رواية أحرقني الحب الفصل السادس عشر 16 بقلم ديانا ماريا
رواية أحرقني الحب الفصل السادس عشر 16 بقلم ديانا ماريا
رواية أحرقني الحب البارت السادس عشر
رواية أحرقني الحب الجزء السادس عشر
رواية أحرقني الحب الحلقة السادسة عشر
قطب حسام وهو يتسائل مَن قد يتصل به في هذا الوقت المتأخر فتوجه لهاتفه ليجد أحد أصدقائه من يتصل به.
أجاب بقلق: إيه يا كريم فيه حاجة؟
قال كريم بمرح: عامل إيه يا عريس؟
ارتخت أعصاب حسام وارتسمت نصف ابتسامة على فمه وقد فهم الغرض من إتصال صديقه: متصل عليا علشان تسألني عامل إيه وأنت لسة سايبني من نص ساعة يا كريم؟
ضحك كريم بشدة وقال باستفزاز: اه بطمن عليك أنا والشباب بس مش صاحبنا أوعى يكون بس عطلتك عن حاجة مهمة.
ضحك حسام بغيظ قبل أن يجيب من بين أسنانه حتى لا تسمعه هديل الواقفة خلفه: حسابك أنت والشباب معايا أما أشوفكم بس يحرق معرفتكم.
أغلق حسام الهاتف على صوت ضحك أصدقائه ثم ألقاه أمامه والتفت بابتسامة لهديل التي مازالت تقف مكانها بتوتر، كانت تفرك يديها وقلبها يكاد يثب من صدرها من شدة التوتر والقلق.
سألته بارتباك: فيه حاجة ولا إيه؟
ضحك حسام وقال بنبرة عابثة: لا دي حاجة بين الشباب وبعضها متهتميش بيها المهم خلينا في نفسنا دلوقتي.
لم تفهم ولم يمهلها الوقت لذلك لأنه اقتربت منها فتسارعت نبضات قلبها حتى أن معدتها ألمتها من الترقب، تطلعت له ترجوه بعيونها ألا يخيب أملها ولا ينفر منها حين يراها لأنها لن تتحمل.
وعلى غفلة تقدم حسام منها وأحنى رأسه ليقبلها بحنان، دهشت هديل في بادئ الأمر حتى أنها وضعت يدها على صدره ولكن لم تدفعه عنها بل استرخت وأغمضت عينيها تشعر بذلك الحنان يتسرب إليها.
أبتعد عنها بعد قليل ليزيح حجابها فتناثر شعرها الأسود على كتفها، رفعت يدها لشعرها وهي تبتسم بخجل ولكنه حين أقترب منها أكثر اختفت ابتسامتها وازداد خوفها حتى أنها بدأت ترتجف بشكل طفيف.
لاحظ حسام الحالة غير الطبيعية التي بها فأمسك بيدها وجلس على السرير وأجلسها بجانبه.
تحدث حسام بصوت دافئ: هديل أنا مش هعمل حاجة غصب عنك مش عايزك متوترة كدة لو مش عايزة خالص بلاش أنا مش هغصبك على حاجة.
انعقد لسان هديل وشعرت بشيء يسد حلقها يمنعها عن الكلام والتعبير عن مشاعرها، تذكرت ليلة زفافها الأولى التي مرت بوحشية عليها، تعلم أن حسام ليس وحشًا ولن يؤذيها ولكن رغمًا عنها تلك الذكريات تتدافع في عقلها، أنها لا تخشى من حسام حقيقة ولكنها تخشى ألا تتمكن من تلك الذكريات ومواجهة حياتها مع حسام بشجاعة.
رفعت عيونها المليئة بالدموع إليه فمسح على شعرها وقال برقة: ممكن ترتاحي النهاردة لو عايزة.
هزت رأسها بالنفي فأدرك حسام أن توترها وصراعها أكبر مما يظن فقال مرة أخرى بنبرة حازمة: مش عايزك تتوتري صدقيني أنا بحبك زي ما أنتِ، وأنتِ أحلى واحدة في عيوني.
ببطئ وروية انخفضت يده لسحاب فستانها وأنزله للأسفل فأغمضت جفنيها بقوة وهي تشد بيد على الفستان، تخشى مواجهته ورؤية ردة فعله، وتخاف بأنها لن تتحمل نظرة الاشمئزاز في عينيه.
كانت حركات حسام خفيفة ورقيقة حتى يحررها من أي توتر يتملكها حتى أصبح الفستان عند قدمها.
تسارعت أنفاسها وهى تخشى فتح عيونها، شعرت بيد تحت ذقنها ترفع وجهها وصوت حسام يصلها هامسًا بصوت أجش: افتحي عيونك الحلوين دول.
فتحت عيونها بتردد حتى قابلت عيونه وهناك لم تجد نفور ولا اشمئزاز بل حب جارف يطل من عينيه فهدأت روحها واستسلمت بكل قلبها وحواسها لحبه.
كانت نائمة بارتياح ثم تقلبت فشعرت بالمكان خالي بجانبها، حين استيقظت وتطلعت بجانبها لم تجد حسام مما أثار استغرابها.
جلست وهي تضم الغطاء إليها، فكرت حسام لم يظهر أي لمحة للنفور منها ولكن هل ذلك شعوره الحقيقي أم أنه تحمل لأجلها؟ هل أرضته كإمراة؟ لقد كان حسام رقيقًا معها ولم يحملها أي نوع من الضغوط بل أرادها أن تسترخي وتكون على طبيعتها.
لم تجد فائدة من الجلوس مكانها فنهضت وأخذت ملابس لها ودلفت إلى الحمام، استحمت ثم وقفت أمام المرآة تنظر لنفسها، لم تتفحص نفسها من فترة طويلة بتدقيق، هذه المرة كان هناك شيء مختلف حتما فيها، كانت بشرتها أكثر نضارة وعيناها تلمع ببريق كان قد ظنته خبا ولن يعود، ابتسمت وهي تمشط شعرها وتكمل ارتداء ملابسها حين سمعت طرق على الباب.
قال حسام بصوت عفوي: هديل مستنيك برة الفطار جاهز.
أجابت بارتباك: ح.. حاضر جاية أهو.
نظرت لنفسها في المرآة وقد احمرت وجنتاها بخجل، ارتدت بيجامتها بسرعة كانت من الحرير الوردي الذي لائمها ذات أكمام طويلة فهي لم تكن شجاعة للغاية حتى تجلس أمام حسام بكل أريحية مع ندوبها.
خرجت للصالة لتجده جالس بانتظارها، كان يرتدي ملابس منزلية مريحة مكونة من تيشرت صيفي بنصف أكمام وبنطال مريح حين رآها تقترب منه بخجل نهض ووضع يديه على كتفيها.
قبل جبينها بحب: صباح الخير يا حبيبتي.
ابتسمت بخجل: صباح النور.
جلست تأكل بصمت وهى لا تنظر له حين سألها فجأة: أنتِ لابسة بكم ليه والجو حر يا حبيبتي؟
ارتبكت وقالت بابتسامة متوترة: أنا مرتاحة كدة.
فهم حسام السبب الحقيقي وراء تصرفها ولكن رأى أن يتركها على راحتها.
أمسك بيدها وهو يبتسم: مش هتتخيلي أنا مبسوط أد إيه دلوقتي، عايز أحط شوية أُسس لحياتنا مع بعض هي مش قواعد على أد ماهو طريق واضح لينا إحنا الاتنين، أولا مش عايزك أبدا لو زعلتي أو اتضايقتي في يوم من الأيام تخبي عني لازم نصفي أمورنا مع بعض علطول، مش عايز وجود أي فجوة بيننا أبدا، عايزك تثقي فيا ومتخافيش مني في يوم من الأيام وأنه باذن الله أنا علطول موجود علشانك كصاحب وزوج وحبيب وحضني ليكِ دايما في أي وقت الدنيا تضيق عليكِ فيه.
تضخم قلبها من التأثر والعاطفة حتى أنها لم تستطع الرد عليه بل بقيت تنظر له بامتنان وحب ثم نهضت من مكانها واقتربت منه، مالت عليه لتعانقه وهي تلف يديها على حوله.
قالت برقة: أنا مش عارفة أقولك إيه بس أنا هعمل كل اللي أقدر عليه علشان أكون الزوجة اللي أنت عايزها.
لف ذراعيه حولها بقوة: أنتِ الزوجة اللي أنا عايزها من غير ما تعملي حاجة صدقيني.
ابتعدت عنه مبتسمة وعلى قدر ما تشعر بالسعادة من كلماته فهناك شيء من عدم الارتياح يتخلل تلك السعادة، هي ليست معتادة على تلك السعادة وتخاف أن يحدث شيء يخربها عليها.
قالت فجأة وهي تتذكر: صحيح أنا مكلمتش ماما من امبارح ولسة مجيبتش موبايل ممكن تديني موبايلك شوية.
أخرج هاتفه وأعطاه لها مع غمزة: أنتِ تاخدي أي حاجة عايزاها من غير استئذان.
ضحكت هديل بإشراق قبل أن تتصل على والدتها لتطمئن عليها وعلى إخوانها.
لم ترد والدتها بعد إتصال مرتين مما أثار قلقها، لاحظ حسام القلق على وجهها فسألها: مالك يا هديل؟
ردت بحيرة: ماما مش بترد وأنا بديت أقلق.
طمئنها حسام بنبرة واثقة: متخافيش لو فيه حاجة أكيد كانت هتتصل بيكِ.
لم تقتنع هديل واتصلت مرة أخرى وأخيرا أجابت والدتها فقالت هديل بلهفة: فينك يا ماما بتصل عليكِ بقالي شوية مش بتردي ليه؟
أجابت والدتها ببكاء منهارة: الحقي يا هديل أبوكِ وقع ولسة جايبنه على المستشفى دلوقتي وحالته صعبة أوي.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحرقني الحب)