزت ليها الرضعة بعد ما غيرت ليها، بدأت تروح في النوم، حمدت ربنا لأني محتاجة أريح شوية، دخلت خدت دوش وغيرت ولبست بيجامة واسعة بكم خفيفة، وبعدها نمت على السرير اللي جنبها.
كالعادة شوفت الكوابيس اللي عاملة ليا أرق، صحيت مخضوضة وكنت بأخد نفسي بالعافية وبعيط، وهو كان جنبي ومادد ليا المية ووقارة على إيده، أخدت منه المية وأنا باصة على الأرض وبعيط.
– مصعب أنت مش مجبر تكمل في الجوازة دي صدقني، أولادك من حقهم يعيشوا طفولة هادية، متربطش نفس بواحدة مريضة نفسية زيّ.
– خدي بس المية إشربي واستعيذي بالله وكل حاجة هتتحل.
الدموع كانت بتنزل من عيني بدون إرادة وبتكلم بإنهيار:- ريح نفسك مني، مش مجبر تصحى كل يوم على صوت عياطي، صدقني مش هتتحملني، إحنا لسة في بدايتها، والأولاد ممكن تجيب ليهم مربية.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية لكنها ظلت مزهرة)