روايات

رواية لكنها ظلت مزهرة الفصل التاسع 9 بقلم ولاء عمر

رواية لكنها ظلت مزهرة الفصل التاسع 9 بقلم ولاء عمر

رواية لكنها ظلت مزهرة البارت التاسع

رواية لكنها ظلت مزهرة الجزء التاسع

لكنها ظلت مزهرة
لكنها ظلت مزهرة

رواية لكنها ظلت مزهرة الحلقة التاسعة

ركزت في ملامح مصعب وأنا فيا تذبذب ما بين إني بدأت انجذاب ليه ومابين إني لسة الخوف ملازمني.
بس هو مميز، ومختلف، طريقته مختلفة، مخاوفي من التجربة الاولانية ملازماني، بس أنا مدركة إن عمره ما هيكون زيه، حتى مامته اللي بتغيب وتتصل تتطمن علينا، طريقتها ودودة، حتى نبرة صوتها حنينة.
كنت باصة على مصعب وسرحانة، لقيته صحي وبص عليا، عدلت وشي بسرعة بعيد.
-هو أنا نمت كتير؟
– يعني أنا خلصت الحكاية من هنا لقيتكم في سابع نومة.
– معلش بقى.
– تشربي قهوة ؟
– ماشي.
– بسم الله، في طريقنا لعمل كوبين قهوة علشان نحتسيهم.
– نـ إيه ؟
– نحتسيهم، علشان الناس المثقفة هي اللي بتحتسي القهوة.
– والله؟ أنت بنى آدم زينا عادي ؟
هز رأسه دلالة على النفي وهو بيقول:- لاء طبعاً، أنا مهندس .
بصيت عليه وأنا برمي عليه المخدة:- يا أخي بقى، بتطير يعني ؟
مسك المخدة وهو بيضحك وبيرد عليا:- يا بنتي بوصي، الكوكب عليه بشر عاديين ومهندسين.
– كمل يا غالي كمل.
– لاء لاء، ماتقوليش إنك اتعصبتي!
– أنا ؟! هاه لاء أبدًا.
نيّمت وقار جنب عمير وأنا بقوم، طلع قدام، دخل المطبخ وكان بيدور على البن .
– هتلاقيه في الضرفة اللي في النص.
– الله يا بنتي، عرفتي منين إني بدور عليه؟
– مصعب فوق، أنت لسة قايل هتعمل قهوة، بوص، اوعي وأنا هعمل لينا إحنا الاتنين، عايزها بلبن؟
إتأخد بعيد وأنا وقفت أعملها، خلصتها وكنت عارفة عادته، راح البلكونة.
اخدتهم وروحت وراه، وقف وسند على السور وبص على السما، حسيت إنه كإنه طلع من لوحة، قلبي بيدق دقة مختلفة بوجوده.
مديت ليه المج، شكرني:- شكراً شكراً.
إتنهد وقال:- النهاردة خدت بالي من إن عمير قالك ماما.
إبتسمت ومسكت في المج بتاعي وأنا باصة عليه وهو كمل:- كان بيقولها وهو مبسوط ومطمن، تعرفي أنتِ قطعتي شوط كبير أوي قعدت أنا وأمي وأبويا نعمله، شكراً لوجودك بعد ربنا.
فرحت من طريقته، لوهلة إتوترت، بس إتكلمت وأنا في إبتسامة على وشي:- من أول مرة شوف فيها عمير ووقار، وأنا حاسة إنهم مسؤولين مني، عمير كان محتاج يطمن، ودا اللي أنا سعيت ليه، كان محتاج وهو خايف ميتسابش يهدى لوحده، محتاج تقرب منه وتحضنه.
كملت بحبة توتر:- الاحتياج للحضن، دا أكتر احتياج كان محتاج ليه عمير، وكمان إحساس إنه متشاف، وإنه مهم في حياتك، إنه عايش وسط عيلة
– أنا كنت بحضنه.
– زي دلوقتي ولا أقل ؟
– أقل.
– كنت بتلعب معاه في الأول ؟
– مش أوي.
-كنت بتتكلم معاه؟
هز رأسه بـ لاء، كملت:- كنت محسسه بوجوده؟
– كنت بجيب ليه لعب وكل اللي نفسه فيه.
– بس اللعب مش كل حاجة، هو محتاج يحس بالدفا، الحضن زي كمادات المية الدافية على جرح حياتك، فيها أخد وعطاء، رسائل رايحة وغيرها جاي، فيها شوفان وقبول واحترام واحتواء. وجبة غذائية نفسية متكاملة، فيها كل أنواع المقويات والفيتامينات والبروتينات «النفسية».
– كل دا؟
– عارف، كتير من المرضى النفسيين كل اللي ورا أعراضهم وامراضهم النفسية العويصة _ الشديدة _ احتياج لحضن… بس احتياج لحضن،والاحتياج دا ما تمش إشباعه من الأم والاب أساساً.
– مش عارف أستوعب.
كملت كلامي:- بعض اللي بيجيلهم اكتئاب، بعض اللي بيجيلهم توتر وأرق، وحتى بعض اللي بيحصلهم هلاوس سمعية وبصرية بيكون أحد الاحتياجات الأساسية غير المُشبَعة عندهم هو الاحتياج للحضن، لما حد بيوصل لأعلى درجات الخوف، أو الإنهيار، أو هزيمة بيبقى محتاج حضن، لما ينجح ويعمل إنجاز بيكون محتاج حضن، هو عامل زي ترياق الحياة، هو لو ملاقاش الاحتياج دا من بيته، هيروح يدور عليه برا بأي طريقة كانت.
مد إيده ناحية إيدي، مسك ايدي وشدد عليها، وكإن كهربا حصلت جوايا، حاولت ما اتوترش، إتكلم وقال:
– أنا ممتن لوجودك.
– شكراً.
– بس؟
– هو المفروض أعمل ايه ؟
– ولا حاجة!
سكتت بعدها، طيب ما هرد أقول إيه يعني ؟ سحبت إيدي بهدوء وأنا جوايا مش هادي، إتكلم بعدها وهو حاطط رأسه على شعره وبيلعب فيه، لوهلة اتمنيت أكون أنا اللي بعمل كدا في شعره، بعيداً عن خوفي وتوتري اللي أنا فيه بس بحسها حركة دافية.
– راشد عزمني على فرح أخوه.
– وفاطمة عزمتني.
– هتستمتعي.
– أتمنى.
بعد أسبوع كان نزل مصعب هو وعمير بعدما هفت في دماغ مصعب إنه هيحضر الفرح باللبس التقليدي بتاع أهل سيناء، جاب عباية ليه جَملي وعباية لعمير، وجاب العِمة السيناوية.
قاس اللبس هو وعمير بس معرفش يعمل العِمة على رأسه، حابة اقول إنهم كانوا شكلهم حلو، حلو أوي، في وسط ما أنا بأبدي رأيّ طلع هو شنطة من جنب الكومود وطلع منها عباية ليا، كانت عباية سيناوية سوداء مطرزة ومعناها فستان أبيض لوقار رقيق.
إتكلمت وأنا فرحانة ومتفاجئة ومبسوطة:- دا بجد؟ دي علشاني؟
– كل حاجة تيجي لحد عندك لأجل عيونك.
خلاني دخلت قيستها، لبستها و..
– أنتِ إزاي جميلة ومبهرة كدا؟
– ءا.. شكلي حلو؟
– مبهرة.
دقات قلبي وكإنها بتعمل ترنيمة من بعد إثنائه عليا.
عدا الوقت وروحنا الفرح، جوايا حماس وفضول وتوتر، شدتني فاطمة بعدما عمير ومصعب راحوا مع راشد علشان يلبسوا مع الشباب.
– يا بنات، اعرفكم هاي رحمة يلي قولتلكم عليا.
– فاطمة، اتكلمي عِدل، متخليش البت تستغربك.
– يا سارة .
– اسكوتي.
قربت مني البنت اللي ردت على فاطمة وهي بتحضني:- كيفك، أنا سارة، أخت فاطمة، فاطمة حكتلنا عنك كتير جَوي.
مسكت إيدي وهي بتجري، مسكتها فاطمة وهي بتقول:- سيبي البت، هترعبيها دي بسكوته.
قربت مني فاطمة وهي بتأخدني من إيدي :- تعالي أنا هعرفك على المكان حتة حتة.
روحت معاها وأنا جوايا حماس من شدة حماسها.
– يا أما ، تعالي أريد أعرفكم على رحمة .
جات والدتها اللي كانت لابسة العباية التقليدية بتاعتهم وحاطة الكحلة اللي راسمة عينيها رسم، جات بعدها بنت صغيرة، سلمت عليهم وكانوا ودوديين.
– ودي ياست رحمة دهب، بنت سارة أختي.
– عسولة أوي يا رحمة، بس أنا عندي سؤال.
– أنتِ إزاي بتعرفي تتكلمي اللهجتين، يعني لهجتك متغيرة.
– بمشي بمبدأ كل مكان وليه لهجته واحترام لهجته، المهم يلا نروح نجهز.
قومت معاها وروحنا عند البنات قرايبها، جهزت معاهم في جو مليان بهجة وسرور ودفا وغنا، لبست الزي اللي كان جايبهولي مصعب، حطولي ميك أب وادهو إهتمام كبير للكحل، روحنا بعدها الفِراشة بتاعة الفرحة، واللي كانت للبنات بس علشان الفرح من عاداتهم الستات في مكان والرجالة في مكان، عرفت كمان إن الرجالة بيرقصوا الدحيه ودي زي الدبكة الفلسطينية، اخدتني رحمة فوق السطح علشان نطلع نشوفهم وهما بيرقصوا وقعدت توصف لي، شوفتهم وهما بيرقصوا الدحيه واللي بيعزفوا على السمسميه وآلالات تاني.
وفي جنب كان الرجالة بيأكلوا فيه، فاطمة قالتلي إنهم بيدبحوا خرفان ويعملوا رز والرقاق وكمان الشاي الاخضر المميز هناك، نزلنا عند الستات اللي كانوا بيطبلوا ويغنوا والبنات بترقص وتهيص والعروسة فرحتها لا توصف.
رقصنا رقصات جماعية في محاولة لتقيد الدحيه، أغانيهم مميزة، واستقبالهم مميز، فرح لو عيشت عمري كله مش هشوف زيًه ولا زيً جماله وتميزه.
من عاداتهم هناك إنهم مابيطلعوش برا قبيلتهم، ملامحهم جميلة ومميزة، وعطورهم ولا أروع، حتى الأكل، عرفت من جدة رحمة إنه عندهم أعشاب مميزة نظراً للبيئة المميزة.
بدأت فقرة الحنة، قامت رقصت خالة العروسة بيها وبعدها قعدت العروسة تتحنىٰ، وإحنا كمان اتحنينا، ريحة الحنة مميزة، حتى لونها، عرفت كمان إن العريس والعروسة بيتحنوا من نفس الحنة اللي هي بتاعة العريس، المميز إن البنات رسموها ليها رسم رقيق أوي، وفاطمة رسمتلي معاهم، وكان حطت لوقار على شكل دايرة.
نسيت اقول إنهم شعرهم مميز وحلو أوي أوي اللهم بارك، ودا لاهتمامهم المختلف بيه، عرفت كمان إنهم بيلبسوا النقاب ومعاه البيشة المميزة بتاعته مع العباية المظرزة ومابيبانش منهم غير عنيهم.
خلصت الحنة وتجمعنا وقعدت جدة رحمة تحكي لنا عن أيام زمان والتراث بتاعهم، حابة أقول إني بقيت مغرمة بثقافة أهل سيناء .
– الزيتون ده بنعمل بيها زيت زيتون
العجوة هدا البلح لما يرطب بنعمله عجوة بتتاكل عادي
المرمريه أعشاب ابتنشرب
الزعتر في منه أعشاب وفي منه مطحون بيتاكل مع زيت زيتون، بالنهاية بحب قِلك يا رحمة إني حبيتك وإرتحت إلِك، ورايدة قِلك إنك راحا تفرحي عن قريب.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية لكنها ظلت مزهرة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *