روايات

رواية أسرت قلبه الفصل الرابع 4 بقلم سولييه نصار

رواية أسرت قلبه الفصل الرابع 4 بقلم سولييه نصار

رواية أسرت قلبه البارت الرابع

رواية أسرت قلبه الجزء الرابع

أسرت قلبه
أسرت قلبه

رواية أسرت قلبه الحلقة الرابعة

الفصل الرابع (قرار صعب )
ارتبكت مادونا وهي تنظر إلى صديقتها التي تنظر إليها بلهفة …لهفة وكأنها متيقنة أن مادونا لن ترد اي طلب …وستوافق.مباشرة…كان قلب مادونا يعتـ.صر وهي ترى نظرات رحيق اللامعة …شعرت بالإختنا ق …لم تعرف ماذا تقول ؟!….تنهدت مادونا وأمسكت كف رحيق وهي تقول بلطف:
-انا لو دورت طول حياتي مش هيلاقي مرات أخ زيك …لو بإيدي كنت جوزتك اخويا من غير تفكير …
تجمدت الابتسامة على وجه رحيق وهي تسمع صديقتها لتزدرد مادونا ريقها وأكملت:
-اخويا مرتبط بواحدة وبيحبها وحتى كلم امي من اسبوع عشان يتقدم لها…أنا اسفة يا رحيق ….مقدرش أقوله لانه مش هيوافق وانا مش هقلل منك بالشكل ده …أنا اسفة بجد يا رحيق ….
كانت تشعر رحيق وكأن أحدهما سكب ماء بارد عليها …شعرت في تلك اللحظة أنها ر خيصة للغاية.
..شعرت بالإها نة …أخفت دموعها بمهارة وهي تحاول أن تخرج صوتها بشكل طبيعي لا مرتجف ولا مهتز وقالت:
-محصلش حاجة يا مادونا …أنا بجد غلطت اني عرضت ده …أنا بس من قـ هري من كلام الناس مفكرتش بشكل سليم …أنا بجد اسفة ….
نظرت إليها مادونا بشفقة ..لتقول رحيق بصوت مختنق :
-متشفقيش عليا…عشان خاطري متجر حيش مشاعري وتشفقي عليا يا مادونا ….متبقيش أنتِ كمان عليا
ربتت مادونا على كفها وقالت:
-هتلاقي اللي يحبك يا رحيق …هتلاقي واحد يحط العالم كله تحت رجلك …واحد هيعوضك عن كل اللي عشتيه بس اصبري ….
ابتسمت بحزن وقالت ؛
-مظنش أن ده هيحصل …الحمدلله على كل حال …
تنهدت مادونا بحزن وهي تدعو داخلها ان تجد رحيق من يقدرها …
………..
أنهت رحيق اخيرا عملها وودعت مادونا ثم كادت أن تذهب في حال سبيلها الا ان أستاذة وفاء وهي إحدى المدرسات المسنات الاتي يعملن مع رحيق في المدرسة اوقفتها وهي تقول :
-رحيق يا بنتي …
ابتسمت رحيق بمودة فهي تحترم تلك السيدة وقالت :
-ازاي حضرتك يا ميس وفاء …حضرتك كويسة ؟!واخبار ريهام بنت حضرتك ايه ؟!والكل كويس
ابتسمت وفاء. هي تنظر لتلك الفتاة الطيبة وهي لا تعرف كيف تبدأ معاها الحديث …لا تريد أن تجر.ح مشاعرها ولكنها تحاول مساعدتها بكل الطرق …رغم معرفتها ان ما ستقوله لن يناسبها ابدا ولكن فلتحاول
-الحمدلله يا بنتي …بقولك ايه أنا محبتش اكلمك في الموضوع ده من قبل عشان متتحسسيش مني لكن سامحيني أنا سمعتك بتكلمي مادونا عشان اخوها والله ما اقصد اتسمع يا بنتي سمعت الحوار صدفة حتى موقفتش ومشيت علطول لأن مش من أخلاقي اتجـ سس …
أطرقت رحيق برأسها فقالت وفاء:
-لا لا يا بنتي متتكسفيش ولا حاجة …أنا لو تسمحيلي ممكن ارشحلك عريس…وممكن لو حصل بينكم قبول ربنا يتمم على خير …بس فيه مشكلتين …
-واللي هما ؟!
قالتها بتوجس …
فركت وفاء كفيها وقالت:
-انه مبيخلفش …والتانية أنه قرب يبقى عنده خمسين سنة …
شحب وجهها من تحت النقاب لتربت وفاء على كفها وتقول :
-ليكي الحق ترفضي اكيد يا بنتي أنا مش هجبرك ولا اقول انك لازم توافقي …بالعكس شايفة الموضوع مناسب ليكي وافقي ….لو لا ارفضي بكل بساطة وانا مش هفتح الموضوع ده تاني
تنهدت هي وقالت :
-هفكر وابلغك بالموضوع يا مس وفاء …عن إذنك …
ثم ذهبت بحزن وتركتها ….هل يمكنها أن تتخلى عن الكثير في سبيل أن تتزوج وتخر س فاه من يتحدث عنها …
………
-سيف مش كده ؟!
قالتها بنبرة جامدة ….نبرتها كانت باردة كبرود عينيها الزرقاء التي ترمقانه من تحت نقابها …وكأن عينيها خلقت بلا مشاعر …
ارتبك سيف من تلك النبرة …ارتبك من نظراتها …رغم النقاب الذي يخفي وجهها الا انه يكاد يقسم انه يرى كر ه بعينيها لم يراه من قبل وكأنها لا تطيقه….ازدرد ريقه وهز رأسه قائلاً:
-ايوة سيف يا مياس ….
مد كفه وقال:
-اهلا بيك يا بنت عمي …نورتي بيتنا بروحك الحلوة يا مياس أنا لسه فاكر لما كنا صغيرين وبنلعب سوا
نظرت إلى كفه الممدودة ببلادة وقالت
-سوري مبسلمش …وللاسف أنا مش فاكرة حاجة من اللي أنت بتقوله
سحب كفه بسرعة وقال وهو يخبي احراجه:
-لا ولا يهمك أنا اللي اسف ….نورتي بيتنا ….
لم تعقب بل نظرت إلى عمها وقالت:
-فين اوضتي عايزة ارتاح شوية …
هز جلال رأسه وهو ينادي على مدبرة المنزل …
اتت سيدة كبيرة في السن ..ترتدي حجاب اسود …ابتسم جلال بلطف وقال:
-لو سمحتي يا أم هلال ودي مياس أوضتها عشان ترتاح …
هزت رأسها وقالت بحبور :
-أمرك يا بيه …
ثم اقتربت من مياس وقالت:
-يا أهلا ببنت الغالي ..اهلا….يالا يا حبيبتي تعالي معايا …
ثم كادت أن تحمل حقيبة مياس إلا أن مياس اوقفتها وهي تقول :
-لا أنا هشيل شنطتي بنفسي لو سمحتي …
هزت أم هلال رأسها وحملت مياس حقيبتها وهي تتبعها للأعلى …
بعد أن اختفا…اقترب سيف من والده وقال:
-هي جات هنا بإرادتها ولا أجـ برتها يا بابا …هي مش طا يقاني …
تنهد جلال وقال:
-لا يا سيف جات بإرادتها …بس الحقيقة فعلا انها مبتحبناش…واحنا دورنا نخليها تحبنا ….
هز سيف رأسه بدون معنى وقال:
-عن أذنك أنا طالع….
-برضه هتروح للشلة بتاعتك تغني لحد الصبح …
نفخ سيف بضيق وقال:
-يا بابا لو سمحت النهاردة اجازتي من الشركة على الأقل اقضيه بالطريقة اللي أنا أحبها …أنا اتنازلت عن حلمي في الغنا عشانك بس على الاقل سيبني افك عن نفسي …
ربت جلال على كتفه وقال :
-روح يا ابني …روح …
………
أغلقت مياس باب غرفتها ثم اتجهت مسرعة نحو المرآة وغطتها جيدا ثم خلعت نقابها وهي تتنهد بتعب ثم بدأت بإفراغ حقيبتها …

بعد قليل …
كانت تتلمس المنامات الخاصة التي احضرتها لزواجها ….مع كل قطعة تشتريها كانت ترسم احلام عن زواجها وعن تلك الأيام السعيدة التي سوف تعيشها مع عمر …ولكن كل أحلامها تد.مرت …
تساقطت الدموع من عينيها وأخذت تشهق بعنف …قلبها يؤ لمها …لماذا يحدث معها هذا !! لماذا…لماذا هي من تعاني ….
كانت تريد أن تصر.خ …تهد.م العالم …تمنت أن تذهب لعمر الآن وتصر.خ به لماذا تخلى عنها …لقد أخبرها مرات أنه يعشقها …فكيف كل كلماته كانت كذ.ب …كيف يكون بتلك القسو.ة …يحـ طم قلبها ويذهب …لقد خـ سرت الكثير …خـ سرته هو وخالتها ووالداها…والآن هي لا تنتظر إلا أن تمو.ت …لا يمكنها أن تعيش وروحها قد ما.تت داخل جسدها ….قلبها تجمد ……الحياة مع روح ميـ.تة وقلب متجمد جحيم هي لا تستطيع تحمله ….
وضعت ملابسها بسرعة فى الخزانة دون أن تفكر في شئ كانت تريد اغلاق عقلها عن كل شئ …لا اريد أن تفكر …لا تريد أن تتأ لم …لتحافظ على قلبها جامد …هي ستنسى عمر …ولن تحب مجددا….لن يمتلك قلبها رجلاً أبداً!!
………….
-انا جيت …
قالها سيف بصخب كعادته وهو يلج للفيلا الراقية والتي يملكها أحد أصدقاؤه ….ابتسم ريحان. قال:
-شرف النجم ….جهز نفسك يالا كلها ساعتين والحفلة تبدأ ….عايزين نو لع الدنيا…
ابتسم سيف وهو يتناول منه الغيتار ويبدأ يعزف عليه. ….
……
وأخيراً بعد ساعتين
وقف على المسرح وهو يعزف لمعت عينيه الزرقاء وهو ينظر لتلك الفتاة التي أتت …نوال الصاوي …حبيبته …ورفيقته منذ الثانوية …
اغمض عينيه وهو يستعد ليغني ..فهو قرر اليوم أن يعرض عليها الزواج …فهو لن ينسى انها هي من شفت جر ح قلبه …بدأ يغني اغنيتهما المفضلة لعمرو دياب
العسل ده لو اتساب
لا ده أنا يجيلي تعب أعصاب
ده لو اتساب
ليلة ليلتين أنا أعيش في عذاب
طب وأعمل إيه؟
في دقيقتين
ده بيقتلني وياخد العين
ليلي يا عين
لا كده جنان لا ده مش إعجاب
(طب وأعمل إيه؟)
في دقيقتين
ده بيقتلني وياخد العين
ليلي يا عين
لا كده جنان لا ده مش إعجاب
أنا عمري ما حد خطفني كده
دا أخدني حَبة حَبة
في حاجات مش ممكن تستخبى ما بين اتنين أحِبّة
أنا عمري ما حد خطفني كده
دا أخدني (حَبة حَبة)
في حاجات مش ممكن تستخبى ما بين اتنين أحِبَة
في دلع متشال لحبيبي، وحنية من غير حساب
(طب وأعمل ايه….
بعد ان انتهى من الغناء ارتفع التصفيق ….ليذهب إليها مباشرة وهو يخرج الخاتم الماسي من جيب ينطاله ويقول :
-تقبلي تكوني نصي التاني …
ابتسمت بسعادة وهي تهز رأسها بقوة …
…………
فتحت برنامج التواصل الاجتماعي وهي تبحث عنه لتكلمه ولكن جسدها بالكامل تجمد وهى ترى صوره مع فتاة اخرى …..جميلة ..تلك الفتاة المائعة التي لا تكف عن مطاردته….شعرت بنيرا ن تشتعل في قلبها وهي تراه معها. ..كانت تبكي بعنـ ف …لا تصدق…لقد نفذ تهد يده وتركها….سقطت على فراشها وهي تبكي بعنـ ف ….لقد خـ.سرته….خـ.سرت حب حياتها !!
………………
-أنتِ مجنو نة يا رحيق…ازاي عايزة تتجوزي واحد عنده خمسين سنة انتِ جرالك حاجة في عقلك !!!
كان أمجد يصر.خ فيها بعصـ بية شديدة…لا يصدق كيف تفكر…عينيه العسلية اشتعلت بها النيرا.ن …تنهدت رحيق وهي تنظر حولها …لدلال ..تلك السيدة التي اعتبرتها والدتها …. نوران من اعتبرتها شقيقتها ….وأخيرا أمجد …امجد شقيقها …روحها …الوحيد الذي لم يأذ.يها …لقد احبتهم جميعاً ولكنها لا يمكنها ان تضغط عليهم اكثر من هذا …يجب أن تتزوج …ان تريح هذا البيت من وجودها الثقيل …تعرف كم أن وجودها ثقيل عليهم خاصة على دلال التي وجود رحيق يذكرها بكـ سرتها ….
تنهدت رحيق وهي تبدأ في الحديث موجهة انظارها لشقيقها وقالت:
-ايه المشكلة يعني يا أمجد …يعني هو أنا صغيرة مثلا ؟!وبعدين …مفيش فرق كبير بيننا …
-فرق عشرين سنة مش كبير !!!
صرخ بإستهجان لتهز رأسها وتقول :
-ايوة مش كبير يا امجد …متنساش اني كبرت في السن وفرصي قلت ….خليني الحق اتجوز واخلف..ولا هتفضل واقف في طريقي…
-واقف في طريقك!!!
قالها أمجد بصدمة لتكتم رحيق دموعها بشق الأنفس وتقول :
-ايوة واقف في طريقي يا أمجد….أنا عايزة ابقى ام …عايزة اتجوز ودي فرصة ليا …
-يا حبيبتي انتِ ألف واحد يتمن….
-بتكدب على مين يا شيخ أمجد على نفسك ولا عليا ….أنا عارف ان محدش يتمناني ولا حاجة وعارفة اني فرصي في الجواز قلت …واهي فرصة وجات…ابوس ايديك متقفش في وشي يا أمجد…عشان خاطري !!
هز أمجد رأسه بيأس …كان عاجز تماما عن الكلام كان يرى اليأس بعيني شقيقته وهذا كان يقـ هره بقوة …لم يرى هذا اليأس من قبل…نعم هو يعرف لماذا شقيقته يائسة …هي تعاني بقوة بسبب ما تسمعه وهو غير قادر على حمايتها من كلام الناس المسمم….لقد عانت شقيقته الكبرى من الكثير …الكل حطـ مها بكلماته السا مة …الكل قهـ.رها حتى والدته….سوف يدعو ربه الا يتم هذا الزواج …شقيقته تستحق الأفضل …وداخله يقول إن الرجل الذي سوف يتقدم لشقيقته لن يكون الأفضل لها …لن يصون تلك الجوهرة التي لا يعرف قيمتها الكثير ….
تنهد وقال:
-حاضر يا عنيدة هنعمل اللي أنتِ عايزاه …خلى ميس وفاء تخلي الراجل يتواصل بيا أنا …بس مش هجوزهولك الا لما اتأكد انه مناسب ليكي غير كده لا …فاهمة !!!
هزت رأسها ثم لاذت بالفرار لغرفتها …
نظر امجد بدون رضا لوالدته وشقيقته وقال:
-اتمنى تكونوا مبسوطين دلوقتي …
ثم تركهما وغادر…
نظرت نوران الى والدتها وقالت :
-الله واحنا مالنا ؟!
لم تتكلم دلال ونظرت للأرض وهي تشعر بقلبها يتمز.ق …
. …
ولجت رحيق لغرفتها وهي تبكي بقوة ….جلست على فراشها وهي تتذكر صدمة أمجد بها ولكن هذا افضل بكثير …هي لا تريد ان تؤ.ذي دلال ونوران اكثر من هذا ….لا تريد أن تسمع الكلام المسمو.م من الجيران …هي لن تتحمل هذا بعد الآن …
تسطحت على الفراش وهي تنظر للأعلى …نعم سوف تخـ سر الكثير لو تمت تلك الزيجة… بالطبع اهم ما ستخسره شعور الأمومة …ولكن تلك الحياة لا تقارن بما تخسره يومياً….ربما قرارها صائب تلك المرة…..حاولت نزع هذا الخو ف من قلبها ولكنه يعاود ويهاجم قلبها بشر اسة ….لا تعرف لماذا لا تشعر بالراحة !!
نفضت تلك الأفكار عنها وهي تغمض عينيها …ترغب في النوم…ترغب ان ترتاح والا تفكر كثيراً ….تريد أن تفرغ عقلها من كل شئ …وكأنها تريد تجميد مشاعرها لانها تعلم ان القادم ليس بسهل على الإطلاق !!
…….
وقفت امام العيادة الخاصة به وهي تسأل نفسها للمرة الألف ..هل هي عد يمة الكرامة ؟!…انه يهـ.ينها مرارا وتكرارا وهي من تركض خلفه …هل اخطأت عندما نفذت كلام والدتها….هل اخطأت وهي تحاصره بحبها حتى اختـ نق منها …حتى أصبح ينظر إليها بكر ه بالغ …انها تتمنى فقط لو يعاملها كما يعامل الاخرين …تتمنى ان يبتسم بوجهها لو مرة واحدة فقط …هي تتمنى ان يعاملها بطريقة جيدة مثل البقية….تنهدت وهي تسير نحو عيادته ….
حيت السكرتيرة هناك وولجت لعيادته فورا …رفع عينيه وهو ينظر إليها…رفع حاجبيه عندما رأها قد غيرت لون شعرها للون الأسود مجدداً…
-خير !
قالها بضيق لتكتم دموعها بشق الأنفس وتقول:
-دي مش مقابلة تقابلها ليا …ولا دي معاملة ينفع اتعامل بيها يا جورج أنا مراتك !!!
-ماريانا …الشغل هو المكان الوحيد اللي بكون فيه بعيد عن صياحك فممكن لو سمحتي تروحي … أنا متضايق لوحدي …
-ايه اللي مضايقك بالضبط …حبيبتك القديمة ؟! …لو زعلان اووي كده ليه متجوزتهاش؟!اقولك ليه ؟!لانها هي اللي اختارت تبعد بإرادتها …عشان كده اتجوزتني وبتعا قبني عشان وافقت عليك. ..بتعا.قبني عشان حبيتك …أنا مش قادرة اصدق …أنت بتقـ تلني باللي بتعمله ده ….
نهض بعنـ ف واقترب منها وهو يدفعها نحو الحائط ويعـ صر ذراعها بقسوة ويقول:
-اخرسي …اخرسي بطلي تتكلمي …
-لا مش هبطل اقول الحقيقة ..هي اللي سابتك وانا اللي بتعا قب …أنا عملت ايه …أنا غلطتي يعني اني بحبك …غلطتي اني حاطاك في مكان عالى …غلطتي اني بحبك اكتر من حياتي …انت متستاهلش الحب ده ابدا يا جورج ….انت تستاهل تتساب زي ما حبيبت……
ولكنه اخر س كلماتها وهو يقبلها بقوة …لا يعرف ما الجنو.ن الذي يفعله….لكنه كان بحاجة ان يكتم كلماتها السا مة يريدها ان تتوقف عن التحدث …الا تنبش في الماضي …لماذا لا ترضى بقدرها كما هو رضا…لماذا تصطنع المشا.كل …..لماذا لا تقبل ما يعرضه عليها …..لماذا تريد المزيد….لماذا تريد مالايمكن تقديمه…قلبه ليس ملكه ليقدمه …قلبه ملك لها …هي فقط …اخدته وغادرت وتركته يعاني الضيا.ع …..بينما جورج كان مشتت….كانت ماريانا تغرق اكثر واكثر وهي تتمسك به ….كان قلبها يهدر بشر.اسة داخل صدرها …كل جسدها يرتعش بينما هو يتمسك بها بتلك الطريقة ….لم تكن قبلته ناجمة عن عشق …هي تعرف هذا جيدا ولكن ارادت ان تصدق انه يهتم بها …ارادت ان تصدق ان هناك املاً …انفصل عنها وكانت ما زال مغمضاً عينيه وكأنه ليس هنا …..
-سيلا!!
انطلقت تلك الكلمة من شفتيه لتهد م احلامها وتساويها بالأرض….اقترب مرة أخرى ليقبلها ولكنها دفعته بقوة وهي تصر خ:
-ابعد عني …ابعد !!!!
ابتعد وهو يخرج من تلك الهالة الوردية التي كانت تحيط به …نظر بصدمة لوجه ماريانا …كانت الدموع تغرق عينيها ….الجر.ح ظاهر في عينيها …مسحت شفتيها بباطن كفها بقر.ف وقالت:
-انا بجد قر.فانة منك …حقيقي قر.فانة منك وقر.فانة اني حبيت واحد زيك !!! توسعت عينيه بصدمة لترفع رأسها وتقول:
-بس خلاص يا جورج…من النهاردة حبي ليك انتهى…..
ازدرد ريقه وهو يرى بريق عينيها لتكمل هي :
-زي ما رفعتك فوق وحسستك أنك اهم واحد في حياتي هنزلك الأرض مكانك الاساسي ومن النهاردة هتشوف أنك ولا حاجة بالنسبالي …
اقتربت منه وقالت وهي تشير لقلبها:
-قلبي اللي حبك انا هحر.قه …هعلمه ميحبش حد ميستاهلش يا جورج ….مش هتشوف الحب في عيوني تاني …انت هتتمنى اني أرجع احبك زي الأول بس ده مش هيحصل …هتدور على حبي في كل مكان ومش هتلاقيه …لاني انا حبيتك اكتر من أي حد …انا حبيتك اكتر منها وانا وانت عارفين ده … بس خلاص …اكتشفت متأخر…أنك متستحقش ….تقدر تعمل اللي عايزه في حياتك …انت من النهاردة انتهيت من حياتي !!
……..
في اليوم التالي….
-بسم الله الرحمن الرحيم !
قالتها ولادة جيلان بتعجب وهي تنظر لابنتها …عبست جيلان وقالت :
-فيه ايه يا أمي شوفتي عفر.يت ولا ايه ؟!
قالتها جيلان بضيق…لتبتسم والدتها وتقول :
-بالعكس يا بنتي ده أنا شايفة الجمال كله قدامي …بس مستغربة …من امتى وانتِ بتلبسي خمار
نفخت بضيق وقالت :
-يعني البس خمار مش عاجب ملبسش برضه مش عاجب …أنا مش عارفة أرضي حد في البيت ده أبداً…
ضحكت شربات وقالت :
-لا يا بنتي أنا فرحانة ليكي …الحمدلله ان ربنا هداكي عقبال ما تلتزمي في الصلاة وتركزي في كليتك اكتر من كده …..
هزت رأسها بالإيجاب وقالت :
-انا رايحة عند نوران يا ماما ….
رفعت حاجبيها وقالت :
-بدري كده ….أنا افتكرت رايحة كليتك …
-يا ماما النهاردة مش ورايا محاضرات …هروح عند نوران بقا باي….
ثم ذهبت من امامها بينما ضميرها يؤنبها لانها كذ.بت على والدتها …فقط لكي تراه..
صاحب العينين العسلية …..
……….
في بيت عائلة الراوي ….
كان الجميع ملتف حول مائدة الإفطار….
كانت رحيق تضع اطباق الافطار بكل هدوء ونوران تجلس على الطاولة وهي تشعر بالتعب بعد بكاء الأمس….أما امجد فقد صدق واغلق مصحفه بعد ان أتم قراءة القرآن …نظر الى نوران بدون رضا وقال:
-بدل ما انتِ قاعدة روحي ساعدي اختك…هي مش هتجبلك الاكل لحد عندك ….
نظرت نوران إليه وهي تكتم دموعها …آخر ما تريده الآن ان يصر.خ بها شقيقها …ليس بعد ما حدث بالأمس …ولكنها لم تجادله وذهبت لتساعد رحيق ….
بعد ان ولجت نوران للمطبخ نظرت دلال الى ابنها بلوم وقالت :
-بالراحة على اختك يا أمجد …مينفعش كده …
-بالراحة على رحيق برضه يا أمي …دي برضه اختي ويتيمة ملهاش أم تدافع عنها زي نوران !!
-أنا أم رحيق يا أمجد!!
قالتها دلال بجرح ليهز رأسه ويقول:
-للأسف يا أمي عمرك ما كنتي أم ليها!
خرجت الكلمات من فمه قبل ان يمنعها …كلمات استطاع ان يكتمها طويلا ولكنها خرجت الآن …كان يرى معاملة والدته لرحيق والتفريق بينها وبين نوران ويصمت …كان يشعر انه شيـ.طان أخر.س ولكن ليس بعد الآن ….
نهضت دلال من الطاولة واتجهت لغرفتها…تنهد أمجد وهو يشعر بحز.ن بالغ …لم يكن يجب أن يكلمها بتلك الطريقة ….ذهب خلفها ليجدها تجلس على الفراش.وتبكي ….اقترب منها وهو يقبل رأسها ويقول:
-حقك عليا يا أمي ….أنا آسف …أنا بجد مش قصدي كده …..بس أنا بشوف بعيني… وقلبي بيو.جعني على رحيق ….المسكينة بتعا.ني …..بتتعا.قب على حاجة هي معملتهاش… الكل هنا بيعاملها و.حش لدرجة انها هتتجوز واحد عنده خمسين سنة عشان تهرب مننا …امي ده مينفعش …..
انهمرت دموع والدته اكثر وقال:
-وأنا قلبي بيتحر.ق يا أمجد …مش قادرة انسى انها بنت ضرتي …مش قادرة اتجاوز الماضي ….أنا وافقت ان ابوك.يتجوز عليا عشان مبقاش بمنعه من حقه بس هو ضغط عليا …..
تنهد امجد وهو يدرك حساسية الأمر ….يراعي غيرة والدته….عانقها بلطف وقال ؛
-ايه رأيك تنسي ان رحيق بنت ضرتك وتفتكري انها بنتك …بنتك اللي عمرها ما زعلتك ….حرام يا امي هتتسألي عنها …مادام. افقتي تربي بنت يتيمة يبقى تعامليها كويس ومتنسيش انها وصية ابويا الله يرحمه …
تنهدت والدته وهي تهز رأسها ليبتسم ويقول :
-يالا بقا يا ست الكل عشان نفطر….
ثم مسح دموعها برفق ….
…..
خرجا أخيراً وتجمدا مكانهما وهما مذهولين…..
-فيه ايه يا جماعة …كل لما حد يشوفني يديني الريأكشن ده ….
قالتها جيلان بضيق …ابتسمت دلال واقتربت منها وهي تعانقها وتقول :
-لا طبعا يا حبيبتي ….احنا مصدومين من الجمال ده بس …ألف مبروك يا حبيبتي ألف مبروك …عقبال ما نوران تاخد الخطوة دي بدل لفات الطرح الغريبة اللي بتعملها دي ….
كانت على وجه رحيق ابتسامة واسعة وهي ترى جيلان في تلك الهيئة …لقد ارتدت الخمار أخيرا…هذا يسعدها بالطبع …ولكن قلبها يؤ.لمها …لم تعانقها والدته من قبل …هي لا تعرف كيف هو عناق الأم …للحظات تمنت ان تكون مكان نوران لتعانقها دلال بكل هذا الحب ….
اطرقت برأسها وهي تخفي عينيها التي لمعت بفعل.الدموع ….
أمجد الذي كان مشدوه بما فعلته جيلان …تلك الفتاة التي اعتادت دوما ان تعانده…لم يتخيل ابدا ان ترتدي جيلان الخمار …أخيرا عاد لوعيه وأطرق رأسه وهو يستغفر….صحيح انه جيلان بمثابة شقيقته ولكنه ليس مقبول ان ينظر إليها بتلك الطريقة ….
-انا هعمل ساندويتش والبس وامشي عشان متأخرش ….
قالها امجد لتتجمد الابتسامة على وجه جيلان فترد والدته وتقول :
-تأخير ايه يا أمجد …لسه الوقت بدري يا حبيبي ولا انت محرج بسبب نوران …دي اختك يا واد ….اختك ايه دي بنتك يعتبر انت اللي ربيتها ولا أنت مش فاكر …
اغتاظت جيلان واقتربت من نوران وقالت:
-ممكن تخلي امك تسكت …خلت الراجل لا يحل ليا في ثانية كده ….شوية وهتقول أننا اخوات في الرضاعة !!
ضحكت نوران بخفوت …..
….
بعد قليل انهى أمجد طعام افطاره هو ورحيق
-يلا انا ماشي…
قالها وهو مطرق رأسه …ثم نظر لرحيق وقال :
-يالا يا رحيق عشان أوصلك اجهزي وانا كمان هجهز ….
هزت رأسها ….
ثم نهضت هي الأخرى
….
بعد قليل …
كانت قد ارتدت نقابها والعباءة السوداء وخرجت الى الصالة لتجد شقيقها قد تجهز …كادا لن يذهبا الا ان دلال وقفت وعانقت أمجد وقالت :
-بالتوفيق يا بني …
اطرقت رحيق برأسها وهي تشعر بنغزة في قلبها …احتقـ رت نفسها كثيرا تلك اللحظة لانها تغار من شقيقها…شقيقها الوحيد الذي عاملها جيداً…كيف يمكنها أن تغار منه …دعت ربها كثيرا ان تتخلص من احساس الغيرة هذا…فهي لا تشعر انها سوية…ليس ذ.نب أمجد ان لا أحد يحبها …ربما العيب منها هي …ربما لا تبذل المجهود الكافي لتحبها دلال….ربما لو تزوجت وابتعدت عن دلال سوف تحبها …سوف تنسى انها ابنة ضرتها …ربما ….
ابتعدت دلال عن امجد ثم ابتسمت وهي تقترب من رحيق …..مدت ذراعيها وعانقت رحيق …تجمدت رحيق …كانت مصدومة ووالدتها تعانقها….انها المرة الاولى التي تعانقها بتلك الطريقة ……طفرت الدموع من عينيها وهي تحاوط جسد والدتها….كان شعورها بالسعادة وقتها لا يقاوم ….لم تسعد هكذا من قبل …كانت تلك اللحظة السحرية الوحيدة في حياتها …..يمكنها القول بكل تأكيد انها لن تتذوق السعادة تلك مرة أخرى ولكنها ليست حزينة على الإطلاق بل تلك كانت اكثر لحظة سعيدة في حياتها …تلك اللحظة التي تذوقت فيها حب الأم ….لقد عرفت انها كانت كنبتة ميـ تة والآن الحب هو من احي تلك النبتة …..
ابتعدت دلال عنها بإبتسامة وعينين لامعة بفعل الدموع وقالت :
-بالتوفيق يا بنتي …
ابتسمت بسعادة وهي تهز رأسها ثم وجهت نظراتها الى امجد الذي كانت ابتسامته تملأ وجهه وكان يدعو الله ان تكون والدته دوما حنونة على شقيقته
………………
-لا !!
صرخت بفز ع وهي تستيقظ من النوم بينما تلهث بقوة …جسدها متعرق والدموع لا تتوقف عن الانسياب من عينيها وكأن جميع أحزانها تجمعت في هذا الحلم …بدءا من مو ت والديها لتشو هها ثم مو ت خالتها….أنها ما زالت تستعجب كيف لم تفقد عقلها بعد ….
تنهدت وهي تنهض بضعف وولجت للحمام لتستحم ….
بعد قليل …
خرجت وهي ترتدي روب الاستحمام بينما تلف شعرها الطويل في كعكة …بدأت تخرج ملابسها كي ترتديها وتنزل لكي تتناول طعام الإفطار …يجب أن تتحرك كي تعود لدراستها …لن تظل تبكي على الماضي للأبد …اختارت فستان أزرق بحزام أبيض انيق يعانق خصره … وطبعا وضعت النقاب الاسود بجانبه …ثم اتجهت لطاولة الزينة وبدأت بتمشيط شعرها الأسود الطويل…ثم لفته في كعكة أنيقة بعدها بدأت في ارتداء فستانها ….ثم كادت أن تضع النقاب على وجهها ولكن صوت وصول رسالة على تطبيق الواتس آب الخاص بها جعلها تتوقف عن وضع النقاب ثم أمسكت هاتفها لتجد رسالة من رقم غير معرف لديها وقد أرسل لها صورة …صورة زواج عمر خطيبها !!!لقد تزوج !!!لم يندم …لم يأتي ليطلب الغفران …بدل من هذا تزوج …ويبدوا سعيدا جدا في تلك الصورة …..انسابت للدموع من عينيها بقوة …كانت تشهق بقوة وهي ترى تلك الصورة …كان من المفترض ان تكون هي محل تلك الفتاة ….كان ينبغي أن تمسك هي يده لباقي العمر …ما الذي حدث وكيف تم استبدالها بتلك السهولة…..تعالت شهقاتها وهي تشعر ان صدرها بضيق…..شعرت أنها سوف تموت ….لا لا انها ميـ.تة بالفعل ….دقة على باب الغرفة جعلتها تنتفض بقوة حتى ان الهاتف وقع منها …صوت سيف المميز انساب من خلف الباب المنغلق:
-مياس ….
مسحت دموعها بسرعة وارتدت غطاء الوجه ثم فتحت الباب وهي تقول بصوت ارادت اخراجه بارد ولكنه خرج مرتجف بقوة :
-عايز ايه ؟!
رفع حاجبيه بدهشة وقال وهو يرفع قطة صغيرة بلون رمادي رائع …عينيها متباينة الالوان …عينها اليمنى زرقاء وعينها اليسرى عسلي …كانت تبدو رائعة ولو كانت مياس في حالتها الطبيعية لضمتها وسعدت بها …
ابتسم سيف وقال وعينيه الزرقاء تلمع :
-حسيت أنك هتبقى احسن لو بقا عندك صديق …فجب…..
ولكن كلماته توقفت على طرف لسانه وهو يراها تترنح ….اقترب بخوف لتسقط ولكنه امسكها بيده اليمنى بينما القطة الصغيرة كان يمسكها بيده اليسرى…رفع حاجبيه وقال:
-هي عندها فوبيا من القطط ولا ايه ؟!!
……..
-فين الفطار ؟!
قالها جورج بحيرة وهو ينظر الى ماريانا التي كانت تغسل الأطباق التي تناولت بها افطارها …لم ترد عليه ليغتا ظ من تجاهلها هذا ويقول ؛
-انا قولت فين الفطار يا هانم هروح الشغل وانا جعان….
نظرت إليه …عينيها السوداء كانت باردة للغاية وهي تقول:
-عندك كل حاجة في التلاجة ….أعمل فطار لنفسك…أنا مش الجار ية اللي اشترتها …من النهاردة كل واحد هيعتمد على نفسه…بالمناسبة هدومك اللي ر ميتها زي العيل الصغير دي ومستنيني اغسلها….. اغسلها بنفسك!!
توسعت عينيه بصد مة وهو يسمع كلامها وقال:
-بتقولي ايه ؟!
-اللي سمعته مش هعيد كلامي…من النهاردة اعتبر نفسك اعزب اكل نفسك وشرب نفسك واغسل هدومك …وكمان ترتب اوضتك …بالمناسبة جهزت اوضة الضيوف عشان تبقى فيها مش عايزاك معايا في الاوضة نفسها ….
كانت تتكلم بجدية شديدة …كانت جادة بالفعل ….
-انا مش فاهم…
ابتسمت بسخرية وقالت :
-يعني كل المعاملة الملوكي اللي كنت بعاملهالك دي بخ خلاص خلصت …من النهاردة مش معتبراك جوزي . .انت شريك في السكن وبس ….ومتقلقش مش هطلب منك تصرف عليا …أنا هصرف على نفسي وبالنسبة لفلوس الكهربة والمية والغاز هنشترك فيهم سوا ….يالا باي عشان اتأخرت على الشغل …
ثم تركته وغادرت لينظر إلى أثرها ببلادة ويقول :
-بس أنا عايز أفطر !!!
………

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أسرت قلبه)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *