روايات

رواية متكئي ومسندي الفصل الأول 1 بقلم ولاء عمر

رواية متكئي ومسندي الفصل الأول 1 بقلم ولاء عمر

رواية متكئي ومسندي البارت الأول

رواية متكئي ومسندي الجزء الأول

متكئي ومسندي
متكئي ومسندي

رواية متكئي ومسندي الحلقة الأولى

– جهزي التشيز كيك، والشاي، والبسكوت.
– وعايزه إيه تاني؟
– وركن الكتب بفكر أجدد فيه الكتب، والـ back ground ، دا زي ما هو اللي عند الكتب .

المكان دا فيه روحي، يمكن لسه يعتبر في بدايته إلا إني عندي إستعداد أحط فيه روحي، أيوا بقاله سنة، بس هنعمل إيه ؟

– حضرتك متعرفيش أستاذ هادي فين بقى مكانه؟ ولا هو كدا قفل المكتبة خلاص.

رفعت رأسي ليه بعد ما كنت منتبهة لترتيب الكتب:- حضرتك محتاجه في حاجة؟

هز رأسه وهو بيقول:- كنت محتاج أقابله بقالي كتير ما جيتش وكنت محتاجه .

بصيت عليه، كان شاب شكله منمق وشيك، لبسه كلاسيك شبابي، قميص كاروهات إسود في رمادي، وبنطلون جينز أزرق، وعلى ضهره شايل شنطة شبابية.

– حضرتك تقدري تقولي مين وأنا هرن عليه أقوله، ولو محتاجه ضروري ممكن اخليك تقابه

هز برأسه وأنا طلعت الموبايل وأنا داخلة وبرن على بابا:- بابا في واحد بيسأل على حضرتك.
– مين يا مريم؟
– مسألتهوش!
– إسأليه طيب، وزي ما أنتِ معايا على الموبايل.

سمعت كلام بابا وروحت سألته:- ممكن أعرف مين حضرتك ؟
– جاد الأسمر.

كان الصوت وصل لبابا، نبرته اتحولت من عادية للهفة، اديت الموبايل للشاب يكلمه بعدما بابا قالي، كانت طريقته لبقة أوي، خلص كلام ومد ليا الموبايل، بابا قالي أوصل الشاب لعنده.

إتمشيت معاه لحد البيت اللي كان في أول الشارع أصلاً، استقبله بابا بكل حفاوة، وطلب منه يقعد معاه، لاء وكمان في بلكونته!! الغريب إن بابا بيحب البلكونة جداً ومش أي حد بيدخلها، البلكونة مليانة زرع، نعناع وريحان، وورد صغير بيطلع في الصيف، وزرعة معرفش اسمها بس مالية الحيطة، وفي في الأرض قعدة عرب صغيرة، وفوقها في رف عليه كتب لأن بابا بيحب القراءة جداً.

نزلت وسيبتهم وروحت الكافيه.

– تفتكري يعرف بابا منين؟
– علمي علمك.
– تفتكري ممكن مثلاً يطلع ابن عمي اللي أنا ما اعرفهوش؟
– تفتكري أنتِ ظهرلك عم إمتى علشان يبقى عندك ابن عم؟
– مش يمكن زي الروايات.

دخلت تشوف الكيكة وهي بترمي الجوانتي في وشي وبتقول:- يارب صبرني على آخرة صبري .

أنا مش فاهمة إمتى الإنسان هيتحمل أخوه الإنسان، وأفكار وتخمينات أخوه الإنسان ؟!

روحت في آخر اليوم وأنا فاصلة، بس it’s easy ، فضولي خلاني روحت أسأل بابا.

– بابا حبيبي.

رفع عينه من على الكتاب اللي كان بيقرأه وبص ليا، كملت وأنا بسأله:
– هو مين الشاب اللي جالك بالنهار دا؟
– جاد؟

هزيت رأسي، إتنهد وقال:- اللي زيّ جاد دا ربنا يجازيه خير، ويجبره حقيقي، شاب مجتهد ومكافح، وبنى نفسه بنفسه من الصفر.

– إحكيلي بقى يا سي بابا عرفته منين وازاي وفين؟؟
– وايه كل الأسئلة دي يا هانم؟
– فضول والله يا سي بابا.

ركن الكتاب جنبه وبعدها إتكلم:- من ييجي عشر سنين، جاد خلص ثانوية عامة ، لا كان لاقي مكان يقعد فيه، ولا شغل ولا أي حاجة، كان مجرد عيل صغير قابلته في المسجد، قاعد وحاطط شنطة هدومه جنبه وكتبه.

مسح عينه مكان النضارة وهو بيتكلم:- ساعتها قربت منه وقعدت جنبه، عرفت إنه خلاص تم السن القانوني وطلعوه من الملجأ.

– ملجأ؟!!
– أيوا، جاد إتربى في ملجأ.

قولت بتوتر:- بس.. بس يا بابا صاحبتي قالتلي إن اللي بيتربوا في الملاجئ مش بيبقوا كويسين.

بص ليا وهو بيتكلم بحكمته المعهودة، أصلها مش غريبة عليه:- كل مكان فيه الكويس والوحش يا مريم، يعني مينفعش نعمم، سواء كان على مكان أو على ناس، أصل أنتِ متعاململتيش معاهم كلهم، وبعدين هما مكانش عندهم عيلة، ولا حد يرشدهم للصح.

– معاك حق يا بابا.

روحت نمت وبعدها صحيت وماما بتصحيني:
– عمالة أصحي فيكي من الصبح يا هانم.
– هو لازم يا ماما بعني؟
– بيقولوا إن الهانم قررت تبقى امرأة قوية مستقلة من فترة، ومن ساعتها وأنا كل يوم بصحيها بالمرار.

قومت بعد ما سمعت التشجيع بتاعها الرهيب، ما أنا برضوا مكانش لازم اتسرع وأقرر أبقى صاحبة مكان وشغل، أنا عيلة أصلاً.

صليت ولبست ونزلت روحت الكافية.

– يا رقية عدا سنة، سنة وإحنا مش عارفين نحسن من نفسنا ولا من المكان، حاسة إني بدأت أفقد الأمل خلاص .
– يا ستي جربي تعملي تجديد، إعلانات، أي حاجة.
– مش عارفه يا رقية، ولا عارفة أجدد، ولا أحسن ولا أنسق، مش عارفة اعمل
تعبت، ما أنا برضوا عمالة أحاول بس مش عارفه.

– صباح الخير.

قومت من مكاني وأنا برحب بيه.
– أهلا بحضرتك يا أستاذ جاد، صباح النور.
– كنت محتاج أعمل meeting هنا، ينفع؟
– أكيد، أكيد طبعاً دا شيء يشرفنا يا أفندم.
– تمام، كمان تلات ساعات.
– تمام

دخلت جري بعد ما خلص كلامه وأنا بقول لرقية:- إلحقي يا رقية، الشاب اللي جه امبارح يسأل على بابا جاي يعمل meeting هنا كمان تلات ساعات، بصي أنا رايحة أجهز المكان بسرعة.

بدأنا نجهز المكان بشكل منظم، وقررت إني أدخل أعمل تشيز كيك بصوص الشيكولاته، وكيكة، وكمان جهزت عصير بارد.

جم وعجبهم المكان، قرروا بعتمدوه لاجتماعاتهم، بعدما مشيت الناس اللي مع أستاذ جاد، جه وقعد على الترابيزة اللي كنت قاعدة عليها.

بصيت عليه وأنا بسأله بلهفة:- المكان عجبكم؟ الخدمة كان كويسة ؟

إبتسم :- إهدي، كل حاجة كانت كويسة، حتى اللي البتاع اللي قدمتيه دا اللي بالفراولة.

ضحكت وأنا بقوله:- اسمه تشيز كيك.
– أياً كان بقى، بس في سؤال.
– اتفضل.
– المكان دا مفتوح بقاله قد إيه ؟
– سنة، ليه حضرتك بتسأل؟
– أصله هادي، هو مفيش حد بييجي هنا؟
– مش عارفه ليه محدش بييجي.

حط رجل على رجل وهو بيقول:- من خلال خبرتي في التصميم والإعلان والترويج حابب أقولك لو حابة يعني من باب النصيحة إنك محتاجة شوية تعديلات هتساعدك إن مكانك يتعرف، خصوصاً إن الكافيه على الناصية ودي حاجة لصالحك.

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية متكئي ومسندي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *