روايات

رواية جحيمي الأبدي الفصل الأول 1 بقلم فريدة الشناوي

رواية جحيمي الأبدي الفصل الأول 1 بقلم فريدة الشناوي

رواية جحيمي الأبدي البارت الأول

رواية جحيمي الأبدي الجزء الأول

جحيمي الأبدي
جحيمي الأبدي

رواية جحيمي الأبدي الحلقة الأولى

_عروستنا؟!.
ضحكت تقوىٰ لحظتها وقالت
= أيوه عروستنا، ولا تحبي أجولك يا عروسة أخوي؟
عقلي لحظتها كان أصغر من إنه يستوعب جُملتها، وقلبي كان بيدعي بكل ما يمتلكه من قوة، إنه يكون كابوس.
وقتها كُنت أضعف من إني أكون أسيرة لأفكاري، واستسلمت للإغماء، جايز يكونلي نجدة وينتشلني من مصير محتوم.
‏فتحت عيوني، لقيت كل أهل البيت حواليا، ووقتها عيوني كانت بتدور علىٰ شخص واحد، وهو بابا، علىٰ أمل إنه يكذب اللي سمعته، ويقول إنه مُجرد كلام.
‏لوقت ما سمعت صوته، _غزل أنتِ كويسة؟
‏_محتاجة اتكلم مع حضرتك شوية.
‏سندني لأجل إني اقوم، وطلعت معاه علىٰ الأوضة، اللي من المُفترض إنها أوضتي من وقت ما جيت هنا
‏_أنا عايزة أفهم أيه اللي بيحصل هنا؟
وقف لكي ‏يغلق الباب بهدوء، وثم وجه نظره لتلك الجالسه الذي شحب لون وجهها
_غزل أنتِ عارفة أن النار قايدة بيني وبين جدك وعمامك من زمن، من قبل حتىٰ ما أنتِ أو أختك تيجوا الدنيا، نار اتكوينا بيها أنا وأمك، والنار دي جالها وقت وبقت لازم تنطفي.
‏_ مش فاهمة حضرتك تقصد ايه؟
‏_ جدك طلب إيدك لنوح ابن عمك.
شحب لون وجهها كشحوب الاموات وهتفت صارخه
‏_أيـــــــه!! مُستحيل!! لا يا بابا عشان خاطري لا متعملش فيا كده.
‏_عشان خاطري أنتِ المرة دي وافقي، أنتِ اللي بإيدك تنهي الخلاف القايم بينا، وترجعي الود من تاني.
‏_وعلي يا بابا، علي؟
‏_ علي مات يا غزل، فوقي بقىٰ علي مات، وعُمرك اللي بيتسرق من بين إيديكِ ده؛ هتندمي بكره عليه.
‏قال جُملته الأخيرة وقلبي يكاد يتوقف من الالم ،نظرت الي ابيها بعيون دامعه تترجاه لكي يوقف تلك المهزله التي تحدث ولكنه نظر اليها بانكسار وخرج من الغرفه باكملها لم تلقي تلك الجالسه علي الارض مفر غير البكاء
‏___
‏اردفت بعيوني مرات عديده ، ولقيت كـ العادة الليل حان اوانه، معرفش أمتىٰ النوم زار عيوني، وإزاي نمت، قُمت بهدوء فتحت الفون، ودخلت علىٰ صور معينة، وهي صور علي، اردفت بكل حسره وبكاء
_ النهاردة الذكرىٰ التالتة لأخر مرة لمحت طلتك فيها، ٣سنين مروا علىٰ قلبي وكأنهم ٣٠ سنة، جايز يكونوا مش مروا بشكل هين أبدًا، بل والله أثرهم اتحفر في روحي قبل شكلي، الحزن أخد مني وطفاني، أنطفيت لدرجة أن مبقتش قادرة اتعرف علىٰ نفسي، وكبرت عُمر فوق عُمري، عقلي رافض يتقبل فكرة غيابك، وعايش علىٰ انتظارك، حتىٰ لو الكُل أجمع أنه ده شيء مستحيل، بس شكلي بدأت أصدق إنه فعلًا مستحيل.
دموع تلك المسكينه الجالسه علي الارض وتبكي ، وسكنت صورته اللي في إيدي
_ بيقولولي إني لازم أعيش وأكمل؛ جايز وقتها ألاقي اللي يداوي الجرح اللي سببه غيابك، لكن واثقة إن مهما حاولت جرحك هيفضل جوايا بينزف، وملهوش حتىٰ علاج غير إن أكون معاك.
مسحت دموعي بأطراف صوابعي
_ خايفة أجازف، وخايفة كمان أفضل مكاني والعُمر يمر بيا وأنا لوحدي، عايشة علىٰ ذكريات، هتيجي في يوم وتضعف ومتقدرش تسندني.
سكتّ للحظات وكملت _ خايفة أن الوحدة يجيلها يوم وتنهش فيا، وملاقيش وقتها إيد أتحامي فيها.
وبدموع بدأت تتسابق، واردفت بنبرة كاسيها الكسرة
_ طب ليه سبتني، مش قولت بتحبني، ليه سبت الدنيا تهدني ليه؟
_ رغم غيابك خايفة أوجعك، رغم إنك واجعني بيه سنين، وخوفي عليك خلاني خايفة حتىٰ أعيش، بس أنا بحبك، والله بحبك، ولو بس إشارة منك هستناك، إشارة بس تقول إنك موجود، وتكدب كل اللي قال مستحيل، بس إزاي وهو فعلًا مُستحيل.
____
_ لكن أنا مش عايزة أتجوز.
اتنهدت تنهيدة بسيطة، ووقفت تقلب الأكل على النار وبدأت تقول
_ يا بنتي الوحدة بردها جاسي، ونومتها ناشفة، ولياليها عُمرها ما كانت هينة أبدًا، الوحدة لُجمتها مُرة، وضحكتها باهتة، وأيامها بلا طعم.
التفتت ليا من جديد وكملت وهي بتقول
_ والأصعب وأصعب أن بردها يسكن جلبك؛ ويخليه يرتچف، لكن من غير ما يلاجي حد يضمه ويدفيه.
سكتت للحظات، من بعدها اردفت بنبرة ساكنها الحُزن
_ الوحدة ضريبتها كبيرة، يكفي إن في فرحك مش هتلاجي اللي يشاركك فيه ويفرحلك، وفي حزنك مش هتلاجي اللي يهونه علىٰ جلبك.
طلعت بره المطبخ، ووقفت قدام الصورة المتعلقة، بـ عيون الدموع متدارية فيها، ونظرة مخبية جواها كم من الألم، والندم
_ ويكفي إنك هتتحرمي من جاعدة رايجة وجت العصاري مع كوبايتين شاي بالنعناع، وضحكة صافية ولمسة دافية، تنسي جلبك شجا الحياة وتهونه، ويوم ما تتعبي مش هتلاجي غير نفسك تتسندي عليها، ويوم ما تخافي مش هتلاجي إيد تضمك وتتحامي فيها، مش هتلاجي غير نفسك اللي بتستقوي بيها، ويوم ما الضعف يخبط على بابك، ويجيلك يوم وتُجعي؛ مش هتلاجي اللي ياخد بيدك ويجومك من تاني.
طبطبت علىٰ كتفي بحنان، واردفت
_ نصيحة مني يابتي، وأنا أكتر واحدة شافت الوحدة، واتكوت بمُرها، متستهونيش بيها، وتحبسي نفسك في سچن ضلمة كُل مادا هيضيج عليكِ وهيخنجك، أمسكِ في الفرصة، وإياكِ تضيع من يدك؛ لأن لو ضاعت، هتعيشي عمرك كُلياته ندمانة عليها.
_بس نوح ده؟
_ اطيب خلج الله، وجلبه كيف الحليب الصافي، بس اللي يعرفه.
____
_ كُنتِ فين يا غزل؟
_ كُنت عند عمتو صالحة يا تقوىٰ.
_عمتك صالحة أطيب من فينا والله.
_تقوىٰ هو الانسان بيتجوز ليه؟
مسكت إيدي، وشدتني علىٰ أوضتها، وقالت
_تعالي أما اجولك، الإنسان يا ستي بيتچوز عشان يلاجي اللي يتسند عليه، ويميل علىٰ كتفه عشان يلاجي اللي يشاركه حلوه وجبلها مُره، عشان يلاجي الحُب يا ضي.
_هو أنتِ حبيتِ قبل كده؟.
_الأيام بينا كتير، والحكاوي أكتر، وهتعرفيني أكتر من أي حد إهنه.
ابتسمت وسكتّ، وكلام عمتي صالحة، وتقوىٰ، وبابا، بدأ يشغل جزء كبير من تفكيري.
____
قولتله بتوسل
_بابا أنا مش هقدر صدقني.
_ وأنا معنديش كلام غير اللي قولته يا غزل.
_ هتجوزني لواحد همجي، مفيش بينا غير المشاكل من وقت ما شوفته.
_نوح تربية إيد جدك، وأنا واثق إن ابويا هيطلع زينة الشباب.
اردفت بعصبية
_ مش عايزاه، مش عايزة اتجوز.
وقتها اتعصب، وشخط فيا وهو بيقول_ كلمة كمان يا غزل وهعرفك شغلك، سامعة، كلامي وبس اللي هيتنفذ، وفرحك علىٰ ابن عمك يوم الخميس الجاي، سامعة.
سابني وكـ العادة ملقتش حل ينجدني غير البُكا.
___
من بين كم هائل من أصوات الزغاريط وضرب النار كُنت حاسة إني مُغيبة تمامًا عن الواقع، عُمري ما جه في بالي يوم أن اسمي هيرتبط بحد تاني غير علي، ومش بس كده لا كمان بشخص من أهل والدي في الصعيد، اللي بـ مُجرد بس ذكر اسمهم؛ البيت بتسكنه الربكة
قربت مني مرات عمي حسن، وهمستلي وهي بتقول
_ أضحكِ يا غزل، ووري الخلج إنك فرحانة بولد عمك، إحنا في غنىٰ يا بتي عن أي كلمة ماسخة.
_ مش قادرة يا مرات عمي، مش قادرة.
_ صدجيني يابتي نوح زينة الشباب والله، يكش هو بس عصبي حبتين، لكن غلبان والله، وأحن من في الدار.
_ أنا من يوم ما جيت وأنا مش بيجمعني بيه غير مشاكل، ومشوفتش فيه ريحة الحنية.
_ بكره الأيام تثبتلك كلامي، بس دلوك جومي هيصي مع اخواتك، وكيدي آمنة، عشان دي بالنسبة ليها حُزنك فرحتها.
تقوىٰ قربت مني، وشدتني عشان أشاركهم الرقص، وده تحت نظرات آمنة، اللي بتكون أم لـ نوح، وباقي ستات البلد، وبالفعل حاولت اتناسىٰ وضع الإجبار إللي أنا مأسورة فيه، وبدأت أرقص وأتمايل مع البنات، وأنا بحاول في رسم ضحكة وهمية علىٰ ملامحي.
لوهلة حسيت أن طاقتي استُنزفت في الدوشة إللي حواليا، وإني مش محتاجة غير إني أكلم نور، فانسحبت بهدوء، في محاولة إني مخليش حد يلاحظ غيابي، ووقفت في رُكن كان إلى حد ما أهدىٰ، بيطُل شباكه علىٰ جنينة الدوار، إللي كان شغال فيها وقتها فرح العريس؛ نظرًا لعاداتهم وانفصال فرح العريس عن العروسة.
_ علي يا نور أنا بخون علي، مش قادرة اتخيل إني لابسة الفستان لـغيره، وكلها دقايق وأبقىٰ علىٰ ذمة واحد تاني، ميجيش في علي ربعه، حقيقي الفرق بينهم فرق السما عن الأرض، تعرفي مع كُل زغروطة منهم بحس وكأن روحي بتعافر عشان تخرج وتسيبني، وقلبي بيرتجف أثر خوفه، حاسة وكأني في حلم، لا حلم أيه ده كابوس، وياريت افوق منه والاقيني في حضن ماما، ماما اللي عاندتها، وصممت علىٰ جيتي هنا، وياريتني سمعتلها، وفضلت في حضنها.
_ يارتني جمبك يا قلب نور، يارتني جمبك يا عيوني، بصي يا غزل عايزاكِ تقوي، أنتِ طول عمرك قوية، وخليكِ متأكدة أنك أغلىٰ شيء على قلب بابا، وعُمره ما هيفرط فيكِ بالساهل، وإن طالما اختارلك ابن عمك، يبقىٰ مُتأكد مليون في الميه إنه هيصونك، وهيشيلك في عيونه، ده أنتِ ضي عيونه يا غزل.
_ يجوز من بره أبان هادية، لكن وربي قلبي بينفطر من بُكاه.
وقعت عيوني لحظتها على دخوله، وقلبي سكنته الربكة، أول ما لمحت طلته بفرسه الأبيض، وجلبابه الصعيدي الأسود، إللي موجود من فوقيه عباية بنفس اللون، ولكن داخل الدهبي ما بين تفاصيلها، أما عن كتافه فـ مزينها بشال ضايف لجمال طلته، أما عن شعره فكان ساكن تحت عمامته.
وقتها عيوني مكانتش قادرة تتشال من عليه، لدرجة إني نسيت خالص نور ومكالمتها ليا، وتركيزي بس كان معاه، ومع رقصته بفرسه علىٰ المزمار الصعيدي، تحت أصوات طلقات النار إللي كان ساكنة كُل جزء من المكان.
وأول أما مسك سلاحه، ووجه عيونه لفوق عشان يضرب نار، وقعت عيونه علىٰ عيوني في لحظة خلت قلبي يزيد ربكة فوق ربكته، ولوني وقتها اتخطف واتبدل ولا كأنه اعترفلي بحُبه مثلًا.
أول ما دخلت تقوىٰ جريت عليا وقالت
_ كُنتِ فين يا عروسة، وسايبة فرحك عاد؟
_ معلش نور كانت بتكلمني تتطمن عليا؛ عشان تطمن ماما.
_ طب يلا تعالي عريسك وصل تحت، والمأذون كُمان مستني.
غمضت عيوني للحظات، في محاولة لتجنب النغزة إللي سكنت قلبي مع جُملتها، من بعدها قُلت_ يلا.
كانت أصعب دقايق بتمر علىٰ قلبي، وأنا فوق سامعة صوت بابا بيردد كلام المأذون، ومن بعدها العريس، وشوية وبابا طلع ليا بالأوراق، وقتها وجهت نظري ليها بنظرة ساكنة الدموع فيها، قرب وهمسلي
_ صدقيني هيكونلك خير عوض لقلبك، وهتكونيله ضي عيونه، ثقي فيا المرة دي كمان، والأيام هتثبتلك أنه هيشيلك في قلبه قبل عيونه.
وقتها دموعي بدأت تهرب من عيوني، وكأنها تعبت من العناد، وبالفعل في المرة دي محاولتش أبدًا امنعها، وقتها
بابا ضمني لحُضنه لدقايق، لوقت ما السكينة نزلت بقلبي إلى حد ما، بعدها خرجت من حُضنه، ومسكت القلم، وفضلت للحظات موجهة نظري لصورته الموجودة جمب صورتي، وكأني بتأمل تفاصيله، في محاولة لإقناع قلبي بالأمر الواقع وتقبله، وأخيرًا مضيت، من بعدها باس بابا جبيني، ونزل بالورق، ولحظات وسمعت جملة انتظرتها لسنين، ولكن مش مع الشخص ده أبدًا، انتظرتها مع علي، وكانت هي “بارك الله لكُما وبارك عليكُما وجمع بينكُما في خير”.
وكأني من بعدها بقيت مغيبة عن أصوات الزغاريط، وطلقات النار، إللي ساكنة المكان من حواليا.
من بعدها طلع، واستقبلته تقوىٰ على الباب، وهي بتقول
_ تعالىٰ يا نوح، تعالىٰ يا جلب أُختك، أما اوريك ست العرايس.
شدته من إيده، لوقت ما قربته مني، وجه عيونه لعيوني للمرة التانية، فـ بعدتها بسُرعة عنه، وبصيت لمكان تاني، في محاولة لأني أداري الكسوف اللي ساكن لـ ملامحي.
تقوى قالت
_ وه!! مش هتضمها لحُضنك إياك، وتحب علىٰ راسها كيف ما بيعملوا العرسان ولا أيه.
رديت بسرعة قبل ماهو ينطق، وقُلت
_ لا مش وقته يا تقوىٰ.
_ عتتكسفي إياك.
قُلت بصوت واطي مهموس علىٰ اعتقاد إن محدش هيسمعه
_ لا يدوبك بس بكره اليوم إللي شوفت خلقتك فيه.
اتفاجأت وقتها بإنه سمع، ورد بنفس الهمس وهو بيقول
_ لا وأنتِ الصادجة، شايفاني عدوب في دباديبك دوب.
_ماشاء الله شكلك بتلمع أُكر كتير، وحاسة السمع سليمة.
_ طب عدي ليلتك، إللي بتشبه لطلتك السودا عليّ.
لسة كُنت هرد، ولكن قطعني صوت مُهجة مرات عمي وهي بتقول
_ مُبارك عليكم يا ولاد، چدكم بيبلغكم إنه عايزاكم حداه في المِكتب.
وجه ليا نظرة سريعة، ونزل قُدامي، وأنا نزلت وراه علىٰ طول ودخلنا بالفعل لجدي، إلِلي وجه نظراته لينا وقال
_ مُبارك لجلبك يا ولدي فوزه بست البنات وأحلاهم، ومُبارك لروحك يا ضي عيوني فوزها بزين الشباب وسيدهم.
وجهنا لبعض وقتها نظرات تكاد تكون استحقار واستهزاء لكل منا للتاني، بعدها كمل جدي وقال
_ يچوز إن الچوازة تكون مش على هواكم، ويچوز كُمان تكونوا شايفين إن بينكم وبين بعض بلاد، ومعتتفاهموش واصل، ولكن الوجت جادر يثبت لكل واحد منيكم إن لو في حاچة صُح حُصلت في حياته فهي جية التاني ليها، وواثج كُمان إن غزل هتكون الضي إللي هينور حياتك ويزينها، وإن نوح هيكون سند جلبك وعكازه، وأكتر من يخاف عليه، واعرفوا زين إن چوازتكم هي لم لشمل كان متفرج لسنين، وأنتم إللي بيدكم تجووه، وأنتم برضك إلِ بيدكم تفرجوه من تاني،، وتشعلوا النار إللي جادت فيه لـ سنين.
سكت شوية، بعدها كمل وقال
_ أنا كتبت الفدانين إللي چمب الوحدة ليكم، ودي هدية چوازكم مني، ولو سألتم نفسيكم عن سبب كتابتي للأرض دي دونًا عن غيرها؛ فالسبب إنها أحب الأراضي لجلبي، يكفي إنها كان فيها أول سجف چمعني بستكم الله يرحمها، واتخلج فيها الود والرحمة بيناتنا، الود والرحمة إللي كانوا سبب في وچودكم أنتم وأهاليكم دلوك.
سكت مرة تانية، وبعدها كمل مرة تانية، وهو موجه كلامه في المرة دي لنوح
_ مش هوصيك علىٰ بت عمك يا نوح، غزل هتكون أمانة في رجبتك، وأنا مِتأكد صُح إنك جدها يا ولدي.
بعدها وجه نظره ليا، وقال
_ وأنتِ يا غزل نوح يتشال في جلبك قبل عيونك، ولد عمك، وچوزك، وعن جريب يبجىٰ أبو عيالك سمعاني يا بتي.
سكت للحظات، وبعدها كمل وقال
_ مش عايز أچلي يحين جبل ما أطمن عليكم، وأشوفلكم عيال وعزوة، يكونوا وصل للي انجطع لسنين.
وفي أخر كلامه قال
_ ربي يباركلي فيكم، وتتهنوا عُمر فوج عُمركم، وتكونوا خير سند لبعضيكم.
أول ما خلص كلامه قرب نوح منه، وباس على إيده، وأنا كمان عملت زيه بالظبط، فطبطب علىٰ كتفه، ومسد علىٰ شعري بحنان قد إيه كان واضح ومحسوس.
بعدها طلعنا على الأوضة، إللي خلاص من المُفترض إنها بقت أوضتنا.
_ يا برودك يا شيخ، من وقت ما طلعنا وأنت عمال تاكل، ولا كأن في مُصيبة ووقعت علينا بجوازة السواد دي.
_ صدجيني الأحسن ليكِ إن أفضل مركز في الوكل أحسن يا حلاوة، عشان لو ركزت وياكِ هتزعلي جوي.
ختم وقتها كلامه بغمزة ربكتني، فكان ردي عبارة عن نظرة مُستحقرة لي، قبل دخولي لتغيير هدومي.
ووقت ما خرجت لقيته علىٰ السرير، ومن الواضح إنه بيستعد للنوم.
_ إيه ده إيه ده؟
_ خير.
_ أنت فاكر نفسك هتنام جمبي هنا ولا إيه، لا فوق كده، ويلا اتكل على الله شوفلك مكان تنام فيه.
_اتخبلتِ في مخك إياك، جال اسيب المكان وأخرچ أشوف مكان أنام فيه ليلة دخلتي، عشان تبجالي فضيحة، تتحاكى بيها بلدنا والبلاد المچاورة كُمان.
_ ماليش دعوة مش مشكلتي أنا، أقولك خدلك مخدة وانزل نام على الأرض يلا.
قرب مني ومسك وشي بإيده، وبنبرة هادية ولكن مُخيفة إلى حد ما قال
_ الأرض دي إلِ هدفنك فيها حية لو معدتيش ليلتك الطين معايا، ولميتِ لسانك إلِ هجصهولك، دِه ومعخليش دَكتور يعرف يخيطه من تاني، وأنا معهددش سامعة ياست الدكتورة.
منكرش وقتها إن الخوف اتملك مني، وبشكل تلقائي سكتّ لوقت ما نام فعلًا علىٰ السرير، ومكانش قُدامي غير إني أنا إللي أخد مخدة وبالفعل كان مكاني الأرض، إللي فضلت فيها اتقلب، والتفكير ملازمني، لوقت ما عيوني راحت في النوم.
صحيت الصبح على ضوء الشمس المُداعب لعيوني، استغربت في البداية المكان، ولكن بعدها استوعبت إللي حصل في اليوم إللي قبله.
دورت عليه في الأوضة، ولكن اتأكدت من عدم وجوده؛ فغيرت هدومي، واتجهت للباب عشان أنزل، ولكن مع فتحي للباب كان هو كمان بيفتحه وداخل.
_ على فين يا هانم؟.

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية جحيمي الأبدي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *