روايات

رواية سدفة الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم آية شاكر

رواية سدفة الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم آية شاكر

رواية سدفة البارت الثالث والعشرون

رواية سدفة الجزء الثالث والعشرون

سدفة
سدفة

رواية سدفة الحلقة الثالثة والعشرون

-وهي ريمان تعرف ايه أصلًا؟
قالها صالح بنبرة حادة، فابتلعت ريناد ريقها وقالت بتوتر:
-متقلقش هي مش عارفه كل حاجه… خلينا نتفق هنقول إيه لو جابت سيرتنا…
صك صالح جبهته وقال بحدة:
-هنتنيل نقول ايه!
باغتهما خروج ريمان من الغرفة، ارتمت بأحضان دياب وطفق الجميع يسألونها عما بها، وهي تهز رأسها بالنفي قلقًا وفزعًا.
تبادل ريناد وصالح النظرات الحائرة المضطربة وقبل أن تتحدث ريمان نادى الضابط اسم ريناد، جحظت عيناها وسلطت بصرها على صالح الذي ولاها ظهره، فنادى العسكري اسمها مجددًا فردت بخفوت واضطراب:
-أ… أيوه…
قال:
-اتفضلي… حضرة الضابط عايزك تاني…
ابتلعت ريقها وهي تنظر لصالح الذي تظاهر باللامبالاة، ولكنه كان أشد اضطراب وقلق منها…
وكانت ريمان تُطالع أختها بقلق فقد حاولت جاهدة لتتستر عليها لكنها لم تستطع فقد أُطلق لسانها رُغمًا عنها، بل نبشت سرًا دُفن منذ فترة بعيدة…
دلفت ريناد للغرفة ودقات قلبها تتواثب، جلست قبالة الضابط تفرك يديها باضطراب شديد وهو ينقر بسبابته على سطح المكتب في صمت مريب قطعه بعدما تنفس الصعداء وقال:
-ريمان بتقول إنك قابلتِ رغده يوم الحادثة واتخانقتوا… وإنتِ قلتِ إنك ما قابلتهاش من يوم فرح ابن خالك؟!
أغلقت جفونها وتشنجت ملامحها وهي تحاول تجميع كلماتها المبعثرة بجعبتها، قالت متلعثمة:
-أ… أ… أنا كنت فعلًا المفروض أقابلها لكن مـ… معرفتش… فـ… ريمان أصلًا متعرفش حاجه.
قالتها وهي تهز عنقها بالنفي فطرق الضابط سطح مكتبه بقـ ـوة انتفض جسدها أثرها، وتحجرت مقلتيها حين هدر بها:
-بقولك إيه بطلي لف ودوران وهاتي من الأخر لأن أختك قالت كل حاجه…
سقطت دموعها في صمت، فهدّأ الضابط من نبرته وعاد يسألها مجددًا، فازدردت لعابها ثم قالت بنبرة متحشرجة:
-أنا هحكي لحضرتك كل حاجه…
*********
“رجوع ليوم الحادثة….”
بعدما خرجت رغدة من بيت دياب اتجهت نحو أحد المطاعم المغلقة وقفت تتفرس وجوه الزبائن حتى أشارت لها ريناد فاتجهت صوبها وهي ترسم على محياها ابتسامة متهكمة،حيتها رغده بملامح جامدة وجلست قبالتها، وبعد فترة من الصمت قالت وهي توقع كلماتها:
-بصي بقا أنا عايزاكِ تنسي رامي نهائي…
ريناد بصدمة:
-يعني إيه؟!
-يعني رامي جوز أختي وأنا مسمحش لحد يخرب حياة أختي!
-والله!!! ومن امته بقا التغير ده؟!
قالتها ريناد ضاحكة، فعقبت رغدة:
-من النهارده يا ريناد…
ريناد بانفعال:
-إنتِ شكلك بتخططي لحاجه من ورايا…
عدلت رغدة من حجابها بينما تقول ببرود:
-أبدًا والله أنا بس لقيت إن اللي بعمله مفيش منه فايده…
طالعها ريناد بتجهم، فاستطردت رغدة بعد إطلاقها ضحكة مستفزة:
-وبعدين هو مش إنتِ كنتِ حامل؟
هبت ريناد واقفة وهدرت بنبرة مرتفعة انتبه لها الحاضرين:
-إيه اللي إنت بتقوليه ده؟
التفتت رغدة حولها وقالت وهي تشير لمقعد ريناد ببرود واستفزاز:
-اقعدي… اقعدي بلاش انفعال إحنا في مكان عام…
جلست ريناد بعد أن التفتت يمنة ويسرة ولاحظت نظر الحضور لها، طالعت رغدة وهي تُصر على أسنانها بغيظ، فانحنت رغدة بجزعها العلوي نحوها وقالت:
-أنا عرفت كمان إن الدكتور مجدي اللي عملك العملـ ـية ورجعك زي الأول! يعني رجعك شريفه…
قالت رغدة أخر كلمة وانفـ ـجرت ضاحكة فقالت ريناد بانفعال وبنبرة مرتفعة:
-إنتِ….
قاطعتها رغدة وهي تقول بحدة:
-ولا كلمه زيادة… أنا بس اللي مش فاهماه ليه عايزه رامي متروحي للي سلمتيه نفسك…
رفعت رغدة سبابتها واستطردت محذرة:
-ابعدي عن أختي وجوزها فاهمه؟
حملت رغده حقيبتها لتغادر فقالت ريناد وهي تجز على أسنانها:
-ويا ترى بقا عارفه مين كان أبو اللي في بطني؟
نهضت رغده وقالت بلامبالاه:
-ميهنميش أعرف…
-بس أنا يهمني إنك تعرفيه… اقعدي يا رغده…
”عودة”
*******
ارتشفت ريناد دموعها وهي تتذكر ما حدث وتحاول انتقاء جملها بعناية لتخفي أمر حملها وعلاقتها المحرمة.
صمتت هنيهة مطرقة رأسها، ثم رفعت رأسها وهي تقول:
-هي اللي اتخانقت معايا عشان عرفت إن أنا وصالح أخوها كنا على علاقة حب…
علق الضابط بعدم استيعاب:
-لحظه واحده منين إنت وأخوها على علاقة حب ومنين بتتفقي معاها على رامي اللي بتحبيه…
ارتبكت وارتعدت أوصالها وأخذت تفرك يديها وهي تقول:
-أ… أ… الحب حاجه لكن الجواز حاجه تانيه أنا بحب صالح لكن كنت عايزه أتجوز رامي وده اللي ضايقها واتخانقنا عشانه….
ران بينهما الصمت للحظات والضابط يزم جفونه مفكرًا بكلامها، قبل أن يقول باقتضاب:
-كملي…
-وبعدها هي مشيت وأنا رجعت البيت معرفش بقا راحت فين!
أردفت بدموع ونبرة مختنقة:
-لو سمحت ياريت الموضوع دا يفضل سر بينا عشان….
قاطعها الضابط قائلًا بنبرة متهكمة:
-سر بينا!! هو حد قالك إن أنا دكتور نفساني وأسرار المرضى أمانه! ولا تكونيش ناويه تصاحبيني…
أخذ الضابط منها عنوان المطعم ثم أمر بالتحفظ عليها هي وأختها لحين عودته ثم خاطب الضابط_الذي دلف للمكتب لتوه_ قائلًا:
-يلا نروح المطعم وبعدها نروح مكان وقوع الجريمة يمكن نلاقي حل للقضيه المعقدة دي… وصالح ده كمان محتاجين نستدعيه…
-طيب نستدعيه الأول يا باشا؟
-لما نرجع…
وبعدما خرجت ريناد وعلمت والدتها ودياب بأمر التحفظ عليهما سأل دياب الضابط الذي وقف معه وأخذ يسرد عليه الجديد في القضية، بينما كانت ريمان وريناد تراقبان ما يجري بتوجس…
وبعدما غادر الضابط حدجهما دياب بنظرة حادة وخاطب أخته قائلًا:
-لو عايزه تروحي يا داليا أمشي إنت وأنا قاعد معاهم… أصل الظاهر إن الموضوع هيطول…
-هو إيه اللي بيحصل يا دياب؟
قالتها داليا بقلق، فأجابها:
-إسأليهم… هما يحكولك…
قالها دياب وهو ينظر لهما بحدة فأطرقتا بحرج، طالعتهما والدتهما بحدة وهدرت:
-إنتوا ليكوا يد في قـ ـتـ ـل بنت خالكوا؟
نطق الإثنان في نفس الصوت:
-لأ…. لا والله يا ماما…
وقف دياب قبالتهما وقال بحزم:
-على ما الضابط يرجع تحكولي الموضوع من أوله لأخره عشان أعرف أساعدكوا…
صمتا وتعالى صوت نحيبهما فهدر بهما دياب:
-يلا….
-حاضر أنا هحكيبك كل اللي أعرفه يا خالو…
قالتها ريمان بينما توسلتها ريناد:
-لا… متقوليش…
ريمان بإصرار:
-لأ هقول… هقول… هقول كل حاجه.
بقلم آيه شاكر
صلوا على خير الأنام ♥️
★★★★★★★
-إنت متأكد؟
قالها «رائد» بصدمة مخاطبًا نادر الذي أومأ عدة مرات مؤيدًا، فرمق رائد نداء ثم أطرق مفكرًا، فقالت نداء:
-أنا كنت متابعه التحقيقات ومكنتش عايزه أدخل نادر في الموضوع… هو إمبارح شاف صورة رغده الله يرحمها على الفيسبوك وقالي إنه شافها يوم اختفاؤه اللي هو نفسه يوم وفاتها وإن هي كانت راكبه جنب شاب ودلوقتي اتعرف على الشاب اللي هو ابن خالك اللي ضـ ـرب القطه وهرب…
طال صمت رائد وأخذ يتذكر يونس وكيف أنه مهتم بالموضوع على عكس طبيعته، جذبه خارج دائرة أفكاره وتساؤلاته صوتها:
-هتعمل ايه؟!
تناهى لسمعهما صوت يصدر من جوار باب الغرفة فنهض رائد مسرعًا نحو الباب المفتوح على مسرعيه وأخذ ينظر خارجها يمنة ويسرة فلم يجد أحد، فعاد إليها وقال بحيرة:
-مش عارف… أروح أقول للشرطه ولا أسأل يونس الأول ولا….
قاطعته:
-قول لعمو دياب.
حملق رائد في نقطة وهمية بالفراغ زامًا جفونه بتركيز حتى طرأت له خطة، فهز رأسه نافيًا ثم خاطبها:
-الموضوع ده لازم يفضل سر بينا… أنا هبحث فيه بطريقتي.
-طيب قولي ناوي تعمل ايه و… وأنا هساعدك.
-خليكِ بعيد.
قالها بحزم وهو ينظر نحو باب الغرفة بعدما سمع صوت مجددًا لكنه تجاهله حين قالت بتحدي وعناد:
-لو مشاركتنيش معاك هروح أقول لعمو دياب.
صمت هنيهة ثم خاطبها بضجر:
-إنتِ عايزه إيه يا نداء!! هتدخلي نفسك في مشاكل ليه؟!
-ملكش دعوه وبعدين أنا عايزه أجيب حق أخويا…
حاول مراوغتها فقال:
-طيب بصي سيبيني أفكر وأقرر وهبقا أقولك….
صمتت وهي تُفكر في عرضه ثم قالت:
-أنا عندي خطة هتخلينا نفهم كل حاجه…
-قولتلك أنا هفكر وأقرر…
قالها بنزق، فقالت بتصميم:
-اسمعني بس… دا ربنا اللي قال إن كيدهن عظيم خليني استعمل الميزة العظيمة اللي ربنا أنعم عليا بيها دي ولو مرة…
كبح ابتسامته واستسلم أمام تصميمها فأخذت تسرد عليه خطة أعجبته لأنها قالت ما طرأ بعقله قبل قليل.
وبعدما انتهت قال وهو يُطالع نادر الجالس جوارهما بصمت:
-تمام… اطلعي إنتِ بره الحوار بقا وأنا هتصرف.
باغتهما صوت شيرين:
-حوار ايه؟
التفت كلاهما لمصدر الصوت أمام باب الغرفة، فحمحم رائد وحك أنفه وهو يقول باضطراب:
-دي حاجه تبع الشغل يا ماما ما إنتِ عارفه نداء بتشتغل معايا في المركز…
اومأت شيرين بعدم اقتناع وهي تبدل نظرها بينهما في ريب، خاطب رائد نداء برسمية، دون أن ينظر إليها:
-متقلقيش خالص يا… يا نداء أنا هحل كل حاجه بخصوص الشغل…. بتاعنا… في المركز…
قالها بجمل متقطعة وبنبرة مرتعشة مما أثار ريب شيرين أكثر، أومأت نداء بابتسامة زائفة، وابتسم رائد لوالدته ثم دنا منه وقبل رأسها وقال قبل أن يخرج من الغرفة:
-أنا رايح مشوار مع محمد عايزه مني حاجة؟
نظرت شيرين لأثره مرددة بخفوت:
-سلامتك…
ثم نظرت لنداء التي جذبت أخيها من يده وهي تقول:
-وأنا همشي بقا عشان متأخرش…
-لسه بدري خليكِ شويه يا حبيبتي…
أصرت نداء على الرحيل فأخذت شيرين تنادي ابنتيها…
*******
وفي غرفة أخرى جلست وئام قبالة هيام وقالت:
-أنا قولت يا ترى عايز يتكلم معاها لوحدهم ليه!!!
-وأنا كنت متخيلاه هيتغزل فيها ولا حاجه وبيطرقنا…
صمتا للحظات وما سمعاه من اتفاق بين رائد ونداء يجول برأسهما، فقالت هيام:
-تفتكري يونس يكون هو اللي قـ ـتـ ـل رغده؟!
نفخت وئام بضجر وقالت وهي تهز عنقها:
-مش عارفه… أنا حاسه إني في كابوس ونفسي أفوق منه بقا…
طرقت شيرين باب غرفتهما وهي تقول:
-تعالوا سلموا على نداء عشان ماشيه….
وثبت وئام وهرحت من غرفتها مسرعة ثم قالت لنداء:
-استني يا نداء هنيجي معاكي نوصلك…
-لأ متتعبوش نفسكوا الموقف مش بعيد.
قالتها نداء لكن أصرت وئام على مرافقتها، فقالت شيرين:
-وابقوا روحوا هاتوا عمرو وعامر من بيت يحيى…
اندفعت وئام بقولها:
-أنا مليش دعوه مش رايحه هناك…
فهي لا تريد اللقاء به فمذ وفاة ابنة عمها وقد تغير نمط تفكيرها، تغيرت اهتماماتها وفقدت شغفها في جذب انتباهه، أصبحت تتسائل ما هي حقيقة وجودها في هذه الحياة؟ لماذا خُلقنا؟ ألسنا موجودين لعبادة الله وطاعته! إذًا فلمَ نهدر وقتنا وطاقتنا وقلوبنا في غير محلها؟
حاولت شيرين اقناعهما فردت هيام:
-خلي رائد يروح يجيبهم وبعدين هو أستاذ يحيى مش كان بيجي يديهم درس هنا! ليه بقا مصمم يروحوله البيت الفتره دي؟
-رائد خرج مع محمد… وقُصر الكلام اللي ملهوش لزمه روحوا هاتوا العيال…
قالتها شيرين وهي توقع كلماتها ثم دلفت للمطبخ بينما نظر كل من وئام وهيام لبعضهما، فقالت هيام بإصرار:
-خلاص أنا مش خارجه من البيت…
كانت نداء تبدل نظرها بينهما ولم تحرك إحداهما ساكنًا حتى تناهى لسمعهما صوت شيرين الباكي:
-يعني أروح أنا أجيب العيال ولا إيه؟! فينك يا رامي مكنش بيحوجني ليكوا… يا حبيبي يابني…
وئام بنفاذ صبر:
-خلاص يا ماما حاضر يا حبيبتي هروح أجيبهم…
طلبت وئام من نداء الإنتظار ودلفت غرفتها فتحت صندوق صغير كانت تضع به النقود يوميًا، ابتسمت عازمة على التصدق به بنيتين الأولى لأجل رغدة والثانية ليهدى الله قلبها إلى طاعته فقد باتت تشعر بالحيرة والتيه…
حاولت إقناع هيام لمرافقتها لكنها آثرت البقاء بالبيت…
وأثناء الطريق حاولت وئام جذب نداء لتخبرها بما اتفقت عليه هي ورائد ولكن بلا جدوى فقد كانت نداء على درجة عاليه من الحيطة والحذر أن تتفوه بأي حرف.
كادت وئام أن تخبرها أنها سمعت كل شيء لكنها لم تفعل وآثرت الصمت، سُرعان ما استقلت نداء سيارة الأجرة بينما أكملت وئام طريقها لبيت يحيى الذي كان في شارع مجاور لشارعهم…
استغفروا ❤️
بقلم آيه شاكر
★★★★
ندت عن يحيى ابتسامة سرعان ما أزالها وتظاهر بالجمود، وظل يبدل نظره بين عمرو وعامر في صمت قطعه عمرو مبتسمًا:
-على فكره الموضوع ده يستاهل ميه جنيه بس لأجل عيونك الحلوين هناخد خمسين…
-دا ايه الحنيه دي كلها! تصدق جسمي قشعر…
قالها يحيى بسخرية، ليعقب عامر بابتسامة واسعة:
-طيب بذمتك نستاهل كام؟
تجهم وجه يحيى وجذب عامر من ملابسه قائلًا:
-بذمتي!! هو أنا مش قولتلك متحلفش بغير الله! ردد لا إله إلا الله…
قالها بنبرة حادة فردد عامر بخوف، لم يترك يحيى ملابسه وقال:
-إنتوا عايزين فلوس؟ دا انتوا تستاهلوا علقه محترمه بعد اللي قولتوه ده يا فتان منك ليه…
وثب عمرو حين رأى تجهم يحيى وقبضته على أخيه وقال رافعًا سبابته ومبررًا:
-لا يا شيخ يحيى دي مش فتنه إحنا بنحاول نوفق راسين في الحلال…
رمقه يحيى بتعبيرات ساخرة فحاول عامر الإفلات من قبضة يحيى وهو يقول:
-والمثل بيقول اخطب لـ… للبت ولا تخطب الواد!
صحح عمرو:
-لا اخطب الست ولا تخطب الراجل…
ترك يحيى عامر وجلس رافعًا إحدى حاجبيه ليتابع كلامها حيث صحح عامر ما قاله أخوة:
-لا لا اخطب للأخوات ولا تخطب للأخووون….
يحيى بتعجب مغلف بالسخرية:
-أخووون!!! دي لغة عربيه دي يا عمرو؟
-أنا مش عمرو أنا عامر…
قالها الطفل بابتسامة مستفزة بينما جلس الطفل الأخر قبالة يحيى وقال بجدية رجل كبير:
-مش مهم المثل… المهم يا شيخ هتدينا كام؟
-الصراحه الموضوع ميستاهلش خمسه جنيه…
قالها يحيى فغمز له عامر بعينه وهو يجلس جوار أخيه ويحاوط كتفيه بذراعه، قائلًا:
-طيب خليها عشره يا شيخ وأنا أقولك سر أكبر من دا…
تجاهل يحيى ما قاله وأشار بسبابته نحوهما وهو يقول بامتعاض:
-إنت حفظت ياد إنت وهو؟
عامر بسماجة وهو يومئ رأسه:
-أيوه حفظنا… وبعدين يا شيخنا الفاضل متغيرش الموضوع…
تجاهل يحيى ما قاله وهتف بجدية:
-يلا… يلا إنت وهو عشان تسمعوا.
عامر وهو يحك رأسه:
-طيب وبالنسبه للـ…
قاطع سيل حديثه ارتطام وسادة صغيرة بوجهه قد قذفها يحيى، فتأوه عامر وهو يزيح الوسادة قائلًا بانفعال:
-لعلمك بقا أنا بشوفك إنت كمان وإنت بتبص عليها…
قلب يحيى كفيه مرددًا بحسرة:
-يا نهار أبيض أنا ببص عليها…
وكان عمرو من الناحية الأخرى يصدر أزيزًا مزعجًا وضحكات مستفزة قبل أن يرتطم بوجهه هو الأخر نفس الوسادة فأزاحها وهو يقول:
-طيب على فكره بقا عامر معاه حق… إنت فعلًا بتبص عليها من تحت لتحت يا شيخ…
جحظت عيني يحيى وهدر بهما:
-ليه هو أنا قليل الأدب زيكوا… ماشي يا عمرو إنت وعامر أنا هعلمكم الأدب.
أخرج يحيى عصًا من أسفل فراشه وأردف:
-هتسمعوا دلوقتي والغلطه بتلت عصيان…
-دا ظلم… ما طول عمر الغلطه بعصايه…
قالها عامر برهبة، فعقب يحيى وهو يُحرك العصا صوبهما ويصر على أسنانه:
-هروح مشوار وأجي وبعدها….
قطع حديثه ضـ ـاربًا بالعصا على الأريكة فانتفض الطفلان واضطربا وفتح كل منهما مصحفه ليحفظ بينما خرج يحيى من الغرفة وهو يهز رأسه باستنكار مرددًا:
-إيه العيال دي!! عيال؟! دا احنا اللي عيال ومبنعرفش حاجه كمان…
نظر أحدهما للأخر ونطق الإثنان في نفس اللحظه:
-إنت السبب…
وطفق كل منهما يلقي اللوم على أخيه….
خرج يحيى من بيته ليشتري دواء طلبته والدته وما أن دلف للصيدلية تفاجأ حين رآها تقف جواره كانت تلتحف بالسواد ويبدو عليها الذبول والإنكـ ـسار، لم يستطع كبح لسانه من قول:
-ازيك يا وئام؟ بـ… بتعملي إيه هنا؟…
-بـ…. كنت…. أ…
لم تبغِ قول ما كانت تفعله، فهي تريد التصدق في الخفاء بلا رياء، وقد كانت تنتظر خلو الصيدلية من الناس كمان أوصتها تلك الطبيبة التي جاوزت الخمسين من عمرها وطلبت منها الإنتظار بعدما تبرعت وئام بالأموال لأجل أي مريض مديون للصيدلية أو لا يقدر على شراء الدواء…
وحين طال صمتها وأطرقت تجاهل يحيى سؤاله وأخذ يطلب ما أراد من الطبيبة التي تسأله ما يريد!
ومن ناحية أخرى لم تنتظر وئام بل خرجت مهرولة من الصيدلية فنظر يحيى لأثرها متعجبًا…
-إنت تعرفها؟!
انتبه يحيى لسؤال الطبيبة، فقال متلعثمًا:
-أ… اه قريبتي…
-بنت محترمه أوي كانت جايبه فلوس تتصدق لأي شخص مديون أو مش قادر يشتري العلاج…
لم يرد يحيى وظل يُحملق بمكان وئام الفارغ، فسألته الطبيبة بعدما وضعت الدواء أمامه:
-هي مخطوبة؟!
-لأ… قصدي أ… أ… أيوه…
قالها يحيى بارتباك وهو يومئ برأسه، فقالت الطبيبة:
-يا خسارة والله كنت ناويه أخدها لإبني… يلا ربنا يسعدها ويرزق ابني بزوجه بالأدب والأخلاق دي…
ابتسم يحيى مجاملًا وخرج من الصيدلية وكلام الطبيبة يجول برأسه…
ومن ناحية أخرى وصلت وئام لبيت يحيى سألت عن عمرو وعامر ثم جلست قبالة والدة يحيى التي تغاضت عن سؤالها وأخذت تحكي عن ابنها يحيى وكيف رُزقت به بعد معاناة، ثم قالت:
-يحيى ابني حافظ القرآن من ٦ إبتدائي… وحافظ صحيح البخاري كمان… ومن صغره بياخد دروس دينيه وإنتِ عارفه إن اللي مع القرآن ربنا معاه.
اومأت وئام وقالت بابتسامة:
-أكيد… أنا نفسي أحفظ القرآن وإن شاء الله هحفظه…
-ربنا يوفقك ويرزقك يا حبيبتي…
أطلقت السيدة تنهيدة طويلة واستطردت بلوعة:
-نفسي أفرح بيحيى قبل ما أموت وأشوف ولاده…
ربتت وئام على يدها بحنو وقالت:
-ربنا يطول بعمرك يارب…
ابتسمت السيدة وقالت بحزن دفين:
-المشكله إن يحيى مش موافق خالص عشان معندوش شقه… أنا قلتله ياخد الشقه دي وإحنا نأجر بره مرضيش أبدًا… لحد ما باباه قاله يشوف واحده بنت حلال تعيش معانا أصل اللي فات من العمر مش أد اللي جاي ومسير الشقه بتاعت يحيى…
-متقولش كده ربنا يديكم الصحه وطول العمر…
أطرقت السيد وعقبت بمكر وكأنها لم تسمع ما قالته وئام:
-لكن يحيى مش موافق بيقول مين يعني اللي ترضى بعيشه زي دي!
تنحنحت وأردفت متخابثة:
-طيب إنت لو اتقدملك واحد في ظروف يحيى توافقي؟
ازدردت وئام لعابها باضطراب، فقد باغتتها والدة يحيى بسؤالها المفاجئ! أخذت وئام تتجول بعينها بأنحاء الشقة وتُطالع جدران البيت…
كانت الشقة واسعة بردهة واسعة وخمسة غرف ومرحاضين ومطبخ وأخذت تفكر هل تستطيع القبول بذلك الحال! ظلت تجول بعينيها في البيت حتى وقع بصرها عليه حين فتح الباب ودلف ليتفاجأ بها تجلس قبالة والدته…
ألقى يحيى السلام وجلس جوار والدته ثم خاطب وئام بابتسامة:
-يعني أكلمك في الصيدليه مترديش عليا وتطلعي تجري وأجي ألاقيكِ هنا…
ابتسمت وئام بحياء ولم تجب وكانت والدته تبدل نظرها بينهما مبتسمة وقد تأكدت من كلام عمرو وعامر، نهض يحيى وقال لوالدته:
-أنا هدخل أسمع لعمرو وعامر وأجي عشان عايز أقولك حاجه مهمه…
ظنت وئام أنه يخاطبها وكادت تغرق في بحر أفكارها متسائلةً ما الذي يريده منها!
وبعد فترة خرج يحيى من الغرفة يسبقه عمرو وعامر اللذان نظرا لبعضهما وابتسما قبل أن يهتف احدهما:
-إنتِ أحسن أخت في الدنيا جايه تاخدينا صح؟
-لأ مش هتاخدكوا… إنتوا قاعدين معايا لحد ما تحفظوا وأنا هروحكوا بنفسي…
قالها يحيى بحزم، فسألته وئام:
-هما مش حافظين ولا إيه؟
-لأ محفظوش مش فالحين الا في الفتنه.
قالها يحيى متخابثًا فجحظت عيناهما دهشة وخشية أن يتفوه يحيى بالمزيد فيضعهما في موقف لا يُحمد عقباه، لكنه صمت وخاطب وئام:
-أنا هاجي عندكم وهبقا أجيبهم معايا… لو عايزه تستنينا على ما نخلص ماشي ولو عايزه تمشي… ماشي برده…
نهضت وئام واقفة وقالت:
-لا أنا همشي….
-رايحه فين يا وئام أنا عملت العصير….
قالتها والدة يحيى بعدما خرجت من المطبخ تحمل صنية عليها أكواب من العصير، فأقبل إليها يحيى وأخذ الصنية من يدها وهو يقول:
-تعبتِ نفسك ليه يا أمي كنت نادين وأنا أعمل…
ابتسمت وئام وأقبلت تُسلم على ولادة يحيى وهي تقول بابتسامة:
-هشرب العصير مره تانيه ان شاء الله…
-مره تانيه دا إيه الحجه عملتلك عصير بإيديها يبقى لازم تشربي ولو رفضتِ هنكتفك ونشربك بالإجبـ ـار…
مدت وئام يدها وحملت كوب العصير وهي تقول بابتسامة:
-وعلى إيه نشرب العصير من غير إجبار…
من ناحية أخرى مال عمرو على عامر وهمس:
-شايف نظرات الشيخ اللي من تحت لتحت…
-متقلقش هيصلح غلطته ان شاء الله…
بقلم آيه شاكر
★★★★★★
دلف رائد لبيت خاله بينما انتظره محمد بمقهى قريب من البيت…
جلس قبالة يونس بعدما طلب أن يتحدث معه على انفراد قال رائد:
-بص يا يونس فيه واحده صاحبة رغده جت حكتلي عن علاقتك برغدة وإنك قابلتها يوم الحادثه وهي شافتها بتركب معاك… وشافت الواد اللي خبطته بعربيتك وسيبته وجريت… أنا كنت ممكن أروح أقول للشرطة لكن خفت عليك مهما كان إنت ابن خالي برده…
أطرق يونس وصمت، فأردف رائد:
-احكيلي يا يونس عشان أقدر أساعدك…
تجهم وجه يونس وصمت للحظات يفكر، قبل أن يحسم أمره قائلًا:
-أنا فعلًا قابلت رغده وكانت… هو في اليوم ده كنت واخد منها ميعاد عشان أطلبها للجواز لكن….
”رجوع ليوم الحادث..”
خرجت رغدة من المطعم تبحث عن سيارة يونس حتى وجدته ينتظرها قبالة المطعم وركبت جواره سألها عما بها فقد كانت عابسة الملامح، وكأن سؤاله ضغط زر عبراتها فاجهشت بالبكاء انشغل يونس معها وحاول تهدئتها، وبينما يبحث عن منديل ورقي إذ ظهر أمامه طفل وقبل أن يضغط مكبح السيارة ارتطم الصغير بالأرض ورأى يونس الد**ماء من حوله ففزع وفر بالسيارة بينما حاولت رغدة أن توقفه وهدرت به:
-حرام عليك الواد هيـ مــ وت….
حاولت اقناعه أن يعود ليساعد الطفل لكنه هدر بها أن تصمت فقد كان بقمة غضبه وخوفه وهلعه…
وعندما لم تتوقف رغدة الصراخ أوقف السيارة وقال بحدة:
-انزلي….
ارتجلت رغدة من السيارة وهي في قمة غضبها وغيظها وغادر يونس…
حاولت رغده أن تعود لتنقذ الطفل ولكن بعُدت المسافة فالتفتت حولها للشارع الخالي من المارة ووقفت مكانها تبكي بلوعة…
بحثت عن هاتفها لتكتشف أنها نسيت حقيبتها كاملة بسيارة يونس، فأخذت تسير وهي تلعنه وتلعن اليوم الذي رأته به.
”عودة”
-ولما عرفت إنها اتقتلت رميت شنطتها في مكان عام وتقريبا حد سلمها للشرطة… وكنت خايف اقول إننا اتقابلنا فالشرطه تعرف بحادثة الطفل…
قالها يونس، فعقب رائد:
-يعني سيبت الطفل سايح في د**مه وكمان سيبت رغده لوحدها في حته مقطـ ـوعة…
باغتهما طرقات على باب المنزل مع رنين عنيـ ـف لجرس الباب وما أن فتح والد يونس حتى امتلأ البيت بأفراد الشرطة فنظر يونس لرائد وقال بعتاب وبانكـ ـسار:
-إنت بلغت عني يا رائد؟!
هز رائد رأسه نافيًا وقال الضابط:
-محدش بلغ عنك… إحنا فرغنا كاميرات المطعم ولقينا إن إنت أخر واحد رغده قابلته فاتفضل معانا بهدوء…
قالها الضابط قبل أن يسحب يونس أفراد الشرطه، ووقفت والدته تصرخ بعدما علمت أن ابنها متهم في قضية قـ ـتـ ـل…
وبعد فترة سار رائد جوار محمد وبعدما حكى له كل ما حدث، قال محمد:
-وإيه اللي مخليك واثق في ابن خالك كده ما يمكن هو اللي د.بـ ـحـها عشان متقولش إن هو اللي خبط نادر…
-جايز… مش عارف…
-أنا عايز أنام يا رائد… تعبت ودماغي هتنـ ـفـ ـجـر….
قالها محمد وهو يمسح وجهه بكلتا يديه، فقال رائد:
-أنا مش عاجبني حالك! إنت موقف شغلك وقاعد هنا قصدي نايم طول النهار ليه؟ ارجع يا محمد شغلك وشوف حياتك… لا الحزن بيرجع اللي راح ولا حل لغز القضيه هيخمد النـ ـار اللي جوانا…
أطلق محمد تنهيدة طويلة ثم قال:
-الوقت قادر يخمد أي نـ ـار يابن عمي والحياه مبتقفش على حد ولو ممشتش معاها هتدوس عليك وتمشي…
-قول لنفسك الكلام ده… إنت لازم ترجع لحياتك وشغلك يا محمد…
-إيه ده إنت زهقت مني ولا ايه؟ حاسس كده إنك بتطردني…
-عيب عليك… إنت متعرفش معزتك في قلبي…
ربت محمد على كتف رائد وابتسم بانكـ ـسار..
وبعد صلاة المغرب دلف الإثنان إلى البيت فتناهى لسمعهما:
-يعني الست رغده كانت بتحاول تخرب حياة أختها…
-خلاص يا شيرين مبقاش يجوز عليها إلا الرحمه…
قالها دياب مقاطعًا، فقالت شيرين بنبرة حادة:
-الله يجحمها مطرح ما راحت….
هدر بها دياب:
-حرام عليكِ يا شيرين.
تجاهلت جملته وقالت بحنق:
-وكانت بتحط لإبني إيه في المايه والأكل هي وريناد! أكيد سحر!! كانوا بيسحروله! منهم لله حسبنا الله ونعم الوكيل… أختك وعيالها ميدخلوش بيتنا تاني…
نهض دياب ودلف لغرفته ثم صك الباب خلفه بعـ ـنف وخاطب نفسه:
-أنا غلطان إني حكيتلك يا شيرين!!!
أطلق تنهيدة طويلة وردد:
-لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم….
من ناحية أخرى نظر كل من محمد ورائد لبعضهما وأخذ محمد يسأل ويستفسر عما قالته شيرين، فشرحت له بإيجاز ثم عقبت:
-أصلكوا متعرفوش رغده… دي كانت أخبث واحده ممكن تقابلوها… يلا أهي أخدت جزاتها…
قالتها شيرين واتجهت للمطبخ بينما أطرق محمد بحزن فربت رائد على كتفه وقال:
-اجمد كده…
-يا ترى ريم لما تعرف هتعمل ايه!!!
قالها محمد بنبرة حزينة، فقال رائد:
-ريم مينفعش تعرف حاجه وزي ما رامي مخبي عليها مـ ـوت رغده هنخبي عليها الباقي ..
تنهد محمد بأسى وقال:
-مسيرها هتعرف…
ومن ناحية أخرى كانت هيام تستمع للحديث من وراء حجاب، أدمعت مقلتيها وهزت رأسها باستنكار وهي تردد:
-ليه رغم كل اللي سمعته مش قادره أكرهك يا رغده!!
-هيام…
جففت دموعها في سرعة حين سمعت نداء رائد باسمها وهرولت إليه فقال فور رؤيتها:
-اعمليلنا كوبايتين قهوة عشان نفوق الأخ ده…
قالها وهو يشير لمحمد، فعقبت هيام:
-القهوة خلصت… هات فلوس وأنا أنزل أجيب…
-خلاص مش مهم يا هيام اعمليلنا شاي…
قالها محمد، فرد رائد:
-لا المحل جنبنا متقلقش… هتلاقي الفلوس في درج مكتبي يا هيام…
أومأت هيام ودخلت لغرفة أخيها فجذب انتباهها ملابس محمد المعلقة أمامها فطرأت لها فكرة بحثت عن ورقة وقلم وكتبت عليها عدة جمل ثم وضعتها بجيب بنطاله وخرجت من الغرفة…
وقفت أمام باب الغرفة كانت تشعر أنها تنسى شيء ما، وسرعان ما تذكرت وهرولت مجددًا لتأخذ الأموال وتخرج لشراء القهوة…
لا تغفلوا عن الدعاء لإخواننا في فلسـ ❤️ ـطين
بقلم آيه شاكر
★★★★
دخل صالح لبيته وما أن رآه ضياء حتى هب واقفًا وأقبل نحوه بنظرات حادة ثم صفعه على وجهه، فصرخت فاطمة ووقفت بوجه ضياء، في حين وضع صالح يده على وجهه وقال بانفعال:
-إنت بتضـ ـربني ليــــــه!!! أنا معملتش حاجه بنتك اللي كانت قنـ ـبلة شر ماشيه على الأرض…
دفع ضياء زوجته عن وجهه ومسك ابنه من تلابيبه هادرًا به:
-علاقة ايه اللي كانت بينك وبين ريناد!! مجتش قولتلي ليه وأنا أجوزهالك يا نـ ـدل!!
صالح بانفعال:
-مكنش فيه علاقه بينا هي اللي كانت بتحبني و… والموضوع انتهى من زمان….
-يعني ريناد مكنتش حامل منك؟!
قالها ضياء بنبرة ساخرة…
وقع السؤال على صالح كالصاعقة فقد ظن أنه لا أحد سيعلم! زعم بأنه لن يُكشف ستره! وسيمر ما فعل، لكن ما حدث لرغده كشف كل شيء، ولم يمـ ـت السر مع أخته كما ظن! بل نُبش أمام الجميع.
تلعثم صالح وارتبك وأنكر:
-إ… إيه الكلام ده! لا طبعًا.
-ريمان مسجلالكوا مكالمات تفضح…. ومش بعيد تكونوا انتوا اللي قتـ ـلتوا أختك… ما أنا متوقع أي حاجه بعد اللي سمعته ده…
قالها ضياء وهو يدفع ابنه للخلف بقـ ـوة، وانهال عليه يلكمه بعنـ ـف، لم يصمد صالح طويلًا أمام ضـ ـرب والده المبرح بل دفع والده بغـ ـضب، فسقط ضياء على ظهره تأوه ثم أغلق جفونه، وسكن جسده، كانت فاطمة تشاهد ما يحدث بصدمة وما أن رآت ضياء ملقى على الأرض، صرخت بابنها:
-إنت عملت إيه؟!!
انحنت تتفقد زوجها وهي تهدر بصالح:
-عملت في أبوك إيه!! عملت في أبوك إيه…
انحنى صالح وأخد يتفقد والده وهو يقول بندم:
-بابا… بابا أنا آسف قوم… قوم اضـ ـربني… يا بـــــابـــــا…. أنا آسف..
ارتفع نشيج فاطمة وأخذت تناديه وعندما لم يستجب صرخت:
-ضيـــــــــاء.
★★★★★★★
وقفت وئام في شرفتها وظلت تتسائل لمَ لم يفصح يحيى عما يريده منها هل نسى أم تراجع عما يريد!
خرجت والدتها للشرفة وأخذت تقص عليها ما عرفته بشأن رغدة للمرة الثانية فلم تعقب وئام وزفرت بقـ ـوة، مدت بصرها فرأت يحيى يقبل مع عمرو وعامر تزامنًا مع سماعها صوت صرخات تخرج من بيت عمها وقد طفق الناس يتكبكبون حول البيت فاختلج قلبها فزعًا ونظرت لوالدتها متسائلة بهلع:
-هو فيه ايه تاني؟!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية سدفة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *