روايات

رواية لحن الزعفران الفصل السادس 6 بقلم شامة الشعراوي

رواية لحن الزعفران الفصل السادس 6 بقلم شامة الشعراوي

رواية لحن الزعفران البارت السادس

رواية لحن الزعفران الجزء السادس

لحن الزعفران
لحن الزعفران

رواية لحن الزعفران الحلقة السادسة

أطلقت فيروزة ضحكة عالية مصدرة صوت رنة قوية ثم قالت بكل ثقة وقوة لا تعلم من أين أتت بها:
– تعجبني ثقتك فى نفسك أوى ياوليد اسمعنى كويس وخلى الكلام دا محفور فى الذاكرة بتاعتك وأوعى تنساه يابن عمى….أنا مابقتش فيروزة الهبلة اللى كنت تعرفها واللى كانت بتحبك أكتر من روحها….
امبارح بس لأول مرة أختار نفسي ومختاركش مع أنك كنت أول أولوياتي، ومش هسالك أنت ليه عملت كدا فيا ومحبتنيش….امبارح أخترت نفسي وقصيتك من حياتي ومسحت كل آثارك من على تليفونى وحرقت كل صورنا ونزعتك من داخل قلبى، امبارح بليل توقفت عن البكا وحسيت فجأه بأن كل حاجة أصبحت عادية بالنسبالي وكأني أصبت بالبرود توقفت عن البكاء وتوقفت عن رؤيتك الهدية اللى جتلى ووهبها الله لى .. أمبارح بس تأكدت بأنك مش دا الشخص اللى كنت بدور عليه طول حياتى أنا عايزة أشكرك على أنك أظهرتلى حقيقتك فى الوقت المناسب عارفة أنك جرحتني وخلتنى اتوجع بس مش مهم المهم أنى قادرة على الشفاء من بعد جرح وقاردة على تخطى كل حاجة وحشه بتحصلي وقادرة على الطيبة من بعد شر ….
فشكراً ليك لأنك تركت قلبي وروحي لمن يستحقهم..
نظرت إليه ثم وضعت يديها على وجهه وقالت بخبث:
– متنساش ياعسل تبقى تعدى على دكتور العيلة علشان يصلحلك الشخبطة اللى فى وشك دى لأنك بقيت عامل زى بتوع الشوارع…
أبتعدت عنه ومازالت تنظر إليه بتلك النظرات الشامتة فقد بدأ مصدوماً ومندهشاً من حديثها وكأنه لم يخذلها بالأمس أخذ يتسأل من أين أتت بهذة القوة التى لم يتعاهدها منها من قبل..غادرت هى المكان وتركته فى صدمته.
بعد مرور خمس أشهر..
ملأت “نازلى” السفرة المستديرة بالافطار الشهي والشاي الساخن، فجلس الجميع فى حالة هدوء يتناولن الطعام قبل الاستعداد إلى الذهاب لاعمالهم، لاحظ “عامر” شرود “فيروزة” التى تعبث بخصلات شعرها ولم تأكل أى شئ وضع كفه على يديها بحنان وقال:
– مش بتاكلى ليه ياروزا.
نظرت إليه بملامح باهتة وقالت:
– ماليش نفس للأكل ياحبيبى.
تحدث والدها بعدم رضا:
-حبيبتى مينفعش كدا كلى لقمة قبل ما تمشي على الشغل.
أردفت بهدوء:
-مش قادرة يابابا لما أجوع هبقى أطلب أى حاجة فى الشغل، وبعدين فين طارق وعمر.
أجابتها “نازلى” بضيقٍ من هؤلاء المشاغبون:
-البهوات لسه نايمين ومش عايزين يقوموا وأنا غلبت معاهم.
نهضت من مكانها وأتجهت إلى الأعلى وهى تقول:
– أنا بقا اللى هاصحيهم بطريقتي.
دلفت إلى غرفة الثنائي فأبتسمت على طريقة نومهم المضحكة ثم تحولت نظرتها إلى نظرات أخرى خبيثة، ألتفتت حولها لتجد زجاجتين من المياه، فقامت بأخذهم من على الكمودينو وسكبت واحدة على “عمر” الذى شهق بفزع وقال: -فى ايه فى ايه .
ثم أقتربت من “طارق” الذى كان ينام بعرض السرير وفارد ذراعيه وقدميه، فسكبت عليه الزجاجة الأخرى فجعلته يستيقظ سريعاً ليسقط من على السرير وهو يقول:
– بغرق بغرق ألحقونى بغرق ياعمر يابابا ياعمى حد يلحقنى غريق أنا بموت.
كتمت “فيروزة” ضحكتها وهى تنظر إليه بشفقة فقالت:
– غريق ايه ياهبل قوم يلا وراك شغل.
نظر “عمر” إليها بضيق وهو يمسح تلك القطرات الساقطة من عليه قائلاً:
– حرام عليكي يافيروزة دى طريقة تقومينا بيها احنا بنادمين وربنا.
ربعت يديها وقالت بهدوء:
– وهو فى حد قالك أنك من جنس الحيوانات مثلاً.
أستدارت بجسدها قليلاً لتنظر إلى “طارق” فوجدته يجلس على الأرض منصدماً وشعره يقطر بالماء، فقالت:
– ماله دا ….واد ياطارق مالك عامل زى الصنم كدا ليه.
نظر إليها بعين ناعسة ليقول:
-عايزة ايه وبتصحيني ليه؟.
ابتعدت عنه واتجهت إلى باب الغرفة وقالت بلهجة أمر:
– قدامكم عشر دقايق وتكونوا تحت ولو طولته عن كدا مش هيحصلكم كويس وانتو عارفين أنا ممكن أعمل إيه فيكم.ثم غادرت الغرفة بكل هدوء، فنهضوا سريعاً من أماكنهم وهما يتخبطون ببعض.
**********************
كانت “لارين” جالسة تشاهد التلفاز بملل رهيب ثم أغلقته وألقت الريموت على الطاولة أمامها وهى تقول بغضب:
– تلفزيون متخلف.
فوجدت من يضع يديه على عيناها لتقول بأبتسامة تزين ثغرها: -معاذ!.
أستدارت تنظر إلى طالته التى تعشقها بخجل قائلة:
-أنت هنا من امتى.
جلس على المقعد الجانبي أمامها وقال بمرح:
– من وقت ما كنتى بتتخانقى مع التلفزيون فقولت البت شكلها مخنوقة أما افرفشها شوية وبعدين عرفتى منين أن ده أنا.
أرجعت خصله متمردة من شعرها خلف أذنيها وقالت بأستحياء: -عرفتك من ريحة البرفيوم بتاعك ومن لمسة أيدك وكمان مفيش حد بيعمل الحركة دى غيرك أنت.
نظر إليها بابتسامة وقال:
-ماشى ياستى المهم قاعدة هنا لوحدك وسايبة المذاكرة بتاعتك ليه والامتحانات على الأبواب.
تحدثت “لارين” بتذمر:
-ما أنا زهقت من المذاكرة فقولت أستريح شوية.
رد “معاذ” بهدوء:
-عيزك تركزي أكتر من كدا ولو فى أى حاجة وقفت معاكى ومش فهماها ماتتردديش للحظة واحدة وتعاليلي وانا أشرحهالك فوراً.
نظرت إليه بعيون متسعة:- بجد يامعاذ .
معاذ بضحك: -بجد يالارين.
أردفت “لارين” بضحكة جميلة:
-دا أنت جيت لقضاك ياجميل أنا هجبلك كل المواد وأنت بقا أقعد ذاكرلى من أول وجديد علشان نفسي أكون نفس تخصصك ومعاك فى نفس الجامعة كمان.
تاه فى ضحكتها الجميلة التى ملكت قلبه ليقول بتوهان:
– وأنا كلى ملكك ياحب. أخفضت رأسها ارضاً بخجل من نظرته وحديثه، فأستوعب هو ما قاله ليصحح الخطأ بحرج:
– قصدى يعنى أنا تحت أمرك و موجود معاكى وجنبك فى أى وقت.
جاء صوت “سهر” من بعيد وهى تقترب منهما وقالت بمرح:
– ياعيني ياعيني اللى يشوفكم كدا يقول عليكم أتنين عشاق قاعدين بيحبوا فى بعض أجبلكم أتنين ليمون فرش يطرى على قلبكم المولع.
نظر إليها أخيها “معاذ” نظرة أخرستها فجلست بجانب “لارين” وقالت بحزن مصطنع:
– وبعدين يعنى ياسى معاذ هتذاكر للبت لارين وأختك لأ اه يالوزة ياللى ملكيش نصيب ولا حد يدلعك.
أشار لها أن تأتى بجانبه فأقتربت منه ثم قام بتقبيل رأسها بحنان وقال:
– متزعليش ما أنا كنت هذاكرلك معاها ياحبيبتى وبعدين أنا دايما موجود ليه مش بتجيلي لما بتحتاجيني .
نظرت إليه “سهر” واجابته بأبتسامة:
– مش برضى أتقل عليك لان ببقى عارفة أنك بتيجي تعبان من الشغل ف مش بحب أتعبك معايا.
“معاذ” بعتاب:
– غلط اللى بتقوليه دا أنتى من حقك أنك تيجي لاخوكى فى أى وقت تحتاجيه ومن واجبه أنه يكون جنبك وينفذلك كل طلباتك وبعدين أنتى تعبك راحة ياقلب أخوكى.
ضمته “سهر” بحب أخوي قائلة:
-ربنا يديمك لينا ياحبيبي .
**********************
بعد مرور بضع ساعات..وتحديداً فى مقر الشركة الرئيسية..
فاليوم كان مهلك للغاية على هؤلاء الشباب كالعادة فهذا حالهم منذ شهرين عندما تولت “فيروزة” إدارة الشركة بعد سفر “وليد” لفرع الشركة الأخرى فى إيطاليا بسبب تلك المشاكل التى حدثت بها، فكان الوضع غير مستقر لذا كان على “فيروزة” أن تتولى ذلك المنصب بناءً على طلب والدها فهى أفضل من يديرها فجعلت أخويها يقومون بمساعدتها لفترة مؤقتة…
حرك “عمر” رأسه يميناً ويساراً بتعب ثم قال بأرهاق:
– حرفياً أنا مابقتش قادر وخلاص تعبت.
التفت إليه “طارق” الذى قام بطرقعة أصابعه وقال بتثأوب:
– ومين سمعك أنا خلاص فصلت مياه ونور وكهربا كمان أختك دى مفتريه ياجدع .
أغلق الاخر الملف ثم تمدد على سطح المكتب وقال:
– طب اسكت بدل ماتيجي تسمعنا كلمتين حلوين وتكون ليلتنا سوداء أسود من الملف المتخلف دا اللى مش فاهمله حاجة .
نظر إليه “طارق” وهو يقوم بخلع سترته وقال:
– أومال بقا لو شوفت الملف العسل اللى معايا هتعمل ايه دا أنا ياشيخ بقالى أكتر من ساعة بحاول أخلصه ومش بيخلص كأنه بيعاند معايا وحالف أنه ماهيخلص النهاردة.
دخلت عليهما “فيروزة” وهى تحمل الحاسوب الخاص بها فقالت برفع حاجب:
– سايبين الشغل ليه ياحلوين.
أجابها “عمر” وهو يقاوم النوم:
-تصدقى بالله أنتى لو بتعذبينا مش هتعملى كدا والله حرام أنتى جيباني أراجع حسابات وحاجات أول مرة أشوفها ده أنا يابنتي فاشل وكنت بهرب من حصة الرياضة اه وربنا.
تحدث “طارق” بطريقة مضحكة قائلاً :
– على يدي..
نظرت إليهم وقالت ساخرة:
-أومال فين احنا فى ضهرك ده احنا شجعان أوي نخيتوا اوام كدا اشحال مخليكم تشتغلوا شغل بسيط مفيش فيه أى مرمطة وتعب.
رد عليها “طارق” بأرهاق شديد:
– ماهو واضح وبعدين ياروزا ياحبيبتى أنتى ياماما متعودة على المرمطة والتعب ذنب أمنا احنا ايه.
ضحكت بقلة حيلة وقالت:
– الظاهر أن مفيش منكم فايدة أمال فين كلام الكفاح والعزيمة والهمة وأحنا لازم نبقى حاجة.
أردف “عمر” قائلاً:
-هوا كله هوا وبعدين أحنا لسه بندرس ومينفعش لينا شغل دلوقتى خالص.
التفتت إليه “فيروزة” قائلة بثبات:
– ودا مش مانع انكم تشتغلوا وتعملوا لنفسكم حاجة بجانب الدراسة وبعدين دا تدريب ليكم على الشغل يابهوات بدل قاعدة الكافيهات وحفلات الرقص اللى بتروحوها.
اردف “عمر” بأرهاق وجوع:
-طب ممكن ناخد ساعة استراحة وناكلنا حاجة تسند طولنا.
اقتربت من المكتب وأخذت الملفات من عليه وقالت :
– ماشى ساعة واحدة و بعدها تكملوا باقى الحسابات.
-طب مش هتيجي تاكلي معانا.
-لا ورايا أجتماع مهم وهنعقد فيه صفقة جديدة.
نادتها السكرتيرة من الخارج قائلة:
-فيروزة هانم الوفد الألماني وصل ومستنين حضرتك فى غرفة الاجتماعات.
التفتت إليها وقالت:
– روحى وأنا جاية وراكى حالاً…عمر هات الملف الأزرق من المكتبة بسرعة.
بعد بضع دقائق فى غرفة الاجتماعات..
ولجت “فيروزة” بكل ثقة ووقار إلى الغرفة فانقطعت تلك الهمسات وتبقى الصمت هو السائد، نظر إليها ذلك الشاب الذى يبدو عليه فى بداية العقد الثالث فأعجب بطلتها الساحرة فهى كانت ترتدى بدلة نسائية خضراء بنفس لو عينيها فجعلتها أكثر أنجذاباً.
القت عليهم التحية ثم ترأست طاولة الاجتماع الضخمة
تحدث ذلك الشاب بثقة بها قدر من الغرور قائلاً:
– أعرفك بنفس أنا رائف مالك لشركة المنصوري وسررت بلقائك فيروزة هانم.
أجابته بعملية:- وأنا كمان نبدأ الاجتماع ولا اي.
أجابها “رائف” بهدوء:
– طبعاً نبدأ اتفضلى.
نهضت من مكانها ووقفت أمام شاشة العرض العريضة وأمسكت بجهاز التحكم وقامت بتشغيلها، نظروا إلى تلك التصميمات بانصات شديد فبدأت تشرح لهم بمهارة محتوى التصميم وهى تنتقل من صفحة لأخرى بكل سلاسة وكانت تجيب على كل تساؤلاتهم بهدوء وثبات، ثم أشارت لمساعدها بأن يضع أمامهم تلك الملفات الخاصة بالصفقة، بينما “رائف” وعملائه كانوا منبهرين بهذا العرض، أغلقت الشاشة بعد الإنتهاء وجلست بمكانها مرة أخرى.
أخذ رائف يقلب بتلك الأوراق ثم حول نظره إليها وقال بثبات: -شكلها مش هتبقى أول وأخر صفقة لينا مع بعض.
نظرت إليه بابتسامة صافية ليكمل حديثه:
– أعتبرى خلاص أن الصفقة تمت.
تحدث رجل من عملائه قائلاً:
– بس حضرتك المبلغ كبير أوي ف ممكن نقلله شوية.
أجابته “فيروزة” بعملية:
– يا أستاذ المبلغ مش كبير على صفقة زى دى ولا ايه يارائف بيه يعنى حضراتكم شوفته العرض والتصميمات ومفيش فيهم غلطة واحدة وعلى ما أعتقد مش هتلاقوا شركة تعرض عليكم شغل زيه ولو معترضين مفيش مشكلة ننهى المشروع.
أردف “رائف” بهدوء مؤيداً حديثها:
– العرض كان ممتاز ويستحق أن أدفع فيه عمرى وزى ما قولتلك أنا معنديش أى اعتراض.
ابتسمت “فيروزة” بمجاملة ثم قالت برزانة:
-تمام بس قبل ما نوقع العقد هتقرأ كله البنود اللى فيه علشان ميحصلش مشاكل بعد كدا ولو وافقت نمضي العقد فوراً.
أجابها “رائف” بعد الأطلاع على البنود فقال بموافقة:
-وأنا موافق على كل الشروط ممكن إذا سمحتى نعقد الصفقة قبل ما ترجعى فى كلامك.
تقدم منهما المحامى ووضع أوراق العقد أمامه ليقوم بالأمضاء وفعلت مثله “فيروزة”، هب “رائف” واقفاً وقال بابتسامة:
– اتشرفت بمعرفتك مكنتش أعرف أن اللوء عامر عنده بنت جميلة زيك.
أجابته بهدوء: -شكراً لحضرتك.
نظر إليها قائلاً:
-قوليلى رائف بلاش حضرتك وبيه يافيروزة ولا عندك مانع من رفع الألقاب .
-معنديش مانع.
وضع يديه بجيبه وقال بهدوء:
– إذا كان كدا تسمحيلى أعزمك على فنجان قهوة فى المطعم اللى جمب الشركة بمناسبة إتمام الشغل مابينا .
تحدثت “فيروزة” برفض:
– بعتذر منك لأن أنا مشغولة جدآ تتعوض مرة تانية إن شاء الله.
– تمام مفيش مشكلة عن أذنك.
أومات برأسها إليه ثم زفرت بأرتياح بعد خروجه وضحكت بسعادة لنجاح شغلها.
*****************
فى المساء…
صفت “فيروزة” سيارتها فى الجراج، ثم أتجهت إلى غرفتها بتعب شديد، فما أن ولجت للداخل وجدت “أنيس” نائماً بعمق على سريرها عقدت حاجبيها بدهشة وقامت بهز ذراعيه وهى تناديه بذهولٍ:
– أنيس….أنيس !.
قطب عينيه بأنزعاج ثم أعتدل بهدوء وهو يلتفت حوله وبدأ يستوعب وجوده هنا، فقالت روزا:
– بتعمل ايه هنا ونايم كدا ليه.
فانتصب واقفاً وهو يردد بنوم:
-أخيراً جيتي كنت مستنيكي من بدرى ياروزا.
جلست على الأريكة المقابلة له ونزعت حذائها وقالت متسائلة: -ومستنيني ليه فى حاجة حصلت معاك ؟.
جلس بجانبها ثم قال بهدوء:
– أنتى عندك زهايمر يابنتى مش قولتيلى أبقى استناني عشان عيزاك فى موضوع مهم.
تذكرت “فيروزة” ما كانت تود أن تخبره به لتسأله قائلة:
– أنيس هو أنت لسه بتحب دارين؟
نبض قلبه بعنف عند ذكر أسمها ثم قال بضيق يضجر معالمه:
-كنت لكن دلوقتى لا .
نظرت إليه بنظرات خبيثة ثم أضافت قائلة وهى تهب واقفة من مكانها :
– اممممم طيب بحسب أنك لسه بتحبها كان عندى ليك مفاجأة بخصوصها كانت هتفرق معاك لو كان قلبك بينبض ليها بس يلا مش مهم.
أمسكها من معصمها سريعاً ليردف بدهشه:
– أنتى قصدك ايه بالكلام دا أنا مش فاهم حاجة.
أحتلت مقعدها من جديد وهى تقول:
– مش مهم تفهم مدام مش هيفيدك كلامى بحاجة.
تحدث “أنيس” بضيق:
-روزا بالله عليكي ما تلعبي بأعصابي أنا مش مستحمل أى حاجة.
اتكأت بيديها على كتفه وهى تقول بخبث:
– مدام لسه بتحبها ليه بتنكر ياعسل.
أردف بحزن قائلاً:
-أنا بحبها يافيروزة لكن مش قادر أنسى اللى عملته فيا مش قادر أنسى كلامها اللى لسه بيتردد جوايا.
-مش كل اللى بنسمعه بيبقى حقيقة ياأنيس أوقات كتير بنضطر نكدب لغرض معين لا يتضح للجميع، أنهت جملتها ثم أمسكت يديه بقوة وأضافت:
– حاولت مرة واحدة بس تدور على الحقيقة بنفسك… لا صح أنت معملتش كدا مجرد بس سمعت كلام هى قالته من وراء قلبها لسبب ما صدقته ومحاولتش تدور بنفسك وتفضل وراها أنت تخليت عنها يا أنيس.
قطب حاجبه بعدم فهم ليقول:
– أنا مش فاهم حاجة وبعدين أنا متخلتش عن حد هى اللى أتخلت عنى.
أجابته “فيروزة” برفض قائلة:
-لا يا أنيس أنت تخليت عنها عشان محاولتش تعرف هى ليه قالتلك كدا..صمتت لوهلة تفكر فى أمر ما ثم أضافت:
– دارين لسه بتحبك ياأنيس، أحتلت الدهشة والذهول معالم وجهه بعدم تصديق، لتكمل حديثها بحزم:
– صدقنى هى بتحبك واضطرت تعمل كدا عشان باباها ميتسجنش بالشيكات اللى عليه، وعلى العموم هى فرحها بكرا لو لسه عايزاها بأشارة واحدة مني بس ألغى كل حاجة و تكون ليك .
تحدث “أنيس” بصدمة:
طبعا عايزاها لكن أنتى عرفتى كل المعلومات دى منين.
منحته نظره ساخرة قبل أن تخبره ثم قالت بصرامة:
– مش مهم تعرف دلوقتى كل اللى يخصك دارين وبس فاهم..وبعدين يلا على أوضتك لان أنا تعبانه ومحتاجة أرتاح شوية ومتنساش تجهز نفسك بكرا لأن رايحين مشوار مهم.
تسأل “أنيس” مستغرباً:- مشوار ايه.
تحدثت وهى تذهب بأتجاه المرحاض قائلة:
– كل شئ بأوان يادكتور أنيس تصبح على خير.
أختفت عن أنظاره فأبتسم “أنيس” بهدوء بعد ما فهم على ماتنويه غداً ثم قال بصوت غير مسموع:
-وأنتى من أهله ياروزا.
ثم غادر غرفتها بسعادة غامرة وقلبه يتراقص بتلك النبضات العاشقة..
بعد بضع دقائق خرجت من المرحاض بعد ما ابدلت ملابسها بملابس أخرى مريحة، استرخت على الفراش وهى تفرد ظهرها بتعب وذهبت فى نوم عميق…
********************
فى اليوم التالى وتحديداً فى مكان آخر…
كان يمسكها والدها من شعرها ليصفعها كفاً عنيفاً اسقطها أرضاً جعلها تضع يديها الرقيقة على خديها بوجعٍ وقهر فنظر إليها بقسوة ليقول بعجرفة:
– قدامك خمس دقايق والاقيكي لابسه الفستان فاهمة عريسك مستنيكي برا على نار مش عايز تأخير ياهانم.
قعدت مكانها تبكى بأنهيار فقتربت منها والدتها وضمتها إليها قائلة بحزن:
-قومى ياحبيبتى قومى البسي الفستان بدل ما الظالم يجي يضربك تانى وأنا مش هقدر عليه ربنا ينتقم منك ياعادل.
أرتدت ذاك الفستان فكان بمثابة كفن لها بعد لحظات كانت تجلس بجانب هذا العجوز الهالك منذ زمن فكان أصلع الرأس وحاجبيه كثيفة للغاية ومنغلقة فهى مثل أعواد المقشة الخشنة فكان ينظر إليها بابتسامة كشفت عن أسنانه السوداء من كثرة التدخين فشعرت هى بالأشمئزاز من رائحته الكريهه التى تفوح منه فأخذت عينيها تزرف دمعاً على حظها فوالدها أجبرها على الزواج من رجل أكبر من عمره ولم يشفق عليها.
تحدث “عادل” بسعادة:
– ايه رأيك ياشكرى كل حاجة تمت زى ما أنت عايز ثم وجه نظره إلى المأذون يلا يامولانا أكتب الكتاب.
لكن قاطعهم صوت قوي زلزل المكان قائلاً:
– أزاى بس يامولانا هتجوز واحدة مغصوبة على العجوز ده.🖊

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية لحن الزعفران)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *