رواية سمو الأميرة الفصل العاشر 10 بقلم زينب سمير توفيق
رواية سمو الأميرة الفصل العاشر 10 بقلم زينب سمير توفيق
رواية سمو الأميرة البارت العاشر
رواية سمو الأميرة الجزء العاشر
رواية سمو الأميرة الحلقة العاشر
يـوم الفرح، كانت التجهيزات على قدم وسـاق، الكل سعيد بالفرح، إلا بيبرس ونازلي اللي بدأت تحس إن كلام بيبرس الأخير معاها مجرد كلام.. يمكن صادق.. لكن ينقصه الفعل
فقعدت تتابع بصمت التجهيزات.
كان مليان بقلة الحيلة والحيرة، أول مرة يبقى عاجز ومخه واقف عن العمل، بعد ما حكى لوالده كل اللي حصل
– بعدها اتفاجئت باللي ميرال عملته، مكنتش متوقع منها تعمل حاجة زي كدا
– كنت مفكر أية لما تسمحلها تدخل أوضتك في ساعة زي دي! وبعدين كل دا غلطك من البداية، تسرعك هو السبب
– يعني اية؟ هتجوزها غصب عني!
– مش دي كانت رغبتك، جوازة من غير مشاعر تعطلك وتضعفك وتبعدك عن أهدافك
– دا كان قبل ما أشوفها، قبل ما أجرب الحب
– مبقاش ليه لازمة الكلام دا، عيش الواقع، وتحمل نتيجة أفعالك
بإحتجاج – بابا!
– عايزني اعمل أية؟ ألغي الفرح ولا ألغي الفرح!
تنهد بضيق، ربـت الملك على كتفه و – انا حاسس بيك، عارف إن اللي بيحصل صعب بس.. أتحطيت في أمر واقع خلاص يابيبرس ومش هتلاقي حل
بصله بإصرار و – انا هروح أتكلم معاها للمرة الأخيرة لو مسمعتليش ولغته انا هتصرف وأقلب الدنيا كلها عليهم
بقلق – هتعمل أية يعني؟
– هتشوف.
****
– رفضتيه؟ لية كدا يانازلي
– مش مرتاحة ياحليم، أرجوك متضغطش عليا
– لو السبب بيبرس فلازم تكونِ عارفة إن دلوقتي..
قاطعته – عارفة ياحليم هتقول اية متقلقش بيبرس مش السبب وهو من أول ما بقى رسمي خطيب ميرال وأنا شلته من دماغي، هو من زمان برة دماغي أصلًا.. الحركة الغبية اللي أتعملت يوم الحفلة مكنش السبب فيها خيلات واسعة زي الكل متخيل وحب وبتاع، دي كانت بس لحظة تهور منه..
قرب حليم منها وهو بيتنهد بتعب، حضنها و – خلاص يولع بيبرس على سفيان بكرة هجوزك للي أحسن منهم، هو أنتِ حد يطولك!
أبتسمت وهي بتخبي راسها في حضنه تكتم دموعها قبل ما يشوفها
كان نفسها تحصل معجزة وتبقى من نصيبه، بس الظاهر إن زمن المعجزات خلص من زمان!
بعدت عنه وربتت على كتفه مرتين بحنان و – يلا قوم علشان تلبس وانا كمان..
أتنهدت و – هلبس يمكن سوزان هانم تعطف عليا وتسمحلي أحضر
– أنتِ هتحضري يانازلي وقبل كتب الكتاب كمان هنقول اللي أتفقنا عليه وهنظهرك للكل.. هتحضري الفرح وأنتِ رافعة راسك.. وعد
أبتسمت ليه وهو بيبوس راسها ويمشي.
قربت دينا منها ونادتها بشفقة – أميرة..
بصتلها نازلي بإستفهام، ورتها فستان و – هتلبسي دا؟
كان فستان أحمر جميل منفوش، مع طاقية سوارية سودة بتلمع، أبتسمت بأعجاب وهي بتومئ بالإيجاب – كالعادة ذوقك خطير يادينا.. سيبيه هنا انا هقعد مع سمارة شوية وهقوم ألبس
أبتسمتلها دينا وحطته جنبها وطلعت بـرة
لمحت بيبرس وهو بيمشي قدامها وباين على ملامحه الشـر والضيق بصتله بغيظ شديد منه، هو السبب في حالة أميرتها الصعبة
قربت منه بعصبية.. توقفه بصوتها – أمير ياأمير.. ياعريس.
وقف وبصلها بدهشة – دينا! في حاجة؟ نازلي كويسة؟
بسخرية – وليك كمان قلب تسأل عليها! عمومًا أيوة هي كويسة وأوي كمان، انا جاية أقولك إني مش طايقة نفسي إني في يوم كنت بحاول أقنعها بيك وبحبك ليها، انا اللي بكلامي الغبي عنك خليتها تهتم.. لو حسابي أنك هتكون كدا مكنتش جبت سيرتك في حاجة، بس عمومًا خير كله خير، الأميرة أقوى من كدا بكتير وربك بيعوض بأسرع مما تتخيل، أهو أخواتها الأتنين هيتجوزوا انهاردة ومش بعيد تلاقيها بتحصلهم علطول أصل زي ما أنت عارف أبن الوزير متقدملها
وقربت من ودنه تهمس بخفوت – وهي كلام في سـرك بتفكر توافق..
وسعت عيونه بعدم تصديق، فقالت وهي بتبعد عنه – الأفراح كترت أوي في القصر دا
ردد وراها – بتفكر توافق!
بشراسة – اومال انت كنت مفكر أية! هتوقف حياتها علشان خاطرك، تبقى بتحلم
سابها ومشى وهو شارد الزهن مشغول البال وضيق في الصدر ماليه
مش هيسمح دي تكون ناهيتم!
لحظة تهور بيبرس، لحظة جراءة، فكر في حاجة مستحيل كنت هتعملها في أي وقت تاني وأعملها وهترتاح.
فتح بابها بقوة ودخل – أسمعي..
بصتله هي والبنات اللي كانت بتجهزها قالت ببسمة خفيفة – بيبرس حبيبي في حاجة.
بص للبنات وبصلها فقالت – دقيقتين يابنات سيبوني انا وعريسي سـوا
خرجوا الكل وقرب هو منها، مسكها من كتفها بقوة ورفعها من كرسيها علشان تواجهه و – انا جيت علشان أكون أحسن منك وأعرفك بخطتي وانا بخرب حياتك مش هطلع واطي زيك وأفاجئك بيها، جوازي منك مش هيحصل ياميرال، انا مش هتجوزك.. بأي طريقة كانت انا هسيب الفرح دا ومش هيكمل، أموت نفسك، أموتك، أعمل حريقة في القصر، فضيحة.. أي إن كان.. المهم الجوازة دي مش هتكمل، فالأحسن بدل كل التجهيزات اللي هتضيع على الفاضي دي شوفي حاجة تانية تسليكي أفضل
– ومين هيسمحلك تعمل كدا! دي كانت تحصل حروب ومشاكل بين مملكتك ومملكتنا ملهاش أول من أخر
– حتى لو هيكون بين مملكتي ومملكتك بحر دم برضوا مش هاخدك..
قالها وسـاب كتافها فجاة بقرف كأنه مش قادر يلمسها ثانية زيادة
عيونها دمعت من غير ما تحس وهي بتنطق – للدرجادي بتحبها، هتعمل كل دا علشانها، لية كل دا.. لية
– أيـوة للدرجادي، لأنها تستاهل الحب بريئة ومش خبيثة زيـك
صرخت – هي لو بتحبك زيي هتعمل أي حاجة علشان تاخدك هي بس علشان ضامنة حبك ساكتة، لكن انا.. حاربت وهحارب لحد ما أوصلك
– حتى لو وصلتي ليا عمرك ما هتوصلي لقلبي عمرك ما هتلاقيه فاضي ليكِ، هو مشغول بيها.. أفهمي دا بقى
مسحت دموعها بعنف و – لا مش هفهم وأديني مستنية وأشوف اللي هتعمله، وريني اللي عندك يابيبرس، انا حفظاك كويس مستحيل تأذي نفسك وسمعتك علشان حد.. أو حاجة، مستحيل تحكم قلبك على عقلك، أنت الكلام سهل معاك، وقت الفعل.. عقلك هيسيطر عليك وهتلاقي نفسك واقف جنبي بتكتب عليا.. كلها ساعات وهتشوف أن كلامي صح
بصلها وهي بتتكلم بثقة ودموعها بتمسحها بتجبر
بصلها بأشمئزاز قبل ما يسيبها ويمشي.
وهي أنهارت مكانها بعد خروجه، كلامه أظهر كرهه ليها كويس اوي، مشاعره ناحيتها مقدرتش تتحملها، أزاي أكتر حد بتحبه يكون بيكرهها بالشكل دا!
****
دخل سفيان لغرفة والده الوزير و – رفضتني..
بدهشة ردد – رفضتك!
– أيوة، لسة حليم مبلغني قرارها
– الغبية.. مفيش وقت لدلعها دا أسمع انت هتنفذ أنهاردة
– انهاردة!
– اه، وقت ما يكون الكل في الفرح روحلها وخلص عليها وانا هكلم سوزان هانم آكد عليها أنها متسمحش ليها تحضر الفرح وتفضيلك الساحة، المهم تخلص عليها مهما حصل ومتسبش آثر وراك.. سامع؟
– متقلقش..
– يـلا أمشي شوف وراك أية
بعد خروجه قعد الوزير مكانه وطلع صورة قديمة ليه هو وجنبه سـت شابة جميلة أوى، لمس ملامحها بحنان و – متزعليش ياقلب أخوكِ كلها ساعات وأعرف حصلك أية في القصر وأزاي موتي وأختفيتي وأنا مسافر.. كلها ساعات ياجيهان
قالها وهو بيقرب الصورة من وشـه يتأملها بحب.. كانت ملامحها شبة مألوفة!
شبه نازلي.. في جمالها.. برائتها.. رقتها.. يمكن بس عيونها فيها نظرة قوة زيادة عنها!
****
أنتهت الساعات الفاصلة، وأبتدت اللحظات الحاسمة!
بدأت الوفود تدخل القصر وساحة الأحتفال، الأصوات عالية والجموع سعيدة
إلا نازلي اللي دخلتلها سوزان وقالتها بصريح العبارة – دا يوم البنات سيبيهم يستمتعوا بيه من غير شوشرة وفي أقرب فرصة أحنا هنظهرك للكل زي ما أنت عايزه، لكن أنهاردة.. لا.. ممنوع تنزلي وياريت تقولي لحليم أن دي رغبتك الشخصية
وخرجت من قبل ما تسمع ردها حتى..
في جناح بيبرس، كان بيبص لذيه التقليدي الملكي بضيق بالغ، رافض يلبسه رغم إن الفرح فاضله دقائق معدودة ويبدأ!
كان عقله شارد بين نارين، أي مسلك يسلك!
دي اللحظة الفارقة والحاسمة.. دا الاختبار الحقيقي لمبادئه وحبه، هيختار ما بينهم؟
هيفضل أية؟ يعيش سعيد البال.. ولا سعيد الحال؟
ومض الإصرار في عينيه، وظهر عليه إنه أخيرًا أخد قراره، قرب من زيـه وبدأ يلبسه!
بعد حوالي ربع ساعة، دخلت أسمهان الحفل ومعها الأمير، قربوا من الطاولة الموجودة في قلب القاعة وعليها مأذون، بدأوا يكتبوا الكتاب والكل سعيد
لحظات وأعلنهم المأذون زوج وزوجة وأرتفعت أصوات التهاني والمباركات..
نطق المأذون – العريس والعروسة التانيين فين؟
لحظات صمت طويلة عدت قبل ما تطل ميرال وتدخل بدخلة أسطورية من واحد من أبواب القاعة، قربت لحد ما وصلت للتربيزة وكل العيون أنتقلب للباب التاني مستنيين دخول العريس..
والتوتر بلغ منتاه عند ميرال، هي مراهنة على شخصيته.. مبادئه.. وبس.. مش على قلبه
ياتكسب الرهان يا.. توترها زاد وبدأت تفرك أيديها بعصبية مش هتفكر حتى في الأختيار التاني..
بيبرس أكيد هيجي
****
في الجهة الغربية من القصر، اللي فيها جناح نازلي، كان الهدوء مالي المكان، الجهة فاضية إلا منها تقريبًا، ظهر جسم ملثم في الممر، ماشي بحرص وعيونه بس متركزة على مكان واحد.. جناح نازلي وفي عيونه نظرة إصرار!
في نفس الوقت الاجواء كانت مشتعلة في قاعة الفرح الكل مستني ظهور العريس والهمهمات بدأت تعلى
بينهم وبين بعض.. ألتمعت الدموع في عيون ميرال اللي كتمتها بكبرياء وهي بتعد جواها تنازلينًا
– 5..4..3..2..
قبل ما تقول رقم واحد بأبطئ صورة ممكنة أتفتح باب القاعة و..
عند نازلي، قرب شخص من جناحها اللي بابه كان مفتوح، بصلها من طرف الباب كانت قاعدة على أريكتها بتلاعب سمارة وعيونها بتبص للسما بحزن عميق
بصلها للحظات وأخد نفس عميق وفتح الباب و..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية سمو الأميرة)