رواية المشوه الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم الشيماء محمد
رواية المشوه الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم الشيماء محمد
رواية المشوه البارت الثامن والثلاثون
رواية المشوه الجزء الثامن والثلاثون
رواية المشوه الحلقة الثامنة والثلاثون
ملحوظه
((في البداية الناس اللي بيقولوا مش منطقي ليلى ما تقبلش جوزها والمفروض تفرح ! تخيلي انتي كده جوزك او ابوكي او اي حد قريب منك مش هقولك انه كان مشوه واتعالج لأ تخيلي يدوب حلق شعره تماما او حلق دقنه او شنبه وشوفي هتاخدي فترة قد ايه لحد ما تتعودي علي شكله الجديد ؟
فما بالك لو شكله كله اتغير ورجع انسان جديد وبدال ما الناس هتدور وشها بعيد عنه او تقوله مسخ بقى نجم وسيم بيتعامس من اللي حواليه ؟ ازاي المفروض تتعاملي مع ده !
هنا انا مش باخد صف ليلى او صف ادهم ! وما ينفعش نغلط حد علي حساب حد ! مفيش طرف غلطان وطرف عنده حق !
ده رأيي الخاص .. اسيبكم مع الحلقه ))
ادهم اتجنن يعني ايه العيال مفيش ! العيال نزلوا قدامه الصبح وركبوا الباص وهو راقبهم من البلكونة بيركبوا ! عياله فين ! لا هو ممكن يتقبل اي شيء في الدنيا الا عياله يروحوا منه ! وكان زي القنبلة الموقوتة اللي بتهدد بالانفجار وبحرق كل اللي حواليها
وبصوت مخيف : يعني ايه العيال مفيش انت اتجننت ولا ايه ؟ زياد وآية فين ؟؟
البواب : يا افندم مجوش اصلا ؟ عيالك مش هنا !
ادهم مسكه من هدومه : يعني ايه عيالي مش هنا ! انا شايفهم الصبح نازلين وركبوا باص المدرسة وانت تقولي مفيش؟
البواب بحيرة : ايوه مفيش ومش هنا !!
أدهم يدوب هيتكلم لمح مدرستهم وزق البواب من وشه ونادي عليها : داليا .. مس داليا
انتبهت المدرسة له ووقفت مستغربة مين ده اللي بيناديها وابتسمت بأدب : افندم
ادهم : الاول انا ادهم ، مقدم أدهم ابو زياد وآية
داليا بصتله باستغراب من فوق لتحت وهو اتكلم : عارف شكلي اختلف اوكي .. بالمختصر عالجت الجروح اللي في وشي تمام .. المهم دلوقتي عيالي فين ! زياد وآية فين !
داليا استغربت : الاول حمدالله علي سلامتك وثانيا العيال مش هنا !
ادهم باستغراب وبعنف : يعني ايه العيال مش هنا ! انتو هتجننوني ! العيال نزلوا الصبح علي مدرستهم !
داليا ابتسمت بود : محدش اعترض انهم نزلوا مدرستهم
ادهم بتوهان : امال انتي بتقولي مش هنا ازاي بقى !
داليا : الظاهر ان حضرتك لسه راجع من السفر ومدام ليلى ملحتقش تقولك
ادهم : تقولي ايه !
داليا : انها نقلت العيال من هنا .. للاسف زياد وآية مشيوا من عندنا وصراحة مش فاكرة اسم مدرستهم الجديدة ايه ! بس لو عايزني اعرفها ممكن ادخل واسأل الادارة !!
ادهم اخد نفس طويل وحمد ربنا ان عياله كويسين ، وراه سور صغير قعد عليه بتعب وارهاق وقلق .. وارتياح وخوف ومشاعر كتير متلخبطة وفاق على صوت داليا بتكلمه : اجيب لحضرتك اسم المدرسة !
ادهم بصلها بتعب : لا لا مالوش لزوم .. انا اسف على صوتي العالي وانفعالي عليكي بالشكل ده
داليا قعدت جنبه بتفهم : انا مقدرة موقف حضرتك وقلقك عليهم .. صراحة وحشوني كتير جدا ..
ادهم ابتسم ومردش عليها
داليا : هو انت لسه راجع من السفر وما شوفتهمش ولا ايه !
ادهم بسرحان : لا شوفتهم .. رجعت من امبارح بس زي ما تقولي ما اتكلمناش في موضوع المدرسة ده
داليا : الظاهر فرحتهم برجوعك بالشكل ده نستهم كل حاجة تانية ! اكيد طبعا كلهم فرحانين وخصوصا مدام ليلى !
ادهم ضحك بحزن ضحكة تهكم : ما تتخيليش فرحتها ازاي !
استغرب من نفسه ازاي اتكلم كده وليه ! بس كمل كلامه : قرار سفري ده كان أغبى قرار انا اخدته في حياتي .. كان عندي بيت دافي وهادي وجميل ومليان حب وانا هديته .. كنت متخيل اني بعمل حاجة صح لكن للاسف طلعت غلط وغلط جدا كمان
داليا : ازاي بقى غلط ! حضرتك معندكش مراية ولا ايه ! ( هزرت ) انا ممكن اطلعلك مرايتي وتشوف شكلك بقيت ازاي !
ادهم بصلها : وشكلي ده مش هو اللي مراتي حبته وعاشت معاه ودلوقتي بتعاملني كأني راجل غريب عنها ..
داليا بصتله كتير واستغربت رد فعل مراته .. على طول كانت بتشوفهم سعدا جدا وديما كانت بتتمنى تعيش قصة حب زيهم يمكن كمان كانت بتحسد ليلى على ادهم وازاي بيحبها وساعات كانت بتتخيله معاها هيا طردت الفكرة من دماغها ورجعت تفكر في ليلى واستغبت جدا تفكيرها !! بقى في واحدة عاقلة ترفض تحويل جوزها للشكل ده ! للنجم ده ! للوسامة دي !
فاقت من أفكارها على صوت ادهم ووقوفه : سوري دوشتك معايا !! اعذريني مرة تانية على انفعالي كده
داليا وقفت بسرعة وابتسمت : لا ابدا .. بالعكس ده انا المفروض اشكرك على سوء الفهم ده
ادهم باستغراب : تشكريني !!
داليا : طبعا اشكرك لان سوء الفهم ده خلاني اشوفك من تاني ( مع استغراب ادهم كملت كلامها بسرعة ) يعني علشان اطمن على حبايبي اللي وحشني مووت وكمان فرصة اجمل اني اشوف حضرتك باللوك الجديد ده .. على فكرة مراتك تبقى غلطانة لو ما تقبلتش شكلك ده .. ( قربت منه وهمست ) اوعى تفكر ان قرارك ده كان غلط !! ده قرار صح جدا والمفروض ان حبيبك يتقبلك في اي شكل طالما بيحبك ومش المفروض ابدا انك تقلل من قيمتك ونفسك علشان ترضي حبيبتك .. انت حياتك اتغيرت واتنقلت لمرحلة جديدة دورها كحبيبة قبل زوجة انها تخطي معاك خطوتك دي ..
ادهم بصلها كتير وسرح في كلامها وهيا ابتسمت ان كلامها مس وتر حساس ..
ادهم ابتسم بأدب : على العموم انا متشكر على تفهمك ده واهلا بيكي تزوري العيال في اي وقت يناسبك .. تليفون ليلى اكيد معاكي وفي اي نورينا
داليا ابتسمت : اكيد طبعا .. بس انتو غيرتو عنوان بيتكم صح !
ادهم بتريقة : للاسف فعلا .. دلوقتي نقلنا زايد عند ڤيلا والدي .. ڤيلا طويلة عريضة بجنينة خاصة للعيال وحمام سباحة خاص كمان
داليا ابتسمت : اغرتني اشوفها .. كده العيال ليهم حق يفرحوا هناك وينسوا مدرستهم القديمة
ادهم : عندك حق فعلا .. المهم علشان ما اعطلكيش اكتر من كده هخلي ليلى تتواصل معاكي وتتفقوا على معاد تشوفي العيال فيه
داليا بسرعة : انا غيرت رقمي للاسف .. تاخد حضرتك رقمي الجديد !
ادهم : اكيد هاتي
عطته تليفونها وطلبت منه يرن عليها علشان تسجل رقمه وبكده قدرت تاخد رقمه بطريقة راقية .. ابتسمت لأفكارها اللي بتساعدها ..
خرجوا من المدرسة وضربت في دماغها فكرة تانية تجربها ..
ادهم اعتذر من البواب وانسحب لعربيته وهو ماشي لمح داليا ماشية على الرصيف فقرب وهدّى عربيته وكلمها من الشباك : امال عربيتك فين !
داليا بأسف : عطلانة .. هطلع على الشارع بره وأوقف تاكسي
ادهم : تعالي هوصلك
داليا فرحت بس دارت فرحتها بسرعة : لا روح حضرتك لعيالك اكيد واحشينك
ادهم باصرار : اركبي هوصلك وبعدين مش النص ساعة دي اللي هتفرق ..
داليا : يا سيادة المقدم روح انت وما تشغلش بالك بيا انا هتصرف
ادهم : جرى ايه يا مس داليا احنا نعرف بعض من كام سنه هاه ! مش معقولة تصرفك ده ! اركبي
داليا ابتسمت وهو وقف علشان تركب جنبه وهيا دخلت واستقرت جنبه وبصتله : انا مش عارفة اشكرك ازاي ؟
ادهم : ما تشكرنيش وبعدين ايه سيادة المقدم دي ! ادهم كفاية
داليا ابتسمت : اتفقنا ادهم
ادهم بص قدامه ودور عربيته واتحرك وشوية وبصلها وهيا استغربت
ادهم : انا منتظرك تقولي ساكنة فين اكيد مش هنجم الطريق يعني !
داليا ضحكت : سوري سوري .. مصر الجديدة وهوصفلك العنوان في الطريق
ادهم كمل طريقه وداليا مش مبطلة كلام ابدا وهو بيرد عليها على قد ما بيقدر واكتشف انها متحدثة رائعة ولبقة في كلامها ودمها خفيف ومع انها رغاية الا ان رغيها مش ممل … مش ممل ابدا ..
اخيرا وصلها والمفروض تنزل من عربيته
داليا : ادهم انا مش عارفه ازاي اشكرك علي توصيلك ليا !
ادهم : زي ما قولتلك ما تشكرنيش اصلا
داليا : طيب بلاش توصيلك .. ازاي اشكرك على انك سمحتلي اقرب منك واعرفك كإنسان مش كولي امر طالب عندي ؟!
ادهم : ولا تشكريني على دي كمان وبعدين احنا نعرف بعض تقريبا من أربع سنين
داليا : وليه ما اتكلمناش بالشكل ده من زمان ؟
ادهم : يمكن لاني كنت مشوه فمحبتيش تتكلمي معايا !
داليا مسكت ايده بسرعة اللي على الغيار قدامها : لا طبعا مش ده السبب
ادهم سحب ايده براحة وبصلها واتقابلت عنيهم واكتشف ان عنيها ملونة وأول مرة ياخذ باله من شعرها الشوكولاتي اللي متماشي جدا مع عنيها الخضرا
ادهم بصلها وسألها باهتمام : امال كان ايه السبب !
داليا : السبب ان حضرتك كنت بتعمل ديما مسافة بينك وبين اي حد .. حتى في حفلات المدرسة كنت بتحضرها وبتختفي بسرعة ده حتى حفلات اعياد الميلاد في بيت حضرتك كنت برضه بتعمل مسافة .. حضرتك اللي كنت بعيد
ادهم : يمكن يكون كلامك صح بس ده لاني اتعودت على الرفض فاتعلمت اتجنب الكل
داليا : تعرف اني على طول كنت بحسد ليلى عليك !
ادهم بصلها باستغراب وهيا كملت كلامها : ايوه ما تستغربش .. كنت بشوف حبك لها ولعيالك وتمنيت الاقي حد يحبني بالشكل ده ويخلص ليا ولبيته كده .. كل مرة بشوفك فيها كنت بحسدها عليك ( ضحكت بخفة وهزرت) وطبعا حاليا باللوك ده هقر عليها مش هحسدها بس
ضحكوا الاتنين وهيا ابتسمت وبصتله : حضرتك انسان كويس وتستاهل كل خير
ادهم بابتسامة : متشكر جدا يا داليا .. كنت محتاج حد فعلا اتكلم معاه فمتشكر انك كنتي الحد ده .. وعلى رأيك نشكر سوء التفاهم اللي حصل
داليا اكدت : اجمل سوء تفاهم حصل .. هضطر آسفة اسيب حضرتك
ادهم ابتسم : اوك .. هروح انا بقى واشوف عيالي راحوا انهي مدرسة واكيد هنفضل على تواصل
نزلت داليا وهو روح على بيته أو الأصح بيت أبوه لأنه مش بيعتبره بيته .. واستغرب على الرغم من تأخيره الا ان ليلى مرنتش عليه ولا مرة لانها زمان لو اتأخر نص ساعة كانت بترن فيهم عشر مرات على الأقل لكن دلوقتي تأخير ساعتين على الاقل ومرنتش ولا مرة ده مش بس ما رنتش في التأخير دي مكلمتهوش ولا مرة من ساعة ما خرج من البيت الصبح !!
دخل كانوا بيتغدوا والعيال قاموا يجروا عليه بس رجعهم يكملوا أكلهم الأول وهو مع اصرار والدته قعد جنب مراته بصمت
الكل كان بيتكلم الا هو وهي ..
كان بياكل وهو سرحان تماما وبيفتكر كام مرة راقب عيلته بتاكل في نفس المكان ده وهو بعيد مش مسموحله ابدا يشاركهم ولا يقعد معاهم ..
الأكل رفض يتبلع حتى مع ذكرياته دي وحس بخنقة شديدة فساب الشوكة من ايده بهدوء
حسين : الأكل مش عاجبك ! ( نادى ) شوقية
ادهم باستغراب : لا ابدا
شوقية جت بسرعة : افندم
حسين : شوفي ادهم يحب اكل ايه واعمليله اللي بيحبه
ادهم استغرب ازاي الراجل ده نفسه اللي كان كتير يمنعه حتى من الاكل علشان يسد جوعه !! ياما ليالي نام فيها ميت من الجوع بسببه .. نفس الراجل ده
فاق على صوت شوقية : تحب حضرتك تاكل ايه !
ادهم بصلها : لا متشكر تسلم ايدك .. الاكل جميل .. انا اصلا اكلت ساندوتش مع زمايلي فعلشان كده مش جعان قوي تسلم ايدك مرة تانية
شوقية شكرته ودخلت لمكانها اما ليلى فبصتله لانها عارفة انه بيكدب وانه ما بياكلش برا البيت ابدا بس ما اتكلمتش وادهم كمان فهم انها فهمته واستغرب سكوتها ده ..
ادهم وقف : هطلع ارتاح شوية بعد اذنكم
آية : بابا
ادهم بصلها بأسف : ارتاح شوية يا آية وبعدها هقعد معاكي انتي واخوكي اعذريني يا قمر بس بابي تعبان شوية
قبل ما ترد كان طلع على فوق وآية بصت لأمها بزعل
ليلى : معلش حبيبتي سيبيه يرتاح شوية وبعدها هتلاقيه معاكي علي طول
حنان : اطلعيله يا ليلى شوفيه ماله ولو في اكل معين بيحبه اعمليهوله انتي يمكن اتعود ياكل من ايدك
ليلى : حاضر بعد اذنكم
طلعت وخبطت ودخلت كان واقف ومديها ظهره وكأنه منتظرها تطلع وراه
ليلى : خير مالك ! ما اكلتش ليه ! لو الأكل مش عاجبك
قاطعها : سيبك من الاكل دلوقتي ..
ليلى استغربت هجومه ده : حاضر في ايه !
ادهم قرب منها وبلهجة ما اتعودتش عليها منه : انتي نقلتي العيال من مدرستهم !
ليلى سكتت شوية تستوعب كلامه وسؤاله واستغربت هجومه ده : ايوه نقلتهم
ادهم : ليه ! وازاي تحوليلهم من غير ما تعرفيني !
ليلى : انت عرفت منين !
ادهم زعق : سيبك من عرفت منين وجاوبي على اسئلتي
ليلى رجعت خطوة لورا بعيد واستغربت هجومه ده وتزعيقه بالشكل ده ولهجته دي في الكلام معاها : نقلتهم من ساعة ما نقلنا هنا لانه مكنش ينفع اوديهم مدرستهم القديمة المسافة بعيدة جدا مدرستهم الجديدة هنا في زايد
ادهم مكنش عامل حساب بعد المسافة بس برضه مش سبب كافي : ومعرفتينيش ليه !
ليلى باستغراب : انت لسه جاي امبارح ومقعدتش اصلا معانا وسيبتنا ورحت الشقه القديمة تقعد فيها لوحدك ولما رجعت ما اتكلمناش .. فنسيت .. نسيت يا ادهم اقولك وسط كل اللي احنا فيه ده وبعدين اعتقد مش مدرسة العيال هيا اهم حاجة ممكن نتكلم عنها دلوقتي
ادهم بدون اقتناع هز دماغه موافق وسألها : عايزانا نتكلم عن ايه تاني اهم من مدرستهم !! اتفضلي سامعك
ادهم عقد ايديه على صدره منتظر منها تتكلم وهيا مع اسلوب تهكمه ده معرفتش تنطق بحرف واحد حتى .. ده مش ادهم ابدا اللي قصادها ! ولا دي طباعه ! ولا ده اسلوب حواره ونقاشه معاها ابدا !
ادهم بتريقة : زي ما توقعت معندكيش كلام تقوليه !
ليلى : بالشكل اللي بتكلمني بيه اكيد معنديش كلام اقوله
ادهم ما اهتمش وسألها : بما ان معندكيش كلام يبقى نكمل كلامنا مدرسة ايه اللي نقلتي العيال فيها !
ليلى اخدت نفس طويل وجاوبته : مدرسة اميريكان هنا في زايد قريبة من هنا
ادهم فكر للحظة : قصدك المدرسة اللي على الطريق دي في اول الكومبوند !! الاميريكان سكول ؟؟
ليلى : ايوه هيا !
ادهم بصلها باستغراب وبعدم تصديق
ليلى لانها مش فاهمة ماله : في ايه ؟ بتبصلي كده ليه !
ادهم هز دماغه بعدم تصديق وبصلها : مصاريفها قد ايه يا ليلي المدرسة دي !
ليلى استوعبت سبب نظرته وبقلق سكتت فهو كرر سؤاله : مصاريفها قد ايه يا ليلى !
ليلى بعدت خطوتين عنه : ١٥٠
ادهم بعدم فهم : ١٥٠ ايه !
ليلى : ١٥٠ ألف في السنة
ادهم : للأثنين !
ليلى بقلق : للواحد
ادهم بصلها كتير وهو مش عارف يقولها ايه ولا مستوعب هيا ازاي اخدت خطوة زي دي بدون ما ترجعله ! وازاي تحطه في موقف زي ده ! وازاي تخيلت انه ممكن يقبل وضع زي ده !
ليلى لما سكوته طال قلقت : ادهم باباك
هنا قاطعها هو : بابايا ايه ! هاه ! هيدفع هو ! هيصرف عليا وعلى عيالي ومراتي !
ادهم رجع لورا وقعد على السرير بتعب ووجع وبص للأرض واتكلم بألم : انتي ازاي تحطيني في وضع زي ده ! انتي عارفة كويس قوي اني ما اقدرش ادفع المبلغ ده ولو قدرت ادفعه سنة ما اضمنش اقدر ادفعه السنه اللي وراها ! ازاي خدتي خطوة زي دي بدون ما ترجعيلي ! فكرتي ازاي هاه !
ليلى قربت منه وحاولت تدافع عن تصرفها : ادهم ده بيتك وده باباك وده
قاطعها : وايه كمان كملي ! دي عيلتي والمفروض احمد ربنا اني لقيت حد يصرف عليا وعلى عيالي واحط جزمة في بوقي واسكت ( على صوته ) صح !
ليلى دموعها نزلت : انا اسفة يا ادهم بس لما جينا هنا حاولت اودي العيال مدارسهم واخدنا اسبوع اتبهدلنا فيه وساعتها باباك عرض عليا المدرسة دي ولما عرفت مصاريفها قد ايه كان هو سجلهم خلاص ودفعهم ولما اعترضت قالي ان ده بيتك ومش هيسمحلك تبعد عنه تاني وانه مصر يعوضك عن اللي فات ولو هو مقدرش يكون جزء من حياتك فعايز يعوض ده بإنه يكون جزء من حياة احفاده ويعمل معاهم اللي مقدرش يعمله معاك
ادهم بصلها بوجع : مقدرش يعمله ولا رفض ! في فرق يا ليلى ! هو اختار ده .. هو اتحكم في حياتي كلها قبل كده ودلوقتي انتي بتسمحيله يتحكم تاني فيا وفي حياتي !
ليلى بعدم فهم : انت قولت سامحته ! لو مكنتش سامحته لا يمكن كنت اسمحله يكون جزء من حياتنا بس انت ….
ادهم بوجع : انا ايه يا ليلى ! انا ايه بس ! انتي ازاي …. انتي ازاي !
معرفش يكمل كلامه ولا ينطق معاها بأي حرف بصلها بوجع هيا حساه ودموعها نازلة مش عارفة تتكلم هيا كمان وقاعدة قصاده في الارض نظراتهم كلها وجع وبس ومحدش فيهم قادر ينطق
ليلى اخيرا وقفت ونطقت : انت سمحتلهم يعيشوا معانا في بيتنا ولما رجعوا هنا افتقدتهم وكانوا بيزورونا باستمرار وعلاقتك كانت كويسة بيهم كلهم وحتى احمد كمان علاقتك بيه اتحسنت ووافقت تعمل العملية بناءا على طلبهم وسافرت بالفعل على …..
سكتت ومكملتش كلامها فهو كمل نيابة عنها : على حسابه كملي سكتي ليه !
بصتله ومنتظرة الاجابة فجاوبها
ادهم : سافرت على حسابه يا ليلى لانه كان محتاج لده ! كان عارف ان هو اللي شوهني بالمنظر ده ومكنش قادر يتحمل يشوفني قصاده بالشكل ده لانه كان بيفتكر بشاعة اللي عمله في ابنه وكان متخيل انه لما يعالجني هيصلح اللي حصل زمان فأنا وافقته علشان اسمحله يفكر بالشكل ده .. سمحتله يفتكر انه بكده عالج جروح اكتر من ٣٠ سنه .. سمحتله يعيش في الوهم ده ، بس ده كان علشان تعبه وقلبه الضعيف وعلشان امي ورجاءها ليا اني اسمحله يكفر عن اخطاؤه والاهم من كل دول علشانك انتي .. ولو تفتكري انا ما وافقتش غير لما انتي طلبتي مني ده .. سافرت علشانك انتي وفاكر جملتك ولسه بترن في وداني وكنت كل ما اتعب في اي عمليه بره وكل ما اتوجع ترن في وداني جملتك دي وتصبرني فاكراها ولا افكرك بيها
” سافر يا ادهم .. سافر علشاني .. علشان خاطري يا ادهم .. وعلشان خاطر عيالك .. علشانا احنا .. علشان ما تهربش من كل صورة نتصورها ! وما تهربش من كل مناسبة .. علشاني يا ادهم .. طالما بإيدك تبقى راجل طبيعي ومش مشوه يبقى اعملها علشاني .. علشان حبيبتك ”
وعملتها يا ليلى علشانك .. علشان حبيبتي اللي اول ما رجعلتها بصتلي باستغراب وكأني راجل غريب عنها
ليلى بوجع : انا قلت كده علشانك انت مش علشاني انا وتخيلت انك فاهم كده زي ما سبق وقولتلك انك مشوه واني مش طيقاك ساعة حملي في زياد ساعتها انت فهمت اني بقول كده علشانه وتخيلت انك المرة دي فهمت برضه اني بقول كده علشانك
ادهم بصلها : انتي ازاي بتشبهي دي بدي ! انتي فاهمة انتي بتقولي ايه ! ساعة زياد ايوه فهمتك .. فهمت ان حلمك انك تكوني ام كان اهم بالنسبالك مني ومن حبي يا ليلى .. انا كنت رقم ٢ في حياتك ..
ليلى بصتله ومش عارفة تقول ايه وعرفت انها اختارت مقارنة غلط في وقت غلط
ليلى : انت عمرك ما كنت رقم ٢ في حياتي
ادهم ضحك بتهكم : بلاش نضحك على بعض ارجوكي ..
عطاها ظهره وراح ناحية البلكونة وهيا راحتله ولفته لها : ادهم انت بتشك في حبي ليك ! جاوبني !
ادهم بصلها ومسك ايدها من على دراعه ونزلها بعيد عنه : انا دلوقتي مش عارف حاجة كل اللي عارفو ان مراتي سابت بيتي واخدت عيالي ودخلتهم لمدرسة تانية تتخطي بمراحل قدراتي وعملت لنفسها هيا وعيالها حياة كاملة وكل ده بدون علمي وكأني ماليش رأي او دور او ميت مثلا
ليلى وقفته : ما تقولش كده ارجوك
ادهم بصلها بوجع : امال اقول ايه ! قوليلي انتي اقول ايه ! طيب اتصرف ازاي !
ليلى : لو عايزنا نرجع بيتنا نرجع دلوقتي انت بس شاور
ادهم ضحك : اشاور ! طيب يالا نرجع ! انزلي قولي لعيالك انك هتاخديهم من هنا وهترجعيهم شقتهم القديمه الصغيره من غير جنينه ولا العاب ولا حمام سباحة خاص بيهم ؟ بلاش اللعب ! قوليلهم هترجعيهم مدرستهم القديمة اللي ما تجيش ربع مدرستهم دلوقتي ! بلاش العيال خالص انزلي قولي لجدهم اللي سلمتيه احفاده يكون مسؤل عنهم انك هتاخديهم منه وهتحرميه منهم ! بلاش هو كمان انزلي قولي لحنان ان حلمها بعيلتها وعيالها واحفادها في حضنها بعد ما اخيرا اتحقق هتدمريه من تاني .
ليلى عيطت وبصت للأرض وهو رفعلها راسها : يالا انزلي .. انزلي دمري الكل وحطمي احلامهم كلها .. ساكتة يعني ! واقفة مكانك ! يالا يا ليلى رجعينا بيتنا القديم ! رجعيلي حياتي اللي دمرتيها ! رجعيلي راحة بالي في حضن مراتي وعيالي ! ولا اقولك بلاش ! نسيني كل لحظة وجع عشتها في البيت ده ! انا مش قادر افهم انتي ازاي تخيلتي اني ممكن اعيش هنا ! ده انا حكيتلك عن كل حاجة حصلتلي هنا ! نسيتي اتعمل فيا ايه هنا ! انا كل شبر في البيت ده اتوجعت فيه ! ازاي تخيلتي اني ممكن انسى كل ده واعيش هنا !
ليلى عياطها مستمر وهو وجعه مستمر ومحدش فيهم عارف يعمل ايه
ادهم كمل كلامه : اقولك انا ازاي ! بكل بساطة مفكرتيش في جوزك ولا وجعه بس فكرتي في حياتك وعيالك دي برضه مش نقلة سهلة وبسيطة انتي هتعيشي هنا ملكة في قصر بخدم وحشم وعيشة تانية وعيالك هيدخلوا احسن مدارس ويتعلموا افضل تعليم ومش بعيد يسافروا بره ولا يدرسوا في جامعات بره ده اللي فكرتي فيه صح
ليلى بتهز دماغها برفض وهو مش مديها فرصة تتكلم : لأ لأ لأ يا ادهم لأ .. ما تظلمنيش بالشكل ده
ادهم : ما اظلمكيش ! امال انتي تظلميني بالشكل ده ازاي طيب ! طيب انتي جاوبيني ! مش هظلمك انتي جاوبيني
ليلى مسحت دموعها : انا ما فكرتش غير فيك انت ! انا عمري ما كنت مادية ابدا انت عارف ده كويس .. انا قلت انها فرصة ترجع بيتك اللي اتحرمت منه وترجع لحضن ابوك وامك ( حاول يعترض بس سكتته وكملت ) زي ما انا فاكرة عذابك اللي حكيتهولي فاكرة كمان لما قولتلي انه على الرغم من كل اللي حصل ده بتتمنى ولو حضن من امك ! بتتمنى يكون عندك اب وام .. بتتمنى عيلتك ما نسيتش ده يا ادهم وده اللي فكرت فيه
ادهم هز دماغه برفض : وعيلتي رجعت وسمحتلهم يدخلوا حياتي لكن ده مش معناه ابدا اني هسلمهم امري بالشكل اللي انتي عملتيه ده .. ذكرياتي في البيت ده اسوأ من اني اقدر اتحمل ارجع اعيش فيه من تاني !
الاتنين سكتوا وكل واحد وقف في جنب
وشوية وقاطع صمتهم ده خبط سريع على الباب وفتحه بسرعة وزياد داخل بحماس : بابا ، ماما ، جدوا جاب مدرب لينا وبيتفق معاه من بكرة هنبدأ نتعلم السباحة .. ياي ياي ياي .. بابا انزل شوفه يالا .. الحمام جاهز ومن بكرة هنبدأ مش احلي خبر ده ولا ايه !
ادهم بهدوء : بس انا علمتك ازاي تعوم يا زياد وانت بتعرف تعوم كويس
زياد بحماس : ما انا مش هقولهم بقى كده وبعدين يا بابي ده مدرب خاص وبعدين آية مش بتعرف تعوم هو هيعلمها بس جدو مش هيسمحلنا نعوم في الحمام الكبير الا اذا المدرب قاله ان احنا بنعرف نعوم .. يالا بقى يا بابا هو تحت مستني وجدو قالي اناديك
ادهم وقف وبص لمراته بلوم وهيا بصت للأرض هربا منه
زياد فرح : يالا
ادهم بص لابنه : اسف يا زياد بس عندي شغل ومضطر انزل دلوقتي
زياد : طيب قابله وامشي يالا يا بابا
ادهم : جدك هيقابله .. جدك كفايا انا مش ضروري يا زياد
زياد : ازاي بقى مش ضروري
ادهم : جدك اللي جايبه وجدك اللي عملك حمام السباحة وجدك اللي هيدفعله راتبه يبقى انا مش مهم يا زياد انزل لجدك ولمدربك
زياد : بابا
ادهم بضيق : انزل يا زياد يا كلمة زيادة منك هقولك مفيش تدريب خالص
زياد نزل زعلان وهو بص لمراته : انا خارج عايزة مني حاجة !
ليلى : هتروح فين !
ادهم : مش هيفرق معاكي المكان اللي هروحه عايزة حاجة مني !
ليلى بوجع : لأ … شكرا
ادهم خرج وبيقول لنفسه “طبعا مش هتعوزي حاجة مني .. معدش عندك حاجة يا ادهم ينفع تقدمهالها ”
نزل وقبل ما يخرج حسين لمحه ونادى عليه واضطر يروحلهم واتعرف على المدرب واسمه حسام
حسام : فرصة سعيدة جدا سيادة المقدم اكيد حضرتك هتشرف على تدريبهم بنفسك
ادهم بابتسامه مصطنعة : لا للاسف وقتي ضيق .. البركة في حضرتك وبعدين جدهم معاهم بعد اذنكم
انسحب بسرعة وخرج معندوش فكرة هيروح فين المهم يخرج من البيت ده ..
فضل يلف كتير بعربيته وبعدها راح شقته وفضل فيها بس حتى شقته معدش عارف يرتاح فيها .. اخر الليل تليفونه رن وبصله وشاف اسمها قدامه وفضل مركز مع الاسم مش عارف يرد ولا يتجاهله والاختيارين اصعب من بعض ..
واخيرا قرر يرد :: الو خير !
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية المشوه)