روايات

رواية هجران رحيل الفصل السادس 6 بقلم شامة الشعراوي

رواية هجران رحيل الفصل السادس 6 بقلم شامة الشعراوي

رواية هجران رحيل البارت السادس

رواية هجران رحيل الجزء السادس

هجران رحيل
هجران رحيل

رواية هجران رحيل الحلقة السادسة

جاءت “رحيل” من الخارج تحمل بيدها بضع أكياس، فجلست بجانب جدها بأرهاق وتعب شديد، ثم قالت:
– الله يخربيتك ياندي بهدلتينا معاكى.
جلست بجانبها “نور” وقالت بنبرة مرهقة:
– الواحد خلاص مش قادر ورجليا مش حاسه بيها من كتر التعب.
جاء الجد وجلس إليهما وقال:
– مالكم بس ياقمرات.
أجابته “رحيل” قائلة:
– البت ندى لففتنا محلات مصر كلها علشان تشترى فستان وفى الاخر الهانم معجبهاش أى حاجة.
– طب وأنتى ونور اشتريتم ليكم حاجة.
أردفت “نور” وهى تخرج من إحدى الأكياس ثوب جديد بلون اللافندر، وقالت بنبرة فرحة كالأطفال:
– بص ياجدو شكله حلو ازاى.
نظر إليها وقال بحنية:
– شكله حلو ياروحي وطبعا هيحلو أكتر لما تلبسيه و تتهنى بيه، ثم أضاف:
– وأنتى يارحيل جبتي ايه.
– جبت نفس فستان نور بس اللون مختلف.
الجد: – مبارك عليكم يلا قوموا اطلعوا غيروا هدومكم وبعدين انزلوا علشان نتغدا مع بعض.
نهضت “رحيل” من مكانها وهى تقول بتثأوب:
– مش عايزة أكل، أنا هطلع أنام لأن خلاص فصلت ومابقتش قادرة أقعد ثانية واحدة.
تحدثت “نور” وقالت:
– وأنا كمان هطلع أنام ومحدش يصحيني من هنا لبكرا.
تحدث الجد قائلاً:
– اتغدوا الأول يابنات وبعدين ابقوا ناموا زي ما أنتم عايزين.
أردفت “رحيل” وهى تهم على الذهاب:
– مش عايزين نأكل.
ثم غادرت مع ابنة عمها التى قالت هامسة:
– بت يارحيل أنا عايزة أقولك على حاجة.
– حاضر بس أروح أنام الأول وبعدين لما أصحى قولى كل اللى نفسك فيه.
– خلاص ماشى.
قابلهم العم “سليم” وهم يصعدون على الدرج فتبسم قائلاً:
– ازيك يانور عاملة ايه ياحبيبتي.
قالت الأخرى مبتسمة وهى تضمه:
– الحمدلله بخير ياعمو طمني على حضرتك.
أجابها وهو ينظر لابنته فقال باسماً:
– بخير ياقلب عمك.
ألقت “رحيل” نظرة خاطفة حزينة إليه ثم قالت:
– أنا رايحة أوضتي.
بعد أن غادرت طأطأ الآخر رأسه بحزن فهو مهما حدث لا يحب أن يرى ابنته وحيدته حزينة بهذا الشكل منه، فربتت “نور” على ذراعيه وقالت برقة:
– متزعلش ياعمو، أنت عارف بنتك بتزعل على طول لكن قلبها أبيض وهتيجي تصالحك.
قبل جيبنها وقال برفق:
– ماشى ياحبيبتي روحي ارتاحيلك شوية.
-حاضر.
************************************
فى المساء
وخاصةً على سفرة الطعام جلس “مازن” قبل أن يجلس الجميع، وصاح عالياً :
– ياعالم ياللى فى البيت فين الأكل أنااااا جعاااان.
جاء “هشام” وجذب مقعد له وقال بنفس اللهجة:
– ياعمتوووو فين الأكل بجد حرام عليكم اللى بتعملوه فيا.
أقبلت “حنان” نحوهما وهى تقول متعجبة:
– مالكم فى ايه، ما الأكل خلاص هيتحط أهو، وبعدين أنتم ليه قعدوا على السفرة دلوقتى هااا.
أردف “مازن” بجوعٍ:
– هنعمل ايه بس ياعمتو ما اصلنا جعانيين أوى ومحدش فيكم حاسس بيا.
فقال الآخر:
– والله أنا مش قادر خلاص هموت من الجوع.
مسدت “حنان” على شعره وقالت بحنية:
– بعد الشر عليك من الموت ياحبيبي دقيقة والأكل هيكون جاهز، وبعدين هو أنتم ماكلتوش حاجه فى الشغل تصبركم شوية.
تحدث “مازن” بضيقٍ فقال:
– هو الواحد عرف يأكل ولا يعمل حاجه بسبب ابنك المستفز.
– ليه بس عمل فيكم ايه تاني النهاردة.
تفوه “هشام” بنبرة مستعطفة:
– يرضيكى ياحنون اللى ابنك عمله فينا دا منع عننا الأكل ودخول الحمام كمان.
– ودا ليه كدا.
أردف “مازن” قائلاً:
– علشان معندهوش دم، ابنك ياست الكل طلع عين اللى جابوني فى الشغل النهاردة متقوليش يمكن ضرته وأنا معرفش.
بينما الآخر قال منزعجاً:
-اسكتى ياعمتو الله يسترك دا كأنه بينتقم مننا وكأن مفيش غير هشام ف ام الشركة دى اللى بيرصد الحسابات كل شويه هشام شوف ملف الحسابات وعدله هشام مش عارف الحسابات مالها هشام أنت نسيت تكتب معرفش ايه كل حاجه هشام هشام لحد ما أتخنقت.
ضحكت “حنان” وقالت بطيبة قلب:
-معلش ياحبايبى حقكم عليا دا مفيش أطيب من مراد والله.
أردف “مازن” مستهزئاً:
– اه أنتى هتقوليلى دا طيب بشكل من كتر طيبته خلاص قربت أموت دا ياساتر بنادم لا يطاق.
جاء “مراد” من ورائهما وقال:
– بتقول حاجه يازفت.
– مابقولش مابقولش أنت ع طول كدا بتيجى ف الوقت الغلط.
تحدث “هشام” بضيقٍ فقال:
-ماله دا هو هيمنع عننا الكلام كمان هنا ولا أي.
اقترب منهما “مراد” وقال محذراً:
-عرفيين لو محطتوش لسانكم جوا بوقكم مش هيحصلكم كويس وبالذات السوسه التانى اللى جنبك.
نظر إليه “مازن” فقام بكتم فاهه بيده وقال:
-بص أنا ساكت أهو وأنت اللى بتجر شكل.
– بقى أنا اللى بجر شكل يبتاع سوزى عارف يامازن لو لمحتك قدم مكتبى تانى هعمل فيك اي.
دن “هشام” منه وسأل مستفسراً:
– هتعمل أى ها ها قولى وأنا مش هقول صدقني.
تحدث “مراد” وهو ينظر نحوه بطرف عيناه فقال ساخراً:
– اه ما أنا عارف أنك مش فتان ولا هتقول لحد.
نادت “حنان” الجميع قائلة:
-يلا ياجماعة الأكل جهز.
بعد مرور بضع ثوانٍ تسأل “أدهم” قائلاً:
– أومال البنات فين هما مش هياكلوا معانا.
اجابه “الجد” :- هما نايمين ومش هياكلوا.
تفوه “مازن” قائلاً:- أنا هطلع اصحيهم.
الجد:-لا ماتطلعش هما مش هيقوموا دلوقتى علشان تعبانين سيبهم يناموا براحتهم.
تحدث “مراد” بنبرةً قلقلة فقال:
– تعبانين !…أنا هطلع أشوفهم.
“الجد”:- يابنى أقعد مفيش فيهم حاجة هما بس كانوا ف المول طول النهار ف حبوا أن هما يرتاحوا شويه ويلا كلوا بقى.
*******************************
فى الصباح الباكر…
دق جرس المنبه فانزعجت “رحيل” فقامت بفصله وأكملت نومها مجدداً، لحظات وولج إليها شقيقها فقام بالمناداة:
-ريرى ياريرى يلا قومى كفاية نوم لحد كدا.
تفوهت بضيقٍ قائلة:
-ياربى هو الواحد مايعرفش ينام ف ام البيت ده.
-اشحال أنك أول واحدة نايمة فى القصر كله.
شدت الغطاء على وجهها وقالت بنبرة ناعسة:
-بص هما شوية صغيرين وابقي صحيني ماشى.
أصر “مازن” بأن يُقظها فسحب الغطاء من عليها وقال محذراً:
– والله لو ماقومتى هروح انادى نور وأنتى عارفه طريقتها الرخمه لما بتصحي حد.
نهضت “رحيل” ثم قالت بضجر:
– يووووه أهو قومت ارتحت بقى.
تبسم الاخر وقال:
-ايوة ياريرى هنزل أنا بقى استناكى تحت سلام.
بعد خروجه همست قائلة :
-والله رخم، بعد ما أنهت جملتها لمحت هاتفها يُضئ بالإتصال فجذبته إليها وقامت بالرد على المتصل.
فاتاها صوت “سامر” الذى تحدث بنبرة ودودة:
– صباح الخير على أجمل بنت فى الدنيا وحشتينى.
فقامت الاخرى بعدل جلستها ثم قالت بخجل:
-وأنت كمان ياسامر.
– من وقت ما سفرت و أنا والله زعلان أنك مجتيش معانا، كان نفسي تكونى موجوده جمبي.
– معلش ياسامر ما أنت عارف أن أنا كان نفسى أوى اكون معاك.
أجابها الآخر وهو يمسك بيد تلك الفتاة الجالسة بجانبه فقال:
– معلش ياقلبى نبقى نعوضها بقا لما نتجوز.
-أكيد طبعآ.
تحدث “سامر” بلطافة مصطنعة:
-اكيد يارورو اسيبك أنا بقى ياحبيبتى وهبقى اكلمك تانى تمام.
– تمام .
بعد ما أغلق “سامر” معها، فنظرت إليه “مرام” الجالسة بجانبه وقالت بضيقٍ:
-أنا مش عارفه هفضل مستحمله المسرحيه دى لحد امتى.
– خلاص ياقلبى هانت وهناخد اللى احنا عايزينه منها فاصبرى شوية كمان.
دنت نحوه “مرام” أكثر فقامت بتحريك أزرار قميصهُ بتلاعب :
-حبيبى ياسمورة أنت طبعا عارف أنا بحبك قد ايه صح.
أجابها بنبرة مزيفة:
-طبعا ياقلبى عارف وأنا كمان بحبك، ألا قوليلى أنتى بتعملى كدا ليه مع رحيل مع أنها كانت صحبتك، يعنى أنا مثلاً بحاول اقرب منها علشان فلوسها لكن أنتى ايه سببك.
تحدثت “مرام” بحقدٍ واضحٍ:
– أنا عمرى ما حبيتها أنا بكرهها اوى.
-بتكرهيها!.
رددت عليه بكل غيرة وحقد وحسد:
– ايوة بكرهها علشان عندها كل حاجه وأنا لا، عندها حب أصحابها وعندها عيلة وأخوات بيحبوها وبيتمنوا ليها الرضا ترضى، لكن أنا أهلى محدش منهم بيهتم بيا ولا بيسألوا عنى ومش فارقه معاهم كأني مش بنتهم، ودا غير أن هى عندها فلوس كتير وكل حاجه ليها مجابه وكل اللى بتعوزه بيجيلها لحد عندها لكن أنا بقعد اتذل للناس علشان حتى الاقى مكان أسكن فيه أو الاقى أكل حلو اكله،،
اشمعنا هى عندها كل حاجه وغيرها لأ أنا بكرهها أوى فوق ماتتخيل، دا أنا حتى ابن عمها اللى من أول مرة شوفته فيها حبيته بجنون وحاولت اقرب منه بس هو رافضنى لانه طلع بيحبها هى هى وبس ليه يبقى عندها كل حاجه وأنا لأ، بس أنا مش هخليها تتهنا بحياتها ابدا وهخلي قلبها يتحرق لما تعرف أن الشخص اللى بتحبه مش بيحبها وبيحبنى أنا وهكسرها بيك،،،
ثم تبسمت ابتسامة تحمل حقد العالم بداخلها.
بينما “سامر” كان يحدق بها بذهولٍ مما تفوهت به، فقال بداخله:
– ياستار استر أنا كنت حاسس أنك بتكرهيها بس مش بالشكل دا أنتى فعلاً أنسانة مريضة والحقد والغل مالين قلبك.
ثم أضاف بخبثٍ : – أنتى فاكرة أنى بحبك أنا بس بتسلى معاكى لأنك واحده رخيصه مش أكتر.
حين نظرت إليه بادلها النظرة بابتسامة عريضة مزيفة.
********************************
بعد مرور نصف ساعة ولجت “رحيل” إلى المطبخ وقد افترّ ثغرها عن ابتسامة رقيقة وقالت:- دادة سعاد صباح الخير ياجميلة.
نظرت إليها “سعاد” بوجه أصفر شاحب من أثر التعب، وقالت:
-صباح النور ياحبيبتى.
اقتربت منها “رحيل” بعد أن رأت شحوب وجهها فقالت بنبرة قلقة وهى تتفحصها:
– مالك يادادة أنتى كويسه.
ثقلت حركة الدادة فأخذت تجر قدميها لتجلس على أقرب مقعد قبل أن يختل توازنها، ثم قالت:
-أه ياحبيبتى أنا كويسه وزى الفل.
– كويسه فين بس دا أنتى شكلك تعبانه أوى.
– متقلقيش يابنتى.
رددت عليها بقلق قائلة:
– أزاى بس مقلقش عليكى ياحبيبتى استنى هنادي ع حد من برا يجى معايا نوديكى المستشفى.
ذهبت “رحيل” إلى زوجة عمها وجاءت بها إلى المطبخ، فولجت معها وهى تقول:
-فى ايه يارحيل خضتيني يابنتي.
-دادة سعاد تعبانه تعالى نوديها المستشفى.
اقتربت “حنان” وهى تتفحص حرارة الدادة ثم قالت:
-مالك ياسعاد ايه اللى تعبك.
-مفيش والله ياهانم هو بس شوية إرهاق مش أكتر ورحيل مكبره الموضوع.
-شكلك بيقول غير كدا، قومى معايا خلينا نروح عند الدكتور يكشف عليكى.
تفوهت “سعاد” بنفس متثاقل فقالت باعياء:
-والله ياجماعه أنا كويسه ملهوش لازمه أروح فى حته.
أردفت “رحيل” بأعتراض:
-لا يادادة احنا لازم نروح نطمن عليكى.
-لا مش هروح ف حته الله يرضى عنكم هو بس شوية أرهاق مش اكتر.
ربتت “حنان” على كتفها بطيبه:
– خلاص يادادة مش هنروح ف حته بس هتقومى دلوقتى تروحى وتاخدى أجازة لحد ماتبقى كويسة
-لا مش هاخد أجازة أنا كويسه اهو قدامكم.
-لو سمحتى أنا مش عايزة اعتراض احنا أهم حاجه عندنا راحتك وصحتك متنسيش أنك واحده مننا وبنخاف عليكى.
أجابتها الأخرى قائلة بقلة حيلة:
-حاضر هعمل اللى يريحكم.
ضمتها “رحيل” برفق ثم قالت بلطافة:
-خلى بالك على نفسك ياحبيبتى ولو حسيتى بأى تعب كلميني اتفقنا.
– اتفقنا. ثم ذهبت إلى بيتها لتنعم بقليل من الراحه.
******************************
كان “أدهم” يرتب بدلته الرسمية التى سيذهب بها إلى العمل، فدق باب غرفته فسمح للطارق أن يدخل ظناً بأنها شقيقته، ولكنها كانت هذة “نور” التى ولجت إليه وقالت مرتبكة:
– أدهم فاضى.
تعجب لوجودها فتلك هى مرتها الأولى التى تأتي بها إلى غرفته فقال هو:
-مش أوى يعنى، أصل كنت بجهز علشان عندي شغل ضروري.
همت على الخروج:
-خلاص هبقى اجيلك وقت تانى.
أوقفها “أدهم” وهو ينظر إلى ساعة الحائط وقال:
-استنى لسه فاضل معايا شويه وقت قولى عايزة ايه.
أجابته “نور” بتوتر:
-كنت عايزة أقولك ع حاجه مهمه.
-اتفضلى يانور.
نظرت إليه وقد الجم الخجل لسانها فشعر هو بتوترها فقال بلطف:
-ممكن تهدى كدا وتبطلى توتر أنا والله مش بعض أتكلمى يانور.
تفوهت “نور” بحياء فقالت:- يعنى اتكلم عادى.
تبسم ” أدهم ” على كلماتها فقال بمرح:
– أومال أنتى جايه علشان تسكتى.
أخذت نفس عميق وقد تشجعت قليلاً فقالت بنبرة متقاطعة:
– أدهم أنا…أنا بحبك.
تصنم الأخر مكانه من هول صدمته ومن أعترافها المفاجئ والجريئ الذى لم يتعاهده منها من قبل، فأكملت حديثها قائلة بخجل مفرط:
-أنا بحبك من زمان أوى ومن لما كنا صغيرين وكنت خايفه أني اعترفلك بمشاعرى لتأخد عني فكره وحشه بس صدقنى أنا مقدرتش اخبى مشاعرى عنك اكتر من كدا.
صاح “أدهم” صيحةً مفزعةً جعلتها تتراجع بخطواتها إلى الخلف قليلاً، فقال هو:
-أنتى اتجننتى يانور أزاى تقوليلي كلام زي ده.
أجابته فى تأثر وحزن فقالت:
-أنا متجننتش أنا فعلاً حبيتك من كل قلبى و خوفت أنك تضيع مني.
حدق بها “أدهم” ونطق قبل أن يفقد صوبه عليها:
-اطلعي برا مش عايز أشوفك قدامى تانى ولا عايز أسمع الهبل ده منك أنتى فاهمه يااستاذة.
سارت بخطوات بطيئة ثم وقفت أمامه وقالت باكية:
-أدهم أرجوك افهمني أنا بحبك والله ومستعده اعمل أى حاجه علشانك.
تفوه “أدهم” فى تشنج وعصبيه بالغة:
-وأنا مش بحبك و اقسم بالله يانور لولا أنك بنت عمى كان هيبقى ليا ردت فعل مكنتش هتعجبك ولو اللى حصل دا اتكرر تانى لهتشوفى منى وش مش هحب أنك تشوفيه لأنك وقتها هتكرهينى بجد.
ثم قام بدفعها خارج غرفته، فوقعت على الأرض بأنهيار وقد أغرقت الدموع وجهها، ثم انخرطت فى بكاء مرير كاد يمزق قلبها، وفى تلك اللحظة كرهت نفسها بشدة بسبب أعترافها بمشاعرها، فهى الآن أخطأت بفعلتها كثيراً فى حق نفسها وكرامتها،،
فقد تأكدت الآن أن حبها كان من طرف واحد وليس كما كانت تظن، فقالت متالمة:
– أنا أتسرعت ومكنش ينفع أني اعترفله بحبي هو اكيد دلوقتى بقى شايفنى واحدة رخيصه بتعرض نفسها عليه، أنا لازم انسااه ومفكرش فيه بعد كدا.
الحب من طرف واحد مذلة!
فأعرض قلبك عن من أحببت و لا تتسول الحب.
**************************************
بعد قليل هبط “أدهم” من على الدرج مسرعاً، فكان يتضح على وجهه علامات الضيق والانزعاج، نادته “رحيل” لكنه لم يستجيب لندائها:
– ماله ده كمان مابيردش ليه شكله متعصب على الآخر، ياترى ايه اللى حصل معاه.
ظلّت تُحدث نفسها ولكن قاطعها صوت ذاك “المراد” الذى تبسم قائلاً:
– بتكلمى نفسك زي المجانين ليه.
أستدرات باتجاهه وقالت منزعجة:
-أنا مش زى المجانين وبعدين أنت جاى تتكلم معايا ليه اصلا أنا مش بكلمك.
همت على الذهاب لكنه اعترض طريقها ممسكاً بيديها الرقيقة وقال معتذراً:
– رحيل أنا آسف.
تسمرت فى مكانها من صدمتها فقالت متعجبة:
– أنت قولت اي !.
ارتسمت ابتسامة ساحرة على محياه ثم قال:
-أنا آسف يارحيل وبعتذر منك على كل تصرف سيئ عملته معاكى.
حدقت “رحيل” به فهى الآن مندهشة كثيرآ من التغير الذى طرأ عليه، فقالت بذهولٍ:
-هو دا بجد يعنى هو أنت بتقول آسف وبتعتذر زينا .
انفرجت شفتاه عن ابتسامة عذبة ثم قبل راحت يدها بكل حب ورفق وقال بود:
-أنا عارف أني زعلتك مني كتير بس مكنتش اقصد أنا بس كنت خايف عليكم وكنت خايف لحد يأذيكم، رحيل أنتى متعرفيش قد ايه أنتى غالية ع قلبى فحقك عليا متزعليش مني.
عُقد لسانها وذاب قلبها وأصبحت ساقيها غير قادر على التحرك، حين دن منها أكثر وقبل مقدمة رأسها برقة بالغة، وهو لازال ممسكاً بيدها، ثم نظر إليها نظرة طويلة أخجلتها، بينما هى ثبتت عيناها فى عيناه الرمادية التى سحرتها فقد بُهتت من جمال ملامحه الرجولية، فقالت فى نفسها:
– يخربيت حلاوتك دا أنت طلعت جميل بشكل لا يوصف.
مال بجسده قليلاً ليهمس فى أذنيها قائلاً:
-عارف أنى حلو يابنت عمي.
افتر ثغرها بذهولٍ كيف علم بما حدثت به نفسها، فأكمل حديثه وهو يداعب أنفها:
-بس مش احلى منك ياقطتي، ثم أبتعد عنها وتركها فى حيرتها.
أدركت “رحيل” صدمتها وشرودها ثم قالت بعدم تصديق:
-قطتك!.
ثم سرت فى نفسها فرحةٌ غامرةٌ لم تشعر بها منذ زمن، فقامت بوضع يدها على موضع قلبها فلاحظت نبضاته السريعة فقالت هامسة:
– أنت بدق بسرعة كدا ليه.
بينما هو كان يقف بعيداً ينظر إليها بحب وعشق ليس له مثيل.
💙 يا مالكة قلبي 💙
قــــالوا عنكِ انكِ ســــــــــــر عذابى
قلت احــــــبك ولو كان فيكى نا.. ري
قالوا عشقت الوهم فيكِ وانتى كل أوهامي
قلت فيكِ الوطن ولقيت فيكِ أحلامي
قالوا قد رضيت الــــهوان لقلــــــــــبك
قلت بدونكِ يكون هواني
قالوا أين عقلــــــــــــــــك
قلت وما بال عقلي وقلبي لا يرضي سواه
قالوا أسكنت قلبك فوق الخيال
قلت ذاك أفضل أن أحيا بقلب خالي
قالوا جعلت هـــــــــواك على قمة بركا..ن
قلت الحب بستان من الجنان
قــــــــالوا وقـــــــــالوا وقالــــوا قلت كفى فأنا عاشق لها…
ومن هنا يبدأ القدر بألقاء كلمته الأخرى!.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية هجران رحيل)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *