رواية مهمة خاصة الفصل السادس 6 بقلم زينب توفيق
رواية مهمة خاصة الفصل السادس 6 بقلم زينب توفيق
رواية مهمة خاصة البارت السادس
رواية مهمة خاصة الجزء السادس
رواية مهمة خاصة الحلقة السادسة
الأخير
– اية دا اللي مش عارفه؟
قالها آسر وهو بيقرب منهم، لف بسرعة جي للناحية التانية ونزل القناع على وشه
داليدا بتوتر – كنا بنتكلم عن حاجة تبع الشغل، أنت كنت فين كدا؟
رد وهو بيقرب منها بأبتسامة ويقف جنبها.. وحط أيده على كتفها – كنت بلف في القصر بشوفه، متغيرش خالص عن زمان
بص جي لأيده اللي على كتفها بضيق، ضم قبضة أيده ولف وشه الناحية التانية ومشى بعيد عنهم
– اه محبيناش نغير أي حاجة فيه، عمو فاروق فضل محتفظ بكل حاجة عملوها بابا وماما فيه سـوا
– فاكرة الجنينة اللي كنا بنلعب فيها انا وأنت.. وجواد؟
– اه طبعًـا..
– فاكره جواد؟
رفعت عينها تبصله – أنت فاكره؟
– عمري ما أنسـاه
– يبقى انا كمان عمري ما هنسـاه
– بس في فرق بيني وبينك
نزل لمستواها وهمس – أنا عمرى ما هنساه لأني بكرهه، لكن أنتِ عمرك ما هتنسيه لأنك بتحبيه
وسعت عيونها من كلامه – بتكـرهه!
– وجوده كان هيمنعني عنك، شايفه لما مات الدنيا لفت لفت وجمعتنا أزاي!
– أنت بتقول أية؟ جواد مات وأنت لسة بتتكلم في الحاجات الهبلة دي، وبعدين دا أخوك! حد يكره أخوه
– انا بكره أي حد يبعدني عن أي حاجة انا عايزها وانا كنت عايزك.. من واحنا أطفال وانا بتمنى انك تبصيلي ياداليدا، تلعبي معايا زيـه، تكلميني وتضحكي معايا زي ما بتكلميه، أنتِ عمرك ما طلبتي تلعبي معايا او تعيطي لما أجي أمشي، عمرك ما قربتي مني وكلمتيني، لما كنت بتعب بس.. وقتها.. كنتِ بتحني وتيجي تكلميني، كنتِ بتخليني اتمنى أتعب علطول علشان أشوف قربك ليـا برضاكِ
– أنت لسة فاكر الحاجات دي، بعدين أحنا مكناش بنلعبك معانا علشان كنت بتتعب، كنا بنبقى خايفين عليك
– كدابة
صرخ فيها وبعدها كمل – متحاوليش تخلي مرضي حجة، انتِ علطول عايزاه هو، ماسكة في ايده هو، أنتِ عارفة يوم الحادثة لما مات وطلعوكم من العربية كنتي ماسكة في أيده ومتبته فيها حتى وأنتِ مغمي عليكِ
غامت عيونه بسحابة سودة – انا في الوقت دا مكنتش مستوعب أزاي أنتِ متمسكة بيه كدا حتى وهو ميت، لما الكل كان مشغول يطلعوا أهلك من العربية قربت منكم وبعدت أيديكِ عنه فضلت أسحب فيه وأزقه بعيد عنك.. لحد ما رميته في حتة ضلمة قريبة من الحادثة ورجعت.. وقتها لأول مرة حسيت إني أنتصرت عليه، لما شفته هو بعيد عنك وانا قريب منك.. قربت ومسكت أيدك بداله
داليدا بدموع – انا مش قادرة أصدق اللي بسمعه دا، ازاي كان جواك كل الحقد دا وأزاي مفكر إني ممكن أقبل أكمل معاك بعد كل اللي قولته
كأنه ضغطت على زر أنفجار جنونه، قرب منها وهو بيهمس بـ شـر واضح – إنسي ياداليدا، إنسي إني ممكن أسمحلك ولو لحظة تبعدي عني تاني، أنتِ هتكوني ليـا سـواء بموافقتك أو غصب عنك، أعرفي دا كويس.
ودلوقتي..
بعد عنها تاني – اللي اسمه جاد الدين دا
نطقت بخوف – ماله؟
– مش عاجبني قربك منه، لو على شغلك يمسكه براحته بس بعيد عنك، ميلزقش فيكِ طول الوقت كدا
– أنت بتتحكم فيا بأمارة أية؟ انا حتى لو وافقت نتخطب فـ دا لسة محصلش
– بس هيحصل..
– انا ليـا كلام مع عمو كرم وطنط دعاء، علشان الكلام معاك غير مجدي تمامًا..
****
خبط الباب ودخل آسر الأوضة
– آسر، حبيبي عايز حاجة؟
مردش عليها وقرب منها – ماما..
بصتله بتعجب للحظة قبل ما تقرب وتقف قريبة منه ضامة أيديها مع بعض – نعم ياحبيبي
مقلش كلمة تانية وأندفع يحضنها بقوة، لفت أيديها حواليه بتردد – من أمتى وأنت بتحب حد يقرب منك كدا.. طول عمرك متحبش أحضنك، عكس جواد أخوك اللي..
بعدت عنه فجأة ومسكته من وشه، رفعت شعره اللي كان مغطي جبهته، لمست علامة موجودة هناك بصوابع بتترعش.. عيونها أتملت بالدموع
– أزاي، مستحيل.. أنت مـت، قالولي أنك مـت، كرم شاف جثتك بعينه
نفى برأسه – محصلش، انا عايش قدامك أهو، انا جـواد
كأنها كانت مستنيه تأكيده لنفسه علشان تصدق إنه حقيقي ومش هلوسة منها، قربت تحضنه وتبوس فيه بجنون – جواد حبيبي، ابني انا مش مصدقة انا كنت حاسة كنت بقول في حاجة غلط بس مكنش معايا دليل مكنتش بقدر اتكلم.. كرم كان بيكدبني.. كنت فين يابني ازاي انت هنا لية بعدت كل دا
– أشش اهدى وانا هحكيلك كل حاجة
سمع صوت قريب منهم – بس مش دلوقتي، هلاقي الوقت المناسب وأجي اقابلك بس أرجوكي متقوليش لحد عليا.. لا كرم ولا آسر.. متقوليش اي حاجة عن المقابلة دي
– حاضر، من عيوني المهم تكون بخير
باس أيدها مرة تانية ومشى.
وقعدت هي على سريرها تعيط بأنهيار وهي مش قادرة تستوعب اللي حصل
ابنها اللي مفروض إنه ميت من عشرين سنة يظهر فجأة كدا قدامها!!
****
– وبعدين ياجي
– وبعدين ياR
– هتعمل اية؟
– مش عارف، والله ما عارف، أواجهه بالحقيقة؟
– انت بدأت تفتكر كل اللي اتحكالك دا ولا لسة ماشي ورا كلامهم بس
– للأسف من امبارح وانا بحلم بكوابيس لليلة الحادثة وكل التفاصيل دي، زي ما يكون عقلي كان مستني الفرصة والذاكرة ما صدقت
– على فكرة أبوك معاه فلوس ملهاش اول من أخر لدرجة ان فلوس وامبراطورية داليدا دي تعتبر فكة بالنسباله، معنى كدا مستحيل يكون السبب ورا إنه عايز يقتلها الفلوس
– امم
– ممكن يكون شاكك إنها عارفة الحقيقة فعايز يخلص من اخر خيط..
– ممكن
– طيب ما آسر كمان عارف، انت قولت كدا
– بس آسر هو بيعرف يسيطر عليه كويس
– طيب ما نخليهم هما اللي يحلوا الموضوع ويكشفوا كل حاجة بنفسهم
– ازاي؟
– اقلبهم على بعض، خرج آسر عن سيطرة كرم، أنت بتقول آسر دا مجنون أكيد لو قلب على كرم هيخربها عليه
– ودي اعملها ازاي!!
****
دخل آسر لكرم وهو بيصرخ – أنت أزاي تعمل كدا
– أعمل أية! وازاي تدخل عليا كدا
قرب آسر منه ومسكه من ياقته يوقفه من قعدته – ازاي تتجرأ وتبعت ناس لداليدا علشان يقتلوها.. عايز تقتل داليدا!! دا انا اموتك قبل ما تفكر تلمسها
قرب الكل من الاوضة بسبب صوت صراخهم العالي..
– أهدى ياآسر واسمعني
– مش هسمع حاجة، انا صابر على أهانتك وتحكمك فيا من اول ما اتولدت، صابر على قذارتك وأفعالك وبداري عليها، خبيت إنك كنت بتخون امي مع مرات صاحبك..
شهقت دعاء بصدمة لكن محدش منهم انتبه ليها
– شفتك وانت بتضرب جواد في باب العربية وبتكمل عليه يوم الحادثة ومتكلمتش، خبيت كل دا علشان بس داليدا تكون ليا زي ما وعدتني وفي الأخر.. عايز تاخدها مني.. تبعدني عنها تاني.. أنسى.
– انا مبعتش حد يقتلها
– كداب..
– آسر اسمعني
– يسمع اية، عايز تسمعنا اية تاني ياكرم
– دعاء!
قربت منه بدموع في عينها – بتخوني وبتموت ابني وبعد دا كله عايش معايا وشايفني كل يوم بموت قدامك ولا حتى ضميرك وجعك لحظة واحدة، ازاي تعمل كدا.. ازاي تعمل كدا في ابنك
– كنت خايف.. وهو فعلا كان بيموت في العربية.. انا بس..
– حبيت تتأكد أن جريمتك أتمسحت..
قالها جي وهو بيقرب وبيشيل القناع عن وشـه، أتصدم كرم وآسر وعيونهم وسعت بزهول – انت أزاي.. عايش.. جـواد!
– أيوة جواد.. أبنك اللي من دمك.. وأخوك..
قالها وهو بيبص لآسر، اللي كان حاسس في اللحظة دي أن كل عالمه بينهار لما ظهر جواد تاني بص ناحية داليدا اللي دموعها كانت بتنزل بصمت، قرب منها بسرعة وخطف سكينة الفاكهة اللي موجودة قرب منه – أوعى تفكر إني هسمحلك تكون معاها وتاخدها مني تاني.. دا مستحيل داليدا ياتكون ليا يا هنموت سـوا
– اهدى ياآسر..
آسر بنبرة جنون – لا مش ههدى مش بعد دا كله تظهر وتخربلي كل خططي مس هسمحلك، مش هديك تاني حاجة انا عاوزها
– هتاخدها، انا مش عايز داليدا أصلًا، هي ليك هي موافقة تتجوزك، انا ظهرت بس علشان عايز اعرف الحقيقة مش أكتر، انا همشي تاني
بص لداليدا – هتكوني ليـا بجد؟!
بصت ناحية جي اللي شاور براسه، بلعت ريقها – ايوة بس أبعد السكينة دي..
قبل ما يستوعب الأمر كان قرب جي وسحب السكينة من بين أيديه وضربه لكمة في وشه، وقف آسر وقرب منه بغل هو كمان يضرب فيه، الأتنين دخلوا في مرحلة جنونية من العراك كأنهم بيفضوا طاقة غريبة وعجيبة مش مفهومة من المشاعر اللي بتجمعهم ناحية بعض في الخناق
دعاء كانت بتصوت، كرم كان بيراقبهم بعيون مزهولة حاسس إن كل عالمه إنهار
قربت سعاد منهم وحاولت تفك بينهم.
وأخيرًا بعدوا عن بعض!
****
– دعاء أرجوكي أسمعني، أديني فرصة
– مفيش فرص تاني ما بينا خلاص ياكرم، طلقني وخلينا نخلص
بصت ناحية جواد – بعدين بدل ما تفكر ازاي تستسمحني شوف هتعرف تخلي ولدك يغفرلك عملتك السودة دي ازاي، ولا تشوف هتعرف ازاي تبص في وشـه تاني
بص كرم للأرض بحزن وخجل، بعدين رفع عيونه ليها – بس صدقيني مش انا اللي حاولت اقتل داليدا، انا كنت راجع أصلًا علشان اجوزها آسر ما أنتِ عارفة
– انا مبقيتش عارفة حاجة خالص
قالتها وهي بتقف وتبعد عنهم كلهم..
– عمو كرم انا خلاص مش هفتح في القديم بس ادأرجوك تبعد عني أنت وآسر ومتقربوش ناحيتي تاني
– داليدا صدقيني يابنتي انا محاولتش اقتلك، انا مقدرش اعمل كدا
تدخلت سعاد بسخرية – لية متقدرش؟ مش عملتها مرة أكيد تقدر تعملها تاني
بصلها جي للحظة ورجع بصله – معاها حق
– جواد
– كرم باشا متحاولش حتى تنطق أسمي على لسانك، ياريت تنساني وتفضل فاكر إني ميت
– انا عارف إنها كانت غلطة لا تُغتفر بس صدقوني دي كانت لحظة شيطان وراحت لحالها وفضلت عمري كله ندمان عليها انا لحد دلوقتي مش قادر اسامح نفسي على خيانتي لصاحبي ولدعاء.. دعاء اللي انا زحفت وعملت المستحيل علشان اخدها.. دي كانت حب حياتي كله ولسة حب حياتي، اللي حصل بيني انا وجيهان كانت لحظة ضعف خربتلنا حياتنا كلنا.. سامحوني ارجوكم
بص لجواد – انا عمري ما كرهتك انا كنت بفتخر بشجاعتك من وانت صغير وقوتك كنت بقف مع آسر وبحاول اخليه زيك، باجي عليك علشان عارف انك قوي ومعاك داليدا اللي كانت بتغنيك وقتها عننا كلنا.. انا عمري ما كرهتك، سامحني كانت لحظة مجنونة مش عارف اية اللي جرى لعقلي وقتها لحظة منعت عني النوم لعشرين سنة بعدها، انا حاولت ادور عليك بعدها مقدرتش الاقيك وأوصلك.. سامحني.
قال أخر كلامه ومشى بخطوات ذليلة بعيد عنهم.
وبصوا لبعض هما الأتنين بحيرة
****
كانت سعاد واقفة في جنب بتتكلم في الفون بصوت واطي قرب منها – طمنيها وقوليلها أن كل الحقيقة اتكشفت خلاص
بصتله بتفاجئ.. جي – اية؟ مش انتِ بتكلمي R برضوا؟
صوت جه من الفون بعدها سعاد فتحت الأسبيكر وجاله صوت R – عمرك ما فشلت انك تبهرني
– نسيتي أني تلميذك؟ سعاد تقريبًا مخادتش بالها من انعاكسها في المراية اليوم اللي كنت جاي فيه أقتل داليدا وهي بتراقبنا وبتشوفني هعمل اية.. الأول كنت مستغرب ازاي مصرختش ومتكلمتش.. طيب هي كمان خاينة! بعدها شوفتها يوم ما اضرب علينا نار وهي بتدي الرجالة اوامر بعيونها إنهم يوقفوا ضرب ويمشوا
واخيرًا وهي بتدخل تفض الخناق بينا انا وآسر كأي عميل متدرب مش ست طالعة على المعاش وعضمتها بقيت طرية.. غير كل الكلام اللي قالته وكأنها كانت موجودة معانا وقت الحادثة ونسيت حاجة مهمة جدًا لما دورت لقيت إنها بدأت تشتغل عند داليدا من عشر سنين مش من عشرين سنة زي ما فهمتني
– كنت عارفة إنك هتقدر تاخد بالك منها وتفهم…
قاطعها – قصدك إنتِ كنتِ سايبة الخيوط دي علشان اعرف أنك ورا الموضوع، مين إنتِ ياR؟
– ربـاب عراف أخت بكري وعمة داليدا وضابط شرطة في الجرائم الألكترونية زي ما أنت عارف، كنت في مهمة ورجعت لقيت أخويا ومراته ميتين، وبنته بتقول كلام مش مفهومة عن خيانة وموت وقتل.. فضلت أدور ورا الموضوع لحد ما لقيتك.. اهتميت بيك من بعيد لبعيد لحد ما قدرت أخليك ‘ جي ‘ واستنيت الوقت المناسب علشان تظهر ونكشف الحقيقة
– لية قولتي أن كرم هو اللي عمل كدا
– كنت عايزه اظهره في الصورة وتعرف بوجوده
– لية بعتيني اقتلها، مش يمكن كنت أعملها فعلًا
– مستحيل تعملها، حتى لو عقلك ناسي داليدا، قلبك مستحيل ينساها وبعدين سعاد كانت موجودة علشان لحظة زي دي
– انتي اللي عملتي هجوم على قصر فاروق؟
– لا، للاسف فاروق كان اتورط مع مافيا وهما اللي خلصوا عليه
– انتي اللي حاول يقولي فاروق انك..
– رغم كل اللي ما بين كرم وبكري، بكري كان معرفه إنه كاتب كل الورث بأسم داليدا وانا وفاروق من بعده.. وبس كدا، عندك اي اسأله تاني؟
– كان لازم جو المغامرة دا ما كنتي جيتي وجهتيني بالحقيقة وخلاص
– انا نفسي مقدرتش اوصل لكل الحقيقة وكنت محتاجة ان النقط تتحط على الحروف ودا مكنش هيحصل غير كدا..
قطع حوارهم صراخ دعاء وانهيارها قفل معاها وطلع يجري عليها
– ماما.. في اية؟
– آسر اخوك بعد ما مشى من هنا كلموني.. بيقولولي انه عمل حادثة إنه مات.. آسر مات، لية كدا دا انا ملحقتش أفرح برجوع واحد يروح التاني يموت مني!!!
****
– وبس ياستي ودي قصة العميل جي
– واو يابابا أنت كنت زي الهيرو زمان
– ولسة هيرو لحد دلوقتي
قالتها داليدا وهي بتقرب منهم
– بابا نام؟
– اه وطنط هتصلي العشا وتنزل
– بس سيبك أنتِ.. مالك محلوة لية اليومين دول؟
– انا حلوة طول عمري
– لا أحب أتأكد..
قربت البنت وقعدت بينهم و – هو جاسر حفيد تيتا رباب مقربش يجي؟
بصوا لبعض و – البداية دي انا عارفها كويس.
النهاية.
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية مهمة خاصة)