روايات

رواية متكئي ومسندي الفصل الثالث 3 بقلم ولاء عمر

رواية متكئي ومسندي الفصل الثالث 3 بقلم ولاء عمر

رواية متكئي ومسندي البارت الثالث

رواية متكئي ومسندي الجزء الثالث

متكئي ومسندي
متكئي ومسندي

رواية متكئي ومسندي الحلقة الثالثة

دخلت وسيبت بابا علشان أنام، بس الحقيقة إني معرفتش أنام وأنا دماغي مليانة، إزاي حد قادر يعيش في الدنيا بطوله وقادر ينصب طوله ويسند نفسه؟ إزاي بيعدي كل الوقت اللي فيه لوحده؟
إزاي عارف يعيش ؟ إزاي مفتقد لفكرة الونس، السند، إن في حد في ضهره ولسه ثابت، أو ممكن يكون عكس الظاهر؟!
بعد تلات أيام مكانش جه تاني، وكإنه اختفى، لكنه، لكنه مش بيروح من بالي، وكإنه مطبوع في دماغي، أو يمكن منسوخ.
– أيوا حطها هنا، أيوا كدا، شكراً.
كان كلام جاد ومعاه شاب شايل خشب على إيده .
سند الحاجات ومشي، وقفت أشوف الخشب وأنا مش مستوعبة.
– إيه دا؟
– المكتبة.
– دي صغرت.
– قصدك غيرت شكلها وتصميمها.
– صغرت.
خد شهيق وزفير وبص ليا:- بالله إصبري.
دخل للمكان اللي كانت فيه المكتبة، دخلت معاه الحاجات أنا ورقية، كان بدأ يركبها في الحيطة وتظهر ملامحها وتفاصيلها، كانت على شكل وردة، عباد الشمس بمعنى أوضح، اللون الاصفر وكإن طالع منه ورق في النص والبني اتعمل منه رفوف للكتب.
بصيت عليها وأنا منبهرة، بحاول أستوعب كمية الجمال اللي فيها، كمية الرقة، دي كإنها طالعة من الخيال.
– إيه رأيك يا ستي .
– دي تهبل، تجنن، وكإنها طالع من كارتون أو بنتريست.
– أي خدمة بقى.
– شكراً جداً بجد، بس ممكن أعرف إتكلفت قد إيه؟
ركز في تكملة التركيب للمكتبة وهو بيقول:- بكرا إن شاء الله هنروح نشوف الكتب اللي هنجيبها من الأزبكية، وكمان هنختار تصميم البطاقات بتاعة استعارة الكتب.
– أنت مرديتش على سؤالي!
– أستاذ هادي، أنا اتفقت معاه على كل حاجة .
ركبها ومشي وروحنا تاني يوم بدلنا الكتب، وروحنا مطبعة واخترنا تصميم لكارت الاستعارة بتاع المكتبة، عدت الأيام وإحنا بنعمل التعديلات، الكافيه كان بقى أحلى وأجمل مما كنت أتخيل، ألوان المكان وضحت، الإضاءة بقت أفضل، التراس اللي كنت مهملاه- بلكونة_ عدله، حط فيه مخدات وكراسي وتربيزات، كام قصرية زرع، نعناع وورد وحاجات شبه اللي في بلكونة بابا.
– دي بقت تخبل.
– عجبتك يعني؟
-أوي، كإنها من أيام التمنينات، بحب الحاجات القديمة أوي.
– طيب الحمد لله، كدا بقى ناقص شوية تريكات وحاجات بسيطة بإذن الله علشان نبدأ بعدها نعمل إعلانات.
كمان بقى في جنب المكتبة على حيطة من الحيطان ورق كتب ملزوق بطريقة جميلة وإضاءة المكان حلوة بحيث إنها تكون مناسبة لو حد حابب يتصور، كمان الإضاءة اللي لو حد حابب يقرأ مريحة للعين .
حتى الـ menu بتاعة المكان شكلها مميز، كل حاجة بقت مختلفة ومميزة، جميلة، دافية، وجبنا كمان ورق مكتوب عليه جمل، الورق لونه بني وبيج علشان يبقى مناسب لألوان المكان.
من ضمن الجمل اللي مكتوبة:
” لكل صداع قهوة،
ولكل فراغ كتاب.”
” وتظل تسعى في همةٍ
والله يعطي من يشاء إذا شكر.”
” تجري الرياح بما شاء الإله،
لله نحن وموج البحر والسفن.”
ذوقه في اختيار الجمل والخط جميل، وكإن خلىٰ للمكان طعم وروح، وزهوة، المكان بقى مريح نفسياً، حتى ركن الأطفال اللي قال عليه في البداية ما أهملهوش، بل بالعكس، جبنا ليه مجلات ميكي ومجلات ولعب مفيدة وممتعة وجميلة.
– يا أفندم تمام، الإجتماع هيبقى في الكافيه اللي قولت لك عليه من مدة.
كان بيتفق على الإجتماع، طلع قد كلمته والكافيه بقى مكان الإجتماعات، ترا أحس إني مرة انبسطت، بدأت أحس إنه مكان مهم.
– رقية.
– مالك بتهمسي ليا وبتتكلمي بصوت واطي ليه؟
قولت ليها وأنا برضوا بهمس مع إننا بالليل ومفيش غير أنا وهي في الكافيه بس برضو، أنا مش مستوعبة علشان أتكلم بصوت عالي:- أنا شكلي بدأت أحبه.
إتكلمت بصوت عالي:- في شهرين يا مريم؟!
– صلي على النبي وإهدي كدا وعدي معايا.
ربعت إيديها وهي بصالي بنفاذ صبر وبتبحلق لي:- إتكلمي يا آخرة صبري.
– محترم، شيك، ابن ناس، شكله حلو، منمق، لبق، مثقف، بدقن، طويل، اسمراني، كاريزما، هادي، عاقل، راسي، رزين، إيه بقى، إيه اللي يمنع إني أحبه هاه؟؛ هاه؟!
حطت إيدها على خدها وهي ماسكة نفسها إنها ما تتعصبش وبتتكلم من تحت ضرسها:- هاه وايه كمان؟
– أخلاقه، أخلاقه عالية، مابيفوتش فرض، عارف حدوده.
رمت عليا الكوباية البلاستيك، وكإن مهمتها إنها ترميني بأي حاجة تقابلها في وشها، وإتكلمت وهي هتطق مني:- هتشليني، جاد آخره بالكتير عشر أيام، هيكون صور فيهم الإعلان للكافيه، وروجه وعمل كام إجتماع وهيسافر.
إتكلمت بخصة:- هيسافر؟ إزاي وامتى وفين؟؟
– معرفش يا مريم، سمعته هو وعمو هادي امبارح بيتكلموا.
– قوليلي قالوا إيه ؟
– أنا عايزة أقول حاجة قبلها.
– إتفضلي.
– مش إحنا مأمورين بغض النظر ؟
بصيت ليها وأنا بفرك إيديا في بعض وبقولها بتوتر:- آه.
– حلو، إتلمي هاه، والمفروض مالناش دعوة.
– طيب، طيب، بس قوليلي .
– كان بيقول إن في شركة محتاجة تنظيم وكدا، فهو المفروض إن دي مهمته.
روحت ودخلت نمت على السرير زي ما أنا وبأبص للسقف وبفكر، أنا حبيته؟ أعجبت بيه؟ إزاي ؟ إمتى اتعلقت بيه؟ إمتى بدأت أدرك إن وجوده مهم؟ وكإنه بقى في جزء جوايا مدرك إنه ليه مكانة جوايا!, طيب إزاي جوايا هيدرك وخارجي مش مستوعب؟
عدا يوم وهو مجاش، وجه تاني يوم، كان بدأ يصور المكان بطريقة واو، بعدها قعد يعمله تعديلات على اللاب بتاعه، نادي عليا أنا ورقية ، روحنا شوفنا الفيديو، كان معمول بطريقة أقل ما يقال عنها إنها احترافية.
الفيديو بعدما نشرناه بدأ ينتشر بطريقة رهيبة، من بعد يومين والناس بدأت تيجي، المكان لقيت عليه إقبال كبير وغريب، يعني هو دا المكان اللي أنا مكنتش لاقية أي أمل إني أطوره أو اخليه يتعرف؟! يعني في ناس حبته؟
– جاد، أنا حابة أشكرك جداً على وقوفك معانا، وعلى إنك خليت المكان من شبه مهجور لمكان محبوب، شكراً.
– أشكري عمي هادي.
– كنت كمان حابة أقولك إنك حد اللهم بارك مجتهد ومميز وشاطر في شغل جداً، ومُلِم بكذا حاجة، يعني تصوير وترويج بجانب التصميم.
– دا كدا أنا اللي أشكرك.
– ممكن أقدم حاجة بسيطة كـ هدية شكر صغيرة لحد ما تأخد المقابل الحقيقي؟
– مريم؛ أنا عملت كدا والمقابل مدفوع من قبلها بسنين، وأنا مهما عملت ووفيت عمري ما هعرف ولا أقدر أوفي لعمي هادي حقه.
دخلت على المطبخ جري وأنا بجيب ليه علبة بلاستيك تشبه للانش بوكس وأنا بقدمها ليه بإ بإبتسامة واسعة:- إتفضل، عملت فيها شوية حاجات بسيطة علشانك.
بص ليا بإستغراب:- ليا أنا ؟! ليه ؟
– عادي ، حبيت اعملك حاجة حلوة.
حط إيده على شعره ونزل وشه للأرض وقال:- على رأي عمي هادي، الحلو ما بيجيش منه غير كل حلو.
ضربات قلبي مالها زادت كدا؟! مالي متوترة؟! وكإن في فراشات حواليا من مجرد رد، أخدت بعضي ودخلت على المطبخ بعدما قدمتهاله و أنا حاسة إني بخفة فراشة.
عمل الكام إجتماع وجه معاد سفره، جه ودع بابا اللي كان في الكافيه وأنا، ولا أخفي عليكم سراً، عيوني مسكتتش وعيطت،هي مالها سودت كدا ليه؟ مال غيابه مضلم الدنيا ليه؟

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية متكئي ومسندي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *