روايات

رواية هوس متيم (هيامي) الفصل الحادي عشر 11 بقلم فاطمة محمد

رواية هوس متيم (هيامي) الفصل الحادي عشر 11 بقلم فاطمة محمد

رواية هوس متيم (هيامي) البارت الحادي عشر

رواية هوس متيم (هيامي) الجزء الحادي عشر

هوس متيم (هيامي)
هوس متيم (هيامي)

رواية هوس متيم (هيامي) الحلقة الحادية عشر

صدمة أحتلت كيانها و قلبها الذى أزدادت ضرباته ما أن رأى معشوقه أمامه يقترب منها صاعدًا درجات السلم وعينيه معلقه بعينيها التى لا تنزاح من عليه، أزدردت ريقها بصعوبة ما أن وقف مقابلتها يرمقها بنظرات يملؤها اللوم والعتاب، أزاحت عينيها بصعوبه من عليه ترمق أبنتها الواقفة بجوار خالد و تعلقت بذراعيه متمتمة بنبرة متحدية أخرجتها من صدمتها و جعلتها تتخطاها غير منتبه لتلك لنظرات المشتعلة لتعلقها بذراع رجل غريب عنها
-أنا عرفت كل حاجة يا ماما، بابا حكالى كل حاجة، انا عايزة افهم ازاى جالك قلب تكدبى عليا بالشكل ده، ازاى خدعتيني السنين دي كلها و حرمتيني من ابويا، ليه عملتى فيا و فيه كدة
-أبوكى ايه و كلام فارغ ايه، ابوكى ميت م
كانت تلك كلمات ثائر و التى خرجت من فوه الغاضب مما تفعله، فقاطعه خالد وهو يرمقه بجانب عينيه
-لا مش ميت ابوها قدامك، وهبه كمان ولا إيه يا هبه
عاد ينظر إليها مرة أخرى وهى يهتف كلماته الأخيرة فأبتلعت غصة مريرة بحلقها و ألتفتت تنظر لـ ثائر و حنين التى كانت تتابع ردود ثائر و التى صدمتها كليًا فمن المفترض ان ينزعج لظهور زوج هبه و الذى من المفترض انه عاشقًا لها، و لكن ما رآته لم يكن انزعاج من اجل عودته فكل ما كان يزعجة ويشعله هو ذاك الأقتراب بين هيام و خالد مجهول الهوية بالنسبة له
-ثائر حنين ممكن تسبونا على انفراد
اعترض ثائر و زمجر بـ غضب
-يعنى ايه يا هبه الراجل ده فعلًا يبق
-ايوة ممكن تسبونا فى كلام كتير لازم يتقال
ارتخت ملامح ثائر و رمق هبه بنظرات غير مفهومه و سرعان ما أماء لها محترمًا رغبتها قائلًا بصدمة أحتلت كيانه وهو يرمق هيام
-انا على القهوة تحت
وسرعان ما غادر و لحقت به حنين
دلفت هبه المنزل تحت انظار خالد و هيام التى أبتسمت لوالدها و اشارت له براسها لـ يدلف معها و بالفعل ولج خالد المنزل فأغلقت هيام باب المنزل
وما أن ألتفتت حتى وجدت هبه قد اقتربت من خالد وتشبتث بملابسه تصيح عليه بأنهيار و غضب أعمى
-أنا عايزة افهم انت قولتها ايه بضبط وغسلت دماغها أزاى أكيد كدبت عليها يعنى مش مكفيك اللى عملته فيا زمان جاى دلوقتى عايز تاخد منى بنتى اللى طلعت بيها من الدنيا دى..انت إيه يا أخى حد مسلطك عليا ايه اللى فكرك بينا دلوقتى عايز مننا إيه
هرولت هيام تجاه هبه الغاضبة و خالد الجامد أمامها يتطلع بعينيها فقط دون ان يمنعها من تلك الدفعات العنيفة التى تدفعه إياها، خلصت خالد من قبضتها و هى تصيح بانفعال واقفة كالحاجز المنيع بينهم
-أنتى بتعملى ايه، وبعدين بابا مغسلش دماغى بابا حكالى كل حاجة و
قاطعتها هبة بأستنكار
-بابا!!!!!!!!
بتنادى واحد متعرفيهوش غير من كام ساعة بـ بابا…..بتنادى واحد ميستهلش الكلمة دى، أنتى متعرفيش اى حاجة
قاطعتها هيام بعدوانية واضحة
-لا يستاهلها و لو فى حد ميستاهلش فيكون انتى مش حد تانى انتى اللى كدبتى عليا و حرمتينى منه
تجمدت هبه مكانها تنظر لابنتها بصدمة شديدة و زاغت عينيها بينهم فتارة تنظر لهيام و تارة تنظر لخالد الذى خرج صوته محذرًا هيام بسبب تطاولها و كلماتها اللاذعة التى قذفتها بوجه والدتها
-هيام
هدأت هيام من روعها و استدارت تنظر لخالد متمتمة بأعتذار
-أنا آسفة يا بابا بس انا مش مصدقة اللى هى عملته فينا لحد دلوقتى
وسرعان ما ألتفتت تنظر لهبه المصدومة و التى تنظر لها بخذى و تجمعت الدموع بمقلتيها فأسترسلت هيام حديثها اللاذع دون مراعاه لشعور والدتها
-بابا اللى مش عجبك انى بنديلة بـ بابا ده قعد يدور علينا سنين بعد ما عزلتى من بيتك القديم و كلمتيه عرفتيه انك حامل و انك هتحرميه منى…بس هو مستسلمش و قعد يدور لحد ما لقانا و من ساعتها و احنا مش بنغيب عن عينه و اول ما جتله الفرصة قرب منى و ظهر بحياتى بشخصية تانية انتى متخيلة انتى وصلتينا لايه بتهورك و اندفاعك
توقفت عن الحديث تلتقط أنفاسها بصعوبة وخالد مغمض عينيه بألم فـ بدأت تقترب من هبه رويدًا رويدًا مكمله
-متكلمتيش معاه ليه مخلتيهوش يبررللك ليه مسمعتيهوش ليه زى ما انا سمعته وفهمته و عذرته….عارفة ليه مسمعتيهوش عشان كنتى حبه تعيشى دور المظلومه اللى جوزها طلع متجوز من وراها
-هياااااام كفاية كدة بقى زودتيها اووى
هدر بها خالد بعنف مبعدًا إياها فأماءت براسها عدة مرات متتالية قائلة بلهجة قاسية و هى ترى الدموع تذرف من اعين هبه
-هو فعلا كفاية…كفاية اوى لحد كدة، وعشان تبقى عارفة انا من انهاردة مش مستعدة ابعد عن ابويا لحظة واحدة كفاية اوى اللى حصل
انهت حديثها و هى تهرول تجاه غرفتها وانتشلت حقيبة متوسطة الحجم و بدأت بلملمة بعض من ملابسها وهى ترى أمامهم بصعوبة بفضل تلك الدموع
أما بالخارج
كاد خالد أن يقترب من هبه هاتفًا بنبرته الحنونه
-هبه أنا
أنتفض جسدها وهى تراه يكاد يقترب منها ولسانه يتفوه بحروف اسمها
رفعت يديها بضعف محذرة إياه من الأقتراب
-هبه أنا
-متقربش، أنا مش طيقاك أنت بتعمل فيا كدة ليه انا عملتلك ايه عشان تعمل فيا كدة، انا مأذتكش بالعكس انت اللى آذتنى انا اللى أتعذبت انا مش انت.. انا اللى مشفتش يوم حلو من يوم ما عرفت حقيقتك، مبسوط انت كدة لما قلبت بنتى عليا و خليتها بتكرهنى ده اللى انت كنت عايزة مش كدة بتنقم منى يا خالد مش كدة
حرك رأسه بعنف مغمضًا عينيه بألم
-مقدرش يا هبه مقدرش انتقم منك انا حبى ليكى منقصش سنتى بس انتى مش عايزة تسمعينى عرفتى بجوازى و هربتى و حرمتينى منك و من بنتى متدنيش فرصتى كنت مستميكى اهدى و احكيلك حاجات كتير…حاجات كانت هتخليكى تعذرينى وتعرفى اللى انا عايش فيه…حاجات بنتك عرفتها و عذرتنى، انا مكنت عايش فى جنه مع ندى و لا حياتنا كانت وردية انا من بعض ما اختفيتى و انا
خرجت هيام من الغرفة وهى تحمل حقيبتها قائلة بنبرة حاسمة
-انا جاهزة يا بابا
أستدرات هبه و التقطت عيناها تلك الحقيبة التى تحملها هيام فاقتربت منها بلهفة وحاولت انتشال الحقيبة من يديها
-انتى بتعملى ايه..انتى عايزة تسبينى يا هيام، انا مليش غيرك عايزة تحرمينى منك طب هو عنده بنت غيرك بس انا معيش غيرك
ابتلعت هيام ريقها و كافحت تلك الدموع بمقلتيها تأثرًا بحديث هبه فقالت بخفوت
-وانا قولتلك معنديش استعداد اعيش بعيد عنه من تانى لو حبه متبعديش عنى يبقى تيجى معانا و نعيش اللى حرمتينا منه
-متضغطيش عليا يا هيام اللى بتطلبيه ده مش صعب بس ده مستحيل انا مستحيل اعيش معاه تحت سقف واحد
-وانا مستحيل اعيش بعيده عنه من تانى انا همشى يا ماما ولو فعلا زى ما بتقولى يبقى هتيجى وهتبطلى عند..يلا يا بابا
هرولت من أمامها مغادرة ذلك المنزل دون ان تنظر خلفها حتى لا يظهر أمامهم تلك الدموع التى لم تستطع كبحهم أكثر من ذلك فهى تعلم جيدًا بأنها قد قست عليها ولكن كان لابد من تلك القسوة حتى يجتمعون و يجتمع شملهم مرة أخرى…….
-هياااام، هيااااام
كادت هبه ان تلحق بها لعلها تمنعها من رحيلها الذى مزق قلبها أشلاءًا متعددة و لكن لحقتها يد خالد الذى جذبتها داخل أحضانة مطوقًا إياها رغمًا عنها مغمضًا عينيه يستنشق رائحتها التى غابت عنه طوال تلك السنوات متمتم بصوت مبحوح
-وحشتينى يا هبه…. أرجوكى كفاية، كفاية بُعد، خلينا نعوض اللى فات
دفعته بعنفوان والدموع تنهمر من مقلتيها
-نعوض اللى فات!!!أنت أكيد مجنون و لو فاكر انى ممكن أسامحك على عملته زمان فمستحيل أسامحك على اللى عملته فيا دلوقتى، أنت حيوان و انا بكرهك و زى ما كنت بحبك و كرهتك هيجى الوقت اللى هيام هتعرف فيه قد ايه انت انانى و متستهلش الكلمة اللى قالتهالك بسهولة وهتكرهك زى ما كرهتك يا خالد…….
**********
منذ قليل بالطرف الآخر
كان يقف داخل البناية يأتى ذهابًا و إيابًا يفكر بذاك الرجل غريب الأطوار و الذى علم هويته….فكم اصبح يشعر بالغرابة من نفسه فمن المفترض أن يشعر بالأنزعاج و الضيق من اجل لأحتمالية عودتها لزوجها و لكن ما جعله مشتت و يجول بذهنه الكثير حول حقيقة مشاعره تجاه هبه، هو أنه ينزعج من فكرة غياب هيام أو ابتعدها عنه فأذا لم تكن أمام مرأى عينيه لن يهدأ له بال، ودار بخلده حديثه مع حنين عقب نزولهم من المنزل جاذبة يديه بعنف و جنون واضح مرغمة إياه على الأستدارة والنظر بعينيها
-أنت إيه حكايتك بضبط، انت بتحب هبة ولا هيام يا ثائر، ولا نفسك مش عارف انت بتحب مين
وسرعان ما أكملت بسخرية واضعة يديها على خصرها
-اقولك انا بقى هتطلع بتحب مين..هتطلع بتحبنى أنا و أنت مش واخد بالك اصلها عادى بتحصل و بكرة تقزل حنين قالت و صدقنى حنين مش هتبقى غير ليك و ثائر مش هيكون غير ليا
أغمض عينيه ورفع يديه يشد على خصلاته بقوه وعنف متمتم بخفوت بينه و بين نفسه
-مستحيل يا ثائر مستحيل تكون بتحبها، مستحيل تكون مش فاهم مشاعرك صح، مستحيل اكون مغفل طول السنين دى و اكون بحب هيام و فاكر انى بحب هبه مش معقول كلام يوسف يطلع صح
انتبه إليها وهى تهبط درجات السلم تحمل حقيبة بيديها و شهقات خافتة تخرج من بين شفتيها وكذلك عينيها و انفها اللذان اصبحا بلون الفراولة فتناسى غضبه و اقترب منها بلهفة متناسيًا الحقيبة التى بين يديها
-بتعيطى ليه يا هيام، أنتى كويسة
رفعت يديها و جففت دموعها قائلة بنبرة خرجت بطريقة طفولية بحته
-ملكش دعوة بيا خليك فى حالك يا جدع أنت
-جدع أنت!!!!!!!!!!
آااااه أنتى شكلك خرفتى و لاإيه ولا عشان فاكرة ان ابوكى ظهر انك
قاطع حديثه و تذكر أمر تلك الحقيبة فاخفض عينيه لمستواها و أنتشل الحقيبة من يديها بلحظة مفاجأة لم تستطع مفادتها متمتم بأستهجان و صوت عالى منفعل دافعًا الحقيبة على الأرض
-ايه الشنطة انتى، أنتى ناوية على ايه بضبط ناوية تجنينيى
رمشت بعينيها عدة مرات و أنحنت منتشلة الحقيبة من على الارض
-لا تجننى و لا اجننك انا خلاص سيبالكم الحارة باللى فيها اشبع بيها، أما عن ماما فـ بابا بيحاول معاها عشان يرجعوا لبعض اللى حصل بينهم سوء تفاهم و هيتحل و هنعيش كلنا مع بعض
لم يهمه أى ما نطقت و تفوهت به سوى أنها ستغادره، فـ روحه أحترقت ما إن علم فقط برغبتها بالذهاب ترى ما سيحدث له إذا غادرت بالفعل
أقترب منها بشدة فتراجعت خطوة للخلف بتوتر من ذاك القرب الذى يحدث لأول مرة أما هو فكان لا يرى مدى اقترابة منها كل ما يراه الآن أنها سترحل و ستتركه وحيدًا يتيمًا……
همس أمام وجهها حتى لفحت أنفاسة بشرتها و جعلت جسدها ينتفض وتسرى بها رجفة بسيطة لاتحدث لها سوى بقربه
-عايزة تسبينى و تمشى، مينفعش تسبينى و تمشى مش بمزاجك يا هيام، ومش من حق اى حد أنه يأخدك منى، أنت ملكى و تخصينى أنتى سامعة
جحظت عيناها وكذلك فوها الذى أتسع حتى كاد ان يلمس الارضية لا تصدق ما سمعته اذنيها للتو تتمنى لو يكرر كلماته مرة أخرى
أما هو فحالته لم تختلف عنها كثيرًا فكم صدم مما خرج من فوه و قاله دون إدراك ابتلع ريقه و عينيه لاتزال معلقة بعينيها المتسعة وظل بذاك اللقاء عدة ثوانى، عدة ثوانى جعلته يدرك و يفقه الكثير مما كان يحدث له و معها، فأخيرًا أدرك حقيقة مشاعره بتلك اللحظة التى علم بأن هبه لا تهمه بشئ فشعور الغيرة لم يسيطر عليه تجاها أنما سيطر عليه مع تلك القابعة امامه التى لم يعد يراها طفلته المدلله و لكنه اصبح يراها أمراه ناضجة تشع بالأنوثة و تدفعه شفتيها لتقبيلها
نهر نفسه عن ذاك التفكير وأخفض عينيه مستغفرًا ربه مهدءًا روعه و جسده الذى طالب بقربها للمرة الأولى فأبتلعت هى ريقها بتوتر و كادت أن تتحدث و لكن ذلك الصوت الذى جاء جعلها تصمت و تلتفت إليه
-ساااالخير تحبوا اجبلكم شجرة و اتنين ليمون
ألتفت ثائر تجاه ذلك الصوت الذى تذكرة على الفور فرمقه بنظرة أستحقار من أعلاه لأسفله متمتم بغلاظة
-هو أنت
ألتوى فم مالك بأبتسامة جانبية و قال وهو يقترب منهم بهدوء
-اه أنا….إيه مش عجبك، وبعدين احنا بينا حساب قديم و قولتلك مسيرنا نتحاسب لما اشوفك و ادينى شوفتك يبقى جه وقت الحساب يا نجم
قال كلماته الأخيرة و هو يسدد له لكمة عنيفة و قوية بفكه، فالدماء قد فارت بعروقة ما أن رآه يقف بذاك القرب و الحميمية من ابن عمه
شهقت هيام و وضعت يديها هلى فمها مردد اسمه بخوف
-ثائر
بصق ثائر على الأرضية و اعتدل بوقفته بعدما ترنح بفعل تلك اللكمة وانتبهت هيام لعروق رقبته التى برزت من فرط غضبه بسبب تطاول ذلك الغليظ السمج عليه فتمتم هو الآخر و هو يسدد له لكمه اشد قوة أراد مالك تفاديها و لكنه لم يستطع و بدأت أصواتهم تتعالى و هو يقذفون بعضهم ببعض الكلمات البذيئة وتعالى صوت هيام والتى حاولت الفصال بينهم ولكن قام مالك بجذبها من يديها جاعلًا إياها تقف خلفه ففارت الدماء بعروق ثائر و هجم عليه كالثور الهائج لـ لمسه إياها قائلًا بعنف و هو يسدد لكمات عنيفة اصبحت متبادلة بينهم
********
وصل صوت ثائر و صياح هيام لأذن خالد وهبه واللذان كان يتعاتبان فتحركت هبه من مكانها و فتحت الباب المنزل و خالد يلحق بها لاستماعه هو الآخر لصوت ابن أخيه فنادى خالد بأسم مالك ما ان رآه
-مالك….إيه اللى بيحصل ده إبعدوا عن بعض
وصلت هبه وخالد وتولت هبه مهمة إبعاد ثائر والصدمة تعتريها لمعرفة صلة القرابة بين مالك و خالد لـ تـتفهم الآن سبب ذاك المرتب العالى التى كانت تحصل عليه رغم تنظيفها لـ المنزل ثلاث مرات أسبوعيًا
أما خالد فـ تولى إبعاد مالك وصاح بصوت غليظ حاسم
-إيه اللى بيحصل ده و من امتى و انت همجى بالطريقة دى يا مالك
أبتسم مالك من بين أنفاسة العالية أثر الشجار و قال بسخرية
-لا متقلقش دى مش همجية يا عمى قد ماهو حساب قديم بينى و بين الأستاذ اللى عامل فيها بلطجى ده
زمجر ثائر به متمتم
-لا يا حدق انا مش عامل فيها انا بلطجى فعلًا وتربية شوارع ومستعد اوريك البلطجة على حق يا حيلتها
-بس يا ثائر خلاص ايه اللى حصل لكل ده
كاد ان يتحدث ثائر فسبقه مالك مغمغم بضيق ظاهر
-البيه المحترم جاى ادخل العمارة لقيته مقرب منها بطريقة مستفزة طب ما كنت تبوسها احسن
-مالك بس خلاص، كفاية فضايح يا متخلف ويلا انت و هيام على العربية و انا هحصلكم
-يلا مين و هو و هيام مين ده انا ممكن ارتكبلكم جريمة، هيام مش متحركة من هنا، احنا اهلها و احنا ناسها ومش عشان ضحكت عليها بكلمتين و زغللت عينها باللى معاك تبقى فاكر انك هتاخدها من وسطنا لا بتحلموا
نفذ صبر خالد و ألتفت تجاه ثائر وقال بلهجة لا تقبل النقاش و بذات الوقت كانت قاسية
-وانت مين انت عشان تقرر بنتى تقعد معايا و لا لا دى بنتى انا و انا اللى اقرر
حركت هبه رأسها بنفى و قامت بالتعديل على حديثة مدافعه عن ثائر
-لا يا أستاذ يا ابوها، ثائر ليه حق فيها اكتر منك مليون مرة من صغرها و هو شايلها فـ عينه بيخاف عليها من الهوا، وانت جاى عايز تاخد كل حاجه على الجاهز ثائر اللى مش عجبك ده كان راجل البيت وعمل اللى انت معملتوش يا خالد بــيه
صاح مالك بحنق
-هو ايه انتوا هتتفقوا على عمى و لا ايه و بعدين هيام هى اللى حبه تعيش مع ابوها اللى أنتى زمان حرمتيهم من بعض
تحرك ثائر من مكانه تجاه هيام الصامته المترقبه لما يحدث من حولها و أبتلع ريقه و خرج صوته بطريقة خُيل لها بـ انها متوسلة مترجية و باحت عينيه بما لم ينطقه لسانه بعد
-متمشيش متسبيش هبه و تسبينى يا هيام
كادت أن تلين وأن تتراجع عن قرارها لـ تبقى فقط بجواره و لكن جاء بذهنها والدها و والدتها التى ترغب و بشدة جمع شملهم و لن تفعلها إلا بذهابها مع خالد
تنفست الصعداء وهى تنظر بـ عيناه الفيروزية و التى ورثها عن والدته المتوفاه وتذكرت تلك اللحظة التى اعترفت بها بعشقها و ولعها به ولكنه خذلها محطمًا وممزقًا قلبها لأشلاء وتركها ورحل دون أن ينظر خلفه
نظرت بـ عيناه بتحدى مخيف و قالت بحسم
-همشى يا ثائر، همشى ومش هتقدر تمنعنى
نظرت لوالدتها التى كانت تنظر لها بـ أمل تتمنى لو تتراجع عن قرارها و لكن تبخرت أحلامها ما أن أستمعت لحديثها
ألتقط مالك حقيبتها و غادر البناية و هو يرمق ثائر بتشفى لحقت هيام به و كذلك خالد الذى تمتم بينه و بين نفسه
-راجعلك تانى يا هبه مش هسيبك غير لما تعرفى كل حاجه و تفهمى انى مكنتش عايش فى جنه زى ما أنتى متخيلة…أنا كنت و مازلت عايش فى جحيم اسمه ندى و اللى منعنى عنها بنتى رنا
غادر من امامها بعدما توعد بالعودة مرة أخرى فرمق ثائر هبه التى كانت تقف مكانها كالصنم وصاح بعد تصديق و يكاد يجن مما يحدث
-انتى ساكته ليه يا هبه اتكلمى امنعيها اعملى اي حاجه
لم يجد اى رد فعل و ظلت على حالها فكز على أسنانه و هرول خلفهم فوجدها قد أستقلت السيارة بالخلف بجوار والدها الذى ضمها داخل احضانه يربت على كتفيها مقبلًا اعلى جبهتها، ومالك بالأمام يجلس مكان السائق ويدير محرك السيارة
طرق ثائر على زجاج السيارة و هو يهتف بغضب حتى كاد ان يكسره ويحطمه بعدما حاول فتح الباب و لكنه كان مغلقًا بأحكام
-هيام أنزلى هيام أنزلى بقولك
ظل يردد تلك الكلمات دون توقف و بهستيريا ولكن لا حياة لمن تنادى
انزل مالك زجاج النافذة الأمامية و صاح بسخرية لاذعة
-فرصة مش سعيدة يا أستاذ بلطجى
وسرعان ما غادرت السيارة من مكانها وغادر معها قلبه و روحه و هيامه………..

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية هوس متيم (هيامي))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *