رواية هذا ليس عالمي الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم نورا سعد
رواية هذا ليس عالمي الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم نورا سعد
رواية هذا ليس عالمي البارت الثالث والعشرون
رواية هذا ليس عالمي الجزء الثالث والعشرون
رواية هذا ليس عالمي الحلقة الثالثة والعشرون
و أخيرًا كانا وصلا للجناح الخاص بهم، دفعها لداخل الغرفة و هو يقول: اخلصي أدخلي يلا.
نور بعتراض: يووه ما براحه يا عم هي الأوضة هت*
أيي ضااا !!
ظلت تنظر للغرفه بنبهار شديد، ثم اقتربت من تميم بحب و همست له: كل ده عشاني؟
رفعها وظل يدور بها، ثم عانقها بِ أمتلاك شديد وهمس في عنقها: انا اسف يا نور، اسف على أي تصرف عملته كان غبي، اسف أني سببتلك الأذى ده كله.
تشبثت في عنقه اكثر وهمست له أيضًا: أوعدني يا تميم إنك مش هتسلم دماغك لحد تاني
دفن رأسه في أحضانها وهمس: أعدك أني مش هسمح لحد يدخل ما بنا تاني، اوعدك أني مش هزعلك تاني، أوعدك أني مش هعمل حاجة في عمري كله غير أني أسعدك وبس.
أنهي كلماته وهو يجلس على الفراش وهي فوق قدمه.
تظر في عيناها وقال بهيام يفيض بهِ: نور انتي بالنسبالي كنز، كنز كنت عايز اوصله ومصدقت أني وصلت له، من وانتي بيبي في اللفة وانتِ بالنسبالي جوهرة غالية اووي وخايف لتتخدش مني بِ أي شكل، عشام كده بخاف عليكي من أي حاجة ومن كل حاجة، انتي شمسي اللي بتنورلي دنيتي، ببساطة انتِ نوري يا نوري.
نور بدموع تلمع في عيونها: تعرف إنك من زمان وانت مصدر أماني، من يوم ما وعيت على الدنيا وانا مفتقده الأمان ، محستش بمعنى الحياة غير لما جيت هنا وعيشت معاك، أتدني الحنيه والأمان اللي كنت محتاجاهم، كنت بحس جمبك بكل شعور حلو كنت مفتقداه في حياتي، انت اللي خليت لحياتي معنى، خليك جمبي علي طول يا تميم، و أوعى في يوم تفكر تبعد عني، او تعمل حاجة تخليني افكر مجرد تفكير أني انا اللي ابعد.
تميم وهو يقبلها على جبينها: اوعدك يا نور عيني، ربنا يخليكي ليا واعرف اسعدك طول ما انا عايش.
ثم نظر لها بمشاكسة و واصل: طب وبعدين بقى، يعنى جو شاعري، وعشا رومانسي، و اوضة مليانه ورد وبلالين، وكتبلك بحبك على السرير بالورد، وحقك عليا علي الحيطة، أي مفيش أحساس خالص.
نور بكسوف: ايوا عايز إية يعني؟!
تهض و اخذها من يدها أتجاه المرحاض وقال لها: طب بصي، ادخلي كده الحمام هتلاقي حاجة حلوة لو ليكي مزاج ألبسيها، لو ملقيش هتلاقي فستان ألبسي برضة وتعالي، أتفقنا؟
فلتت يدها من يده و ذخلت للمرحاض وهي تقول: لما اشوف ذوقك.
دخلت المرحاض و ظلت تنظر حولها حتى علقت عينيها على قميص نوم من اللون الكشميري حيث كان قصير بعض الشيء و بهِ حملات رفيعه، أمسكت القميص و قالت بذهول: احيه!! هو ده قميص نوم!! ده مش محصل بكيني ياللي تنشك في بطنك، اعمل إية في الوقعة دي بس ياربي، شكل كده كده الليلة دي مش معدية.
ثم أخذت نفس عميق وهمست لنفسها: بس خلاص ده جوزك حبيبك و حقه عليكي إنك تدلعي، ولا عايزاه يروح يدلع من الحرباية اميرة مثلًا!؟
ودت بعصبية كأنها تحدث شخص آخر:: لا، لااا، اميررة ايه علظ جثتي، انا اللي هدلع جوزي حبيبي، ده قررة عيني ده
ضحك تميم من الخارج بصخب وصاح بها وهو بقول: طب ننجز شوية عشان قرة عينك قرب يخلل برا.
شهقت بصدمة صث قالت بصوت منخفض يكسه عليه الخجل: احيه هو انا كان صوتي عالي سيكا؟
رد عليها وهو مزال يضحك:لا خالص، يلا بقى يا نور انجزي
أنهت اللبس بسرعة ثم اخذت نفسًا عميقًا ثم خرجت من المرحاض وعلى وجهها ابتسامة خجولة:خلصت
نظر لها الآخر بنبهار شديد، بلع لعابه بتوتر وقال: احمم هو إية الأقمر ده؟!
نظرت لنفسها بخجل حيث إنها أرتدت قميص النوم بالفعل، أشاحت بوجهها بعيدًا ثم صاحب والخجل يكسه ملامحها: طب انا جعانة، هو احنا مش هناكل ولا انت. ناوي ترجع الأكل ده تاني ولا حكايتك إية؟
نظر لها بقرف وهو يدفعها بعيدًا عنه ثم قال: يخرب بيت فصلانك ا شيخة، هناكل هو الأكل هيطير، اصبري عليا.
وقبل أن تعترض على حديثه، ركزت معه وهو يخرج علبة صغيرة من الون الأحمر، من جيب سترته، اقترب منها ووهو يهمس لها: غمضي عينك
أغمضت عينيها وهي تتمتم بمداعبة: شغل قديم اووي يعني
جاء من خلفها وألبسها قلادة من الفضة كانت عبارة عن مُجسم صغير لشكل الكورة الأرضية، أنتهى من قفلها ثم عانقها من للخلف وهمس في عنقها بحب يفيض بهِ: حبك
فتحت عينيها الاخرى، ومسكت السلسه وقالت بأعجاب شديد: الله دي الكون! شكلها حلو اووي يا تميم
وهو يعانقها مسك السلسلة ثم ضغظ عليها من الجنب حتى انقسمت إلي نصفين، كل نصف كان مكتوب عليه اسم الآخر، همس لها وهو يقول لها: دي عشان كل ما تشوفيها تفتكري إنك الكون بالنسبالي.
مسكت يداه التي كانت تطوق عنقها ثم غمضت عينيها وهمست له بكل ذرة حب في قلبها وقالت : بحبك، بحبك يا تميم ،ومش عارفة أرد على أي حاجة غير أني أقولك شكرًا إنك في حياتي
أستدارت له وهي تقول بحزن: بس أوعدني إنك متزعلنيش تاني أبذًا
كوب وجهها بين كتفيه وقال: أوعدك أني عمري ما هيصدر مني حاحة تضايقك تاني أبدًا
ثم واصل بمشاكسة: طب هو إحنا هنقضيها كلام حب وبس ولا إية
أشاحت بعينيها بعيدًا عنه وهي تقول بخجل: عايز إية يعني؟!!
اقترب منها أكثر وهو يهمس لها: يعني قميص نوم قمر وجو قمر، والبت زينة وهنا مش موجودين إيه مفيش دم خالص كدة؟!
عضت على شفتيها بخجل شديد من قربه لها وهمست بتقطع بسبب قبّلته لها: ت..م..يم
(انا بقول نسبهم بقى عشان هما عرسان جُداد ولازم يتهنوا شوية كفاية نكد بقى 🙂😹)
**************
NORA SAAD
وفي نفس الليلة ولكن في مكان آخر داخل الإسكندرية ، في أحد الكافيهات التي تطل على نهر النيل.
حسام وهو باخذ رشفة من فنجان قهوته: وانتِ بقى في كلية إية؟
ردت هنا بعصبية: كلية إية يا عمي؟!! هو انت طلبني عشان تتعرف! انطق مالها نور
حسام بحرج: أحمم، لأ ما خلاص تميم لقاها خلاص
هنا بزهق: ايوا يعني حصل إية برضة مفهمتش
تنهد ثم قال: هحكيلك، بس أوعديني أن الكلام ده ميوصلش لمامت نور نهائي، تمام؟
أومأت رأسها بالموافقة، وبدأ حسام في قص عليها كل ما حدث خلال الفترة الماضية.
حسام: هو ده كل اللي حصل، المهم بقى انا كنت**
قاطعته هنا وهي تنهض بغضب: مهم إية وزفت إية؟!! كل ده حصل ومحدش يكلمني ولا يكلم خالتي!! وازاي الحيوان اللي اسمه تميم يعمل كده هو أتجنن؟!!
حسام بهدوء:ممكن تهدي، هما اصلًا زمانهم نايمين في العسل دلوقت.
جلست مرة أخرى بهدوء بعض الشيء وهي تفكر: اومال انت متصل بيا لية؟ وعمال تعالي بسرعة، و عايزك ضروري، وهما اصلًا اتصالحوا خلاص ولا هي مرمطة وخلاص!!
حسام بنفاذ صبر: ما تخرسي يا بنتي خليني اقولك الكلمتين يخرب بيتك، الله!!
واصل بسرعة كبيرة: انا خليتك تنزلي عشان عايز اقولك أني معجب بيكي، وعايز أجي أتقدملك، وبحبك وها أي رأيك بقي
هنا بصدمة وعدم أستوعاب: ماالك!!!
ظل يتنفس بعنف وقال بنفس متطقع: لأ معرفش، جمعي مع نفسك واديني أجابة دلوقت عشان انا قولت الكلمتين دول بالعافية اساسًا.
هنا بستنكار: ايوا يعني هي هبت في دماغك إنك تخطب انهاردة الصبح فَ قولت لما تيجي تخطبني ولا إية مش فاهمة
هدا قليلًا وقال: انا من يوم ما شوفتك يا هنا وانا مشدود ليكِ، من يوم ما شوفتك وانا بدور على معلومات عنك، لحد ما عرفت عنك كل حاجة تقريبًا، ولما قولت هنزل إسكندرية اقابلك للأسف حصل شوية المشاكل اللي حكتلك عليها دي، فَ معرفتش انزل هنا خالص، بس ومع اول فرصة جيت و قابلتك و قررت أني اقولك كل اللي في قلبي.
هنا بسخرية: معلومات!! معلومات إية إن شاء الله؟!!
كتف يداه و أجاب عليها بثقة: معلومات زي إنك مثلًا في أولى كلية ألسن وحيدة مامتك وبباكي، و بباكي و مامتك مُنفصلين من زمان، وإنك أول لما خلصتي أعدادي قررتي إنك تشتغلي وتستقلي بنفسك مع إنك كنتي يعتبر لسه عيلة على الكلام ده!! بس حاولتي تعملي ده فعلًا، والغريبة أن اهلك معترضوش خالص!! وبدأتي تنزلي شغل في فترة ثانوي، وكنتي أغلب الوقت عايشة مع خالتك، وإنك معرفتيش تنفذي اللي كنتي عايزاه بشكل كامل غير السنة دي عشان سنك، وان دلوقت تقدري تعيشي لوحدك، وفعلًا انتي نقلتي في شقة لوحدك بالرغم من اعتراض خالتك، بس انتِ صممتي، علاقتك بوالدك والدتك مش مستقره خالص، معندكيش صحاب غير نور بس تقريبًا، بس كده تقريبًا انا منستش حاجة.
كانت تحدق به بفم مفتوح و بلاهه شديدة: أتمنى يكون المفتش كرومبو اللي جواك مبسوط منك.
واصلت بتهجم: وبعدين انت بأنهي حق تعرف عني كل التفاصيل دي؟ وعرفتها منين اصلًا؟!!
صاحت بهِ بعصبية: هاار اسود!! ده انت ناقص تقولي بنام اساعة كام وبصحي اساعة كام!!
رد عليها بثقة و هدوء: أقدر اقولك بسهولة عادي جدًا
ثواني وكانت ملامحها تتحول للأخرى منغعلة غاضبة: وصوتك ميعلاش تااني فاهمة؟
رجعت بظهرها للخلف بخوف وقالت بصوت منخفض: حاضر
ثواني وكانت أدركت ماذا قالت للتو، صاحت بهِ وقالت: أي ضااا !! وانت مالك أعلي انت؟! انا أعلي صوتي براحتي يا جدع
حسام بهدوء: مينفعش وحده تعلي صوتها على جوزها، كده عيب يا ماما ميصحش.
– ايوا صح مينفعش فع… ويت بس عشان هي شكلها هبت منك على الأخر انا عرفة، جوز مين يا حبيبي معلش؟!!
اقترب من المنضدة وهو ينظر في عيونها وقال بهيام: قلب حبيبك من جوه والله
رجعت بظهرها للخلف مرة أخري وهي تقول: في إية يا جدع مالك؟! انت عمال تتحول كل شوية كده لية؟! هو انت ملبوس؟
حسام بضحك وهو يرجع بظهره للخلف: لا اصل انتِ قولتي حبيبي، عشان بس تعرفي أن قلبك مختارني زي ما انا مختاره.
ردت عليه بسخرية: يعني ميمشيش معاك ان حبيبي دي بتتقال لأي حد بتخانق معاه مثلًا؟
حسام بثقه: تؤتؤ قلبك اللي اختارني وعايزني كمان.
هنا بضحك صخب: يخرب بيت الثقة، ربع ثقته في نفسه دي بس يارب، وانا كل مشاكلي هتتحل
حسام بغرور مصطنع: هبقى اديكي شوية لما نتجوز.
نهضت بنفعال و قالت وهي تمسك حقيبتها وتستعد للذهاب: تصدق انا مش فاهمة إية اللي مقعدني معاك اصلًا؟! شكلك شارب حاجة على المسا و جاي تطلعها عليا، انا ماشية
أنهت حدثها وهي تتركه ومُتجه خارج الكافية، لوح لها وهو في مكانه ثم صاح لها لكي تسمعه: ابقي اعملي حسابك أني بعد اسبوع من انهاردة هاجي أتعشي عندكم.
انهى حديثه وظل يضحك بشده عليها، نهض ولحق بها دون أن تشعر بهِ لكي يطمئن إنها وصلت للمنزل.
**************
بينما على الجانب الآخر في الصعيد.
اميرة بخبث: قوليلي يا عمه هو فرح بتك هيبقي امتى؟
سمية بنفعال: اميرة اطلعي من نفوخي عاد، مش ناقصة كيد النساوين بتاعك ده
اميرة بجدية مصطنعة: كيد نساوين إية بس يا عمه، طب تعرفي أهو الموضوع ده كلاته كان بسبب مقصوفه الرقبه نور
سمية بستغراب: كيف يعني
– يعني البت نور هي اللي كانت عماله تتحدت وتتنفخ علينا، وفي الأخر مَشت الكل على هواها، وهي اللي قالت على موضوع الجواز ده من الاساس، وأبوكي مكنش موافق في الأول، موافقش غير لما نور ولعت الدنيا، وأديها بتمشي كلمتها على الكل
نهضت بغضب وهي تصيح: وأني مش همشي كلام بت جميلة، وعلى جثتي ده يحصل، هي شكلها عايزة اللي حصل معاي زمان يحصل تاني مع بتي!! وبت جميلة تكون أتجوزت جوازه متحلمش بيها وبتي أني تتجوز جوازه كيف دي! ده على جثتي
صاحت بغضب بأخر كلماتها، ثم تركت اميرة وذهبت لغرفتها وصفحت الباب خلفها بغضي شديد، بينما اميرة فَ ظلت تضحك علي هيئة سمية، مع إنها لم تفهم شيء من حديث سمية! لكن كل ما يهمها إنها نجحت في حرق دماءها.
**************
أشرقت شمس يومًا جديد على ابطالنا.
وفي أحدى الأماكن وخاصة أمام مكتبة كلية أداب.
– آه، ما تحاسب يا أخينا، إيه ماشي تخبط في خلق الله؟!
زين بأسف: انى آسف والله كنت مس** أي ده! زينة!
تذكرته بسرعة كبيرا و ابتسامة كبيرة زَينت شفتيها وهي تصافحه: أي ده!! عاش شافك يا راجل
زين وهو يبادلها الابتسامة: انتِ كيفك عاملة اية؟
– الحمد لله بخير، بس قولي انت إيه اللي جابك هنا؟!
زين وهو يشير أتجاه المكتبة الخاصة بالكلية: أبدًا اصل وحشتني المكتبة هنا فَ قولت أجي أخدلي كتاب أقرأه.
زينة بتعطب: ده بجد؟ وبعدين يعني إية وحشتك الجامعة
رد عليها موضحًا لها الأمر: أني مخلص أداب تاريخ في الكلية دي من يجي خمس سنين أكده، بس حبي للقراية متقطعش لما اتخرجت وباجي هنا كل فترة أقعد في المكتبة شوية، وبدخل بسهولة عشان عم بيومي حبيبي
ضحكت بحماس وقالت: عااش عااش، ده انا افتكرت إنكم عشان عايشين في الصعيد بقى وكده، فَ مش بتهتموا بالتعليم وكدة
وقبل أن يرد عليها تبدلت ملامحها للغضي وهي تصيح بهِ: بقى يا مهزء واحد مُتعلم وخريج أداب، وشكلك متربي وأبن ناس كويسين، و تروح تخطف بنات الناس! بقى هي دي الرجوله والشهامة!!
ظل ينظر يمين ويسار بقلق بسبب صوتها العالي، وأن بعض الطلاب بدأوا ينظرون إليهم ويتسألون ماذا يحدث، أحذها من يدها ودخلا المكتبة، وهو يقول لها: فضحتينا يخرب بيتك.
نظرت خلفها على الطلاب الذين مازالوا ينظرون لهم، و قالت بتعحب: هو انا صوتي اوي عالي اوي كده؟
جلس واشار لها أن تجلس وهو يقول: لاه، ايذًا مكنش عالي واصل، وبعدين هي نور بت عمك محكتلكيش علي اللي حصل ولا إية؟
زينة وهي تتذكر كل شيء حدث: اووبس، تصدق نسيت.
واصلت وهي تراه يحدق بها بعصبية فَ واصلت: بس تعرف أحنا ممكن نقعذ نتناقش فاللي حصل معاكم ده
زين بهتمام: كيف بجى؟!
زينة بتفكير: يعني تعرف أن انا لحد دلوقت مش عرفة ألومكم على تصرفاتكم و افعالكم ، ولا مينفعش ألومكم على حاجة خالص؟ لإنكم انتوا اللي من البداية اتظلمتوا
– أومال انتِ رأيك إية في اللي حصل ده؟
– مش عرفة، بس اللي اعرفه أن محدش فينا ليه ذنب، وأن أنا و نور وزهرا ملناش دعوة بِ العك اللي حصل دن، و جو إنك تنتقم من عدوك في أقرب شخص ليه وكده فَ ده بالنسبالي ضعف، انت عايز تاخد حقك من حد تاخده منه هو، وتواجهه هو، ياما خلاص تنسى وتعيش حياتك.
زين بتفهم لوجهة نظرها: للأسف فهمت الكلام ده متأخر، و السكينة كانت سرقانه انا وحاتم، بس خلاص كل حاجة راحت لحالها عاد، وكله بفضل نور.
ابتسمت له زينة وهي ترى في عيناه نظرة ندم عن ما صدر منه، نهضت وهي مُتجه نحو أحد الأرفف: بتحب تقرأ علمي ولا تافه زيي؟
زين بفرحة لمعت في عيونه: هو انتِ هتقراي معاي؟
زينة وهي تتفحص الأرفف بتركيز: ايوا يا سيدي، يس قولي بتحي تقرأ إية الأول
اجاب عليها ببتسامة: خليها حاجة على ذوقك طيب
تناولت رواية من احد الرفوف و رجعت مرة أخرى له: أقرا ده هيعجبك
اخذ منها الرواية وهو ينظر للغلاف ثم قال: ابتسم فانت ميت! شكلها حلوة جووي
ردت عليه وهي تفتح أول صفحاته: هيعجبك اووي، أقرأه و نتناقش فيه بعد ما تخلصه.
رد عليها بتسأل: وانتِ مش هتقرأي عاد؟!
ابتسمت له وقالت: أصلي قرأتها قبل كده، بس هقرأها تاني معاك.
**************
أما في الإسكندرية.
– هنروح فين انهاردة؟
تميم وهو يهندم ملابسه: في تله كده اكتشفتها من فترة حابب اروح نقعد قدامها شوية قبل الغروب وأهو نشوف الشمس وهي بتغرب.
نور بفرحة كبيرة: الله، ونشوف من فوق الغروب دي هتبقى جامدة اووي.
شبك يده في يدها وقال لها وهو يغمز لها: مش اجمد منك يا بطل قلبي
نجزته في صدره وهي تصيح بهِ بعصبية بسيطة: اتلم
ضحك بشدة عليها، ثم ذهبا إلى ذاك التل وجلسا عليه، وهم يتأملون الشمس وهي علي وشك أن تغرب.
مالت على صدره وهي تتأمل السماء وهمست له: تفتكر احنا ممكن نُغرب في يوم زي الشمس؟ ممكن يجي علينا يوم ونبقي زي الشمس و القمر؟
ضمها له وهمس لها أيضًا: انتِ شمسي يا نور، وانا السما، عمرك شوفتي ولا هتشوفي شمس بتنور في مكان غير للسما؟ فَ ببساطة أنتِ عمرك ما هتنورلي لحد غير لسماكي يا نوري
ابتسمت بعشق و لمست وجهه بيدها: بحبك يا تميم
ضمها له بعشق كاد ان يكسر ضلوعها بين ذراعيه وهو يهمس لها: و تميم. عايش على حبك يا قلبي يا نوري.
**************
مر أسبوعين دون احداث جديدة، فَ تميم ونور رجعا القاهرة بعد اسبوع من سفرهم، فَ كان أسبوع من أجمل أيام حياتهم، فَ كانا يعوضون سنين الشوق و الحرمان في ذاك الأسبوع، و لكن لم تخلص نور من مضايقات اميرة و سمية لها، ولكنها كانت مشاجرات طفيفه، وفي ذلك اليوم حيث كان الكل مُجتمع في بهو المنزل، بستثناء اميرة التي ذهبت لكي تتسوق بعض الاشياء من السوق، كانوا يشاهدون التلفاز في صمت، لكن أتى صوت الجد ليلتفت له الجميع بنتباه.
الجد وهو يشاهد التلفاز بهدوء: اعملوا حسابكم كتب كتاب زهرا بكرا.
نظر الجميع لبعضهم بتعجب من ذلك القرار، فَ هو لم يخبر أحد عن معاد عقد قرأنهم، فَ الكل تفاجأ من المعاد، الكل حول نظراته حول سمية بترقب، لكن قطعت سمية تلك النظرات وهي تنهض و تقول بثبات: وانا بتي مش هتجوز يا بووي.
نهض الجد في المقابل وقال لها بحدة: ليه هتكسري كلمتي على أخر الزمن؟!!
صرخت بهِ سمية بغضب: لاه مش بكسر كلمتك انت يا بووي، دي مش كلمتك أصلًا دي كلمة نور بنت العقربة جميلة، وأني مش هسمح أن العقارب دول يغرقوا بتي زي ما غرقت أني زمان
نهضت نور بعصبية ….
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية هذا ليس عالمي)