روايات

رواية سراج الثريا الفصل السادس والعشرون 26 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية سراج الثريا الفصل السادس والعشرون 26 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية سراج الثريا البارت السادس والعشرون

رواية سراج الثريا الجزء السادس والعشرون

سراج الثريا
سراج الثريا

رواية سراج الثريا الحلقة السادسة والعشرون

بعد مرور يومين
بالصباح الباكر
فتح سراج عينيه كما تعود يصحوا باكرًا
نظر الى تلك النائمه جواره على الفراش بمسافة صغيره تُعطيه ظهرها العاري، تتهد مُتحير العقل، ثريا
مازالت لُغز له رغم إقترابهم الفترة الأخيرة، وجود أكثر من علاقة بينهم، لكن أحيانًا رغم إنسجامها معه بتلك اللحظات يشعر ببعض التبلُد يتملك منها، وللغرابه لا يشعر أنه نفور منها، بل كآنها تخشي أن تنجرف بفضيان يُجرفها ويُظهر قشرتها الهشة…
تنهد حائر العقل فى نفسه هو الآخر، مشاعر يخوضها لأول مره فى حياته، لأول مره يختبر الصبر مع ثريا، ثريا “المُتمردة” “والعاصيه”
لم يكن بحياته شئ آخر غير الخدمة بالجيش ظن أن قلبه قطعة فولاذ لم يشتهي إمرأة سابقًا ، وظنها مجرد رغبات يستطيع كبتها بسهوله، لكن مُخطئ فأنفاس ثريا وهو يُقبلها مثل نسائم الحياة، إتخذ عقله قبب قلبه القرار وإقترب بجسده من ثريا، ضمها لصدرهُ يُقبل كتفها العاري متوغلًا بقُبلاته نحو عُنقها مُشتهيًا عبقها…
بينما ثريا تغط بنوم عميق، ترا نفسها كآنها بمكان مُظلم تسمع عواء الذئاب وزمجرة الثعالب، تشعر بفحيح أنفاس ثُعبان تقترب من وجهها بحرارة سامه، أغمضت عينيها لوهله وهي تبتعد عن تلك الانفاس الحاره، ثم فتحت عينيها، الثُعبان يقترب من وجهها عيناه الصغيره أصبحت تحتل وجهه بالكامل عينان تعرفهم جيدًا تُشعان برذاذ سام وهو يلتف حول عُنقها كآنه يخنقها ومازالت عيناه ترتكز بعينيها يستمتع وهو يراها تختنق،تحولت عيني الثعبان الى عينين تكرههما وهي تلفظ نفسها بإنقطاع تهمس بإستحالة ما ترا
“غيث”….
تشنج جسدها وهي تحارب بفتح عينيها…
شعر سراج بتشنج جسد ثريا، إستغرب ذلك، كذالك لم يكُن نُطقها لإسم
” غيث”
مجرد همس فلقد سمعه سراج بوضوح وشعر بالعضب، ظنًا أنها تحلم به هو من يتودد لها هكذا… سُرعان ما تردد لعقله قول سعديه له
“غيث ملمسش ثريا”
إذن لماذا تهمس بإسمه وهي نائمه
حِيرة عقل تجتاحه يود الإفصاح عن ما يجتاح قلبه لكن بسبب بلادتها وهمسها بإسم آخر يؤجل ذلك، لكن قُبلة على عُنق ثريا جعلتها تنتفض جالسه على الفراش تسنشق الهواء يظن عقلها الباطن أنه ذاك الغدار “غيث”
فتحت عينها وإبتعدت بجسدها لمسافة تشهق.
إندهش سراج رد فعلها ذلك، بالأخص حين إستدارت بوجهها تنظر له بملامحها الذي لا يعلم لها تفسير، إن كانت متجهمه أو مُندهشه، بينما بالحقيقة كانت مرتعبة من ذاك الكابوس،ثواني عقلها يستوعب أن من جوارها هو سراج،لكن سؤال آخر برآسها الى متى ستظل ترا ذاك الكابوس بحياتها ألم ينتهي بعد مقتله
والجواب عقلها هو يجعلها حبيسة أضغاث يحتلها ذاك الغدار.
وعقلها يزمها… متى ستتحررين من إستعمار ذاك الفيضان الغادر الذي جرف قلبك
وقلبها يشتهي التحرُر وقبول أنها بعد ذاك الفيضان مازال قلبها خِصبًا
“خِصبًا”
ضحكة إستهزاء مؤلمة بروحها
ما بكِ مازال خِصبًا يا ثريا
لقد تصحر كل شئ بداخلك، أصبحتي جافة مثل الصحراء المُتحركة، رمال سهلة الإنطياع والتبعثُر من أقل نسمة هواء،رمال تسير لا تتحكم بأي أي أرض ترسوا…
هكذا هي،تشعر لا مكان ولا مرسي لها والأفضل أن تظل هكذا حتى لا تنخدع مرة أخري،وعليها فقط أن تتكيف مع المكان لا أكثر من ذلك.
بينما رسم بسمة صافيه بشوشه عكس حيرة عقله قائلًا:
صباح الخير.
أومأت برأسها تجذب تلك القطعه من منامتها وإرتدتها تحكمها على جسدها وهي تنحي دثار الفراش عنها وتنهض من فوقه قائله بتهرُب:
صباح النور، عندي قضية مهمة فى المحكمة فى أول رول، يادوب إجهز عشان الحق وقتي.
-قضية إيه؟
هكذا سأل سراج وهو يشعر بضجر.
نظرت له ثريا قائله بتفسير بسيط:
قضيه مهمه، يادوب أستحمي عشان الوقت.
لم تنتظر وذهبت الى الحمام، بينما سراج هو الآخر نهض من فوق الفراش يشعر بآسف من تبلُد ثريا، كآنها تبدلت لأخري عكس التى كانت معه ببداية ليلة أمس… كآنها تُلجم مشاعرها وقتما تشاء… لو فكر سيشعر بالغضب، وقف يقوم ببعض التمارين الرياضة حتي عادت ثريا كانت ترتدي مئزر حمام قُطني ثقيل وطويل،بنفس الوقت توقف سراج عن ممارسة تلك التمرينات وتوجه ناحيتها عيناه لها بريق خاص يلمع وهي هكذا بخصلات شعرها النديه،كذالك ذاك المئزر رغم أنه مُحكم لكن يحد جسدها،هو ليس مهوس ولا شهواني،يُحركه شعور آخر إقترب منها تفاجئت حين
وضع يديه يطوق خصرها قائلًا عن قصد ومغزى:
ليه لما بقرب منك بحس إنك زى اللى متجوزتش قبل كده.
رغم تفاجئها بما فعل، إرتبكت ولم تفهم مغزى حديثه وتسائلت بإستفهام:
قصدك أيه، لاء إنت إتأكدت أن جوازي السابق كان كامل الأركان.
رغم أنه يعلم أنها لم تكُن زوجه ل غيث بالمعني الكامل… لكن ضغط بقوه على خصرها للحظه شعر بالغِيره انها إقترنت بذاك الوغد قبلهُ،بداخله يود مسح ذلك من رأسهُ ونظر الى عينيها سائلًا بإستخبار:
وكُنتِ بتحبيه،اللى عرفته إنه كان بيحبك ؟.
مازال عدم الفهم يُسيطر عليها، لكن شعرت بغصه قويه… فـ عن أي مفهوم للحب يتحدث،إن ذاك هو مفهوم الحب لديه هو الآخر فلا تريدهُ وقالت بلا إهتمام، أو بتلقائيه:
آه كان بيحبني حُب الدبه اللى قتلت صاحبها.
لم يفهم مغزى ردها وإقترب بأنفه يزفر نفسه على وجنتها، شعرت بنفسه أغمضت عينيها لا تعلم سببً لتلك الدموع التى تتجمع بعينيها ودت أن يبتعد عنها ويدعها تختفتي من أمامه ترثي حالها بعيدًا عن عينيه حتى لا يرى إنهزامها الدائم، لكن هو كان العكس يعلم ما الذى أصبح يجذبه إليها من شدة الكُره الذى كان يشعر به إتجاهها هنالك شعور ينجرف نحوه لا يعلمه… سابقًا أخبره عقله الجواب أنها ليست سوا شهوة رجُل بإمرأة يود السيطره على عِصييانها ويحوله الى خضوع تام،
لكن ذلك ليس صحيحً…
بينما هى حاولت الفكاك من حصر يديه واقترابه منها بتلك الحميمية التى تُضعف مشاعرها التى مازالت مثل العذراء، حقًا ليست عذراء الجسد، لكن عذراء القلب.. حين حاولت الابتعاد عنه تمسك بخصرها وضغط عليه بقوه ورفع وجهه ينظر لها ،وهى مازالت تُغمض عينيها تصغط على شِفاها بقوه حتى تستطيع السيطره على تلك الدموع وتلك الذكريات المريره التى أفقدتها روحها
حقًا مازالت على قيد الحياة لكن بلا روح،روحها إنتُهكت حين رفضت الخضوع لـ زوج قاتل،إنتُهكت بأبشع طريقه،تذكرت نزيفها الذى ظل لليله كامله وهو مُرحب بذلك لولا زيارة خالتها لكان تركها حتى تصفى آخر قطرات دمائها دون أن يشعر بعذاب ضمير،لو كان القرار لها لاختارت الموت ورحلت لكن القدر شاء لمن توعدها بالموت البطئ هو من قُتل سريعًا مثلما قَتل،لكن تركها موصومه بلقب أرمله أو بمعني أصح”عَزبه”.
برغبة منه تشوق لتلك الشِفاة التى تضمهم، بإراده منه إلتقم شِفاها بقُبله تزداد شغف للمزيد، لكن شعر بمذاق ملوحه بين شفتيه، ترك شِفاها ومازال قريبًا من وجهها ينظر له بذهول قائلًا:
إنتِ بتبكي!.
عادت للخلف تنظر خطوه تُجفف دموعها قائله بصوت مُختنق:
لاء، وهبكي ليه، كل الحكايه عندي حساسيه فى عيني بتسيل دموع.
تهكم وهو يضع يديه أسفل عينيها يتلمس تلك الدموع قائلًا بعدم تصديق:
متأكده أنها حساسية فى العين.
إبتعدت عنه بغضب صامته تشعر بشتات وسقم بقلبها،لكن جذبها من ساعد يدها وألتصق بظهرها يدفس رأسه بين كتفها وعُنقها هامسًا لنفسه بإستخبار:
فيكِ أيه بيجذبني ليكِ زى المغناطيس… ليه حاسس إنى بقيت مُشتاق لقُربك.
بينما هي تشعر بإرتباك وتبرجل عقلها كذالك ذاك الأسلوب الذي يتبعه سراج معها يجعلها تشعر بالضعف، لكن…
لكن ماذا يا ثريا… سابقًا وقعتي بخدعة رِقة ومعسول كلام غيث وكان فيضان ساحق مازال تأثيرهُ يسكُن خيالك بأسوء الكوابيس… زفرت نفسها وأغمضت عينيها ثم فتحتهما بقرار وحاولت فك حصار يدي غيث قائله:.
هتأخر على ميعاد الجلسه.
كاد سراج أن يضمها أكثر لولا رنين هاتفه، هربت منه قائله:
موبايلك بيرن…. تنفس سراج برويه وذهب يجذب هاتفه نظر له ثم نظر ل ثريا التى تجذب لها بعض الثياب، فكر بعدم الرد… لكن ثريا إنتبهت لعودة رنين الهاتف، نظرت نحو سراج:
موبايلك بيرن ليه مش بترد.
أجابها بهدوء:
الشبكه هنا مش قويه هروح أرد من بلكونة الأوضه التانيه.
أومأت برأسها، لكن فضول منها أو شعور الأنثي عدم رد سراج خلفه سبب، خرجت من الغرفة وقفت قريبه من تلك الشُرفه، كان نُطق
سراج لـ “تالين” كافيًا، بأن تعود لطبيعتها الجافة يكفي تهاونًا… مكانتك لدى سراج معروفه… عادت الى الغرفه وأكملت تصفيف شعرها سريعًا وإرتدت ثيابها، بذاك الوقت عاد سراج ونظر لها قائلًا:
جلسة آيه اللى عندك مهمه أوي كده ومستعجله تروحي للمحكمه.
ردت بتلقائيه:
قضية إثبات جواز.
إستغرب سراج ذلك سائلًا:
يعني إيه.
كان جوابها بسيط:
زواج قاصر.
فهم سراج، ولم يهتم وهو يقترب منها وكاد يضع يديه حول خصرها، لكن عادت للخلف قائله:
لازم أمشى يادوب على ما أوصل للمحكمة.
لم يهتم وبالفعل عاود وضع يديه يحاول ضمها لكن ضاقت ثريا من ذلك ونفضت يديه عنها قائله بزهق:
هتأخر… كفايه تمثيل يا سراج.
لم يفهم سراج لكن لاحظ عصبيتها فسألها:
تمثيل إيه؟
أجابته بلا تردد:
تمثيل الحِنيه والرومانسيه… إحنا الإتنين عارفين بعض كويس، يبقى مالوش لازمه الدور الجديد، خليك زي ما كنت واضح من البداية، بلاش الأسلوب الجديد ده، عشان مش لايق علي قصتنا، إحنا الإتنين من البدايه مكشوفين قدام بعض.
“مُحتالة”
هل وصفها بهذا الوصف سابقًا
كان مغفلًا… هى أنسب وصف لها
“حمقاء”
تظن أن ما يفعله تمثيلًا…. إذن لن يُبرر مشاعره، لتظن ما تشاء، تحكم بعقله شخصيته القديمة وتفوه بشدة:
تمام يا ثريا… نوقف تمثيل ونرجع لشخصياتنا الحقيقيه.
أومأت ثريا برأسها بموافقة تنهد سراج بجمود قائلًا:
طبعًا عارفه إن كتب كتاب إسماعيل النهارده بعد المغرب فى شقة والد عروسته، وإحتفال بسيط وطبعًا بصفتك زوجتي المصون هتحضري كتب الكتاب، بس طبعًا بحذرك يا ثريا ترقصي.
ضحكت مُتهكمه تقول:
لاء متخافش، مش هرقص، مش عشان تحذيرك لاء عشان لسه وجع الرصاصتين فى جسمي… أشوفك المسا.
لم تنتظر ثريا وغادرت تركت سراج يزفر أنفاسه بضجر من تلك الحمقاء المُتبلدة.
❈-❈-❈
ظهرًا
بالمركز الرياضي
دلفت إيمان قبل قليل.. تبسم لها الأشبال وهم يقتربون منها يرحبون بعودتها بعد أيام من غيابها… بنفس الوقت كان جسار بغرفة مدير المركز لمناقشة بعض الشئون الإداريه خاصه بأشبال المركز ومدى تطورهم الرياضي, كذالك مشاركتهم فى بعض البطولات الإقليمية، مدح المدير به قائلًا:
رغم إنك هنا من فترة قصيرة بس مستوي أبطال المركز إرتفع ودخلنا فى بطولات إقليمية وفوزنا بمراكز متقدمة، وفى منهم وصل لتصفيات منتخب مصر، كل ده بفضلك وخبرتك.
مديح المدير له لو كان لشخص آخر لشعر بزهو لكن هو يعلم أنه ليس السبب الوحيد فى تقدُم مستوي الأشبال،هنالك من سبقته وربما لها التقدير الأكبر فهي من ساهمت بإنشاء ذاك الأشبال تفوه عن قصد:
الكابتن إيمان هي صاحبة الفضل الاكبر،أنا يادوب طورت حاجات بسيطه،لو مش تأسيس كابتن إيمان للأشبال،كان زماني يادوب لسه ببدأ معاهم بالتمهيد،لكن دول شبه محترفين.
واقفه المدير قائلًا:
طبعًا كابتن إيمان لها فضل كبير مش بس هى،كمان والدها الحاج عُمران العوامري،من أكبر المساهمين هنا فى المركز الرياضي،حتى مكنش عندنا هنا مكان لتدريب الكارتيه هو اللى جهزه مخصوص عشانها،بنت وحيدة على تلات شباب أكيد لها مكانه خاصه عنده،لو مكنش كده كان قِبل إزاي إنها تمارس رياضة عنيفه واضح إنها مُتأثره بأخواتها الشباب،لو واحده غيرها كانت تبقى مدلعه،لكن كابتن إيمان مُتمردة.
“مُتمردة”
حقًا هي كذالك وربما ذلك ما يجذب لها العيون،لا بل القلب…
لمعت عيناه ببسمة هو حقًا لا يُفضل الشخصيه المُدللة،تذكر إشتياقه لرؤية إيمان منذ عِدة أيام لا تأتي للتدريب،فكر أن يُهاتفها لكن بأي صفه…تنهد مُشتاقًا… كن سُرعان ما فاق ونهض قائلًا:
تمام كده،دلوقتي عندي تمرين لازم أطلع للـ الأشبال عشان كمان وقتهم فى منهم قرب مواعيد إمتحانتهم،ولازم يكون عندهم وقت للتركيز فى دراستهم،لازم جنب التفوق الرياضي يكون تفوق دراسي،الإتنين يكملوا بعض.
أومأ له المدير موافقًا… غادر جسار صاعدًا الى قاعة التدريب، لكن سمع أصوات عاليه، كآنهم يقومون بالتمرين، بالفعل إبتسم حين وقع بصره على من تهتف لهم بالتشجيع، شعر بخفقات قويه، كآن ما كان يُفكر فيه حقيقة، إقترب من مكانهم، لم تُبدي أي ردة فعل وإستمرت بالهتاف والتدريب، لكن كان بعقلها أو قلبها شعور آخر غير معلوم لها، لكن تذكرت قبل يومين وذاك الطفل الذي ناد عليه”بابا”
مازال بداخلها فضول لمعرفة بعض المعلومات عن جسار، لا تعلم لما يتملكها ذاك الفضول هي بطبيعتها عكس ذلك، أكملت تدريب الأشبال الى أن شعرت بإرهاقهم، فتوقفت قائله:
عشر دقايق راحه وهنرجع نكمل من تاني.
ذهبت الى آريكه بمكان جانبي بالقاعه، جلست تستريح، إقترب جسار منها وجلس جوارها لحظات صمت فقط إختلاس النظر لبعضهم، الى أن صدح رنين هاتف جسار… تبسم وهو ينظر الى الشاشه، لوهله إختلست إيمان نظره الى الهاتف دون قصد، قرأت الإسم بوضوح
“أمينه”
بينما جسار نهض وإبتعد قام بالرد، لم يمُر سوا لحظات ودخل الى القاعه ذاك الطفل ومعه الأخري، عاد نفس المنظر
الطفل يهرول ناحية جسار بمرح، وجسار يضمه بقبول وحنان، وفضول يشتعل بعقل إيمان، لكن لم تهتم، او هكذا أظهرت… بينما أمينه تبسمت لـ جسار قائله:
قال لازم يشوفك وأنت بتدرب الأشبال، مفكر أن أطفال الصعيد مختلفين عن أطفال القاهرة.
إبتسم لها جسار بترحيب وهو يضم الصغير، بينما لاحظت أمينة نظرة إيمان نحوهم فتبسمت لها بإيماءة رأس، أومأت لها إيمان ونهضت نحو الأشبال لكن قبل أن يبدأ التدريب مره أخري، صدح رنين هاتفها، توجهت نحوه ونظرت الى الشاشه، سُرعان ما زفرت نفسها قائله بهمس مسموع:
دي ماما، إزاي نسيت أكيد هتفكرني بميعاد كتب الكتاب… قامت بالرد عليها الى أن قالت لها:
تمام يا ماما ساعه ونص بالكثير هكون فى الدار،إنتِ عارفه إنى مش باخد وقت على ما أجهز، متقلقيش.
كانت أمينه قريبه من إيمان، وسمعت همسها كذالك جزء من حديث إيمان مع والدتها، دون قصد…
بينما عادت إيمان الى تدريب الأشبال بمشاركة جسار وأمينه وصغيرها يجلسان يشاهدان ذلك، بعد وقت توقفت إيمان تلهث، ثم قالت:.
أنا كفايه كده النهارده، أنا مُرتبطة بميعاد مهم، ولازم أمشي، الكابتن جسار هيكمل معاكم.
بالفعل دقيقه وغادرت إيمان، بينما جسار أكمل بقية التمرين الى أن إنتهي، تبسم للأشبال، ثم ذهب يلتقف ذلك الذى جري نحوه مُهللًا، وقف جوار أمينه التى تبسمت له قائله بإعجاب ثم سؤال:
بصراحه مكنتش مصدقاك لما كنت بتقولى إن الصعيد إتغير، فعلًا وبنت بتقوم بتدريب الكارتيه… كمان جميلة، وسمعتها وهي بتتكلم عالموبايل، باين كتب كتابها النهاردة.
نظر جسار لـ أمينه يشعر بخفقات زائدة قائلًا بتفاجؤ:
سمعتي إيه!؟.
لاحظت أمينة نبرة جسار المُنزعجه فأجابته:.
معرفش سمعتها بتقول إنها هتكون فى الدار قبل ميعاد كتب الكتاب.
إزدادت خفقات قلب جسار وشعر بتوتر لاحظت أمينة ذلك لكن بسبب حديث صغيرها الذي قال:
أنا جعان يا بابا، إنت قولت لى إننا هنتغدى فى مطعم كبير.
أخفي مشاعره وتبسم بمودة لذاك الصغير.
❈-❈-❈
مساءًا
بـ دار العوامري
بشقة سراج…
شعرت ثريا بآلم بسيط ببطنها، وضعت يدها على بطنها ظنت أن هذا الآلم ربما من بقايا تأثير الرصاص بجسدها، تجاهلت ذلك بالتأكيد وقت وسيزول، جذبت ذاك الفستان ذو اللون اللنفسجي الغامق المُطعم ببعض القطع الكريستاليه الملونه الامعه، وقامت بإرتداؤه ثظ وضعت وشاح رأسها،لم تضع أي مُستحضرات تجميلية سوا كُحل بعينيها، بنفس الوقت دخل سراج الى الغرفه نظر بإعجاب لـ ثريا لكن أخفي ذلك وإقترب منها وعاود تحذيرها:
ثريا ممكن بلاش تتصادمي مع عمتي ولاء حاولى تتحملي على نفسك ، وكمان ممنوع ترقصي.
زفرت نفسها بضجر قائله:.
أولًا أنا مش بتصادم مع عمتك هي اللى دايمًا بتبدأ يعني أنا ببقى رد فعل، وقولتلك مش هرقص، فى أوامر تانيه، ولا الأفضل إني محضرش كتب الكتاب.
نظر لها سراج سائلًا بإستفسار:
وليه متحضريش كتب الكتاب.
زفرت نفسها وأجابته:
يمكن مش قد المقام و….
قاطعها سراج قبل أن تُكمل بقية حديثها الذي يجعله يتعصب، وضمها من عضدي يديها لصدره، إنخضت من ذلك وشهقت ترتعش شِفاها، تبسم سراج وقبل أن تتفوه قبلها برغبة فى ذلك ليس فقط ليُسكتها، بسبب المفاجأة والخضه إستكانت ثريا، لكن شعرت بعودة ذاك الآلم أسفل بطنها، آنت منه وضعت إحد يديها فوق يد سراج، واليد الأخري وضعتها أسفل بطنها مكان الآلم.
لاحظ سراج ذلك وشك حاول إخفاء لهفته سائلًا:
مالك…إنت تعبانه.
ضعطت على أسنانها تتحمل الآلم كذالك شعور آخر بالغثيان،إبتلعت ريقها ونفضت يديه عنها وسارت نحو باب الغرفه قائله:
لاء كويسه،خلينا ننزل عشان منتأخرش وعمتك تبوء وتنفخ،وهي نفسها كتب الكتاب ميتمش أساسًا.
إبتسم سراج وهو يتعقب ثريا.
بالأسفل بردهة الدار
كانت الفرحه مُرتسمه على وجه عُمران وفهيمه كذالك إيمان وهم يقفون ، الى أن إقتربت منهم إيناس تشعر بالمقت، إزداد حين رأت ثريا وسراج قادمون ثم من خلفهما آدم وحنان، شعرت بغضب وغِيره منهن وهي تراهن جوار ازواجهن عكسها الذي تحجج قابيل وذهب لقضاء بعض الأشغال رغم إتصالها عليه قبل قليل وأخبرها أنه قادم،لكن تأخر، كانت تود أن يهتم ويكون جوارها مثلهن.
بينما إيمان إقتربت من إسماعيل الذي نزل الى التو ومعه رحيمه تضع يدها بيده مُبتسمه، مزحت إيمان قائله:
كده إنتم التلاته بقيتوا متجوزين… مبقاش فاضل غيري.
إبتسم سراج قائلًا:
خلصي دراستك الأول.
كذالك وافقه آدم، الذي وضع يده على كتفها بأخوه قائلًا بتدليل لها:
أنا مع سراج إنك تخلصي دراستك الأول، مع إنى من دلوقتي مُشفق على الشخص اللى هيرتبط بيك هيلاقي له أكتر من ضُره،إنت مش أي بنت.
ضحك الجميع،كذالك إيمان التى نظرت له بإمتنان قائله:
طبعًا ما أنا أخت الفرسان التلاته على رأي خالتي رحيمه…
تبسمت لها رحيمه قائله:
إن شاء الله لو كان ليا عُمر هحنيكي بيدي للعريس اللى هيفوز بزينة الصبايا.
تبسمت لها فهيمه وقالت بموده:
ربنا يديكِ طولة العُمر بصحه.
حوارات بسيطه بمودة، بينهم كانت تشق سهامً مسمومه بقلب ولاء كذالك إيناس.
كذالك مزح مع إسماعيل الذي يخشي أن يفتعل والد قسمت بعض الإعتراضات كي يُفسد عقد القران، لكن هنالك رحيمه الوحيدة التى تستطيع السيطرة عليه، هذا ما طمأنه قليلًا.
أثناء خروجهم من المنزل تصادموا مع قابيل الذي وصل للتو، يقدم إعتذار عن تأخيره لسبب إنشغاله بالعمل، إنشرح قلب إيناس وذهبت تتآبط ذراعه كآنها تتباهي به أمام عيونهم، وهو كانت عيناه مُنصبه على ثُريا التى تسير جوار رحيمه وإيمان يتحدثن بود بينهن.
❈-❈-❈
بعد وقت قليل
بـ شقة والد قسمت بغرفة المعيشه كان الرجال يجلسون مع والد قسمت وبعض من أقاربه
فى إنتظار المأذون
بينما بغرفه أخري
كانت جلسة النساء، وبعض الاغانى تُرددها رحيمه وهم خلفها عدا ولاء وإيناس فقظ يسخران وبداخلهم آستحقار لتلك العروس البسيطه كذالك الشقه التى بنظرهن ليست سوا، مكان صغير لا يليق بهم، غصبً تحملن تلك المظاهر السخيفه، كذالك والدة قسمت التى شعرت بالراحه بينهن عدا ولاء وإيناس اللتان تعاملن معها بتعالي… لكن البقيه كُن ودودات ومرحات…
بالغرفه الأخري
دلف المأذون إستقبله والد قسمت يشعر بضجر من إسماعيل
بينما يشعر بإعجاب بكل من سراج وآدم وتحدث معهم بألفه تعجب لها إسماعيل، لكن كل ما يوده هو إتمام عقد القران وبعدها تصبح زوجته شرعًا ويقتص من أفعاله معه.
بالفعل جلس المأذون بالمنتصف بين إسماعيل ووالد قسمت…
تسأل المأذون:
ما قيمة المهر والمؤخر.
قبل أن يتحدث إسماعيل الذي ظن بتأكيد أن والد قسمت سيُبالغ بهما، لكن كانت المفاجأة:
أنا عارف لو طلبت ملايين مهر وزيهم مؤخر مش هيبقوا عقبه قدام إسماعيل العوامري،
أنا لا عاوز مهر ولا مؤخر
مش دول اللى هيخلوا إسماعيل يراعي ربنا فى بنتي، أنا هأتمنه على بنتي بدون مُقابل غير أنه يصونها وميفكرش فى يوم يكسر بخاطرها أو يزعلها…بس مش معني كده إنى برخص بنتي بالعكس إنت بس لو فكرت تضايقها هتلاقي شخص تاني قدامك وإنت عارف بنتي مش هتعصى لى كلمه.
نظر الجميع نحوه بإعجاب عدا قابيل نظر بسخط، بينما تفاجئ إسماعيل من ذلك وإبستم فى البدايه ثم سرعان ما همس لنفسه بضجر:
مش بتكمل للنهايه يا حمايا، بس وماله بس أتجوزها وأول ما تدخل داري….
توقف إسماعيل ثم فكر قائلًا:
ولا بلاش قسمت بنت أبوها، يلا الطيب أحسن.
تم عقد القران وإعتلت أصوات الفرح والزراغيط المصحوبه بالتهانى سواء لـ إسماعيل أو قسمت
لكن عاود ذاك الآلم يضرب أسفل بطن ثريا وشعور بالغثيان نهضت تسأل عن المرحاض دلتها أخت قسمت، ذهبت نحوه، دخلت وقفت دقائق تقاوم ذاك الآلم وشعور الغثيان الكاذب
زفرت نفسها قائله:
ربنا يستر لحد ما الليله تخلص بطني وجعاني أوي وكمان عاوزه أتقيأ معرفش السبب إيه، ياريتني كنت خدت أي مُسكن قبل ما أجي، بس دخول سراج نساني… ربنا يسهل ويمُر الوقت.
غسلت ثريا وجهها كذالك فكت حجابها ونثرت بعض المياه حول عُنقها ربما تنتعش ويزول الآلم قليلًا، ثم عاودت هندمة حجابها… وخرجت من الحمام، تُخفض وجهها كادت تصتطدم بـ قابيل الذي تعمد ذلك، لكن توقفت ثريا ورفعت وجهها نظرت لـ قابيل نظرة إستحقار ثم لم تنتظر حتى سماع إعتذار قابيل أنه المُخطئ ولم ينتبه، لاحظ ذلك آدم الذي كان يرد على هاتفه بالصدفه، لم يهتم ظن انها مجرد تصادف.
بعد قليل تأففت ولاء كذالك إيناس من طول الوقت ونهضن ربما كانت أول من تريد فعل ذلك ثريا لكن ليس بسبب حقدها، بل بسبب ذاك الآلم التي تتحمله وتخشي أن يزداد أكثر وتُفسد الليله.
بالفعل
غادر الجميع عدا إسماعيل فقط ظل فى جلسه خاصه مع قسمت، لكن لم يهنئ كثيرًا بسبب تحكمات والد قسمت الذي شبه قام بطرده وتجاوبت قسمت مع قرار والدها.
توعد لها إسماعيل قائلًا بهمس وهو يميل عليها:
ماشي يا قسمت بتسمعي كلام أبوكِ ماشي بس تدخلى دار العوامري.
تبسمت بهمس قائله بتبرير:
إسماعيل ده بابا، كمان فعلًا الوقت إتأخر.
-ماشي… ماشي…
قال هذا إسماعيل وتوجه لوالدة قسمت وصافحها بهمس قائلًا:
تسلم إيدك يا طنط بصراحه العيله دي مفيش فيها حد يتعاشر غيرك،إنتِ هتدخلي الجنة.
تبسمت له بود قائله بهمس هي الاخري:
آمين آجمعين.
❈-❈-❈
بتلك الشقه التى يمكث بها غيث
كانت تلك الغانيه تتدلل بإستمتاع وهو يقهرها بلمسات فاحشه بالسوط وهي تتلذذ من ذلك بإستمتاع، بينما هو كان يرا صورة ثريا أمامه يزداد فى ضراوة الضرب بالسوط، الى أن شعر بالإرهاق سريعًا لم يعُد يتحمل وتلك الغانيه تصرخ وتُصرح له بإمتلاكها الآن لكن هو جلس على المقعد يلهث مُرهقًا بغضب… فاقت تلك الغانيه من لذة ذاك السوط ونظرت له وإستهزأت بداخلها، لم تهتم بآلم جسدها ولا انها عاريه إقتربت منه وجلست راكعه أمام قدميه تضع يدها بجرآة على جسده تخاول إثارته، لكن هو أمسك يدها قبل ان تصل الى جسده ضغط بقوة وبعضب ساحق على يدها تألمت وتأوهت،تهكم غيث تتألم من قبضة يده بينما قبل قليل من لسعات السوط كانت مُتلذذة،زفر نفسه بغضب ساحق
يخبره عقله أن هكذا كان مع ثريا تهاون فتمردت…لكن لم يفوت الوقت…بقدمه دفع تلك الغانيه ونهض واقفًا يقول لها:
أنا مسافر الفتره الجايه.
سالته بفضول:
هتسافر فين وليه يا باشا.
أجابها بسخط:
عاوزه تقرير بخط سيري ولا إيه،إنتِ عارفه إنتِ إيه،متفكريش فى مكانه أكتر من حقك.
صمتت وهي تنظر له بينما هو بعقله خيال ثريا يتمناها أسفل قدميه مثل تلك العاهره،لكن قبل ذلك لابد من رحله خاصه يستعيد بها كامل رجولته.
❈-❈-❈
قبل قليل
أثناء عودة آدم وحنان بالطريق، صدح رنين هاتفه
قام بالرد قائلًا:
إتصل عالدكتور البيطري وأنا جاي فى السكه نص ساعه واوصل للمزرعه.
أغلق آدم الهاتف نظرت له حنان سائله:
فى إيه؟.
اجابها آدم:
فرسه بتولد بس واضح ولادتها مُتعثرة شويه، قولت لهم يتصلوا على دكتور المزرعه، هوصلك للدار وأروح لهم.
بشوق تبسمت حنان قائله:
تصدق نفسي أشوف الإستطبل بتاعتكم دي، فرصه خدني معاك.
تبسم لها بموافقه قائلًا:
تمام.
بعد قليل داخل أحد غرف الإستطبل، رغم ان الفرسه كانت تُعاني قبل قليل
لكن حين وضعت وِلدها بدأت تلعق فيه وتداعبه بحنان، كآنها أخري غير التى كان صوت صهيلها مُرعبًا كآنها تصرخ من شدة الآلم
الآن نسيت ذلك وفقط تداعب صغيرها…
كل ذلك إلتقطه عين حنان وهي تضع يدها فوق بطنها.
❈-❈-❈
بـ دار العوامري
لم تنتظر ثريا وصعدت الى الشقه فورًا، لفت ذلك إنتباه سراج ظنه أنها تفعل ذلك تجنُبًا لـ عمته ولاء كما طلب منها وحذرها، لكن كان السبب هو الآلم، دلفت الى غرفة النوم سريعًا فتحت إحد الادراج تبحث عن نوع برشام قائله :
الدكتور كان كاتب نوع مُسكن للآلم، كان هنا.
بالفعل عثرت عليه وضعت برشامه بفمها ثم تناولت بعض الماء… وقفت تستشعر زوال الآلم
تحررت من ثيابها بسبب سخونه تشعر بها، ربما بسبب صعودها بهروله زادت حرارة جسدها…
ظلت بقميص داخلي قصير… وذهبت نحو دولاب الملابس لتُخرج لها منامه.. لم تنتبه الى فتح باب الشقه، حتى أنها تفاجئت بـ سراج فى الغرفة معها، إرتبكت وبشعور الضيق جذبت طرف ذاك القميص الى أسفل كي تُخفي تلك العلامه التى بفخذها، لاحظ سراج ذلك فتبسم وهو يقترب منها بعين لامعه، بينما ثريا متوتره تكره أن يرا أحد تلك العلامه، جذبت مئزر وكادت ترتديه لكن يد سراج منعتها، وعيناه تنظر لوجهها لا لتلك العلامة التى لا يراها مشوهه، سريعًا ضم ثريا قائلًا بصدق:
شكلك مريضه يا ثريا.
حاولت الإبتعاد عنه قائله بغضب:
إنت هتحس بيا أكتر من نفسي، قولت لك بلاش الاسلوب ده معايا.
إبتسم بمراوغه وهو يُحكم يديه حولها يضع رأسه فوق عُنقها يُلثمه بقُبلات ناعمه
كادت ثريا ان تستسلم لتلك المشاعر وإستكانت لكن فجأة عاود شعور الغثيان… دفعت سراج بعيد عنها وهرولت ناحية الحمام، بينما رغم قلق سراج لكن تبسم وهو ينزع ثيابه عنه بنتظر خروج تلك
« المحتالة التى أحتلت قلبه»

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية سراج الثريا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *