روايات

رواية هوس متيم (هيامي) الفصل الثالث 3 بقلم فاطمة محمد

رواية هوس متيم (هيامي) الفصل الثالث 3 بقلم فاطمة محمد

رواية هوس متيم (هيامي) البارت الثالث

رواية هوس متيم (هيامي) الجزء الثالث

هوس متيم (هيامي)
هوس متيم (هيامي)

رواية هوس متيم (هيامي) الحلقة الثالثة

فارت الدموع من عيناها بعدما عاد كل شئ أمامها مرة أخرى، فوضعت يديها على فمها مانعة شهقاتها من الخروج محاولة كبح أنهيارها الذى على وشك الحدوث مرة أخرى فكلما تذكرت ما فعله تشعر وكأن أحدهم يعتصر قلبها بقبضته و أكثر ما يؤلمها بأنه لم يحاول الوصول لها طوال تلك السنوات، أكان يتسلى بها لتلك الدرجة، لتلك الدرجة كانت بلا قيمة وأستطاع أستدراجها متفننًا بحبه لها، التلك الدرجه كانت حمقاء ساذجة لم تستطع ان ترى أن كان يحبها ام لا……
اخرجها من كل تلك التساؤلات وقوف ذلك الشاب مفتول العضلات و الأعين السوداء القاتمة و الخصلات متوسطة الطول و الشفاه الغليظة أمامها متطلعًا لها بنظرات متسائلة وسرعان ما انتبهت إليه فرفعت أناملها مزيلة تلك الدموع ونهضت عن الفراش بتوتر قائلة بتلعثم
-انا انا كنت بنظف الاوضة و
قاطعها مالك من أسترسال حديثها و اقترب منها خطوة واحدة مضيقًا عينيه مندهشًا من حالتها و عينيها و انفها الحمراء بلون الدم
-أنا عارف انك بتنظفى بس بتعيطى ليه انتى تعبانه و لا حاجة تحبى اطلبك دكتور؟
حركت هبه رأسها بنفى عدة مرات متتالية قائلة
-انا كويسة واسفة جدًا ملحقتش انظف الاوضة لو تديني نص ساعة بس اكون خلصت الاوضة و
أشار لها بيده وهو يقترب من الخزانة الخاصة به مخرجًا ملابس أكثر اريحيه مغمغم بنبرة ادهشتها و دهشها طريقته تلك بالتعامل معها و التى تنافى معاملة والدته تمامًا و تنافى سهره واسلوب حياته
-روحى يا هبه مش لازم تكملى شغل انهاردة انتى شكلك تعبانه
ظلت تطلع له تراقب ما يفعله ورغمًا عنها أرتسمت ابتسامة جانبية على وجهها لتعاملة بتلك الطريقة الانسانية التى تنافى افعاله و سهره و التى طالما جعلتها لا ترتاح للتعامل معه ولاول مرة تشعر بأنها قد سأت الظن به
-هخلص بس المطبخ و بعدين همشى علطول
ألتفت ينظر لها دافعًا ملابسه بطريقة عشوائية على فراشه وقال بنبرة لا تقبل النقاش
-هبه سمعتيني و لا لا بقولك روحى
دهشت هبة من إصراره و كادت ان تتحدث فتمتم قائلًا
-يا ستى لو عشان ماما ف انا هقولها انى اللى مشيتك روحى و لما تيجى تاني ابقى عوضى مش هيجرا حاجة يعنى
أماءت له هبه بموافقة و لملمت ادوات التنظيف و خرجت من الغرفة غالقة الباب من خلفها فتنهد مالك و اقترب من الفراش دافعًا جسده بقوه عليه بأرهاق نتيجة لسهره مع اصدقائه الذى لا يفعل غيره معتمدًا على والده فى كل شئ وسريعًا ما ذهب بسبات عميق ……..
**********
بعد إنتهاء المحاضرة خرجت من المدرج وهى تتأفف تشعر بالغيظ من حنين لتأخرها الدائم فرفعت حقيبتها و بحثت عن هاتفها و سريعًا ما أخرجته وما أن اخرجته حتى وجدتها أمامها فراخت ملامحها صارخة بها
-انتى بتهرجى يا حنين كل ده تأخير والله العظيم بتستعبطى انتى عارفة انى مبحبش احضر المحاضرات لوحدى
تنهدت حنين و تمتمت بتبرير
-يا ستى راحة عليا نومة والله، وست سارة مهنش عليها تصحينى حتى كأنها قاصدة انى أتاخر
لكزتها هيام بكتفيها و قالت بغيظ و اشتعال من طريقتها بالحديث عن سارة
-متكلميش عن سارة كدة، انتى عارفة كويس انه مفيش اطيب من سارة
-لا ياشيخة اومال تبررى بأية اللى هى عملته ده، يعنى تبقى صاحية و ميهنش عليها تصحينى، خليكى حقنية يا هيام مش عشان هى اخت حبيب القلب تدافعى عنها و كانها مش شايفة الحركات النص كم اللى بتعملها
صكت هيام على أسنانها ورفعت سبابتها قائلة بغضب ولكن بصوت خافت حتى لا ينتبه احدهم لتلك المشاجرة التى تحدث بينهم
-حنين بلاش الأسلوب ده، وبعدين انا سكتالك بقالى فترة و اقول هتعقل هتعقل بس انتى مبتعقليش و كل مادا بتسوقى فيها اكتر مع سارة يا شيخه حرام عليكي اللة بتعمليه ده، ده احنا متربين سوا حتى اعملى حساب للعشرة، وبدل ما تقفى مع امك عقليها بدل الجنان اللى بيحصل ده، ده الحارة بدأت تكلم فى الموضوع ولو وصل لثائر مش هيحصل طيب دى اخته الوحيدة و ملهمش غير بعض
قلبت حنين عينيها و نظرت بأتجاه اخر تتمنى لو تأتى بخصلاتها بقبضتها وتصب جام غضبها بها لا تعلم ما المميز بها حتى تكون المفضلة لديه، فأخذت شهيقًا طويلًا أخرجته زفيرًا عنيفًا و تمتمت
-بصى يا هيام فكك و قفلى على الموضوع و خلينا نروح نجيب اى حاجة نشربها
عضت هيام على شفتيها الكرزية بغيظ و قالت و هى تتحرك من امامها
-اشربى بقى لوحدك، انا هروح و خليكي عارفة لو استمريتى كدة كتير هتخسرينى يا حنين
تابعتها حنين بعيناها التى أحتدت متمتمة بداخلها بحقد
-ربنا يأخدك يا هيام و ارتاح منك، أنا بكرهك بكرهك
وسرعان ما أشرق وجهها مرة أخرى مقنعه حالها بأنها ستنول ما تريد بنهاية المطاف……
*********
أعتدل بوقفته و نفض يداه ماسحًا جبينه الذى تصبب عرقًا بظهر يده ملتفتًا لذلك الشاب الذى يقف برفقته فتمتم و هو يتحرك خلف ذلك المكتب الصغير المتواجد بأحدى زوايا المحل
-جرا اية يا محمود هتفضل واقف ساكت كدة كتير ما تخلص يا عم انا مش فاضيلك قول الكلمتين اللى عايز تقولهم و اتكل
أقترب منه محمود بخطى متلهفة مغمغم بعشم
-بصراحة بقى يا نجم أنا عايز اكمل نص ديني و طالب منك القرب
قطب ثائر جبينه بدهشة و تقدم بوجهه قليلًا قائلًا
-انا فهمت انك عايز تكمل نص دينك يعنى تجوز، أنا بقى ايه دخلى ما انت عارف مفيش غير سارة و مش دى اكيد اللى أنت ع
توقف عن استكمال حديثه لتتسع عيناه عندما وصل إليه مغزى ذلك الحديث فقال بغضب ضاربًا على مكتبة براحة يده
-أنت تقصد هيام مش كدة
ابتسم محمود ببلاهة قائلًا
-الله ينور عليك هى هيام انا بقى متعشم فيك تكلمى هبه و …. ايه ده فى ايه يا ثائر
صاح محمود بكلماته الاخيرة عندما وجده نهض من خلف المكتب مقتربًا منه و إمارات الغضب بادية على وجهه قابضًا على ملابسة بقبضته القوية قائلًا من بين أسنانه
-ده انت نهارك كله الوان هيام مين يالا اللى عايز تجوزها، بقى على اخر الزمن هيام تجوزك أنت، ليه كنت اتجننت عشان اوافق على المهزلة دي
غضب محمود و فارت الدماء لعروقة وقال بغضب
-الله الله و ليه الغلط بس يا ثائر و بعدين هو انا بقولك حاجه حرام ده انا عايزة اتجوزها على سنه الله ورسوله
أقترب منه ثائر و تحدث بصوت فحيح كالأفاعى
-ده لما تشوف حلمة ودنك، مش انت اللى تتأمن عليها، ده انت متجوز مرتين و مطلق
ظلت محاولات محمود لتحرير نفسه من قبضته المحكمة و لكن دون فائدة فأجابة بأعين قاتمة
-وفيها اى يعنى كنت متجوز هو أنا بعمل حاجه حرام ده انت حتى قولتها بلسانك متجوز و مطلق، انت ايه مشكلتك بضبط انا عايز افهم ما البت كبرت و بقت عروسة و انا طالب القرب و بعدين اسالها مش يمكن توافق و
تحدث ثائر مقاطعًا إياه قائلًا بغضب
-بقولك ايه جواز من هيام انسى عايز يا حبيبى تجوز عندك البنات على قفا مين يشيل و هيام تطلعها من دماغك و على الله على الله يا محمود اشوفك بتهوب ناحيتها
انهى حديثة و هو يحرره من قبضته دافعًا إياه بقوة فترنح محمود بوقفته و اختل توازنه بفضل تلك الدفعة فصك على أسنانه و ابتسم أبتسامة لم تصل لعيناه مغمغم بأستفزاز
-طب ما تقول ان البت عجباك و انك حاجزها لنفسك وعشان كدة لسه متجوزتش مش كدة
تقدم ثائر منه بخطوات سريعه قابضًا على ملابسه مرة أخرى قائلًا
-يابنى خاف على نفسك، خاف على نفسك يا حبيبى عشان انا كل ده مش عايز اتغابى عليك فقصر كدة عشان انا ممكن اتهور عليك و فى الآخر انت اللى هتزعل يا محمود امشى واتقى شرى
فتركة مرة آخرى فظل محمود يحرك رأسه بوعيد مهندمًا قميصه قائلًا
-ماشى يا ثائر ماشى بس خليك فاكرها عشان مش انا اللى تعمل معايا كدة
عض ثائر على شفته السفلى و قال
-ورحمة امى يا محمود لو ماغرت من قدامى لهمسك فيك و هقل منك فى المنطقة و ابقى قابلنى لو حد عرف يحلك من تحت أيدي
نظر له بغل و عيناه تهدر بالغضب مغادرًا من أمامه وما ان خطى بقدمه خارج المحل حتى وجدها امامه فرمقها بنظرة سريعة واكمل طريقه
دهشت هيام من نظراته و هيئته و الغضب الذى طل من عيناه عندما تقابلت عينيهم فدلفت المحل فوجدت ثائر يأتى ذهابًا و إيابًا كالثور الهائج غير منتبهًا لمجيئها فصاحت بنعومة و هى تراه هو الاخرى بتلك الحاله
-فى ايه يا ثائر انت اتخانقت مع محمود ولا
نظر لها ما أن فتحت فوها و استمع لصوتها فاقترب منها قابضًا على ذراعيها وقال بأعين قاتمة
-أخفى من قدامى دلوقتى و اطلعى البيت عشان انتى خلاص استنفذتى كل رصيدك عندى انهاردة و ممكن انفجر فى وشك
ازدردت ريقها وأنتفض جسدها من صراخه عليها وظلت تطلع لعيناه الغاضبة حتى لمعت الدموع بعيناها وسريعًا ما تحركت من أمامه تاركة المحل و تاركة إياها يشتعل من نيران لا يفقه سببها سوى أنه لا يتحمل أن ينظر لها أى شخص
**********
وصلت هبه أمام البناية وما كادت ان تخطى بقدميها داخل البناية حتى وجدت ثائر ينادى عليها
-هبه!!!
ابتسمت له هبه بخفه فزفر ثائر التى كانت عروقه تنبض بقوة اثر غضبه وما ان رآها امامه حتى تحكم بغضبه وغمغم بلهجة خرجت حادة دون إرادته
-خير راجعه بدرى يعنى انهاردة
-صاحب المحل جه بدرى انهاردة وعشان كدة جييت بدرى، انت مالك فى ايه
ابعد ثائر نظراته عنها قائلًا
-مفيش
اتسعت عيناها و ارتفع حاجباها و قالت
-لا انا عارفة النظرة و النبرة دى هى هيام عملتلك حاجة و لا ايه
تجهم وجهه و قال بنفاذ صبر
-بنتك هتجننى معاها يا هبه انا بخاف عليها و هى مستهترة بطريقة مش طبيعية، الصبح القيها واقفة مع عيل سمج معأنى منبها ميت مرة بخصوص الموضوع ده، ده غير الواد محمود جالى من شوية و قال ايه عايز يكمل نص دينه، لا و الهانم بتنقى الوقت بصراحة هو خرج من هنا و هى دخلت من هنا
-وطبعا زعقت فيها مش كدة
-دى اقل حاجة اعملها معاها ده انا شللى هيبقى على ايد بنتك
مطت هبه شفتيها و قالت و هى تشير برأسها تجاه المنزل
-طيب انا طالعة البيت تحب تطلع وتصالحها
-أصالحها!!!هو انا كنت غلطت معاها عشان اصالحها، هو انا ابقى غلطان عشان خايف عليها بنتك لسه صغيره متعرفش الشباب بتفكر ازاى انا بس اللى عارف و عشان بخاف عليها و مش حابب انها تحتك بيهم
اجابته هبه بهدوء
-عارفة يا ثائر الكلام ده كويس وعارفة برضو انك دلوقتى مضايق عشان انت نتاكد انها زعلت و زمانها مقطعة نفسها عياط عشان هى مش بتستحمل انك تزعق فيها
رفع يديه ومسح على وجهه و هو يتطلع لها فغمغم
-انتى شايفة كدة
حركت هبه كتفيها بخفة و قالت بنبرة ذات مغزى
-خلاص يا ثائر انا مش هضغط عليك وسيبها مفلوقة من العياط ايه اللى هيحصل يعني ولا اى حاجة
سادت ثوانى من الصمت فصاحت هبه بابتسامة مرح
-ها قررت ايه هتطلع و لا انا اطلع انا
حك انفه و قال وهو يتأفف
-لا هطلع بس هعمل حاجة الاول اسبقينى
-تمام
وبعد مرور بعض الوقت
وبعدما صعدت هبه للمنزل فوجدت ابنتها بغرفتها تتصنع بأنها نائمة رغم استماعها لتلك الشهقات المكتومة فعلمت بانها لاتزال مستيقظة تبكى لما فعله معها و اسلوبه الجاف و الحاد معها…
لم تتحمل ان تتركها بتلك الحالة فدلفت الغرفة تاركة الباب مفتوحًا من خلفها مقتربة منها جالسة بجوارها على الفراش ورفعت يديها ممسدة على خصلاتها بحنان بالغ قائلة بحب
-هيام، حبيبتى
لم تجيبها هيام فتنهدت هبه بضيق و انحنت لمستواها و قبلتها بأعلى راسها قائلة بخفوت
-انا عارفة انك صاحية، ثائر وقفنى تحت و هو مضايق عشان كلمك بالأسلوب ده وشوية و هتلاقيه قدامك و بيصالحك
انتفضت هيام من نومتها بعنف و غضب هادر قائلة
-وانا مش عايزة اشوفه و مش عايزاه يصالحنى و لما يطلع تمشية بقى انا يكلمنى بالطريقة دى ليه يعنى كنت عملتله ايه، لو على مازن فهو اللى وقفنى و اتكلم معايا و انا قبل هو ميجي بثوانى كنت بقوله ميكلمنيش تانى و لا يوقفنى بالطريقة دى، ورجعت من الجامعة و رحتله على المحل علطول عشان اصالحه لقيتهولك انفجر فى وشى من غير ما اعمله حاجه يا ماما انا مش شغالة عنده عشان يعاملنى بالاسلوب ده، المفروض يبقى اهدأ و يكلم بذوق اكتر من كدة انا بنى آدمة والله و بحس و بزعل و بفرح و بعيط
-بس هو خايف عليكي يا هيام، طريقته نابعة من خوفه عليكى
جزت على اسنانها و قالت بأستنكار
-خوفه عليا!!! فى ميت طريقة غير دي مبتشوفيش يوسف طريقته عاملة ازاى مع سارة و حنين، يوسف احسن منه فى ايه ها، ولا سارة و حنين احسن منى فى ايه عشان يتعاملوا معاملة احسن منى
نهضت هبه عن الفراش و كادت ان تجيبها و لكنها استمعت لصوت رنين المنزل فرفعت سبابتها امام وجهها قائلة بتحذير و كلمات سريعة
-هيام على الله تكلمى بالطريقة دي قدامه و كفاية انه سايب المحل و طالعلك ده كفاية يثبتلك قد ايه انتى مهمة
غادرت من امامها و خرجت من الغرفة متجهه صوب الباب لتقوم بفتحه وعقب خروجها قامت هيام بدفع الباب من خلفها و الغضب يعتريها من جفاءه وعدم إدراكه بمشاعرها الملتهبة تجاه
فتحت هبه باب المنزل فدلف ثائر المنزل حاملًا بيديه حقيبة بلاستيكية بها العديد و العديد مما تعشقه هيام وتتلذذ بأكله
دلف و اغلق الباب من خلفه قائلًا
-هى فين!؟
اجابته بخفوت قائلة
-شايطة منك و على آخرها
فأجابها بنفس النبرة الخافتة
-سبيهالى انا هعرف اصالحها المهم خليها تخرج من اوضتها
-مش هترضى تخرج طول ما انت هنا يا ثائر
حك جبهته بتفكير و سريعًا ما أرتفعت أحدى زاويتى فمه قليلًا فى ابتسامة ماكرة….وقال بتفكير
-خلاص لقيتها
**********
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية هوس متيم (هيامي))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *